مذابح الأرمن

100 عام على الهولوكوست الأرمني (Wikipedia)
100 عام على الهولوكوست الأرمني (Wikipedia)

100 عام على الهولوكوست الأرمني

قتل وشرّد مئات آلاف الأرمن الذين كانوا يعيشون في السلطنة العثمانية في مجازر مروعة ترقى إلى مستوى الإبادة الجماعية وذلك بين عامي 1915 و1917. 5 حقائق حول هولوكوست الأرمن

في النصف الثاني من القرن التاسع عشر اجتاحت الفكرة القومية الأرمن أيضًا، وهم أفراد شعب مسيحي قديم، حيث عاش معظمهم في المنطقة الشرقية من الإمبراطورية العثمانية وما وراء الحدود، في فارس وفي مناطق روسيا القيصرية. انتشر عشرات آلاف الأرمن خلال السنين أيضًا في مدن الإمبراطورية العثمانية، وقد شكّلوا طبقة متعلمة وثرية نسبيا. في الشرق عاش الأرمن في مناطق عديدة إلى جانب الأكراد – الذين رغم كونهم أقلية قومية، إلا أنهم مسلمون دينيا، والذين استغلوا ضعف السلطة من حين إلى آخر من أجل مهاجمة جيرانهم المسيحيين.

في التسعينيات بدأت حركات الأرمن بالتسلّح والتنظيم للدفاع عن النفس. حاولت السلطات العثمانية أيضًا أن تحرّض الأكراد ضدّ الأرمن، وفقا للقاعدة الرومانية “فرّقْ تسُدْ”. كانت النتيجة موجة من المذابح والمجازر ضدّ الأرمن بين عامي 1895-1996، تشير التقديرات إلى أن عدد الضحايا تراوح بين 80 ألفا إلى 200 ألف.

في الحرب العالمية الأولى، والتي اندلعت في آب عام 1914، قاتلت الإمبراطورية العثمانية ضدّ روسيا، ووجد الأرمن أنفسهم بين الجبهتين. دفعت هزائم الجيش العثماني الأرمن إلى شن ثورة في عدة أماكن من الشرق، غير بعيدة عن خطّ الجبهة، وخشي قادة الحكومة بأن يمهّد انتشار التمرّدات الطريق للاحتلال الروسي. شكّلت هذه الخشية ذريعة لسلسلة من الإجراءات القمعية، والتي كانت تهدف إلى تمهيد الأرضية لإبادة جماعية، بل من أجل هذا الغرض أقيم “التنظيم الخاص”، والذي جُنّد إليه سجناء جنائيون أطلق سراحهم لهذا الهدف، وهم أبناء قبائل كردية ومهاجرون من القوقاز والبلقان.

100 عام على الهولوكوست الأرمني (Wikipedia)
100 عام على الهولوكوست الأرمني (Wikipedia)

إذا، لماذا ما زال نفي الهولوكوست الأرمني والذي أبيد فيه وفق التقديرات 1.5 مليون أرمني ساريا؟ إليكم بعض الحقائق حول الهولوكوست الأرمني والإنكار الكاسح لوجوده، حتى اليوم.

1. يتم إحياء ذكرى الإبادة الجماعية للأرمن، أو هولوكوست الأرمن، كل عام في 24 نيسان. في نفس اليوم عام 1915، في ذروة الحرب العالمية الأولى، اعتقلت حكومة الإمبراطورية العثمانية برئاسة “تركيا الفتاة” نحو 250 من قادة الطائفة الأرمنية وقتلتهم بشكل علني في نفس الليلة. في ذلك الوقت قُتل الأرمن الذي جُنّدوا للجيش التركي من قبل ضباطه.

2. في موازاة المجازر “العفوية” أصدرت الحكومة التركية أوامر تدعو إلى تهجير “العناصر المعادية” إلى خارج الإمبراطورية العثمانية. ونتيجة لذلك طُرد مئات آلاف الأرمن في مسيرات الموت: قُتل المطرودون خلال المسيرات واغتُصبوا. أما أولئك الذين نجوا فقد وُضعوا في معسكرات موت من دون شراب وطعام. وفقا للتقديرات فقد قُتل نحو مليون ونصف المليون أرمني بشكل ممنهج بين عامي 1915-1918 من قبل سلطات الإمبراطورية العثمانية.

مراسم ذكرى ضحايا الهولوكوست الأرمني (AFP)
مراسم ذكرى ضحايا الهولوكوست الأرمني (AFP)

3. الإبادة الجماعية للأرمن هي أول إبادة جماعية في القرن العشرين، وقد سبقت الإبادة التي ارتكبها الألمان بحق اليهود، الهولوكوست، أثناء الحرب العالمية الثانية. لا بل إن أدولف هتلر، عندما قرّر غزو بولندا، عام 1939، طلب من جنرالاته أن يقتلوا كل من ينتمي إلى العرق البولندي بلا رأفة لتأمين مجال ألمانيا الحيوي. وقال لهم لتشجيعهم وإزالة الخوف من نفوسهم: “لا أحد يتحدث في هذه الأيام عما حلّ بالأرمن”.

4. تعترف 20 دولة فقط بالإبادة الأرمنية وهي: الأورغواي، قبرص، روسيا، كندا، لبنان، بلجيكا، فرنسا، اليونان، الفاتيكان، إيطاليا، سويسرا، الأرجنتين، سلوفاكيا، هولندا، فنزويلا، بولندا، ليتوانيا، تشيلي، السويد، وبوليفيا. كذلك تعترف بها 43 ولاية أمريكية. بعد نهاية الحرب العالمية الأولى، اعترفت تركيا بجرائم الحرب التي ارتكبتها وتبدّى ذلك من مواقف لحكومتها ومن خلال المحاكمة العسكرية لبعض القادة. وأقرت بالإبادة الأرمنية محملةً المسؤولية لزعماء حزب الاتحاد والترقي الذي كان يسيطر على الحكومة. ولكن منذ العام 1921، صار الموقف الرسمي التركي ينكر إبادة الأرمن وهو موقف يستمر إلى الوقت الحاضر.

مراسم ذكرى ضحايا الهولوكوست الأرمني (AFP)
مراسم ذكرى ضحايا الهولوكوست الأرمني (AFP)

5.لا تعترف إسرائيل الرسمية بالإبادة الجماعية للشعب الأرمني وهذا الموضوع لا يندرج في البرامج الدراسية.

في ذكرى الهولوكوست العالمي الأخير افتتح رئيس دولة إسرائيل، رؤوفين ريفلين، خطابه قائلا: “مائة عام من التردّد والإنكار. في أرض إسرائيل حينذاك، والتي ولدتُ فيها، لم يتنكّر أحد للقتل الذي حصل. لقد رأهم سكان القدس، أهلي، قادمين بالآلاف… لقد وجدوا في القدس مأوى ويعيش أحفادهم فيها حتى اليوم”. في الواقع السياسي الحالي في إسرائيل ورغم الصعوبات الكثيرة بين إسرائيل وتركيا لا يبدو أنّه سيحدث تغيير في موقف إسرائيل الرسمية بخصوص التعامل مع هولوكوست الأرمن.

اقرأوا المزيد: 604 كلمة
عرض أقل
أرمنيون يتظاهرون أمام الممثلية التركية في القدس الشرقية خلال إحياء ذكرى مئوية على مذبحة الأرمن (Hadas Parush/Flash90)
أرمنيون يتظاهرون أمام الممثلية التركية في القدس الشرقية خلال إحياء ذكرى مئوية على مذبحة الأرمن (Hadas Parush/Flash90)

الرئيس الإسرائيلي سيُحيي في مقره ذكرى مئوية مذبحة الشعب الأرمني

يُحيي الأرمن اليوم ذكرى المذبحة الجماعية للشعب الأرمني على يد الإمبراطورية العثمانية، وببادرة حسن نيّة غير عادية، سيلتقي رئيس دولة إسرائيل بقادة لجنة العمل الأرمنية، دون ذكر للمصطلح "إبادة جماعية" رسميًّا

24 أبريل 2015 | 16:23

يُحيي العالم ذكرى مرور 100 عام على المأساة الأرمنية، وفي إسرائيل قرر رئيس الدولة، رؤوفين ريفلين، والذي يُعتبر مؤيدًا قويًا لعقد جلسة علنية بشأن مسألة توصيف مأساة الشعب الأرمني، إقامة حدث غير اعتيادي في مقره في القدس، يوم الأحد، عندما سيلتقي مع زعماء لجنة العمل الأرمنية في البلاد بمناسبة الحدث الهام للشعب الأرمني.

يجدر الذكر أن إسرائيل لا تعترف رسميًا بالإبادة الجماعية للأرمن حتى الآن، وفي الديوان الرسمي للرئيس يشيرون إلى الحدث أيضًا بصفته “الذكرى السنوية للمأساة الأرمنية”.

وقد دُعي إلى المقر القنصل الفخري لأرمينيا في إسرائيل، دلوج مومزيان، البطريرك الأرمني، نورهان مونجيان، ممثلون عن الطائفة الأرمنية وأدباء أرمنيون.

ويُحيي الأرمنيون اليوم الجمعة ذكرى المذبحة على أيدي الإمبراطورية العثمانية، والتي قُتل فيها وفق ادعائهم، 1.5 مليون إنسان بين عاميّ 1915-1917. وتدعي تركيا الحديثة أن الحديث لا يدور عن “إبادة شعب”، إنما قد قُتل 300,000-500,000 إنسان فقط، ومن بينهم العديد من الأتراك.

وفي يريفان، عاصمة أرمينيا، أجري اليوم حفل لإحياء ذكرى المأساة الأرمينية بمشاركة رئيس روسيا، فرنسا، صربيا وقبرص وممثلين عن أكثر من 60 دولة.

وقد مثلت إسرائيل لجنة من الكنيست برئاسة عضو الكنيست د. نحمان شاي. وبالحديث مع الرئيس الأرميني سيرج سركسيان، قال عضو الكنيست شاي: “نحن نفهم أكثر من أي شعب آخر المعاناة والألم التي يعانيهما الشعب الأرمني ونشارككم المأساة الرهيبة التي لحقت بشعبكم”.

تجدر الإشارة إلى أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما في بيان لذكرى مرور 100 عام على المجزرة، امتنع عن استخدام المصطلح “إبادة شعب”. وقد وصف الرئيس المجزرة البارحة بصفته “إبادة رهيبة”، لكنه رفض التعامل معه على أنه “إبادة شعب”. بالمقابل، اعترف الزعيم المسيحي العالمي، البابا فرنسيس، بقتل الشعب الأرمني ووصفه بأنه “أول إبادة جماعية في القرن العشرين”.

اقرأوا المزيد: 254 كلمة
عرض أقل
الرئيس الإسرائيلي رؤوفين (روبي) ريفلين (GPO)
الرئيس الإسرائيلي رؤوفين (روبي) ريفلين (GPO)

الرئيس الإسرائيلي يتراجع عن الاعتراف بإبادة الأرمن

كان الرئيس الإسرائيلي، رؤوفين ريفلين، أحد الناشطين البارزين في المطالبة بالاعتراف الإسرائيلي بالإبادة الجماعية للأرمن- لكنه الآن بعد أن صار رئيسا يمتنع عن إغضاب أردوغان

05 ديسمبر 2014 | 13:51

كان الرئيس الإسرائيلي، رؤوفين ريفلين، في السنوات الأخيرة، أحد الناشطين البارزين في النادي المنادي بالاعتراف الإسرائيلي بإبادة الأرمن، لكن يتبيّن أنه مع بدئه تولي المنصب الحكومي، قرر ريفلين هذه السنة ألا يجدد توقيعه على المجموعة التي تطالب بالاعتراف بالإبادة الجماعية.

ويوافق اليومَ عالميا ذكرى 100 سنة للإبادة المنظمة التي ارتكبها العثمانيون ضد الأرمن في بداية القرن السابق، وفوجئ مبادرو الاعتراف الإسرائيلي جدا من قرار الرئيس. حسب ما يقدّر، بما أنه يتولى منصب الرئيس يُطلب من ريفلين أن يتحلى بالمسؤولية وألا يسبب ضررا للعلاقات المتعثرة بين إسرائيل وأنقرة.

وأكد البيت الرئاسي على التفاصيل وأثنت جهات في وزارة الخارجية الأسلوب السياسي الذي قرر الرئيس ريفلين اتخاذه.

يجدر بالذكر أن مجزرة الأرمن تحظى باعتراف واسع في إسرائيل، وعلى الوثيقة التي تدعو للاعتراف بالأرمن وقّع كثير من السياسيين وكذلك رجال الإعلام ومثقفون كثيرون.

اقرأوا المزيد: 126 كلمة
عرض أقل