يبدو أنّ احتفالات جمعية المبدعين الإسرائيلية التي ستجري غدًا (الأربعاء) لن تمرّ بسلام، ما دام الأمر بيد وزيرة الثقافة الإسرائيلية ميري ريغيف. يُتوقَّع أن تحصل المغنية ميرا عوض في هذه المناسبة على جائزة خصوصية قيمتها 4000 دولار، تقديرًا لمساهمتها في تعزيز الإبداع العربي ودمجه في الإبداع الإسرائيلي.
لكنّ عوض أعلنت عن نيّتها أن تغني خلال الاحتفال أغنية “فكر بغيرك” المأخوذة عن قصيدة للشاعر الفلسطيني محمود درويش. وحين علمت الوزيرة ريغيف بذلك، أبلغت إدارة جمعية المبدعين أنّ هذا استفزازيّ برأيها. وأوضحت مصادر مقرّبة منها أنّ “هذه محاوَلة تتّسم بعدم الاحترام وعدم المراعاة يُحاوَل فيها إدخال نصوص لدرويش من الباب الخلفي”.
الوزيرة الإسرائيلية ميري ريغيف (FLASH90)
ردّت جمعية المُبدعين على ريغيف بأنّ الأغنية التي اختارتها عوض هي ذات رسالة مُسالِمة، لكنّ الوزيرة أوضحت أنّ اعتراضها ليس على القصيدة، بل على الشاعر. وفي محادثات مغلقة، ادّعت ريغيف أنه لا يُعقَل أن تعطي الجمعية منصة في احتفال رسمي لشاعر من الأعداء. وبين ما قالته ريغيف للجمعية: “شِعر عربي أهلًا وسهلا، أما درويش فلا!”
وكانت الوزيرة ريغيف قد غادرت احتفال جوائز الأوسكار الإسرائيلية الأخير احتجاجًا حين دمج المُبدِعان تامر نفار ويوسي تسباري سطرًا من قصيدة درويش، “بطاقة هوية”، في أغنية غنّياها. “لديّ الكثير من التسامُح تجاه الآخر، لكنني لا أحتمل درويش”، قالت الوزيرة ريغيف لدى عودتها إلى قاعة الاحتفال. وتابعت: “في نهاية القصيدة يقول درويش (آكل لحم الشعب اليهودي) – لا أنا ولا أنتم يمكننا أن نوافق على ذلك”. (قصدت الوزيرة العبارة: “ولكنّي إذا ما جعتُ، آكُلُ لحمَ مُغتصبي”).
ميرا عوض (facebook)
في الماضي نُقل عن الوزيرة ريغيف قولها: “محمود درويش ليس إسرائيليًّا، نصوصه ليست إسرائيلية، وهو يقاوم في الجوهر القيَم المركزية للمجتمع الإسرائيلي. علينا محاربة محتويات التحريض الفلسطينية التي تظهر في كتبهم الدراسية ووسائلهم الإعلامية، وعدم منحهم منبرًا إضافيًّا بتمويل عمومي”.
يُذكَر أنه رغم معارضة وزيرة الثقافة الإسرائيلية لوجود قصائد درويش في مناسبات ثقافية إسرائيلية، فإنّ قصائده تُدرَّس ضمن المنهاج الإسرائيلي في الأدب.
زيادة في مبيعات كتب الشاعر الفلسطيني المترجمة من العربية إلى العبرية في أعقاب العاصفة التي أثارتها وزيرة الثقافة عندما انتقدت قراءة قصائده في حفل إسرائيلي
قبل نحو شهر ثارت عاصفة في إسرائيل، وذلك عندما غادرت القاعة وزيرة الثقافة من حزب اليمين “الليكود”، ميري ريغيف، أثناء حفل توزيع جوائز السينما الإسرائيلية. لقد خططت ريغيف لهذا الاستفزاز مسبقا، وقامت فورا عندما بدأ مغني الراب العربي، تامر نفار، في قراءة جزء من قصيدة الشاعر الفلسطيني محمود درويش، “بطاقة هوية” (“سجّل، أنا عربي”).
منذ ذلك الحين لم تهدأ الضجة، وقد أثارت وزيرة الثقافة ضجة أخرى عندما طالبت بإلغاء حفل مغني الراب نفار في حيفا، ولكنه أقيم رغم ذلك، وحضره الكثير من الإسرائيليين الذين أرادوا دعم نفار وحرية الرأي والفن، وكذلك كان هناك متظاهرون يمينيّون أيضا، وصفوا نفار بصفته “خائنا”، وأيدوا وزيرة الثقافة.
ولكن كما حدث في الماضي، فقد أدت تصرفات وزيرة الثقافة إلى نتائج عكسية. ففي حين كانت ترغب ريغيف في مقاطعة إبداع درويش، أصبح يتصدر اسم الشاعر الوطني الفلسطيني العناوين بفضلها. اهتم الكثير من الإسرائيليين به وبشعره، فازداد البحث عن اسمه في جوجل بشكل ملحوظ، ويتضح الآن أنّ كتبه أيضًا قد بيعت بنسبة أعلى من المعدّل.
وفقا لما نشره موقع “والاه” الإسرائيلي، منذ أن ثارت عاصفة في مراسم توزيع جوائز السينما طرأت زيادة في مبيعات كتاب “خمسون عاما من الإبداع” الذي يجمع قصائد محمود درويش على مدى السنين، المترجمة إلى العبرية. بالإضافة إلى ذلك، فقد صدر بعد نحو أسبوعين من المراسم ملف جديد لترجمات قصائده من العربية إلى العبرية تحت عنوان “لا تعتذر عمّا فعلت”، بترجمة إيهود هورفيتش. نفدت الطبعة خلال أيام معدودة وقريبا سيتم طباعة طبعة جديدة منها.
حدث منذ وقت غير بعيد حدث مشابه لمقاطعة ثقافية أدت إلى زيادة في المبيعات وذلك عندما أخرج وزير التربية، نفتالي بينيت، من قائمة القراءة لطلاب الثانوية كتاب “جدار حيّ” للكاتبة اليهودية من أصول إيرانية، دوريت ربينيان، والذي يتحدث عن علاقة غرامية بين شابة إسرائيلية وشاب فلسطيني في مدينة نيويورك. في أعقاب الضجة التي ثارت ازدادت مبيعات الكتاب حتى نفد من كل متاجر الكتب في إسرائيل وتمت طباعة طبعة جديدة.
تدرس بلدية حيفا إلغاء حفل مغني الراب المتوقع أن يقام في المدينة وذلك في أعقاب دعوة وزيرة الثقافة، ميري ريغيف، رئيس البلدية، يونا ياهف، إلى التفكير مجددا في إقامة الحفل.
في أعقاب توجه ريغيف أعلنت البلدية أنّها قصّرت مدة حفل نفار وأنه ربما لن يقام مطلقا. بعد إعلان البلدية نشر نفار منشورا في فيس بوك وكتب فيه أنّه غير مستعد لإلغاء حفله.
“يؤسفني أنّ مهرجانا مثل مهرجان السينما في حيفا، الذي أصبح رمزا للجودة وتقارب الشعوب والبلدان يختار إعطاء منصّة لفنان مثل تامر نفار، الذي يختار في كل فرصة ومن فوق كل منصة ممكنة الخروج ضد فكرة دولة إسرائيل ووجودها كدولة للشعب اليهودي”، هكذا كتبت ريغيف في الرسالة التي وجهتها إلى رئيس بلدية حيفا.
وفي رده في الفيس بوك كتب نفار: “إقامة حفلي في حيفا يوم الثلاثاء… أسمع فجأة عبر وسائل الإعلام أنّ بلدية حيفا أعلنت أنّني، على ما يبدو، سألغي حفلي. أفهم أن البلدية تتعرض إلى ضغوط وزيرة الثقافة وفرقة العنصريين التابعة لها، وتأمل بأن ألغي الحفل، ولكن لن أسمح لهم بإسكاتي وأنتظر لقاءهم جميعا يوم الثلاثاء في حيفا”.
لقد بدأ الاحتجاج ضدّ إقامة حفل نفار منذ أكثر من أسبوع، عندما أعلن نشطاء من الليكود (حزب رئيس الحكومة نتنياهو) في المدينة عبر الفيس بوك أنّه إذا أقام نفار الحفل فهم ينوون “تفجيره”.
وفي الشهر الماضي غادرت ريغيف مراسم جوائز “الأوسكار الإسرائيلي” بعد أن قدّم نفار وفنان إسرائيلي عرضا تضمن مقطعا قصيرا من أغنية محمود درويش “سجل، أنا عربي”. فقد غادرت ريغيف القاعة احتجاجا على العرض، وبعد بضع دقائق عادت وصعدت على المنصة لتمنح جائزة الفيلم الأفضل. أثار خطابها اضطرابا في القاعة، وغادر بعض الحاضرين المكان.
وزيرة إسرائيلية تترك حفلا احتجاجا على أداء قصيدة لمحمود درويش
أثارت وزير الثقافة في إسرائيل، ميري ريغيف، ضجة كبيرة خلال حفل "الأوسكار" الإسرائيلي، بعدما خرجت من القاعة احتجاجا على أداء أغنية كلماتها مأخوذة من قصيدة "سجّل أنا عربي"
كان من المفروض أن يكون الممثلون والمخرجون الإسرائيليون نجوم حفل توزيع الجوائز للأعمال السينمائية الإسرائيلية عام 2016، الذي أقيم مساء أمس الخميس في تل أبيب، إلا أن حضور الوزيرة ميري ريغيف، وزيرة الثقافة المثيرة للجدل في إسرائيل، قلب الأوضاع، حيث أصبحت الوزيرة نجمة الحفل.
فقد قررت الوزيرة أن تترك الحفل احتجاجًا على أغنية قدمها المطرب العربي، تامر نفار، وكلماتها مأخوذة من قصيدة الشاعر الفلسطيني الكبير، محمود درويش، “سجّل أنا عربي”. وفي هذه النقطة تحوّل الحفل إلى صراع بين مؤيدي خطوة الوزيرة ومعارضيها.
وبعدما عادت الوزير إلى القاعة لتخطب وتوضح السبب وراء خروجها من القاعة، ضجت القاعة بأصوات المعارضين لها. ولم تفلح الوزيرة في إلقاء كلمتها بصورة متواصلة.
https://www.facebook.com/miri.regev.il/videos/1098149970281817/
وعن تصرفها قالت إنها لا تعارض الهوية العربية وإنها توافق قول الشاعر “سجّل أنا عربي” لكنها ترفض قوله في نهاية القصيدة “لكني إذا ما جعت آكل لحم مغتصبي.. حذار حذار من جوعي.. ومن غضبي”. وقالت إن هذه الكلمات تحرض ضد اليهود في إسرائيل.
وفي رد احتجاجي على احتجاج الوزيرة، خرج مؤدي الأغنية، المغني والممثل تامر نفار، من القاعة في أثناء خطاب الوزيرة، كما ورفض جزءٌ من الفائزين بالجوائز أن يعتلوا المنصة لتلقّي الجوائز من يد الوزيرة.
وكتب معلقون إسرائيليون على الحفل، الذي تصدر العناوين لساعات طويلة، أن الوزيرة استطاعت أن تكون النجمة المكروهة في الحفل بدلا من أن تترك الساحة للفنانين.
اقرأوا كلمات القصيدة المشهورة التي أغضبت الوزيرة:
سجل أنا عربي و رقم بطاقتي خمسون ألف و أطفالي ثمانية و تاسعهم سيأتي بعد صيف فهل تغضب سجل أنا عربي و أعمل مع رفاق الكدح في محجر و أطفالي ثمانية أسل لهم رغيف الخبز و الأثواب و الدفتر من الصخر و لا أتوسل الصدقات من بابك و لا أصغر أمام بلاط أعتابك فهل تغضب سجل أنا عربي أنا إسم بلا لقب صبور في بلاد كل ما فيها يعيش بفورة الغضب جذوري قبل ميلاد الزمان رست و قبل تفتح الحقب و قبل السرو و الزيتون و قبل ترعرع العشب أبي من أسرة المحراث لا من سادة نجب وجدي كان فلاحا بلا حسب و لا نسب يعلمني شموخ الشمس قبل قراءة الكتب و بيتي كوخ ناطور من الأعواد و القصب فهل ترضيك منزلتي أنا إسم بلا لقب سجل أنا عربي و لون الشعر فحمي و لون العين بني و ميزاتي على رأسي عقال فوق كوفية و كفى صلبة كالصخر تخمش من يلامسها و عنواني أنا من قرية عزلاء منسية شوارعها بلا أسماء و كل رجالها في الحقل و المحجر يحبون الشيوعية فهل تغضب سجل أنا عربي سلبت كروم أجدادي و أرضا كنت أفلحها أنا و جميع أولادي و لم تترك لنا و لكل أحفادي سوى هذي الصخور فهل ستأخذها حكومتكم كما قيلا إذن سجل برأس الصفحة الأولى أنا لا أكره الناس و لا أسطو على أحد و لكني إذا ما جعت آكل لحم مغتصبي حذار حذار من جوعي ومن غضبي
استضيف عضو الكنيست أيمن عودة، رئيس حزب “القائمة العربية المشتركة”، أمس (السبت) في برنامج ساتيرا إسرائيلي رئيسي وأظهر روح دعابة عالية، مما أثار ضحك المشاركين في البرنامج والجمهور طيلة لحظات طويلة.
رغم أنّ الحديث يدور عن برنامج ساتيرا، فقد جاء عودة جاهزا بشكل جيّد من ناحية البيانات وكان مستعدا للردّ عند مهاجمته. على سبيل المثال، حول الادعاء الشائع الذي يُطرح ضدّ عرب إسرائيل، كما لو كانوا لا يدفعون الضرائب، أثبت عودة وفقا للبيانات التي بحوزته، أنّ نسبة عرب إسرائيل الذين يدفعون ضريبة البلدية أعلى من نسبتها لدى اليهود.
في نهاية البرنامج ألقى عودة حوارا جادّا ومؤثّرا حول أهمية التعايش، رغم محاولات كبار السياسيين الإسرائيليين تأجيج الصراع والفصل بين الإسرائيليين والعرب وحذف الثقافة العربية من المجال الإسرائيلي. بل قرأ عودة أبياتا من قصيدة “إلى أمي” لمحمود درويش”.
أيمن عودة يحل ضيفا في البرنامج الساخر الأشهر في إسرائيل (فيسبوك)
وقد تلقى عودة ردود فعل إيجابية كثيرة على ظهوره الناجح في برنامج الساتيرا النقدي. “قدّم عضو الكنيست عودة هذا المساء مقابلة ناجحة ورائعة جدا. بليغ، لا يبالغ في الغالب ولديه حسّ سليم”، هذا ما كتبه المستشار الإعلامي الإسرائيلي الكبير، آفي بنيهو، في تويتر، من بين عشرات التغريدات الأخرى التي أثنت على عودة.
“يخاف ليبرمان وميري ريغيف أن تقرأوا درويش”، كما قال عودة للجمهور الإسرائيلي في البرنامج، عندما تطرق إلى وزراء الحكومة الإسرائيليين، بعد أن غضبوا من نشر قصيدة لدرويش في الإذاعة الإسرائيلية، واستمر بنبرة درامية: “إنهم لا يريدون أن نتعرف حقا على بعضنا البعض. إنهم يخافون من إنسانيّتنا. ثقافتان أفضل دائما من ثقافة واحدة. هذا هو الوقت للقيام والعمل – لنخرج معا إلى الشوارع، عربا ويهودا، للخروج ضدّ العدوّ المشترك لنا… ولنلتقط البوكيمونات”! أنهى كلامه، على صوت ضحك الجمهور المتفاجئ. “جميل، فاجأت في النهاية”، كما أثنى عليه أحد الممثلين الكوميديين في البرنامج، وأضاف “هذا سيحقق السلام”.
دعا وزير الدفاع، أفيغدور ليبرمان، صباح اليوم (الأربعاء)، قائد إذاعة الجيش الإسرائيلية للاستجواب، بعد أن بثّت الإذاعة أمس برنامجا كان مُعدا لقصائد الشاعر الفلسطيني المعروف محمود درويش، كجزء من سلسلة برامج تُدعى “النص الإسرائيلي المؤسس” في إطار البث الجامعي.
“يبدو أن الحديث يدور عن قضية خطيرة يحظى فيها من كتب نصوصا ضدّ الصهيونية وتُشكل حتى اليوم وقودا للأعمال الإرهابية ضد دولة إسرائيل، باهتمام إذاعة الجيش وهي تُصنّف أعماله كجزء من نصوص مؤسسة للمجتمع الإسرائيلي”، كما قال ليبرمان وأضاف: “لا يمكن تجاهل ذلك والمضي قُدما”.
وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان ووزيرة الثقافة ميري ريغيف في البرلمان الإسرائيلي (Flash90)
عند بثّ البرنامج أمس نشرت وزيرة الثقافة ميري ريغيف رسالة عاصفة كتبت فيها إنّ “إذاعة الجيش فقدت صوابها. في هذه اللحظات تذيع برنامجا مخصصا لـ “شاعر النكبة الفلسطيني” محمود درويش وتناقش قصائده الموجهة ضدّ مواطني دولة إسرائيل”. وأضافت الوزيرة ريغيف مقتبسة بعض الأبيات من قصيدة “بطاقة هوية” لمحمود درويش لتثبت أنّه “يعارض حقيقة وجود إسرائيل”، وفقا لكلامها.
وردا على ذلك كتب عضو الكنيست أيمن عودة في تويتر إنّ “وزيرة الثقافة تخاف من الشعر. إنها تعلم أنّنا إذا اعترفنا بثقافة بعضنا البعض ربما في النهاية نرغب في العيش معا بسلام”.
وقد تحدث في البرنامج الذي تم بثه أمس، المحرر والشاعر الطيب غنايم، عن سيرة حياة درويش، وعن مشاركته في النضال الوطني الفلسطيني. بالإضافة إلى ذلك تمت قراءة قصيدة درويش “بطاقة هوية” بالعربية والعبرية.
“أنا من قرية عزلاء منسية | شوارعها بلا أسماء”، هذا ما كتبه محمود درويش قبل أكثر من خمسين عامًا. ولكن، لا تزال الشوارع في القرى العربية في الجليل دون أسماء. وللمرة الأولى، ستُسمّى الشوارع، بعد نضال دام سنوات طويلة وشكاوى كثيرة من المواطنين، في 40 بلدة عربية في الجليل، بأسماء ستُحدد من خلال لافتات واضحة وستحمل أرقام البيوت.
وتسبب عدم وجود أسماء للشوارع بمشاكل كثيرة للمواطنين، الذين وجدوا صعوبة بتلقي خدمات عامة وخدمات بريدية إلى بيوتهم، وأثّر ذلك حتى على مُقدمي الخدمات (مثل المطاعم والمتاجر) الذين وجدوا صعوبة بتحديد ونشر مواقع تواجد مصالحهم ما أدى إلى خسارة الزبائن. طُرحت مسألة النقص حول تحديد خرائط الشوارع أكثر من مرة في الفترات الانتخابية، حيث يُدعى المواطنين إلى الوصول إلى صناديق الاقتراع وفق أسماء العائلات، وليس وفق مكان السكن، ما يدفع نحو “تصويت عائلي” ولا يُتيح عملية تصويت حُر وسري.
وقد قررت وزارة تطوير النقب والجليل، استجابة على التوجهات، طرح مُبادرة جديدة، تفسح للمواطنين فرصة اختيار أسماء الشوارع في قُراهم، هذا ما جاء اليوم في صحيفة “يديعوت أحرونوت”.
شارع محمود درويش قي شمال إسرائيل
ويحمل مُعظم الأسماء التي اختيرت أسماء شخصيات معروفة، من بينها أسماء ثقافية لامعة في الوسط العربي أمثال محمود درويش، فيروز، جبران خليل جُبران، وأم كلثوم، وفي بعض القُرى اختار السكان أسماء شخصيات إسرائيلية بارزة.
من بين أسماء الشوارع التي تم اختيارها نجد اسم “إسحاق رابين”، رئيس الحكومة الإسرائيلي الذي تم اغتياله، “شمعون بيرس”، الرئيس السابق، والشيء المُفاجئ هو أنه في قرية زرازير اختاروا أسماء قادة أركان سابقين مثل “موشيه ديان” و “موتي غور”. واختار السكان في قرية “بيت جن” الدرزية تسمية أحد الشوارع على اسم القائد الدرزي المعروف “كمال جُنبلاط”.
مجموعة شعرية للشاعر الوطني الفلسطيني سيتم نشرها باللغة العبرية من قبل إحدى دور النشر الصغيرة. معظم المحاولات السابقة لتعريف الإسرائيليين بشعره لم تنجح كثيرا
أصدرت دار النشر الإسرائيلية المستقلّة “كيشف” مؤخرا مختارات من شعر محمود درويش، الشاعر الوطني الفلسطيني. هذا ما ذكره أمس موقع الحزب الشيوعي الإسرائيلي. واسم الكتاب هو “محمود درويش: خمسون عاما من الشعر”، من ترجمة البروفيسور الإسرائيلي رؤوبين سنير، الباحث في الأدب العربي من جامعة حيفا.
ويضمّ الكتاب مجموعة واسعة من أعمال درويش، بدءًا من بداية نشاطه وحتى أعوامه الأخيرة، مترجمةً للّغة العبرية، بالإضافة إلى مقدمة شاملة للبروفيسور سنير عن أعمال درويش. ويعتبر سنير أكبر الباحثين الإسرائيليين المهتمّين بدرويش، وبشكل خاص بشعره الذي يتحدث عن النكبة الفلسطينية مثل “سيأتي برابرة آخرون”. وقد اهتمّ سنير كثيرا بالإضافة إلى ذلك بالحدود الغامضة بين القوميّة العربية، الدين اليهودي والقومية اليهودية في الشرق الأوسط.
وقد أجريتْ في الماضي أيضًا محاولات لتقديم أعمال درويش للقارئ الإسرائيلي. سعى يوسي سريد، وزير التربية الأسبق ورئيس حزب اليسار الإسرائيلي “ميرتس”، إلى تدريس شعر درويش في إطار برنامج تعليم الأدب في إسرائيل. ردّ عضو الكنيست حينذاك عوزي لنداو، على هذا القرار وقال إنّه يعكس “زيادة الخنوع والتملّق واستنكار الذات لدينا أمام عدوّنا”.
وقد صدر في العام الماضي في إسرائيل فيلم “سجّل أنا عربي”، للمخرجة ابتسام مراعنة، والذي تحدّث عن قصّة حياة درويش، وحظي بنقد إيجابي في الغالب. اهتمّ جزء كبير من الفيلم بالعلاقة الرومانسية التي قامت بين درويش والمطربة الإسرائيلية تمار بن عامي، والتي خلّدها في إحدى قصائده بشخصية “ريتا”.
وقد خلّد الفيلم لقاءً مؤثّرا بين درويش وبين شابّ إسرائيلي يعيش في المستوطنة التي أقيمت على أرض القرية التي غادرتها أسرة درويش عام 1948. يقول درويش للشاب: “لا أستطيع أن أقول إنّه قد كانت لدينا طفولة مشتركة، لأنّك ولدتَ في المكان الذي طُردتُ أنا منه. ولكن اللقاء بيننا هو لقاء سعيد وحزين، سعيد لأنّه بإمكاننا أن نصبح أصدقاء، وحزين لأنّه بإمكانك العودة إلى هناك وأنا لا”.
الواقع الجنوني والمستحيل للحياة في إسرائيل يستدعي قصصًا رومانسية عابرة للهوية الدينية والقومية. فإذا كان الشباب العرب والفتيات اليهوديات يخفون قصص حبّهم في الماضي، فيمكننا اليوم أن نجدهم في برامج التلفزيون
تستدعي الحياة المختلطة لليهود والعرب في دولة إسرائيل الكثير من اللقاءات غير الاعتيادية وغير المتوقعة. إذ، ينشئ نسيج الحياة المشتركة، التي يعيش فيها العرب واليهوديات، اليهود والعربيات سويّة، ويعملون ويقضون أوقاتًا معًا؛ حالة تكون فيها علاقة الحب بين شريكين من كلا الطرفين ظاهرة طبيعية وضرورية. وتشيع الظاهرة بشكل خاصّ في المدن المختلطة حيث فرص الاحتكاك بين الشعبين مرتفعة بشكل خاصّ.
ولكن، تعمل الجهات المحافظة من كلا الطرفين بكلّ ما في وسعها من أجل إحباط علاقات الحبّ بين زوجين من العرب واليهود، وخصوصًا بين الفتيات اليهوديات والرجال العرب. وفقًا للتقديرات، فهناك عشرات الأزواج المختلطين الذين يعيشون في إسرائيل. إنهم يعيشون معًا ويبقون في ظلّ جميع الاضطرابات السياسية التي تمرّ بها المنطقة، ويحاولون أن يثبتوا بأنّ الحبّ أقوى من كلّ شيء. ولكن في معظم الحالات، فإنّ الآراء المسبقة التي تحيط بهم تمنعهم من إظهار حبّهم إظهارًا صريحًا.
إبراهيم من لواء جفعاتي
فمثال على ذلك، هو إبراهيم، شاب من أحد الأحياء العربية في القدس والذي لا يمكن الكشف عن اسمه كاملا. فقد درس في مدرسة يهودية، تحدّث العبرية بطلاقة، عمل مع شبّان يهود وتعرّف أيضًا إلى الكثير من الفتيات الإسرائيليات. ولقد تدرّب في صالة رياضية في حيّ يهودي في القدس قرب مكان سكنه، وتعرّف هناك على كيرن (اسم مستعار)، وهي فتاة من أصل يهودي تعيش في نفس الحيّ.
أحبّ إبراهيم وكيرن بعضهما بعضًا سريعًا. وحقيقة أنّها فتاة يهودية، وأنّه شابّ عربي، لم تزعج أيّا منهما. ولكن، كانت المسألة أكثر تعقيدًا بالنسبة لعائلتيهما؛ فقد فضّل والدا إبراهيم أن يرتبط فقط مع فتيات عربيات من حيّه، حيث يمكنه الزواج منهنّ وفق الشريعة الإسلامية.
بالمقابل، أراد والدا كيرن أن تتعرف على شاب يهودي فقط. وكان لدى إبراهيم حلّ؛ حين التقى مع أسرة كيرن فقد عرض نفسه ببساطة باعتباره “آفي” – وهو اسم إسرائيلي، ولإضافة المصداقية قال إنّه خدم في الجيش الإسرائيلي في لواء “جفعاتي”. “أنا آفي من جفعاتي”، هكذا قدّم نفسه.
درويش وريتا
ومن المعروف أنّ الشاعر الوطني الفلسطيني محمود درويش أيضًا كانت لديه علاقة رومانسية مع امرأة يهودية، والتي تخلّدتْ في قصيدته التي تبدأ بـ “بين ريتا وعيوني.. بندقية”. وظلّ السؤال إذا ما كانت “ريتا” نفسها هي امرأة حقيقية دون جواب لفترة طويلة.
محمود درويش (AFP)
وفي الواقع فإنّ “ريتا” في القصيدة هي لها حياة خاصّة بها، بعضها حقيقي وبعضها خيالي، ولكن لا شك أن هناك شيء حقيقي في القصة. حين سُئل محمود درويش عن ذلك، أجاب: “إذا كان يريحك أن أعترف بأن هذه المرأة موجودة، فهي موجودة أو كانت موجودة. تلك كانت قصة حقيقية محفورة عميقًا في جسدي…”.
إنّ شرح درويش لعلاقته مع المرأة اليهودية يفسّر شيئًا عن العلاقة بين الصراع العربي اليهودي، الذي كان يجري على مستوى الأمة، وبين علاقة اليهودية والعربي في الغرفة الخاصة المغلقة: “في الغرفة كنا متحررين من الأسماء، ومن الهويّات القوميّة ومن الفوارق، ولكن تحت الشرفة هناك حرب بين الشعبين” (الكرمل، ع 52، 1997. ص 220).
هكذا الأمر أيضًا بالنسبة لإبراهيم وكيرن؛ لم تكن هناك حاجة للهويّة القوميّة، الدينية أو أي هوية اجتماعية أخرى في العلاقة بينهما، ولكن في الخارج كان على إبراهيم أن يغلّف نفسه بهوية مستعارة، من أجل الإعلان عن حبّهما.
الشرعية العامة
ولكن إذا كان الأزواج المختلطون في الماضي مضطرين للاختباء في الظلام، ففي أيامنا صعد بعض هؤلاء الأزواج إلى خشبة المسرح، وقدّموا تعبيرًا علنيّا عن علاقتهم بشكل ينشئ شرعية متنامية للعلاقات بين شريكين من كلا الطرفين. في برنامج الرياليتي الشعبي “السباق نحو المليون”، الذي فاز بنسب مشاهدة عالية بشكل خاصّ عند الإسرائيليين، تألّق زوجان من قوميتين مختلفتين من المتسابقين: فراس حليحل وشيرا دهان.
ولكن مع ظهور فراس وشيرا المشترك فورًا، سُمعت صرخة ضدّهما. طالب احتجاج في شبكة الفيس بوك بمقاطعة البرنامج الذي يعرض زوجين من قوميتين مختلفتين باعتباره أمرًا شرعيّا: “شعبنا ليس غبيّا ونحن لسنا مستعدّين للانجرار إلى الأماكن المنخفضة التي يجذبوننا إليها”، هكذا كُتب في الاحتجاج.
فراس حليحل وشيرا دهان (علاقات عامة عدي أورني)
تمسكت الشبكة التي تبثّ البرنامج الشعبي برأيها، وأعلنت أنّ “السباق نحو المليون” يفخر بكونه برنامجًا يستهدف الإسرائيليين حول العالم، وعلى هذا النحو فهو يمثّل سكان إسرائيل، على أنواعهم”. واصل فراس وشيرا التمسّك بحبّهما، بل وانتقلا للعيش معًا في مدينة تل أبيب.
وتنتشر ظاهرة الأزواج المختلطين أيضًا في أوساط المشاهير الإسرائيليين. فعلى سبيل المثال، أحبّت الممثّلة والمبدعة دانا مودان خلال تصوير أحد المسلسلات الممثّل قيس ناشف، وحوّل الاثنان الحبّ على الشاشة إلى حبّ حقيقي. أيضًا الممثّل العربي القدير يوسف سويد متزوّج للمخرجة اليهودية ياعيل رونن، ولديهما طفل. لدى سويد رأي سلبي شديد تجاه العرب الذين يحاولون انتحال شخصية يهودي من أجل كسب الفتيات: “إخوتي المنتحلين، أنا أحثّكم، حافظوا على الطابع العربي”، هذا ما كتبه سويد لموقع “والاه” الإسرائيلي، وأكمل: “ارفعوه عاليًا واحملوه بفخر”.
ثمة مثال آخر وهو الممثّل الراحل جوليانو مار خميس، والذي هو بنفسه ثمرة مختلطة كهذه؛ لحبّ صليبا خميس العربي من الناصرة وأورنا مار اليهودية. بل إنّ مار خميس قد دفع ثمنًا باهظا بسبب أصله المختلط وقُتل من قبل مسلّحين فلسطينيين في مدينة جنين، حيث أدار هناك المسرح المحلّي.
مقارنةً بمار خميس الذي كانت أصوله المختلطة معروفة، فإنّ الكاتبة الإسرائيلية كارين أرد، التي وُلدت لأم عربية وأب يهودي، أخفت أصولها وخجلت منها. “حين كان الناس يسألونني عن أصولي كنت أغيّر الموضوع. لم أتحدّث عن طفولتي إطلاقًا. لم يعرف أحدٌ والديّ”، قالت أرد.
ولكن رغم الحرج، كشفت أرد عن سرّها، بشكل قد يشجّع الأزواج المختلطين من اليهود والعرب للكشف عن هويّتهم، وهويّة أبنائهم ثمرة حبّهم. لا يعتبر الأزواج المختلطون في إسرائيل اليوم ظاهرة منتشرة، ولكنهم يتزايدون ويحتلّون المكانة التي تليق بهم في المجتمَع الإسرائيلي.
من اليمين الى اليسار: لوسي أهريش، ميرا عوض، أحمد الطيبي والشيخ رائد صلاح (Falsh90 and Instagram)
العرب الجدد
ها هم عرب إسرائيل الجُدد: يقتحمون حدودًا اجتماعية – جندرية، يعيدون صياغة وعيّهم السياسي الذي حتى الآن قيّد الكثيرين في المجتمع الصغير ويمضون قُدمًا من أجل سد الثغرات
تم تداول مسألة اندماج عرب إسرائيل، في المجتمع الإسرائيلي – اليهودي، مرات عديدة من خلال الأبحاث التاريخية والتحليلات الاجتماعية. تعج مكتبات الجامعات الإسرائيلية بمعطيات مقارنة تحلل التحوّل الاجتماعي – الثقافي – الاقتصادي والسياسي الذي مر به مليون عربي يعيشون اليوم في إسرائيل.
ويمكن كتابة الكثير من الكتب فقط عن موضوع التسميات التي تُطلق على عرب إسرائيل. هناك من يعرّفونهم على أنهم: عرب إسرائيل، عرب 48، فلسطينيون مواطني إسرائيل، الوسط العربي في إسرائيل، عرب الداخل والمزيد من التسميات، وتُظهر كل واحدة من هذه التسميات هوية ثقافية – سياسيّة مختلفة.
عرب إسرائيل، عرب 48، فلسطينيون مواطني إسرائيل، الوسط العربي في إسرائيل، عرب الداخل والمزيد من التسميات، وتُظهر كل واحدة من هذه التسميات هوية ثقافية – سياسيّة مختلفة
وأكثر من أي شيء، برأيي، فإن هذا البحث الواسع والواضح لا يتضمن الحديث عن التغيير الهام والكبير الذي يمر به الوسط العربي في إسرائيل. جاء التغيير الذي هو أيضًا تغيير مثل كل التغييرات الاجتماعية الكثيرة في العالم، مع عصر الاتصالات العصري والإنترنت.
تسونامي، تسونامي ثقافي، اقتصادي وسياسي: هكذا اعتدت أنا على الأقل أن أسمي هذه الظاهرة. فأكبر تغيير يمر على المجتمع العربي في إسرائيل، هو عملية بدأت قبل عقد من الزمن، عندما دخلت الكمبيوترات المحمولة إلى البيوت، وتسارعت تلك العملية خلال السنوات الأربع الأخيرة بفضل الهواتف الذكية، التي تتيح لكل شاب وشابة التحدث عبر الشبكة المفتوحة مع من يريدون ومتى يريدون. نتحدث غالبًا عن تناقض قوي وصارخ بين جيل الكبار وجيل الشباب. ويكشف العالم العصري الشباب على العالم الحقيقي، دون رقابة، وتتراجع العلاقات مع العائلة والبالغين. فأكثر شيء كان يهم جدتي في الحياة هو الشرف، وماذا سيقول الجيران. إذ، يحلم الشباب اليوم بالحلم الأمريكي وهو تحقيق الذات، الحرية والنجاح الاقتصادي.
رغبة منا محاولة نقل روح التغيير تلك، جمعنا لكم عشر شخصيات ملفتة وتعكس، برأينا، وبشكل جيد ذلك التحوّل الذي يطرأ على المجتمع العربي في إسرائيل.
أحمد الطيبي
عضو الكنيست أحمد الطيبي يتهم السلطات بانتشار ظاهرة العنف (Flash90Uri Lenz)
يفتتح هذه القائمة وهو سياسي استطاع أن يجعل السياسة الإسرائيلية تقف على رجليها. ربما هو ليس صغيرًا ولكن، فكره المتقد وسلاطة لسانه نجحا بجلد الكثيرين من معارضيه في الحكومات الإسرائيلية.
الطيبي، المولود عام 1958، هو ابن لأب من يافا وأم من الرملة. يشغل الطيبي اليوم منصب نائب رئيس الكنيست ونائب عن حزب الحركة العربية للتغيير. وسبق أن كان مستشارًا للرئيس ياسر عرفات للشؤون الإسرائيلية. وهو أساسًا طبيب. وُلد الطيبي في قرية الطيبة. أنهى عام 1983 دراسة الطب بتفوق في الجامعة العبرية في القدس وبدأ اختصاصه بطب التوليد والنساء (لكنه لم ينه الاختصاص). يقيم اليوم في قرية الطيبة مع زوجته مي، طبيبة أسنان مختصة بعلاج الأطفال وهو أب لابنتين.
يحلم الشباب اليوم بالحلم الأمريكي وهو تحقيق الذات، الحرية والنجاح الاقتصادي
حاول الطيبي طوال سنوات أن يمهد طريق دخول عرب إسرائيل إلى سوق العمل الإسرائيلي، والعمل في أروقة الكنيست للحصول على حقوق كاملة ومساوية للحقوق التي تقدّم اليوم لكل مواطن إسرائيلي – يهودي. من بين الأمور التي يحاول تحقيقها: مكانة المرأة في الوسط العربي والمقاومة الشديدة للعنف ضد النساء داخل المجتمع.
إن الطيبي معروف بلسانه السليط وكثيرًا ما واجه رئيس الحكومة الحالي، بنيامين نتنياهو، واقتحم نقاشات كانت عنصرية برأيه. وفقط في شهر كانون الأول الأخير (2013) هاجم مواطن يهودي النائب أحمد الطيبي وسكب عليه كوب شاي ساخن، حين كان الأخير يتظاهر ضدّ مخطط برافر، الموضوع الشائك، لتوطين البدو. وينضم هذا الهجوم الأخير إلى عدد كبير من المشادات الكلامية مع مغنين، لاعبي كرة قدم ومثقفين كثر. “هو عمومًا ليس شخصًا مريحًا” كتبوا عنه في الشبكة، وهو بالفعل يعترف بأن خصومه السياسيين يفكرون مرتين قبل أن يخوضوا أي مواجهة معه.
الشيخ رائد صلاح
الشيخ رائد صلاح (FLah90/Yossi Zamir)
قد تصدّر الشيخ رائد صلاح عناوين كثيرة في وسائل الإعلام الإسرائيلية، الفلسطينية والعالمية بسبب مواقفه الصارمة ضد الاحتلال وضد “النهج الإسرائيلي”، برأيه، ضدّ المواطنين العرب.
تُعرف آراء صلاح الرافضة لأي حق بوجود دولة إسرائيل وتحديدًا سيطرتها على القدس
وُلد الشيخ رائد صلاح أبو شقرا، عام 1958 وأصبح رئيس الكتلة الشمالية (الكتلة الأكثر تطرفًا) من الحركة الإسلامية في إسرائيل ومن الزعماء الدينيين في الوسط الإسلامي في إسرائيل. تُعرف آراء صلاح الرافضة لأي حق بوجود دولة إسرائيل وتحديدًا سيطرتها على القدس. بين عامي 1989 – 2001، شغل صلاح منصب بلدية أم الفحم.
وشخصيته المثيرة للخلاف معروفة جيدًا لدى المجتمع الإسرائيلي. فعلى سبيل المثال، اتُهم صلاح بمسؤولية جزئية عن أحداث “أكتوبر 2000” والتي قُتل خلالها 13 مواطنًا من عرب إسرائيل بمواجهات وقعت مع الشرطة والجيش وكانت شرارة الانتفاضة الثانية.
يتصدّر صلاح رأس قائمة الأشخاص الذين تم تحذيرهم من قبل السلطات التنفيذية في إسرائيل بعد سلسلة من الأعمال التي تضمنت من بين أشياء أخرى: الإشادة على أعمال العنف، اتهامات ضد إسرائيل، رفض وجود الدولة وتأجيج النار بين أوساط عرب إسرائيل.
في آذار 2014، حكمت محكمة الصلح في القدس على صلاح بالحبس لثمانية أشهر فعلية وثمانية أشهر مع وقف التنفيذ. وكان صلاح قد أُدين في شهر تشرين الثاني الأخير بالتحريض على العنف، بسبب الخطبة التي ألقاها في حي وادي الجوز في القدس عام 2007. بعد قراءة الحكم، خرج صلاح وكثيرون من أتباعه من المحكمة وعقدوا مؤتمرًا صحفيًا استنكروا فيه الحكم، ووصفوه بأنه استمرار لملاحقة الشيخ صلاح من قبل إسرائيل.
سليم طعمة
اللاعب سليم طعمه (Wikipedia)
يُعتبر واحدًا من لاعبي كرة القدم العرب المتميزين جدًا في إسرائيل. صحيح أنه ترك الحياة الرياضية من مدة قصيرة ويعمل الآن على تكريس قدرته في مجال الأعمال، ولكنه لا يزال يُعتبر رائدًا في مجاله ومثالا يُحتذى بالنسبة للكثير من الشبان.
طعمة هو عربي إسرائيلي مسيحي وُلد في اللد ولعب لسنوات طويلة ضمن فريق هبوعيل تل أبيب كلاعب وسط.
لعب أيضًا مع عدة فرق خارج البلاد منها ستنادرد لياج البلجيكي في موسمي – 2007 – 2008. وفاز طعمة مع الفريق ببطولتين متتاليتين.
ظهر اسمه في الكثير من الأغاني العنصرية التي كُتبت عنه. في الأغنية العنصرية “طعمة إرهابي”، قارن مشجعو فريق بيتار القدس، الذين يعتبرون أكثر المشجعين عنفًا على المدرجات، بينه وبين المخربين الذين قاموا بعمليات تفجير في إسرائيل في التسعينات. وكان دائمًا يتمنى إبعاد المشجعين المتطرفين عن الملاعب وادعى أنها ظاهرة مقرفة تدل على كره الآخر، حالة تمييز وعنصرية لا تلائم الروح الرياضية الإسرائيلية.
ميرا عوض
ميرا عوض (FLash90/Miriam Alster)
ميرا عوض، ممثلة وموسيقية عربية – إسرائيلية تتنقل طوال حياتها بحذر بين الأقطاب. “لست مجنونة ولكنني معقّدة، ومركّبة. شكلي يبدو لائقًا، أشكنازية شقراء ذات عينين صافيتين، أنا لا أشكل تهديدًا على أحد، حتى أن أفتح فمي” هذا ما قالته عوض عن نفسها في إحدى المقابلات.
فمن جهة، حققت نجاحًا كبيرًا كفنانة استطاعت أن تصل إلى فترة ذروة المشاهدة في إسرائيل وحتى أنها مثلت إسرائيل في مسابقة أورفزيون. ومن جهة أخرى، ما زالت تشكل ميرا جزءًا من الأقلية العربية في الدولة اليهودية. “يشعرون بالارتياح معي لذا، أسمع أشياء كثيرة عن العرب. مثلما ما كان يريد فعله سائق تاكسي مع كل العرب” تقول عوض. “أحيانًا أجادل، وأحيانًا أخرى أضحك فقط. أحيانًا أشعر باكتئاب أيضًا”.
وُلدت ميرا عوض عام 1975 في قرية الرامة الجليلية لعائلة مسيحية. والدها طبيب عائلة وتعرّف خلال دراسته في بلغاريا على والدتها. أظهرت، وهي لا تزال طفلة، إحساسًا موسيقيًا متطورًا: “في التاسعة من عمري وقفت على المسرح” تقول عوض. من سن الـ 18 التحقت بتعلم الفن والأدب الإنكليزي في جامعة حيفا وبعد عامين تركت الدراسة وتوجهت إلى كلية الموسيقى لتحقق حلمها بتعلم الموسيقى.
في الـ 27 من عمرها، دخلت الوعي الجماهيري عندما أدت الدور الرئيسي في المسرحية الغنائية “سيدتي الجميلة” في مسرح هكامري. بالمقابل، بدأت حياة موسيقية ومن بين مشاريع كثيرة شاركت بمشروع عيدان رايخل، وحاليًا وقّعت عقدًا مع شركة SONY العالمية لإنتاج ثلاثة ألبومات.
حصلت على شهرتها الواسعة من الدويتو الذي أدته مع آحينوعم نيني في مسابقة الأورفزيون “There must be another way”. التي وصلت إلى النهائيات ولكنها لم تحظ بأن تكون أفضل أغنية.
وعوض ليست عربية تقليدية ومؤخرًا تزوجت صديقها، كوستا، بعد علاقة، عبر الشبكة، دامت عامًا ونصف. فأقيم حفل الزفاف في نهاية كانون الأول 2013 في طقوس متواضعة في بلغاريا.
هدى نقاش
هدى نقاش (مسابقة Miss Earth)
منذ خمس سنوات، تحاول عارضة الأزياء العربية هدى نقاش ابنة الـ 24 سنة من حيفا أن تشق طريقها داخل صناعة الموضة الإسرائيلية دون أن تحقق نجاحًا كبيرًا. قبل عامين جاء التحوّل، مع أول حملة إسرائيلية. وليس مجرد أول حملة ترويجية – فتصوّرت نقاش لشبكة الملابس الداخلية جاك كوبا، الشركة المستوردة للسلع العالمية الخاصة بالملابس الداخلية.
تحلم نقاش منذ فترة طويلة بأن تشارك بحملات الترويج والتصوير بملابس تحتية. وهي لا تخشى ردة الفعل في الشارع العربي
تطمح نقاش بأن تكون بار رفائيلي، أو أن تتحوّل على الأقل إلى أيقونة ملابس داخلية مثلها. “هي عارضة أزياء شهيرة (رفائيلي) وأنا أطمح لأكون عارضة أزياء مشهورة”، قالت نقاش في إحدى المقابلات مع وسائل الإعلام الإسرائيلية. تُظهر نقاش أمام عدسات مصوري الأزياء، راحة لا مثيل لها. ربما أنها بخلاف الكثير من العارضات الأخريات اللواتي يتصوّرن بالملابس التحتية فقط من أجل كسب المال، فتحلم نقاش منذ فترة طويلة بأن تشارك بمثل حملة الترويج هذه. وهي لا تخشى ردة الفعل في الشارع العربي.
وُلدت نقاش في حيفا لأم هي معلمة بيولوجيا ووالد مهندس معماري. سافرت العائلة إلى إيطاليا وهي لا تزال صغيرة، ومن هناك إلى الناصرة ثم حيفا.
https://www.youtube.com/watch?v=VIoGGWPCVmA
أنهت نقاش دراستها للقب الأول في موضوع الآثار والجغرافيا من جامعة حيفا، إلا أن كل طموحها كان موجّهًا نحو مجال الأزياء. توجّهت قبل ثلاث سنوات إلى مصمم بدلات العرائس الحيفاوي كميل شاهين، على أمل أن تكون عارضة جملته الترويجية، ولكنه وجّهها إلى وكالة عرض أزياء. وقام مصوّر كان يعرفها بتوجيهها إلى محررة المجلة النسائية العربية “ليلك”، يارا مشعور، التي قررت أن تكرس كل الجهود لتحويل نقاش إلى عارضة أزياء عالمية.
وضعت مشعور صورة نقاش على غلاف المجلة التي تحررها، بينما كانت ترتدي ملابس بحر جريئة، ومؤخرًا حتى أطلقتها كعارضة أزياء ممثلة لإسرائيل في مسابقة الجمال العالمية Miss Earth التي أقيمت في مانيلا بمشاركة 84 مرشحة من أنحاء العالم. ربما عادت نقاش دون لقب، ولكن حققت مشعور إنجازًا آخر لمحاولة تحرير المرأة العربية العصرية من القيود البطريركية في المجتمع العربي.
ابتسام مراعنة منوحين
المخرجة ابتسام مراعنة منوحين (Wikipedia)
الروح الجديدة بتوثيق الأفلام الوثائقية. مراعنة هي أول سينمائية عربية إسرائيلية. تتطرق في أفلامها الوثائقية إلى المواضيع التي تعصف بالمجتمع الإسرائيلي عمومًا وبالمجتمع العربي في إسرائيل تحديدًا، بالتركيز على مكانة المرأة.
مراعنة: “وُلدت مراعنة في الفريديس عام 1975. تعلمت السينما والتلفزيون في إحدى أهم المؤسسات في البلاد، واستكملت تعليمها ونالت لقباً بمجال الإعلام وشهادة تدريس”
“الأعمال الوثائقية برأيي هي القدرة على نقد المجتمع الذي أنا جزء منه، الإسرائيلي عمومًا والعربي تحديدًا، بشكل مباشر. لديّ ما أقوله، والأعمال الوثائقية تمنحني القوة للتعبير عن نفسي”
كان أول فيلم قدمته، “الفريديس، الجنة الضائعة” (2003) وتحدث عن سعاد رانيم، المولودة في الفريديس، ناشطة سياسية في منظمة التحرير، قبعت لسنوات عديدة في السجون الإسرائيلية، واليوم هي د. بالمحاماة في بريطانيا. عُرض الفيلم في عدة مهرجانات حول العالم ولفت الكثير من الأنظار إلى مراعنة.
لماذا السينما الوثائقية؟ “الأعمال الوثائقية برأيي هي القدرة على نقد المجتمع الذي أنا جزء منه، الإسرائيلي عمومًا والعربي تحديدًا، بشكل مباشر. لديّ ما أقوله، والأعمال الوثائقية تمنحني القوة للتعبير عن نفسي”، قالت مراعنة خلال مقابلة لها.
لفت آخر فيلم قدّمته مراعنة النظر إلى براعتها. وحظي “سجل أنا عربي”، بلقب أكثر فيلمًا محبوبًا من قبل الإسرائيليين للعام 2014، ويبيّن الفيلم، الذي تناول حياة الشاعر الفلسطيني محمود درويش، عن طريق قصتي حب دراميتين للشاعر، الأولى لامرأة يهودية والثانية لابنة دبلوماسي سوري، التوتر المزدوج في حياته، الأول لكونه شاعرًا خاصًا، شخصيًّا، يدعو إلى صنع السلام ورومنسيًّا، وبين تحوَله إلى مبدع سياسي، رمز المقاومة الفلسطينية، والثانية، بين إدراكه الشعري للعالم وبين ملل الحياة.
أسماء إغبارية
السيدةاسماء أغبرية زحالقة (Wikipedia)
“أصيلة، تمامًا كما هو المعنى المبيّن في القاموس لكلمة أصيل. حقيقية، فصيحة، متحمسة، صريحة. بصقت الحقيقة في وجهنا مباشرةً”. هذا ما كُتب مؤخرًا عن سيدة النضالات الاجتماعية أسماء إغبارية.
أسماء، سياسية يجهلها كثيرون في المجتمع الإسرائيلي، ربما لم تتمكن من دخول معترك السياسة المحلية أو الإسرائيلية عمومًا، ولكنها كانت من مرشحي قائمة حزب “دعم” العمالي، (حزب العمال، حزب يساري اشتراكي)، ورئيسة الحزب اليوم.
يعرفها الكثير من النشطاء السياسيين جيدًا، وتمكنت من إلهام الكثير من النساء ربما بسبب خلفيتها المميّزة. وهي امرأة عربية من يافا (40 عامًا) تحاول قيادة حزب عدل اجتماعي، بالتعاون بين العرب واليهود بينما تركّز أجندتها على المحتاجين والنقابات العمالية.
لوسي اهريش
http://instagram.com/p/b3-loShQWy/
أكثر ما يميّز اهريش هو أيضًا ما يشكل العقبة الكبيرة لديها: شابة عربية حادة الطباع تتكلم العبرية بطلاقة، ترى ولا تُرى من الجانبين. لوسي اهريش (33 عامًا) هي صحافية، ممثلة ومقدّمة برامج تلفزيونية.
ترعرعت لوسي في بيت عائلة مسلمة في المدينة الجنوبية، ديمونا. التحقت بمدارس يهودية واعتادت على الاحتفال بالأعياد اليهودية إلى جانب أعياد المسلمين.
اهريش تمثل جيلاً جديدًا من الشبان العرب الذين اندمجوا في مناصب هامة في الإعلام الإسرائيلي، جيل يتحدى جيل الآباء ويخالف كل التوقعات
ترعرعت اهريش وتعلمت في مؤسسات تربوية يهودية، وشعرت أنها جزء من التيار الإسرائيلي – اليهودي. وكذلك، حاولت اهريش وفقًا لأقوالها، عندما بدأت قبل عام بالعمل كمقدّمة برنامج حواري وترفيهي في القناة 2، ثم أصبحت مقدمة الأخبار والبرامج بالعبرية العربية الأولى في إسرائيل، أن تهرب من تصنيفها بأنها العربية الأليفة المناوبة. “أنا لست عربية مسكينة”، قالت، “كم يمكن اتهام الآخرين؟ أنا مرتاحة بحياتي رغم كل العنصرية القذرة الموجودة في إسرائيل”. إن كانت ترغب اهريش أم لا، فإنها تمثل جيلاً جديدًا من الشبان العرب الذين اندمجوا في مناصب هامة في الإعلام الإسرائيلي، جيل يتحدى جيل الآباء ويخالف كل التوقعات.
نوف عثامنة إسماعيل
الرابحة نوف عثامنة إسماعيل (Flash90/Yonatan Sindel)
تُعتبر “سيدة البرنامج” في البرامج الواقعية الخاصة بالطبخ والتي تحتل وقت ذروة المشاهدة التلفزيونية في إسرائيل. ونجحت نوف هذا العام بالوصول إلى المرتبة الأولى والحصول على اللقب “أفضل شيف في إسرائيل” (ماستر شيف)، بعد موسم حافل ومليء بالتوتر.
نوف، دكتور في علم الكائنات الحيّة، وتبلغ 32 عامًا، متزوجة وأم لثلاثة أبناء من قرية باقة الغربية، وأدهشت الحكام في البرنامج طوال موسم كامل بسبب تقنيات الطبخ المميّزة التي قدّمتها.
أرادت نوف تمثيل المطبخ العربي، وإلى جانب ذلك، طلبت أن تدمج تقنيات ومواد خام من المطبخ الحديث لتطويره وجعله يناسب الجميع.
قالت نوف عن نفسها بأنها مدمنة على الأسواق، الروائح والنكهات وكان من بين المهام الصعبة التي فرضت عليها خلال البرنامج التلفزيوني: أن تعد وجبة طعام لجدتها. هذا اللقب أثر عليها كثيرًا وكان من المهم جدًا بالنسبة لها أن تستوفي المعايير العالية الخاصة بالمطبخ العربي التقليدي الذي اكتسبت موهبتها منه. والأهم من ذلك أن نوف حاولت دعم الحوار العربي الإسرائيلي من خلال المطبخ وتتمنى مستقبلاً أن تبني أول مدرسة عربية يهودية لتعليم فنون الطبخ لتكون جسرًا آخر بين هذين الوسطين.
عماد تلحمي
عماد تلحمي (Babcom)
فتح رجل الأعمال عماد تلحمي (56 عامًا) بوابة عربية إلى الاقتصاد الإسرائيلي: لم يحب الظهور يومًا في الملاحق الاقتصادية، ولكن اسمه يسبقه في عالم صناعة النسيج. تلحمي مبادر تجاري اجتماعي، نما طوال 25 عامًا في شركة دلتا، بدءًا بأصغر وظيفة له، إلى أن أصبح اليد اليمنى لمالك الشركة السابق، دوف لاوتمن. قام تلحمي بإدارة آلاف العمال في مصانع دلتا حول العالم: بدايةً من مصر والأردن، ووصولا إلى بريطانيا والولايات المتحدة. بعد أن تم بيع شركة النسيج وتغيير المالك، وجد تلحمي نفسه مباشرًة خارج صناعات النسيج وقرر أن يكوّن نفسه من جديد بحيث أقام أول شركة ناشئة (ستارت أب) في المجتمع العربي في إسرائيل.
“بابكم”، هو اسم الشركة. “بوابة للتعايش بما يخص التشغيل، المهنة، الفرص والنجاح”، يقول تلحمي. تقدم شركة الهايتك، التي أنشأها تلحمي، الخدمات التجارية بالاستعانة بمصادر خارجية، تتضمن مراكز تقديم خدمة للزبائن ومراكز تطوير برمجيات. تتوزع مكاتب “بابكم” في منطقة الجليل وهي تشغل أكثر من 500 عامل من العرب واليهود معًا.
تسعى “بابكم” إلى أن تكون الشركة ذات الخدمات الأفضل في إسرائيل، وأن تعتمد أساسًا على عمال وأكاديميين من الوسط العربي، إقامة عدد من المراكز في القرى العربية وتقديم خدمات خاصة بالبرمجيات، مراكز خدمات زبائن، خدمات الترجمة، الخدمات الهاتفية والاستطلاعات.
تتلخص رؤيا تلحمي بخلق شركة توفر بيئة عمل فاخرة جدًا للعمال وتكون ملزمة ببناء حياة مهنية لهم، الأمر الذي من شانه التأثير على البيئة المجاورة وتعزيز المساواة بالفرص على أساس استحقاقراطية.