سيطر تنظيم الدولة الإسلامية بشكل كامل على مدينة تدمر الأثرية السورية وكذلك أيضا على آخر معبر للنظام السوري مع العراق، وذلك بعد أيام من سيطرته على مدينة الرمادي في العراق، في تقدم يتيح له توسيع نفوذه على جانبي الحدود.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان مساء الخميس أن تنظيم الدولة الإسلامية سيطر على آخر معبر للنظام السوري مع العراق وذلك إثر انسحاب قوات النظام من معبر الوليد الواقع على الحدود السورية –العراقية في البادية السورية والمعروف باسم “معبر التنف”.
وقال المرصد في بيان تلقت وكالة “فرانس برس” نسخة منع “تمكن عناصر تنظيم الدولة الإسلامية من السيطرة على معبر الوليد الحدودي المعروف بمعبر التنف، الواقع على الحدود السورية – العراقية في البادية السورية، وذلك عقب انسحاب قوات النظام من المعبر، وبذلك فإن قوات النظام تفقد السيطرة على آخر معابرها مع العراق”.
وذكر المرصد بأن التنظيم المتطرف “يسيطر على معبر البوكمال بريف دير الزور الواصل بين مدينتي البوكمال السورية والقائم العراقية، ومعبر اليعربية (تل كوجر) في الحسكة، والذي يربط بين بلدة اليعربية السورية وبلدة ربيعة العراقية وتسيطر عليه وحدات حماية الشعب الكردي”.
وأضاف المرصد أن “ريف حمص الشرقي يشهد منذ 13 أيار/مايو الجاري هجوما تمكن تنظيم الدولة الإسلامية خلاله من السيطرة على مدينة السخنة وحقلي الأرك والهيل وقرية العامرية ومدينة تدمر”، مؤكدا أن الاشتباكات أسفرت “عن مقتل أكثر من 241 من قوات النظام والمسلحين الموالين لها، ومصرع أكثر من 150 عنصرا من تنظيم الدولة الإسلامية”.
وتفتح السيطرة على معبر التنف الطريق أمام التنظيم الجهادي نحو البادية السورية الممتدة من محافظة حمص (وسط) حيث تدمر حتى الحدود العراقية شرقا. وبالتالي، بات التنظيم يسيطر على نصف مساحة سوريا الجغرافية تقريبا، بحسب منظمة غير حكومية وخبراء.
ويثير دخول التنظيم إلى المدينة العريقة قلقا في العالم، إذ سبق للتنظيم أن دمر وجرف مواقع وقرى أثرية في سوريا وفي العراق.
وسيطر التنظيم المتطرف بشكل كامل الخميس على مدينة تدمر الأثرية في سوريا، بعد سيطرته على مدينة الرمادي في العراق.
وحذرت المديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونيسكو)، ايرينا بوكوفا، في شريط فيديو نشر على موقع المنظمة الخميس من أن “أي تدمير لتدمر لن يكون جريمة حرب فحسب وإنما أيضا خسارة هائلة للبشرية”.
بدوره، دعا الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الخميس العالم إلى “التحرك” بعد سيطرة تنظيم الدولة على تدمر وسط مخاوف تدمير المعالم السياحية في المدينة السورية التاريخية.
وبعد الاستيلاء على تدمر أعدم مسلحو التنظيم المتطرف 17 شخصا على الأقل بينهم مدنيون، بحسب ما أفاد المرصد.
وقال عبد الرحمن لوكالة فرانس برس “إن تنظيم الدولة الإسلامية أعدم في مدينة تدمر بريف حمص الشرقي، ما لا يقل عن 17 شخصا بينهم عناصر من قوات النظام وقوات الدفاع الوطني الموالية له، إضافة لأشخاص موالين للنظام، وقام بفصل رؤوس بعضهم عن أجسادهم في المدينة”.
وأوضح الخبير الفرنسي في الشؤون السورية فابريس بالانش أن سيطرة التنظيم “تؤمن تواصلا جغرافيا مع العراق من خلال البادية السورية”.
وأشار إلى أن السيطرة على تدمر تعني أيضا “السيطرة على حقول مهمة للغاز تغذي محطات التوليد الكهربائي السورية”. ورأى أنه على الرغم من أن تنظيم الدولة الإسلامية “لن يتمكن من استثمار هذه الحقول، لكنه يحرم المناطق الحكومية من جزء آخر من تموينها بالطاقة”.
وبات تنظيم الدولة الإسلامية يسيطر على “الغالبية الساحقة من حقول النفط والغاز في سوريا”، فيما تسيطر قوات النظام على حقل شاعر في ريف حمص الشرقي، ووحدات حماية الشعب الكردية على حقول رميلان في ريف الحسكة.
ويوجد التنظيم في حوالى 30 في المئة من محافظة الحسكة (شمال شرق) وفي محافظة الرقة باستثناء بعض القرى التي استولى عليها المقاتلون الأكراد وفي كامل محافظة دير الزور (شرق) باستثناء نصف مدينة دير الزور ومواقع أخرى محددة للنظام، والجزء الشمالي الشرقي من محافظة حلب باستثناء بلدة عين العرب (كوباني) الكردية ومحيطها. كما بات له تواجد كثيف في ريف حمص الشرقي من تدمر إلى الحدود العراقية، وفي ريف حماة الشرقي (وسط).
المصدر الأقرب إلى الحدث الإسرائيليّ
تلقّوا نشرتنا اليوميّة إلى بريدكم الإلكتروني