تقيم مصر منتدى غاز شرق المتوسط، بالتعاون مع إسرائيل، مصر، إيطاليا، اليونان، قبرص، الأردن، والسلطة الفلسطينية. مفوضية الطاقة التابعة للاتحاد الأوروبي هي المراقبة على المنتدى. أقيم اللقاء الأول للمنتدى هذا الأسبوع، وأعلِن فيه عن إقامة المنتدى بشكل رسمي في شهر أيار القادم.
يتضمن المنتدى دولا مصنّعة ومستهلكة للغاز الطبيعي، ولكن لا يشارك فيه لبنان الذي أعلن، في السنة الماضية، عن مناقصة لإنتاج الغاز في شواطئه في الشرق الأوسط. تضمن جزء من المناقصة حاجزا مائيا محاذيا للمياه الإقليمية الإسرائيلية، رغم التحذيرات الإسرائيلية من ضرر متوقع أن يلحق بالمجمعات الإسرائيلية. لم تستخرج السلطة الفلسطينية الغاز من المجمعات التي حصلت عليها من إسرائيل، ويبدو أنها انضمت إلى المنتدى لأسباب سياسية. الأردن هو مستهلك كبير للغاز المصري، ويتوقع أن يزيد حجم مشترياته للغاز الطبيعي من إسرائيل.
قال وزير الطاقة الإسرائيلي، يوفال شتاينتس، الذي شارك في اللقاء في القاهرة، “هذا هو إثبات آخر على أن الفائدة من تطوير مجمّعات الغاز هي ليست اقتصادية وبيئية فحسب، بل فائدة جيوسياسية وسياسية. في الواقع، يجري الحديث عن التعاون الاقتصادي الأهم بين إسرائيل ومصر منذ التوقيع على اتفاقية السلام بين الدول”.
خلال الزيارة، أجرى الوزير شتاينتس لقاءات ثنائية، من بين لقاءات أخرى، مع وزير الطاقة المصري، طارق الملا. خلال المحادثات، تحدث الوزيران عن التعاون في مجال الطاقة بين إسرائيل ومصر، بما فيه التعاون في مجال تصدير الغاز من إسرائيل ومصر إلى أوروبا.
الوزير شتاينتس يشارك في مؤتمر الغاز الطبيعي في مصر
وزير الطاقة والمياه الإسرائيلي، يوفال شتاينتس (Yonatan Sindel/Flash90)
سوف يزور وزير الطاقة الإسرائيلي، يوفال شتاينتس، مصر تلبية للدعوة الشخصية التي تلقاها للمشاركة في مؤتمر لمنتدى الغاز الطبيعي، الذي سوف يُجرى برعاية الرئيس السيسي
غادر وزير الطاقة والبنى التحتية الإسرائيلي، يوفال شتاينتس، اليوم الأحد إلى القاهرة، للمشاركة في المؤتمر الإقليمي الأول لمنتدى الغاز الطبيعي. تلقى شتاينتس دعوة شخصية للمشاركة في المؤتمر، الذي سوف يُجرى برعاية الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي ووزير الطاقة المصري، طارق الملا. يُتوقع أن يشارك في المؤتمر وزراء الطاقة نيابة عن اليونان، قبرص، والأردن، وممثلون نيابة عن إيطاليا والسلطة الفلسطينية.
في اليومين الأولين، سوف يشارك في المؤتمر وزراء الطاقة، ويوم الثلاثاء، سوف يركز المؤتمر على نقاشات لشخصيات خبيرة. سوف تُطرح مواضيع إقليمية متعلقة باقتصاد الغاز الطبيعي وإمكانيات التعاون في هذا المجال. كما ستُطرح، من بين مواضيع أخرى، شؤون إدارية، اتفاقات بين دول وجهات مختلفة، المساهمة الاقتصادية للغاز الطبيعي، وتطوير البنى التحتية لإنتاج الغاز الطبيعي ونقله.
يُقدر المقربون من شتاينتس أن الهدف هو إقامة منتدى إقليمي، يُعقد سنويا ويناقش شؤون تتعلق بالغاز الطبيعية. يعزز تطوير حقول الغاز الطبيعية مثل لفياتان، قريش، وتنين مكانة إسرائيل بصفتها لاعبا هاما في مجال الطاقة على المستوى الإقليمي.
“تأتي دعوة الوزير شتاينتس للمشاركة في المؤتمر في مصر بسبب التطور الإيجابي المتعلق بمخطط الغاز، إضافة إلى التطور الاقتصادي والتقليل الهام لاستخدام الفحم، وتقليل تلوث الهواء في أعقاب ذلك”، قال مقربون من شتاينتس.
في حين تشهد المحادثات بين إسرائيل وحماس بشأن التهدئة في غزة تقدما، وذلك بوساطة مصرية، تشن عائلة غولدين، التي تحتجز حماس جثمان ابنها، منذ عملية “الجرف الصامد” في عام 2014، هجوما ضد الحكومة على هذه الخطوة.
قالت لئة غولدين، والدة هدار في مقابلة معها لمحطة إذاعة إسرائيلية: “يقتلوننا، فهم لم يقتلوا ابني فحسب، عندما أرسلوه إلى القتال بينما كان يسود إطلاق النيران في غزة، بل هم يسكتوننا أيضا. قالوا إن العالم سكت بشأن الهولوكوست، وها هو السكوت يشكل الهولوكوست في هذه البلاد أيضا. يرتكب المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية جريمة الهولوكوست بحق الجنود عندما يسكت”. تأتي هذه التصريحات في ظل الإحباط الذي تشعر به عائلة غولدين لأن نتنياهو يوافق على إزالة الحصار عن غزة، فيما لم تتوصل إسرائيل إلى حل مع حماس بشأن الجنود المفقودين.
في وقت سابق، ادعت العائلة أن رئيس هيئة الأركان، غادي أيزنكوت قال لها في لقاء مغلق إنه يمكن حل القضية خلال أسبوع، إذا أراد السياسيون ذلك. ولكن في وقت لاحق، أوضح كلا الجانبين أن الأمور قد خرجت عن سياقها.
تجدر الإشارة إلى أن عائلة غولدين ليست معنية بإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين الذين ألحقوا ضررا بالإسرائيليين مقابل حصولها على جثمان ابنها، ولكنها تطالب إسرائيل بزيادة ممارسة الضغط على حماس تحديدا وألا تتساهل في تعاملها.
اختارت لجنة التعيينات التابعة لوزارة الخارجية الدبلوماسيةَ الإسرائيليةَ أميرة أورون، أمس الإثنين، من أجل شغل منصب سفيرة إسرائيل في مصر. من المتوقع أن تكون أورون المرأة الأولى التي تشغل منصب سفيرة إسرائيلية في مصر منذ التوقيع على اتفاقية السلام بين إسرائيل ومصر، وهي المرأة الأولى التي تشغل منصب سفيرة في دولة عربية بعد عينات شلاين، سفيرة إسرائيل في الأردن.
أورون هي دبلوماسية إسرائيلية، ذات ثقافة شرقية، وتتحدث العربية. لقد عملت لمدة عامين مسؤولة عن السفارة الإسرائيلية في تركيا، حتى تعيين سفير في شهر كانون الأول 2018. بدأت أورون عملها في وزارة الخارجية الإسرائيلية في عام 1991، وشغلت عدة مناصب، بما في ذلك، كانت جزءا من طاقم السفارة الإسرائيلية في مصر، وعملت المتحدثة باسم الوزارة، مديرة قسم الإعلام في العالم العربي، ومديرة إدارة مصر في الخارجية الإسرائيلية.
بعد قضية أسطول غزة، قلصت تركيا علاقاتها مع إسرائيل، خافضة تمثيلها الدبلوماسي في إسرائيل إلى مستوى السكرتير الثاني. في نهاية 2104، صُودِق على أن تكون أورون المسؤولة عن السفارة الإسرائيلية في تركيا، فبدأت بشغل منصبها في كانون الثاني 2015، وأصبحت المرأة الأولى التي تشغل هذا المنصب.
من المتوقع أن تحل أورون محل دافيد جبرين، الذي يشغل منصب سفير إسرائيل في مصر منذ آب 2016. في نهاية 2016، تمت إعادة جبرين وطاقم السفارة الإسرائيلية بسبب التهديدات الأمنية. بعد مرور تسعة أشهر تقريبا، افتُتِحت السفارة الإسرائيلية في القاهرة مجددا مستأنفة نشاطاتها.
أرادت عتاليا يسرائيلي نافو، وهي شابة إسرائيلية، زيارة شواطئ سيناء مع صديقاتها، ولكنها اضطرت إلى العودة إلى إسرائيل بعد تأخيرها في المعبر، لأنها متحوّلة جنسيا. وصلت عتاليا، ابنة 27 عاما، في ساعات الصباح الباكرة مع صديقتين إلى معبر طابا. بعد أن اجتازت الفتيات الحدود الإسرائيلية، وصلن إلى الحدود المصرية، ومكثن ثلاث ساعات فيها لأن في جواز سفر عتاليا كُتب أن الجنس “ذكر”.
“لاحظت أن جواز سفري فحصه 12 ضابطا”، قالت عتاليا لموقع ynet. في النهاية، بعد انتظار طويل، ناد أحد الموظفين على عتاليا وقال لها مستعينا بسائح فلسطيني يتحدث العبرية لترجمة أقواله إنه يحظر عليها الدخول إلى مصر لسببين: الأول أن الصورة في الجواز لا تلائم تعابير وجهها، والثاني أن هناك مشكلة في بند الجنس. “أوضح الموظف أنه يجب الإشارة إلى أنها أنثى في بند الجنس”، قالت عتاليا.
“حاولت أن أوضح له مستعينة بالسائح الذي ترجم المحادثة وقلت له بالعربية أيضا إن هذا هو جنسي، وليس هناك أي سبب لئلا يكون جواز السفر ساري المفعول”، قالت عتاليا. “عرضت على الموظف رخصة القيادة التي فيها التفاصيل شبيهة تماما. فأعرب أن جواز السفر قد يكون ساري المفعول في إسرائيل ولكن لا يسري مفعوله في مصر لهذا يحظر عليها الدخول إلى مصر. طلب مني الموظف تغيير صورتي في جواز السفر، وكتابة ‘أنثى’ في بند الجنس.”
اضطرت الصديقات الثلاث العودة إلى إسرائيل، ولكنهن لم يحصلن على إعادة ضريبة المعبر التي وصلت إلى 300 شاقل كن قد دفعنها لسلطة الضرائب الإسرائيلية رغم أنهن لم يدخلن إلى مصر. قالت إيراه كونتوروفسكي، صديقة عتاليا، إن “هذه الحادثة المؤسفة والمؤلمة تشير إلى كيف تلحق الإشارة إلى الجنس في جواز السفر ضررا بحرية التنقل للمتحولين جنسيا، وتكشف عن أنواع مختلفة من العنف، وفي هذه الحال ارتُكب عنف ممأسس”.
رئيس الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو (Marc Israel Sellem/POOL)
قادة حماس في غزة، إسماعيل هنية، ويحيى السنوار (Abed Rahim Khatib/ Flash90)
بعد يوم آخر من الحرائق التي نشبت بسبب بالونات حارقة، وليلة تعرضت فيها إسرائيل إلى هجمات صاروخية من القطاع، الانتقادات ضد نتنياهو تزداد لعدم وقفه إطلاق النيران من جهة حماس
بعد يوم آخر من الحرائق التي نشبت بسبب بالونات حارقة، وليلة تعرضت فيها إسرائيل إلى هجمات صاروخية من القطاع، الانتقادات ضد نتنياهو تزداد لعدم وقفه إطلاق النيران من جهة حماس
أطلقت أكثر من 13 قذيفة، ليلا، من قطاع غزة نحو البلدات الإسرائيلية الواقعة في محيط القطاع، فاضطر المواطنون الإسرائيليون إلى اللجوء مع أطفالهم عدة مرات في الغرف المحمية خشية من سقوط القذائف. جاء كل ذلك ردا على تفجير سيارة غير مؤهلة لأحد عناصر حماس كان قد أطلق طائرات ورقية حارقة أشعلت لهيبا في إسرائيل.
يثير ردّ الفعل المتساهل من جهة الجيش الإسرائيلي انتقادا عارما من جهة اليمين ومواطني المنطقة، الذين تدمر روتين حياتهم اليومي كليا. ما زالت الانتقادات مستمرة ضد نتنياهو في مواقع التواصل الاجتماعي، وهي تلحق ضررا بشعبيته: في استطلاع أجري قبل بضعة أيام أعرب 64% من المستطلَعة آراؤهم عن استيائهم من أداء رئيس الحكومة وتعامله مع شؤون غزة. في حين أعرب 27% عن رضاهم.
يجري الحديث عن أرقام منخفضة مع العلم أن الجمهور يعرب غالبا عن دعمه لنتنياهو فيما يتعلق بإدارته للأزمات الأمنية. تبين عدم رضا الجمهور في دعم حزب الليكود أيضا، الذي خسر 3 مقاعد (كان 35 وانخفض إلى 32 مقعدا) في الاستطلاع الأخير.
في غضون ذلك، أشارت الصحيفة اللبنانية “الأخبار” إلى أن مصر تبلور اتفاقا بين إسرائيل وحماس برعاية دولية. يتضمن تبادل أسرى، وتحسين الواقع الاقتصادي في غزة، ووقف إطلاق النيران طويل الأمد، يُرفع في إطاره الحصار عن غزة، ويُحدد مسار مائي بين غزة وقبرص يكون خاضعا للرقابة الأمنية.
السؤال هو ما الذي سيحدث أولا، هل ستحقق مصر اتفاقا بين الجانبين أم أن المعركة في غزة قد تخرج عن السيطرة؟
مراسم الذكرى والاستقبال الاحتفالي (Al-Masdar / Guy Arama; Twitter)
الشرط لإجراء احتفالات الاستقلال.. تخليد ذكرى شهداء مصر
في غضون فارق من بضع ساعات، جرت مراسم ذكرى لجنود الجيش المصري في إسرائيل، وكما جرى الاحتفال بعيد استقلال إسرائيل في القاهرة.. حسب مراقبين إسرائيليين إقامة الحفل الأول فتح المجال للحفل الثاني
أجرى الجيش الإسرائيلي أمس (الثلاثاء)، في مدنية أشدود مراسم لذكرى جنود الجيش المصري الذين ماتوا في حرب عام 1948. جرت المراسم في النصب التذكاري “عاد هالوم”، الذي أقيم في عام 1989 في إطار اتفاقية السلام بين إسرائيل ومصر لذكرى الجنود المصريين. شارك في المراسم سفير مصر في إسرائيل، حازم خيرت وحاشيته، ممثلون عن الجيش الإسرائيلي، ممثلون عن وزارة الخارجية الإسرائيلية، قوات المراقبة الدولية وممثلين عن بلدية أشدود.
بعد مرور بضع ساعات، أقيم في القاهرة استقبال احتفالي بمناسبة استقلال إسرائيل الـ 70. في إطار المراسم، التي جرت في فندق “ريتز كارلتون” الفاخرة في القاهرة، استضاف سفير إسرائيل في مصر، دافيد جبرين، مئات الضيوف، ومن بينهم صحفيين وشخصيات ثقافية. كان الاحتفال الرسمي الحدث الإسرائيلي الرسمي الأول الذي جرى في مصر منذ عدة سنوات، في ظل الوضع الأمني غير المستقر وحادثة العنف التي تعرضت لها السفارة الإسرائيلية في مصر قبل ثماني سنوات.
السفير الإسرائيلي لدى مصر: "نلاحظ التغيير في معاملة الدول العربية لإسرائيل.. إن انضمام #ولي_العهد_السعودي لدعم هذه الرؤيا من الاستقرار والنمو الاقتصادي الى جانب #مصر وإسرائيل يشكل معلما مهما وعلينا العمل على توسيع المشاركة في هذه الرؤيا لتضم دول أخرى من أجل دفع المصالح المشتركة" pic.twitter.com/tOqeYyzdHr
لم تحظَ المراسم التي أجراها الجيش الإسرائيلي لذكرى الشهداء بتغطية إعلامية إسرائيلية تقريبا ولن يتحدث الناطق باسم الجيش عنها. يقدر المحلل للشؤون العربية، جاكي خوجي، أن إسرائيل اضطرت إلى إجراء المراسم كشرط لموافقة مصر على إقامة مراسم الاحتفال باستقلال إسرائيل في القاهرة. في تغريدة له في صفحته على الفيس بوك، كتب خوجي: “أجرى الجيش الإسرائيلي مراسم ذكرى جنود الجيش المصري الذين سقطوا في حرب 1948، وبالمقابل سمح مكتب الرئيس المصري بإقامة احتفال بمناسبة استقلال إسرائيل الـ 70 في فندق في القاهرة. مهما ذُكِر، فإن إقامة الاحتفالات في القاهرة لم تكن ممكنة لولا إقامة المراسم لذكرى الجنود المصريين بالقرب من أشدود”.
للمرة الأولى منذ عدة سنوات، لم تُجر فيها احتفالات إسرائيلية رسمية في مصر، سيُجرى هذا الأسبوع في السفارة الإسرائيلية في مصر استقبال الضيوف في وقت متأخر من ذكرى يوم استقلال إسرائيل الـ 70. سيُجري سفير إسرائيل في مصر، دافيد جبرين، الاحتفال الرسمي في فندق “ريتز كارلتون” الفاخر الواقع في وسط القاهرة.
في السنوات الماضية، في ظل الوضع الأمني غير المستقر والتحذيرات الكثيرة من خطر تنفيذ عمليات وبعد الحادثة التي هاجم فيها الجمهور الغاضب السفارة الإسرائيلية في القاهرة، خفض المملثون الإسرائيليون نشاطهم في مصر عائدين إلى القدس. عُيّنَ السفير الإسرائيلي الجديد في مصر قبل نحو عامين فقط.
دعت السفارة الإسرائيلية مئات الضيوف ومنهم وزراء، أعضاء برلمان، رجال أعمال، صحافيون ومفكرون. من المتوقع أن يتناول المشاركون الكثيرون وجبات من إعداد الطاهي الإسرائيلي المشهور، شاؤول بن إدرات، الذي سيسافر هذا المساء (الأحد) إلى القاهرة مع مساعدين، لإعداد وجبة احتفالية. من المتوقع أن تتضمن الوجبة التي سيعدها الطاهي، من بين وجبات أخرى، لحم أضلاع الخروف، مسبحة، فلافل، شكشوكا وقطايف.
“أشعر بفرح واشتياق”، قال أمس شاؤول. “لم أزر مصر أبدا وأعرف أنه ليس من السهل إجراء احتفال إسرائيلي في القاهرة. سنبذل قصارى جهودنا ليكون الاحتفال مميزا، لذيذا، وراقيا”.
في الأيام الماضية، أفادت وسائل إعلام عربية أنه في إطار المساعي للتخلص من التوتر في قطاع غزة وإنهاء المسيرات الأسبوعية على الحُدود مع غزة، ستصل إلى غزة هذا الأسبوع بعثة أمنية مؤلفة من مسؤولين مصريين. من المتوقع أن يلتقي المسؤولون المصريون مع كبار المسؤولين في حماس ويتباحثوا معهم حول إمكانية إنهاء المظاهرات على الحُدود.
نُشر في نهاية الأسبوع، أن مسؤولين سعوديين سيصلون في الأيام القريبة إلى غزة أيضًا. وفق التقارير، سيقترح السعوديون والمصريون على حماس فتح معبر رفح من كلا الجانبين بشكل ثابت، بالمقابل تلتزم حماس بإنهاء “مسيرات العودة الكبرى” الأسبوعية على الحدود مع إسرائيل. اقتُبست أقوال عن مسؤول في وزارة الخارجية المصرية جاء فيها: “تشكل مسيرة العودة الكبرى إحراجا لدول عربية كثيرة، كانت قد تخلت عن القضية الفلسطينية، ولكنها تعمل الآن جاهدة لإتاحة ‘صفقة القرن’ لترامب، ولكن المواجهات على الحدود مع إسرائيل تعيق هذه الخطوة”.
معبر رفح (Abed Rahim Khatib / Flash90)
في هذه الأثناء، وردت تقارير في وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي حول خلافات بين مسؤولي حماس والمبادرين إلى “مسيرة العودة الكبرى”، عندما أعرب أحد المبادرين الرئيسيين عن انتقاداته ضد إدارة حماس وإقامة “يوم الكاوتشوك”. وقد اقترح متابعو صفحته على الفيس بوك استبدال إشعال إطارات السيارات بنشر الورود.
وفق أقوال المستشرق، بنحاس عنبري من المركز المقدسي للشؤون العامة والدولة، “أوضح أحمد أبو ارتيمة، ممثل المنظمات الأوروبية غير الحكومية المبادرة إلى المسيرات، أن هدف التجمع على الحدود هو الاستعداد للمسيرة الكبرى ليوم النكبة، وليس اختراق الحدود منذ الآن. وترى حماس أن أبو ارتيمة بالغ عندما قال إن الشهداء ‘ماتوا سدى’ مدعيا أنه لأجل نجاح النضال الوطني لا داعي للتضحية بالشهداء أبدا”.
أثارت هذه الأقوال ردود فعل غاضبة في حماس، التي اتهمته بالخيانة، ولكن أبو ارتيمة أوضح أن هذه التهم لا تؤثر فيه. وفق أقوال المستشرق عبنري، لم تذكر عناصر حماس اللاجئين وحق العودة أبدا في “يوم الكاوتشوك” في نهاية الأسبوع الماضي، ما يؤكد أنها تفضل الحصول على المساعدات وفتح المعابر أولا.
ارتبطت أساطير عديدة بالمباني الرائعة في بلاد النيل، ومنها أن بناتها كانوا من اليهود الذين استعبدهم فرعون، وأخرى تشير إلى تدخل مخلوقات فضائية في عملية البناء؟ ما هي الحقيقة وماذا يقول علم الآثار عن هذه المباني؟
الفيلم الهوليودي، “الخروج.. آلهة وملوك”، للمخرج البريطاني ريدلي سكوت، والذي انتج بميزانية ضخمة، يروي قصة خروج الشعب الإسرائيلي من مصر زمن الفراعنة، ويطرَح مجدّدًا السؤال المرتبط بموطن الفراعنة القدماء: مَن بنى المباني الهندسيّة المذهلة في بِلاد النيل، الأهرام؟ الإجابة التي يوفرها الفيلم، مستندا إلى كتاب التوراة، هي أن بني إسرائيل بنوا الأهرام في ظروف عبودية وإكراه. لكنّ هذا الادّعاء دحضه معظم علماء الآثار منذ وقت بعيد، فما هي الحقيقة؟
في ليلة التهيئة – الليلة الأهم في الفصح اليهوديّ – يقرأ اليهود الرواية التقليدية حول الخروج من مصر، حيث يرد في “الهاجاداه”: “عبيدًا كُنّا لفرعون في مصر، وأخرجنا الربّ إلهنا من هناك بيدٍ قويّة وذراع ممدودة. ولو لَم يُخرج القدوس (تبارك وتعالى) آباءنا من مصر، لكنّا لا نزال نحن وأبناؤنا وأحفادنا عبيدًا في مصر…”. فهل هي حقائق فعلًا؟ يعتقد العلماء أنّ ذلك ليس صحيحًا.
وقد تبنّت الحضارة الشعبيّة هي الأخرى هذه “الأسطورة” المغروسة عميقًا في التقليد اليهوديّ – المسيحيّ، فقد أدخلتها هوليوود في عددٍ من أفلامها، مثل فيلم “الوصايا العشر”، الذي نرى فيه عبيدًا منهارين تحت الشمس الحارقة وسِياط معاوني فرعون.
مناحيم بيجن والأهرام؟
تطوّرت الأسطورة الشعبيّة بين أمور أخرى إثر الكلمة التي ألقاها رئيس الحكومة الراحل مناحيم بيجن إثر زيارته إلى مصر عام 1977. فقد تفاخر بيجن، أوّل رئيس للحكومة الإسرائيلية يزور الأهرام، أمام مُضيفيه، بأنّ الأهرام بناها “آباؤنا الأوائل”، بنو إسرائيل، ونجح بذلك في إغاظة المصريين. وواصل سياسيون إسرائيليّون آخرون السير على خُطى بيجن، مصرّحين بشكل واضح أو مبطّن أنّ بني إسرائيل بنَوا الأهرام.
أمّا الحقيقة فهي أنّ بني إسرائيل لم يبنوا الأهرام في مصر. فمعظم الأهرام الموجودة في مصر بُني في حقبتَي المملكة القديمة والمملكة المتوسطة. والأمر غير ممكن من ناحية كرونولوجيّة، إذ إنّ بناء الأهرام توقّف كليًّا قبل نهاية عهد المملكة المتوسّطة (نحو عام 1640 قبل الميلاد)، فيما الخروج من مصر، وتاريخه الدقيق غير معروف، حدث بعد ذلك، في ظلّ المملكة الحديثة.
أبو الهول وخلفه الأهرام العظيمة في الجيزة (AFP)
ويوضح البروفسور إسرائيل فينكلشتاين، رئيس معهد الآثار في جامعة تل أبيب، أنّه “لا شهادات على أننا كنا (اليهود) في مصر، مهما كانت صغيرة. ليست هناك أية إشارات في مصر على أننا بنَينا الأهرام، لا أثريّة ولا تاريخيّة”.
وفي الواقع، لم يكن هناك يهود لدى بناء الأهرام. فضلًا عن ذلك، في مصادر الشعب الإسرائيلي، ليس هناك أيّ ادّعاء يختصّ ببناء بني إسرائيل للأهرام، لا في الكتاب المقدّس والتلمود، ولا في كتاباتٍ أخرى.
فمَن بنى تلك المباني الهندسيّة الساحرة إذًا؟
كشفت مكتشَفات أثرية في الآونة الأخيرة أنّ المصريين هم من بنَوا الأهرام. حتّى إنّ عُلماء الآثار يدّعون أنّ الأهرام بُنيت بدافع الولاء للفراعنة. ووفق ما اكتُشف في محيط الأهرام في الجيزة، تبيّن أنّ من بنَوها لم يكونوا عبيدًا مطلقًا. فمن القبور هناك، خلص الباحثون إلى أنّ بناة الأهرام كانوا أجراء، من طبقات مختلفة، عاشوا في مدينة الجيزة، قربَ موقع البناء.
ووفق مبنى العظام والجماجم التي وُجدت هناك، يتعزّز الاعتقاد أنّ العمّال كانوا مصريّين. وليس مجرّد مصريين، بل كانوا مصريين مؤمِنين. فثمّة شهادات على أنّ العمّال عملوا كلّ أيّام السنة، دون توقّف، لأنّ فرعون، ممثّل الآلهة على الأرض وفق إيمانهم، سيكافئهم في العالَم القادم لقاء عملهم الشاقّ.
الأهرام، مصر
وأتاحت الرسوم من داخل المباني الهندسيّة والتحديثات في علمَي الآثار وطبقات الأرض الإضاءة بدقة أكبر على حياة المصريين القدماء، ومدينة بناة الأهرام، الذين أنجزوا عملهم بدافع الإخلاص لسيّدهم. وثمّة اليوم إجماع بين علماء الآثار على كون الأهرام مباني دفن عملاقة جرى تصميمها وفق آراء دينيّة مؤسسة على عبادة الشمس والنجوم.
الادّعاء الآخر المختصّ بالأهرام هو أنّ مخلوقات غريبة بنتها. فقد بحث الباحثون في النظريات العلمية الزائفة كلّ الوقت عن غُرف خفيّة أو رموز تدلّ على أنّ مخلوقات فضائية زارت الأرض. فهم يتساءَلون كيف نجح البشر في نقل 6.5 ملايين حجر، يبلغ وزن بعضها 9 أطنان، لبناء هرم خوفو، وكلّ ذلك بالاستعانة بحبال وأخشاب فقط. لذلك، يقترحون أنّ الأهرام هي مؤشّرات على زيارة كائنات فضائية الكرة الأرضية وترك طابعها على هيئة الأهرام ومبانٍ غامضة أخرى.
وحتّى لو رفض كثيرون هذه النظريّة، فلا يمكن دحضُها، إذ إنّ العلم البشري يقتصر على الأماكن التي بلغناها، وقد تكون هناك في “عوالِم بعيدة” مخلوقات عاقلة غير البشر!