بعد شهر ونصف من انتهاء الحرب على غزة (عملية “الجرف الصامد”)، ربما قد بدأت أجواء تفاؤل تسود المنطقة. إضافة إلى مؤتمر إعادة إعمار غزة تعمل إسرائيل على تحسين أوضاع الفلسطينيين، مواطني غزة.
بعد أن سمحت إسرائيل، خلال عيد الأضحى، لـ1500 فلسطيني من غزة زيارة المسجد الأقصى ما زالت مستمرة بتقديم التسهيلات للفلسطينيين. تنوي إسرائيل، وفق المعلومات الواردة، بالسماح لعدد من الفلسطينيين؛ من قطاع غزة، بالعمل داخل إسرائيل، وذلك إضافة للفلسطينيين الذين يتلقون العلاجات الطبية.
تقلق هذه الأنباء حماس التي تعتقد بأنه سيتم تجنيد الفلسطينيين الذين سيدخلون للعمل في إسرائيل من قبل المخابرات الإسرائيلية. لذا، نشر موقع أمني فلسطيني قائمة من التوصيات الأمنية للعمال الذين سيدخلون إسرائيل عن طريق معبر إيرز/ بيت حانون.
دبابات إسرائيلية تحرج من قطاع غزة بعد حرب غزة(IDF)
كُتب في الموقع أنه وبشكل دائم يخضع كل فلسطيني يدخل إسرائيل لجلسة مع المخابرات الإسرائيلية التي تسيطر على المعابر. أيضًا ورد في الموقع أنه في الماضي، حين كان الفلسطينيون يعملون في إسرائيل، كان معلومًا به أن المخابرات الإسرائيلية جندت عملاء لها في معبر إيرز.
توجد في القائمة ثمان توصيات، تستند على قصص تم نشرها وتتعلق بطرق عمل المخابرات الإسرائيلية:
– لا أحد يعرفك أكثر من نفسك، فإذا كان لديك ما تخشى عليه فلا تحاول الخروج عبر معابر تسيطر عليها إسرائيل. يطلب كاتبو التوصيات من العامل الفلسطيني الذي يريد إعالة عائلته أن يضع المصلحة القومية فوق المصلحة الشخصية ولهذا إن كان على قناعة بأنه ستتم محاولة تجنيده عليه أن يبقى في قطاع غزة.
– رتّب أولوياتك، فالرزق بيد الله سبحانه وتعالى، وشرفك الوطني ومستقبل عائلتك وسمعتها لها أولوية على الخروج للعمل هناك. فيما يشبه البند السابق، هذا البند أيضًا يُطلب من العامل الفلسطيني أن يرفع رأسه ومعنوياته.
– قال الحكماء خير الكلام ما قل ودل، لكن حين مقابلة ضابط المخابرات فإنها تصبح خير الكلام ما قل ولم يدل، فاجعل من ذلك شعارًا لك، وهيئ نفسك على ألا تتحدث بكلمة تؤدي إلى أذية أحد. الرسالة الفلسطينية بسيطة جدًا – حاول ألا تترك انطباعًا مع من تتكلم معه، وأظهر رغبتك دائمًا بإنهاء المحادثة.
– رباطة الجأش والهدوء وعدم الارتباك هي سلاحك الفتاك بكل محاولات الاحتلال للنيل منك، فحافظ عليها واستجمع عقلك وقم بالرد باختصار غير مفيد على أسئلة ضابط المخابرات. وكما في البند السابق، يطلبون من العامل التحلي بضبط النفس.
– لا تبالي بالتهديدات، فهي بوادر فشل، سيقول لك لن تخرج للعمل، ستعود من حيث أتيت، تعاون معنا وإلا فعلنا كذا وكذا، لا تهتم فهي وسائل ضغط إذا صمدت أمامها لن ينفذوها. يعتقد الفلسطينيون أنه في هذه المرحلة، بعد أن يضبط العامل نفسه خلال التحقيقات “الشاقة” التي سيواجهها، سيبدأ المحققون بتهديده. يوجهه الفلسطينيون ليصمد أمام تلك التهديدات ويدعونه لعدم التأثر بها.
– سيحاول ضابط المخابرات صدمك بمعلومات دقيقة من محيطك ليشعرك أنه يعرف كل شيء، لا تستجب ذلك وقدم أجوبة مختصرة وقصيرة. في جزء من القصص التي نُشرت قال بعض الأشخاص إن المخابرات الإسرائيلية صدمتهم بعرضها معلومات كثيرة عنهم. هنا أيضًا، يوصيه الفلسطينيون ألا يتوتر بسبب ذلك.
– حاول أن لا تطيل المقابلة من خلال الأجوبة القصيرة والمحددة. هذا البند يشبه البند الثالث. يوصي الفلسطينيون العمال ألا ينزلقوا لفتح حديث مع ضابط المخابرات.
– إذا عرض عليك التعاون بشكل مباشر، ارفض ذلك بصراحة وبشكل مباشر، فهذا سيعجل في إنهاء المقابلة. في حال لم يتم فهم الرسالة التي يود الفلسطينيون توصيلها يوضح البند أن التعاون مع إسرائيل ممنوع.
يفترض كاتب هذه التوصيات، كما نرى من خلال ما ورد آنفًا، أن كل فلسطيني يخرج للعمل في إسرائيل يمر من خلال ضابط مخابرات في معبر إيرز قبل أن يدخل إسرائيل. نلاحظ كذلك أن كاتب هذه الوثيقة مقتنع تمامًا بأن المخابرات الإسرائيلية حاولت في الماضي تجنيد كل إنسان دخل معبر إيرز.
الهدف من نشر هذه الوثيقة هو ترهيب الفلسطينيين الساعين للعمل، ربما فعليًا سيحصل أولئك العمال على شروط عمل ملائمة وسيعودون إلى بيوتهم بسلام، وسيتمكنون من إعالة عائلاتهم بكرامة. تُعتبر فرصة العمل في إسرائيل، بالنسبة للكثير من المواطنين الفلسطينيين وخاصة أولئك الذين فقدوا بيوتهم في الحرب، بابًا للأمل.
يدعي كثيرون أن الطريق إلى مستقبل أفضل للمنطقة هو من خلال تحسين الحياة الشخصية لكل المواطنين. إعطاء تصاريح العمل للفلسطينيين ليتمكنوا من العمل داخل إسرائيل هو بمثابة طريقة لتحسين الوضع في المنطقة وربما ينجح ذلك بقيادة المنطقة إلى ظروف أفضل وأكثر تفاؤلاً.
المصدر الأقرب إلى الحدث الإسرائيليّ
تلقّوا نشرتنا اليوميّة إلى بريدكم الإلكتروني