لا تكف جهات في حماس عن نقل معلومات إلى الصحف العربية فيما يتعلق بالمحادثات لعقد صفقة لإعادة جثتي المقاتلَين الإسرائيليَين شاؤول أورون وهدار غولدين، المحتجزتين لدى الحركة منذ حرب غزة عام 2014.
إن أعضاء وفد حماس الذين يزورون القاهرة ويستغلون إدارة المفاوضات لتعزيز العلاقة مع مصر، ويعتبرون الوسطاء الوحيدين في هذه القضية، ينقلون بحماس معلومات إلى الصحف العربية المختلفة. يمكن أن نسمي هذه المعلومات معلومات مبالغ بها بنعومة. وإذا كنا قاسين أكثر فنقول إنها وهم.
شاهدوا، عائلة غولدين تطلق حملة دعائية ضد عجز الحكومة الإسرائيلية:
https://www.facebook.com/Hadar.Shely/videos/741678509337713/
وتقول جهات مطلعة على الموضوع لموقع “المصدر” إن المفاوضات في مراحلها الأولى، وتشهد على ذلك العناوين التي تطالب حماس فيها إطلاق سراح أسرى “كبار” مثل البرغوثي وأحمد سعدات. “بما أن إسرائيل لم تطلق سراحيهما في صفقة شاليط، فليس هناك احتمال لإطلاق سراحيهما مقابل الجثتين”.
وفي الواقع، حماس لا ترغب في إطلاق سراح البرغوثي. إنها تطمح إلى إطلاق سراح الأسرى الذين أعادت إسرائيل اعتقالهم بعد أن أطلقت سراحهم في صفقة شاليط. قد يكون هذا الطلب واقعيا (من جهة إسرائيل فهذا يعني الحصول على “سعر مزدوج” مقابل الأسير ذاته). وكذلك فإن إطلاق سراح الأسيرات أو الأسرى القاصرين قد يجتاز عائق الرأي العام في إسرائيل إلى حد ما. ولكن تقول جهات سياسية إنه ليس هناك احتمال أيا كان أن يعرض نتنياهو على حكومته والأهم على شعبه، صفقة تذكر بصفقة شاليط.
“نتنياهو ليس انتحاري سياسي”، قال أحد المحلِّلين. “فحقيقة أن الأسرى الذين أطلِق سراحهم في صفقة شاليط قد عادوا إلى ممارسة الإرهاب، وأن مواطنين إسرائيليّين قد دفعوا ثمن حياتهم، يجعل الصفقة التالية أصعب، حتى أنها غير ممكنة.
بالإضافة إلى ذلك، خلافا لوضع عائلة شاليط، المتماهية مع يسار الخارطة السياسية الإسرائيلية والتي طالبت الحكومة بإطلاق سراح الأسرى، مقابل إطلاق سراح ابنها، فإن عائلتي غولدين وشاؤول متماهيتين مع اليمين المتديّن. فهما تطالبان نتنياهو بممارسة ضغط على حماس، مثلا، وقف تزويد الكهرباء إلى قطاع غزة، وعدم إطلاق سراح الأسرى.
إذا، ما الذي تطمح حماس إلى تحقيقه؟ تعمل حماس على كل الأصعدة من أجل التخلص من الحصار السياسي والاقتصادي الذي تعرضت له، وهي مستعدة للقيام بالكثير من أجل ذلك. أصبح هدفها الأسمى حاليا هو تطبيع علاقتها مع مصر، وفتح معبر رفح، بكل ثمن. لتحقيق ذلك، تعمل على منح مكانة خاصة للسيسي وممثلي الاستخبارات المصرية كوسطاء حصريين (بقيت قطر وتركيا بعيدتين) مقابل إسرائيل. لذا، علينا أن نتوقع المزيد من العناوين في الأسابيع القادمة. ما هو الهدف من هذه العناوين – فهذا سؤال آخر..