في الأيام الماضية، أعلن طاقم علماء إسرائيلي أنه طوّر دواء عالميا للسرطان، يمكن أن يعالج المصابين بالمرض خلال سنة. وفق بيانات جمعية Cancer Research UK، وصل عدد الوفيات بسبب الإصابة بالسرطان في العالم إلى 9.6 مليون. ولكن يدعي خبراء الآن أن تصريحات الباحثين الإسرائيليين بشأن تطوير دواء للسرطان ليس منطقيا.
وفق مقال نُشِر في “نيو يورك تايمز”، فإن شركة التكنولوجيا الحيوية الإسرائيلية AEBi هي المسؤولة عن تطوير الدواء المميز. أوضح د. إيلان موراد، عالم كيمياء حيوية، يعمل مديرا عاما للشركة، أن أمراض السرطان تصبح مقاومة للعلاجات بسبب الطفرات (التغييرات الوراثية)، وهي ظاهرة معروفة اليوم. وفق أقواله: “بدلا من مهاجمة المستقبلات، مستقبل في كل مرة، نحن نهاجم ثلاثة مستقبلات في آن واحد. لا يستطيع أي نوع سرطان أن ينتج ثلاث طفرات في آنٍ واحد. ولكن خلافا لأقواله، من المعروف أن أمراض السرطان قد تنتج بسبب طفرة واحدة وحتى عشرات آلاف الطفرات.
يُدعى العلاج الذي يطوره العلماء في هذه الأيام MuTaTo، وهم يدعون أنه لا يؤدي إلى مضاعفات. “سوف يكون الدواء لعلاج السرطان ناجعا منذ اليوم الأول، وتستمر نجاعته بضعة أيام، ولكنه لا يحدث أعراضا جانبية، أو قد تظهر أعراض جانبية بحد أدنى”، قال دان أريدور، رئيس اللجنة الإدارية في الشركة. وأضاف: “سوف تكون تكلفة العلاج أقل بكثير من العلاجات الأخرى المتوفرة في السوق. وسوف يكون الحل الذي نقترحه تجاريا وشخصيا في الوقت ذاته”.
هذه ليست المرة الأولى التي يتوصل فيها الباحثون إلى “انطلاقة في علاج السرطان”، وهذه الظاهرة معروفة لآلاف أطباء أمراض السرطان في العالم، ولكن يتضح في معظم الحالات أن الحديث يجري عن معلومات مضللة لا تستند إلى أبحاث موثوقة.
وفق أقوال علماء مختلفين، لا يُعقل أن هناك علاجا “لكل أنواع السرطان”، لا سيما أنه لا يُعقل أن الشركة قد أجرت أبحاثا على كل أنواع السرطان، إذ إن هذه العملية تتطلب موارد هائلة وسنوات من البحث. ردا على تصريحات الشركة الإسرائيلية، نشرت شركة أمريكية تُعنى بأمراض السرطان، مقالا يوضح لماذا يُعتقد أن ادعاءات الشركة الإسرائيلية كاذبة. يدعي الأمريكيون، من بين ادعاءات أخرى، أن الطريقة التي يقترحها الباحثون الإسرائيليون ليست مميزة، وأن طرقا شبيهة قد فشلت عند استخدامها في أبحاث سابقة كانت تهدف إلى علاج السرطان.