هل يفوز الممثل الفلسطيني في برنامج الواقع الإسرائيلي؟
الممثل الفلسطيني الإسرائيلي، هشام سليمان، الذي سطع نجمه في البرنامج الناجح "فوضى"، يشارك في برنامج مع مشاهير إسرائيليين آخرين وسوف يعيشون معا في عزلة تامة
في برنامج “الأخ الأكبر VIP” الجديد والشعبي، الذي بدأ هذا الأسبوع، يشارك الممثل الفلسطيني الإسرائيلي، هشام سليمان، المعروف لدى الإسرائيليين تحديدا بفضل دوره في مسلسل التشويق والإثارة الناجح “فوضى”. دخل سليمان إضافة إلى 15 مشاركا مشهورا إسرائيليا إلى بيت “الأخ الأكبر”، وسوف يمكثون فيه معا لمدة 50 يوما، ويعيشون بعيدا عن العالم الخارجي تماما. وفق البرنامج، المشارك الذي ينجح في أن يكون آخر مشارك يظل في المنزل يكون الفائز ويحصل على جائزة مالية كبيرة.
هشام هو ابن 41 عاما، ممثل ومبدع يعيش مع زوجته وأطفاله الثلاثة في مدينة الناصرة العليا. لقد ترعرع في عائلة تضمنت 14 طفلا، وعاش في حي فقير في الناصرة، في إطار مجتمع عربي محافظ. منذ سن صغيرة، حلم أن يكون ممثلا ناجحا، وأصبح الشاب العربي الأول الذي درس التمثيل في مدرسة عريقة ليورام لفينشطاين. أقام سليمان متحف “فرينج” في الناصرة لأنه يهمه دفع المجتمع المحلي الذي نشأ فيه.
سطح نجمه عندما أدى دور أبو أحمد في المسلسل التلفلزيوني الناجح “فوضى”، إذ حاز بعده على المشاركة في أدوار تمثيل حول العالم. قال هشام إنه في مرحلة معينة في حياته، تعرض لصعوبات بشأن هويته، موضحا أنه يعرّف نفسه بصفته فلسطينيا إسرائيليا. يبدو أن أكثر ما ينتظر هشام في بيت الأخ الأكبر هو التحديات السياسية، إذ إنه معروف بصفته لا يخشى من التعبير عن آرائه الحازمة. وفق أقواله، يهمه أن يتعرف الآخرون على شخصيته الحقيقية وليس على شخصيته كونه ممثلا.
تقرير قطري: إسرائيل تسرق عقول العرب عبر مسلسل درامي
برومو مسلسل فوضى (فيسبوك)
موقع قطري يحذر من مشاهدة مسلسل إسرائيلي رائج يحقق نجاحا باهرا في العالم عن الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني.. مراقبون إسرائيليون: التحذير من مسلسل خدمة تسويقية له في العالم العربي
خصّص موقع “الخليج أونلاين” تقريرا عن مسلسل “فوضى” الإسرائيلي الذي تبثه شركة “نيتفلكيس” في دول عديدة في العالم –يتناول عمل وحدة إسرائيلية خاصة تسعى إلى اختراق صفوف حركة حماس في الضفة واغتيال قادة لديها- بهدف تحذير المشاهد العربي من المخاطر الكامنة بالمسلسل الذي يهدف إلى “سرق عقول العرب” حسب عنوان التقرير.
ويشير التقرير إلى أن المسلسل الذي يروي جانبا جديدا للمشاهد العربي عن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، يجيد نقل الواقع الفلسطيني في تفاصيله الحياتية واليومية، وقد أفلح في انتقاء ممثلين إسرائيليين يتقنون اللهجة الفلسطينية الشعبية، الأمر الذي يزيد من فرص اختراقه عقل المشاهد العربي الذي يجب أن يتسلح بمشاعر وطنية ويكون داريا بتفاصيل الصراع وإلا فحتما سيسرق عقله وسيتقبل الرواية الإسرائيلية للصراع، حسب التقرير.
ويتوصل إلى الاستنتاج أن الهدف الحقيقي للمسلسل هو محاولة تبرئة إسرائيل من الاحتلال في الضفة وبالمقابل تشويه المقاومة الفلسطينية.
والملفت في هذه النقطة أن الانتقادات التي أثيرت ضد المسلسل في إسرائيل أشارت إلى أن المسلسل “يؤنسن” المقاومة الفلسطينية المسلحة ويحاول إبراز الجوانب الإنسانية لعناصر حماس الذين همهم قتل الإسرائيليين وتنفيذ عمليات في إسرائيل.
ففي حديث مع واحد من مؤلفي المسلسل، الإعلامي آفي يسخاروف، عن هذه الانتقادات، قال إنه وطاقم الانتاج أعدّوا تحقيقا عميقا والتقوا شخصيات فلسطينية من أجل نقل صورة حقيقية للواقع الفلسطيني، وأنهم لم يتنازلوا عن إظهار الجوانب الإنسانية لعناصر حماس.
وعلّق مراقبون إسرائيليون للشأن العربي على توقيت نشر التقرير قائلين إنه جاء متأخرا لأن المسلسل حقق انتشارا واسعا ونجاحا باهرا لا يمكن المساس به في هذه المرحلة. وكتب بعضهم أن التقرير وإن جاء للتحذير فمن شأنه أن يزيد الفضول عند المشاهدين العرب لمتابعة المسلسل وفي ذلك تسويق له.
سيبدأ مسلسل الأكشن الإسرائيلي الناجح “فوضى”، الذي يدور جزء كبير من أحداثه بالعربية، بعرض الحلقة الثانية. ولكن قُبيل عرض المسلسل عبر شاشات التلفزيون في إسرائيل، ابتكر خبراء الاعلانات فكرة مميزة لجعل الجميع يتحدث عنه. لهذا علقوا لافتات في الطرقات الرئيسية في إسرائيل، وكتبوا عليها: “حاضروا حالكم”، “شوي وببلش الأكشن” و “في الطريق إليك”، بالعربية فقط، دون ترجمة النص إلى العبريّة ودون تدوين أي رمز يشير إلى أن اللافتات هي حملة تسويقية لمسلسل “فوضى”.
لافتات سلسلة “فوضى” (Mccann Tel Aviv)
كما هو متوقع، أثارت اللافتات خوفا في قلوب جزء من المواطنين. فاللافتات الضخمة التي لم تكن مصحوبة بترجمات إلى العبرية أو أي لغة أخرى دبت الرعب في قلوب الإسرائيليين غير الناطقين بالعربية. حتى أن المواطنين طالبوا البلدية في مدينيتن بإزالة اللافتات. وغرد عضو مجلس مدينة في الشمال في تويتر كاتبا أنه طالب أيضا بإزالة اللافتات، موضحا أنها عُلقَت بالقرب من مدرسة ثانويّة في المدينة. لا شك أن عضو الكنيست لم يتوقع أن تثير تغريدته ردود فعل غاضبة. ولكن، أشار أحد المتصفِّحين إلى أنه في المدرسة الثانوية التي عُلقت اللافتة بالقرب منها يتعلم فيها الطلاب اليهود العربية، وكتب متصفح آخر ردا على عضو المجلس: “كيف لا تخجل؟ العربية هي لغة رسميّة في إسرائيل”.
لم يكن دعم لافتات الحملة التسويقية بالعربية في تويتر فحسب، فقد توجهت مقدَمة الأخبار في القناة الإسرائيلية العاشرة إلى المشاهدين قائلة: “إذا كنتم تخافون من لافتة بالعربية، فيجدر بكم أن تتعلموا هذه اللغة!. أنا متأكدة أنه بعد أن تنجحوا في قراءة كلمة أو كلمتين باللغة الرسمية الثانية في دولة إسرائيل، فلن تخافوا وربما ستطرأ في أعقاب ذلك أمور جيدة أخرى، وأتمنى ذلك”.
وغردت عضوة الكنيست الإسرائيلية من حزب العمل، كاسنيا سبتلوفا، في تويتر: “من المحزن أن العديد من أولئك الذين يهاجمون اللافتات باللغة العربية لا يفهمون أنهم يهاجمون بالفعل لغة أجدادهم، لغة الشرق الأوسط الخاصة بنا جميعا! هذه هي النتيجة المباشرة للتحريض المستمر ضد أي شيء عربي، بما في ذلك اللغة ، الثقافة، الغطرسة، والجهل”.
وكتب متصفح آخر ردا على عاصفة الإعلانات التجارية بالعربية أن أولئك الذين يخشون أن يجري الحديث عن رسائل من الأعداء، عليهم أن يتذكروا أن المنظمات الإرهابية التي تهدد إسرائيل تشدد غالبا على أن تتوجه إلى الإسرائيليين بالعبرية وليس باللغة العربية، للتأكد من أن تصل رسالة التهديدات إلى الإسرائيليين. وأشار أيضا إلى أنه على الرغم من الجهد الكبير للكتابة باللغة العبرية العالية، فإن معظم الرسائل العبرية التي يكتبها حزب الله وحماس للإسرائيليين ترد فيها أخطاء إملائية.
كما في كل أسبوع، نلخص لكم قراءنا الأعزاء، أخبار الأسبوع الماضي بـ 5 صور فقط:
البوابات الإلكترونية والمعارضة الفلسطينية
أجهزة كشف المعادن عند مداخل مساحة المسجد الأقصى (Yonatan Sindel/Flash90)
في الأسبوع الماضي، نفذ 3 شبان من أم الفحم، عملية في باحة الحرم القدسي الشريف أسفرت عن مقتل شرطيين درزيين من حرس الحدود. في أعقاب العملية الأمنية الخطيرة قررت حكومة نتنياهو تركيب بوابات إلكترونية عند مدخل الحرم القدسي الشريف، مما أثار فوضى عارمة في القدس الشرقية.
وزعم الفلسطينيون أن الحديث يدور عن محاولة لتغيير الوضع الراهن في المسجد الأقصى. ومارس العاهل الأردني الملك، عبد الله الثاني، ضغطا على نتنياهو لفتح بوابات المسجد والتنازل عن إجراء التفتيشات الأمنية غير الهامة، وفق أقواله. وكما وردت تقارير في وسائل الإعلام العربية تحدثت عن أن الملك السعودي، سلمان بن عبد العزيز، أجرى اتصالا مع نظرائه في البيت الأبيض طالبا من الولايات المتحدة التدخل في القضية لحلها فورا.
من الصعب ألا نولي اهتماما للمعتقدات الباطلة أو الخرافات التي نسمع عنها. فمثلا، إذا شربتم عصير الجزر سيتحسن نظركم. وتقول أسطورة أخرى إنه إذا نزع رجل شعرة بيضاء من شعره فمن المتوقع أن يستيقظ في اليوم التالي بينما يكون كل شعره أبيض. أحقًا؟
تتعرض إسرائيل منذ السنوات الماضية إلى موجة من مقيمين غير قانونين من دول إفريقيا. ولكن بفضل عمل سلطة الإسكان والهجرة تم التعرض للأعداد الهائلة من طالبي اللجوء والعمل الإفريقيين الذين يصلون إلى إسرائيل.
ولكن هناك موجة جديدة وغير متوقعة يستغلها سكان منغوليا الذين يصلون إلى إسرائيل كسياح، ويطلبون لجوءا سياسيا في إسرائيل، لهذا بدأت وزارة الداخلية الإسرائيلية تعرب عن قلقها إزاء هذه الظاهرة.
ما هي تكلفة تشغيل الطائرة الحربية الأكثر تقدما في العالم؟
طائرة حربية من طراز F35 تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي (Flickr IDF)
هذا الأسبوع، فحصت المجلة الأمنية الإسرائيلية “Israel Defense” التكاليف التي يدفعها دافع الضرائب الإسرائيلي، مقابل تطيير الطائرة الحربية، F35 الأكثر تقدما في العالم لمدة ساعة ومقابل صيانتها أيضا، حيث اشترتها إسرائيل من الولايات المتحدة مؤخرا. فكانت النتائج مثيرة للدهشة…
ممثلة تلفزيونية من أصل لبناني يسطع نجمها في إسرائيل
ليتيسيا ايدو (صورة من تويتر)
تعرف الجمهور الإسرائيلي على لاتيسيا ايدو في الموسم الأول من “مسلسل فوضى” الناجح، وهي موجودة الآن في إسرائيل بهدف تصوير الموسم الثاني من المسلسل. تتحدث الممثلة الفرنسية اللبنانية عن الحاجة إلى التمثيل باللغة العربية – وهي اللغة التي لا تتقنها، وتتحدث عن مواجهتها لحركة المقاطعة BDS ضد إسرائيل.
في هذه الأيام، تزور الممثلة الفرنسية اللبنانية، ليتيسيا ايدو، إسرائيل. فهي تتنقل بين مهرجانات السينما، التي تعرض فيلم “هواء مُقدس”، الذي تشترك فيه، وتشارك في تصوير الموسم الثاني من مسلسل “فوضى” الإسرائيلي الناجح.
في يوم الجمعة الماضي، تنزهت ايدو في القدس القديمة مع زميلاتها من فرنسا، وسمعت فجأة إطلاق نيران، ثم شهدت فوضى. وبعد أن سمعت الأشخاص يقولون “عملية، عملية”، فهمت أن الحديث يدور عن عملية إرهابية، رغم أنها لا تتحدث العربية ولكنها تعرف هذه الكلمة من فيلم “فوضى”.
وترعرعت ايدو الشابة المسلمة اللبنانية، ابنة فرنسي مسيحي، في فرنسا، وهي لا تتحدث العربية، ولكنها تؤدي في أدوارها التمثيلية الإسرائيلية شخصية عربية وتتحدث العربي بطلاقة، حيث تردد كلمات بعض المقاطع التي تشارك فيها في الأفلام، ظهرا عن قلب.
وفي المقابلة معها للقناة الإسرائيلية الثانية، قالت إنها قبل أن توافق على المشاركة في فيلم “فوضى” الذي يتطرق إلى المستعربين الإسرائيليين وإلى حماس في الضفة الغربية، قرأت السيناريو بدقة للتأكد أنه متوازن ويعرض كلا جانبي الصراع.
وفي هذه الأثناء تتعرض ايدو إلى انتقادات ودعوات من نشطاء حركة بي، دي، اس (BDS) ومن الفلسطينيين واللبنانيين الذين يدعونها لمقاطعة الأفلام الإسرائيلية. “هدفي في الحياة هو أن يفهم الأشخاص بعضهم البعض وليس أن يبتعدوا عن بعض”، وفق أقوالها. “فعائلتي تعاني من الانقسام بين الديانات، وحرب في لبنان، وفي إسرائيل، وقد سئمت هذا الحال. لهذا أطمح إلى حل المشاكل بطرق أخرى. عند الالتقاء بالأشخاص ومحاولة فهمهم، يمكن حل المشاكل معهم حتى لو كانوا أعداء كما هي الحال في فيلم “فوضى”. كلي أمل أن يتحقق هذا الهدف”.
مسلسلات التلفزيون الإسرائيلي تمدّ حدود القدرات الأمنية الإسرائيلية إلى أقصى مدى: عمليات خطف، اغتيالات، تجارة بالأسلحة الخطيرة في البلاد وفي الدول العدوّة والجمهور الإسرائيلي يحبّها
في هذه الأيام التي تقوّضَ فيها الأمن في الشارع الإسرائيلي قليلا، فإنّ المورد التلفزيوني الأكثر جذبا بالنسبة للكثير من الإسرائيليين هو: المسلسلات التلفزيونية الأمنية.
تتنافس شبكات التلفزيون الإسرائيلية بينها حول من تُقدّم للمشاهد الإسرائيلي مسلسل الإثارة الأفضل والأكثر إثارة بإيحاء من عمليات الموساد أو الشاباك.
ملصقة لمسلسل فوضى
قبل نحو نصف عام كان ذلك مسلسل “فوضى”، وهو مسلسل إثارة عن عمليات وحدة المستعربين التي يقودها الجيش الإسرائيلي في مدن الضفة الغربية للعثور على الإرهابيين وهذه المرة يجري الحديث عن مسلسل “مزدوجون”، المسلسل الذي غيّر قواعد اللعبة تماما سواء على مستوى الاستثمار الاقتصادي أو مراهنة السيناريو التي لا أساس لها من الصحة.
يتناول المسلسل قصة خمسة مواطنين إسرائيليين، والذين ليس بينهم ظاهريا شيء مشترك، باستثناء حقيقة أنّهم يحملون، بالإضافة إلى المواطَنة الإسرائيلية، جنسية أجنبية وجواز سفر أجنبي. في صباح أحد الأيام خلال عملهم الاعتيادي يكتشفون أنّهم متّهمون بالتورّط في عملية اختطاف أثارت العالم كله – عملية اختطاف وزير الدفاع الإيراني لدى زيارته السرية إلى موسكو في روسيا.
وبعد الاختطاف، تغطي عدسات الأخبار في جميع أنحاء العالم الحدث وهي تبثّ مقاطع فيديو من كاميرات المراقبة في الفندق الذي كان فيه. وتنسب الشبكات الإعلامية العالمية عملية الاختطاف إلى جهاز الموساد الإسرائيلي، وسرعان ما يتحوّل الإسرائيليون الخمسة إلى مطلوبين، ويتم كشف معلوماتهم الشخصية، بما في ذلك جوازات سفرهم وصورهم الشخصية، في التلفزيون ومن ثم تنشر في جميع وسائل الإعلام في جميع أنحاء العالم.
ملصقة لمسلسل المزدوجون
وتثير هذه التغطية الإخبارية التي لا تتوقف لدى الإسرائيليين الخمسة عاصفة علنية مليئة بالتوقعات والمشاعر المختلطة من قبل الجمهور. وكل محاولة منهم لنفي أية علاقة بالتورط في الأمر كانت عبثا. و تتنصّل الحكومة الإسرائيلية والموساد نفسه من أية علاقة بالأحداث والاتهامات، ويبقى الخمسة ليواجهوا كل هذه القصة وحدهم تماما، وإن كان سيُكتشف في نهاية المطاف بأنّهم لم يكونوا أبرياء.
عمل كاتب سيناريو المسلسل، المشاهد كثيرا في إسرائيل، في الماضي، كمراسل ومحلل للشؤون العربية في صحيفة “معاريف”، ولذلك فقد تعرّف جيدا على قضية المبحوح الذي كان أحد مصادر الإلهام في إطار كتابة المسلسل.
ويقول كاتب السيناريو ومبدع المسلسل عن عملية الكتابة إن المسلسل موجّه بداية إلى الجمهور الإسرائيلي، ويضيف “أدركنا أنّ هناك قوة جذب عالمية لذلك. ولكن أيضًا عندما فكرنا بجذب جمهور أجنبي، لم نعتقد أنّ المسلسل سيتم استقباله كما هو، وحرصنا على أن تُوقظ شخصياته في النسخة الإسرائيلية تضامن الجمهور المحلي. وقد أردنا أن نحكي قصة إسرائيلية حقيقية. فكانت نقطة البداية لدينا “ماذا كان سيحدث لنا لو”، ومن هناك ابتعدنا عن أحداث الواقع وطوّرنا ذلك باتجاه دراماتيكي… كل موضوع الجوازات المزدوجة هو ذي صلة بإسرائيل. حتى المشهد الافتتاحي للمسلسل الذي نرى فيه شابا يصل بين قطع سلاح مفكّكة أمام شخص بالغ، معروف للإسرائيليين”.
ملصقة لمسلسل المزدوجون
قبل خمس سنوات تقريبا، اغتيل في دبي أحد مسؤولي حماس، محمود المبحوح. وحينها لم تعترف إسرائيل مطلقا بشكل رسمي أنّها كانت تقف خلف عملية الاغتيال، ولكنها لم تنفِ ذلك أيضًا. وقد ربّت الجميع على كتف “الموساد الإسرائيلي”، وهو ما زال حتى اليوم يثير في بعض الأحيان مسلسلات الإثارة والحركة. أما من كان راضيا أقلّ عن ذلك فهم 11 شخصا، من بينهم بعض الإسرائيليين، والذين زوّرت جوازات سفرهم واستغل منفذي عملية الاغتيال أسماءهم. أبطال “المزدوجين” هم أشخاص كهؤلاء، وقد فازوا بـ 15 دقيقة من الشهرة رغما عن إرادتهم. ورغم أنّ الاغتيال كان لمسؤول إيراني وعلى أرض موسكو، ولكن القصة هي القصة نفسها.
وقد أشادت الانتقادات: “إنه مثير – وبخلاف مسلسلات عديدة أخرى، فالإثارة لا تأتي على حساب الحبكة، إنه مصنوع بشكل جيد – تماما من كافة الجوانب، وهو مثير للاهتمام ونجح في أن يكون مختلفا في مشهده، وهو يجتاز الامتحان الأكثر اعتبارا لمسلسل تلفزيوني: لن تشعروا كيف يمرّ الوقت عندما تشاهدونه”، هذا ما جاء في أحد المقالات النقدية في صحيفة “معاريف”.
وقد كانت نسب المشاهدة أيضًا مرتفعة جدّا. حظيت الحلقة الأولى من المسلسل بمعطى مرتفع بنسبة 30% من نسبة المشاهدة، واعتبرت كمسلسل ذات الإطلاق الأعلى منذ العام 2012. وقد حصلت الحلقة الأخيرة على 29.4% نسبة مشاهدة. ووصل معدّل نسبة المشاهدة لكل الموسم (8 حلقات) إلى 26.5% للحلقة. يعتبر “المزدوجون” مسلسل الدراما مع أعداد المشاهدين الأكبر منذ أي وقت مضى في إسرائيل.
ليس هناك جدال على كون عمرو دياب هو أحد المطربين المحبوبين والأكثر نجاحا في الشرق الأوسط في العقود الأخيرة، وليس هناك شخص لا يعرف الأغنية الناجحة “تملي معاك” التي كانت محبوبة ومعروفة قبل عصر اليوتيوب بكثير، وبالتأكيد في أيامنا أيضًا.
ولكن أغنيات قليلة فقط تجتاز الحدود الوهمية بين العالم العربي وبين إسرائيل وتصبح أغنيات شهيرة محبوبة من قبل العرب واليهود على حدٍّ سواء. و “تملي معاك” هي إحدى هذه الأغنيات المحبوبة أيضًا في دولة إسرائيل، وذلك بفضل مسلسل التشويق الناجح “فوضى”.
تحكي “فوضى” قصة وحدة المستعربين في الجيش الإسرائيلي والتي عملت في وسط الضفة الغربية بهدف القبض على أكبر مطلوبي حركة حماس، وهو شخص يدعى “النمر” ومسؤول عن موت أكثر من مائة مواطن إسرائيلي في سلسلة هجمات وحشية.
وإحدى الشخصيات البارزة في المسلسل، والذي كُتب من قبل ليئور راز وآفي يسسخاروف، وهو محلّل إسرائيلي للشؤون العربية، هي شخصية المستعرب ناؤور، أحد أعضاء الفريق العاملين في أراضي الضفة.
ويلعب دور ناؤور تساحي هليفي، الذي ظهر في الماضي في أدوار باللغة العربية. لا سيّما يُذكّر في دوره في فيلم “بيت لحم” الذي لعب فيه دور ضابط في الشاباك.
يظهر هليفي في المسلسل وهو يعزف على الغيتارة، ويغني أغنية عمرو دياب الشهيرة:
https://youtu.be/kFV_K_fMiQI
حظي أداء الأغنية في المسلسل على ثناء كبير. حظي هليفي، من بين أمور أخرى، على ثناء من مستمعين عرب، والذين قالوا إنّ صوته يطابق بجماله صوت عمرو دياب، المؤدي الأصلي للأغنية.
وفي أعقاب النجاح في إطار المسلسل أصدر هليفي الأغنية للراديو بالأداء الكامل:
وليست هذه هي النسخة الأولى للأغنية التي تنجح في إسرائيل. كان المطربان أورنا وموشيه داتس، اللذان كانا متزوجين لسنوات طويلة وسجّلا سوية الكثير من الأغنيات، شركاء في الماضي في تسجيل نسخة عبرية من الأغنية، والتي نجحت جدا أيضًا:
الشركة الأمريكية "نتفليكس" تقتني مسلسل الدراما الإسرائيلي "فوضى"، الذي يسرد قصة ملاحقة أحد أكبر قادة حماس في الضفة الغربية، توفيق حامد، على يد وحدة المستعربين. اقرأوا مقابلة خاصة مع مؤلف المسلسل
في بداية كل حلقة من مسلسل “فوضى”، تظهر عبارة توضيح: “فوضى هو مسلسل خيالي لا يستند إلى الواقع. الأحداث التي فيه هي نتاج الخيال”. ولكن من يشاهده يفهم فورا أن الفصل بين الواقع والخيال ليس بسيطا جدا، حيث إن المسلسل يصف بقدر كبير من الموثوقية الواقع المعقّد والصعب للحياة في الضفة الغربية وإسرائيل. إنه مسلسل خيالي تجري أحداثه يوميّا قريبا جدّا منّا.
يصف المسلسل وحدة من المستعربين؛ وهم جنود في وحدة نخبة في الجيش الإسرائيلي يتسللون إلى الأراضي وهم متنكّرون بعرب وينشطون تحت غطاء، ملاحقين أحد أكبر قادة حماس في الضفة، توفيق حامد، أبو أحمد (كما ذكرنا، الأسماء والشخصيات مختلقة تماما). في المقابل، يتتبّع المسلسل أعضاء حماس، أسرهم وحياتهم الشخصية، ويرسم صورة دائرية للواقع المعقّد.
مؤلفو المسلسل، الصحفي آفي يسخاروف والممثّل ليئور راز، جلبوا الكثير من تجربتهم الشخصية إلى داخل السيناريو، سواء باعتبارهم جنودا في الجيش الإسرائيلي، أو من خلال محاولة استمرت لمدة 15 عاما في التغطية في الأراضي المحتلة من الميدان.
كُتب المسلسل لصالح التلفزيون الإسرائيلي، ولكن من الواضح أنّه سيثير اهتماما كبيرا أيضًا في أوساط الفلسطينيين
وفي حديث مع يسخاروف، يحكي لنا عن عملية التأليف، التفكير والواقع الذي خلف المسلسل، ويعد بتطوّرات مثيرة للاهتمام. نشأت فكرة المسلسل، كما يقول، من خلال محاولة راكمَها خلال السنين عندما كان يغطّي الضفة الغربية وقطاع غزة، من خلال الواقع الذي شاهده، والمحادثات التي أجراها مع أعضاء حماس، فتح، ورؤساء السلطة والأجهزة، وأيضًا مع أعضاء الوحدات الخاصة في الجيش الإسرائيلي الذين يعيشون داخل تلك الأراضي المحتلة. إن لقاءه بكلا الطرفين هو الذي جعله يؤلف هذه السلسلة من خلال وجهتي النظر.
اسم المسلسل، “فوضى”، ليس مفهوما ضمنا فقط. فسوى التفسير العربي للكلمة، فإنّها أيضًا كلمة السر التي يستخدمها المستعربون عندما ينكشفون في المنطقة، من أجل أن يرمز بعضهم لبعض، وأيضا لأعضاء المراقبة المتصلين، بأنّهم انكشفوا (ويفترض أن تحدث فوضى على الفور بعد ذلك، عندما ينقضّ عليهم الكثير من الغضب).
كُتب المسلسل لصالح التلفزيون الإسرائيلي، ولكن بالنسبة ليسخاروف فمن الواضح أنّه سيثير اهتماما كبيرا أيضًا في أوساط الفلسطينيين، وفي العالم العربي عمومًا. “كما أنّه يثير فضولنا أن نرى ونتعرف على الطرف الآخر من الداخل، فهم أيضا فضوليون تجاهنا”، كما يقول. بحسب تعبيره، فلديه أصدقاء في الضفة وفي غزة ينتظرون المسلسل بالفعل. ولا شك لديه بأنّ المسلسل سينشئ ضجّة وسيثير إعجاب الكثيرين. حصلت الحلقة الأولى، التي سيتم بثّها للمرة الأولى في إسرائيل والتي تمّ نشرها فعلا للمشاهدة الكاملة في يوتيوب، على آلاف المشاهدات، وتحتها سلسلة من الطلبات، بالعربية أيضًا، لنشر المسلسل مع الترجمة للعربية، الإنجليزية، ولغات أخرى.
الصحفي آفي يسخاروف، مؤلفو المسلسل
وفي الواقع، فإنّ الحلقة مشوّقة، قوية، ومُخرجة بشكل جيّد. من يشاهدها لا يستطيع ألا ينجرف وراء الشخصيات؛ من جهة، فهناك تماهٍ مع الجنود الذين يخرجون لتنفيذ المهمة، والقبض على أحد قادة حماس المسؤول عن قتل مئات الإسرائيليين. هناك طموح بأن ينجحوا في المهمّة، وقلق حول مصيرهم عندما تبدأ الأمور بالتعقّد. ومن جهة أخرى، يظهر المسلسل، بشكل استثنائي، زاوية نظر أعضاء حماس، الذين من المعتاد جدّا كرههم في إسرائيل.
ويظهر في أحد المشاهد أحد قادة حماس الفارّين عندما يصل للقاء وحده مع شقيقه، في يوم زفافه، بعد أن لم يره منذ أكثر من عام ونصف. الحوار إنسانيّ جدّا، مؤثّر، ويتماهى المشاهدون مع الشخصيات ومشاعرها.
سألتُ يسخاروف: “كيف تعتقد أنّ المشاهد في إسرائيل سيستقبل هذه “الأنسنة” التي تقومون بها لأعضاء حماس”؟ أجاب بأنّه متأكّد بأنه سيكون هناك نقد تجاه هذه المسألة، ولكن هذا عنصر مهمّ وهم ليسوا مستعدّين للتنازل عنه.
“جزء مهمّ من المسلسل هو كسر هذه الوصمات السائدة في إسرائيل. أن نُظهر لهم بأنّ من اعتادوا على رؤيتهم كأعداء تلقائيين، هم آدميّون، ولديهم زوجات يحبّونهنّ، وأطفال صغار الذين يمثّلون كلّ الحياة بالنسبة لهم”، كما يقول. “عندما نرى في إسرائيل أحدا يجلس في غرفة الجلوس في منزله، يحبّ زوجته ولديه ضعف أمام الحلويات، فإنّهم يبدأوا بالإدراك بأنّها شخصية أكثر تعقيدًا”.
“التقيت بزوجة عمر أبو عايشة، أحد الإرهابيين الذين اختطفوا ثلاثة مراهقين إسرائيليين قرب الخليل في الصيف الماضي”
أما التحقيق العميق في المسلسل فقد قام به خلال العمل، كلما أتاح له الواقع ذلك. “التقيت بزوجة عمر أبو عايشة، أحد الإرهابيين الذين اختطفوا ثلاثة مراهقين إسرائيليين قرب الخليل في الصيف الماضي”، كما يقول. “عندما نجلس في غرفة الجلوس في منزلهم، نرى واقع حياة أعضاء حماس، العادات، ماذا يُقال وما لا يُقال، أية عبارات وإيماءات يستخدمون. ومن خلال ذلك قدّمت الكثير من النصائح للممثّلين”.
من الجانب الإسرائيلي، فقد كان التحقيق أكثر سهولة، وإن كان معقّدا. “المستعربون هم نماذج خاصة. رغم أنّ هناك حاجة إلى لغة عربية جيّدة جدّا وإلى مظهر صحيح من أجل أن تبدو مستعربا، ولكن ذلك لا يكفي. فأنت بحاجة لتكون مجنونا في هذا الأمر، أن تحبّ المخاطرة والأدرينالين، إنهم أشخاص متشرّبون جدّا لأهدافهم. بل إنّهم مدمنون على ذلك”. ويقول أيضًا إنّ المستعربين يعتمدون الثقافة العربية في حياتهم الشخصية أيضًا، يتحدّثون فيما بينهم بالعربية (كما يمكن أن نرى في أحد مشاهد المسلسل)، يستمعون إلى موسيقى عربية، فهذا جزء لا يتجزأ من حياتهم.
الحلقة الأولى مشوّقة جدّا، ووفقا لوعود يسخاروف، فإنّ ذلك سيأخذ بالازدياد. سيكون بعض السيناريوهات سخيفًا، وربما، متخيّل، وبعيد عن الواقع الذي نعرفه، من أجل الحفاظ على الدراما. ولكن كل من عاش هنا يعلم بأنّ الواقع أحيانًا يتجاوز كلّ خيال. شاهِدوا الحلقة الأولى: