صحيفة إسرائيلية باللغة العبرية
بعض الجرائد الإسرائيلية: "ماكور ريشون"، "يسرائيل هايوم"، "يديعوت أحرونوت" و"هآرتس"
بعض الجرائد الإسرائيلية: "ماكور ريشون"، "يسرائيل هايوم"، "يديعوت أحرونوت" و"هآرتس"

خارطة الصحف الإسرائيلية

تُترجم مقالات الرأي من الصحف الإسرائيلية يوميا إلى العربية، وتُنشر في الصحف المحلية، ولكن هل تعرفون ما هي أجندة الصحفيين الإسرائيليين، ومن يمول عملهم، ومن هو جمهور الهدف الخاص بهم؟

يهدف موضوع خاص بموقع “المصدر” إلى توضيح خارطة الصحف الإسرائيلية، لتعرفوا في المرة القادمة التي تقرأوان فيها مقال رأي مترجم من العبرية، بشكل أفضل الحقيقة التي تختفي وراءه – مَن سيغضب من مقال الرأي ومن سيكون راضيا. فيما يلي أبرز الصُّحف الإسرائيلية وفق مدى انتشارها:

صحبفة "إسرائيل اليوم"
صحبفة “إسرائيل اليوم”

إسرائيل اليوم

هذه الصحيفة هي إحدى الصحف التي تتناول أحداث الساعة الأحدث في وسائل الإعلام الإسرائيلية، ولكنها تحظى بشعبية كبيرة منذ سنوات، وتعد اليوم الصحيفة الأكثر انتشارا في إسرائيل، لأنها تنشر مجانا. في استطلاع نُشر في الشهر الماضي تشير التقديرات إلى أن صحيفة “إسرائيل اليوم” تحظى بنسبة انتشار 36.7% خلال الأسبوع، لهذا هي الصيحفة الأكثر قراءة. وهناك موقع إخباري يُدعى “إسرائيل اليوم” أيضا وكذلك موقع إخباري آخر منافس للوهلة الأولى يدعى NRG.

تعبّر صحيفة “إسرائيل اليوم” عن آراء يمينية ولكن أكثر من ذلك يظهر فيها الدعم العلني لنتنياهو. ربما هذه هي الصحيفة المثيرة للجدل من ناحية موضوعية أخبارها، وتلقب باسم “بيبيتون” (أي “جريدتنياهو”) لأنها متماهية مع مصالح رئيس الحكومة نتنياهو. مالك هذه الصحيفة هو الملياردير الأمريكي، شيلدون أدلسون، المعروف بدعمه لدونالد ترامب.

مؤخرا، تم تبديل محرر الصيحفة للمرة الأولى منذ إقامتها، وأقيل بعض الصحفيين القدامى فيها، وربما طرأت تغييرات معينة في هذه الصحيفة اليومية الشعبية المجانية، التي ما زالت يمينية ولكنها بدأت تنشر أحيانا عناوين انتقادية حول إدارة نتنياهو (مثلا، فيما يتعلق بأزمة البوابات الإلكترونية في الحرم القدسي الشريف). من السابق لأوانه أن نقول إذا كانت العلاقة الغرامية بين صحيفة “إسرائيل اليوم” ونتنياهو قد انتهت أو أن هذا مجرد تدهور معيّن في العلاقات قد يتحسن بعد تسويتها.

باختصار: “جريدتنياهو”

صحبفة "يديعوت أحرونوت"
صحبفة “يديعوت أحرونوت”

“يديعوت أحرونوت”

هي الصحيفة المنافسة المركزية لصحيفة “إسرائيل اليوم”. لقد خسرت مكانتها بصفتها الصحيفة الشعبية في إسرائيل وحلت محلها صحيفة “إسرائيل اليوم” ومنذ ذلك الحين تدور حرب شرسة بينهما. تجدر الإشارة إلى أن صحيفة  “يديعوت أحرونوت” تشغّل أيضا موقعا إخباريا يدعى “واي نت” ويحظى بنسب الزيارة الأعلى.

تتميز هذه الصحيفة بأسلوب الكتابة السهل والموجز، وتحاول جذب أكبر عدد من الجمهور  وتنجح غالبًا في مهمتها. تعد صحيفة “يديعوت أحرونوت” مثل صحيفة “إسرائيل اليوم” صحيفة شعبية معظم قرائها من الطبقة الوسطى وأدنى. تصل نسبة انتشارها في أيام الأسبوع إلى 32.5%.

من الصعب تصنيف أيدولوية صحيفة “يديعوت أحرونوت” كيمينية أو يسارية بشكل واضح، ويبدو أنها تحاول أن تصل في كل موضوع إلى أكبر عامل مشترك سياسي بين الجمهور.  رغم هذا، من المعتاد أن تهاجم الصحيفة نتنياهو وبالمقابل، ترفع من شأن خصومه السياسيين في الأحزاب اليمينيّة واليسارية على حدِّ سواء.

باختصار: سهلة، شعبية، معادية لنتنياهو

صحبفة "هآرتس"
صحبفة “هآرتس”

هآرتس

تعتبر “لسان حال” اليسار الإسرائيلي. تعد صحيفة عالية الجودة، ورغم ذلك تثير جدلا لأنها تشكل منصة لآراء ليست شائعة في الحوار الإسرائيلي. وتعد صحيفة انتقادية جدا. تهاجم الصحيفة في مقالات الرأي وفي أحيان كثيرة حركة المستوطنات الإسرائيلية خارج حدود 1967، وعناصر يمينية.

إنها قليلة الانتشار أسبوعيا، وتصل نسبة انتشارها إلى نحو %4 فقط، ولكن تأثيرها كبيرا في أوساط النخبة الإسرائيلية المثقفة.

باختصار: لسان حال اليسار الإسرائيلي

صحبفة "معاريف"
صحبفة “معاريف”

معاريف

في السنوات الماضية، تغيّر مالكو الصحيفة كثيرا واتخذت اتجاهات أيدولوجية مختلفة. في الفترات التي تغيّر فيها مالكوها، بدأت تعمل فيها طواقم عمل جديدة في وظائف إدارية، تحرير المقالات، وكتابتها. قبل ثلاث سنوات، أصبحت الصحيفة خاضعة لسيطرة “جيروزاليم بوست” – صحيفة إسرائيلية تصدر بالإنجليزية ومنذ ذلك الحين بدأت تعرض مواقف يمينية – مركزية.

كانت الصحيفة قبل بضع عقود من بين الصُّحف الرائدة في نسب الانتشار ولكن في أعقاب الأزمة الاقتصادية، قبل خمس سنوات أقيل 100 عامل وتقلص عملها وانخفضت نسبة انتشارها إلى ‏5.4%‏. في السنوات الماضية،  أغلق مُلحق الثقافة الخاص بالصحيفة وأصبح نمط الكتابة فيها أسهل وأقل عمقا، بهدف تحسينها وتجنب تدهورها واستقطاب قرائها ثانية. ما زالت الصحيفة تحاول التميّز أمام الصحف المنافسة.

باختصار: صحيفة صغيرة تشق طريقها

صحبفة "مكور ريشون"
صحبفة “مكور ريشون”

“مكور ريشون”

هي الصيحفة اليمينيّة الموازية لصحيفة “هآرتس”. تعد صحيفة صغيرة، مخفية عن أنظار الإسرائيليين الكثيرين ولكن تؤثر في النخبة المثقفة من المتدينين القوميين والمستوطنين.

محرر الصحيفة هو حاجي سيغال، كان عضوا في التنظيم اليهودي السري وحاول اغتيال رؤساء مدن فلسطينية في الضفة. لذلك كان متهما بالتسبب بضرر كبير وعضوية في منظمة إرهابية وحتى أنه قضى في السجن الفعلي لمدة عامين. إنه يعد محللا سياسيا لاذعا وينتقد بشكل ثابت اليسار الإسرائيلي.

إن نسبة انتشار صحيف “مكور ريشون” شبيهة بصيحفة “هآرتس” وتصل إلى %4. تتميز الكتابة فيها بأسلوب فكري وعميق وتعد صحيفة راقية وغير شعبوية.

باختصار: صحيفة النخبة اليمينية

صحف الحاريديم
صحف الحاريديم

صحف الحاريديم

هناك صحف خاصة بالمتدينين المحافِظين (الحاريديم)، تختلف عن بقية الصحف الإسرائيلية من حيث مضامينها وأسلوبها. هناك من بين الصحف المشهورة في الوسط الحاريدي “همودياع”، “يتد نأمان”، “همفسير”، و “يوم ليوم”.

معظم الصحف اليمنية متماهي مع تيار ديني معين وحتى مع حزب معين بشكل واضح وعلني، وغالبا لا تتجسد الحيادية فيها ولا تعمل على تغطية موضوعية. إنها تنقل لقرائها رسائل من زعماء المجتمع المتديّن وتهاجم نمط الحياة العلماني والثقافة الغربية.

تهدف هذه الصحف المتدينة إلى أن تشكل بديلا للصحف العلمانية لئلا ينكشف الجمهور الحاريدي إلى معلومات تعارض مبادئه المحافظة والمتشددة، مثلا، فيما يتعلق بالنساء. إنها تتجنب نشر صور تظهر فيها نساء وتتجنب استخدام الشتائم والكلمات الفظة. يعمل في هذه الصحف محررو مراقبة يعملون على حظر تعابير أو مواضيع تخالف أوامر الحاخامات.

مع مرور الوقت، افتُتح موقعا أخبار للحاريدييم “بحدري حدريم”، و “كيكار هشبات”، لا يخضعان لمراقبة الحاخامات ويحاولان انتقاد المجتمَع المتدين وتغطية الجرائم والفساد في المجتمع المتدين، كما تعمل الصحافة العلمانية في إسرائيل.

اقرأوا المزيد: 794 كلمة
عرض أقل
مشير المصري وسامي أبو زهري (AFP)
مشير المصري وسامي أبو زهري (AFP)

رسالة من صحفي إسرائيلي إلى مشير المصري وإلى سامي أبو زهري

الصحفي بن كسبيت يكتب للناطقين باسم حماس: حتى إذا ألحقت صواريخكم مرةً ضرراً في تل أبيب، أو حتى في حيفا، أو حتى إذا تمكنت قوة من الكوماندوس الخاص بكم اختراق طوق دفاع الجيش الإسرائيلي وتنفيذ عملية تخريبية لا سمح الله في كيبوتس، هل تعتقدون أننا سنهرب من هنا؟

أنتما تعملان كمتحدثين من نوع ما باسم حماس في غزة. حبذا لو كان في إمكاني الكتابة إلى إسماعيل هنية أو إلى محمود الزهار، ولكنهما اختفيا بعض الشيء في الفترة الأخيرة. يا ترى في أي خندق بالضبط يختفيان. كنت أفضل التوجه إلى خالد مشعل ولكن لديه الكفاية من المشاكل حتى بدوني. هو الآن في قطر، يتحرك باستمرار، ليس له بيت، يشتاق إلى أيام سطوع نجمه في دمشق وأيامه في القاهرة والفترة التي كان يعتبر فيها من أوجد حماس، ومن كان له الأمر والنهي، أياماً انقضت ولم تعد بعد. قام مشعل بإلقاء خطاب ما هذا الأسبوع قال فيه إن إسرائيل ستستمر في السير من خراب إلى خراب. الحقيقة أن هذا فيه شيء من الفكاهة.

بقي لي يا مشير وسامي أن أتوجه إليكما. لسنا متعارفين شخصياً ولكنني أشاهدكما أحياناً ولا يمكن وصف ذلك بشكل إيجابي. أولاً، أود أن أفهم لماذا عند ظهوركما علناً مراراَ وتكراراً تحت لقب “جهات رفيعة المستوى لحماس في غزة” تقفان أمام الميكروفون وتصرخان. إذا تكلمتم بهدوء، سيفهمونكم بشكل أفضل لأن الصراخ لا يوحي بالثقة بل ربما بالعكس. إذا أردتما إحداث انطباع فلا مشكلة، أدخلا إلى اليوتيوب وتعلموا من بنيامين نتنياهو الذي يتكلم بصوت عميق وواثق، مع حركات أيدي متزنة وكاريزما. هكذا يمكن الإقناع. ما تفعلونه يثير السخرية على أكثر قدر.

خبروني من أين جلبتم هذه التأتأة؟ أليس لديكم ضمن الشعب الفلسطيني الكبير من يعرف التكلم بالعبرية بشكل مقبول؟ تذكرنا الأغاني التي تهاجمونا فيها بهدف زرع الخذلان والإحباط لدينا إذاعة راديو مصر في عام 1967 عندما أعلن إخوانكم المصريون أن “تل أبيب تشتعل”. الحقيقة هي أن تل أبيب تشتعل فعلاً، إذ أنها إحدى المدن المفعمة بالحياة والنشطة والمدهشة والمرغوبة في العالم، حتى في الأسبوع الحالي.

أخبروني، هل تتمتعون بهذا؟ يهمني أن أحاول معرفة ما يدور في رأس عنصر حماس عادي عندما يرى مدينته تحترق وبيوته تنفجر والحياة تشبه ما سيجري بعدها في الجهنم. قولوا لي، هل كان ذلك يستحق العناء؟

أخبروني، هل تتمتعون بهذا؟ يهمني أن أحاول معرفة ما يدور في رأس عنصر حماس عادي عندما يرى مدينته تحترق وبيوته تنفجر والحياة تشبه ما سيجري بعدها في الجهنم. قولوا لي، هل كان ذلك يستحق العناء؟

دعنا نبدأ لحظة من البداية. في عام 1947 عندما اتخذت الأمم المتحدة قرار تقسيم هذه الأرض وكنا في نفس الوضع تقريباً. كان عددنا آنذاك حوالي 600 ألف من اليهود الحفاة، وكان عددكم أكثر منا بقليل. وقف العالم العربي بأكمله من ورائكم بالإضافة إلى إسناد دولي واسع النطاق وأسلحة وذخائر بلا حدود وخمسة جيوش نظامية بينما وقف من ورائنا ثرى ستة ملايين قتيل وبضعة إرساليات أسلحة من تشيكوسلوفاكيا. اخترنا أن نقول “نعم” لهذا التقسيم بالرغم من أنه حسب اعتقادنا كان مجحفاً في حقنا، أنتم قلتم “كلا”.

وماذا حدث بعد ذلك؟ سبعة حروب وثلاث حملات كبيرة في غزة وانتفاضتين ونصف. أنظروا إلى أنفسكم ومن ثم شاهدونا. نحن إحدى الدول الأكثر تطوراً في العالم، الدولة الوحيدة التي لديها منظومة يمكنها اعتراض الصواريخ أثناء تحليقها خلال أجزاء من الثانية وبنسبة نجاح مذهلة. نطلق أقماراً صناعية إلى الفضاء، ونحن الرائدون في العالم، لأسفكم الشديد، في تصنيع طائرات بدون طيار ونحوز على عدد لا بأس به من جوائز نوبل ولدينا اقتصاداً مزدهراً ومستقراً مع ناتج محلي خام يقترب من الأوروبي. كل ذلك بالرغم من كوننا محاطون بأشخاص من أمثالكم ولدينا أقليتين كبيرتين (المتدينين المتعصبين والعرب) الذين لا يشتركون بشكل كافي في سوق العمل.

جميع هذه الإنجازات معروفة. ما يثير أكثر العجب هو موضوع ما يسمى “مؤشر السعادة”، إذ أنه يتبين حسب الفحوصات العلمية واستطلاعات الرأي العام طوال جميع السنوات أن الإسرائيليين هم في مقدمة العالم في كل ما يتعلق بالسعادة. نعم، بالرغم من أنكم تتوعدونا بألف موت وموت قاسي ومختلف، نحن سعداء. مدى العمر المتوقع لدينا بالرغم من جميع التوتر في الأعصاب والصواريخ والانتفاضات والسجاير هو الثاني في العالم للنساء والخامس/السادس بالنسبة للرجال. تبين لي بعد جميع فحوصاتي وبحثي أن الشيء الوحيد الذي لم نتطور ونتقدم فيه، لا نحن ولا أنتم، وبقينا على نفس المستوى هو كرة القدم.

منظومة القبة الحديدية تعترض بعد القذائف في مدينة القدس (Flash90Nati Shohat)
منظومة القبة الحديدية تعترض بعد القذائف في مدينة القدس (Flash90Nati Shohat)

تعالوا نتكلم لحظة عنكم. عندما خرجت إسرائيل من غزة قبل تسع سنوات، كانت لكم فرصة تاريخية نادرة. كان في إمكانكم استغلالها ومحاولة عمل شيء إيجابي، إعادة بناء مخيمات اللاجئين وتطوير الزراعة والصناعة واستثمار جميع زخم كراهيتكم الحارقة في بناء الشعب الفلسطيني في الإنتاج والتعليم ولكن بدلاً من ذلك اخترتم الاستمرار في جهادكم الأحمق ضد أنفسكم. ذروة إنتاجكم الحالية تقتصر على الصواريخ التي تتمكن من الزحف حتى ساحل هابونيم (أم أن الأمر يتعلق باستيراد المخلفات التي بقيت في سوريا). عافريم عليكم.

في نفس الوقت تستمرون في نشر الأكاذيب وعمل مونتاج بدائي للصور الفظيعة من سوريا وتحاولون إقناع العالم بأنها من غزة. أعزائي، هذا لم يعد فعالاً إذ أن العالم، لأسفكم العميق، بدأ يستيقظ. ينظر العالم الآن إلى ما يجري هنا في هذا المحيط وبدأ يفهم أين أخطأ.

الإسلام المتشدد لا يهددنا نحن فقط، فهو يهدد الآن بريطانيا وفرنسا وألمانيا. في انكلترا يبحثون عن فتاتين بريطانيتين توأمتين عمرهما 16 سنة غادرتا للزواج من جهاديين بريطانيين انظموا إلى داعش. سيعود جميع هؤلاء الجهاديون قريباً إلى بيوتهم في أوروبا وسيفهم الأوروبيون قريباً جداً أن الإسلام المتشدد هو عدو الإنسانية وقسم منهم فهموا ذلك. الجنرال عبد الفتاح السيسي فهم ذلك، والسعوديون فهموا ذلك، والأردنيون فهموا ذلك منذ وقتٍ طويل وحتى الأتراك سيفهمون ذلك في وقتٍ ما. أتعرفون؟ قد تكون هذه الفكرة جنونية ولكن ربما في نهاية الأمر حتى الأمريكان سيفهمون ذلك. وأنتم، بدلاً من أن تحاولوا الخروج من شعور الغضب والتطرف، تستمرون في نفس الطريق وتأملون أنه في النهاية سيرضخ اليهود ويخضعون ويقفزون إلى البحر بمبادرتهم.

أعزائي مشير وسامي، لا أريد أن أظهر كمتبجح وقد تفاخرت بالقدر الكافي أمامكما ولكن لا محالة: لا أمل أن يحدث ذلك، مع احترامي للصبر الإسلامي المشهور، يبدو لي أنه حسب التاريخ، الذي تؤمنون به أنتم أيضاً، نحن أقدم منكم بكثير. حاول الكثيرون إبادتنا قبلكم، وكانوا أقوى منكم بكثير، النازيون مثلاً، ولكننا بقينا رغم ذلك. وحتى إذا ألحقت صواريخكم مرةً ضرراً في تل أبيب، أو حتى في حيفا، أو حتى إذا تمكنت قوة من الكوماندوس الخاص بكم اختراق طوق دفاع الجيش الإسرائيلي وتنفيذ عملية تخريبية لا سمح الله في كيبوتس، هل تعتقدون أننا سنهرب من هنا؟

قولوا لي، ألا توجد قدرة لديكم للتعلّم من التجارب؟ قبل عشر سنوات هاجمتمونا بعشرات ومئات الانتحاريين قاموا بتفجير أنفسهم بيننا وقتلوا أكثر من ألف إسرائيلي. هل هربنا؟ لم نهرب، بالعكس، هذا الحدث الفظيع الذي أثبت إلى أي حد لا موقع لكم بين أمم العالم، جمّعنا ووحّدنا وقوّانا. كانت العملية التخريبية في “الدولفيناريوم” الصمغ الذي ربط دم وأنفس عشرات الآلاف من  أبناء القادمين الجدد من روسيا بدمنا وأنفسنا. لقد قطعت إسرائيل شوطاً كبيراً في التقدم منذ تلك الانتفاضة. وأنتما، سامي ومشير، إلى أين تقدمتم؟

هذه المقالة ظهرت في الأصل باللغة العبرية في صحيفة “معريف” 11/07/2014                             

اقرأوا المزيد: 1048 كلمة
عرض أقل
تسيبي ليفني وبنيامين نتنياهو (Flash 90)
تسيبي ليفني وبنيامين نتنياهو (Flash 90)

نتنياهو يهدّد بإقالة ليفني، ولبيد يعترض ذلك

عاصفة في قيادة الحكومة الإسرائيلية: نتنياهو غاضب من لقاء ليفني مع رئيس السلطة الفلسطينية، ولكنه تراجع حين فهم أنّ هذه الخطوة قد تفكّك الحكومة

اضطرابات في الحكومة الإسرائيلية. الصحفي المخضرَم بن كسبيت يكشف صباح اليوم في صحيفة معاريف أنّه قد حدثت في الأسبوع الماضي عاصفة كادت أن تؤدّي إلى سقوط حكومة نتنياهو. كلّ ذلك في أعقاب لقاء وزيرة العدل والمسؤولة عن ملف المفاوضات، تسيبي ليفني، بالرئيس الفلسطيني محمود عباس. وكما هو معلوم، فقد ذُكر هذا الأسبوع أنّ مكتب نتنياهو يُخلي مسؤوليّته من اللقاء بين الاثنين، ويقول بأنّ ليفني شاركت فيه بناء على رأيها الشخصي فقط.

ولكن، اتّضح أنّ غضب نتنياهو كان أكبر من ذلك. وفقًا للتقرير، لم يعلم نتنياهو مسبقًا عن اللقاء، وحين علمَ بخصوصه، منع ليفني من عقده. تراجع نتنياهو في اللحظة الأخيرة عن قراره لإقالة ليفني، ليلة السبت، بعد استشارة رئيس الائتلاف عضو الكنيست ياريف ليفين وتلقّى إشارات من قبل وزير المالية، يائير لبيد، تفيد أن إقالة ليفني ستؤدّي إلى إسقاط الحكومة.

وتشير تقديرات من جهات مقرّبة إلى ليفني إلى أنّ المسؤول الذي كان متورّطًا بخصوص لقائها مع عباس هو الذي سرّب لنتنياهو المعلومات عن اللقاء. ويذكر كسبيت أنّ المسؤولين الذين كانوا على مقربة من نتنياهو حين علم بخصوص اللقاء قالوا له: “لم نرَ بيبي أبدًا غاضبا بهذه الطريقة”. زعمت ليفني، من جهتها، أنّها كانت سترسل تقريرًا لنتنياهو حول ذلك ولكنها لم تفعل ذلك لأنّه كان في زيارة إلى اليابان، وفارق التوقيت لم يسمح بإجراء مكالمة معه.

ورغم معارضة نتنياهو لإجراء اللقاء بزعم أنّ إسرائيل أعلمت رسميًّا بإيقاف المفاوضات مع السلطة في أعقاب اتفاق المصالحة مع حماس، أصرّت ليفني على إجرائه وقالت إنّها لن تتحدّث معه في موضوع المفاوضات. نتنياهو، الذي لم يصدّق أنّ ليفني قامت بعصيان أمره، استشاط غضبه.  ووفقًا للتقرير، فقد خشي من أن يكون الأمريكيون هم من نظّم اللقاء دون معرفته.

وقد انسجم خبر اللقاء مع الشائعات التي تقول إنّ ليفني تخطّط لتحرّك سياسي للانسحاب من حكومة نتنياهو والانضمام إلى رئيس المعارضة، يتسحاق هرتسوغ. ويذكر كسبيت أنّ نتنياهو أراد إقالة ليفني قبل أن تستقيل بذاتها من حكومته، كخطوة عقابية. حتى تدخّل وزير المالية الذي أوضح أنّ إقالة ليفني ستؤدّي من ناحيته لسقوط الحكومة. وبعد مرور يوم هدأ نتنياهو، وقرّر بثّ رسالة وكأنّه كان يعلم عن اللقاء مسبقًا، وإنْ لم تكنْ تمثّل الحكومة.

اقرأوا المزيد: 329 كلمة
عرض أقل
موشيه كحلون (Miriam Alster/FLASH90)
موشيه كحلون (Miriam Alster/FLASH90)

كحلون وليبرمان يضمّان القوى؟

صحيفة إسرائيلية: "الأمل الإسرائيلي" موشيه كحلون وأفيغدور ليبرمان سيترشّحان معا للانتخابات القادمة. في المقابل، يهاجم كحلون نتنياهو

بعد عدّة أيام من إعلانه بشكل احتفالي عن عودته إلى السياسة، بدأ وزير الإعلام السابق موشيه كحلون بالعمل بجدّ على جميع الجبهات.

نشرت صحيفة “معاريف” اليوم أنّه في الأسابيع الأخيرة حدث تقارب كبير بين كحلون ووزير الخارجية أفيغدور ليبرمان، ويدرس الإثنان الترشّح سويّة للانتخابات القادمة في قائمة واحدة للكنيست. إنّ الاتصال بين كحلون، الذي يعتبر “رجل أخبار” من الزاوية الاجتماعية، وبين ليبرمان الذي يعتبر “رجل أفعال” من الزاوية الأمنية – السياسية؛ قد يؤدّي هذا الاتصال لولادة حزب شعبي يترشّح لرئاسة الحكومة.

وفقا لما ينشر، فمن غير المعروف إنْ تمّ لقاء بين الرجلين، ولكنهما يناقشان الفكرة منذ أسابيع. بشكل عامّ فإنّ العلاقات الشخصية بين الرجلين تعتبر جيّدة جدّا، وفي هذا الأسبوع فقط أجريتْ مقابلة مع ليبرمان في محطة إذاعية في إسرائيل وأعرب عن سعادته بعودة كحلون إلى السياسة.

أفيغدور ليبرمان (Miriam Alster\FLASH90)
أفيغدور ليبرمان (Miriam Alster\FLASH90)

من سمع الفكرة ولم يتحمّس لها كان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو. وحّد نتنياهو وليبرمان قواهما قبل الانتخابات الأخيرة وترشّحا للكنيست في قائمة مشتركة، ولكن من غير المؤكّد أن يستمرّا بالتعاون في الانتخابات القادمة أيضًا.

مقابل الاتصالات مع ليبرمان، قدّم كحلون مقابلة ضخمة، والتي تمتدّ على سبع صفحات، لملحق نهاية الأسبوع في صحيفة “يديعوت أحرونوت”. هاجم كحلون في المقابلة نتنياهو بشكل حادّ. ومن بين ما قال كحلون: “نتنياهو رئيس للحكومة منذ نحو 5 سنوات، ونحن نرى فقط نتائج غير جيّدة. نتائج غير جيّدة في غلاء المعيشة، نتائج غير جيّدة في أسعار المواد الغذائية، ونتائج غير جيّدة في هجرة الأدمغة (الإسرائيليون الموهوبون يهاجرون إلى خارج إسرائيل). الشعور اليوم سيّء جدّا”.

بالإضافة إلى ذلك، هاجم كحلون حزب الليكود، والذي نشأ فيه وخلال عقدين اعتبر حزب الشعب في إسرائيل: “اليمين المتطرّف سيطر على الليكود. ليس هذا هو الحزب الذي قاده الراحل مناحم بيجن. لم يعد هناك برنامج اجتماعي لليكود”. على أيّة حال، من المرجّح أن تستمر تحرّكات كحلون في إشغال وسائل الإعلام في إسرائيل.

اقرأوا المزيد: 282 كلمة
عرض أقل
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (DAVID FURST / AFP)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (DAVID FURST / AFP)

لا يزال يُنتظَر دخوله التاريخ: سنة على حكومة نتنياهو

الرجل الأكثر تأثيرًا في وضع إسرائيل في السنوات الخمس الأخيرة فعل القليل، لم يأتِ بأيّ جديد تقريبًا للشعب الإسرائيلي

في 18 آذار، يتمّ على الحكومة الإسرائيلية الثالثة والثلاثين عام كامل، ورغم التغييرات الكبيرة في تشكيلة الائتلاف، ودخول نحو نصف النوّاب إلى الكنيست التاسعة عشرة للمرة الأولى، يمكن الإيجاز أنّ رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، الرجل الأكثر تأثيرًا في وضع إسرائيل في السنوات الخمس الأخيرة فعل القليل، لم يأتِ بأيّ جديد تقريبًا للشعب الإسرائيلي، وإن نجح في إحداث تغييرات طفيفة باتجاهات مختلفة، فإنّ نتائجها يكاد لا يشعر بها المواطنون الإسرائيليون في حياتهم اليوميّة.

في شأن المفاوضات

بنيامين نتنياهو وجون كيري (Matty Stern/US Embassy/FLASH90)
بنيامين نتنياهو وجون كيري (Matty Stern/US Embassy/FLASH90)

بعد خمس سنوات على عودة نتنياهو إلى مكتب رئيس الحكومة (آذار 2009)، يُحسَب لنتنياهو أنّ ولايته جعلت إسرائيل تنعم بهدوء أمني من جهة، ولكن جمود سياسيّ شبه مطلق من الجهة الأخرى. منذ الصيف الماضي، تقيم الحكومة الإسرائيلية برئاسة نتنياهو، وبقيادة وزيرة العدل تسيبي ليفني، اتصالات غير مباشرة مع الفلسطينيين، عبر وساطة أمريكية، ولا تظهر للشعب الإسرائيلي أية إنجازات. خلال كل هذا الوقت (وقبل ذلك أيضًا)، لم يلتقِ نتنياهو رئيس السلطة الفلسطينية أبا مازن حتّى مرة واحدة.

وإذا كان قد طُلب من نتنياهو خلال فترة حكومته السابقة أن يجمّد البناء في المستوطنات، ووافق على فعل ذلك لفترة من الوقت لم يتغير فيها شيء بين إسرائيل والفلسطينيين، فإنه كرّر مرارًا في السنة الماضية أنّ إسرائيل لن توقف البناء في أيّ مكان، ولم يشرح كيف ينسجم هذا التوجّه مع منطق التوصّل إلى حل الدولتَين، أي إنشاء دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل.

في كانون الثاني الماضي، قال نتنياهو إنّ إسرائيل لن تُخلي مستوطنات، وأبلغ مكتبه الإعلام أنّ معنى أقواله هو أنه يعتقد أنه يجب الإبقاء على قسمٍ من المستوطنات المعزولة في أماكنها، وتوفير الحماية للإسرائيليين ليواصلوا العيش هناك. بالتباين، في المقابَلات التي أجراها في الأيام الماضية، قال نتنياهو إنّ قسمًا من المستوطنات لن يكون جزءًا من الاتّفاق. فهل قصد إنها ستُخلى؟

عباس ونتنياهو في لقائهما عام 2010 (AFP)
عباس ونتنياهو في لقائهما عام 2010 (AFP)

تقوّي تصريحات نتنياهو في السنة الماضية حول استمرار الاحتفاظ بالقدس الموحّدة عاصمةً لإسرائيل، فضلًا عن تصريحات مشابهة لوزير المالية الأكثر اعتدالًا، يائير لبيد، الانطباع أنّ الحكومة الإسرائيلية ليست لديها أية نية للتقدُّم في المفاوضات مع الفلسطينيين، وأنّ الإجراءات العلنيّة هي مجرّد كلام دون نية حقيقية خلفها.

لكن، في نهاية الأسبوع الماضي، بعد صمتٍ مستمرّ، جرت مقابَلة نتنياهو في وسائل الإعلام الإسرائيلية، وقال إنه يريد إنهاء الصراع، وإنّ أحد العناصر الأكثر أهمية من جهته هو تصريح من الفلسطينيين بأنّ دولة إسرائيل يهودية، وهو مطلب كرّره مرارًا خلال السنة الماضية. في البداية، جرى النظر إلى هذا الطلب كعنصر رماه نتنياهو ليضع العصيّ في دواليب المفاوضات. لكنه كرّر هذا الطلب إلى درجة أنه نجح في إقناع الأمريكيين به، كما يبدو بعد أن فحصوا استطلاعات الرأي بين الشعب الإسرائيلي، ورأوا أنّ معظم الشعب يدعم هذا الطلب.

لكن في نهاية العام، بقي الشعب الإسرائيلي حائرًا وغيرَ جاهزٍ لاتّفاق إطار، يُفترَض أن يؤدي إلى اتّفاق فعليّ، إذ يصعب فهم إن كان رئيس الحكومة يظنّ أنّ المستوطنات التي لن تكون جزءًا من الاتّفاق (أي تُخلى، وفق إصدار آذار 2014) أم إنّ أيّ مستوطِن لن يُخلى (إصدار كانون الثاني 2014)، هل تتوقّع إسرائيل من الفلسطينيين أن يتنازلوا كليًّا عن القدس الشرقية كعاصمةٍ لهم، ولماذا يستمرّ البناء في الأراضي المحتلة على نطاقٍ واسع؟

* * * * *
سياسيًّا

رئيس الوزراء نتنياهو ووزير المالية لبيد (GPO)
رئيس الوزراء نتنياهو ووزير المالية لبيد (GPO)

من الناحية السياسيّة، يبدو أنّ وضع نتنياهو أفضل من أيّ وقت مضى. فهو يحظى بنسب دعم مرتفعة بين الشعب الإسرائيلي، ويظهر استطلاع تلو آخَر أنه لا شخصية سياسية أخرى في إسرائيل ينظر إليها الشعب كملائِمة لتولّي رئاسة الحكومة. كما تحظى كتلة الليكود بيتنا برئاسة نتنياهو بدعمٍ كبير، مع الحفاظ على قوّتها في الكنيست الحاليّة، أو حتّى ما يزيد عنها. وفيما لا ترتفع مكانة أهم شركائه في الحكومة، يائير لبيد، الذي يُنظَر إليه على أنه وزير مالية لا يفقه شيئًا في هذا المجال، فإنّ نتنياهو يحافظ على مكانته المرتفعة في نظر الإسرائيليين.

أحد أسباب ذلك هو الانضباط الإعلامي الصلب الذي يقوده نتنياهو، بمساعدة رئيس نظام الإعلام لديه، ليران دان. في نهاية العام، بعد تنسُّك لـ 14 شهرًا متواصلًا عن الإعلام الإسرائيلي، جرت مقابلة نتنياهو للمرة الأولى مع وسائل الإعلام العبريّة، رغم أنه أجريت معه مقابلات عديدة خلال الفترة الماضية في وسائل الإعلام الأجنبية.

لم يعقد نتنياهو أيّ مؤتمر صحفي منذ ما يقارب العامَين، وفي المقابلات القصيرة التي أجريت معه نهاية الأسبوع الأخيرة، اتّضح السبب: نتنياهو مقتنِع أنّ الإعلام يسعى فقط إلى ملاحقته والحطّ من قدره، لذلك لا يحاوره، ولا حتّى لتقديم تقرير للشعب الإسرائيلي في مسائل غير المسائل السياسيّة.

نتنياهو في مقابلة لشبكة BBC البريطانية (Kobi Gideon / GPO)
نتنياهو في مقابلة لشبكة BBC البريطانية (Kobi Gideon / GPO)

خلال كلّ هذا الوقت، ضعفت كثيرًا مكانة وسائل الإعلام في إسرائيل. يتهدّد سلطةَ البث، التي يُفترَض أن تكون هيئة حيادية خطرُ الإغلاق (بهدف تنفيذ إصلاحات)، كما ستتوقف صحيفة معاريف – صحيفة ذات خطّ يمينيّ كان يمكن أن تنتقد نتنياهو من الجانب اليمينيّ – عن الصدور. أمّا صحيفة “هآرتس”، المعارضة الوحيدة الجدّية بين وسائل الإعلام، فتواجه مصاعب اقتصادية خطيرة. دون نقد، دون تحقيقات صحفيّة، دون مقابلات أو مؤتمرات صحفية، يُتوقَّع أن لا تعترض أية عوائق سبيل نتنياهو لمواصلة ولايته أو حتّى للظفر بولاية جديدة. في محادثات مقفلة معه، يقول نتنياهو إنّ 2017 هدف منشود من جهته، وإنه يرى أنه سيستمرّ رئيسًا لحكومة إسرائيل خلال السنوات القادمة وما بعدها.

* * * * *
اجتماعيَّا واقتصاديًّا

الإحتجاجات الاجتماعية ضد غلاء المعيشة وحكومة نتنياهو عام 2011 (Flash90/Yossi Zeliger)
الإحتجاجات الاجتماعية ضد غلاء المعيشة وحكومة نتنياهو عام 2011 (Flash90/Yossi Zeliger)

إذا كان هناك مجال يمكن أن يشكّل خطرًا على مكانة نتنياهوـ فهو المجال الاقتصادي – الاجتماعيّ. فمنذ الاحتجاج الجماهيري صيف 2011، لم يتغيّر أيّ شيء تقريبًا في إسرائيل. خرج الجماهير إلى الشوارع للاحتجاج على غلاء المعيشة، أسعار العقارات التي تحلّق إلى أعلى، وصعوبة الادّخار للتقاعُد ونيل خدمات صحيّة لائقة. لكن رغم تصريحات نتنياهو ووزرائه العديدة، فإنّ الوزير الوحيد في الحكومة السابقة الذي اتخذ خطوات عملية لخفض الأسعار في إسرائيل (في المجال الخلويّ)، موشيه كحلون، آثَر عدم الاستمرار مع نتنياهو في الولاية الحاليّة، وغادر الساحة السياسية الناشطة، لبناء نفسه من الخارج. يُعتبَر كحلون ذا شعبيّة كبيرة بين ناشطي الليكود وفي وسط الخارطة السياسية، ورغم أنه لا يُهدِّد حاليًّا مكانة نتنياهو، فإنّ الاحتمال موجود.

الإحتجاجات الشعبية في إسرائيل 2011 (Flash90/Liron Almog)
الإحتجاجات الشعبية في إسرائيل 2011 (Flash90/Liron Almog)

في مقابلة مع القناة الثانية يوم السبت الماضي، اعترف نتنياهو بإيجاز أنه لم يولِ موضوعَي العقارات وغلاء المعيشة اهتمامًا كافيًا، وأنه سيكون عليه التدخُّل بقوّة أكبر “من أجل تزويد إرشاد أكثر”. ويأتي تصريح نتنياهو هذا في مرحلة متقدّمة جدًّا من النقاش العامّ، بعد بضع سنوات من إعلانه هو نفسه عن برنامج “هفدليم” للتعامل مع أزمة سوق العقارات في إسرائيل، برنامج استغرق سنوات من العمل لإقراره تشريعيًّا، ولم يبدأ في التأثير في حياة المواطنين في الواقع. كذلك نشاط حكومته في مجال خفض غلاء المعيشة غير محسوس في أرجاء إسرائيل، ووضع الفجوات الاجتماعيّة لم يتغيّر.

* * * * *
شخصيًّا

رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو خلال جلسة للحكومة الإسرائيلية (FLASH90)
رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو خلال جلسة للحكومة الإسرائيلية (FLASH90)

كما ذُكر آنفًا، أبقى نتنياهو نفسه وأسرته بعيدًا عن الإعلام. وفيما تقف قرينته سارة إلى جانبه في كلّ مناسبة علنيّة، ويرافقه أولاده في رحلاته الحكومية إلى خارج البلاد، فإنّ الإعلام الإسرائيلي تراجع ويكاد لا يقوم بأية تغطية للفضائح في بيته. من حين إلى آخر، تُكشف معلومات حول النفقات الماليّة لبيوت رئيس الحكومة (نفقات يتحملها الشعب) أو يرفع عامل سابق في منزل رئيس الحكومة دعوى عليه شخصيًّا. وحينها أيضًا، كما علِمنا، يعتقد نتنياهو أنّ الإعلام هو الذي يشجّع عماله السابقين على الادّعاء عليه بهدف الحطّ من قدره في الإعلام. لكنّ هذه المواضيع تشغل الإعلام في إسرائيل يومًا أو اثنَين، وخلال باقي الوقت، تُدار حياة رئيس الحكومة الخاصّة بعيدًا عن أعين الناس. بهذا المعنى، تختلف الولاية الحالية عن ولايته الأولى التي كانت مفعَمة بالتغطية الإعلامية الهجومية.

رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو وزوجته سارة ( Amos Ben Gershom/GPO/FLASH90)
رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو وزوجته سارة ( Amos Ben Gershom/GPO/FLASH90)

يتحدث مكتب رئيس الحكومة من حينٍ إلى آخر عن وضعه الصحي، ويبدو أنّ رئيس الحكومة قد أنقص بضعة كيلوغرامات من وزنه إثر خضوعه لجراحة فتق في شهر آب الماضي. عدا ذلك، تبدو صحته جيدة جدًّا. كما ذُكر آنفًا، المعلومات عن حياته الشخصية في السنوات الماضية شحيحة جدًّا، بحيث إنّ الوصف الذي أعدّته مراسِلة نيويورك تايمز جودي رودورن في محادثة معه نجح في إثارة الأصداء في إسرائيل. وفق المقابلة، يحبّ نتنياهو تدخين السجائر الكوبيّة (‏Partagás No.‎ ‎2‎‏)، يقرأ كتب تاريخ (نيل فيرغسون، الحضارات)، ويتمتّع بمشاهدة المسلسل الدرامي “هبورجس” عبر التلفزيون.

من المثير للاهتمام معرفة إن شاهد “بيت الورق”، المسلسل الأمريكي الشهير، أو “بورجان” الدنماركي.

اقرأوا المزيد: 1200 كلمة
عرض أقل
Miriam Alster/Flash90
Miriam Alster/Flash90

معاريف – صحيفة تحتضر

لم تتم طباعة الصحيفة الأقدم "معاريف" هذه الليلة ولم تر النور صباح اليوم، واحتمالات اختفائها تعلو إلى السطح مجدّدًا

09 مارس 2014 | 11:45

هل تختفي الصحيفة الأقدم في إسرائيل، “معاريف”، من سوق الصحافة المطبوعة؟ هذا محتمل جدًّا بعد عدم طباعة الصحيفة الليلة وعدم خروجها للنور اليوم الأحد. لم تنجح الصحيفة التي تعرّضت لصعوبات اقتصادية وتغيّر مالكوها في الصعود، وبرنامج الإنعاش الذي يقترحه المالك الجديد، شلومو بن تسفي، “سيضرّ بمصالح العاملين في معاريف” هذا ما جاء وفقًا للعاملين وأصحاب الشركة.

وقدّم أصحاب شركة معاريف المنهارة، الذين باعوا الصحيفة لشلومو بن تسفي قبل سنة ونصف، مذكّرة إلى المحكمة وأعربوا عن موقفهم ضدّ الخطوات التي يتّخذها بن تسفي. وقد أشار أصحاب الشركة بأنّ بن تسفي لا يزال مدينًا بملايين الشواقل لصندوق معاريف، وأنّه فاجأهم حين أعطى شعورًا في الأشهر الأخيرة بأنّه سيكمل نقل المبالغ المطلوبة.

وبعد الظهر ستناقش المحكمة المركزية في القدس طلب المالك، شلومو بن تسفي، بتجميد الإجراءات ضدّه. وتقول صحيفة “معاريف” إنّه فيما لو تم قبول الطلب، فسيكون بالإمكان ضخّ الأموال للصحيفة واستئناف عملها.

وقد علّقت اليوم أيضًا لجنة صحفيّو معاريف، المنظّمة في اتحاد الصحفيين التابعة للهستدروت، واحتجّت على تصرّفات بن تسفي واتخاذه قراره قبل دقائق من بدء يوم السبت عدم إصدار الصحيفة يوم الأحد. “لقد خدع شلومو بن تسفي الجميع على طول الطريق. ليس لدينا أي ثقة به. إنّه يعمل على تدمير الصحيفة كلّيًا ولذلك فهو لا يتردّد في تقديم تقارير كاذبة، ونقل الممتلكات من شركة لأخرى، خرق الاتفاقات وتفعيل الضغوط الاقتصادية على الموظّفين”، هذا ما قاله الموظّفون.

وذكرت صحيفة معاريف: “سيتمّ استئناف إصدار الصحيفة كالعادة فور موافقة المحكمة على طلب تجميد الإجراءات والموافقة على خطّة الكفاءة التي تشمل تدفّق آخر للميزانية من قبل المالك من أجل استمرار عمل الصحيفة”.

اقرأوا المزيد: 243 كلمة
عرض أقل
Miriam Alster/Flash90
Miriam Alster/Flash90

استطلاع الصحافة الإسرائيلية: “معاريف” آخذة بالتدهور

صحيفة "إسرائيل اليوم" و "يديعوت أحرونوت" تتابعان الصراع بينهما حول نسب الاطلاع الأكبر

21 يناير 2014 | 20:13

في الوقت الذي تتابع فيه صحيفة “إسرائيل اليوم” و “يديعوت أحرونوت” الصراع بينهما على لقب الصحيفة الأكثر اطلاعًا وفقًا لاستطلاع أجرته شركة البحث TGI، يُسلط الضوء على صحيفة قديمة قائمة منذ 65 عامًا، وهي صحيفة “معاريف”.

يتضح من معطيات شركة البحث TGI التي نشرت أمس أن الاطلاع على الصحف الإسرائيلية خلال أيام الأسبوع والنشرات الإخبارية الصحافية في نهاية الأسبوع، قد هبط هبوطًا ملحوظًا وأن صحيفة معاريف” هي الأكثر ضررًا.

بعد موجة من تغيير مالكي الصحيفة في السنوات الأخيرة، يبدو أن الصحيفة أصبحت أكثر استقرارًا، برعاية صاحبها الجديد، شلومو بن تسفي، وحتى أنه أطلق نشرة مجانية بتوزيع واسع. رغم ذلك، هبط مستوى الاطلاع على الصحيفة في عام 2013 إلى 3.5%‏ فقط ، مقارنة بنسبة 5.8%‏ في النصف الأول من نفس السنة. كان المجمل السنوي للاطلاع على صحيفة “معاريف” في عام 2013 بنسبة 4.6% خلال أيام الأسبوع وتشكل هذه النسبة هبوط بنسبة نحو 60% مقارنة بالعام المنصرم.

سارعوا في صحيفة “معاريف” عند نشر المعطيات للإعلان عن برنامج لتعزيز مكانة الصحيفة يشتمل على زيادة التوزيع، وتم اتخاذ قرار لتوزيع عدد من الصحيفة مجانًا خلال أيام الجمعة أيضًا، كوسيلة لدفع المبيعات قدمًا وضم ملحقات “ماكور ريشون” و “معاريف” أيضًا.

في الصراع الحاد بين “يديعوت أحرونوت” ومنافستها “إسرائيل اليوم” تم تسجيل تصحيح في المجمل السنوي. تتمتع الصحيفتان بشكل أساسيّ من ازدياد اطلاع  القراء في أعقاب النشر الواسع للصحفتين “إسرائيل اليوم” كنموذج للنشاط الأساسي، وصحيفة “يديعوت أحرونوت” كوسيلة لزيادة كشفها على القراء بواسطة نشر عشرات الآلاف من النسخ مجانًا.

في استطلاع في النصف الثاني من عام 2013،  حظيت صحيفة “يديعوت أحرونوت” بارتفاع طفيف من كشفها على القراء بنسبة 38.4%‏ وحظيت صحيفة “إسرائيل اليوم” أيضًا بارتفاع بنسبة 38.6% وهي تتفوق على صحيفة “يديعوت أحرونوت”. ولكن، في عام 2013، سجلت الصحيفتان الكبيرتان نسبة اطلاع القراء عليهما نسبة شبيهة وهي 37.7%‏.

اقرأوا المزيد: 277 كلمة
عرض أقل
جنود اسرائيليون في لبنان خلال حرب تموز 2006 (Pierre Terdjman / Flash90)
جنود اسرائيليون في لبنان خلال حرب تموز 2006 (Pierre Terdjman / Flash90)

العلم الإسرائيلي يُرفع في جنوبي لبنان

كشفت مواقع مراقبة على الحدود الإسرائيلية عن أمر مذهل: أعلام إسرائيل في الجهة اللبنانية. تبيّن بعد ذلك أنها عملية لتصوير فيلم، لكن الشعور بعدم الاطمئنان ما زال قائمًا

تفاجأ سكان مدينة المطلة التي تقع على الحدود الإسرائيلية اللبنانية عندما رأوا في نهاية الأسبوع مركبات مدرّعة وإلى جانبها أعلام إسرائيلية في الجانب اللبناني من الحدود. ذكّرهم المشهد بالأعوام التي سبقت انسحاب الجيش الإسرائيلي من جنوبي لبنان عام 2000، حيث كانت تسيطر إسرائيل على قطاع أمني في لبنان.

قالت مواطنة من المنطقة لصحيفة “معاريف”: “اعتقدنا في البداية أن الحدود تم نقلها مئات الأمتار إلى  داخل لبنان” موضحة سبب الارتباك: “بعد أن ذهبت خارجًا، اتضح أن المشهد هو جزء من تصوير فيلم يحدث مقابل منازلنا”. يتضمن الفيلم مركبات عسكرية كثيرة ومواقع حراسة ومعدّات عسكرية أخرى ويحدث كل هذا والأعلام الإسرائيلية مرفوعة.

تتتابع إسرائيل بشكل دقيق التحركات في الجانب اللبناني، وحتى أنه تم وضع قوات من الجيش على الحدود. لكن يبدو أنه لا داعي للقلق وتصوير الفيلم يتم بسلاسة. وصل رئيس بلدية المطلة، هرتسل بوكر، إلى الحدود أيضًا وقال لصحيفة “معاريف”: لا نعلم ما هي طبيعة الفيلم لكن طالما يصورون أفلامًا فهذا أمر جيد”.

تجمع الكثير من المواطنين على الجدار الحدودي لمشاهدة تصوير الفيلم والاستماع الى هتافات “أكشن” و “كات”، غير أن بعض المواطنين ما زال ليس مطمئنًا بسبب ما يحدث. قالت مواطنة: ” لا نعلم إن لم يكن الأمر مجرد تمويه لأمر آخر يريد حزب الله أن يفعله هنا”.

اقرأوا المزيد: 195 كلمة
عرض أقل
المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو (Moshe Milner/GPO/Flash90)
المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو (Moshe Milner/GPO/Flash90)

هل ثمة أزمة في العلاقات الإسرائيلية – الألمانية؟

صحيفة "معاريف" تُخبر: مُطالَبات في ألمانيا بوقف العلاقات "الخاصة" مع إسرائيل، وتأسيس العلاقات على المصالح فقط

تقود جهات مسؤولة في الحكومة الألمانية خطا يهدف إلى إلغاء العلاقات الخاصة بين ألمانيا وإسرائيل، التي تنبع من الخلفية التاريخية الحساسة في علاقات ألمانيا والشعب اليهودي، وتأسيس علاقات الدولتين على المصالح فقط. هذا ما كشفت عنه صحيفة “معاريف” الإسرائيلية صباح هذا اليوم. ويقود هذا النهجَ كريستوف هويسغان، مستشارُ أنجيلا ميركل للأمن القومي.

خلاصة الأمر هي أنّ علاقات إسرائيل الدبلوماسية مع الدول الأوروبية تضعف شيئا فشيئا. وقد أصبح الأمر ملموسا في التصويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن رفع مكانة فلسطين في الأمم المتحدة. فقد امتنعت ألمانيا، التي كانت أقوى صديق لإسرائيل في القارة، عن التصويت، على الرغم من أن إسرائيل اتفقت معها على أن تعارض القرار. فضلًا عن ذلك، توقعت إسرائيل أن تقنع ألمانيا دولا أخرى بالامتناع، وهو أمر لم يحدث. وقد نبع الأمر من الضعف السياسي لوزير الخارجية الألماني حينذاك، غيدو فسترفيله، أمام هويسغان.

كريستوف هويسغان هو شخصية رئيسية فيما يتعلق بالعلاقات بين الدول. وقد كان موقف هويسغان أنه يجب على ألمانيا أن تدعم رفعَ مكانة فلسطين في الأمم المتحدة، وأن لا تعترض أو تمتنع. وفق التقرير، فقد أعرب هويسغان أيضًا عن انتقاد مبطّن لكون المستشار السابق للأمن القومي الإسرائيلي، يعقوب عميدرور، هو يهودي يعتمر القلنسوة (الكيباه).

إن متغيرًا هامًّا آخر في علاقات الدول هو العلاقات بين قاداتها. فقد واجهت علاقات بنيامين نتنياهو والمستشارة ميركل مرتفعات ومنخفضات، وخاصة على خلفية الإعلان عن بناء وحدات سكنيّة في المستوطنات، ما يثير غضب ميركل. وما وصلت إليه الأوضاع هو أنّ الدعم الألماني لإسرائيل، الذي كان قويا في الماضي، أصبح شيئا فشيئا منوطًا بالطموحات الألمانية ذات الصلة بالتقدم في عملية المفاوضات السياسية.

تعود ميركل وتوضح، مرارًا وتكرارًا في كل مناسبة مُتاحة، التزام ألمانيا بأمن إسرائيل. لكن في إسرائيل مَن يشعر بأنّ المعنى الذي ينسبه نتنياهو لكلمتَي “أمن إسرائيل” ليس هو نفسه المعنى الذي تعطيه لهما ميركل.

كما هو معلوم، فقد نُقلت أخبار في الماضي مفادها أنّ ألمانيا قد منحت إسرائيل خمس غواصات نووية، وأن الغواصة السادسة في طريقها إليها. ووفق التقارير في ألمانيا، فإن الهدف من الغواصات هو زيادة إمكانية “الضربة الثانية” التي ستنزلها إسرائيل على إيران في حال حدوث هجوم صاروخي إيرانيّ.

اقرأوا المزيد: 325 كلمة
عرض أقل
صورة لمدينة أم الفحم، أكبر تجمع عربي في منطقة المثلث (Flash90)
صورة لمدينة أم الفحم، أكبر تجمع عربي في منطقة المثلث (Flash90)

معاريف: إسرائيل عرضت استبدال أراض عربية داخل 1948

في حين يتخاصم الزعيمان، الإسرائيلي والفلسطيني، حيال مسألتَي الغور والأسرى، يظهر استطلاع جديد أن الشعبين يؤمنان بمبدأ دولتَين لشعبَين

01 يناير 2014 | 13:42

نقلت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية صباحَ اليوم أنّ إسرائيل اقترحت على الولايات المتحدة درس فكرة مفادها نقل أراضٍ إلى الفلسطينيين في منطقة المثلّث شرق السهل الساحلي، حيث يسكن نحو 300 ألف عربيّ إسرائيليّ. وسيتمّ النقل كتعويضٍ عن بقاء الكُتل الاستيطانية تحت سيطرة إسرائيل، في إطار تبادُل الأراضي بين الجانبَين.

وقد أكّد مصدران إسرائيليان صحّة هذه الأقوال. وسيحلّ هذا الاقتراح، وفق المصدرَين، مسألتَي تبادل الأراضي والحفاظ على الطابع اليهوديّ لدولة إسرائيل.

وفي غضون ذلك، قالت مصادر سياسية إسرائيلية مسؤولة قُبيل زيارة الوزير كيري إنّ طاقمه يسعى حتّى اللحظة الأخيرة لبلورة وثيقة المبادئ التي سيقدّمها للجانبَين. حسب قولهم، يحاول مبعوثو كيري تقليص عدد تحفّظات الجانبَين، التي ستدخل الوثيقةَ نفسها كما يبدو.

وقال مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية الليلة الماضية في بيان موجز للصحفيين إنّ وزير الخارجية كيري سيسعى في جولته العاشرة إلى المنطقة لإقناع إسرائيل والفلسطينيين بالموافقة على مبادئ الاتّفاق الدائم، لكنه لا يتوقّع “اختراقًا كبيرًا”. فحسب المسؤول، سيعرض كيري على الجانبَين أفكارًا حول كيفيّة سدّ الفجوات بينهما، لكنّه لَن يطلُب منهما التوقيع على الوثيقة أو حتّى الردّ عليها بشكلٍ نهائيّ.

وذكر المسؤول الأمريكيّ أنّ الوثيقة تُعنى بكلّ المسائل الجوهريّة للاتّفاق الدائم، بما فيها الحدود، الأمن، القدس، واللاجئون. وقال أيضًا إنه إذا وافق الجانبان على قبول الوثيقة، فقد لا يُعلَن ذلك علنًا لمنع ضغوط سياسيّة على القادة في الجانبَين. وشدّد المسؤول أنّ الحديث ليس عن اتّفاق مرحلي، بل عن محاولة لرسم الهدف النهائيّ للمفاوضات. وقال أيضًا إنّ الولايات المتحدة لن تفرض البرنامج على الجانبَين.

في هذه الأثناء، أوضح الرئيس الفلسطيني محمود عبّاس (أبو مازن) أمس أنه سيصرّ على وقف البناء في المستوطَنات، التي سمّاها “سرطانًا”، بشكلٍ خاصّ في القُدس الشرقيّة. وفي خطاب ألقاه بمناسبة الذكرى التاسعة والأربعين لانطلاقة حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح)، ويومًا واحدًا بعد الاحتفالات بتحرير أسرى فلسطينيين من السجون الإسرائيليّة، أوضح أبو مازن أنّ القيادة لن تتهاون في شأن البِناء في المستوطَنات، وستستخدم حقوقها كدولة مراقِبة في الأمم المتحدة لوقفه.

أمّا في الجانب الإسرائيليّ، فقد قدّر مصدر مسؤول أنه قد لا تكون إطلاقًا دفعة رابعة من إطلاق سراح الأسرى لأنّ الأمر “استنفد نفسه” حسب قوله، ويُثير صعوبات سياسيّة كبيرة في الحُكومة. وكان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، بعد ساعات من إطلاق سراح 26 أسيرًا فلسطينيًّا إضافيًّا من السجون الإسرائيلية، قد انتقد التحرير والاحتفالات التي أعقبته في الأراضي الفلسطينية. فقد قال: “القتَلة ليسوا أبطالًا، ما هكذا تجري التربية على السلام، وما هكذا يُصنَع السلام”.

وتبيّن من استطلاعٍ أجراه معهد ترومان لأبحاث تقدّم السلام في الجامعة العبرية، والبروفسور خليل شقاقي من المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحيّة في رام الله، أنّه لا تزال هناك أكثرية في كلا الجانبَين تدعم حلّ إنشاء دولة فلسطينيّة إلى جانب دولة إسرائيل – 63% لدى الإسرائيليين و53% لدى الفلسطينيّين.

وأظهر الاستطلاع أيضًا أنّ ثمة انخفاضًا في استعداد الإسرائيليين والفلسطينيين للخضوع للضغوط الأمريكية.

اقرأوا المزيد: 425 كلمة
عرض أقل