مساواة في العبء

مواطنو إسرائيل هم أكثر علمانيّة وليبراليّة (Flash90)
مواطنو إسرائيل هم أكثر علمانيّة وليبراليّة (Flash90)

استطلاع: مواطنو إسرائيل هم أكثر علمانيّة وليبراليّة

يُؤيّد أكثر من 60% من الإسرائيليّين فصلَ الدين عن الدولة ويريد أكثر من 70% من الإسرائيليّين وجودَ مراكز فعالّة للتسوّق في يوم العطلة الرسمي، يومَ السبت

لو تواجدت هناك حقيقة واحدة جليّة بين الجمهور الإسرائيليّ، فستكون اهتمامَ السياسيّين العامَ الغابر في إسرائيل بإحداث موجة تشريعات ضخمة بقضايا الدين والدولة.

تُحاول إسرائيل، التي تُعتبر دولة ديمُقراطية، أن تُحافظ قدرَ الإمكان على الفصل بين قوانين الدين وقوانين الدولة، لكنها في السنة الأخيرة قد أبدت، في الواقع، نشاطا في الكنيست من أجل فرض تقييدات دينيّة أكبر على مجالات الحياة وقوانين الدولة. ابتداءً بتقييدات على تشغيل المواصلات العامة أيام السبت (الذي يُعتبر يوم العطلة في إسرائيل)، صرامة وتشديد على عملية ونهج تحويل الديانة من الإسلام أو المسيحيّة إلى اليهوديّة، وانتهاءً برقابة صارمة على شرعيّة الأكل داخل المطاعم ومنح الموافقين للشريعة اليهوديّة فقط بإشغال المطاعم (يشمل الطعام الحلال حسب الشريعة اليهوديّة الفصلَ بين الحليب واللحوم ورقابة على تنفيذ ذبح شرعيّ).

خيارات الصيف الرطبة (Edi Israel/Flash 90)
خيارات الصيف الرطبة (Edi Israel/Flash 90)

أُقيمَ استطلاع باسم “مؤشر الدين والدولة” على يد صحيفة يديعوت أحرونوت لنشر آخر الأخبار على شرف بدء السنة اليهوديّة الجديدة ووجد أنّ “الانقسام في الانتماءات الدينيّة يُشير إلى أنّ جميع قطاعات المجتمع الإسرائيليّ ليست راضية بشكل عام من أنشطة وأعمال الحكومة بما يخصّ القضايا الدينيّة، ومعظم الشعب يُؤيّد فصلَ الدين عن الدولة”.

يكشف الاستطلاع الذي أقيم بين 800 شخص – عينة تُشير إلى عدد السكان اليهود المتزايد في إسرائيل (الخطأ الأقصى في أخذ العينة يصل إلى 3.5%) – أنّ 61% يعتقدون بأنّ “قانون المساواة بالحمل” (قانون التجنيد الذي يُجبر السكان اليهود المتديّنين على الالتحاق بصفوف جيش الدفاع الإسرائيليّ) لن يُحقّق هدفه المرجوّ – من بينهم 98% من الحاريديين، 76% من المتديّنين، 56% من التقليديّين وَ 53% من العلمانيّين. 39% فقط يثقون بهذا القانون.

في استفهام “أنت راض عن أنشطة الحكومة في مجالات الدين والدولة؟”

نتنياهو خلال الجلاسات الحكومية (Prime Minister's Netanyahu's Flickr)
نتنياهو خلال الجلاسات الحكومية (Prime Minister’s Netanyahu’s Flickr)

أجاب 68% أنّهم يُعارضون المواقف التي أعرب عنها متحدثون من الحاريديين أثناء الحرب مع حماس، حيث أنّه وفقا لهذه المواقف فإنّ تلاميذ المدارس الدينيّة اليهودية لا يشتركون في الحرب لأنّ دراسة التوراة، إلى جانب صلواتهم، تُحافظ على أمن إسرائيل، وعلى الجنود، وتُؤدّي بالتالي إلى معجزات خلال الحرب.

66% من الجمهور الإسرائيلي: يجب الاعتراف بجميع أنماط الزواج

معدل عمر الزواج للنساء في أسرائيل هو 25  (Flash90/Serge Attal)
معدل عمر الزواج للنساء في أسرائيل هو 25 (Flash90/Serge Attal)

على الرغم من أنّ معظم الجمهور (66%) قد حصل على رغبته – استبعاد الأحزاب الدينية المتشدّدة من الحكومة – إلا أنهم غير راضين من إنجازات الائتلاف بما يخص هذه القضايا. 78% مُصابون بخيبة أمل من الحكومة ذاتها، و74% غير راضين عن يائير لبيد، رئيس حزب “هناك مستقبل”، بشكل شخصيّ.

هل تُؤيّد فصلَ الدين عن الدولة؟

يهود مصلين في حائط البراق، الحائط الأثر الأخير الباقي من الهيكل (تصوير: إلعاد بيران)
يهود مصلين في حائط البراق، الحائط الأثر الأخير الباقي من الهيكل (تصوير: إلعاد بيران)

أجاب 61% من ذوي الآراء المُعتبرة أنّهم مع فصل الدين عن الدولة، ويتفق 84% أنّه يجب أن يكون هناك حرية اختيار في دولة إسرائيل وأنْ يتواجد نمط سلوكيات خاص للعلمانيّين وللمتديّنين حسب وجهة نظرهم.

هل تؤيّد تشغيلَ (كامل أو جزئيّ) وسائل المواصلات العامة أيام السبت؟

وسائل المواصلات العامة لا تعمل أيام السبت (Flash90/Yossi Zeliger)
وسائل المواصلات العامة لا تعمل أيام السبت (Flash90/Yossi Zeliger)

بالنسبة للمواصلات العامة يوم السبت، فإنّ 45% يُؤيّدون تشغيلها بنطاق جزئي (منهم 49% من العلمانيّين)، 25% مع التشغيل العادي، كما في باقي أيام الأسبوع (45% منهم من العلمانيّين)، و يعتقد 18% أنّه يجب الحفاظ على نفس الوضع القائم (52% منهم متديّنون).

هل تُحافظ على يوم السبت؟

وليمة ليلة السبت عند المجتمع الحريدي (Flash90/Yaakov Naaumi)
وليمة ليلة السبت عند المجتمع الحريدي (Flash90/Yaakov Naaumi)

نظرة العالم الدينيّة على مواطني إسرائيل، كما أُعرِبَ عنها بما يخصّ يوم السبت، هي كالتالي: يرى 34% يوم السبت على أنّه يوم راحة وعطلة ذو “جو مميّز” (54% من العلمانيّين)، وبالنسبة لـ 24% فإنّه يوم عاديّ (41% منهم علمانيّون). بالمُقابل، يُحافظ 29% على قدسيّة يوم السبت حسب الشريعة اليهوديّة (100% من المتديّنين والحاريديين) وَ13% يُقيمون الشعائر الخاصة بيوم السبت (35% من العلمانيّين).

اقرأوا المزيد: 504 كلمة
عرض أقل
رئيس خزب "هناك مستقبل"، يائير لبيد (Flash90)
رئيس خزب "هناك مستقبل"، يائير لبيد (Flash90)

سيّدي وزير المالية، هل أنت عنصريّ ؟!

المعايير التي ستقدّم بموجبها التسهيلات لشراء شقّة رغم كونها تعود بالفائدة على معظم الأزواج الشبان، ولكنها تتخطّى العازبين، الأزواج الذين ليس لديهم أطفالا، العرب والحاريديين الذين لم يخدموا في الجيش

حان الوقت لكسر الصمت، لا للمزيد. في اليومين الأخيرين يحدث مواطنو إسرائيل ضجة لأن وزير المالية، يائير لبيد، يطرح قانونًا لتخفيض ضريبة القيمة المضافة (في إسرائيل: 18%) على الأزواج الشابّة الذين يخطّطون لشراء شقّتهم الأولى.

ويبدو أنّ هذا الاقتراح هو حلم. بالنسبة لمعظم الأزواج الشابّة في إسرائيل فإنّ بشرى لبيد لاقت ترحيبًا. ووفقًا لاقتراح لبيد، فإن كل زوج مع طفل واحد على الأقلّ يريد شراء الشقّة الأولى من مقاول بسعر أقلّ من الحدّ الأقصى الذي تحدّده الحكومة، سيدفع ضريبة القيمة المضافة بنسبة 0%. أي أنّ زوجَين شابين في بداية طريقهما يمكنهما التوفير على أنفسهم ما لا يقلّ عن 18% من تكلفة شراء شقّة، حيث يمكنهما توفير المبلغ.

وزير المالية الإسرائيلي يائير لبيد (Miriam Alster/Flash90)
وزير المالية الإسرائيلي يائير لبيد (Miriam Alster/Flash90)

ولكنّ يكشف الفحص الدقيق في تفاصيل اقتراح وزير المالية لبيد، والذي تمتع في العام الأخير بنسب دعم منخفضة وواجه انتقادات لاذعة حول تصرفه الشعبويّ، عن عيوب حقيقية في ما يُفترض أنّه سيعالج أزمة السكن في المجتمع الإسرائيلي.

ومن لا يمكنه الاستمتاع بتلك “التسهيلات” الكبيرة؟ بالنسبة للكثير من المواطنين، بمن فيهم مصوّتون لصالح لبيد في الانتخابات الأخيرة، الذين يتوقون لشراء شقّة في إسرائيل، فإنّ المسافة بينهم وبين تحقيق هذا الطموح لا تزال بعيدة. من بين أمور أخرى، يجري الحديث عن عازبين وعازبات، مثلي، أزواج دون أطفال، مثلي، وأزواج لم يخدم أحداهما في الجيش (لأسباب صحية، وجدانية أو دينية) مثلي، جميعهم لن يحظى بالتسهيلات. أيضًا أولئك الذين سيشترون شقّة في إطار التسهيلات سيضطرّون إلى الالتزام بعدم بيع الشقّة لمشتر آخر لمدّة خمس سنوات على الأقلّ.

تعالَوا نعدّ معًا من لن يتمتّع بذلك: عازبون من الطبقة الوسطى، أزواج دون أطفال، والذين لا ينجحون في الدخول في الحمل أو أولئك الذين قرّروا بأنّهم حاليًّا لن ينجبوا طفلا أبدًا بسبب غلاء المعيشة في إسرائيل، العرب، لأنّهم لم يخدموا في الجيش لأسباب وجدانية ولعدم وجود قانون في إسرائيل يلزمهم بالانضمام إلى صفوف الجيش الإسرائيلي، والحاريديون بالتأكيد لنفس الأسباب المُشار إليها وهي الخدمة العسكرية.

عملية هدم منازل غير مرخصة في القدس الشرقية (Flash90/Sliman Khader)
عملية هدم منازل غير مرخصة في القدس الشرقية (Flash90/Sliman Khader)

وأنا أسأل نفسي، هل حقّا لم يملّ وزير المالية لبيد من هذه الشعبوية الرخيصة؟ إنه يهدد أحيانًا بزيادة ضريبة القيمة المضافة ومرة أخرى يقرّر إلغاء الزيادة المتوقّعة بسبب سوء موقفه في استطلاعات الرأي. أحيانًا يريد مساعدة الطبقة الوسطى، ويمثّل عرب إسرائيل جزءًا كبيرًا منها، ولكنه لا يزال يستهدف في التسهيلات فقط “اليهود الجيّدون” الذين خدموا في الجيش.

ثمة أخبار مزعجة بالنسبة للسكان العرب حيث إنّ أزمة السكن لديهم أكثر صعوبة. طوال الـ 66 عامًا منذ إقامة دولة إسرائيل، لم يتم بناء بل حتى تخطيط مدينة عربية واحدة رغم النموّ الكبير في تلك الشريحة (1.2 مليون)، والبنى التحتية الحضرية ليست موجودة تقريبًا. زيارة قصيرة إلى قرى المُثلّث أو المدن العربية الشمالية أو الجنوبية، ستفتح عينيك، سيّدي وزير المالية.

أعلم أنّه حين يتعلّق الأمر بمسألة الأراضي وتراخيص البناء، فالبعض منّا نحن عرب إسرائيل، يقوم بخرق القانون. بل هناك من يستهتر به وهذا بالتأكيد أمر خاطئ وليس شرعيًا. ولكن عليك أن تفهم أنّ هناك أسباب لذلك: ليست هناك مخطّطات هيكلية للمدن العربية، تخشى الهيئات المسؤولة عن تطبيق القانون من مواجهة  السكان العرب عندما يتعلّق الأمر بجباية الضرائب، وأصبحت الرشاوى العشائرية والمصالح العائلية منتشرة في عدد ليس قليل من البلديات والمجالس العربية. في المدن المختلطة مثل عكا، الناصرة ويافا هناك خطّة ترميم سافرة لإقصاء الشريحة المحلية الفقيرة بشكل خاص، واستبدالها بالسكّان الأغنياء من خارج المدن. لا تُبنى الخدمات الاجتماعية – الثقافية المرتبطة بالسكان العرب مثل المدارس العربية، المساجد أو الكنائس، المحاكم الشرعية  بشكل صحيح.

أفهم أولئك الذين يزعمون أمامي بأنّه ليس هناك ما يمكن عمله، إنْ لم تخدم الدولة فلن تستحقّ الحصول على التسهيلات. وعلى ذلك سوف أرد، فليس هناك قانون في إسرائيل يجبرني على الخدمة في الجيش كوني عربيًا، بل اعتبرت دومًا من قبل الأجهزة الأمنية ومؤسسات الدولة كطابور خامس. ونعترف بالحقيقة أنّه حتى أولئك الذين خدموا في الجيش أيضًا، مثل الدروز والبدو، لم يحظوا فعلا بالحدّ الأدنى من خدمات الدولة: البنى التحتية الحضرية والفوائد الخاصة لقدامى العسكريين في شراء السكن العامّ المخفّض.

مشروع الإسكان الفخم "أندرومدا" في يافا، ليس للطبقات الفقيرة (Noam Moskovitch)
مشروع الإسكان الفخم “أندرومدا” في يافا، ليس للطبقات الفقيرة (Noam Moskovitch)

ومرة أخرى لا تخطئ يا لبيد إنْ كان الأمر يهمّك أو يهمّ حزبك في تمكين الدمج والدخول الحقيقي للسكان العرب بالتيّار الإسرائيلي السائد، كنت بالتأكيد ستحرص على شمل الشباب العرب في إسرائيل في قانون التجنيد والمساواة في العبء الذي شرّعته قبل وقت قليل بخصوص الحاريديين. وبالمناسبة فأنا شخصيًّا، من المؤيّدين المتحمّسين للخدمة المدنية الكاملة في أوساط شبابنا لخدمة الدولة، لأنّ هذه مواطنة صالحة، ولأنّ ذلك يخدم السكان العرب أنفسهم!!!

الورقة قصيرة كي نستمرّ ونقوّض جميع الأسباب التي قرّرتَ من أجلها الاستمرار في هذه الخطوة المشكوك بها، ولكن ربّما أستطيع توصيتك بطرق أخرى يمكن من خلالها إفادة الطبقة الوسطى التي تعاني تحت نير أزمة السكن: وفّروا المزيد من الأراضي للبناء، كبّروا حجم عروض المساكن، أوصلوا المناطق المهمّشة من خلال البنى التحتية الوطنية بمنطقة المركز وابدأوا بالاستثمار أكثر في المدن داخل الخطّ الأخضر، في البناء، التعليم والاقتصاد.

أتمنّى ألا يجتاز هذا القانون محكّ محكمة العدل العليا بسبب التمييز الواضح فيه. إنّ آليات مكتبك المهنية بدأت فعليّا بالضعف والانهيار أمام الانتقادات اللاذعة للخطّة.

اقرأوا المزيد: 753 كلمة
عرض أقل
نتنياهو: ملزمون بالاستمرار في عملية الضغط، الاقتصاد الإيراني ينهار (Noam Moskowitcz)
نتنياهو: ملزمون بالاستمرار في عملية الضغط، الاقتصاد الإيراني ينهار (Noam Moskowitcz)

نتنياهو: ملزمون بالاستمرار في عملية الضغط، الاقتصاد الإيراني ينهار

حذر نتنياهو مع بدء أعمال الدورة الشتوية للكنيست من التخفيف من العقوبات المفروضة على طهران قائلا: "هم مستعدون لكي يأخذوا الكثير ويعطوا القليل"

انتهت عطلة طويلة استمرت عشرة أسابيع لأعضاء الكنيست، بالعودة اليوم (الإثنين) لافتتاح الدورة الشتوية.

فعدا عن وفاة الحاخام عوفاديا يوسف والتأثيرات الكبيرة لذلك على حزب شاس، سوف يكون هناك العديد من المواضيع المركزية على جدول الأعمال التي على الكنيست أن تقوم بمناقشتها. مثل انفصام عرى التحالف السياسي ما بين لبيد وبينيت، وتخوفات أحزاب اليمين من التقدم الذي قد تحرزه المفاوضات السلام، بالإضافة إلى قانون التجنيد المتوقع أن يمرر بالقراءتين الثانية والثالثة.

أعضاء الكنيست من حزب شاس (Noam Moskowitcz)
أعضاء الكنيست من حزب شاس (Noam Moskowitcz)

افتتحت الدورة الجديدة بخطاب لرئيس الكنيست يولي ادلشتاين، الذي قال في مقابلات مع وسائل الإعلام “إن الدورة الشتوية سوف تحمل معها العديد من المواضيع المتفجرة، وإن الاختبار الحقيقي للكنيست سوف يكون في المجال السياسي، ليس سراً أن هناك العديد من الاختلافات في وجهات النظر فيما يتعلق بموضوع الاتفاق الدائم، وهو بالتأكيد عامل مفجر، ويجب أن تكون هناك تسوية في القانون”.

وصعد إلى المنصة في أعقاب ادلشتاين رئيس الدولة، شمعون بيريس، وبعد ذلك تحدث رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو.

وكان الموضوع الرئيسي في خطاب نتنياهو هو النووي الإيراني، وطالب رئيس الحكومة أن يتركز النقاش على المواضيع المتعلقة بكل من إيران وسوريا ومصر، وقال: “إن الاقتصاد الإيراني قريبًا من مرحلة الانكسار، ولكن يجب أن نعترف أنه على الرغم من الضغوطات، إلا أن نظام الحكم الإيراني لم يتخل عن تحقيق أهدافه، في تطوير السلاح النووي. فإن إيران مستعدة أن تعطي القليل القليل وتأخذ الكثير، هذا إذا لم يكن كل شيء. وأن أي تخفيف من العقوبات سوف يُفسر على أنه نصر لخامنئي”.

رئيس الحكومة نتنياهو (Noam Moskowitcz)
رئيس الحكومة نتنياهو (Noam Moskowitcz)

وتطرق نتنياهو إلى المصالح المشتركة التي يمكن أن تتقاسمها إسرائيل مع الدول العربية، وقال: “إنها المرة الأولى منذ قيام إسرائيل التي يتولد فيها إدراك متزايد – لا يتحدث دائمًا بلغة الهمس- داخل العديد من الأوساط العربية. وإن إسرائيل ليست هي العدو المركزي للعرب، وإن هناك العديد من المواضيع التي نوجد معهم فيها في جبهة واحدة. يبدو أن هذه التفاهمات سوف تفتح إمكانيات جديدة في المنطقة من شأنها أن تساعد في العملية السلمية بيننا وبين الفلسطينيين”.

ومن بين المواضيع الأخرى التي تطرق إليها نتنياهو، كانت النجاحات الكبيرة التي حققتها شركات الهاي تك وكذلك تطوير النقب كقاعدة علمية عالمية. كما تفاخر نتنياهو بإغلاق حدود الدولة في وجه المتسللين الأجانب قائلا: “لقد أوقفنا هذه الظاهرة تمامًا، حيث لم يصل في النصف الأخير من هذه السنة أي متسلل على الإطلاق، وإن إسرائيل هي الدولة الغربية الوحيدة التي نجحت في وقف تدفق التسلل غير الشرعي عبر حدودها، هذا الأمر الذي كان يعرّض للخطر مستقبل دولة إسرائيل كدولة يهودية وديموقراطية، وهذا يعد إنجازًا مهمًا جدًا”.

وتحدث رئيس الحكومة في نهاية خطابه أيضًا حول الموضوع السياسي ومسار المفاوضات مع الفلسطينيين، وعرض وجهة نظر متطرفة عندما أبرز رفض السلطة الفلسطينية الاعتراف بحق الشعب اليهودي في إسرائيل .

وأوضح نتنياهو أهمية السلام بالنسبة له، وأن التقدم في العملية السلمية يفرض على شركائنا (الفلسطينيين) اتخاذ قرارات صعبة وفي مقدمتها الاعتراف بإسرائيل كدولة للشعب اليهودي.

الرئيس شمعون بيريس يلقي كلمة بافتتاح الدورة الشتوية للكنيست (Noam Moskowitcz)
الرئيس شمعون بيريس يلقي كلمة بافتتاح الدورة الشتوية للكنيست (Noam Moskowitcz)

كما ألقى الرئيس شمعون بيريس كلمة له بافتتاح الدورة الشتوية للكنيست قال فيها: “إن الشعب اليهودي لا يمكنه أن لا يكون ديموقراطيًا لأن ذلك يعني أنه غير يهودي”. وإننا كيهود فقد سعيّنا وراء السلام ولم ننتظر المعجزات لكي تجلبه لنا”. وأضاف: “على الكنيست أن تكون متوازنة، وأن تصغي لكل مواطن إسرائيلي، سواء أكان يهوديًا أم عربيًا، مسيحيًا أم مسلمًا، وأن نعمل معًا لكي تكون دولة إسرائيل آمنة ومزدهرة، وأن تسودها العدالة الاجتماعية”.

كما صعدت رئيسة المعارضة وزعيمة حزب العمل، شيلي يحيموفيتش، إلى المنصة لإلقاء خطاب بعد نتنياهو مباشرة، وقد فضّلت، خلافًا لنتنياهو إيلاء انتباه أكبر لشؤون إسرائيل الداخلية. ظهرت أنباء مؤخرًا عن نية إحدى شركات الأدوية الإسرائيلية الكبيرة، وهي شركة “طيفاع”، إقالة عدد كبير من العاملين نظرًا لتقليصات في أرباح الشركة الاقتصادية.

رئيسة المعارضة وزعيمة حزب العمل، شيلي يحيموفيتش (Flash90\Miriam Alster)
رئيسة المعارضة وزعيمة حزب العمل، شيلي يحيموفيتش (Flash90\Miriam Alster)

وقد طالبت يحيموفيتش في هذه المسألة نتنياهو أن يقوم عن كرسيه في المؤتمر وأن يلتقي بحاملي الأسهم في الشركة وأن يمنع الإقالات المتوقعة: “أما من كلمة عن “طيفاع”؟ 800 عائلة سوف تتعرض لواقع البطالة والفقر؟ هذه عملية تخريبية جماعية. أطلب منك أن تولي نفس الاهتمام الكبير كما أوليت تجاه التهديد الإيراني. اخرج من هنا واتصل بجرمي لفين مدير عام “طيفاع” وأبلغه، لا تطلب منه، أنه لن يقيل أي عامل في “طيفاع”. لديك كافة الوسائل الموجودة في العالم لتوقفه عند حده. ما عليك سوى أن تبلغه. هذه الإقالات في الشركة التي دفعت 0% ضرائب تقريبًا وحصلت على امتيازات تبلغ 12 مليار شيكل من الدولة هي أشبه بآكلة لحوم البشر”.

أما في المسألة السياسية فقالت إن حزبها سوف يطرح الموضوع على جدول أعمال الكنيست وإن إسرائيل بحاجة إلى تسوية سياسية كما هي بحاجة للهواء لتتنفس بهدف الحفاظ عليها كدولة يهودي وديموقراطية.

اقرأوا المزيد: 690 كلمة
عرض أقل
عضو الكنيست أريه درعي ووزير الداخلية الأسبق أيلي يشاي (Flash 90)
عضو الكنيست أريه درعي ووزير الداخلية الأسبق أيلي يشاي (Flash 90)

شاس – ما بعد موت الحاخام عوفاديا يوسف

بعد يوم من وفاة الحاخام عوفاديا يوسف، الزعيم الروحي والسياسي لشاس ولجمهور أتباع ضخم في إسرائيل، يُشير محلّلون إلى تشقّقات أولية في وحدة الحزب

رغم الأسى الكبير الذي حل بعد ظهر أمس على مدينة القدس، فإنّ وفاة الحاخام عوفاديا كانت متوقعة مسبقًا. منذ أكثر من سنة، كان الوضع الجسدي للحاخام الذي توفي بشيبة صالحة عن 93 عامًا آخذًا في التدهوُر، وكانت الطائفة التي تتبعه تعلم ما هو مصير كل إنسان. من البكاء الكثير في لحظات التشييع، علت بعض الأصوات المثيرة للاهتمام بين الذين رثوه. لكن من المبكر الاستنتاج من كلامهم إلى أين تهبّ الرياح السياسية في هذه الحركة المثيرة للاهتمام. أُعطيت التلميحات أمس.

كان الرثاء الأهم من هذه الناحية رثاء يتسحاق يوسف، الحاخام الرئيسي الشرقي لإسرائيل، نجل الحاخام الرئيسي الشرقي لإسرائيل، الذي قال: “حافظ طيلةَ حياته على الوحدة”، ليتابع بصوت يخنقه البكاء: “ويل لمن يُفرِّق!”. وكان يعني الخشية الكبرى التي تحوم كسحابة بعد رحيل عوفاديا يوسف، وهي تنبع من كونه لم يُشِر إلى خليفته الروحي وهو بعد حيّ. نبعت القوة السياسية الهائلة التي امتلكها عوفاديا يوسف من صلاحياته الدينية. وفي حزب كشاس، لن يكون ممكنًا قطع هذه الصلة مستقبلًا.

وكان قد أشير إلى الحاخام الرئيسي السابق شلومو عمار كمن يُحتمَل أن يكون الوريث، وذلك رغم السنة الأخيرة التي رافقتها خلافات حادّة بينه وبين المحيطين بالحاخام عوفاديا يوسف على خلفية الترشُّح لمنصب الحاخام الرئيسي. أدّى تسريب لصحيفة معاريف قبل بضعة أسابيع عن تنصيب (ظاهري) للحاخام المريض عوفاديا يوسف لعمار قرب سريره في المستشفى، إلى إحراق أوراق عمار.

الحاخام الرئيسي السابق شلومو عمار (Flash90)
الحاخام الرئيسي السابق شلومو عمار (Flash90)

ويظنّ محلّلون اختصاصيّون بشؤون شاس أنّ التسريب عن تنصيب عمار جاء من جهة رئيس شاس تحديدًا، الرجل القوي والمعارض البارز لعمار، عضو الكنيست أريه درعي. صحيح أنّ درعي هو الشخصية الأكثر شعبية في شاس، لكنه ينتمي إلى الجناح السياسي للحركة، ولا يمكن أن يكون بأي حال من الأحوال وريثًا روحيًّا – دينيًّا.

في كلمة رثائه، قال درعي أمس إنه سيواصل الاستماع إلى مجلس حكماء التوراة، الهيئة التي أحاطت بالحاخام عوفاديا يوسف، وعبرها جرى اتخاذ القرارات السياسية. فمن هم أعضاء هذا المجلس؟ ليس الحاخام عمار واحدًا منهم، والتقدير السائد حاليًّا هو أنّ درعي نفسه سيحاول التأثير في هوية هذه الهيئة وتعيين حاخامات فيها حسب رغبته.

في أيام المناحة السبعة، سيزداد الإحراج لأنّ الانشغال خلال السنة الأخيرة في هوية صانعي القرار اعتُبر خيانة كبيرة. من يجرؤ على دفن الحاخام بكلّ عظَمته فيما لا يزال على قيد الحياة عبر الانشغال الوضيع، كما يبدو، بقضايا سياسيّة؟ على أيّة حال، تشغل هذه المواضيع بشكل مكثّف أتباع الحاخام، وكذلك الإعلام الإسرائيلي.

فشاس، الموجودة على مقاعد المعارضة، تمرّ في إحدى أصعب فتراتها. فالقطيعة السياسية مع مصادر المال (لجنة المال، وزارة الداخلية، ووزارة الأديان) ليست شأنًا ثانويًّا بالنسبة إليهم. كذلك عجزهم عن التأثير في الصياغات والتفاصيل في قانون المساواة في العبء، قانون طال، يضعهم في مواجهة تحدٍّ سياسي غير مألوف لهم. والافتراض السائد هو أنّ الانقسام السياسي سيُضعف قوتهم أكثر.

وماذا عن النِّساء؟

واستصعب نصف السكّان الّذين نظروا من الجانب إلى المسيرة والحزن الجماعي الانخراط في الحُزن. فشاس، التي أخذت على عاتقها منذ تأسيسها استعادة المجد المسلوب ورفع مكانة المستضعَفين، الشرقيين في المجتمَع الإسرائيلي، قامت دائمًا بقمع النساء، كأنهن لا يصوّتن ولسنَ جزءًا من الضعفاء في المجتمَع الإسرائيلي. لطالما حازت الحركة الهامة على أصوات الكثير من النساء، لكنّ ما سيأتي غير ما كان.

متفجّعات على وفاة الحاخام عوفاديا (Flash90)
متفجّعات على وفاة الحاخام عوفاديا (Flash90)

فخلال المعركة الانتخابية الأخيرة في كانون الثاني 2013، اضطُرّ أريه درعي إلى الإجابة عن عدة أسئلة متكررة حيال انغلاق الحركة على النساء، بخصوص دستور الحزب الذي لا يُتيح للنساء حتى الترشح. أجاب درعي، طالبًا عدم التدخل في “حضارتهم” وعدم فرض عادات عصريّة عليهم، ووجّه إجاباته إلى زوجته يافة، النسوية (حسب رأيه) والأقوى بين النساء، التي تُدير الكثير من الأمور بشجاعة. “إنّها أقوى مني”، قال في عدّة مناسبات. في محيط الحاخام عوفاديا يوسف كانت نساءٌ قوياتٌ حاضراتٍ دائمًا. فهناك ابنته البكر، عدينة بار شالوم، التي تُعدّ شخصية قيادية، وكنته يهوديت يوسف، التي تُدير محيطه السياسيّ بيد قوية منذ سنوات.

لكن في الكنيست التاسعة عشرة، طرأت تغييرات في هذا المجال. وأحد هذه التغييرات هو نية عضوات في الكنيست إقرار تعديل على قانون تمويل الأحزاب، بحيث يجري منح فائض في التمويل للأحزاب التي تضم بين 30% و40% من النساء في قوائمها. وقد طُرح اقتراح قانون مشابه في الماضي، لكنّ رئيس شاس حينذاك، إيلي يشاي، أسقطه حين كان أحد الوزراء البارزين في الحكومة. ويمكن أن يحظى هذا الاقتراح، الذي سيوضع على طاولة الكنيست في الدورة الشتوية بدعم أوسع، خصوصًا بسبب القوة السياسية الهامة لكتلة “هناك مستقبل”، التي 40% منها نساء. إذا أُقرّ القانون، فإنّه لن يعاقب شاس على انغلاقها أمام النساء، لكنه سيكافئ الأحزاب التي تنتهج المساواة، ما يبقي شاس متخلّفة من حيث التمويل.

هل سيتغيّر هذا الحزب وينظر مرة إلى نصف المتفجّعين على وفاة الحاخام عوفاديا كصاحبات حقوق متساوية؟ ثمة شكّ في حدوث ذلك قريبًا. هذا هو أيضًا ميراث الحاخام عوفاديا يوسف.

اقرأوا المزيد: 715 كلمة
عرض أقل
الوزير نفتالي بينيت رئيس حزب البيت اليهودي (Flash90Miriam Alster)
الوزير نفتالي بينيت رئيس حزب البيت اليهودي (Flash90Miriam Alster)

البيت الدرزي

غصوب حسون من دالية الكرمل يعلن أنه سيترشح في قائمة للمجلس المحلي عن البيت اليهودي

قبل نحو سنة، في الانتخابات التمهيدية التي جرت في حزب البيت اليهودي، جرّب أحد المرشحين، الذي كان رئيسًا للحركة، الوزير السابق دانيئيل هرشكوفيتس، ضمّ أعضاء من الطائفة الدرزية للحزب. قُدّمت طلبات انتساب الدروز، لكنّ المدير العامّ للحزب، الحاخام داني تروبر، رفضها لأنّ اليهود فقط يمكنهم أن يكونوا أعضاء، حسب دستور الحزب.

لكن يبدو أنّ تغييرًا حدث قُبَيل الانتخابات للسلطات المحلية. فغصوب حسون، من دالية الكرمل، درزي انضمّ إلى البيت اليهودي، وسيكون مرشّح الحزب في انتخابات المجلس البلديّ. قدّم حسون نماذج الانتساب قبل بضعة أسابيع، ورغم أنه لم يصوّت للبيت اليهودي في الانتخابات العامة في كانون الثاني، فإنه يشعر بالتماثل مع شعارات الحزب.

كيف انضممتَ للبيت اليهودي؟

“أعرف الوزير نفتالي بينيت من السياقات السياسية الأخيرة، لكنّ تقرّبي من الحزب بدأ عبر موطي يوغاف الذي كان قائد كتيبتي في طولكرم. رجال البيت اليهودي هم أشخاص مميّزون جدًّا، والحزب فتح ذراعيه للجميع، وبالطبع للدروز”.

المرشح غصوب حسون رئيس قائمة البيت اليهودي للأنتخابات المحلية في دالية الكرمل
المرشح غصوب حسون رئيس قائمة البيت اليهودي للأنتخابات المحلية في دالية الكرمل

لكن من ناحية سياسية، لماذا تشعر بالقرب منهم؟

“أسير معهم لأنّ هدفي هو المساعدة على تقدّم الجنود الدروز. من يأتِ إلى هنا، إلى دالية الكرمل، يرَ ظروف المعيشة الصعبة، أحيانًا في بيوت تفتقر إلى البنية التحتيّة، دون كهرباء، دون اتّصال بشبكة المياه. وهذا ليس لدينا فقط، بل أيضًا في قرى أخرى في منطقة الكرمل (شمالي إسرائيل). أظنّ أنّ علاقتي بوزير الاقتصاد نفتالي بينيت يمكن أن تحسّن الوضع”.

لكنّ الدروز لديهم صلة اليوم بالليكود وبأحزاب أخرى، ومع ذلك يعانون من التمييز؟

“خدمتُ سنوات في “فرقة منطقة يهوذا والسامرة”، وأعلم معنى الاهتمام بالناس. أنا متأكّد أنّ البيت اليهودي سيهتمّ بنا، لأنه يدرك أننا شركاء في العبء”.

لمَن صوَّتَّ في الانتخابات الأخيرة؟

“صوتُّ لكديما وموفاز”.

ما هي احتمالات نجاحك حاليًّا؟

“أنا أترأس قائمة. كان لدينا احتفال كبير مساء السبت الماضي، بمشاركة خمسة آلاف شخص. ألقيتُ خطابًا، وقلتُ إنّ البيت اليهودي يدعمنا وإننا سنكون كتلة مؤثرة داخل المجلس. لديّ دعم هائل من شبّان الدالية، والكثير من الناس يشجّعونني ويساندونني ولديهم إيمان بآرائي، وأظنّ أنني سأنجح في إدخال ثلاثة أعضاء للمجلس على الأقلّ. لديّ منذ الآن نحو 1400 داعم”.

سُرّح حسون (53 عامًا) من الجيش الإسرائيلي عام 2000، بعد 25 سنة في الخدمة الثابتة، ثمّ بدأ يعمل كمدير مشروع في شركة البناء الإسرائيلية الكبيرة “دانيا سيبوس”، وهو أب لأربعة، وجدّ لثلاثة.

لماذا ستنجح أنت تحديدًا في تغيير البلدة؟

“لأنني رجل تنفيذي ورجل ميداني. لا أعتزم الطلب والترجي، بل نيل ما نستحقه من الدولة. ثمة الكثير جدًّا من المشاكل هنا، انخفاض في مستوى التعليم، وعنف للشبان. يكفي التجول هنا مساءً لمشاهدة الشبان ثمِلين وتحت تأثير المخدّرات في الأماكن العامّة. أنظر إلى مكان مثل أم الفحم، كيف قاموا بالتحسين، ولدينا بطالة، صعوبات عمل للنساء، وشبان عاطلون عن العمل ليس لديهم سوى السُّكر. “ليس هناك نظام صحيّ سليم. فكل ولد يذهب للّعب خارجًا يجد أمامه أكوامًا من النفايات. من المؤسف حقًّا أننا نعيش في منطقة جميلة جدًّا، ولكنّ كل ما نراه هو الإهمال”.

ما هي الصعوبات الكُبرى؟

“لامبالاة الناس. أتعجب جدًّا من الشعب اليهودي. فجميعهم يعرفون أين هي الولايات المتحدة وأوروبا، وكيف يصلون للمطار، لكنهم لم يسمعوا بدالية الكرمل مطلقًا. لا يعرفون الطائفة الدرزية، ولا يأتون إلى هنا. ليست لديّ أية مشكلة مع الشعب اليهودي. فنحن معًا منذ سنوات. ماذا يستطيعون أن يفعلوا بنا؟ إلقاءنا إلى البحر؟ كلا. نحن هنا، ونقاتل مع اليهود كتفًا إلى كتف، نضطجع معهم في المكامن كتفًا إلى كتف. ماذا يجب فعله أكثر من ذلك؟ فليعترفوا بنا ويدعمونا.”

اقرأوا المزيد: 509 كلمة
عرض أقل
جيش الدفاع الإسرائيلي (Flash90/Yaakov Naumi)
جيش الدفاع الإسرائيلي (Flash90/Yaakov Naumi)

هدف نتنياهو: دمج المسيحيين في الجيش الإسرائيلي

ثمة مبادرة جديدة يبادر إليها رئيس الحكومة الإسرائيلي لإقامة منتدى لتشجيع تجنيد المسيحيين في الجيش أو الخدمة المدنية وهي مبادرة تثير الجدل.

قبل بضعة أسابيع، أصدر رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو أمرًا بإقامة منتدى مشترك للحكومة ولممثلي الطائفة المسيحية، الذي سيعمل على دفع تجنيد المسيحيين قدما في الجيش الإسرائيلي وللخدمة الوطنية. هل يجري الحديث عن مبادرة حقيقية، تتضمن أيضا استعدادًا لتقديم حوافز للشباب المسيحيين لتجنيدهم أم أنها مجرد خطوة للعلاقات العامة، التي تتيح للحكومة التلويح في كل مرة يتم فيها طرح موضوع المساواة في العبء بين أوساط المجمع العربي؟

وقد عيّن ديوان رئيس الحكومة نائب الوزير أوفير أكونيس، ليقود المشروع، غير أنه في هذه المرحلة لم تبدأ نشاطات فعلية ويمكن الافتراض أن إقامة المنتدى وتخطيط نشاطاته لن يبدأ قبل دورة الكنيست القادمة، بعد عيد العُرش لدى اليهود. ينهي نحو 3000 شاب وشابة مسيحيين المدرسة الثانوية كل سنة وبضع مئات منهم ينخرطون اليوم في سنة خدمة وطنية. الخدمة الوطنية بالذات – حظيت حتى اليوم باستجابة بين أوساط الطائفة المسيحية وأما الخلط بين المواضيع – الخدمة العسكرية و/أو الخدمة الوطنية – قد يُبعد الشباب الذين اختاروا المشاركة في سنة الخدمة الوطنية.

شادي خلول، 38 سنة، من سكان قرية الجيش، يعمل في شركة هاي تك، وكان قد خدم في سلاح المظليين وتم تسريحه برتبة ملازم أول، قال في حديث هاتفي معنا أن نية ديوان رئيس الحكومة جدية ولكنه أضاف أنه إذا لم تكن للمنتدى خطة محددة يتم اقتراحها على الشباب والشابات المسيحيين الناطقين بالعربية (“ليس العرب، بل المسيحيين الناطقين بالعربية” شدّد خلول)– امتيازات، مِنح، مساعدة (بمنح) تفوق الحوافز المقترحة اليوم للشباب اليهود – سيكون من الصعب اجتذاب الأشخاص إلى البرنامج.

بنيامين نتنياهو وجنود جيش الدفاع الإسرائيلي في قاعدة التجنيد تل أبيب (Flash90/Amos Ben Gershom)
بنيامين نتنياهو وجنود جيش الدفاع الإسرائيلي في قاعدة التجنيد تل أبيب (Flash90/Amos Ben Gershom)

خلول هو من بين قادة المبادرة بين أوساط المسيحيين الناطقين بالعربية وحين سيتم إقامة المنتدى بالتعاون مع ديوان رئيس الحكومة، ينوي أن يكون ناشطًا”. أعتقد أن خلال السنوات القريبة، في الفترة المرحلية، يجب أن يكون التفضيل المصحح لصالح الشباب المسيحيين بشكل يتيح اجتذابهم إلى برنامج التجنيد. بعد بضع سنوات، حين يدرك الناس ويرون أن هناك تغيير وأن الأمر مجدٍ، عندها سيكون بالإمكان إلغاء الحوافز”.

يقول خلول”عندما تجندت أنا كان ذلك أمرًا ليس سهلا. كان علينا أن نتوجه إلى وزير الأمن وأن نطلب. أعتقد أن هذا الأمر أصبح أبسط اليوم. الدولة ترى في ذلك أهمية وطنية وتريد مساعدة المسيحيين في الانخراط ليكونوا جزًءًا منها”.

هل ستكون أنت جزءًا من المنتدى؟ كيف تنوون العمل من أجل التجنيد؟

“لدينا منذ الآن مركّزون للمنتدى يعملون في القرى العربية. يجب مساعدتهم لأن الشباب في المدارس الثانوية اليوم لا يحصلون من الدولة على أي معلومات فيما يتعلق بالإمكانيات المتاحة أمامهم. لا يشبه الأمر ما يحدث بين أوساط الجمهور اليهودي الذين يتحدثون معه عن الجيش منذ الصف العاشر. الشباب لدينا لا يعرفون شيئًا، وخاصة المعنى، أين يخدمون وماذا تقدم لهم الخدمة”.

“ستكون هناك حاجة إلى تحضير الامتيازات التي ستُقترح عليهم. تفضيل الشباب المسيحي سيمنح المشروع شهرة جيدة. يجب أن تكون العملية بشكل يقوم فيه مركزونا بنشر حُزم المساعدة للشاب والشابة المسيحي والمسيحية لإثارة اهتمامهم”.

هل تعتقد أنه يجب التوجه فيما بعد باتجاه التجنيد الإلزامي؟

“لا. هناك أشخاص لا يجب على الدولة أن تجندهم. أنا شخصيًا كنت سأرفض جزءًا من الأشخاص فورا لأسباب أمنية. سواء كانوا يؤيدون التوجهات الشيوعية أو أنهم يؤيدون العروبة التي تكره إسرائيل”.

كيف تشرح معارضة الزعماء العرب الشديدة لهذه الخطوة؟

“هناك جهات عربية تحاول التصدي لنا وتهديدنا. الأب جبريئيل نداف، وهو بين روّاد هذه الخطوة قد تلقى تهديدات بأن ينزعوا منه بزته الكهنوتية. أنا أيضًا تلقيت تهديدات. هناك نشطاء في الفيس بوك، لا يختبئون ويهددوننا علنيا ويتعيّن علي أن أقول أن تقاعس الشرطة في هذا الموضوع هو أمر يثير الغضب. إن الشرطة، ببساطة، لا تفعل شيئًا وهذا يشير بالأساس إلى ضعف الدولة في هذا الموضوع. إذا تواصلت هذه التهديدات، فسيتخوف الناس من التحدث حول الموضوع”.

يتهمونك بأن لك أهداف سياسية؟

“على العكس. هناك أشخاص لديهم مصالح سياسية، مثل عضو الكنيست باسل غطاس (التجمع الوطني الديموقراطي) الذين لا يريدون أن نكون جزءًا من الدولة. للأسف الشديد، يعارضون تجنيدنا داخل الطوائف الأخرى وليس المسلمين فقط. على سبيل المثال، الدروز أو البدو، الذين يتجند جزء منهم، يتخوفون من أن نسلب منهم هذه المكانة، كأشخاص يتجندون ويحصلون على امتيازات. وأما لدينا، فإن احتمال التجنيد سيكون أعلى بشكل ملحوظ، فنحن جمهور أكبر من الجمهور الدرزي، وستتجند فتياتنا أيضا وليس الأبناء فقط”.

* * * * *

عضو الكنيست باسل غطاس، لماذا أنت ترى تجنيد المسيحيين أمرًا سلبيًا؟

“أنا قلق من أن هذا مشروع حكومي بتمويل كل هدفه هو أخذ إحدى الطوائف من أقليتنا، كما فعلوا مع الدروز وفصلها عن البقية بطريقة فرّق تسد. نحن جزء من الأمة العربية، وبكوننا فلسطينيين نحن نعارض أي مبادرة للتجنيد في الجيش وكذلك بدائل التجنيد، مثل الخدمة الوطنية. ومن المؤكد أننا نعارض إذا تم ذلك بطريق الإكراه”.

وإذا تم التجنيد بشكل طوعي ولا يتم بوسائل تشريعية تلزم بذلك؟

“كان هناك دائما مسيحيون قد تجندوا بشكل تلقائي، وهذا أمر لا نعترض عليه. اعتراضنا هو تحويل المشروع إلى مشروع منظمة ومنسّق وممول من قبل الحكومة. الحوافز المقترحة ليست هي الموضوع، بل مبدأ ربط موضوع الحقوق المدنية بالواجبات. أنا أعارض بشكل متواصل ربط موضوع المساواة في العبء بمنح الحقوق. نحن، السكان الفلسطينيون، لم نهاجر إلى هنا، بل عشنا هنا والحقوق التي نستحقها لا تنبع من مجرد أننا حصلنا على الجنسية الإسرائيلية، بل لأننا من مواليد المنطقة”.

ولذلك أنت تعارض المساواة في العبء؟

“المساواة في العبء؟ بالتأكيد أنه يجب أن تكون هناك مساواة، إذًا ليتقاسم كل يهودي معنا الأراضي التي أخذوها منا، وليتقاسموا معنا الجهاز التربوي الفاشل، وإبعادنا عن سوق العمل. نحن مستعدون لنتقاسم كل ذلك. كل هذا الجدل، حول الحقوق مقابل الواجبات، الدولة لا تمنح، على أية حال في نهاية الطريق الدروز الذين يتجندون الحقوق الفائضة التي وكأنها وعدتهم بها. والطائفة الدرزية اليوم تناضل ضد هدم المنازل، مستوى التعليم والبطالة. لم أر أن الخدمة العسكرية قد حسنت حقوقهم”.

لماذا خرجت ضد الكاهن جبرئيل نداف؟

“لم أر شيئا كهذا ذات مرة، أن يقوم رجل كهنوت ورجل دين بتشجيع التجنّد في الجيش واستخدام السلاح. أفراد الكنيسة كانوا يعارضون العنف دائمًا وأي شيء متعلق بالجيش، وهذا الأمر مثير هنا أن يقوم رجل دين بالتعامل مع هذا الأمر”.

شاهدوا رئيس الوزراء نتنياهو يلتقي الأب جبرائيل نداف وأعضاء المنتدى المسيحي الذين يدعون الى دمج أبناء الطوائف المسيحية في جيش الدفاع:

اقرأوا المزيد: 927 كلمة
عرض أقل
رئيس الاركان الجنرال بيني غانتس مع وزير الدفاع موشيه يعالون (Ariel Hermon)
رئيس الاركان الجنرال بيني غانتس مع وزير الدفاع موشيه يعالون (Ariel Hermon)

في خطوة دراماتيكية: يعلون يؤجل تجنيد الحاريديم

قرر يعلون بشكل نهائي تأجيل أوامر التجنيد لمئات طلاب الحلقات الدينية في الصيف القادم، بما أنّ الكنيست لم تُتمّ بعد مسار سنّ قانون التجنيد الجديد.

لن يُجنَّد طلاب الحلقات الدينية (الحاريديون): فقد قرّر وزير الأمن، موشيه يعلون، في الوقت الحالي، تأجيل تجنيد نحو 600 من طلاب الحلقات الدينية، الذين كان يُفترَض أن يتجندوا بين آب وتشرين الأول إلى كانون الأول، بهدف إتمام قانون المساواة في العبء حتى ذلك الحين. هذا ما أعلمته الدولة اليوم (الثلاثاء) لمحكمة العدل العليا. “تجنّد طلاب الحلقات الدينية هؤلاء في هذه المرحلة يمكن أن يحبط مساعي الحكومة للتوصل إلى تسوية في هذا الشأن”، كما جاء في ردّ الدولة. “لن يلحق تأجيل تجنيدهم لفترة قصيرة أيّ ضرر”.

فمع انتهاء مفعول قانون طال، الذي نظم قضية تأجيل خدمة الحاريديم، في السنة الماضية، أصبح واجب التجنيد ملقى على الجميع. وقد مرّ القانون الذي يُفترض أن يسوّي مسألة تجنّد طلاب الحلقات الدينية بالقراءة الأولى في الكنيست، ويُفترض أن تتم المصادقة عليه بشكل نهائي في الدورة الشتوية، في تشرين الأول.

ووفقًا لمعطيات مكاتب التجنيد في جيش الدفاع الإسرائيلي، يتبين أنّ 6357 من طلاب الحلقات الدينية قد تلقَّوا أوامر تجنيد، ويُفترض أن يتجندوا في الجيش اعتبارًا من شهر آب القادم حتى نيسان 2015.

وردًّا على الاستئنافات في محكمة العدل العليا ضد قرار يعلون، ادّعت الدولة أنّ عدم تأجيل التجنيد لا ينسجم مع القانون الذي تجري بلورته، وأنّ تجنيدًا كهذا من شأنه إحباط مساعي الحكومة لتسوية قضية التجنيد تشريعيًّا.

على الرغم من ذلك، سيتجند في جيش الدفاع الإسرائيلي يوم الخميس القادم (1 آب) نحو 400 شاب حاريدي في إطار مسارات محددة، ويُعد هذا فوج التجنيد الحاريدي الأكبر منذ بدأ جيش الدفاع الإسرائيلي بتجنيد الحاريديم في صفوفه. ويُتوقع اندماج الجنود الجدد في مسارات خاصة في كتيبة “نيتساح يهودا” (الكتيبة الحاريدية المقاتلة)، بالإضافة إلى المسارات التكنولوجية المعدة للحاريديم.

اقرأوا المزيد: 254 كلمة
عرض أقل
حاريديم يتظاهرون ضد قانون التجنيد (Flash90/Uri Lenz)
حاريديم يتظاهرون ضد قانون التجنيد (Flash90/Uri Lenz)

قانون التجنيد أُقِرّ وأثار الحاريديم في إسرائيل

الوزير يعقوب بيري، قرأ في الجلسة العامة مبادئ قانون التجنيد، بينما غادر اعضاء الكنيست من شاس ويهدوت هتوراه غادروا القاعة، وبدؤوا بطقوس الحداد.

بدأ قانون التجنيد مساره التشريعي الطويل في الكنيست بعد إقراره في الحكومة. اعتلى الوزير يعقوب بيري من حزب “هناك مستقبل”، الذي أخذ على عاتقه قبل الانتخابات عرض قانون المساواة في العبء على الكنيست في تصويت سريع، منبر الكنيست لقراءة مبادئه، في حين خرج أعضاء الكنيست الحاريديون من حزبي “شاس” و”يهدوت هتوراه” من الجلسة احتجاجًا. أعضاء الكنيست الحاريديون، الذين يعارضون قانون تجنيد الحاريديم، اصطفوا في غرفة جانبية، وبدؤوا بالندب على القرار. في نهاية المناقشة، أقرّ القانون بالقراءة الأولى بأكثرية 64 عضو كنيست مقابل 21.

تصدّر موضوع المساواة في العبء العناوينَ في إسرائيل في شباط 2012 مع انتهاء مفعول “قانون طال”. أتاح “قانون طال” لسنوات طويلة استمرار منح تأجيل التجنيد في الجيش الإسرائيلي لطلاب الحلقات الدينية، واليهود الحاريديم الذين انشغلوا في دراسة التوراة. في 18 تموز 2007، قررت الكنيست تمديد القانون لمدة خمس سنوات، وفي 21 شباط 2012 قررت المحكمة العليا أنّ القانون غير دستوري، وأنّ على الحكومة إيجادَ بديل يتيح تحمل عبء التجنيد.

في الأسابيع الماضية، احتدم النقاش الجماهيري والسياسي في إسرائيل حول القضية، لأنّ الحاريديم، الموجودين خارج الائتلاف الحكومي، يواصلون رفض أية صيغة تسوية، ويرفضون تجنيد أبنائهم للخدمة العسكرية.

قال الوزير بيري، الذي ترأس اللجنة التي بحثت عن حلول للقضية، قبيل التصويت على القانون: “انتهى زمن التمييز. انتهى الزمن الذي كُنّا فيه مقسّمين. انتهى الزمن الذي كان فيه 50% من كل فئة عمرية لا يخدمون الدولة ولا يتحملون المسؤولية عن اقتصاد إسرائيل. انتهى العصر الذي كنا نميز فيه بين دم يهودي علماني، ودم يهودي حاريدي – فيما لا يقوم أعداؤنا بمثل هذا التمييز”.

عضو الكنيست مئير بروش يكبّل نفسه بالأصفاد (Flash90)
عضو الكنيست مئير بروش يكبّل نفسه بالأصفاد (Flash90)

وشرحت زعيمة المعارضة، شيلي يحيموفيتش، من منصة الخطباء سبب تحفظها على اقتراح القانون، وقالت إنّ الحديث عن “استغلال تهكمي سياسي ومُوجّه لتحقيق هدف معاكس لذاك الذي أنشئ من أجله. هذا القانون بلا جدوى”. مع ذلك، أوضحت يحيموفيتش أنها ستدعم اقتراح القانون، لأنه حسب قولها، “يجري الحديث عن أمر مبدئي يُلزم كل واحد منا وفقًا لانتمائه وهويته. وكذلك أرى تصويتي اليوم. سنصوت لصالح القانون، مع تحفظ شديد على المدلولات السلبية الناتجة عنه، وسنبذل قصارى جهدنا ليتغير بشكل جوهري”.

بالمقابل، وقف عضو الكنيست إلياهو يشاي، الذي كان من أشد مناهضي القانون، وقال إن القانون سيؤدي إلى شرخ كبير في الشعب. فحسب ادعائه، سيؤدي القانون إلى نتائج عكسية، ويمنع اندماج الحاريديم في المجتمع الإسرائيلي.

واعتلى عضو الكنيست مئير بروش (يهدوت هتوراه) منبر الخطباء أثناء المناقشة، مكبّلا نفسه بالأصفاد. “هذا جمهور مستعد أن يضحي بنفسه من أجل عالم التوراة، سيذهب طلاب الحلقات الدينية إلى السجن مقيدين”. وطلب منه رئيس الكنيست يولي إيدلشتاين النزول عن المنصة، لكن مفتاح القيود لم يكن موجودًا، واحتاج المسؤولون عن النظام في الكنيست عشر دقائق لتحريره من القيود.

في هذه الأثناء، يُتوقع انطلاق تظاهرات واحتجاجات ضخمة في المجتمعات الحاريدية، كما يعِد أعضاء الكنيست الحاريديون. وقد كان موضوع العلاقات بين الشرطة، العلمانيين، والحاريديين موضوع الساعة مؤخرا، مع مهاجمة عدد من الجنود الحاريديين الذي وافقوا على التجنّد. ولا تزال ماثلةً في الذهن صُوَرُ المواجهات بين عشرات رجال الشرطة والحاريديم في حي مئاه شعاريم (الذي يُعدَ أحد معاقل المجتمع الحاريدي) في القدس، حين هوجم جنديٌّ حاريديّ يرتدي لباسه العسكري بالعصي والحجار، واحتُجز في شقة.

اقرأوا المزيد: 477 كلمة
عرض أقل