ثمة أسبابٌ عديدة لمعارضة عمليّات التجميل: الأسباب الدينيّة، الكلفة المرتفعة للعملية، المخاطر الطبية، وكذلك خطر ألّا تكون النتيجة كما يُرجى. أمّا الاعتراض الآخر فهو مبدئيّ أكثر، ويطرحه معارضون لعملية لا لزوم طبيًّا لها بل هي اختياريّة، إذ يعتبرونها غير ضروريّة. إذا لم يكن هناك خطر صحي، يقولون، فلا سبب للجراحة، وإذا كان الإنسان يعاني من مشاكل نفسية بسبب مظهره، فعليه العمل لحلّ مشاكله، لا التفكير أنّ العملية ستحلّها. ثمة عدد كبير من النسويات اللاتي يعتقدنَ أنّ صناعة التجميل وُلدت خطأً، وهي ناتج مجتمع ذكوري يُملي على النساء نموذج جمال ضيقًا (نحو 90% من العمليات التجميلية يُجرى على نِساء).
بدأ ظهور جراحة التجميل في المجتمَع الغربي عام 1827 (Flash90Yaakov Naumi)
من جهة أخرى، يقول مؤيدو العمليات التجميلية إنه لا سببَ لتقييد الإنسان غير الراضي عن شكله. على النقيض، إذا كانت ثمة مشكلة طبية يمكن حلها، فلمَ لا؟ إنّ جسد الإنسان هو ملكه الخاصّ، وبالتالي فمن حقّه أن يقرّر كيف يُحسّن مرآه. وهذا ليس كل شيء، فصناعة عمليات التجميل في أرجاء العالَم تُدرّ مليارات الدولارات كلّ عام. وتُعدّ جراحة التجميل فنًّا، بل الاختصاص الأكثر طلبًا في دراسات الطبّ اليوم.
إلّا أنّ نموذج الجمال في العصر الحديث أضحى في السنوات الأخيرة صناعيًّا إلى درجةٍ يصعب معها التمييز بين الهوَس بمِبضع الجرّاح والتغيير الجدّي في المظهر لتحسين الصورة الذاتية والثقة بالنفس.
فمَن لم يُجرِ عمليات اليوم؟ مغنّون، عارضات أزياء، أطفال، بالغون، نساء، ورجال على حدِّ سواء. حتّى الذين مُنحوا جمالًا طبيعيًّا لا يتردّدون في إجراء تعديل صغير هنا أو شدّ هناك.
الخطوة البلاستية الأولى للإنسان
العملية البلاستية (التجميلية) هو اصطلاح عامّ للتدخل الطبي، الجراحي عادةً، بهدف تغيير حجم أو مظهر أعضاء في الجسم، وحتى إزالة أعضاء كليًّا في بعض الحالات، دون حاجة طبية لإنقاذ الحياة.
بدأ ظهور جراحة التجميل في المجتمَع الغربي عام 1827. في تلك السنة، أجرى طبيب يُدعى د. جون بيتر ميتاؤور العملية التجميلية الأولى في الولايات المتحدة باستخدام أدوات طوّرها بنفسه.
وولتر يؤو أول جندي بريطاني يخضع لعملية جراحية تجميلية (Wikipedia)
جاءَ دعم كبير لعمليات التجميل من مصدر غير متوقَّع – الحروب. ففي الحرب العالمية الأولى، كان على ذوي اختصاصات الطب والجراحة أن يتعاملوا مع إصابات مثل حروق بدرجة مرتفعة، إصابات تؤدي إلى تشوّهات في الوجه، وإصابات أخرى لم يواجهها الجرّاحون من قبل ناتجة عن أسلحة اعتُبرت حينذاك جديدة وغير مألوفة. لم تكفِ المعلومات المتوفرة عن الجِراحات للعناية بالإصابات، ما اضطرّ الجرّاحين إلى البحث لإيجاد حلول بأنفسهم بشكل فوريّ. كان ما فهموه حينذاك أنّ المظهر الخارجي هو عامل هامّ في تعافي مُصابي الحرب. من الأبحاث والتسجيلات التي بقيت من تلك الفترة يتعلّم الجرّاحون العصريون حتّى اليوم. أمّا الجراحات التجميلية بشكلها الحاليّ فبدأت في الستينات، ولا يزال هذا المجال يتطوّر ويتوسّع مذّاك.
مشهورات خضعنَ لعمليّات تجميل
لا يسهُل الاعتراف أنّ النجوم والنجمات الدوليين الكبار الذين نراهم على شاشات التلفزة يجتازون هم أيضًا بين الحين والآخر جراحةً صغيرة هنا، شدًّا هناك، تصغيرًا، تكبيرًا، وما شابه.
إحدى الجراحات المفضّلة هي عمليّة تكبير الصدر (Thinkstock)
المشاهير الهوليووديون محاطون بمنظومة علاقات عامّة مُختارة بعناية، بحيث إنّ كل ابتسامة أو زاوية تصوير تُحسَبان بدقّة وفقًا لمعطيات الجسم، وفي معظم الحالات، وفقًا للعلاجات التي جرت لدى الجرّاح التجميليّ. نعم، نعم، هنّ أيضًا يزرنَ العيادات بين تصوير فيلم واحتفال، ويجرينَ شتّى العلاجات، التي لا يتطلب معظمها مكوثًا في المستشفى، ويقمنَ بصيانة أنفسهنّ دون تباطؤ للحفاظ على مظهر طبيعي قدر الإمكان. ولحسن حظهنّ، فإنّ هذه هي الصرعة الأحدث اليوم. بالمناسبة، في معظم المقابلات معهنّ يدّعين أنّ الكريمات، شرب الكثير من الماء، والنوم جيّدًا في الليل هي السرّ، لا جرّاح التجميل. ورغم أن أكثريتهنّ الساحقة لا يعترفنَ بذلك، لكن على الأرجح، على الأقل عند المقارنة مع صور الأرشيف، فهنّ يعتنينَ بأنفسهنّ باستخدام مبضع الجرّاح.
بما أنّ معظم المشاهير لا يعترفون، فإنّ ما سنرويه لكم هنا قابل للتقديرات وللتحقُّق من الشائعات.
يبدأ هذا بالعناية بالوجه، حقنة بوتوكس بسيطة. فقد شوهدت العارضة الخرافية هايدي كلوم والممثلة سارة جيسيكا باركر وكذلك درو باريمور أكثر من مرّة خارجات من عيادة تجميل بعد أن نالت وجوههنّ نصيبها من البوتوكس.
حقنة بوتوكس (Flash90\Uri Lenz)
إحدى الجراحات المفضّلة هي عمليّة تكبير الصدر. فوفق تقديرات أطباء تجميل، “أضافت المطربة بيونسا بين 260 و330 CC (سنتيمترًا مكعّبًا)، وبريتني سبيرز بين 230 و260 CC، يقول د. دوف كلاين، اختصاصيّ إسرائيلي في الجراحة التجميلية. وفق مجلات أجنبية، قامت كريستينا أغيليرا أيضًا بزيارةٍ لدى جرّاح التجميل، لتنتقل من الحجم A إلى الحجم C.
ومن أوائل الجراحات التجميلية المسموح بها قانونًا، والتي لا تتجاوز عنها النجمات الهوليووديات، جراحة الأنف. هكذا مثلًا، يمكن الافتراض أنّ المطلَّقة اللامعة كيتي هولمز أعادت تصميم أنفها، وضيّقت جسر الأنف، فيما أزالت آشلي سيمبسون، وفق الصور على الأقل، ثؤلولًا من وسط أنفها، وأعادت صياغته قليلًا.
أمّا علاجات تنسيق الشفتَين فأمست جزءًا من الروتين اليومي، لذا فإنّ النجمات يحقنّ في كل لقاء مع الطبيب بعض الموادّ، وهكذا يحافظنَ على مظهر مفعَم بالحياة، متألق، وشابّ على مرّ السنين. وثمة احتمالٌ كبير أن تكون كيتي هولمز تحقن البوتوكس بانتظام، وبذلك تطمس تجاعيدها، وأن تكون سارة جيسيكا باركر، وهي إحدى النساء ذوات الطراز الأكثر إبهارًا في هوليوود، تبرز شفتَيها بشكل طبيعي، يكاد يكون صعبًا الانتباه إليه.
المطربة الأمريكية بيونسا (AFP)
ولا تكتمل القائمة دون “ملائكيات” فيكتورياز سيكريت، دار الأزياء العالمية. حين عملت بيلا كاباكوف، مهاجرة روسيّة تبلغ 21 عامًا، كمالكة شبكة “لازاروس” الأمريكية عام 1929، لم يخطر لها أنّ عملها سيصوغ خلال بضعة عُقود نموذج الجمال العالميّ. كما لم يخطط روي ريموند، خرّيج مدرسة إدارة الأعمال في جامعة ستانفورد، كليًّا للتحكُّم في صناعة الجمال العالميّة. فكلّ ما أراده كان شراء ملابس داخليّة لزوجته دون أن يُنظَر إليه كمنحرِف. لذا فتح أواخر السبعينات دكّانًا، يكون لطيفًا مع الرجال ويزوّد زوجاتهنّ بملابس داخلية جذّابة. أنتج اللقاء المهنيّ بين كاباكوف وريموند، عام 1982، غولًا يُملي على العالَم منذ ثلاثة عقود نموذجَ الجمال. يُدعى هذا الغول “فيكتورياز سيكريت”.
لا تختلف منتَجات “فيكتورياز سيكريت” كثيرًا عن مئات ماركات الملابس الداخلية التي تُباع في العالَم. ليس التبضُّع في حوانيت الشبكة اختبارًا استثنائيًّا مقارنةً بالشبكات المنافِسة، أو حتّى بطريقة البيع عبر كتالوجات، إذ ظهر في الثمانينات والتسعينات منافسون ناجحون. لكنّ ثمة سرًّا صغيرًا لدى “فيكتورياز سيكريت” حوّلها إلى ماركة متصّدرة للسوق. ففيكتورياز سيكريت لا تُنتج ملابس ومعدّات مرافقة فحسب، بل عارضاتٍ أيضًا. ليس مجرّد عارضات أزياء محترفات وجميلات، بل العارضات المرغوب بهنّ أكثر في العالم: مصنع لإنتاج العارضات الهامّات.
بين عشرات عارضات الأزياء اللاتي يعبرنَ على مسار دار الأزياء الناجحة، تطوّر “فيكتورياز سيكريت” وحدة نخبة مكوّنة من عدد من العارضات المسنَد إليهن اللقب “الملائكيات”. من اللحظة التي تنال فيها “جناحَي الطيران” – في نهاية العرض السنوي – تصبح عارضة الأزياء المنتَج المطلوب في السوق أكثر من أي شيء آخر، وتتحول بين ليلة وضحاها إلى مقياس الجمال. هكذا تنتج دائرة سحرية تدوّخ دور الأزياء التي تلاحقهنّ، مجلات الموضة التي تخلدّهنّ على الصفحات الأولى، المعلِنين الذين يرغبون بهنّ، والزبائن الذين يريدون الاقتراب قدر الإمكان من الخيال التجاري. ونعم، أيضًا عمليّات التجميل…
فالفحص المتأني لتاريخ عددٍ من عارضات الأزياء المتقدّمات يظهر أنّ بعضهنّ أجرَين تعديلات تجميلية طفيفة لملاءَمة خطَ الموضة المتشدّد لدار الأزياء. وإحداهنّ هي العارضة الهامّة، البرازيلية أليساندرا أمبروسيو (32 عامًا). فمنذ جيل 12 سنة، أجرت العارضة الهامّة جراحة تجميل لأذنَيها. اشتملت العمليّة على تعقيدات، فقرّرت عدم إجراء أية تغييرات تجميلية أخرى.
ليس الثدي: الجراحة التجميلية الأكثر شيوعًا
الإجابة هي جِلد زائد، لا تكبير صدر، ولا جراحات أنف. يُدرِك الناس أنّ هذه العملية تساعدهم أن يبدوا أفضل بكثير، مع خطر قليل نسبيًّا. النساء بعد الولادة والأشخاص الذين فقدوا وزنًا كبيرًا هم المستهدَفون.
أمّا العملية الشائعة الأخرى بين الرجال فهي جراحة تصغير الصدر. فيبدو أنّ 10% من رجال العالَم يعانون من خلَل في النموّ، ما يؤدي إلى امتلاكهم ثديَين فعليَّين. ويحدث هذا بسبب تغييرات هرمونية في جيل المراهقة تسبّب هذه الظاهرة. الظاهرة صعبة، وتؤدي إلى هبوط حادّ في القيمة الذاتية للرجال وإلى معاناة هائلة. تُسهم الجراحات لمعالجة المشكلة في تحسين الصورة الذاتية والقيمة الذاتية لدى الرجُل.
جمال الشرق الأوسط يختلف قليلًا
بشكل مختلف عن العالَم الغربي، تشهد الجراحات التجميلية ثورة حقيقية في الشرق الأوسط أيضًا. مِن أبرز الأمثلة هيفاء وهبي. تُعرَف وهبي بأنها مغنّية استفزازية، لا تُجري الكثير من الحسابات. وتمت مؤخرًا مقاطعة وهبي، وعدد من المغنيات الاستعراضيات مثلها، من قِبل منظمات مختلفة في الدول العربية. ونالت المقاطَعات لقب “العارِيات”. رغم ذلك، يبدو أنّ شيئًا لا يستطيع إيقاف هذه المرأة.
مع ذلك، تُعتبَر الظاهرة في العالَم العربي محدودة، إذ يعمل رجال دين مسلمون ليل نهار لوضع حدّ لظاهرة تدفّق النساء والرجال على العمليات التجميلية لتجميل مظهرهنّ قليلًا. في آب من هذا العام، أخبر الإعلام العربي أنّ جدالًا نشأ في مجلس النوّاب العراقيّ بين عدد من المشرِّعات، اللواتي اتّهمت إحداهنّ الأخرى باستخدام أموال الشعب لإجراء عمليات تجميل. وادّعت عضو مخضرَمة في البرلمان أنّ عددًا من المشرِّعين والمشرِّعات من كتلتها موّلوا جراحاتهم التجميلية من أموال دافعي الضرائب ومن الخزينة العامّة.
ومهما بدا ذلك غريبًا ومخزيًا، إليكم ظاهرة أخرى من أفغانستان. ففيما يخضع كثيرون في العالم الغربي لجراحة لتقصير الأنف، ثمة من يظنّون في هذه الحالة تحديدًا أنّ الكبير هو الأجمل. فالجراحة لتطويل الأنف هي من الجراحات الأكثر شعبية في كابول، العاصمة الأفغانيّة. وفق تقرير “صنداي تايمز” البريطانية، لا ينجح الأطباء المحليون في التأقلم مع الإقبال الكبير. وتبلغ كلفة الجراحة نحو 300 دولار، مقابل نحو 6000 دولار في بريطانيا.
إيران قوة عظمى في مجالات الجراحات التجميلية عامّةً، وجراحات الأنف خاصّةً (AFP)
أمّا الدولة الأخرى ذات الأرقام القياسية في العمليات فهي إيران. فقد وثّق مراسل “يديعوت أحرونوت” إلداد باك، الذي يمتلك جواز سفر أجنبيًّا أيضًا، والذي زار طهران لأسبوعَين، هذه الظاهرة المذهِلة. فجراحات التجميل هي شأن الساعة بين شبّان إيران من الجنسَين. يريد الجميع أنفًا صغيرًا وصلبًا. كذلك جراحات الحاجبَين، للفتيات والفتيان، هي آخر صرعة. فوفق تقارير وكالات الأنباء الإيرانية، ثمة نموّ مستمرّ في مجال الجراحات التجميلية، وعلى رأسها جراحات الأنف في إيران. الإقبال على جراحات الأنف في البلاد كبير إلى درجة أنّ أطباء ليسوا مختصين في هذا المجال ينفّذون أيضًا جراحات كهذه في عياداتهم الخاصّة دون ترخيص. المتوجهون إلى تنفيذ جراحات في الأنف هم بشكل خاصّ الفتيات بين 17 و30 عامًا. ومن الأبحاث التي أجريت حول انتشار جراحات الأنف في العالم، يتبيّن أنّ إيران والبرازيل تتصدران القائمة من حيث اتّساع الظاهرة.
في السنوات الأخيرة، أصبحت إيران قوة عظمى عالمية في مجالات الجراحات التجميلية عامّةً، وجراحات الأنف خاصّةً، إذ تجري فيها كلّ عام آلاف العمليات الجراحية. ويرتفع عدد النساء اللواتي يتوجهنَ إلى الجراحين بهدف إجراء جراحة في الأنف بشكل مطّرِد. ووفقًا لجرّاحين تجميليين في إيران، ينخفض جيل المتقدّمات بشكل متزايد، حتّى إن فتيات في العاشرة من عمرهنّ يتوجهنَ أيضًا. ورغم أنّ الظاهرة منتشرة خصوصًا لدى النساء، فإنها مألوفة بين الرجال أيضًا، لا سيّما الشبّان بين 15 و25 عامًا.
الإيضاح الرئيسي لتوجّه نساء أكثر فأكثر لإجراء جراحة تجميلية في الأنف مكمنه الانكشاف المتزايد على الحضارة الغربية، وكون النساء ملزمات بتغطية وجوههنّ بحجاب. تصبح النساء أكثر وعيًا لمظهرهنّ الخارجيّ، ولا سيّما مظهر الأنف، العضو الوحيد الذي ليس عليهنّ تغطيته احتشامًا. أدّى الانكشاف على الحضارة الغربية عبر الأقمار الاصطناعية والإنترنت إلى رغبة متزايدة بتقليد النساء الغربيات، ذوات الأنف الأصغر من النساء الإيرانيات بشكلٍ عامّ. وتزداد الظاهرة رغم الكلفة المرتفعة للعملية: بين 1500 و3000 دولار.
غريب إلى حدّ الجنون
يبدو أنه لا حدّ فعليًّا لكمية الجراحات التجميلية التي يستطيع أو يطلب الإنسان تنفيذها في جسمه. والمفاجئ أنّ صاحب الرقم القياسي العالمي في عمليّات التجميل هو رجُل. وحامل الرقم هو جاستِن جدليكا (33 عامًا)، الذي أجرى 128 جراحة تجميلية منذ سنّ الثامنة عشرة. وتمكّن جدليكا من الارتفاع رتبةً، إذ أضحى مستشارًا، ذا خبرة كما هو واضح، للآخرين في مجال الجَمال والتجميل.
جاستِن جدليكا (33 عامًا)، أجرى 128 جراحة تجميلية (Justin Jeedlica’s Instagram)
وهو يوضح في مقابلات مع الإعلام كيف جمع الأموال الطائلة للجراحات، قائلًا: “في حين كان رفاقي يوفّرون المال لشراء سيّارات وملابس، جذبتني العمليّات”. ويروي أنّ الأفكار في هذا الشأن بدأت لديه بعمر 13 أو 14 عامًا، فيما بدأ بالبحث عن الأطباء في سنّ 17 عامًا، أمّا العمليات نفسها فاضطرّ للانتظار حتّى سنّ 18 عامًا لإجرائها، لأنّ والدَيه لم يجيزا له ذلك. وماذا لم يجرِ له عملية تجميل؟! الأنف عدة مرات، الشفتان، زرعَ عضلات صدر، عضلات ذراعَين، وعضلات بطن، فضلًا عن شدّ الوجه مرارًا عديدة.
بدأ كل شيء، كما يقول، من رغبته في إحراز مؤخّرة رشيقة. لكن بدل التدرُّب في معهد اللياقة، آثر جاستِن الخضوع لـ 13 عملية تجميلية حتّى اشتدّ الرّدفان. وحين يُسأل لماذا استبدَل كتلة عضلات ببلاستيك يضحك.
http://www.youtube.com/watch?v=YlboAc6Bp3I
أمّا الحالة الأخرى التي تصدّرت العناوين مؤخرًا فهي حالة هربرت شافيز، ابن الخامسة والثلاثين من الفيليبين، الذي اجتاز في السنوات الست عشرة الأخيرة ما لا يقلّ عن 19 عمليّة تجميل بهدف أن يبدو شبيهًا قدر الإمكان بسوبر مان. وشملت الحملة الجراحية الطويلة جراحة أنف، إزالة دهون من الشفتَين، تعديل الفكّ، تبييض الجِلد، وزراعة عضلات صَدر.
رغم ذلك، ثمة مخاطر…
مثل أيّ أمر في العالم، فإنّ صناعة العمليات الجراحية المزدهرة لها وجه قبيح أيضًا. فأكثر من مرّة، وجدت نساء طلبنَ تكبير صدرهنّ أنفسهنّ دون ثديَين، مع تمزّقات في الغرسات، مع غرسات لم توضع في مكانها، مُزّقت أو أزيحت من المكان الذي كان يجب أن تكون فيها، ما أنتج تشويهًا للمعالَجات، وحتّى خطرًا على حياتهنّ.
حين يتوصّل جمهور الذين يجرون عمليات تجميل إلى قرار بشأن إجراء عملية، لا يكون واعيًا في الغالب، أو لا يكون معنيًّا بأن يعرف بالمخاطر التي ترافق هذه الجراحات. ينتج وضع يدخل فيه أشخاص معافون تمامًا إلى عملية جراحية، تشمل تخديرًا كاملًا وقطعًا للحمهم مع معرفة قليلة جدًّا عن الموضوع، ودون أخذ موافقتهم على الإجراءات وفق القانون. من المهم إذًا قبل أيّ علاج تجميلي طَلب العِلم المسبق بكلّ المعلومات المرتبطة بالأخطار والمخاطر الطبية التي يمكن أن تنشأ خلال العلاج وبعده.
المصدر الأقرب إلى الحدث الإسرائيليّ
تلقّوا نشرتنا اليوميّة إلى بريدكم الإلكتروني