محمود المبحوح

“باريس تحولت إلى ملعب لعمليات الموساد”

باريس (AFP)
باريس (AFP)

وفق تقرير صحيفة "لوموند" الفرنسية، يجري الموساد الإسرائيلي نشاطات واسعة في باريس، وقد أدار منها حملة لاغتيال القيادي الحمساوي، محمود المبحوح

نشرت الصحيفة الفرنسية “لوموند” أمس (الأربعاء) تفاصيل عن حملة معقدة نفذها الموساد في عام 2010 لاغتيال القيادي الحمساوي، محمود المبحوح. وفق التقرير، أقام الموساد غرفة حرب مرتجلة في فندق في باريس، وأدار منها نشاطات العملاء في دبي لتنفيذ العمليّة. وذلك رغم أنه ورد في وسائل الإعلام الأجنبية أن غرفة الحرب التابعة للموساد عملت تحديدًا من النمسا أو دولة أوروبية أخرى. تجدر الإشارة إلى أن هذه المعلومات حول اغتيال المبحوح لم تُكشَف حتى الآن ولم تصادق عليها جهات إسرائيلية.

يستند المقال الذي نُشر تحت عنوان “ظل الموساد يرفرف في سماء باريس”، إلى تصريحات جهات مسؤولة في جهاز المخابرات الفرنسية، التي تدعي أن باريس أصبحت مركزا دوليا لنشاطات الموساد الإسرائيلي. هذا ما جاء في أقوال وكيل الاستخبارات الفرنسية التي وردت في المقال: “باريس ملعب الموساد. صحيح أن الصينيين والروسيين أعداؤنا ولكن ألا لنا أن ننسى أن الإسرائيليين والأمريكيين يتصرفون بصورة عدائية.” وأضاف: “قدراتنا على الرد على أعمالهم محدودة لأنهم يسرعون في سحب ‘الورقة الدبلوماسية’ ويشتكون لمكاتب رئيس الحكومة الفرنسية والرئيس الفرنسي”.

وفق المقال، كان اغتيال المبحوح جزء صغير من نشاطات الموساد الذي أدار حملات كثيرة أخرى من الأراضي الفرنسية، ومنها حملة إسرائيلية فرنسية مشتركة لتجنيد عميل سوري حاول شراء أسلحة كيميائية، محاولات شركة إسرائيلية للتنصت خفية على المجلس الأوروبي في بروكسل، ونشاطات شركة “بلاك كيوب” التي كانت لديها مكاتب في ميدان فندوم في باريس.

كما جاء في التقرير أن الموساد حاول تجنيد جواسيس يعملون لخدمة مراكز تجسس فرنسية كعملاء لديه أيضا خلال عملية مشتركة في عام 2010. بسبب تورط تلك العملية، للوهلة الأولى، التي كان فيها أحد العملاء الفرنسيين في إسرائيل، هناك ادعاء في الصحيفة أن ضابط محطة الموساد في باريس وعامل آخر في السفارة الإسرائيلية اضطرا إلى مغادرة فرنسا. رغم ذلك، صرح مسؤول في وزارة الخارجية الفرنسية أن إسرائيل أصبحت حذرة أكثر من الماضي، مشيرا إلى أنها أصبحت تستعين أقل بأبناء الجالية اليهودية في فرنسا.

اقرأوا المزيد: 295 كلمة
عرض أقل
"الأزمات الدبلوماسية الـ 5 التي مرت بها إسرائيل في الشرق الأوسط" (AFP, Flash90)
"الأزمات الدبلوماسية الـ 5 التي مرت بها إسرائيل في الشرق الأوسط" (AFP, Flash90)

5 أزمات دبلوماسية وتّرت العلاقات بين إسرائيل وجيرانها

عملية قَتِل في القاهرة، محاولة اغتيال في الأردن - شهدت إسرائيل طيلة سنوات أزمة شكلت خطرا على علاقاتها مع جاراتها وزعزعت وضعها الأمني في المنطقة بأسرها

شهدت بداية هذا الأسبوع أزمة دبلوماسيّة بين إسرائيل والأردن، بعد أن طعن شاب أردنيّ حارس أمن إسرائيلي مُستخدما مفكا أدى إلى إصابته، لهذا أطلق الحارس النيران التي أسفرت عن مقتل المعتدي عليه ومواطن أردنيّ آخر.

طالب الأردن التحقيق مع الحارس، لهذا حُظرت عليه مغادرة الدولة، إلا أن إسرائيل رفضت التحقيق معه، لأنه يتمتع بحصانة دبلوماسيّة. وتظاهر مواطنون أردنيون غاضبون أمام السفارة الإسرائيلية التي كان محاصرا فيها الدبلوماسيون الإسرائيليون، ووصل التوتر إلى الذروة، لا سيما على خلفية الأوضاع المُستعرة في المسجد الأقصى.

وقد نجح المسؤولون في حل الأزمة، وذلك بعد أن تحدث بنيامين نتنياهو هاتفيا مع العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، وبعد أن سافر رجال أمن إسرائيليون رفيعو المستوى إلى الأردن لجسر الهوة في الأمور الشائكة. بعد استجواب قصير أجرته الشرطة الأردنيّة مع الحارس، عاد الحارس، السفيرة، والدبلوماسيون الإسرائيليون الآخرون إلى إسرائيل بسلام، وتوصل البلدين إلى تفاهمات.

إلا أن هذه الحادثة الدبلوماسية لم تكن الأولى من نوعها التي تتعرض فيها إسرائيل إلى مشاكل مع جاراتها في الشرق الأوسط. فقبل ذلك، شهدت إسرائيل أزمات دبلوماسيّة شكلت خطرا على علاقاتها مع جاراتها، وحتى أن جزءا منها زعزع وضعها الأمني في المنطقة بأسرها.

1985‏ – مقتل الإسرائليين في مصر

الدبلوماسي الإسرائيلي، ألبرت أتراكشي
الدبلوماسي الإسرائيلي، ألبرت أتراكشي

تعرضت اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل لعدم استقرار بعد اغتيال الرئيس المصري، أنور السادات، عام 1981، وبعد اندلاع حرب لبنان عام 1982، فأعادت مصر سفيرها من إسرائيل في أعقابها. ولكن لحقت الضربة القاضية بإسرائيل بين عامي 1985-1986، عندما شهدت محاولات اغتيال مواطنيها في مصر. حدثت الواقعة الأولى عند اغتيال الدبلوماسي الإسرائيلي، ألبرت أتراكشي، الذي قُتِل في القاهرة في آب 1985. بعد مرور شهر على قتله، في تشرين الأول عام 1985، قُتِل 7 إسرائيليّين، ومن بينهم 4 أطفال في عملية في شاطئ رأس برقة. في بداية عام 1986، قُتِلت دبلوماسيّة إسرائيلية أخرى، وهي اتي طال أور، وجُرح ثلاثة آخرون، أثناء عملية ضد الإسرائيليين في القاهرة.

وأدت سلسلة الاغتيالات هذه إلى احتجاج في إسرائيل، ودعوات لإلغاء معاهدة السلام مع مصر، ولكن توصل البلدين إلى حل الأزمة بوساطة أمريكية، تضمنت جسر الهوة فيما يتعلق بإعادة السيطرة الإسرائيلية على طابا إلى مصر، وفي النهاية، عاد السفير المصري إلى تل أبيب وعادت العلاقات إلى طبيعتها.

1997‏ – مجزرة الفتيات في الباقورة

في آذار عام 1997، قتل مواطن أردنيّ، يدعى أحمد دقامسة 7 فتيات في عمر 14 عاما كن في نزهة مدرسية في “متنزه السلام” في الباقورة: وهو موقع أردني كان رمزا للسلام بين البلدين، وخاضعا للأردن إلا أنه كان في وسع الإسرائيليين أن يزوروه بحرية.

الملك حسين يزور عائلات الفتيات القتيلات (GPO)
الملك حسين يزور عائلات الفتيات القتيلات (GPO)

وأثارت عملية القتل غضبا عارما في إسرائيل، وشكلت خطرا على اتفاقية السلام بين إسرائيل والأردن، التي مرت سنوات قليلة على توقيعها. ولكن نجح الملك الحسين في “إنقاذ الوضع” بعد أن قطع زيارته في إسبانيا ووصل إلى إسرائيل بشكل خاص، وزار عائلات الفتيات القتيلات، وركع على ركبتيه، وتقدم بتعازيه للعائلات، وطلب المغفرة بشكل شخصيّ، بينما كان يرافقه رئيس الحكومة، نتنياهو، حينذاك.

1997‏ – محاولة اغتيال خالد مشعل في عمان

بتاريخ 25 أيلول عام 1997، بعد مرور ثلاثة أشهر فقط من المجزرة في الباقورة، نفذ الموساد الإسرائيلي حملة لاغتيال القيادي الحمساوي، خالد مشعل، في عمان، خلافا لاتفاقية السلام، ودون معرفة السلطات الأردنية. وفق المخطط، كان من المفترض أن يقترب عنصرين من الموساد من مشعل في الشارع، وبينما يفتح أحدهما علبة مشروب غازية بعد هزها جيدا، ينثر الآخر مادة سامة على جسم مشعل. إلا أنه في صباح اليوم المخطط لتنفيذ العمليّة لم ينجح المُخطط لأن أولاد مشعل كانوا معه، ونادته ابنته فأدار رأسه تماما في اللحظة التي نُثرت مادة سامة باتجاهه. فركض مشعل للاختباء في السيارة، وبدأت عناصر حماس التي كانت قريبة من مشعل بالركض وراء عناصر الموساد. بعد مطاردة، وتدخل الشرطة الأردنيّة، اعتُقِل كلا عنصرَي الموساد (ونجح أربعة آخرون شاركوا في العملية في الهرب ولجأوا إلى السفارة الإسرائيلية).

خالد مشعل وقيادة حماس في عمان في نهاية التسعينيات (AFP)
خالد مشعل وقيادة حماس في عمان في نهاية التسعينيات (AFP)

وفي التحقيق مع منفذي العملية في الشرطة الأردنيّة ادعى اثنان أنهما سائحان من كندا وأنهما اعتُقلا دون سبب، ولكن القنصل الكندي الذي أجرى تحقيقا معهما أشار إلى أنهما ليسا كنديين أبدا. في ظل عدم وجود خيار آخر، وبأمر من رئيس الحكومة نتنياهو، أُرسِل رئيس الموساد إلى الأردن للالتقاء بالملك الحسين شخصيا والكشف أمامه عن القصة الكاملة. أوضح الملك أنه إذا مات مشعل، فعليه أن يقضي بعقوبة الموت على كلا عنصري الموساد. في أعقاب هذا القرار نقلت إسرائيل إلى الأردن المادة المضادة للسم التي أنقذت حياة مشعل، وعندها أطلق سراح الإسرائيليَين وعادا إلى إسرائيل.

2010 – اغتيال محمود المبحوح في دبي

محمود المبحوح
محمود المبحوح

بتاريخ 19 كانون الثاني عام 2010، قُتِل محمود المبحوح، أحد قيادي كتائب عز الدين القسّام، التابعة للجناح العسكري لحركة حماس، في غرفة فندق في دبي. فنشرت الحكومة المحلية صورا لـ 26 مشتبها. وفق التقارير، كان من بين المشتبه بهم ستة مواطنين بريطانيين تقريبا، وخمسة آخرون يحملون جوازات سفر أوروبية أخرى. ولكن اتضح بعد الفحص، أن كل الجوازات كانت مُزيّفة، وجزء منها لمواطنين إسرائيليّين لديهم جنسية أوروبية أخرى تابعة لأشخاص ماتوا قبل الحادثة بوقت كثير.

ورغم أن دولة إسرائيل لم تعلق على الموضوع حتى وقتنا هذا، أشارت كل التقديرات في وسائل الإعلام والحكومات الأجنبية إلى أن الموساد الإسرائيلي مسؤول عن عملية الاغتيال. جرّاء القضية لم تحدث أزمة في العلاقات بين إسرائيل ودبي، وبين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة، التي بدأت تشهد دفئا غير رسمي في تلك الفترة فحسب، بل حدثت أزمة دبلوماسيّة مع بريطانيا أيضًا، لأنه استُخدِمت جوازات سفر لمواطنيها على يد منفذي العملية.

2010‏ – السيطرة على أسطول مرمرة

في أيار عام 2010، كان أسطول مرمرة في طريقه من تركيا نحو شواطئ غزة لكسر الحصار في القطاع. وبتاريخ 31 أيار، وصل الأسطول إلى الحدود المائية الإقليمية مع إسرائيل، وسيطرت قوات الكوماندوز الإسرائيلية على سفينة “ماوي مرمرة” التي كانت ضمن سفن الأسطول. أثناء السيطرة على السفينة، هاجم المسافرون الجنود الإسرائيليين. فقُتل أثناء المواجهات تسعة مسافرين، وكان ثمانية منهم مواطنون أتراك. ومات مُصاب آخر متأثرًا بجراحه بعد مرور ثلاث سنوات من الحادثة.

السفينة "مافي مرمرة" (Free Gaza movement)
السفينة “مافي مرمرة” (Free Gaza movement)

وفي ظل قتل المواطنين الأتراك أثناء السيطر على السفينة، طرأت أزمة دبلوماسيّة هي الأخطر منذ إقامة العلاقات بين إسرائيل وتركيا إذ أعادت الأخيرة سفيرها إلى أنقرة.

وفي عام 2013، في ظل الضغط الأمريكي، نشرت إسرائيل اعتذارا رسميا عن الحادثة، وفي عام 2016 وُقّع اتفاق تسوية بين البلدين، التزمت إسرائيل في إطاره بدفع تعويضات بما معدله 20 مليون دولار للمسافرين الأتراك وعائلات القتلى الذين كانوا على متن السفينة. في أعقاب الاتّفاق، تُوقّفت الإجراءات القانونية ضد الضباط الإسرائيليين، وعُين سفراء جدد في كل من الدولتين.

اقرأوا المزيد: 965 كلمة
عرض أقل
متجر وسط مدينة دبي (AFP)
متجر وسط مدينة دبي (AFP)

رحلة إسرائيلية في الإمارات

منذ وقت قصير، زارت باحثة إسرائيلية الإمارات العربية المتحدة وعادت لتشارك الإسرائيليين تجاربها. "الإمارات منطقة خالية من المواجهات، لذلك تتصرف وكأنها الأخت الكبرى المسؤولة في المنطقة التي تسود فيها الفوضى"

ليس الإسرائيلي العادي قادرا على الوصول إلى الإمارات العربية المتحدة تقريبا، ولا يعرف معلومات عن ميزاتها الاقتصادية، الحضارية، أو الاجتماعيّة.

ولو أجريَ استطلاع بين الإسرائيليين حول معلوماتهم عن الإمارات العربية المتحدة: كم إمارة تؤلف الإمارات العربية؟ ما هي أسماؤها؟ أو طُرح أي سؤال أولي آخر حول المجتمع في الإمارات، فمن المرجح أن معظم الإسرائيليين سيفشلون في الإجابة.

ما الذي يميّز معرفة الإسرائيليين القليلة حول الإمارات، التي أصبحت في العقدين الماضيَين، رائدة في اتباع سياسة إسلامية معتدلة ومجتمعا هو الأكثر تأثيرا وتأثّرا بالرأي العام العالميّ؟ بشكل أساسيّ، قضايا أمنية وقضايا رياضية مُحرجة وأحيانا بعض القضايا التجارية أيضا.

مسجد الشيخ زايد في الإمارات العربية (AFP)
مسجد الشيخ زايد في الإمارات العربية (AFP)

إسرائيل والإمارات العربية المتحدة: علاقات غير رسميّة

ليست هناك علاقات دبلوماسيّة رسمية بين الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل. في الوقت عينِه، هما ليستا دولتين عدوّتَين، ولكن تسود بينهما علاقات دبلوماسيّة غير رسمية، لا سيّما في المجال الاقتصادي. وفق وسائل إعلام أجنبية، تتضمن العلاقات بين الدولتين علاقات أمنية أيضًا.

“الإسرائيليون لا يعرفون أن الإمارات العربية المتحدة تُعتبر دولة برغماتية معتدلة، تطمح إلى رؤية نهاية النزاع، من أجل إرساء علاقات مع إسرائيل”

في شهر تشرين الثاني 2015، أعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية عن فتح ممثلية إسرائيلية رسمية هي الأولى في مدينة أبو ظبي. الممثلية الإسرائيلية هي فرع للوكالة الدولية للطاقة المتجددة التابعة للأمم المتحدة، في دولة الإمارات الغنية. بالمناسبة، سُمح بافتتاحها بعد زيارة دوري غولد، مدير عامّ وزارة الخارجية سابقا والمقرّب من رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو. تطرقت حكومة الإمارات العربية المتحدة إلى هذه الحقيقة بتواضع، حتى إنها تطرقت إليها بتواضع بسبب الحساسية في العلاقات بينها وبين إسرائيل.

إلا أنه بين كل هذه الحقائق، تُسمع أحيانا قصص استثنائية عن إسرائيليين ينجحون في زيارة دولة الإمارات الغنية ويعودون متأثرين بشكل خاص، ومدريكن حقائق عن العالم الخفي عن العيون الإسرائيلية، ويكشفون أمام القارئ الإسرائيلي الفضولي أمورا لا يعرفها الكثيرون في إسرائيل، حول الغنى في دول الإمارات.

أجرت إحدى تلك الزيارات، باحثة إسرائيلية، الباحثة “م” (اسمها محفوظ في هيئة تحرير “المصدر”)، في الأشهر الأخيرة، إلى الإمارات كاشفة أمام طاقم هيئة تحرير “المصدر” قصصا استثنائية عن عالم كامل من العلاقات الاجتماعية المتينة، الحضارة، الثورات الاقتصادية، وتوازن معتدل بين التقدم والعولمة وبين حياة القبيلة والصحراء.

تخطيط غربي وتصميم معماري مميّز (AFP)
تخطيط غربي وتصميم معماري مميّز (AFP)

“بدأ الغروب في سماء الخليج العربي، ونثر الشفق ألوانا رائعة فوق الماء. وظهرت أبو ظبي في الأسفل، كسجادة من قطع مربّعة، مخططة تخطيطا رائعا، مغطاة بألوان المصابيح والأبراج الساطعة”، تقول م. وتتابع: “بدأتُ البحث حول الدولة قبل بضع سنوات، ومن ذلك الحين كنت أتمنى أن تأتي اللحظة التي أستطيع فيها التعرّف إلى هذه الدولة عن قرب. عندما بدأت الطائرة بالهبوط، بدأ يهبط قلبي معها، ولكن الهبوط جعلني أركّز على هدفي”.

تحدثت “م” متحمسة عن تجاربها وأهمية لقائها مع المحليين بشكل مباشر، الذين كانوا يبدون مختلفين عن سكان بلاد الشام، التي تعرفت إليهم في بحثها في موضوع الشرق الأوسط. “يشكّل سكان الإمارات المحليون نحو %16 من سكان الدولة. فهم ليسوا قلقين من المعطيات الديموغرافية. عندما أصريتُ على معرفة لماذا لا يعتقدون أن المعطيات الديموغرافية تشكل تهديدا، وهو اعتقاد طبيعي في نظر الإسرائيليين، أوضحت لي امرأة من الإمارات أن اللباس المميّز، العادات المحلية، والمشاعر الداخلية كافية في وجهة نظر سكان الإمارات المحليين للحفاظ على التقاليد والتضامن في المجتمع المحلي”.

برج العرب في دبي؛ تؤدي حالة الطقس إلى أن يلجأ المواطنون إلى أماكن مغلقة ولا يُرى الكثير منهم في الشوارع
برج العرب في دبي؛ تؤدي حالة الطقس إلى أن يلجأ المواطنون إلى أماكن مغلقة ولا يُرى الكثير منهم في الشوارع

كيف وصلتِ إلى الإمارات؟ هل استخدمتِ جواز سفر إسرائيليا؟ ما هي اللغة التي تحدثتِها مع السكان المحليين؟

“تحدثتُ باللغة الإنجليزية تحديدا. بسبب المعطيات الديموغرافية الخاصة في الدولة، التي تتضمن تشكيلة واسعة من القوميات، فالإنجليزية هي اللغة المشتركة بين الجميع. كان عليّ التحدث بالعربية أحيانا فقط”.

“الإمارات العربية المتحدة هي بمثابة الأخت الكبرى والمسؤولة في منطقة الشرق الأوسط التي تعمّ فيها الفوضى”

لا تعترف الإمارات العربية المتحدة بشكلٍ رسميّ بإسرائيل، لذلك لا يُسمح لحاملي جواز سفر إسرائيلي بالدخول إلى الدولة وفق القانون. لقد تم التشديد على التقييدات على دخول مواطنين إسرائيليين بعد اغتيال المبحوح في دبي، واتهام الاستخبارات الإسرائيلية بذلك. رغم ذلك، هناك يهود في الإمارات العربية المتحدة، حتى إن هناك إسرائيليين حاملي بطاقة هوية مزدوجة ويعيشون، يزورون، ويعملون في الدولة، مثل مواطني الدول الأخرى. إضافة إلى ذلك، هناك شركات إسرائيلية تدير مصالح تجارية في الدولة بشكل غير مباشر وبواسطة جهة ثالثة.‎ ‎

ماذا كان الهدف من زيارتك؟

“ليس هناك في إسرائيل أي باحث في الأكاديمية يركّز على هذه الدولة تقريبا. لقد بدأت قبل بضع سنوات بالبحث عنها، واكتشفتُ خصائص هامة ومميّزة جذبتني لتعلّم المزيد عنها. كان سفري إلى الإمارات دمجا من البحث المهني والفضول الشخصي”.

هل تجوّلتِ وحدك؟ هل شعرتِ بارتياح بصفتكِ امرأة في دولة إسلامية؟

انفتاح عالمي إلى جانب الحفاظ على الهوية التقليدية (AFP)
انفتاح عالمي إلى جانب الحفاظ على الهوية التقليدية (AFP)

“رافقني مرشد كل الوقت، ولكن تجوّلت وحدي أحيانا وشعرتُ بارتياح. تعاملتُ بحرص مع بعض الحالات المختلفة، وتساءلتُ ما هي الأماكن التي يمكن أن أزورها وحدي، وما اللباس الملائم فيها. فالتصرف يختلف جدّا بين مكان وآخر، ومن المهم معرفة هذه الحقيقة. لم أعرّف عن نفسي بصفتي إسرائيلية، ولذلك لم أخفْ من ردود الفعل”.

ما هي التجربة الأهم التي مررتِ بها في زيارتك؟

“التجربة الحضارية المختلفة، بشكل خصوصي. لقد ترعرت في مدينة إسرائيلية مختلطة (المدن المختلطة في إسرائيل هي مدن يعيش فيها اليهود والعرب معا)، تنزهتُ كثيرا في الأردن، وأعرف المدن العربية جيدا. لم يكن شيء مما عرفته شبيها بدولة الإمارات. المدن الساحلية مخططة ومنظمة مثل التخطيط المديني الغربي – ففيها طرق طويلة وواسعة، التصميم المعماري مميّز؛ ليس هناك أشخاص تقريبا في الشوارع بسبب حالة الطقس التي لا تسمح بذلك، ويتنقل السكان غالبًا من مكان مغلق إلى مكان آخر؛ وليس هناك اكتظاظ سكاني، سوى في شارع يؤدي إلى دبي في ساعات الصباح. ولكن الفروق ليست شكلية فحسب. شعرتُ أن سكان الإمارات يبدون هادئين، معتدلين، ومهذبين بشكل خاص. تذكّر تصرفاتهم في الحياة اليومية بالنبلاء. فربما يعود ذلك إلى مكانتهم المرموقة وتفاعلهم مع العمّال الأجانب. التقيت أشخاصا يحلمون أحلاما كبيرة ومتفائلين، لأن ظروف حياتهم تتيح لهم ذلك. لا شك أن هذه الظروف تطوّر مزاجا يختلف عن الجو المتوتر الذين نعيشه في بلاد الشام”.

تعدد الحضارات ومحاولات الحفاظ على التكتل الاجتماعي

تقول م: “رغم أن تأثيرات العولمة تظهر في كل مكان، حتى في المناطق الحدودية البعيدة عن المدن المركزية، فهناك قبول كامل تقريبًا لظاهرة تعدد الحضارات “. تشهد أشجار الشوح في المجمّعات التجارية الكبيرة في فترة عيد الميلاد على تعدد الحضارات، وكذلك ممارسة هواية الكريكت، التي أصبحت شعبية في أوساط المحليين أيضا، ومهرجان “القرية العالمية” الرائع، الذي يُجرى طيلة نحو شهر كامل ويهدف إلى تعزيز تشكيلة الحضارات في الدولة وفي العالم. ولكن يحظر علينا أن نخطئ: قوة ومكانة سكان الإمارات المحليين المرموقة، منصوص عليها في المنظومات السياسية، الاقتصادية والاجتماعية. يشكل نقص الانتخابات تسهيلا، بشكل ساخر، على الحديث حول الحقوق والتمثيل. تعلمتُ من السائق الباكستاني أن الأجانب يصلون إلى الدولة وهم يعرفون هذا الوضع الراهن الصعب، ولا يتوقعون المساواة في الحقوق”.

برج خليفة، دبي (AFP)
برج خليفة، دبي (AFP)

دُهشت “م” تحديدا من تخطيط المدن المميّز. “يعرض السفر على طول المدن الساحلية تخطيط المدن المميّز وإدارة البنى التحية الصحيحة. لافتات الطرق التي تُنظَّف من الغبار والرمال مرة كل يومين بالمعدل، مكتوبة باللغتين العربية والإنجليزية، وفي المناطق النائية أيضا. كرستُ في زيارتي وقتا للمناطق الهامشية خصوصًا، لمعرفة ما يحدث عندما نبتعد عن المناطق السياحية والمعروفة. حاولتُ التعرّف إلى الفوارق بين الإمارات المختلفة أيضا، حيث إن خطوطا حدودية ملتوية تفصل بينها وتتوزع إلى داخل مناطق دون تسلسل حدودي بينها. مررتُ بمناطق صحراوية، جبال، إلى ما لا نهاية من المناطق الحدودية، وشاهدت في كل منطقة أعمال البناء والتطوير. سافرنا كل الوقت في طرق مُدَلِلة ومُعبّدة جيدا، وهناك جدران إلى جانبها، تهدف وفق أقوال السكان المحليين إلى تقليص انزلاق الرمال إلى الشارع، ومنع إصابة الحيوانات البرية. ولكن تظهر الفروق كلما ابتعدنا عن المدن المركزية الواقعة على ساحل البحر. في المناطق البعيدة من إمارة دبي، ما زالت المدن متينة، مخططة، ونظيفة مثل المدينة العاصمة، وكأنها منفصلة عن الصحراء التي تحيط بها. إلا أن المناطق الواقعة في ضواحي بقية الإمارات، تجسّد مكانة اقتصادية متدنية أكثر وحضارة قبائل تم توطينها”.

ما الذي تعلّمتِه عن الإمارات ولم تتعلّميه أثناء البحوث التي أجريتِها؟

“تعلمت أن الفروق بين الإمارات لا يكتشفها الغرباء. فمن يسافر على طول الطريق ويمر بالإمارات السبع، لن يلاحظ الحدود الداخلية، ولكن المحليين يعرفون الحدود ولديهم علامات تعرّف المناطق السيادية المختلفة. عندما وصلتُ إلى الحدود الداخلية بين أم القيوين وبين الشارقة في المناطق البرية من الدولة، بحثتُ عن لافتة أو علامة أيا كانت تشير إلى الانتقال بين الإمارات، ولكن لم تكن كهذه. كانت الطريق التي تربط بينها خالية من المنازل في كلا جانبيها تقريبا، ولكن كان هناك شيء جذب انتباهي. كان ذلك بيتا فخما جدا فيه ساحة مساحتها عشرات الدونمات الفارغة المحاطة بالأسوار. فوقفت إلى جانب الطريق لأعرف من صاحب المنزل، الذي كان يبدو مثل قصر، واتضح لي أنه منزل أحد أولاد الأمير. فيبدو أن هذه كانت طريقة اتبعوها للإشارة إلى نهاية منطقة السيادة.

بحيرة خالد في الشارقة (AFP)
بحيرة خالد في الشارقة (AFP)

تعلمت من الملفات الأرشيفية أن القبائل اجتازت عملية تغيير في التفكير في الحدود المرنة إلى الحدود الثابتة ورغبتُ في رؤية كيف يتطرقون إلى هذه الحدود الآن. كان مثيرا للاهتمام رؤية أن هذه الحدود ما زالت مفتوحة، وأن معناها يختلف عن معناها في الحضارات الغربية. رغم ذلك، تذكّر الحدود الخارجية مع الدول الجارة بالحدود التي نحن معتادون على رؤيتها في إسرائيل.

وثمة نقطة أخرى فهمتها، وهي أن المناطق العامة لا تبقى دائمًا بين أيدي الجمهور. مثال على ذلك، هناك مناطق على ساحل البحر تغلقها شركات صناعة النفط أحيانا، أو المنازل المحلية. ومثال آخر هو أنني في إحدى المرات مررت عبر حاجز، وقال لي الحارس إن عليّ أن أعود من طريق أخرى. طلبتُ التحدّث هاتفيَّا مع المسؤول، فأجرى الحارس اتصالا مع أحد سكان الإمارات المحليين الذي قال لي إن لديه مشروع بناء في تتمة الطريق. لقد سمح لي بالمرور مع مرافقة، واكتشفت أن ذلك المواطن الإماراتي مبادر لبناء نفق خاص. فمن جهة، دهشتُ لرؤية كيف ينجح سكان الإمارات المحليون في السيطرة على الطريق العام وسدها من إجل إقامة مشاريع خاصة. ومن جهة أخرى، تعلمتُ عن الميزات الكبيرة التي تحظى بها المبادرات، التطوير، والبناء الظاهرة في الدولة. في الواقع، العملية المثيرة للاهتمام هي الانتقال من فكرة القبائل المتنقلة إلى فكرة ثابتة أكثر من التبعية الإقلمية القوية”.

ما الذي لا يعرفه الإسرائيليون عن الإمارات؟

“ينظر الإسرائيليون إلى دول الخليج على أنها دولة واحدة. ففي نظرهم، هذه دول غنية تستعبد العمال الأجانب. صحيح أن الدول غنية ولم أقضِ وقتا طويلا فيها للتعرّف كفايةً إلى ظاهرة العمّال الأجانب، ولكن هناك جوانب مثيرة للاهتمام في هذه الدول، والكثير من الفروق بينها، حيث إنه من الجهل تلخيصها على هذا النحو. زرتُ قطر وشاهدتُ هذه الفروق، من حيث الدين، التوجه نحو الغرب، والحياة اليومية. كل دولة وقصتها المميّزة. في الإمارات، لاحظتُ الاحترام المتبادَل بين المحليين والغرباء. رأيتُ الحفاظ على الرواية التاريخية المشتركة في عشرات المتاحف. ولكن قطر تختلف من هذه الناحية. فعندما زرتها عام 2008، لم يكن فيها أي متحف. ربما تغيّر الوضع الآن، ولكن من الصعب بناء قيم كهذه في وقت قصير. وأكثر من ذلك هو أن الإسرائيليين لا يعرفون أن الإمارات العربية المتحدة تُعتبر دولة برغماتية معتدلة، تطمح إلى رؤية نهاية النزاع، من أجل إرساء علاقات مع إسرائيل أيضا”.

اقرأوا المزيد: 1651 كلمة
عرض أقل
عمليات الموساد تُشعل خيال المسلسلات الإسرائيلية
عمليات الموساد تُشعل خيال المسلسلات الإسرائيلية

عمليات الموساد تُشعل خيال المسلسلات الإسرائيلية

مسلسلات التلفزيون الإسرائيلي تمدّ حدود القدرات الأمنية الإسرائيلية إلى أقصى مدى: عمليات خطف، اغتيالات، تجارة بالأسلحة الخطيرة في البلاد وفي الدول العدوّة والجمهور الإسرائيلي يحبّها

في هذه الأيام التي تقوّضَ فيها الأمن في الشارع الإسرائيلي قليلا، فإنّ المورد التلفزيوني الأكثر جذبا بالنسبة للكثير من الإسرائيليين هو: المسلسلات التلفزيونية الأمنية.

تتنافس شبكات التلفزيون الإسرائيلية بينها حول من تُقدّم للمشاهد الإسرائيلي مسلسل الإثارة الأفضل والأكثر إثارة بإيحاء من عمليات الموساد أو الشاباك.

ملصقة لمسلسل فوضى
ملصقة لمسلسل فوضى

قبل نحو نصف عام كان ذلك مسلسل “فوضى”، وهو مسلسل إثارة عن عمليات وحدة المستعربين التي يقودها الجيش الإسرائيلي في مدن الضفة الغربية للعثور على الإرهابيين وهذه المرة يجري الحديث عن مسلسل “مزدوجون”، المسلسل الذي غيّر قواعد اللعبة تماما سواء على مستوى الاستثمار الاقتصادي أو مراهنة السيناريو التي لا أساس لها من الصحة.

يتناول المسلسل قصة خمسة مواطنين إسرائيليين، والذين ليس بينهم ظاهريا شيء مشترك، باستثناء حقيقة أنّهم يحملون، بالإضافة إلى المواطَنة الإسرائيلية، جنسية أجنبية وجواز سفر أجنبي. في صباح أحد الأيام خلال عملهم الاعتيادي يكتشفون أنّهم متّهمون بالتورّط في عملية اختطاف أثارت العالم كله – عملية اختطاف وزير الدفاع الإيراني لدى زيارته السرية إلى موسكو في روسيا.

وبعد الاختطاف، تغطي عدسات الأخبار في جميع أنحاء العالم الحدث وهي تبثّ مقاطع فيديو من كاميرات المراقبة في الفندق الذي كان فيه. وتنسب الشبكات الإعلامية العالمية عملية الاختطاف إلى جهاز الموساد الإسرائيلي، وسرعان ما يتحوّل الإسرائيليون الخمسة إلى مطلوبين، ويتم كشف معلوماتهم الشخصية، بما في ذلك جوازات سفرهم وصورهم الشخصية، في التلفزيون ومن ثم تنشر في جميع وسائل الإعلام في جميع أنحاء العالم.

ملصقة لمسلسل المزدوجون
ملصقة لمسلسل المزدوجون

وتثير هذه التغطية الإخبارية التي لا تتوقف لدى الإسرائيليين الخمسة عاصفة علنية مليئة بالتوقعات والمشاعر المختلطة من قبل الجمهور. وكل محاولة منهم لنفي أية علاقة بالتورط في الأمر كانت عبثا. و تتنصّل الحكومة الإسرائيلية والموساد نفسه من أية علاقة بالأحداث والاتهامات، ويبقى الخمسة ليواجهوا كل هذه القصة وحدهم تماما، وإن كان سيُكتشف في نهاية المطاف بأنّهم لم يكونوا أبرياء.

عمل كاتب سيناريو المسلسل، المشاهد كثيرا في إسرائيل، في الماضي، كمراسل ومحلل للشؤون العربية في صحيفة “معاريف”، ولذلك فقد تعرّف جيدا على قضية المبحوح الذي كان أحد مصادر الإلهام في إطار كتابة المسلسل.

ويقول كاتب السيناريو ومبدع المسلسل عن عملية الكتابة إن المسلسل موجّه بداية إلى الجمهور الإسرائيلي، ويضيف “أدركنا أنّ هناك قوة جذب عالمية لذلك. ولكن أيضًا عندما فكرنا بجذب جمهور أجنبي، لم نعتقد أنّ المسلسل سيتم استقباله كما هو، وحرصنا على أن تُوقظ شخصياته في النسخة الإسرائيلية تضامن الجمهور المحلي. وقد أردنا أن نحكي قصة إسرائيلية حقيقية. فكانت نقطة البداية لدينا “ماذا كان سيحدث لنا لو”، ومن هناك ابتعدنا عن أحداث الواقع وطوّرنا ذلك باتجاه دراماتيكي… كل موضوع الجوازات المزدوجة هو ذي صلة بإسرائيل. حتى المشهد الافتتاحي للمسلسل الذي نرى فيه شابا يصل بين قطع سلاح مفكّكة أمام شخص بالغ، معروف للإسرائيليين”.

ملصقة لمسلسل المزدوجون
ملصقة لمسلسل المزدوجون

قبل خمس سنوات تقريبا، اغتيل في دبي أحد مسؤولي حماس، محمود المبحوح. وحينها لم تعترف إسرائيل مطلقا بشكل رسمي أنّها كانت تقف خلف عملية الاغتيال، ولكنها لم تنفِ ذلك أيضًا. وقد ربّت الجميع على كتف “الموساد الإسرائيلي”، وهو ما زال حتى اليوم يثير في بعض الأحيان مسلسلات الإثارة والحركة. أما من كان راضيا أقلّ عن ذلك فهم 11 شخصا، من بينهم بعض الإسرائيليين، والذين زوّرت جوازات سفرهم واستغل منفذي عملية الاغتيال أسماءهم. أبطال “المزدوجين” هم أشخاص كهؤلاء، وقد فازوا بـ 15 دقيقة من الشهرة رغما عن إرادتهم. ورغم أنّ الاغتيال كان لمسؤول إيراني وعلى أرض موسكو، ولكن القصة هي القصة نفسها.

وقد أشادت الانتقادات: “إنه مثير – وبخلاف مسلسلات عديدة أخرى، فالإثارة لا تأتي على حساب الحبكة، إنه مصنوع بشكل جيد – تماما من كافة الجوانب، وهو مثير للاهتمام ونجح في أن يكون مختلفا في مشهده، وهو يجتاز الامتحان الأكثر اعتبارا لمسلسل تلفزيوني: لن تشعروا كيف يمرّ الوقت عندما تشاهدونه”، هذا ما جاء في أحد المقالات النقدية في صحيفة “معاريف”.

وقد كانت نسب المشاهدة أيضًا مرتفعة جدّا. حظيت الحلقة الأولى من المسلسل بمعطى مرتفع بنسبة 30% من نسبة المشاهدة، واعتبرت كمسلسل ذات الإطلاق الأعلى منذ العام 2012. وقد حصلت الحلقة الأخيرة على 29.4% نسبة مشاهدة. ووصل معدّل نسبة المشاهدة لكل الموسم (8 حلقات) إلى 26.5% للحلقة. يعتبر “المزدوجون” مسلسل الدراما مع أعداد المشاهدين الأكبر منذ أي وقت مضى في إسرائيل.

اقرأوا المزيد: 619 كلمة
عرض أقل
عزمي بشارة (AFP)
عزمي بشارة (AFP)

لم يعد عزمي بشارة محبوب قطر؟

عزمي بشارة، مستشار أمير قطر، يقف في وسط حملة تشويه في دول الخليج: مصادرة كتبه وقائد شرطة دبي يتهمه بالتعاون مع الموساد

قبل نحو ستّ سنوات لم يكن هناك إسرائيلي لم يعرف ضاحي خلفان. فهو قائد شرطة دبي الذي كشف عن قضية اغتيال محمود المبحوح في أحد فنادق البلاد. كان خلفان يعقد كل عدة أيام مؤتمرا صحفيا يكشف فيه عن المزيد من التفاصيل، الأسماء ووجوه أعضاء وحدة الاغتيال.

وفي الوقت الراهن يهاجم خلفان عضو الكنيست الإسرائيلي الأسبق، عزمي بشارة، الهارب من إسرائيل. كانت خلفية الصراع هي نشر وسائل إعلام إسرائيلية عن التعاون بين إسرائيل ودبي، وذهاب ممثّلين إسرائيليين إلى الإمارات.

سارع خلفان إلى اتهام عضو الكنيست عزمي بشارة باعتبار أنّه هو من يقف خلف هذا “الخبر الكاذب” بحسب زعمه. تحدث الخبر عن افتتاح مكتب في دبي لمنظمة الطاقة المتجددة “Irena”، وهو مكتب لمنظمة الأمم المتحدة ولا علاقة له بالإمارات العربية المتحدة.

وسارعت دبي إلى الإشارة أنّ هذه الأخبار ليست صحيحة أبدا. ولم يكتفِ خلفان بذلك وهاجم كما ذكرنا عزمي بشارة في سلسلة من التغريدات في حسابه على تويتر.

زعم خلفان في عدة تغريدات أنّ بشارة قد أقسم يمين الولاء لإسرائيل وفي تغريدة أخرى اتهم بشارة أنّه يخطط لتنفيذ عملية كبيرة بدعم إسرائيل لإيجاد انقسام في الإمارات العربية المتحدة.

وذكرت تقارير أخرى في وسائل الإعلام الخليجية أنّ بشارة الذي كان محبوبا لدى العديد من السعوديين ولدى أمير قطر يواجه اليوم حملة من التشويه. بل تمت مصادرة كتبه في معرض الكتاب في مكة من قبل السلطات.

اقرأوا المزيد: 207 كلمة
عرض أقل

تبادل النكات على حساب “الموساد”

الفيلم الإسرائيلي "كيدون" يعرض وجهة نظر ساخرة وخفيفة لقصة اغتيال محمود المبحوح في دبي

أثار اغتيال محمود المبحوح في دبي في يناير 2010 عاصفةً إعلامية دولية، بعد أن كشفت آلاتُ التصوير الأمنية في الفندق الذي اغتيل فيه صورَ منفذي العملية، والذين قيل إنهم وكلاء موساد إسرائيليون. وقد أدى الكشفُ عن جوازات السفر المزورة التي استخدموها إلى إرباك إسرائيل وأوقعها في أزمة دبلوماسية. اختار منتجو الفيلم “كيدون” تحويل قصة الاغتيال المذكورة إلى فيلم تجسس، بل ومنحه صبغةً كوميدية ساخرة، مضحكة وخفيفة.

تدور أحداث قصة “كيدون” (الذي يحمل اسم فرقة الاغتيال السرية التابعة للموساد)، كما هو مذكور، في الأيام التي تلي الاغتيال مباشرة. تبدأ مشاهد الفيلم على صور الصفحات الأولى من الصحف الممتلئة بصور أعضاء الخلية الأربعة التي اغتالت الإرهابي، وتُوقع رئيس الموساد في حرج حيث أن هؤلاء الرجال لم يسبق لهم أن عملوا في الموساد مطلقًا. فهُم، وجميعهم من أصل فرنسي وبلجيكي، ومن بينهم محتال ماكر، خبير حاسوب، وصاحب شبكة بيوت دعارة وموزع لأقراص فياغرا مزيفة وطالبة جامعية جميلة.

وسرعان ما يتضح أن الحديث يدور عن مجموعة أصدقاء قرروا استغلال الضجة الإعلامية وأن يربحوا بعض الدولارات من أعمال التجسس. من هنا وصاعدًا، تتطور كوميديا التجسس التي هي قصة نَصبٍ أصلية، يشترك في أحداثها سفير فرنسا في إسرائيل، وضابطة شرطة، ودبلوماسية روسية وموظف كبير سابق في الموساد، فيما تتلوى وتتطور أحداث الفيلم إلى اتجاهاتٍ من الواضح أنها شديدة البعد عن الواقع، لكنها تبعث على الكثير من التسلية والمتعة للمشاهدين.

"كيدون" (علاقات عامة)
“كيدون” (علاقات عامة)

ورغم عن ذلك، وربما بسبب، سقف التوقعات المنخفض، فإن الفيلم يحظى بنقد إيجابيّ. فقد كتبَ الناقد الثقافي في “غالي تساهل” هذا الصباح أنّ “السينما عندنا لا تقدّم الكثير من الأعمال الكوميدية، فصورة العالم المرسومة هنا قاتمة جدًّا، وتنقصها البسمة وهي سياسية جدًّا.. قام عمانوئيل نقاش بإنتاج كوميديا أكشن، فيلم خفيف الوزن، ليست له أهمية بحد ذاته، ولا يحمل الكثير من المزايا السينمائية ذات الجودة العالية، لكنه بسيطٌ لطيف، خفيفٌ وممتع، بل ومضحك أحيانًا. إنه “كيدون”… فيلم يُعتبر أيضًا صفعة لنشاط الموساد، وبالذات بعد عملية القتل السرية الأكثر تصويرًا في العالم، لمحمود المبحوح في دبي، المنسوبة لجهاز المخابرات الإسرائيلي”.

أما في موقع ynet  فقد كتبوا: “من المنعش أن تتم مشاهدة فيلم يتندّر بلطفٍ على حساب الموساد، لكن الجانب الأكثر أهمية الذي يقدمه “كيدون” هو وجهة النظر الفرنسية تجاه تل أبيب. مواقع تصوير الفيلم الفرانكفونية المسيطرة على مَشاهده، تجعله إبداعًا ينظر إلى تل أبيب بعيونٍ غربية، ويُبرز مكانتها العالمية…”.

اقرأوا المزيد: 356 كلمة
عرض أقل
السوبر موديل، بار رفائيلي (AFP)
السوبر موديل، بار رفائيلي (AFP)

أجمل امرأة في إسرائيل، وحيدة

في مقابلة صريحة مع صحيفة "يديعوت أحرونوت"، تبحث السوبر موديل، بار رفائيلي، عن حب وهي تتحدث بصراحة عن أزمة الوحدة والانفصال عن الممثل الهوليوودي ليوناردو دي كابريو

ها هي عارضة الأزياء الإسرائيلية بار رفائيلي تثير وسائل الإعلام الإسرائيلية مرة أخرى في مقابلة صريحة بشكل خاص مع صحيفة “يديعوت أحرونوت” حول حياتها الشخصية. قبل فترة وجيزة من بدء عملها كمقدمة برنامج واقعي جديد في القناة الثانية باسم “X ‎فاكتور”، تصطحب رفائيلي المعجبين بها في جولة أخرى في متحف حياتها الشخصية. في برنامج الجولة: تسلية، مال، رغبة في الأمومة، حياة العزوبية والوحدة.

تكشف رفائيلي خلال المقابلة عن الصعوبة في العثور على الحب. من اختارتها المجلة المرموقة “مكسيم” كإحدى النساء الأكثر جاذبية والأجمل في العالم، تواجه صعوبة في العثور على حب. حسب ادعائها، الرجال ببساطة يتخوفون من التوجه إليها وتعريفها بأنفسهم. “شاعر خجول وراكب أمواج أيضًا هذا أمر حسن، وهو أمر جميل، ولكن هذا لن يدوم طويلا. أنا بحاجة إلى شخص يعرف كيف يحصل على الأشياء وشخص ينجح وشخص يهتم بنفسه”، هذا ما صرحت به رفائيلي في رد على السؤال: من هو الرجل النموذجي الذي تبحث عنه.

تخطط رفائيلي في هذه الأيام تقديم برنامج الواقع العالمي الناجحX” ‎فاكتور”. البرنامج الذي يبحث عن مهارات شابة في مجالات الترفيه كان قد أثار أصداء في مختلف أنحاء العالم، وهو يقوم الآن بتجنيد أفضل فناني إسرائيل وكذلك بار رفائيلي لهذه المهمة. تقول رفائيلي عن المهمة التي أسندت إليها، وهي تقديم برنامج ببث حي، “أنا منفعلة، أنا أحب أن أفعل أمورًا جديدة… أنا غير متوترة ولكني أعرف أنني يجب أن أكون أنا”. وحين تسألها الصحفية ما إذا كانت تخاف من التحدي الهائل في تقديم برنامج ببث حي وفي وقت ذروة المشاهدة في التلفزيون تجيب “أقسم أنني لا أفكر بما سيجري هناك”.

رفائيلي ووالدتها تسيبي، (Flash90/Moshe Shai)
رفائيلي ووالدتها تسيبي، (Flash90/Moshe Shai)

وقد كشفت رفائيلي أيضًا عن خطوات المغازلة التي كانت ستتخذها لو كانت رجلا. وقد اشتكت رفائيلي خلال المقابلة من جهود مغازلتها وروت أنها لو كانت رجلا يغازل امرأة لكانت “ستأتي كل يوم جمعة وهي تحمل الزهور، ستشتري هدية كل أسبوع، ليس شيئا ثمينًا، قميصًا أو كتابًا، المهم شيء ما”. وقالت أيضًا: “أنا لست بحاجة إلى حقائب من إنتاج برادا. ما الذي حدث مع الرجال، فهم قد تخلوا عن رجوليتهم بمفهومها القديم والصحيح من وراء هذه الكلمة”.

كما هو معروف، كانت رفائيلي، التي خاضت خلال السنوات سيرورات عرض أزياء وتمثيل دولية صديقة الممثل الهوليوودي ليوناردو دي كابريو (6 سنوات). تذكرت رفائيلي خلال المقابلة أمسية افتتاح مهرجان الأفلام في مدينة كان في العام 2011، وهي أمسية يبدو أنها لن تنساها. في تلك الأمسية، وصلت رفائيلي إلى مهرجان الأفلام الراقي في الرفييرا الفرنسية وهي تلبس فستانًا أزرق مشكوفًا بشكل خاص وأعتبرت أكثر النساء أناقة على البساط الأحمر. غير أن أكثر ما تتذكره من تلك الأمسية هو المقالات التي تحدثت عن أن رفائيلي العزباء قد وصلت إلى المهرجان وحدها بينما وصل صديقها السابق دي كابريو بصحبة صديقته الجديدة بلييك ليبلي.

وقد اعترفت رفائيلي أن انفصالها عن دي كابريو كان صعبًا بشكل خاص “في أمسية الافتتاح في كان، أشاهد الصور وأقول في نفسي بفرح، أوكي-تمام، كنت أبدو جميلة، وأشعر للحظة بذلك الأمر المداهن، لقد كانت لي أمسية رائعة فعلا، لأنه بغض النظر عن أن أنني عارضة أزياء، فأنا امرأة ومثل هذه الأيام لا تأتي كل الوقت. وعندها، من تلك الفرحة، تصفحت الصور وما الذي رأيته تحت صورتي؟ رأيت ليو (والقصد دي كابريو) مع صديقته الجديدة، بلييك ليبلي. كان ذلك بعد أسبوعين من انفصالنا… فجأة شعرت بالاختناق وبدأت أبكي بكاءًا مرًا… لا أحد يعرف أنني بكيت بكاءً مرًا في تلك الأمسية”.

السوبر موديل الإسرائيلية بار رفائيلي، (Flash90)
السوبر موديل الإسرائيلية بار رفائيلي، (Flash90)

وإذا سألتم السيدة المتواضعة ما إذا كانت معنية بالزواج قريبًا وما الذي تبحث عنه في فتى أحلامها، ستحصلون على إجابة معقدة جدًا “أنا بحاجة إلى شخص واثق من نفسه. إن من هو حولي يحتل حيّزا كبيرًا، أنا أحتل حيّزا كبيرًا، وأي رجل ليس لديه ثقة خاصة به سوف يشعر صغيرًا إلى جانبي. أنا معنية جدًا بالتعرف على رجل قوي وكبير وله مكانته. أنا لست نسوية أبدًا، أنا لست مستعدة في أن يغسل الأطباق عني، وأنا من تنظف وتريد أن تبقى في البيت مع الأولاد في نهاية الأمر”.

تدعي رفائيلي في ردها على السؤال لماذا حسب رأيها لا تجد الحب، أنها لا تفهم ذلك قليلا “تحدثت مع صديق حميم منذ فترة حول العزوبية وقال لي أنني لا أفهم ذلك. أنا بخير. أنا أبدو جميلة. أنا مثيرة، أنا أحب قضاء أوقات الفراغ، أنا أحب أن أكون في البيت، أنا أحب الأفلام، أن أحب الأكل، إذا ما هو الأمر السيء فيّ؟ لماذا أنا لوحدي؟… شيئًا فشيئًا أدركت أن هذه هي أنا على ما يبدو، أنني أقدّر كثير الوقت الذي أكون فيه لوحدي، أنني أحتاج على ما يبدو إلى أن أكون في مكان أعاني فيه قليلا، أن أمل بعض الشيء كي أقدر الزوجية”.

لقد انتهت رفائيلي في هذه الأيام من تصوير فيلمها “الحربة”، وهو إنتاج نصف إسرائيلي نصف دولي، تلعب فيه رفائيلي دور عميلة للموساد. يسرد الفيلم حكاية اغتيال قائد حماس محمد المبحوح الذي اغتيل في دبي في العام 2010، وهي تنتظر بفارغ الصبر الانتقادات على دورها في الفيلم.

اقرأوا المزيد: 748 كلمة
عرض أقل