معسكرات الإبادة

سيمون فاي (AFP)
سيمون فاي (AFP)

سيمون فاي.. إحدى أهم النساء في عصرنا

من معسكر الإبادة النازي إلى مقبرة العظماء "البانتيون" الفرنسية - اليهودية التي حظيت باحترام كبير في فرنسا

02 يوليو 2018 | 11:21

كان من الصعب ألا نلاحظ الاحترام الهائل الذي أعربت عنه، أمس، الجمهورية الفرنسية لفاي. أغلِقت شوارع باريس بمناسبة المراسم المؤثرة، التي كان كل حدث فيها مخططا ومشيرا إلى ثلاث محطات هامة في حياتها: التجارب الصعبة التي مرت بها فاي في معسكر الإبادة أوشفيتس، نشاطاتها التاريخيّة من أجل حقوق النساء، وإيمانها بفكرة الاتحاد الأوروبي الذي يخضع في هذه الأيام إلى الاختبار الأهم منذ إقامته.

كان اسم طيبة الذكر فاي في طفولتها سيمون جاكوب بنيس، وأرسِلت إلى معكسر الإبادة مع عائلتها في سن 17 عاما. شُوهِد أخيها ووالدها في المرة الأخيرة وهما في قطار متجها إلى ليتوانيا، وماتت والدتها إيفون في برغن بلسن قبل تحرير المعسكر في عام 1945. ظل 11 طفلا يهوديا من بين 400 أرسِل إلى المعسكرات على قيد الحياة، ومنهم فاي وأختاها.

ادعت فاي أن الهولوكوست وبقاءها في معسكرات الإبادة جعلاها تؤمن جدا بأهمية الاتحاد الأوروبي. “بعد مرور 60 عاما، ما زالت ترافقها الصور، الروائح، البكاء، الإهانة، والدخان في السماء”، قالت في مقابلة معها في عام 2005. كُتب الرقم الذي وُشِم على ذراعها في أوشفيتس على تابوتها أيضا. وذُكرت في المراسم في باريس صلاة يهودية تدعى “كاديش” (Kaddish) وهي تذكر على أرواح الأموات.

نقل رفات المناضلة من أجل حقوق المرأة ووزيرة الصحة السابقة سيمون فاي إلى مقبرة العظماء بباريس (البانتيون) (AFP)

بعد الحرب، عادت فاي إلى فرنسا، وبدأت فيها المرحلة الثانية من سيرة حياتها الرائعة: النضال من أجل حقوق النساء.

عملت فاي وزيرة الصحة في فرنسا بين الأعوام 1979-1974. في هذه الفترة، سمحت باستخدام وسائل منع الحمل، فأصبح استخدامها أسهل. بعد ذلك، كافحت من أجل حق النساء في الإجهاض. وضعت قانونا يدعى  قانون Loi Veil، وهو يسمح بالإجهاض، ويعتبر حجر الأساس لحقوق النساء في فرنسا.

بعد ذلك، اختيرت فاي الرئيسة الأولى للبرلمان الأوروبي. تطرق ماكرون أمس إلى الاتحاد الأوروبي، في المراسم أمس، في الفترة التي يجتاز فيها هذا الاتحاد اختبارا خطيرا بعد انسحاب بريطانيا منه.

دُفِنت فاي يوم أمس في مقبرة العظماء “البانتيون” في باريس، وهي المقبرة التي دُفِن فيها كبار الفرنسيين. تجسد فاي التغلب على الشر، النضال من أجل المساواة بين الرجال والنساء، والإيمان بالسلام بين الشعوب.

اقرأوا المزيد: 304 كلمة
عرض أقل
الروهينغيا في مخيمات اللجوء (AFP)
الروهينغيا في مخيمات اللجوء (AFP)

إسرائيل تقترح تقديم مساعدات إنسانية إلى الروهينغيا عبر بنغلاديش

اقترحت إسرائيل تقديم مساعدات إنسانية إلى الروهينغيا الذين يفرون من المجزرة في ميانمار، ولكن اقتراحها لاقى رفضا لأن "المساعدات الإسرائيلية تعد نقطة حساسة"

توجهت وزارة الخارجية الإسرائيلية سرا إلى بنغلاديش، وهي دولة مسلمة لا تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، مقترحة عليها تقديم مساعدات إنسانية كبيرة لعشرات آلاف اللاجئين المسلمين من الروهينغيا الذين فروا من قبضة الجيش في ميانمار.

وفقا لما ورد اليوم، الخميس، صباحا في صحيفة “يديعوت أحرونوت”، فقد شكرت بنغلاديش إسرائيل على الاقتراح، لكنها أعلنت أنها لن تتمكن من الحصول على مساعدات إسرائيلية بسبب الحساسية المنوطة بذلك. ويشار أيضا إلى أن وزارة الخارجية تدرس حاليا طرقا أخرى لتقديم المساعدة إلى الروهينغيا الذين ما زالوا في ميانمار في معسكرات الأمم المتحدة أو المنظمات الدولية الأخرى.

في السنة الماضية، هاجم جيش ميانمار قبيلة الروهينغيا، وهي أقلية مسلمة تعيش في الدولة البوذية، ووفقا لما ذكرته تقارير مختلفة فقد قُتِل ما لا يقل عن 10 آلاف شخص، وهرب 655 ألف آخرين الى بنغلاديش المجاورة.

ويقدّر أن ميانمار ارتكبت إبادة جماعية أو تطهيرا عرقيا ضد أبناء الروهينغيا. تصل إلى الغرب تقارير مروّعة عن ارتكاب الجيش في ميانمار أعمالا فظيعة، اغتصاب النساء والفتيات أمام أزواجهن وأطفالهن وإخوانهن، وتنفيذ مجازر بحق المدنيين. يعامل سكان ميانمار الروهينغيا كغزاة مسلمين ويتهمونهم بهجمات الإرهابية.

الروهينغيا في مخيمات اللجوء (AFP)

تسليح قوات ميانمار بأسلحة إسرائيلية

وعلى الرغم من الاقتراح السخي الذي قدّمته وزارة الخارجية الإسرائيلية للأقلية من الروهينغنا، التي أصبحت الآن تعيش في بنغلاديش في مخيمات اللاجئين، فمن المعروف أيضا أن دولة إسرائيل باعت أسلحة للنظام الوحشي في ميانمار منذ سنوات.

وعلى الرغم من إزالة العقوبات الاقتصادية، إلا أن الولايات المتحدة حظرت بيع الأسلحة لميانمار، وكذلك الاتحاد الأوروبي. ولكن، رفضت الصين وروسيا الانضمام إلى هذه الخطوة، لهذا ما زال بإمكان نظام الحكم في ميانمار التجارة بالأسلحة وإسرائيل شريكة في بيع الأسلحة له أيضا.

مثلا، في عام 1997، فازت شركة الأسلحة الإسرائيلية “إلبيت” بمناقصة لتطوير 36 طائرة عسكرية في ميانمار، وباعتها صواريخ جو – جو إسرائيلية أيضا. وفي عام 1998، اشترت ميانمار من إسرائيل 16 مدفعية من طراز 155 ملمتر.

وتشير النتائج إلى أن قوات الأمن في ميانمار مسؤولة عن جرائم الحرب، وكانت الجرائم الإنسانية ضد الروهينغيا معروفة منذ عام 2014. لقد كان رئيس المجلس العسكري، مين أونغ هالينغ، والجنرال البارز، أيه ماونغ ماونغ متهمين بتلك الأعمال المروعة. بالمناسبة، التقى كلاهما بتاريخ 30 أيلول 2015 برئيس الدولة، رؤوفين ريفلين، ورئيس الأركان، غادي أيزنكوت، وكبار المسؤولين الإسرائيليين الآخرين. لقد سعت إسرائيل إلى إبداء التواضع فيما يتعلق بهذه الزيارة إلا أن رئيس المجلس العسكري، مين أونغ هالينغ، نشر في صفحته على الفيس بوك كل ما حققه في زيارته إلى إسرائيل. فقد تحدث عن أنه جرت محادثات لشراء معدّات عسكريّة وعن إرشاد قواته إضافة إلى شراء سفن حربية. كما أجرى زيارة إلى المنطقة الصناعة الجوية، ومصانع الأسلحة المتقدمة “إلبيت” و “إلتا”.

اقرأوا المزيد: 401 كلمة
عرض أقل
لاجئون سودانيون في تل أبيب  (Flash90/Tomer Neuberg)
لاجئون سودانيون في تل أبيب (Flash90/Tomer Neuberg)

هل التطبيع مع السودان ممكنٌ؟

كمدافع عن حقوق الإنسان لا أهتم بالتعبير عن رأيي في المشكلة السياسية بين إسرائيل وفلسطين فلدي ما يكفيني. موقفي دائمًا ثابت، فأتألم كثيرًا لمعانة المدنيين العزل أينما وجدوا

لم يتسن لي أن أكتب في الصحف العربية كثيراً لعدة أسباب، منها أنّ العربية ليست اللغة التي أجيدها بطلاقة لحد الكتابة، ثم أن هناك حاجزًا كبيرًا لدي يجعلني لا أثق كثيراً فيما تنقله الصحف العربية عموماً، باعتبار المواقف العربية السلبية تجاه القضايا السودانية. قطر والسعودية نموذجان. أما بالنسبة للدول والشعوب العربية، فدعمها للسودان يرتبط بالعروبة أو الإسلام. تحدُّثي العربية وانتمائي الإسلامي لا يطمسان هويتي. بُذرت أفريقيٌا، وُلدتُ افريقيٌا، ترعرعتُ افريقيٌا، فأنا أفريقيٌ زنجيٌ.

ثمة شرفاء عرب متحررون يدعمون ثورات البسطاء والحقوق المدنية للشعوب المضطهدة، فلهم المجد والاحترام. ولكن في هذه النافذة قصدتُ أن أعلق قليلا عن تجربتي الشخصية وتسليط الضوء على ما يجري في الساحة السياسية السودانية.

ابتدأت تجربتي كلاجئ سياسي بعد فراري من الإقليم المنكوب، إقليم دارفور السوداني جرّاء التطهير العرقي والإبادة الجماعية ضد الإثنيات الأفريقية بغرض طمس الهوية الأفريقية، واستبدالها بهوية عربية إسلامية وتأسيس بؤرة للإرهاب لزعزعة أمن العالم واستقراره.

في منتصف العام 2002 بدأ النظام الاستبدادي في الخرطوم بتجييش المجموعات العربية وحشدها ضد السكان الأصليين ذوي الأصول الأفريقية. وكان ذلك بهدف إحداث شرخ، وفتك النسيج الاجتماعي بين المكونات الدارفورية المتعايشة سلمياً والمتصاهرة. وهنا أريد أن أوضح نقطة في غاية الأهمية للقرّاء، وهي أنه ليست لدينا مشكلة مع الإثنيات العربية كأعراق، فكان التصاهر والتزاوج — أخت أمي متزوجة لعربي فأنجبت حسناً وحسيناً سارة ومبارك وآخرين لا أعرفهم.

الرئيس السوداني، عمر البشير (AFP)
الرئيس السوداني، عمر البشير (AFP)

أنا أؤمن أن العرب في السودان أصبحوا جزءًا من التركيبة السكانية للوطن الكبير. فنحن نحتاجهم وهم يحتاجوننا والأهم من كل هذا هو أن الوطن يحتاجنا جميعاً أو بالأحرى لا يوجد هناك “نحن وهم”.

الاضطهاد المنهجي الذي يمارسه الحزب الحاكم “المؤتمر الوطني” أو اللا وطني للدقة، أجبر العديد و”المحظوظين” من أبناء وطني إلى الفرار بحثاً عن الملاذ الآمن، بدءًا بالكهوف وقمم الجبال مرورًا باللجوء إلى بلدان أخرى. وهناك من فقدوا حياتهم إمّا قصفًا بالأسلحة الروسية والصينية وإمّا ابتلعتهم أسماك القِرش في البحر المتوسط. أما الذين ما زالوا يكافحون داخل البلاد فهم إمّا معتقلون أو عرضة للاغتيال السياسي، والأبنوسي عاصم عمر نموذجا.

عاصم عمر الذي أدين بجريمة قتل ينعدم فيها اأحد أهم أركان قيام الجريمة، وهو جثمان المقتول — كل مبتدئ في القانون يعرف ذلك. أتساءل مستغرباً: كيف تثبت جريمة قتل دون وجود جثمان المقتول؟ أي قانون هذا وأي عدل؟ إن محكمة عاصم لا تهدف إلى تحقيق العدالة، ولا لمنع الجريمة، إنما كانت لأن عاصم افريقيٌ زنجيٌ حر. محاكمته تمثل امتدادا للقمع والاضطهاد على أساس العرق والرأي السياسي، وإلاّ لماذا لا نرى محاكمة رؤوس الدولة؟ ابتداءً من رئيسها المطلوب لدى محكمة الجنايات الدولية في لاهاي لإرتكابه جرائم حرب، وتطهير عرقي وإبادة جماعية؟ قضية عاصم هي امتحان حقيقي للشعب السوداني، ولأسفي كما قال صديقي فإن المشكلة السودانية لا تكمن في عمر البشير ونظامه وإنما المشكلة هي في “عمر البشير المجتمع”، فإذا انتهينا من “البشير الرئيس” يبقى “البشير المجتمع”. كيف لنا أن نعيش في بلد كهذا؟ لجؤنا هو نتاج طبيعي لذاك الواقع.

اللجوء إلى إسرائيل

أطفال سودانيون في تل أبيب (Flash90/Yossi Zeliger)
أطفال سودانيون في تل أبيب (Flash90/Yossi Zeliger)

ورد مصطلح اللجوء لأول مرة إبّان الحرب العالمية الثانية 1945. وكان تعريفه مختصر جدا ليشمل ضحايا النازية فقط، ولتوالي الكوارث والحروب، وافقت الجمعية العامة للأمم المتحدة آنذاك على إعادة صياغة المصطلح ليصبح اللاجئون هم: “الذين يستحقون الحماية نتيجة للإضطهاد (persecution) بسبب العرق أو الدين أو الجنسية أو الانتماء إلى فئة اجتماعية معينة أو رأي سياسي”.

أثار اللجوء السياسي، تحديداً إلى إسرائيل، ضجة صاخبة. منهم من وصفنا بالخونة ومنهم من قال “هؤلاء عملاء لإسرائيل لأنهم يعتبروننا عربًا ومسلمين. انتقدوا لجوءنا إلى إسرائيل، ولكنهم صمتوا عند ترحيل وقتل السودانيين في مصر والأردن، هؤلاء تنقصهم الجرأة في أن يتحدثوا عن المجازر والملاحقة التي يتعرض لها هامش الشعب من دارفور، جبال النوبة، والأنقسنا في جنوب النيل الأزرق.

عادةً ما نُسْأَل عن موقفنا عن القضية الفلسطينية والتطبيع. كمدافع عن حقوق الانسان ليس من اهتمامي أن أعبر عن المشكلة السياسية في إسرائيل أو فلسطين فلدي ما يكفيني وأكثر وموقفي دائماً ثابت — أتألم كثيراً لمعانة المدنيين العزل أينما وجدوا، فلسطينيين كانوا أم إسرائيليين، صوماليين أم بورميين. أتحدث دائماً عن العدالة والمساواة. أتحدث عن العنصرية في كل مكان حتى في إسرائيل، وفي المقابل أنا ممتن لإسرائيل لحمايتي وحضني رغم تجربتي وأمثالي في البحث عن الحرية والاستقرار.

لنا تجارب أقل ما نصفها بالقاسية مع مصر والأردن، لا تكفي المساحة لسردها. لا اقصد بكلماتي هذه النيل من العرب أو التمجيد لإسرائيل، ولكن هي تجربتي ورأيي. وهنا لا بد من التوقف قليلاً عما يدور الآن في الساحة السياسية السودانية والعربية فيما يتعلق بمسألة التطبيع التي أثارها وزير الاستثمار السوداني، مبارك الفاضل. تصريحات مبارك الفاضل وردود فعل الشارع السوداني يدل على تطور ملحوظ نحو التحررية والتقدمية (liberalism & progressiveness). مبارك الفاضل هو من البرجوازيين أبناء المركز الذين ساهموا في خلق وتعميق جراح الشعب السوداني. استفزني كثيراً حينما قال “أبناء دارفور يعيشون في إسرائيل فأين تكمن المشكلة؟”.

السودانيون في إسرائيل ليسوا فقط من دارفور، وإنما من كل بقاع الدولة السودانية بأكملها، الذين اشتد بهم الاستبداد والبطش ولَم يكن أمامهم خيار، سوى الفرار.

التطبيع مع اسرائيل حتمي وضروري وسنعزز من ذلك وهنا الفضل يرجع إلى المناضلين من أبناء وطني الموجودين في إسرائيل، أقول لهم افتخروا — فأنتم دهستم الحاجز التاريخي المبني على العاطفة والبغضاء وليس على المنطق والسلام. اذا كان السودان دولة ذات سيادة فنحن السودانيون من نحدد مصالحنا ولا أحد غيرنا. علاقاتنا الدولية لا تبنى على الكراهية لأننا ضحاياها وإنما على التسامح و السلام اللذين نأمل إليهما.

السؤال الآن ليس التطبيع مع إسرائيل، ولكن هل التطبيع مع السودان ممكنٌ السودان ليس دولة بمفهومها القانوني، ليس لها سيادة كمكون أساسي للدولة. مقاطعة السودان وفرض العقوبات الاقتصادية ضرورة ملحة للحفاظ على الأمن والسلم الدوليين. إسرائيل استقبلت ضحايا إبادة جماعية وبالتالي لا يمكنها أن تطبّع مع مرتكبيها — نحن الهامش من نحدد متى ومع من يتم التطبيع، عندئذٍ سنسمح لإسرائيل بفتح سفارتها جنبًا إلى جنب مع السفارة الفلسطينية والأردنية في الخرطوم ونكون وسيطاً للسلام بينها والدول العربية.

اقرأوا المزيد: 883 كلمة
عرض أقل
الناشطة الأيزيدية، نادية مراد (تصوير Israaid)
الناشطة الأيزيدية، نادية مراد (تصوير Israaid)

فرت من داعش وألقت خطابا في البرلمان الإسرائيلي

الناشطة الأيزيدية، نادية مراد، تصل إلى إسرائيل لدفع يوم ذكرى خاص بارتكاب المجزرة بحق الشعب الأيزيدي وتطلب تعليم قصته في الجهاز التربوي الإسرائيلي

أجرى البرلمان الإسرائيلي أمس (الإثنين) اجتماعا خاصا لذكرى الشعب الأيزيدي الذي تعرض في السنوات الماضية إلى مجزرة من قبل داعش. شاركت أيضا في المراسم الخاصة الناشطة الأيزيدية، نادية مراد، حيث نجحت في التهرّب من أسر التنظيم الإجرامي في العراق، بعد أن تعرضت لتعذيبات خطيرة.

وإضافة إلى المراسم الهامة، قدّم 9 أعضاء برلمان إسرائيليين مشروع قانون يطالب بالاعتراف بإبادة الشعب الأيزيدي، ويتضمن إقامة مراسم ذكرى بتاريخ 3 آب سنويا، برامج تعليمية، ووقفة احتجاجية مركزية لذكرى القتلى.

وفي صيف 2014، تصدر الشعب الأيزيدي العناوين حيال المجزرة التي ارتكبها داعش، والتي تضمنت إبادة جماعية، تعذيبات قاسية، اغتصابات، والمتاجرة بالنساء على خلفية دينيهن وعقائدهن. كانت مراد مرشحة لنيل جائزة نوبل للسلام تقديرا لناشطها في العالم من أجل الشعب الأيزيدي ومن أجل اعتراف حكومات العالم بالإبادة الجماعية التي لحقت بهذا الشعب.

مُراد تلقي خطابا في الأمم المتحدة (AFP)
مُراد تلقي خطابا في الأمم المتحدة (AFP)

وصلت مراد إلى إسرائيل بمساعدة جمعية “‏Israaid‏” التي تعمل على تقديم المساعدة اليهودية والإسرائيلية للأيزديين وبمبادرة عضو الكنيست، كاسنيا سبتلوفا.

وفي مقابلات معها لوسائل الإعلام الإسرائيلية تحدثت مراد عن فرحتها للمشاركة في اجتماع خاص من أجل الشعب الأيزيدي وعن أنها متأكدة أن إسرائيل بعد ما مر به الشعب اليهودي أثناء الهولوكوست، ستُبدي تفهمها إزاء الجرائم التي نفذتها داعش ضد الشعب الأيزيدي وضد الكثير من الأقليات في العراق وسوريا.

ستحاول مراد أثناء زيارتها في إسرائيل إقناع الحكومة الإسرائيلية بالاعتراف بما لحق بالأيزيدين، كإبادة جماعية.

فرحت مراد عندما علمت بهزيمة داعش في الموصل، وهي تسكن في وقتنا هذا في ألمانيا وتأمل أن تعود يوما ما إلى العراق. لقد تحدثت مراد في الماضي عن وطن الأيزيديين موضحة أنها تعتقد أن العراق هو بلد المستقبل للأيزيديين، إضافة إلى سائر السكان والطبقات المختلفة في الدولة العراقية.

اقرأوا المزيد: 251 كلمة
عرض أقل
ناجي من الهولوكوست (Pierre Terdjman / Flash90)
ناجي من الهولوكوست (Pierre Terdjman / Flash90)

إسرائيل تحيي يوم ذكرى الهولوكوست

تحيي إسرائيل ذكرى الهولوكوست مقيمة عدة مراسم لإحياء ذكرى 6 ملايين يهودي قُتلوا في الحرب العالمية الثانية. عدد السكان الناجين من الهولوكوست آخذ بالتقلص بوتيرة سريعة

بدأت أمس (الأحد) مراسم ذكرى الهولوكوست من خلال وقفة صمت رسمية في متحف “ياد فاشيم” في القدس. هذا العام ستطرق ذكرى الهولوكوست إلى قصة الإنسان الوحيد في الهولوكوست.

في مبنى في بلدية تل أبيب، كما في كل سنة، يجرى مشروع “الذكريات في الصالون “ وهو مبادرة اجتماعيّة تتيح للناجين من الهولوكوست القلائل الذين ظلوا على قيد الحياة أن يتحدثوا عن قصة حياتهم الشخصية أمام الإسرائيليين المعنيين بمعرفة هذه القصص، من مصدر رئيسي. في السنوات السبع الماضية منذ بدء المشروع، احيى أكثر من نصف مليون إسرائيليّ بذكرى يوم الهولوكوست في الصالون في منزلهم من خلال دعوة الناجين من الهولوكوست لمعرفة قصة بقائهم على قيد الحياة من مصدر أولي.

اليوم (الإثنين) ستدوي صفارات الإنذار في جميع أنحاء إسرائيل لدقيقتين صمت على أرواح الضحايا في الساعة 10:00 صباحا. بعد سماع صفارات الإنذار ستقام فورا مراسم وضع أكاليل الزهور على النصب التذكاري لانتفاضة غيتو وارسو بمشاركة رئيس الدولة، رئيس الحكومة، مستشار النمسا، نائب رئيس الكنيست، نائب رئيس المحكمة العُليا، رئيس الهستدروت الصهيونية العالمية، رئيس الوكالة اليهودية، رئيس الأركان، المفتش العام للشرطة الإسرائيلية، كبير في السلك الدبلوماسي، رئيس بلدية القدس، منظمات تعمل من أجل الناجين، وبعثات من أنحاء البلاد وخارجها.

في الوقت ذاته، ستُجرى في بولندا “مسيرة الحياة” الـ 29 حيث سيشارك فيها أكثر من عشرة آلاف شاب من أنحاء العالم، ستمتد على طول ثلاثة كيلومترات من معسكر أوشفيتس باتجاه معسكر بيركينو كبادرة حسن نية صامتة لذكرى ستة ملايين الضحايا اليهود الذين قُتِلوا على يد النازيين. سيشارك في المسيرة وزير التربية، نفتالي بينيت، نيابة عن حكومة إسرائيل وكذلك رئيسة المحكمة العُليا، مريام ناؤور، ورئيس الأركان، غادي أيزنكوت.‎ ‎

يعيش في إسرائيل في يومنا هذا نحو 158 ألف ناج من الهولوكوست ونحو 56 ألف شخص اعترفت بهم الحكومة بصفتهم متضرري الأعمال العدائية اللاسامية والعنصرية أثناء الحرب العالمية الثانية.

وفق معطيات دائرة الإحصاء المركزية، صحيح حتى عام 2015، فإن نحو %78 من الناجين من الهولوكوست الذين يعيشون في إسرائيل وكانوا محتجزين في معسكرات الإبادة، هم من مواليد أوروبا. يشكل مواليد رومانيا (‏24%‏) وهي المجموعة الأكبر.

عدد السكان الناجين من الهولوكوست آخذ بالتقلص بوتيرة سريعة. تشير التوقعات التي تضمن الوفاة المتوقعة في العقدين القادمين إلى أن عدد السكان الناجين من الهولوكوست الذين اتضح أنهم يعيشون في نهاية عام ‏2015‏ في إسرائيل من المتوقع أن يقل بنحو ‏23%‏ حتى عام ‏2020‏، أن يقل بنسبة ‏65%‏ حتى عام ‏2030 وبنسبة ‏88%‏ حتى عام ‏2035‏‎.‎

في الأسبوع الماضي، نشر مراقب الدولة، القاضي الأسبق يوسف شابيرا، تقريرا خاصا يتضمن تفصيلا للإخفاقات الصعبة في معالجة الدولة للناجين من الهولوكوست. وفق التقرير، لم تستغل وزارة الرفاه مبلغ ‏15‏ مليون دولار كان مخصصا لها بين عامي ‏2014‏ و ‏2015‏. بالإضافة إلى ذلك، في السنة الماضية، استُغل مبلغ 1.1 مليون دولار من بين 10 ملايين دولار كان مخصصا لخدمات الرفاه من أجل الناجين من الهولوكوست.

اقرأوا المزيد: 432 كلمة
عرض أقل
النساء أثناء الهولوكوست
النساء أثناء الهولوكوست

دول الحلفاء علمت بفظائع الهولوكوست منذ عام 1942

علمت دول الحلفاء بالقتل الجماعي في معسكرات الإبادة في أنحاء أوروبا منذ عام 1942، هذا ما يتضح من مستندات جديدة كُشِفت بعد 70 عاما

علمت الدول العظمى عن حجم القتل الجماعي في الهولوكوست، قبل عامين ونصف مما كان معروفا حتى الآن، وحتى أنها بدأت بتحضير لوائح اتهام ضد مجرمي الحرب والضباط النازيين البارزين، هذا ما يتضح من المستندات الجديدة التي كُشِف عنها في الأمم المتحدة بعد مرور 70 عاما.

وتثبت المستندات التي كُشِف عنها أن الولايات المتحدة الأمريكية، بريطانيا، والاتحاد السوفييتي قد عرفت أن مليوني يهودي قُتِلوا وأن هناك ما لا يقل عن خمسة ملايين آخرين معرضين لخطر الموت الفوري. رغم ذلك، عملت هذه الدول قليلا، لإنقاذ اليهود المعرضين للخطر.

“عرفت الدول العظمى بالقتل الجماعي قبل عامين ونصف من التوقيت الذي اعتقدنا أنها كانت تعرف فيه”، قال دان بلاش، مؤلف كتاب “حقوق الإنسان بعد هتلر”. “حتى الآن كان المفترض أن هذه الدول عرفت عندما اكتشف معسكرات الاعتقال ولكنها عرفت بالقتل الجماعي منذ كانون الأول 1942”.

وفق أقوال بلاش، بروفيسور من لندن، بدأت الدول العظمى ببلورة لوائح اتهام ضد مجرمي الحرب والنازيين استنادا إلى شهادات شهود العيان الذين فروا من أتون معسكرات الإبادة الجماعية وشهادات حركات مقاومة النازيين في الدول المختلفة التي كانت تحت الاحتلال النازي.

رغم المعرفة عن القتل الجماعي فقد عملت هذه الدول قليلا لإنقاذ اليهود في أوروبا. رفض اللاساميون في وزارة الخارجية الأمريكية مساعي مبعوث الرئيس الأمريكي، روزفلت، التي بذلها لاقتراح حل للقتل الذي نفذه النازيون بحق اليهود.

اقرأوا المزيد: 202 كلمة
عرض أقل
النساء أثناء الهولوكوست
النساء أثناء الهولوكوست

زوجات، عشيقات، مقاتلات: النساء أثناء الهولوكوست

حتى إذا استخدمت النساء أنوثتهن أحيانا سلاحا، فلن يترددن في أن يكن المقاتلات الأوائل ويحاربن "مثل الرجال". أوجه التشابه بين النساء في الهولوكوست

هذا الأسبوع، احتفل العالم بعيد المرأة العالميّ (في الثامن من آذار). في السنوات الماضية، أصبح هذا العيد تجاريا. إذ تُعرض فيه على النساء مستحضَرات التجميل، الملابس الجديدة احتفالا بيوم المرأة، حماما معدنيا، وهذا “احتفالا بعيدهن”، وغير ذلك.

ينسى الكثيرون معنى هذا اليوم الحقيقي. لم ينتهِ بعد صراع النساء من أجل تحقيق مكانة أفضل في هذا العالم. الإثبات على أقوالي هذه: وضع اللاجئات السوريات، اليمنيات، والليبيات. كون المرأة تعتبر ضعيفة، يمكن استغلالها، ضربها، إهانتها والضحية الكبرى للحروب البشرية الأفظع.

وإذا لم يكن هذا كافيا، فإن التاريخ البشري هو تاريخ ذكوري غالبًا. كُتِب بشكل عام من وجهة نظر الرجال. هناك وصف غالبًا لقصص بطولية ومأساوية، مثل قصص البقاء على قيد الحياة يوميا بشكل عام بحيث تطرقت أكثر إلى الأغلبية والحالات البارزة، وأقل إلى الجوانب الحميمة، المنزلية، أو الشخصية.

مع نشوب الحرب، أصبح جزء من النساء أرامل، فكان عليهن الاهتمام بالعبء العائلي وحدهن

عند النظر إلى مكانة المرأة في المجتمَع في العقود الماضية، من السهل أن نعرف لماذا لا يتحدث الكثير من النساء عن صعوباتهن المميّزة في تلك الفترة الغامضة.

مَن هنّ ملايين النساء المجهولات اللواتي عِشْنَ، توفين أو صمدن في الظروف الصعبة، غير المعروفات على مر التاريخ؟ لقد كان الحديث عن أعمالهن وعن كيف صمدن أثناء الهولوكوست قليلا.

نجحت نساء يهوديات كثيرات في البقاء على قيد الحياة في ظل أتون معسكرات الإبادة، كان الخراب والخسارة جزءين من قصة لم يتم التحدث عنها أو فحصها. قُبَيل محاكمة أدولف آيخمان، بدأت الأكاديمية الإسرائيلية، بالاهتمام أكثر بقصص النساء الشخصية.

معاناة النساء أثناء الهولوكوست

النساء أثناء الهولوكوست
النساء أثناء الهولوكوست

هل تميّزت معاناة النساء أثناء الهولوكوست بطابع خاص؟ طرح باحثون خبيرون بمجال الجندر السؤال في الحوار الأكاديمي، وتشهد الأبحاث المختلفة التي نُشرت أكثر فأكثر أن هناك حقا خصائص مميزة للنساء اليهوديات، كفئة خاصة أثناء الهولوكوست. قد تكون خصائص المعاناة الخاصة نابعة من الاختلاف بين التجربة النسائية والتجربة الرجالية. ثمة إمكانية أخرى هي حقيقة كون المرأة يهودية، قد تملي عليها خصائص مميزة من المعاناة، مقارنة بالنساء غير اليهوديات، في ظل النظام النازي.

مع نشوب الحرب، أصبح جزء من النساء أرامل، فكان عليهن الاهتمام بالعبء العائلي وحدهن. كان ذلك تغييرا كبيرا في المعايير التي كانت متبعة في الحياة العائلية اليهودية قبل الحرب. كان على النساء أن يهتمين بالشؤون المنزلية، تربية الأطفال، واتخاذ قرارات يومية هامة.

تحملت النساء الشابات في الحركات اليهودية السرية، مسؤوليات كانت هامة في النشاطات السرية: كن ينقلن الرسائل، ويجرين اتصالا بين الخلايا في الغيتوهات المختلفة. كان في وسع النساء التنقل بين تركيزات اليهود في المعسكرات المختلفة، من خلال المخاطرة أقل من الرجال. قامت النساء بهذه الوظيفة بجرأة كبيرة، من خلال المخاطرة الكبيرة، عندما كنّ يسرن وحدهن مسافات بعيدة.

حياة النساء في الغيتوهات: النظافة، التمثليات، ووصفات الأطعمة

النساء أثناء الهولوكوست
النساء أثناء الهولوكوست

وفق وصف اليهود لحياتهم في هذه الفترة، كانت هناك محاولة لإدارة حياة طبيعية قدر الإمكان في الغيتو. أقام المقيمون في الغيتوهات تمثليات وعروضا شارك فيها الكثير من النساء. حرصت نساء كثيرات على ترتيب ونظافة الغرف. إضافةً إلى ذلك، يُحكى أن النساء حافظن على النظافة رغم أن هذه المهمة كانت صعبة.

كتبت نساء يوميات وأغاني عبّرن فيها عن ألمهن ومعاناتهن. هناك مثالان مشهوران لنساء نجحن في كتابة يوميات في الهولوكوست وهما آنا فرانك وإتي هلسوم الهولنديات.

كتبت نساء يوميات وأغاني عبّرن فيها عن ألمهن ومعاناتهن

إحدى الطرق المميّزة التي اتخذتها النساء تجنبا للإصابة بالجنون هو كتابة وصفات الوجبات. كتبت النساء على أوراق حصلن عليها وصفات وجبات لم يأكلنها ولم يكنّ قادرات على تناولها منذ وقت طويل. بالغت النساء أثناء كتابة المقادير والمواد، وأضافت مواد لم تكن جزءا من الوصفات الأصلية.‎ ‎

كان موضوع إضاءة الشموع بمناسبة يوم السبت، التقليد اليهودي، الذي على كل امرأة القيام به أحد المواضيع التي وردت في شهادات الناجيات من الهولوكوست. وفق تلك الشهادات، اهتمت النساء كثيرا بإضاءة الشموع، كوصية دينية وكخطوة لإرساء حياة “طبيعية” في ظل الوضع الذي كان سائدا.

إعالة العائلة

النساء أثناء الهولوكوست
النساء أثناء الهولوكوست

قبل الحرب، لم تتحمل غالبية النساء مسؤولية إعالة العائلة، وكان الزوج المعيل الأساسي غالبا.

كانت النساء اليهوديات في أوروبا (كذلك كل النساء في العالم) مسؤولات حصريا عن تحضير وجبات العائلة، إذ كان المطبخ مملكة النساء في أوروبا. قضت نساء كثيرات أوقاتهن معا في المطبخ، وكن يتحدثن أثناء تحضير الأطعمة، يخططن للحفلات العائلية، ويتحدثن عن الحياة العائلية. أحد الأسباب لأهمية المطبخ، إضافة إلى تحضير الأطعمة، هو أنه كان فيه فرن وكان يشكل مصدر دفء في أيام البارد القارس.

كان على الكثير من النساء أثناء وجودهن في الغيتوهات إعالة عائلتهن وحدهن، لأن رجال كثيرين قد هربوا، خسروا مكان عملهم، مرضوا أو قُتلوا. بحثت النساء عن فرص التأهيل للأعمال الجديدة، وشغلن مهنا كثيرة.

إذ عملن كطبيبات وممرضات، عاملات في مصانع، وعاملات تنظيف. سافرن بعيدا للوصول إلى أماكن العمل خارج الغيتو. نجحت نساء كثيرات في إعالة أنفسهن حتى حين لم يكن بحوزتهن رخصة عمل. في المقابل، تابعت النساء القيام بأعمال تقليدية مثل العناية بالأسرة إلى جانب العمل.

كان على الكثير من النساء أثناء وجودهن في الغيتوهات إعالة عائلتهن وحدهن، لأن رجال كثيرين قد هربوا، خسروا مكان عملهم، مرضوا أو قُتلوا

كانت الظروف في الغيتوهات صعبة، وعاش اليهود بظروف مكتظة، صعبة، وجوع. باعت النساء أغراضهن مقابل الحصول على الأطعمة، وخاطرن بحياتهن عند خروجهن من الغيتوهات رغبة في الحصول على الأطعمة من أجل عائلتهن ومن أجل التجارة. هناك من وجدن طرائق أصلية للتشارك بالأطعمة القليلة، بين أفراد العائلة من خلال تنازل الأمهات عن الأكل لصحالح أولادهن، وهناك من احتفظن بوجباتهن التي حصلن عليها في العمل لعائلتهن.

عاشت النساء في عزلة عن سائر العائلة بحيث فقدن دورهن كمسؤولات عن الاهتمام بالعائلة. أدى الجوع والقلق من أجل الحصول على الطعام إلى أن يكتب جزء من النساء الوجبات العائلية، وكلما ازداد الجوع أصبح الحديث عن الطعام مركزيا أكثر في الحوار النسائي.

حظر الحمل والولادة في الغيتوهات

النساء أثناء الهولوكوست
النساء أثناء الهولوكوست

في عام 1942، شاعت في الغيتوهات أوامر حظرت الحمل والولادة. ذُكر في هذه الأوامر الموعد الأخير للولادة. حُظر على الأطبّاء، الممرضات، والقابلات تقديم المساعدة للنساء أثناء الولادة بعد الموعد المحدد. لم تكن هناك وسائل لمنع الحمل، لذلك حملت النساء. احتارت النساء الحوامل بين العمل بموجب الأوامر وبين الرغبة في الولادة. كانت عقوبة خرق هذه الأوامر الموت. عُوقبت النساء الحوامل وأبناء عائلتهن.

بسبب نقص الوسائل الطبية الملائمة والظروف السيئة اضطُر الأطبّاء إلى إجراء عمليات الإجهاض وتسريع الولادة بطرق غير آمنة عرّضت حياة النساء والأطفال للخطر؛ أجريت عمليات على الأفران، في غرف مظلمة، في أماكن ضيقة وظروف غير معقّمة. بسبب التعرض للحظر كانت هناك حالات نُقلت فيها النساء قهرا إلى المستشفيات لإجراء إجهاض. في جزء من الغيتوهات هدد مجلس الشيوخ من اليهود (Judenrat) (مؤسّسة يهودية كانت مسؤولة عن الوساطة بين النظام النازي وبين الجالية اليهودية) المُخَالِفات للقانون بإيقاف بطاقة الأطعمة، المس بالعمل، حظر تقديم المساعدة الطبية للمرأة وحتى بتسليم أفراد العائلة إلى شرطة الأمن المسؤولة عن الغيتو.

في أعقاب حظر الحمل والولادة، كان على النساء اتخاذ قرار متابعة الحمل أو إيقافه. كانت هناك نساء أنجزن إجهاضا فورا، كان اصطناعيا أحيانا بعد تردد طويل، وهناك من رفض اجتياز الإجهاض رغم المخاطرة. من بين النساء اللواتي قررن متابعة الحمل كانت نساء قمن بذلك رغبة منهن في متابعة النسل أو رغبة في ولادة الأطفال عوضا عن حالات الموت.

الجنس أثناء المعارك

النساء أثناء الهولوكوست
النساء أثناء الهولوكوست

إن اغتصاب النساء ظاهرة معروفة وشائعة تاريخيا في الحروب، واغتُصِب الكثير – من النساء اليهوديات أيضا – من النساء أثناء الحرب العالمية الثانية. فقد اغتصب الفلاحون البولنديون النساء مقابل تزويد الأطعمة والحماية، ومن قبل جنود الجيش الأحمر الذين حرروهن من المعسكرات، ومن قبل البارتيزانيين الذين حاربوا إلى جانبهم، وحتى من قبل رجال يهود عاشوا ظروفا شبيهة. وأغتُصِبت نساء يهوديات كثيرات، بالطبع على يد النازيين النشطاء في الجيش أو في الإس إس.

مارست النساء الدعارة للحصول على الأكل والبقاء على قيد، وربما هناك نساء تنكرن لنساء مسيحيات من بين العاملات في بيوت الدعارة التي أقامها النازيون من أجل تلبية احتياجات الضباط الكبار في أوشفيتز.

طيلة سنوات، شاعت إشاعات أن الضباط الألمان أقاموا بيت دعارة في معسكر أوشفيتز كان يدعى “بلوك 24”. لم يعثر حتى يومنا هذا على أية مادة أكاديميّة أو شهادات، حول عمل بيت الدعارة. رغم أن الحديث يدور عن أسطورة معروفة، ليس هناك إثبات على وجود بيت الدعارة هذا. لم يمارس النازيون علاقات جنسية مع يهوديات ولم يكن السبب أخلاقيا يهدف إلى منعهم من تدنيس شرف النساء اليهوديات، بل العكس؛ كان على سكان الإس إس الذين شغلوا آلات الإبادة في أوشفيتز الحفاظ على معايير السلوك الشخصية الصارمة؛ فلم يُسمح لهم بتدنيس الجنس الآري المتفوق من خلال إقامة علاقات جنسية مع نساء يهوديات. رغم ذلك، هناك شهادات كثيرة حول اغتصاب همجي نفذه جنود وضباط نازيون. استغلت نساء كثيرات جميلات جنسانيتهن من أجل خداع الضباط والسعي للبقاء على قيد الحياة.

عاشت النساء في عزلة عن سائر العائلة بحيث فقدن دورهن كمسؤولات عن الاهتمام بالعائلة

مقاتلات في حركات المقاومة

رغم ضعف النساء جسمانيا نسبيًّا، قررت نساء كثيرات المقاتلة حتى إذا أدى قرارهن إلى موتهن.

شاركت شابات كن جزءا من حركات شبابية ناشطة قبل الحرب في تنظيمات قتالية مثل “هحالوتس هالوحيم” (الذي أدى إلى انتفاضة غيتو وارسو في أيار عام 1942).

عملت النساء في هذه التنظيمات كمقدمات رعاية، مهرّبات ومنسقات؛ شارك القليل منهن في وظائف قيادية. انتقلت الشابات من غيتو إلى آخر لتهريب الأسلحة، المتفجرات، والصحف التابعة للحركة السرية. كما وساعدن على إدارة العمل التقني، التجسس، العثور على مخابئ، تزييف الهويات، ونشر مواد تربوية. اعتنين بالأشخاص الذين كانوا مخبئين وبالأولاد الذين تمت تخبئتهم أو كانوا أيتاما. بالإضافة إلى ذلك، اهتممن بتوفير جو عائلي، دافئ، واعتنين بالمقاتلين.

شاركت نساء في نشاطات البارتيزانيين (مقاتلون في الحركات السرية ضد الاحتلال النازي في أوروبا).لم تكن المجموعات من غير اليهوديات مرغوبات، وعملت النساء فيها في مجال النظافة أو العناية، أو كن شريكات المقاتلين.

رغم المخاطرة الكبيرة، المنوطة بالمشاركة بتنظيمات المقاومة، انضمت النساء إلى تنظيمات لأسباب مختلفة: الرغبة في الانتقام، النزاع من أجل المستقبل، تقديرا للقياديين المختلفين أو بسبب الضغط الاجتماعي.

اقرأوا المزيد: 1467 كلمة
عرض أقل
وفد رؤساء الأديان في إسرائيل في معسكر أوشفيتس (تصوير وزارة الخارجية الإسرائيلية)
وفد رؤساء الأديان في إسرائيل في معسكر أوشفيتس (تصوير وزارة الخارجية الإسرائيلية)

تكبيرات في معسكر الإبادة أوشفيتس

للمرة الأولى، وفد إسرائيلي مؤلف من جميع رؤساء الأديان في إسرائيل يزور معسكر أوشفيتس: "سنبذل قصارى جهدنا لنمنع حدوث فظائع الهولوكوست ثانية"

أقام وفد من أعضاء مجلس رؤساء الأديان في إسرائيل، في معسكر الإبادة أوشفيتس (أمس، الأربعاء)، صلاة مشتركة احتراما لأرواح الضحايا الذين قُتلوا على أيدي النازيين.

ووضع ممثلون من جميع الأديان أكاليلًا في المكان. قام حاخام إسرائيلي، بمشاركة ممثلي القيادات الكاثوليكية البولندية، بذكر كلمات الصلاة “إله مليء بالرحمة” على روح الأموات وقام إمامٌ “بالتكبير” أيضا.

وفد رؤساء الأديان في إسرائيل في معسكر أوشفيتس (تصوير وزارة الخارجية الإسرائيلية)
وفد رؤساء الأديان في إسرائيل في معسكر أوشفيتس (تصوير وزارة الخارجية الإسرائيلية)

وقال الشيخ موفّق طريف رئيس الطائفة الدرزية متسائلا: “أين كان العالم عندما حدثت فظائع الهولوكوست؟ هل من الممكن حدوث هذه الفظاعة من دون أن يعرف بها أحد ويلاحظها؟ علينا كقادة أديان، أن نرفع أصواتنا ضد جميع أنواع القتل خلافا للصمت الذي جرى أثناء الهولوكوست”.

وقد خرج هذا الوفد بمبادرة مشتركة بين وزارتَي الداخلية والخارجية الإسرائيليتَين تشجيعا للتسامح بين أبناء الديانات المختلفة. شارك في الوفد كبار حاخامات اليهود وأعضاء القيادة الإسلامية في إسرائيل، مشايخ عقل طائفة الدرزية، رؤساء الكنائس المسيحية في الأراضي المقدسة، رؤساء الطائفة البهائية، ورئيس الطائفة الأحمدية.

وفد رؤساء الأديان في إسرائيل في معسكر أوشفيتس (تصوير وزارة الخارجية الإسرائيلية)
وفد رؤساء الأديان في إسرائيل في معسكر أوشفيتس (تصوير وزارة الخارجية الإسرائيلية)

وفي رسالة مشتركة للأعضاء المشاركين في الوفد، طالبوا السعي من أجل السلام والأخوّة بين البشر جميعًا: “كقادة طوائف الأديان الرسمية في إسرائيل، قررنا معًا أن نقوم بزيارة تاريخية إلى بولندا، ولا سيما إلى معسكر أوشفيتس- بيركناو من أجل التوحّد أمام إحياء ذكرى ملايين ضحايا يهود الهولوكوست والتعبير عن إرادتنا وإرادة الطوائف التي نرأسها في إسرائيل لبذل كل ما في وسعنا منعا لحدوث فظائع الهولوكوست ثانية. ندعو جميع قادة العالم للعمل في بلادهم ومن خلال الأمم المتحدة للقضاء بشكل صريح ومباشر على ظاهرة معاداة السامية وكراهية الغرباء والتي لمزيد الأسف ترفع رأسها القبيح والوحشي”.

تأسس مجلس رؤساء الأديان في إسرائيل عام 2007 بمبادرة مشتركة بين وزارتَي الخارجية والداخلية وأعضاؤه هم رؤساء جميع الطوائف الدينية في إسرائيل، ومن ضمنهم كبار الحاخامات، رؤساء الطوائف المسيحية، المسلمة، الأحمدية، الدرزية، البهائية، والسامرية، والقرائية.

اقرأوا المزيد: 265 كلمة
عرض أقل
أمل كلوني (AFP)
أمل كلوني (AFP)

أمل كلوني تُحارب داعش

أمل علم الدين كلوني، مُحامية في مجال حقوق الإنسان، تتجند لمساعدة النساء اليزيديات وستُمثلهنّ في المحكمة الدولية التابعة للأمم المُتحدة، في دعوى ضد داعش بتهمة الإبادة الجماعية

تشتهر أمل كلوني أولاً كونها امرأة متزوجة من أحد الرجال الأكثر رغبة حول العالم، جورج كلوني. ولكن، قبل أن تلتقي زوجها كلوني بسنوات طويلة، حظيت علم الدين بسمعة عالمية مرموقة كمحامية ومُناضلة في مجال حقوق الإنسان. ها هي اليوم تحظى بدور جديد، من بين أهم الأدوار التي خاضتها حتى اليوم: ستقوم كلوني بالترافع عن ضحايا المجازر والاستعباد التي طالت اليزيدين – وتحديدًا النساء الإيزيديات، من قبل داعش.

كتبت كلوني في بيانها قائلة “إن البرلمان الأوروبي، ومجلس الاتحاد الأوروبي، والإدارة الأمريكية، ومجلس العموم البريطاني – قد اعترفوا جميعًا أن داعش ارتكب مذبحة بحق اليزيدين في العراق”. “كيف تتم تلك الجرائم البشعة أمام أعيننا ولا تُقدم شكوى ضد داعش إلى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي؟”.

ستعمل كلوني بمثابة مُستشارة عن الضحايا في الدعوى المُقدمة من قبلهم للمطالبة بمحاسبة داعش على ارتكاب جرائم الإبادة الجماعية، وجرائم الاستعباد الجنسي، والمتاجرة بالنساء والشابات اليزيديات في العراق. من المتوقع أن يتم رفع الدعوى في المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي اعتمادًا على قصة الطائفة اليزيدية بشكل عام وعلى رواية الناجية اليزيدية نادية مُراد، بشكل خاص، والتي كانت قد روت حكايتها المُخيفة أمام لجنة خاصة تابعة للأمم المُتحدة. قالت كلوني: “نعرف أن آلاف اليزيدين قُتلوا وأن آلاف اليزيديات استعبدهن التنظيم الإرهابي الذي صرّح علانية أنه ينوي ارتكاب إبادة جماعية. “نعرف عن عمليات الاغتصاب المُمنهجة التي ما زالت مُستمرة. “وعلى الرغم من كل ذلك لم تتم إدانة أحد بعد. “آن الأوان لكي نرى زُعماء داعش في محكمة لاهاي، وأتشرف بأن أترافع عن نادية وعن الشعب اليزيدي في بحثهم عن تحقيق العدالة في حقهم”.

فتيات يزيديات (AFP)
فتيات يزيديات (AFP)

نادية مراد، ابنة الـ 23 عامًا، هي واحدة من النساء اللواتي اختطفهن داعش واستعبدهنّ واغتصابهنّ. طوال 3 أشهر، اغتصب 12 مُقاتلاً من التنظيم، الشابة نادية، لكنها نجحت في الهروب وتحولت إلى ناشطة ومُناضلة جريئة في الدفاع عن مجتمعها عمومًا ونساء طائفتها تحديدًا. وذكرت أنباء، قبل أسبوع فقط، أن التنظيم أحرق 19 ايزيدية حتى الموت بعد رفضهنّ ممارسة الجنس مع مُقاتلي التنظيم.

قالت مُراد، بعد أشهر من تجوالها حول العالم لإقناع قادة العالم السياسيين لتقديم المساعدة لها في تحقيق هدفها، إن أمل كلوني منحتها الأمان والأمل. “استضافتني أمل وزوجها جورج في بيتهما وفتحا لي قلبهما، واستمعا إلى قصتي متلهفَين، ومنحتني أمل هبة كبيرة وذلك عندما قالت إنها ستمثلني في الدعوة. “أعطتني الأمل لأنها ستكون الصوت الذي سيُمثّلني. “لم تتحدث معي كامرأة مشهورة، والتي كان الناس سيتراكضون لالتقاط صورة معها، بل تحدثت معي كأخت وكمناصرة لي”.

بدأت عملية الإبادة الجماعية بحق الطائفة اليزيدية في آب عام 2014. كان حتى الآن 5000 شخص، منهم أكثر من 2000 امرأة وشابة تم استعبادهنّ و 400 ألف شخص اضطروا إلى ترك بيوتهم في سنجار ونينوى في العراق وسوريا.

اقرأوا المزيد: 411 كلمة
عرض أقل
100 عام على الهولوكوست الأرمني (Wikipedia)
100 عام على الهولوكوست الأرمني (Wikipedia)

100 عام على الهولوكوست الأرمني

قتل وشرّد مئات آلاف الأرمن الذين كانوا يعيشون في السلطنة العثمانية في مجازر مروعة ترقى إلى مستوى الإبادة الجماعية وذلك بين عامي 1915 و1917. 5 حقائق حول هولوكوست الأرمن

في النصف الثاني من القرن التاسع عشر اجتاحت الفكرة القومية الأرمن أيضًا، وهم أفراد شعب مسيحي قديم، حيث عاش معظمهم في المنطقة الشرقية من الإمبراطورية العثمانية وما وراء الحدود، في فارس وفي مناطق روسيا القيصرية. انتشر عشرات آلاف الأرمن خلال السنين أيضًا في مدن الإمبراطورية العثمانية، وقد شكّلوا طبقة متعلمة وثرية نسبيا. في الشرق عاش الأرمن في مناطق عديدة إلى جانب الأكراد – الذين رغم كونهم أقلية قومية، إلا أنهم مسلمون دينيا، والذين استغلوا ضعف السلطة من حين إلى آخر من أجل مهاجمة جيرانهم المسيحيين.

في التسعينيات بدأت حركات الأرمن بالتسلّح والتنظيم للدفاع عن النفس. حاولت السلطات العثمانية أيضًا أن تحرّض الأكراد ضدّ الأرمن، وفقا للقاعدة الرومانية “فرّقْ تسُدْ”. كانت النتيجة موجة من المذابح والمجازر ضدّ الأرمن بين عامي 1895-1996، تشير التقديرات إلى أن عدد الضحايا تراوح بين 80 ألفا إلى 200 ألف.

في الحرب العالمية الأولى، والتي اندلعت في آب عام 1914، قاتلت الإمبراطورية العثمانية ضدّ روسيا، ووجد الأرمن أنفسهم بين الجبهتين. دفعت هزائم الجيش العثماني الأرمن إلى شن ثورة في عدة أماكن من الشرق، غير بعيدة عن خطّ الجبهة، وخشي قادة الحكومة بأن يمهّد انتشار التمرّدات الطريق للاحتلال الروسي. شكّلت هذه الخشية ذريعة لسلسلة من الإجراءات القمعية، والتي كانت تهدف إلى تمهيد الأرضية لإبادة جماعية، بل من أجل هذا الغرض أقيم “التنظيم الخاص”، والذي جُنّد إليه سجناء جنائيون أطلق سراحهم لهذا الهدف، وهم أبناء قبائل كردية ومهاجرون من القوقاز والبلقان.

100 عام على الهولوكوست الأرمني (Wikipedia)
100 عام على الهولوكوست الأرمني (Wikipedia)

إذا، لماذا ما زال نفي الهولوكوست الأرمني والذي أبيد فيه وفق التقديرات 1.5 مليون أرمني ساريا؟ إليكم بعض الحقائق حول الهولوكوست الأرمني والإنكار الكاسح لوجوده، حتى اليوم.

1. يتم إحياء ذكرى الإبادة الجماعية للأرمن، أو هولوكوست الأرمن، كل عام في 24 نيسان. في نفس اليوم عام 1915، في ذروة الحرب العالمية الأولى، اعتقلت حكومة الإمبراطورية العثمانية برئاسة “تركيا الفتاة” نحو 250 من قادة الطائفة الأرمنية وقتلتهم بشكل علني في نفس الليلة. في ذلك الوقت قُتل الأرمن الذي جُنّدوا للجيش التركي من قبل ضباطه.

2. في موازاة المجازر “العفوية” أصدرت الحكومة التركية أوامر تدعو إلى تهجير “العناصر المعادية” إلى خارج الإمبراطورية العثمانية. ونتيجة لذلك طُرد مئات آلاف الأرمن في مسيرات الموت: قُتل المطرودون خلال المسيرات واغتُصبوا. أما أولئك الذين نجوا فقد وُضعوا في معسكرات موت من دون شراب وطعام. وفقا للتقديرات فقد قُتل نحو مليون ونصف المليون أرمني بشكل ممنهج بين عامي 1915-1918 من قبل سلطات الإمبراطورية العثمانية.

مراسم ذكرى ضحايا الهولوكوست الأرمني (AFP)
مراسم ذكرى ضحايا الهولوكوست الأرمني (AFP)

3. الإبادة الجماعية للأرمن هي أول إبادة جماعية في القرن العشرين، وقد سبقت الإبادة التي ارتكبها الألمان بحق اليهود، الهولوكوست، أثناء الحرب العالمية الثانية. لا بل إن أدولف هتلر، عندما قرّر غزو بولندا، عام 1939، طلب من جنرالاته أن يقتلوا كل من ينتمي إلى العرق البولندي بلا رأفة لتأمين مجال ألمانيا الحيوي. وقال لهم لتشجيعهم وإزالة الخوف من نفوسهم: “لا أحد يتحدث في هذه الأيام عما حلّ بالأرمن”.

4. تعترف 20 دولة فقط بالإبادة الأرمنية وهي: الأورغواي، قبرص، روسيا، كندا، لبنان، بلجيكا، فرنسا، اليونان، الفاتيكان، إيطاليا، سويسرا، الأرجنتين، سلوفاكيا، هولندا، فنزويلا، بولندا، ليتوانيا، تشيلي، السويد، وبوليفيا. كذلك تعترف بها 43 ولاية أمريكية. بعد نهاية الحرب العالمية الأولى، اعترفت تركيا بجرائم الحرب التي ارتكبتها وتبدّى ذلك من مواقف لحكومتها ومن خلال المحاكمة العسكرية لبعض القادة. وأقرت بالإبادة الأرمنية محملةً المسؤولية لزعماء حزب الاتحاد والترقي الذي كان يسيطر على الحكومة. ولكن منذ العام 1921، صار الموقف الرسمي التركي ينكر إبادة الأرمن وهو موقف يستمر إلى الوقت الحاضر.

مراسم ذكرى ضحايا الهولوكوست الأرمني (AFP)
مراسم ذكرى ضحايا الهولوكوست الأرمني (AFP)

5.لا تعترف إسرائيل الرسمية بالإبادة الجماعية للشعب الأرمني وهذا الموضوع لا يندرج في البرامج الدراسية.

في ذكرى الهولوكوست العالمي الأخير افتتح رئيس دولة إسرائيل، رؤوفين ريفلين، خطابه قائلا: “مائة عام من التردّد والإنكار. في أرض إسرائيل حينذاك، والتي ولدتُ فيها، لم يتنكّر أحد للقتل الذي حصل. لقد رأهم سكان القدس، أهلي، قادمين بالآلاف… لقد وجدوا في القدس مأوى ويعيش أحفادهم فيها حتى اليوم”. في الواقع السياسي الحالي في إسرائيل ورغم الصعوبات الكثيرة بين إسرائيل وتركيا لا يبدو أنّه سيحدث تغيير في موقف إسرائيل الرسمية بخصوص التعامل مع هولوكوست الأرمن.

اقرأوا المزيد: 604 كلمة
عرض أقل