مشير المصري

قيادة حماس (Flash90/Abed Rahim Khatib)
قيادة حماس (Flash90/Abed Rahim Khatib)

حماس تهاجم ترامب وأبو مازن

تتطرق عقيدة ترامب الجديدة، إلى حماس كمنظمة إرهابية تمامًا مثل الشيعة والإيرانيين الذين يثيرون ضجة في الشرق الأوسط. هل إسرائيل راضية عن الخطاب؟

نعت رئيس الولايات المتحدة، دونالد ترامب، أمس (الأحد) المنظمة الفلسطينية حماس بصفتها “منظمة إرهابية” – مثيرا غضبا في أوساط قيادة الحركة في قطاع غزة.

أثناء خطاب ترامب في القمة العربية – الإسلامية – الأمريكية في الرياض، تطرق إلى تهديدات الإرهاب الأكبر في الشرق الأوسط – تطرقت القائمة إلى الحركة في غزة المتماهية إلى حد بعيد مع النظام الإيراني، وكانت إيران من القلائل الذين لم تتم دعوتهم للمشاركة في القمة.

عرض ترامب في خطابه رؤيا مشتركة من أجل مكاحفة التطرف والإرهاب، داعيا دول المنطقة إلى التوحد والعمل ضد الجهات الإرهابية والجهات التي تموّل النشاطات الإرهابية. من بين الجهات الإرهابية التي ذكرها ترامب: حزب الله، تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، والنظام الإيراني. ذكر ملك المملكة العربية السعودية، سلمان بن عبد العزيز، الذي ألقى خطابا قبل ترامب قائمة شبيهة ولكنها لم تتضمن حماس.

مشير المصري وسامي أبو زهري (AFP)
مشير المصري وسامي أبو زهري (AFP)

وقال الناطق باسم حماس، مشير المصري، لوكالة الأنباء الفلسطينية “شهاب” إن وصف ترامب حماس كحركة “إرهابية”، “يُشكل انحيازا أميركيا ودليلا متجددا على أن الإدارات الأميركية المتعاقبة تمثل الوجه الآخر للاحتلال”.

وجاءت هذه الأقوال في ظل زيارة الرئيس الأمريكي إلى إسرائيل والسلطة الفلسطينية، التي سبتدأ اليوم (الإثنين)، حيث ذكرها في خطابه أيضا مدعيا أنه “إذا عملت كافة الجهات معا، يصبح السلام بين إسرائيل والفلسطينيين ممكنا”. كما وانضم إلى أقوال ترامب العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، الذي ألقى خطابا بعد وهنأه على “استعداداه للعمل على دفع المحادثات قدما” بين إسرائيل والفلسطينيين. “نحن مستعدون أن نكون شركاء”، قال الملك.

شارك في القمة زعماء وممثلو دول ما لا يقلّ عن 55 دولة، بما في ذلك رئيس السلطة الفلسطينية، أبو مازن، الذي هاجمه قياديو حماس ولكنهم تجنبوا مهاجمة السعودية، لاستضافتها الاستثنائية للرئيس الأمريكي.

في هذه الأثناء، حاول محللون سياسيون بارزون في إسرائيل رسم صورة من خطاب ترامب الذي ألقاه أمام العالم الإسلامي، ومعرفة كيف سيؤثر الخطاب في زيارة الرئيس الأمريكي اليوم صباحا (الاثنين) إلى إسرائيل والسلطة الفلسطينية. “هل يُفترض أن تكون إسرائيل راضية عن الخطاب؟ لا شك أن إدراج طهران، دمشق، حزب الله، وحماس في سلم أولويات أمريكيا يحظى برضا نتنياهو”، كتب المحلل السياسي، حامي شاليف، في صحيفة “هآرتس”. وأضاف: “إن الدعم السني لترامب ضد الجبهة الإيرانية، هو إيجابي أيضا لمَن يعتقد أن الاتّفاق النوويّ مع طهران يشكل خطرًا وجوديّا”.

رغم كل الابتسامات في الرياض، اهتمت وسائل الإعلام الأمريكية بالتذكير أن قبل بضعة أشهر فقط أعلن ترامب عن حرب ضد الإسلام، الذي أثنى عليه أمس (الأحد). يُذكَر أنّ أثناء حملة الانتخابات الرئاسية للولايات المتحدة، شن ترامب نقدا عارما ضد المسلمين قائلا: “إنهم يكرهوننا”، وقبل بضعة أشهر فقط، بعد أن بدأ بشغل منصبه، حظر دخول رعايا سبع دول من المسلمين إلى الولايات المتحدة الأمريكية.

اقرأوا المزيد: 401 كلمة
عرض أقل
مدينة المستقبل الفلسطينية "روابي" (AFP)
مدينة المستقبل الفلسطينية "روابي" (AFP)

الروابي: 5 حقائق حول مدينة المستقبل الفلسطينية

عشرات آلاف الفلسطينيين من أبناء الطبقة الوسطى سينتقلون للسكن قريبًا في المدينة الفلسطينية المخطّطة الأولى. مدينة برجوازية بنمط حياة متقدّم. بين رام الله والقدس أقيم حيّ فلسطيني جديد وواعد

تقريبا دون الانتباه، في جبال الضفة الغربية، بين رام الله والقدس، قامت المدينة المخطط لها الأولى التي تم بناؤها في السلطة الفلسطينية: روابي.

بعد سنوات طويلة من التأخير والتي اشتملت على توصيل منازل المدينة بشبكة المياه وتوسيع الطرق الموصلة إلى المدينة؛ إن الألف شقة الأولى جاهزة فعلا ومن المتوقع أن يتم السكن فيها حتى نهاية شهر أيلول. في المرحلة القادمة من المشروع، يُفترض أن تحتوي المدينة على نحو 6,000 وحدة سكنيّة حيث سيصل عدد السكان إلى نحو 25 ألفًا. في المرحلة النهائية، والتي تبدو الآن بعيدة قليلا سيعيش في روابي نحو 40 ألف مواطن.

روابي (Wikipedia)
روابي (Wikipedia)
مدينة المستقبل الفلسطينية "روابي" (AFP)
مدينة المستقبل الفلسطينية “روابي” (AFP)

السفر من تل أبيب (إحدى المدن الثلاث الكبرى في إسرائيل) إلى روابي بسيط وخالٍ من الحواجز. ترافق لافتات التوجيه إلى المدينة الفلسطينية الجديدة المسافرين باللغات الثلاث (إحداها هي العبرية).

المدينة الجديدة قريبة من المدن الفلسطينية الكبرى: تبعد مدة 10 دقائق سفر من بير زيت ومن جامعتها الكبيرة، 20 دقيقة من رام الله، نصف ساعة من نابلس. بعد بضعة أمتار فقط من مستوطنة عطيرت، تظهر للعيان المدينة النامية بسرعة وسط المنطقة “أ”، الواقعة تحت سيطرة فلسطينية كاملة.

روابي (Wikipedia)
روابي (Wikipedia)

إليكم بعض الحقائق المثيرة للاهتمام حول مدينة المستقبل التي تحاول إيجاد نمط حياة جديد تماما لكلا الشعبين، الفلسطيني والإسرائيلي على حدّ سواء:

1. هناك نحو 6,300 كيلومتر مربّع من الشوارع النظيفة، الحدائق الخضراء، مدرّج ضخم، ملعب رياضي، أرصفة واسعة ومنظر مذهل من كل مكان.

مدينة المستقبل الفلسطينية "روابي" (AFP)
مدينة المستقبل الفلسطينية “روابي” (AFP)

2. تم تخطيط روابي مع الكثير من التفكير للحفاظ على جودة حياة مرتفعة لسكانها ويشمل ذلك استخداما كبيرا للطاقة الخضراء. يمكن العثور في المدينة أيضًا على أماكن لقضاء الوقت مثل المطاعم، دور سينما بالمعايير الدولية، محلات الأزياء، بنوك، مدارس، مكتبة، خدمات صحيّة ومركز للشرطة.

مشير المصري (AFP)
مشير المصري (AFP)

3. المبادر إلى المشروع هو رجل الأعمال الفلسطيني – الأمريكي بشار المصري، الذي استثمر بالفعل نحو 1.2 مليار دولار. ورغم ذلك، حتى لو بيعت جميع الشقق وفقا للمخطط، فهناك شكّ إذا ما كان ذلك استثمارا اقتصاديّا مجديًا. لا يرغب المصري بأن يتم شراء شقق للاستثمار في مشروعه. فضلا عن ذلك، فهو يرغب بألا يضطرّ كل من ينتقل للسكن في المدينة إلى الخروج منها كل صباح للعمل؛ لا يرغب بأن يبني “مدينة للنوم”. حتى الآن يستهدف المصري الطبقة الفلسطينية الوسطى والعرب الإسرائيليين الذين يرغبون بتعزيز معيشتهم. تم تمويل المشروع بواسطة شركة المصري وشركة أخرى تملكها حكومة قطر بشكل تامّ.

مدينة المستقبل الفلسطينية "روابي" (AFP)
مدينة المستقبل الفلسطينية “روابي” (AFP)

4. تبلغ أحجام الشقق في المدينة بين 90-230 مترا، حيث تتراوح الأسعار بين 60-180 ألف دولار للشقّة، ويتم بيعها في مركز استضافة فاخر.

5. حتى قبل البدء ببناء المدينة، زعم مسؤولون في الشاباك والموساد، أنّ موقع المدينة يشكّل تهديدا محتملا لإطلاق الصواريخ باتجاه مطار بن غوريون المجاور.‎ ‎عمليًّا، اختير موقع المدينة من ثلاثة مواقع اقترحتها إسرائيل، تحت توجيه وزير الدفاع إيهود باراك. وتثير المدينة جدلا أيضًا في أوساط السكان الفلسطينيين. بالنسبة لمؤيديها، تعتبر رائدة في بناء الأمة.‎ ‎وباعتبارها مشروع التنمية الخاص الأكبر في السلطة اليوم، تُقدّم كمحرّك اقتصادي سيوفّر آلاف فرص العمل الجديدة، والذي يحمل بشرى جديدة لجودة حياة مدنية وعصرية للمجتمع الفلسطيني ومصدرا للفخر الوطني. في المقابل، يعتبرها منتقدوها “مستوطنة فلسطينية”. وهم يشيرون إلى كونها مكانا للسكن الحصري والمنقطع عن بيئته، والذي يستبعد غالبية السكان الفلسطينيين ويفرق بين أغنياها وفقراها ‎ ‎

اقرأوا المزيد: 480 كلمة
عرض أقل
المأساة في مخيم اليرموك (RAMI AL-SAYED / AFP)
المأساة في مخيم اليرموك (RAMI AL-SAYED / AFP)

المأساة في اليرموك: ذريعة أخرى لمهاجمة عباس

حماس تتنصّل من "أكناف بيت المقدس" وتستغلّ مأساة اليرموك من أجل إبراز اتهام محمود عباس وياسر عبد ربه بالمعالجة غير الكافية للأزمة الخطيرة في مخيّم اللاجئين

تؤجّج المأساة الإنسانية الخطيرة التي حلّت بعد سيطرة عناصر داعش على مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في ضواحي دمشق النزاع الداخلي أيضًا بين الفلسطينيين. على ضوء الحالة الصعبة أيضًا لسكان المخيّم، والتي تؤذي الفلسطينيين أينما كانوا، لا تتجنّب حماس توجيه الاتهامات ضدّ القيادة الفلسطينية.

وهناك من الفلسطينيين من يتّهم حماس، التي تُحسب على اتجاه الإخوان المسلمين، بخطيئة إدخال التنظيمات الجهادية وعلى رأسها جبهة النصرة إلى المخيّم، ممّا ولّد في نهاية المطاف ظهور الهيجان الإرهابي لداعش في المنطقة. ذكرت التقارير، في الأسبوع الماضي، أنّ داعش قطعت رأس اثنين من مسؤولي حماس في مخيّم اليرموك. ووفقا للتقارير، يقاتل فصيل أكناف بيت المقدس، المنتمي لحماس، مقاتلي داعش.

وتحاول حماس اليوم أن تستعيد الحياد لنفسها في كلّ ما يتعلّق بالقضية. كتب أحد مسؤولي حماس، مشير المصري، في صفحته على الفيس بوك أنّ ‏‎”‎حركة حماس موقفها ثابت، يتمثل في عدم التدخل في أي شأن داخلي عربي، ونحن على مسافة واحدة من جميع الأطراف‎”.‎‏ وأضاف المصري، أنه لا علاقة لحركة حماس بتنظيم “أكناف بيت المقدس”، أو أي تنظيم مسلح آخر‎.

في المقابل، تحاول حماس أيضًا استغلال هذه الفرصة المأساوية من أجل تسويد وجه السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية. كان العنوان الرئيسي لموقع “الرسالة” التابع لحركة حماس هذا الصباح هو “غضب داخل “اليرموك” من أداء منظمة التحرير”.

وقد نقل المقال انتقادات على لسان خالد عبد المجيد أمين سرّ لجنة المتابعة العليا للفصائل الفلسطينية والذي اتّهم رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس والسكرتير العام لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه بالعجز والتهرّب من الاتفاق الذي تمّ توقيعه في الضفة الغربية لحلّ أزمة اليرموك. لا يُعتبر عبد المجيد مسؤولا كبيرا أو إحدى الشخصيات المهمّة من بين القيادات الفلسطينية، ولكن يبدو أنّ انتقاداته ضدّ عباس قفزت به إلى مكانة ذات أهمية، من وجهة نظر محرّري “الرسالة”.

اقرأوا المزيد: 270 كلمة
عرض أقل

لم يعد قادة حماس يخشون على حياتهم

الناطق باسم حماس في غزة، مشير المصري، في رسالة إلى المتظاهرين في غزة: "لا تعودوا إلى بيوتكم"

تحاول حماس إنشاء صورة انتصار بعد يومين من دخول وقف إطلاق النار إلى حيّز التنفيذ، وعلى خلفية الأنقاض في قطاع غزة. تظاهر اليوم (الخميس) بضع مئات من المتظاهرين مع أعلام خضراء تأييدًا لحماس والوفد الفلسطيني الذي يتواجد في القاهرة، كجزء من محادثات التسوية بعد القتال الشديد الذي وقع في الشهر الأخير في غزة.

كان أحد الخطباء الرئيسيين، الناطق باسم حماس، مشير المصري، والذي لم يخش على حياته وخرج من مكان مخبئه، ودعا الممثّلين الفلسطينيين في مصر قائلا: “نحن نقول للوفد الذي يتواجد في القاهرة: لا تعودوا دون تلبية شروطنا ومطالبنا. اعرضوها بقوة رغم أنف الاحتلال”.

“لقد فشل نتنياهو، ووصلت صواريخنا حتى تل أبيب، الخضيرة بل نهاريا”، واستمر المصري في دعايته لبناء صورة الانتصار. “إلى جانب هذه الإنجازات كان لدينا إنجاز آخر. لأول مرة، قوة عربية تغزو الأراضي المحتلة التي يحتلها الصهاينة وهذا انتصار استراتيجي”.

مظاهرة تأييد لحماس في غزة (AFP)
مظاهرة تأييد لحماس في غزة (AFP)

تم تنظيم المظاهرة من قبل حماس، كجزء من الحرب النفسية ومحاولتها عرض صورة للانتصار في العملية.

وفي هذه الأثناء، فقليلون جدًا من يعلمون ماذا يحدث في الغرف المغلقة في القاهرة، في إطار المفاوضات المباشرة بين إسرائيل وحماس كمحاولة للتوصّل إلى اتفاق على المدى الطويل. إنّ التصريحات الشديدة والمهدّدة لكلا الجانبين للإعلام قد ترمز إلى مفاوضات صعبة، ولكن يبدو أنّ كل من إسرائيل وحماس ستضطرّان في نهاية المطاف إلى التنازل عن بعض المواقف المبدئية.

لن تصرّح حماس، كما هو متوقع، بتلك التنازلات تصريحًا علنيًّا، ولكنّ يفهم ممثّلوها مسبقًا أنّ جزءًا من تلك المطالب التي في الوثيقة التي عرضوها في القاهرة ليست مقبولة؛ لا على إسرائيل ولا على مصر.

اقرأوا المزيد: 236 كلمة
عرض أقل
مشير المصري وسامي أبو زهري (AFP)
مشير المصري وسامي أبو زهري (AFP)

رسالة من صحفي إسرائيلي إلى مشير المصري وإلى سامي أبو زهري

الصحفي بن كسبيت يكتب للناطقين باسم حماس: حتى إذا ألحقت صواريخكم مرةً ضرراً في تل أبيب، أو حتى في حيفا، أو حتى إذا تمكنت قوة من الكوماندوس الخاص بكم اختراق طوق دفاع الجيش الإسرائيلي وتنفيذ عملية تخريبية لا سمح الله في كيبوتس، هل تعتقدون أننا سنهرب من هنا؟

أنتما تعملان كمتحدثين من نوع ما باسم حماس في غزة. حبذا لو كان في إمكاني الكتابة إلى إسماعيل هنية أو إلى محمود الزهار، ولكنهما اختفيا بعض الشيء في الفترة الأخيرة. يا ترى في أي خندق بالضبط يختفيان. كنت أفضل التوجه إلى خالد مشعل ولكن لديه الكفاية من المشاكل حتى بدوني. هو الآن في قطر، يتحرك باستمرار، ليس له بيت، يشتاق إلى أيام سطوع نجمه في دمشق وأيامه في القاهرة والفترة التي كان يعتبر فيها من أوجد حماس، ومن كان له الأمر والنهي، أياماً انقضت ولم تعد بعد. قام مشعل بإلقاء خطاب ما هذا الأسبوع قال فيه إن إسرائيل ستستمر في السير من خراب إلى خراب. الحقيقة أن هذا فيه شيء من الفكاهة.

بقي لي يا مشير وسامي أن أتوجه إليكما. لسنا متعارفين شخصياً ولكنني أشاهدكما أحياناً ولا يمكن وصف ذلك بشكل إيجابي. أولاً، أود أن أفهم لماذا عند ظهوركما علناً مراراَ وتكراراً تحت لقب “جهات رفيعة المستوى لحماس في غزة” تقفان أمام الميكروفون وتصرخان. إذا تكلمتم بهدوء، سيفهمونكم بشكل أفضل لأن الصراخ لا يوحي بالثقة بل ربما بالعكس. إذا أردتما إحداث انطباع فلا مشكلة، أدخلا إلى اليوتيوب وتعلموا من بنيامين نتنياهو الذي يتكلم بصوت عميق وواثق، مع حركات أيدي متزنة وكاريزما. هكذا يمكن الإقناع. ما تفعلونه يثير السخرية على أكثر قدر.

خبروني من أين جلبتم هذه التأتأة؟ أليس لديكم ضمن الشعب الفلسطيني الكبير من يعرف التكلم بالعبرية بشكل مقبول؟ تذكرنا الأغاني التي تهاجمونا فيها بهدف زرع الخذلان والإحباط لدينا إذاعة راديو مصر في عام 1967 عندما أعلن إخوانكم المصريون أن “تل أبيب تشتعل”. الحقيقة هي أن تل أبيب تشتعل فعلاً، إذ أنها إحدى المدن المفعمة بالحياة والنشطة والمدهشة والمرغوبة في العالم، حتى في الأسبوع الحالي.

أخبروني، هل تتمتعون بهذا؟ يهمني أن أحاول معرفة ما يدور في رأس عنصر حماس عادي عندما يرى مدينته تحترق وبيوته تنفجر والحياة تشبه ما سيجري بعدها في الجهنم. قولوا لي، هل كان ذلك يستحق العناء؟

أخبروني، هل تتمتعون بهذا؟ يهمني أن أحاول معرفة ما يدور في رأس عنصر حماس عادي عندما يرى مدينته تحترق وبيوته تنفجر والحياة تشبه ما سيجري بعدها في الجهنم. قولوا لي، هل كان ذلك يستحق العناء؟

دعنا نبدأ لحظة من البداية. في عام 1947 عندما اتخذت الأمم المتحدة قرار تقسيم هذه الأرض وكنا في نفس الوضع تقريباً. كان عددنا آنذاك حوالي 600 ألف من اليهود الحفاة، وكان عددكم أكثر منا بقليل. وقف العالم العربي بأكمله من ورائكم بالإضافة إلى إسناد دولي واسع النطاق وأسلحة وذخائر بلا حدود وخمسة جيوش نظامية بينما وقف من ورائنا ثرى ستة ملايين قتيل وبضعة إرساليات أسلحة من تشيكوسلوفاكيا. اخترنا أن نقول “نعم” لهذا التقسيم بالرغم من أنه حسب اعتقادنا كان مجحفاً في حقنا، أنتم قلتم “كلا”.

وماذا حدث بعد ذلك؟ سبعة حروب وثلاث حملات كبيرة في غزة وانتفاضتين ونصف. أنظروا إلى أنفسكم ومن ثم شاهدونا. نحن إحدى الدول الأكثر تطوراً في العالم، الدولة الوحيدة التي لديها منظومة يمكنها اعتراض الصواريخ أثناء تحليقها خلال أجزاء من الثانية وبنسبة نجاح مذهلة. نطلق أقماراً صناعية إلى الفضاء، ونحن الرائدون في العالم، لأسفكم الشديد، في تصنيع طائرات بدون طيار ونحوز على عدد لا بأس به من جوائز نوبل ولدينا اقتصاداً مزدهراً ومستقراً مع ناتج محلي خام يقترب من الأوروبي. كل ذلك بالرغم من كوننا محاطون بأشخاص من أمثالكم ولدينا أقليتين كبيرتين (المتدينين المتعصبين والعرب) الذين لا يشتركون بشكل كافي في سوق العمل.

جميع هذه الإنجازات معروفة. ما يثير أكثر العجب هو موضوع ما يسمى “مؤشر السعادة”، إذ أنه يتبين حسب الفحوصات العلمية واستطلاعات الرأي العام طوال جميع السنوات أن الإسرائيليين هم في مقدمة العالم في كل ما يتعلق بالسعادة. نعم، بالرغم من أنكم تتوعدونا بألف موت وموت قاسي ومختلف، نحن سعداء. مدى العمر المتوقع لدينا بالرغم من جميع التوتر في الأعصاب والصواريخ والانتفاضات والسجاير هو الثاني في العالم للنساء والخامس/السادس بالنسبة للرجال. تبين لي بعد جميع فحوصاتي وبحثي أن الشيء الوحيد الذي لم نتطور ونتقدم فيه، لا نحن ولا أنتم، وبقينا على نفس المستوى هو كرة القدم.

منظومة القبة الحديدية تعترض بعد القذائف في مدينة القدس (Flash90Nati Shohat)
منظومة القبة الحديدية تعترض بعد القذائف في مدينة القدس (Flash90Nati Shohat)

تعالوا نتكلم لحظة عنكم. عندما خرجت إسرائيل من غزة قبل تسع سنوات، كانت لكم فرصة تاريخية نادرة. كان في إمكانكم استغلالها ومحاولة عمل شيء إيجابي، إعادة بناء مخيمات اللاجئين وتطوير الزراعة والصناعة واستثمار جميع زخم كراهيتكم الحارقة في بناء الشعب الفلسطيني في الإنتاج والتعليم ولكن بدلاً من ذلك اخترتم الاستمرار في جهادكم الأحمق ضد أنفسكم. ذروة إنتاجكم الحالية تقتصر على الصواريخ التي تتمكن من الزحف حتى ساحل هابونيم (أم أن الأمر يتعلق باستيراد المخلفات التي بقيت في سوريا). عافريم عليكم.

في نفس الوقت تستمرون في نشر الأكاذيب وعمل مونتاج بدائي للصور الفظيعة من سوريا وتحاولون إقناع العالم بأنها من غزة. أعزائي، هذا لم يعد فعالاً إذ أن العالم، لأسفكم العميق، بدأ يستيقظ. ينظر العالم الآن إلى ما يجري هنا في هذا المحيط وبدأ يفهم أين أخطأ.

الإسلام المتشدد لا يهددنا نحن فقط، فهو يهدد الآن بريطانيا وفرنسا وألمانيا. في انكلترا يبحثون عن فتاتين بريطانيتين توأمتين عمرهما 16 سنة غادرتا للزواج من جهاديين بريطانيين انظموا إلى داعش. سيعود جميع هؤلاء الجهاديون قريباً إلى بيوتهم في أوروبا وسيفهم الأوروبيون قريباً جداً أن الإسلام المتشدد هو عدو الإنسانية وقسم منهم فهموا ذلك. الجنرال عبد الفتاح السيسي فهم ذلك، والسعوديون فهموا ذلك، والأردنيون فهموا ذلك منذ وقتٍ طويل وحتى الأتراك سيفهمون ذلك في وقتٍ ما. أتعرفون؟ قد تكون هذه الفكرة جنونية ولكن ربما في نهاية الأمر حتى الأمريكان سيفهمون ذلك. وأنتم، بدلاً من أن تحاولوا الخروج من شعور الغضب والتطرف، تستمرون في نفس الطريق وتأملون أنه في النهاية سيرضخ اليهود ويخضعون ويقفزون إلى البحر بمبادرتهم.

أعزائي مشير وسامي، لا أريد أن أظهر كمتبجح وقد تفاخرت بالقدر الكافي أمامكما ولكن لا محالة: لا أمل أن يحدث ذلك، مع احترامي للصبر الإسلامي المشهور، يبدو لي أنه حسب التاريخ، الذي تؤمنون به أنتم أيضاً، نحن أقدم منكم بكثير. حاول الكثيرون إبادتنا قبلكم، وكانوا أقوى منكم بكثير، النازيون مثلاً، ولكننا بقينا رغم ذلك. وحتى إذا ألحقت صواريخكم مرةً ضرراً في تل أبيب، أو حتى في حيفا، أو حتى إذا تمكنت قوة من الكوماندوس الخاص بكم اختراق طوق دفاع الجيش الإسرائيلي وتنفيذ عملية تخريبية لا سمح الله في كيبوتس، هل تعتقدون أننا سنهرب من هنا؟

قولوا لي، ألا توجد قدرة لديكم للتعلّم من التجارب؟ قبل عشر سنوات هاجمتمونا بعشرات ومئات الانتحاريين قاموا بتفجير أنفسهم بيننا وقتلوا أكثر من ألف إسرائيلي. هل هربنا؟ لم نهرب، بالعكس، هذا الحدث الفظيع الذي أثبت إلى أي حد لا موقع لكم بين أمم العالم، جمّعنا ووحّدنا وقوّانا. كانت العملية التخريبية في “الدولفيناريوم” الصمغ الذي ربط دم وأنفس عشرات الآلاف من  أبناء القادمين الجدد من روسيا بدمنا وأنفسنا. لقد قطعت إسرائيل شوطاً كبيراً في التقدم منذ تلك الانتفاضة. وأنتما، سامي ومشير، إلى أين تقدمتم؟

هذه المقالة ظهرت في الأصل باللغة العبرية في صحيفة “معريف” 11/07/2014                             

اقرأوا المزيد: 1048 كلمة
عرض أقل
معبر رفح تموز 2013  (SAID KHATIB / AFP)
معبر رفح تموز 2013 (SAID KHATIB / AFP)

فتح: انتصار إرادة الشعب المصرى ستبعث الأمل لشعب فلسطين بالمستقبل

حماس: حركة فتح تتحمل كافة الآثار المترتبة على التصعيد الخطير ضد حركة حماس بشأن التدخل بالأحداث المصرية

أكد المتحدث باسم حركة فتح أحمد عساف بأن حركة حماس تتحمل المسئولية فى المقام الاول عن إغلاق معبر رفح البرى بين مصر وغزة .

وناشد عساف مصر باستئناف العمل على معبر رفح ، مؤكدا أن المواطنين الفلسطينيين في غزة بريئون من أفعال حماس ، وبأنها لا تمثل الشعب الفلسطينى في قطاع غزة .
واستنكر عساف دور وسائل إعلام حماس وانحيازه الفاضح ‘ للجماعة ‘ ضد ثورة الشعب المصري وإرادته الحرة، مشيرا إلى تسخير حماس كافة وسائلها الإعلامية وخصوصا “فضائيتي القدس والأقصى” وبقية وسائل الإعلام التابعة لها لإذكاء نار الفتنة في مصر.

وقد أعلن عساف عن ترحيب الحركة وترحيب الشعب الفلسطينى بانتصار إرادة الشعب المصرى العظيم، وقال إن هذا الانتصار هو دليل إضافى على عراقة هذا الشعب الذى تمتد جذور حضارته فى عمق التاريخ، وهو من وضع اللبنات الأولى للحضارة الإنسانية وهو قادر باستمرار على صناعة التاريخ وتحقيق إرادته وخياراته.

وأشار عساف، فى تصريحات صحفية لوكالة أنباء الشرق الاوسط، الى أن موقف حماس لا يمثل الشعب الفلسطيني ، ويلحق الضرر بمصالح الشعب الفلسطينى وقضيته ويقلب الأولويات.

وهاجمت حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، حركة “فتح” إثر مواصلتها لتصريحاتها الصحفية حول اتهام الأولى بالوقوف ضدر إرادة الشعب المصري بالإضافة إلى زج الشعب الفلسطيني بالصراعات المصرية من أجل أهداف ومصالح داخلية خاصة بها .

وأكد القيادي في حركة “حماس” مشير المصري في تصريحات خاصة بـ”فلسطين أون لاين”، الأحد أن حركته تنأى بنفسها أن ترد على تصريحات الناطق باسم “فتح” أحمد عساف، واصفاً إياها بأنها “لا تمس الأخلاق والقيم والأسلوب الوطني”.

وقال المصري: إن حركة فتح “في كافة مواقعها الجغرافية، تتحمل كافة الآثار المترتبة على التصعيد الخطير ضد حركة حماس بشأن التدخل بالأحداث المصرية”.

اقرأوا المزيد: 252 كلمة
عرض أقل