مضاجعو النظير

مظاهرة ضد بوتين التشريعات الروسية المضادة للمثلية الجنسية (AFP)
مظاهرة ضد بوتين التشريعات الروسية المضادة للمثلية الجنسية (AFP)

هل نحن في القرن الحادي والعشرين؟ ملاحقة المثليّين مستمرّة

فقط قبل أسبوع، وافق رئيس أوغندا على قانون يهدر دم المثليّين والمثليّات في دولته. المثليّون ملاحقون في كلّ أنحاء العالم. في الدول العظمى مثل روسيا أيضًا، أن تكون مثليًّا فهو أمر خطر جدًّا. لماذا يحدث ذلك في الواقع؟ لماذا يُلاحق المثليّون والمثليّات بسبب ميولهم الجنسية أيضًا في بعض الدول العربيّة؟

سيقول كثيرون لأنّهم مختلفون، مستثنون من المظهر الطبيعي المحلّي، لأنّهم يهدمون السلامة الدينية أو كما يقول المشرّعون في أوغندا الآن: “لديهم ديدان في أماكن أصبحت جميلة بالنسبة لهم”.

ولكن حقًّا، إنّ السبب الوحيد الذي يُلاحق من أجله المثليّون، المثليّات، المتحوّلون جنسيًّا وثنائيّي الميول الجنسية في كلّ أنحاء العالم هو أنّ “الاستقامة أو كل ما يعتبر معياريًّا يخاف من ذاته أكثر من خوفه من المثليّين”.

الخوف من التعامل أو مجرد إجراء محادثة مع شخص ذي ميول جنسية تختلف عن الغالبية المعيارية، يهدّد هيمنة الأغلبية بشكل مباشر. هذا برأي هو السبب في أنّ الكثير من الأشخاص حول العالم يخجلون من التعامل مع قضية الميول الجنسية أو إعطاء الحقوق المتساوية لأبناء المجتمعات المثليّة.

يعلّمنا التاريخ أنّ حضارات كاملة تقبّلت ذلك في يوم من الأيام دون مشاكل. في أماكن مثل: اليونان القديمة، روما، الممالك المغربية المختلفة، أن تكون مثليًّا أو مثليّة كان هذا أمرًا شائعًا. إذا، فماذا تغيّر؟

حان الوقت لتحطيم الأساطير حول المثلية الجنسية (Thinkstock)
حان الوقت لتحطيم الأساطير حول المثلية الجنسية (Thinkstock)

تغلبت الأديان التوحيدية والتعصّب الديني على المثلية الجنسية. وأنا لا أتحدّث عن الإسلام فقط، والذي أعتقد أنّه ظُلم على مرّ الزمن وكأنّه هو الوحيد الذي يعارض مضاجعة الذكور. لتجنّب الشكوك، تعاني النصرانية أيضًا واليهودية من فقدان الصبر على ظاهرة المثلية، وذلك رغم أنّه حتى اليوم لم ينجح أي باحث ديني، يحترم نفسه، في الإشارة إلى التفسيرات النصّية والفقهية، التي تحرّم هذا النوع من العلاقات بشكل مطلق.

في المجتمع الأبوي الذكوري، يعتبر المثليّ والمثليّة هادمين للنمط الاجتماعي الذكوري مفتول العضلات القائم اليوم والذي يتّخذ القرارات في جميع الأماكن المهمّة في العالم.

أوضّح، أنّ ظاهرة إقصاء المجتمع المثلي متأثرة بشكل كبير بإقصاء النساء. في مجتمع يسيطر عليه الرجال لا وقت لألعاب الجنس. تكون القرارات بين أبيض وأسود: أنت إمّا ذكر أو أنثى، وكلّ شيء بين ذلك يعتبر ملغيًّا، ضعيفًا وليس مقبولا.

أن تكون مختلفًا، فهذا خطر، ليس فقط في المجتمعات والثقافات التقليدية. أزعم بأنّ التاريخ يثبت مرّة تلوَ الأخرى بأنّ “المختلفين”، أولئك الذي قادوا عددًا ليس قليلا من التحوّلات لترقية البشرية، صُنّفوا على أنّهم “مجانين” أو “مرضى عقليّون”، أنّهم “خطرون” ينتهكون التوازن الاجتماعي. على سبيل المثال: أُضطهدت النساء القويّات وطوردنَ باضطهاد شديد قبيح في الولايات المتحدة وأوروبا على مدى عشرات السنين. الأشخاص الذين فكّروا خارج الصندوق أو امتلكوا الجرأة للتعبير عن رأيهم المعارض، سقطوا ضحية أعمال العنف وتم شنقهم، في أفضل الأحوال، في ميدان المدينة.

حين أسمع ادعاءات الرئيس الروسي، بوتين، أو ادعاءات الرئيس الأوغندي، يافري موسبني، أو كلّ زعيم آخر يخرج ضدّ المثليّين، أتسلّى دومًا بهذا الجهل الكبير. الجهل في هذه الحالات يكون مدقعًا، وأدرك كيف أنّهم لا يعرفون شيئًا. لا يمكن بأيّ حال من الأحوال أن يعتقد شخص عاقل بأنّ هناك ديدان تخرج للمثليّين من مؤخّراتهم. الانحطاط في هذه الحالة هو في الواقع في التفكير وليس في “مؤخرات المثليّين”.

ما أحاول أن أقوله ببساطة هو: إنّ المثليّين، المثليّات، المتحوّلين جنسيًّا وثنائيّي الميل الجنسي هم من البشر العاديّين مع مشاعر وأفكار مثلكم تمامًا. الفرق الوحيد، وليحيَ الفرق الوحيد، هو في تفضيلاتهم الجنسية. إذًا، فإنْ كنتم واثقين من أنفسكم بشكل كاف فليس لديكم أي سبب حقيقي للذعر. إنّ الفهم بأنّ من يقف أمامكم هو إنسان عادي، وليس “شذوذًا عن الطبيعة” سيساعدكم كثيرًا وبالطبع سيغيّر العالم. إنّ الأمر يبدأ بكم، بالأمهات اللواتي يقبلن أولادهنّ كما هم، بالبيئة الداعمة والحاضنة. من هنا ستأتي البشرى.

هناك قصص لا حصر لها من قصص ألف ليلة وليلة تفتري على المثليّين والاختيار بتصديقها متعلّق بكم فقط: إمّا أن تنضمّوا إلى مجموعة جنون العظمة الذين يخافون من الآخر والمختلف، أو أنّكم تفرّقون بين الإنسان وما يحدث في سريره.

اقرأوا المزيد: 533 كلمة
عرض أقل
مين أنا ؟ مثلي فلسطيني من مدينة يافا (David Pearl)
مين أنا ؟ مثلي فلسطيني من مدينة يافا (David Pearl)

طيب مين أنا؟

خضر أبو سيف يكتب أول مقالة له في المدوّنة الجديدة (بالعامية):

من المفروض إنه الكاتب يعرّف عن نفسه في افتتاح مدونة جديدة، هذا المتبع، ومثل إليزابيث في رواية “الأكل، الصلاة، والحب” راح أبحث عن نفسي معاكو، بدل ما “أقفر” للاستنتاجات…

الأسم: خضر أبو سيف

العمر: 25

المدينة: يافا

هاي المعلومات الأساسية عني. ممكن نضيف طبعا إني: بحب الرحلات الطويلة على الشاطئ، غروب الشمس والضحك… لكن هذا مش السبب يلّي من شانه اجتماعنا. أنا خضر، وأنا مثلي فلسطيني، عايش في أراضي 1948 حسب التسمية عند العرب، وفي إسرائيل حسب اسمها في سائر دول العالم، وهاي النقطة هي بداية الخربطة.

لو سجلتوا اسمي في “جوجل”، راح تكتشفوا إنه عدا عن “إني شاب في غاية الجمال”، أنا “ناشط عربي أناضل من أجل حقوق المثليّين والمثليات في تل أبيب يافا”. على فيس بوك، عندي أصدقاء زيادة عن اللزوم، وأنا بساهم في صياغة الرأي العام، وصوتي أحد الأصوات المميزة الشابة يلي نمت في المنطقة…

على راي إمي أنا بحاجة لعلاج.

أما جدتي، فبتقول إنه ناقصني تربية.

طيب، مين أنا؟

بفكر إني كل هاي الشغلات مع بعض…

صاحب المدونة خضر أبو سيف (David Pearl)
صاحب المدونة خضر أبو سيف (David Pearl)

في واقع مفعم بالتمزق والانفصال، بتيجي لحظة بقرر فيها الواحد يوقف على رجيله، ويفكر فِلّي عم بدور حوله، وبتوصل لقناعة إنه يتوجب عليه إحداث تغيير. ومثل ما بقول كل زعيم طائفة دينية بحترم نفسه: “التغيير ببلّش من جوا ” (مع إنه مدربي في النادي الرياضي بحكيلي العكس، على رايه “عضلاتك زادوا 2%، بعدك مثل البطاطا”. على كل حال، بطاطا ولا مش بطاطا، في سن 16 فهمت إني لازم أعمل إشي مع نفسي وبيئتي، وأحسن أقوم فيه بأسرع وقت ممكن.

والبداية كانت لما أعلنت عن ميولي الجنسية أو حسب التعبير الرائج “طلعت من الخزانة”.

وعشان الإعلان عن الميول الجنسية، أو الشذوذ في نظر البعض، أو “الطعلة من الخزانة”، لازم الواحد يلجأ لمبدأ واحد أساسي، خاصة في مجتمع مثل مجتمعنا، أنا بسميه “مبدأ المطرقة”. امرقوا على دكان للأدوات المنزلية، الأقرب إلى بيتكم، اشتروا مطرقة تزن خمسة كيلوغرامات، وقوموا بدعوة العائلة كلها لعرض فريد من نوعه، عرض يحدث مرة واحدة في الحياة، وابدأوا بالتحطيم أو التطبيش!

الدراما مضمونة؛ الأم راح تبكي لإنه هاي “الخزانة” كلفت مبلغ باهظً من المال، والأب راح يصرخ لإنه هاي “الخزانة” كبيرة لدرجة إنه لما جبناها على البيت، شافوها كل الجيران، والعيلة والأصدقاء وهي في طريقها لبيتنا، والجدة راح تمتنع عن التحدث معكم لعام على الأقل، وتهدد بنوبة قلبية مفبركة لأنها دفعت ثمنها خفية، لكن صراحة، الجميع كانوا يعرفوا، منذ أن بدأت بالزحف، بأن هاي “الخزانة” سيكون مصيرها التحطيم في يوم من الأيام.

آمل أن تكونوا فهمتوا الاستعارة. مع إنها مش معقدة كثير.

طيب مين أنا؟ مبين إنه لازم نكتشف هاي الشغلة مع بعض.. شوي شوي…

بكفي حاليًا…

اقرأوا المزيد: 393 كلمة
عرض أقل
مهرجان المثليين السنوي في تل أبيب لعام 2013 (Flash90)
مهرجان المثليين السنوي في تل أبيب لعام 2013 (Flash90)

خيبة أمل وسط المثليين في إسرائيل

الحزبان، إسرائيل بيتنا والبيت اليهودي، أسقطا اقتراحَي القانون الهادفَين إلى "منع التمييز على خلفية الميل الجنسيّ"

08 ديسمبر 2013 | 19:56

أسقطت اللجنة الوزارية لشؤون التشريع اقتراحَي قانونٍ يهدفان إلى منع التمييز ضدّ السحاقيات، اللواطيين، متحوّلي الجنس، وثنائيي الجنس، ومساواة الامتيازات التي يحصل عليها الشاذون جنسيًّا الذين يعيشون معًا لدى الحصول على قرض إسكان. وقد عارض وزراء حزبَي إسرائيل بيتنا والبيت اليهودي اقتراح منع التمييز على أساس “الميل الجنسي” أو الجنس.

بالمقابل، عارض جميع وزراء الحكومة تقريبًا اقتراح القانون الثاني للنائب دوف حنين (الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة) حول المساواة في الحصول على قرض إسكان “للأزواج الأحاديي الجنس”. فقد ادّعى الوزراء أنّ ثمة حلًّا لأولئك في أنظمة الضريبة، وأن لا حاجة للعمل في مجال التشريع أيضًا.

من الجدير بالذكر أنّ ثمّة في اللجنة الوزارية لشؤون التشريع ائتلافًا مناصرًا للشاذين جنسيًّا، يشمل وزراء حزب “الحركة”، و”هناك مستقبل”، ووزراء الليكود ليمور لفنات، جلعاد أردان، وجدعون ساعر. بالمقابل، يُعتبَر حزبا البيت اليهودي وإسرائيل بيتنا “عدائيَّين” تجاه الشاذين.

وقال الوزير أوري أريئيل من البيت اليهودي أمس إنّ حزبه يُعارض “الاعتراف الرسمي” بالزواج الأحاديّ الجنس، وسيعمل لمنع اعتراف كهذا من قِبل الحكومة والكنيست.

وكان حزب البيت اليهودي قد حدّد الأسبوع الماضي معياره لدعم القوانين التي تتصل بالشاذين جنسيًّا، ومُفاده “منع التمييز مقابل منع الاعتراف”.

ويخشى الحزب الديني من أن يؤدي الاعتراف بحقوق الذين يقيمون علاقات شاذّة بالجهاز القضائي في إسرائيل إلى الاستنتاج أنّ الدولة تعترف رسميًّا بالزواج الأحاديّ الجنس.

وتطرّقت عناصر في البيت اليهوديّ هذا الصباح إلى الجانب السياسي في قرار الحزب قائلةً: “حوّل يائير لبيد الشاذين جنسيًّا إلى فأس سياسية يحفر بها. فهو يتذكّر وجودهم حين يكون وضعه سيّئًا في استطلاعات الرأي. ليست محاولة استرضاء الشعب بديلًا عن العمل الاحترافيّ في المكتب. الكنيست ليست عمودًا في صحيفة. ثمة حاجة إلى فهم الإجراءات التشريعية”.

اقرأوا المزيد: 251 كلمة
عرض أقل