مسيرة السلام

هل سيطرح ماكرون خطة سلام قبل ترامب؟

الرئيس ترامب مع الرئيس مكرون (AFP)
الرئيس ترامب مع الرئيس مكرون (AFP)

قال مسؤول في وزارة الخارجية الإسرائيلية في نقاش سري إن الرئيس الفرنسي عمل على إعداد خطة سلام وهو ينوي عرضها قبل خطة ترامب إذا لم يعرض ترامب خطته قريبا

قال رئيس المنظومة السياسية في وزارة الخارجية الإسرائيلية، ألون أوشفيز، هذا الأسبوع إن الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، أعد خطة سلام، مشيرا إلى أنه قد يعرضها في الأسابيع القريبة، هذا ما أوردته، أمس الثلاثاء، صحيفة “يديعوت أحرونوت”. وفق التقارير، في نقاش سري جرى، أمس الأول (الإثنين)، في لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، أوضح أوشفيز أنه إذا لم يعرض الرئيس الأمريكي، ترامب، خطته للسلام في الأسابيع القريبة بعد الانتخابات النصفية الأمريكية، ينوي ماكرون عرض خطته للسلام.

وجاء في التقرير أيضا أن أوشفيز قد قال لأعضاء الكنيست “إنه بعد الانتخابات، ستطالب فرنسا ترامب بعرض خطته للسلام، وإلا ستعرض خطتها”. وفق أقواله، تقدر إسرائيل إن الديمقراطيين سيحظون بدعم أكبر في الانتخابات النصفية، ما سيؤثر كثيرا في إسرائيل. “أصبح ثلث أعضاء الكونغرس على وشك الاستبدال، وليس واضحا إذا كان الجميع يدعم إسرائيل. في الواقع، نحن على عتبة البدء من الصفر، وما تحقق منذ أن بدأ يشغل ترامب منصبه قد تغير، لهذا علينا الاستعداد كما ينبغي”، أوضح.

تفاجأ أعضاء الكنيست من أن الأردن لم يظهر في الشرح التقديمي الذي عرضه أوشفيز، فسألوه كيف يعقل ذلك في ظل الأزمة بين البلدين. فأجاب: “هناك علاقات استراتجية بين إسرائيل والأردن، وعلينا معرفة ما الذي نفضله: التشاجر بشأن ما حدث، أم الحفاظ على العلاقات طويلة الأمد. تقف أمامنا سنة كاملة لإقناع الأردنيين بالتراجع عن القضية. علينا معرفة أن تصريحاتهم السرية تختلف عن العلنية”.‎ ‎

بالإضافة إلى ذلك، قال أوشفيز إن إسرائيل تعاني من مشكلة خطيرة في شرح قضية الوضع في قطاع غزة: “لا ننجح في إقناع الدبلوماسيين والجهات الحكومية التي تزور غزة بما يحدث فيها. يكون الزوار مفزعين بعد زيارة غزة. ليس هناك ما يمكن القيام به بشأن الوضع الإنساني في غزة”، أوضح.

جاء على لسان وزارة الخارجية إن “الأحداث مليئة بالفشل وعدم الدقة. هناك أمور غير صحيحة، ولمزيد الأسف، لا يمكننا التحدث عنها بسبب سرية المنتدى”.

اقرأوا المزيد: 283 كلمة
عرض أقل

هل يعترف ترامب بالقدس عاصمة فلسطين أيضا؟

زيارة ترامب إلى الحائط الغربي (حائط البراق) في القدس (Mendy Hechtman/FLASH90)
زيارة ترامب إلى الحائط الغربي (حائط البراق) في القدس (Mendy Hechtman/FLASH90)

تخشى إسرائيل من أن يقترح الرئيس ترامب في إطار الجهود الرامية إلى إعادة أبو مازن إلى طاولة المفاوضات، الاعتراف بالقدس عاصمة الدولة الفلسطينية المستقبلية

21 أكتوبر 2018 | 10:49

وفق النشر في صحيفة “يديعوت أحرونوت”، تخشى إسرائيل من أن يتضمن برنامج السلام الأمريكي الإعلان عن القدس عاصمة الدولتين – إسرائيل وفلسطين – وذلك ضمن الجهود الرامية لإقناع أبو مازن بالعودة إلى طاولة المفاوضات.

وفق أقوال جهات سياسية إسرائيلية، يسعى الأمريكيون جاهدين للعثور على طريق يتراجع فيها أبو مازن عن رأيه، ويعود إلى طاولة المفاوضات، ولتجنيد دعم العالم العربي من أجل تأييد برنامج السلام. وفق التقارير، تكمن المخاوف الإسرائيلية في أن يغري الرئيس ترامب أبو مازن في إطار هذه الجهود، ويقترح الاعتراف بالقدس عاصمة الدولة الفلسطينية المستقبلية.

“يطمح ترامب إلى التوصل إلى صفقة وهو جاد”، قال مصدر إسرائيلي مسؤول. “يعتقد الأمريكيون أن النضال الإسرائيلي الفلسطيني سهل للحل نسبيا، وممكنا”. يقدر المسؤول أنه في حال تضاءلت قوة الجمهوريين في الانتخابات النصفية الأمريكية، سيعزز ترامب الجهود المبذولة سعيا للتوصل إلى حل للنزاع الإسرائيلي الفلسطينيي. والهدف هو أن يخوض الانتخابات بعد أن نجح في تحقيق إنجازات كبيرة في السياسة الخارجية.

تقول جهات إسرائيلية بارزة إنه في إطار بلورة خطة السلام، تعمل الإدارة الأمريكية على ثلاثة مستويات لم نعرفها سابقا: كل من يشارك في المفاوضات عليه التنازل عن قضية ما وليست هناك تنازلات أحادية الجانب؛ كل من ينسحب من المفاوضات يدفع ثمنا؛ كل من يعارض الخطة المقترحة تكون الخطة القادمة أسوأ من جهته. يستعد الأمريكيون لنشر خطة السلام قبل نهاية السنة، أو في بداية العام القادم.

اقرأوا المزيد: 210 كلمة
عرض أقل

“لست نادما على لقاء أبو مازن”

يوئيل ناغر، نائب رئيس شبان الليكود (لقطة شاشة)
يوئيل ناغر، نائب رئيس شبان الليكود (لقطة شاشة)

يعرب نائب رئيس شبان الليكود الذي أقيل من منصبه بعد أن التىقى أبو مازن أنه ليس نادما: "أؤمن بالسلام"

“لست نادما على لقاء أبو مازن. تحدثت باسمي ووفق قيم الحركة التي أومن بها”، قال أمس (الإثنين) يوئيل ناغر، نائب رئيس شبان حركة الليكود، الذي أقيل من منصبه بعد أن التقى في بداية الأسبوع في رام الله رئيس السلطة الفلسطينية، أبو مازن. “أعتقد أن حركة الليكود لم تكن ‘حركة يهودية’ بل قومية تعددية، وداعمة للسلام رغم أن هناك جهات تشجع تطرفها وجعلها يمينية”، قال ناغر.

أقال رئيس شبان الليكود دافيد شاين، أمس، ناغر من منصبه بعد أن التقى أبو مازن، إضافة إلى نشطاء السلام وإسرائيليين آخرين. “تفاجأت عندما سمعت في وسائل الإعلام عن لقاء جرى بين يوئيل ناغر بحكم منصبه وبين أبو مازن. يدعم أبو مازن الإرهاب، ويسمي الميادين على اسم القتلة، وهو معاد للسامية، ينكر الهولوكوست، ولا يعترف بدولة إسرائيل كدولة يهودية. لا يمكن أن يشارك من يشغل منصب شبان الليكود بلقاء مع رئيس كهذا أبدا”، قال شاين.

في المقابلة التي جرت أمس، اعترف ناغر أنه لم يتفاجأ من إقالته، موضحا أنه أخذ هذه الإمكانية بعين الاعتبار. “أردت أن أتعرف إلى أبو مازن”، قال ناغر. “أومن أنه يمكن صنع السلام، وعلينا العمل كثيرا لتحقيقه. فهو لن يصنع سريعا ولكن علينا بدء العمل على تحقيقه لأني أومن بالسلام. يعيش ثلاثة ملايين مواطن وراء الحدود الذين تفرق بيننا وبينهم مسافة قصيرة جدا”.

وفق أقوال ناغر، “في نهاية المطاف، هناك نشطاء في الحركة يعربون عن آراء شبيهة، ولكن لا يجرأ الجميع على اتخاذ الخطوة التي قمت بها، والالتقاء بأبو مازن بجرأة”. وأضاف: “نحن نواجه مشكلة في حركة الليكود، فهي تبدي تطرفا وتتجه يمينا، ولكن لا يجرأ الجميع على طرحها”.

اقرأوا المزيد: 248 كلمة
عرض أقل
ريبي دايموند وهدى أبو عرقوب (تصوير: المصدر)
ريبي دايموند وهدى أبو عرقوب (تصوير: المصدر)

“اخترعنا لغة جديدة”.. هكذا تصنع النساء السلام

في مقابلة خاصة، تحدثت ناشطتان إسرائيلية وفلسطينية مميزتان عن أنشطة حركة "نساء يصنعن السلام"، الصعوبات والنقد، ووعدتا: "لن نتوقف حتى نتوصل إلى اتفاق سياسي"

بعد أقل من أربع سنوات من إنشائها، يبدو أن حركة “نساء يصنعن السلام” أصبحت مشهورة. وقد أنشِئَت هذه الحركة الميدانية غير الحزبية الواسعة في صيف عام 2014، بعد عملية “الجرف الصامد”، ومنذ ذلك الحين وهي تتقدم بسرعة. تتضمن الحركة عشرات الآلاف من النساء من جميع أنحاء الطيف السياسي والاجتماعي في إسرائيل – اليهوديات والعربيات، المتدينات والعلمانيات، اليساريات واليمينيات – يطالب جميعهن بالتوصل إلى اتفاق سياسي ملائم، يكون مقبولا على كلا الطرفين، وبالتالي ينجح في إنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني شريطة مشاركة النساء في المشروع.

تتضمن الأنشطة العديدة التي بدأتها الحركة، التي يعمل فيها نحو 50 طاقم عمل ميدانيا في إسرائيل، إقامة لقاءات منزلية وعرض أفلام تتناول السلام؛ تنظيم احتفالات بالأعياد الدينية المختلفة؛ إجراء مظاهرات تناشد التوصل إلى اتفاق سياسي؛ المشاركة في لجان البرلمان الإسرائيلي وأكثر من ذلك. وبالإضافة إلى عضوات الحركة الإسرائيليات، يرافق الحركة العديد من النساء الفلسطينيات اللواتي يدعمن أنشطة الحركة ويساعدنها.

وأهم نشاطات الحركة هو “مسيرة الأمل” التي أجريت في تشرين الأول 2016، وشارك فيها 30.000 امرأة ورجل – إسرائيليون وفلسطينيون، يهود وعرب من جميع أنحاء إسرائيل – استغرقت المسيرة أسبوعين، وبدأت في شمال البلد وانتهت في القدس. وقد حظيت هذه المسيرة الفريدة بتغطية إعلامية واسعة في إسرائيل وبتأييد مثير للإعجاب في العالم، كما وحققت التغطية التي أوردتها قناة الجزيرة 8 ملايين مشاهدة، وحظيت تغطية شبكة التلفزيون الأسترالية بما معدله 28 مليون مشاهدة.

“مسيرة السلام” التي تنظمها حركة “نساء يصنعن السلام” (فسيبوك)

في الفترة الأخيرة، أجرينا مقابلات مع ناشطتين وهما ريبي دايموند وهدى أبو عرقوب – ريبي هي إسرائيلية عضوة في “نساء يصنعن السلام”، وهدى هي ناشطة سلام فلسطينية وشريكة رئيسية في الحركة.

انضمت ريبي دايموند، وهي أم لطفلين من بلدة بيت زايت بالقرب من القدس، إلى الحركة فور إنشائها في صيف عام 2014. أوضحت ريبي أنه خلال عملية “الجرف الصامد” في غزة شعرت باليأس والقلق الشديد بسبب مواجهة أهوال الحرب. “اعتقدت أنه علي العمل، لأنني شعرت بعد الحرب بشعور سيء. تعهدت أمام نفسي ألا أعود إلى ذات المسار الذي خضته قبل الحرب وألا أنسى”.

هكذا بدأت ريبي تبحث عن إطار تطوع يمكن أن تعمل فيه على حل الصراع، لهذا شاركت في لقاء تعارف لحركة “نساء يصنعن السلام”. “لقد تطورت الحركة ميدانيا، عملنا عملا مكثفا، بهدف التوصل إلى اتفاق”، قالت ريبي.

مظاهرة من أجل السلام في القدس (فسيبوك)

تعمل هدى أبو عرقوب، وهي ناشطة سلام فلسطينية من قرية دورا، وتشغل منصب مديرة قطرية لـ- ‏Allmep‏ ‏‎Alliance) for Middle East Peace‏)، وهي منظمة الأم وتضم أكثر من 100 منظمة سلام إسرائيلية وفلسطينية. هدى هي شريكة رئيسية في حركة “نساء يصنعن السلام”، وتساعد منذ تأسيسها على القيام بنشاطات مختلفة خاصة بالحركة، وتنقل رسالة المصالحة والتضامن مع النساء الفلسطينيات.

في صيف عام 2014، وبعد الحرب مباشرة، عندما عُيّنت مديرة إقليمية في منظمة Allmep، شعرت أن هناك حاجة حقيقية للتحدث مع الإسرائيليين الذين دعموا الحرب في غزة، وليس فقط مع اليسار، كما هو الحال عادة. منذ ذلك الحين، بدأت هدى تتعاون مع حركة “نساء يصنعن السلام”. “يعود القلق الأساسي لدى الطرفين إلى معرفة هل هناك شريك”، قالت هدى. “كانت البداية هامة وسريعة، التقينا مع كبار السياسيين الفلسطينيين سعيا للتوصل إلى تعاون النساء الفلسطينيات”.

تصف الناشطتان الصعوبات التي نشأت في بداية الحركة، مثلا، عندما كان لدى بعض النساء في الحركة مشكلة في استخدام كلمة “الاحتلال”. قالت هدى: “أدركنا أنه إذا أردنا أن ننجح وندفع الحركة النسائية قدما من أجل التحدث إلى الناس الذين يفتقرون إلى الإيمان بإسرائيل، علينا أن نتنازل عن أمور تتعلق باللغة، وأن نخلق لغة جديدة – لغة الأمهات والنساء”. “يجري الحديث عن جهد كبير بذلته النساء اللاتي يرغبن في تحرير أنفسهن من الخوف الرهيب من سماع الأخبار السيئة”. إن أهم شيء تتعامل معه الحركة هو عامل التعافي، لأن المجتمع الإسرائيلي جريح، كما تصفه هدى.

أعضاء الحركة في الكنيست الإسرائيلي (فسيبوك)

أهم ما يميز الحركة، وفق أقوالهما، هو النسيج الاجتماعي المتنوع الخاص بالعضوات. خلافا لمنظمات السلام الأخرى، “نساء يصنعن السلام” هي حركة واسعة غير هرمية تشمل النساء من كل الخلفيات الاجتماعية والسياسية في إسرائيل. مثلا، تتضمن الحركة ناشطات مستوطنات إضافة إلى النساء من اليسار، العربيات، النساء من مركز البلاد وضواحيها، المتديّنات والعلمانيات. قالت هدى: “يتم تحرير هؤلاء النساء من السيناريوهات القديمة التي تقيّد نشاطاتهن، وهذا أمر غير مسبوق”. وقالت ريبي: “هناك فرصة لدى كل امرأة للتعبير عن موهبتها”. وأضافت: “تتضمن الحركة محاميات، راقصات، مربيات وما إلى ذلك، وبما أنها حركة غير منظمة هرمية، فيمكن لكل النساء أن يشاركن ويشعرن بالأمان”.

وماذا بالنسبة للنقد الذي تواجهه الحركة؟ أحد الانتقادات الموجهة إلى الحركة هو أن ليس لديها برنامج عمل أو طريقة محددة لحل النزاع. وفيما يتعلق بذلك، توضح الناشطتان أن ما يمنع الجانبين من التوصل إلى حل هو عدم رغبة القادة. فهما تزعمان أن الحركة لا ترفض أي حل يتفق عليه الطرفان، وستؤيد أي اتفاق يتم التوصل إليه. وتؤكدان مجددا أن الخطاب الذي اعتمدته الحركة هو “إنهاء الصراع” بدلا من “إنهاء الاحتلال”، لأن الصراع أكبر بكثير من الاحتلال. يسمح استخدام هذه اللغة للحركة بتوسيع نشاطاتها، كما توضحان.

تتحدث الناشطتان عن العديد من الردود الشوفينية التي تواجهها النساء في الحركة من الرجال والنساء على حد سواء. ضمن اللقاءات المختلفة التي تجريها الحركة تقام لقاءات غناء، رقص، نشاطات فنية، ويدعي البعض أن الأعمال التي تمارسها النساء ليست جدية و”تحط” من شأنهن. ومع ذلك، تعتقد ريبي وهدى أن النشاطات التي يقمن بها هامة وتشكل وسيلة نسوية للتعبير عن التضامن. وتوضحان أنه على عكس العمل مع الرجال، فلا تتميز الحركة بالعقلية التي تركز على “الأنا”، ولا تتضمن نشاطاتها النسوية المنافسة.

“مسيرة السلام” التي تنظمها حركة “نساء يصنعن السلام” (فسيبوك)

تشير الناشطتان إلى أن نشاطات الحركة ممولة من تبرعات خصوصية، لا سيما من الإسرائيليين ويهود الولايات المتحدة، إذ تبعث الحركة فيهم أملا في إحداث تغيير. والسؤال المثير للاهتمام هو إذا كانت القيادات الإسرائيلية والفلسطينية تدعم نشاطات الحركة وتشجعها. وفي هذا السياق أعربت هدى أن رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، يدعم الحركة وأوضحت أنه دعا أعضاءها إلى زيارته في المقاطعة. تقول: “تأثرنا كثيرا من دعمه للنشاط الإسرائيلي”.

وفيما يتعلق بالقيادة الإسرائيلية، أوضحت ريبي أن عضوات الحركة اجتمعن مع رئيس الحكومة نتنياهو وهن مستعدات للاجتماع مع كل من يهتم بالموضوع. “نحن مستعدات للتحدث مع أية جهة تعرب عن نيتها للتشاور معنا. الحركة غير حزبية، نحن ندعم جهات ونعارض أخرى في الوقت ذاته، ونحترم رؤية الجميع ومعتقداتهم”. وفق أقوالها، فإن نساء الحركة معروفات جيدا بين أعضاء البرلمان الإسرائيلي، ويؤيد بعضهم الحركة كثيرا. وأضافت أن أحد أبرز مؤيدي الحركة وأكثرها إثارة للدهشة هو عضو الكنيست يهودا غليك من حزب الليكود اليميني.

أعضاء الحركة مع النائب يهودا غليك (فسيبوك)

ماذا سيحدث في المستقبل؟ تتعهد الناشطتان بعدم التزام الصمت والاستمرار في العمل الهام داخل الحركة التي يبدو أن عضواتها لا يهدأن أبدا. وقالت ريبي: “سينتهي الصراع بيننا وبين الفلسطينيين وستتم تسويته بعد أن نتوصل إلى اتفاق سلام ملائم يتفق عليه الجانبان فقط”. وأضافت “نعتقد أن هذا سيسمح أيضا بدفء العلاقات مع بقية الدول العربية، وربما يتحقق ذات يوم حلم العديد من الإسرائيليين الذين يريدون السفر إلى لبنان واحتساء القهوة والاستماع إلى عرض موسيقي جيد فيه”.

اقرأوا المزيد: 1038 كلمة
عرض أقل
"مسيرة السلام" التي تنظمها حركة "نساء يصنعن السلام" (فسيبوك)
"مسيرة السلام" التي تنظمها حركة "نساء يصنعن السلام" (فسيبوك)

انطلاق أضخم مسيرة نسائية من أجل السلام في إسرائيل

"مسيرة السلام" التي تنظمها حركة "نساء يصنعن السلام"، تضم نساء يهوديات وعربيات وفلسطينيات، يساريات ويمينيات.. تقول المنظمات "هدفنا دفع لغة السلام والمحبة وتغيير المفاهيم وليس الدفاع عن حل سياسي معين"

24 سبتمبر 2017 | 16:34

انطلق اليوم، الأحد، الحدث السنوي الأكبر لحركة “نساء يصنعن السلام”، وهو “مسيرة السلام”، بمشاركة آلاف النساء من جميع أرجاء إسرائيل والعالم، يهوديات وعربيات، سيقطعن نحو 350 كيلومترا مشيا على الأقدام من أقصى الشمال في إسرائيل إلى القدس. وفي نقطة النهاية، أمام مقر رئيس الحكومة الإسرائيلي، سيقمن مظاهرة حاشدة من أجل الضغط على صناع القرار في إسرائيل للتوصل إلى اتفاق مع الجانب الفلسطيني لإرساء السلام.

هذه الحركة التي أسستها مجموعة من النساء عام 2014، في أعقاب الحرب على قطاع غزة، تؤكد أنها لا تدفع إلى حل سياسي معين، إنما مجهودها الرئيس هو إعادة كلمة “السلام” إلى الخطاب العام، وتشكيل قوى نسائية عظيمة تتحدث لغة السلام والمحبة، دون الانضواء تحت أية راية سياسية.

وتقول النساء اللاتي يرأسن الحركة أنها أضحت منذ إقامتها حركة السلام صاحبة النشاط الميداني الأكبر في إسرائيل. ويتراوح عدد المنتسبات إلى الحركة بين 20 إلى 40 ألف امرأة، يمثلن طيفا واسعا من المجتمع الإسرائيلي: يمينيات ويساريات، يهوديات وعربيات وفلسطينيات، نساء من المركز ومن الأطراف. ويشددن على أن النساء بغض النظر عن انتمائهما السياسي أو الحزبي متساويات في نطاق الحركة.

وتقول واحدة من مؤسسات الحركة، اسمها ليلي فيسبرغر، تحدثت إلى موقع “والا” الإسرائيلي: “الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني ليس استثنائيا. للأسف لقد رسخ في أذهن الناس أنه منقطع النظير. السلام مع الفلسطينيين ممكن مثلما صار مع مصر والأردن. إننا نقوم بتغيير المفاهيم منذ 3 أعوام”.

نشاط عربي- يهودي لحركة "نساء يصنعن السلام" (فيسبوك)
نشاط عربي- يهودي لحركة “نساء يصنعن السلام” (فيسبوك)

وتقول فيسبرغر إنها قررت الانضمام إلى الحركة بعد الحرب على غزة عام 2014. “لقد شارك ابني في الحرب. ورافقني طوال الوقت شعور صعب. شعرت بالوحدة، وأصابتني ضيقة نفس لم أشهدها من قبل إثر الضائقة النفسية التي لازمتني طوال الحرب. فقررت أنني يجب أن أتحرك وأفعل شيئا”.

ناشطة بارزة أخرى من المؤسسات تحدثت لموقع “والا” الإسرائيلي، هي رحاب عبد الحليم، والتي قالت إنها تواجه صعوبات كثيرة لضم النساء العربيات معها إلى الحركة، لأن “كلمة “السلام” فقدت من وزنها ومعناها في المجتمع العربي”. وأضافت “النساء العربيات يعتقدن أنهن لا يقدرن على صنع التغيير لأنهن لا يملكن القوة. لكنني أعتقد أنه يجب على كل إنسان أن يتحمل المسؤولة ويساهم في تغيير الواقع”.

وتقول عبد الحليم التي حظيت على شرف إضاءة شعلة عيد الاستقلال الإسرائيلي، إنها انضمت إلى الحركة بعدما تأكدت أنها ستكون متساوية ولا يوجد تفرقة أو تمييز في الحركة. “لا أريد أن أكون زينة في الحركة أو رقم 2 أو ذيلا لأحد، إنما أريد أن أكون قائدة وأقول رأيي بحرية” توضح عبد الحليم.

نشاط عربي- يهودي لحركة "نساء يصنعن السلام" (فيسبوك)
نشاط عربي- يهودي لحركة “نساء يصنعن السلام” (فيسبوك)

وتقول نساء الحركة إنهن يعرفن أن البعض يعتقد أنهن ساذجات ولا يعرفن الواقع الأمني والتعقيدات السياسية للعلاقات بين إسرائيل والفلسطينيين، لكنهن واثقات أن نشاطهن سيرفع التوعية لأهمية السلام بين الشعبين، ويعيد كلمة السلام إلى حضن المجتمع الإسرائيلي والفلسطيني.

“خطاب الحرب يولد الحرب، وخطاب السلام يولد السلام” يقلن. وتشير النساء إلى أن الدليل على تأثيرهن، ونجاحاهن في تجنيد مئات النساء لنشاط الحركة، هو توجه عدد من السياسيين إليهن.

ويلفت النظر في نشاطات الحركة أنها لا تحصر نشاطها داخل إسرائيل، إنما تتوجه كذلك إلى توسيع النشاط في المستوطنات لأن “المستوطنين جزء هام في المجتمع الإسرائيلي وله تأثيره الكبير” حسب مؤسسات الحركة.

اقرأوا المزيد: 465 كلمة
عرض أقل