تأثر العالم كله وكذلك رئيس الولايات المتحدة، باراك أوباما، الذي بكى بسبب القتلى الشباب أثناء أحداث إطلاق النار، ولكن الكثير من الزعماء بل ومن بينهم فلاديمير بوتين ورجب طيب أردوغان ذرفوا الدموع أكثر من أوباما
شاهد العالم كله أمس رئيس الولايات المتحدة، باراك أوباما، وهو يبكي ويذرف الدموع على وجنتيه. فبكى الرئيس أوباما تماما أمام الشعب الأمريكي، عندما طرح ذكرى ضحايا أحداث إطلاق النار في الولايات المتحدة، والتي أصبحت وباء صعبا. وذلك في إطار خطته لتقييد إمكانية اقتناء السلاح في الولايات المتحدة.
باراك أوباما يبكي (AFP)
ودموع الزعماء هي ظاهرة نادرة في الحياة العامّة. وقليلون هم الزعماء الذين تتم رؤيتهم وهم يذرفون الدموع، ولكن أوباما ليس الزعيم الأول الذي ذرف الدموع علنا. فقد انفجر سلفه، جورج بوش الابن، أيضًا بالبكاء عندما منح الوسام الرئاسي لضابط سلاح البحرية بعد أن توفى.
جورج بوش يبكي (AFP)
وصُوِّر والد بوش أيضًا، الرئيس جورج بوش الأب، وهو يتحدث في خطاب علني عن حياة أبنائه العامة.
وفي العالم العربي، فإن “الباكي” الأكثر شهرة هو فؤاد السنيورة، رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق، والذي انفجر باكيا في تصريح علني جاء بعد اندلاع حرب لبنان الثانية في صيف عام 2006. لم تُنسَ دموع السنيورة منذ ذلك الحدث، واختناقه عندما قال: “إن عروبتنا غير مشروطة وهي ليست بالإرغام”.
وانفجر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أيضا بالبكاء أمام الكاميرات، عندما استمع إلى قصيدة كتبها مسؤول الإخوان المسلمين، محمد البلتاجي، بعد وفاة ابنته خلال المواجهات في القاهرة.
بل والتقطت صورة للرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد وهو يبكي في جنازة والدته.
وفاة والدة الرئيس الإيراني الأسبق أحمدي نجاد (Twitter)
وانضم إلى مجموعة الباكين أيضًا رئيس الحكومة الهندية، ناريندرا مودي. فخلال محادثة مصوّرة مع مؤسس الفيس بوك، مارك زوكربيرغ، تأثر مودي حتى ذرف الدموع عندما تناولت المحادثة والدة الزعيم الهندي.
بينما العضو الأكثر مفاجأة في هذا النادي هو فلاديمير بوتين. بخلاف شخصيته الصارمة والجامدة، فقد أثرت احتفالات فوز بوتين في الانتخابات الرئاسية لعام 2012 عليه حتى ذرف الدموع وارتعش صوته.
يدرك الشيعة أن العالم يتمحور حول ظهور المهدي، المسيح، المعروف أيضًا بلقب الإمام الغائب، أو الإمام الثاني عشر. فهم يؤمنون بأن هذا الإمام والأحد عشر الذين سبقوه هم الورثة الحقيقيون للأمة الإسلامية وللنبي محمد. سيظهر الإمام الثاني عشر في نهاية العالم فقط ليخلص العالم، ويرسل رسالة سلام ويعيد الإسلام لمصادره النبوية. على مر التاريخ ازدادت توقعات الشيعة لظهور المهدي، كلما وجدوا أنفسهم تحت سيطرة سنية قوية.
يدرك النظام الديني في إيران التطورات المختلفة في الشرق الأوسط من خلال منظورهم لهذه الرؤيا. تمكن الرئيس السابق محمد أحمدي نجاد من أن ينشر هذا الاعتقاد بخصوص ظهور المسيح من خلال تصريحه أن “النظام الديني الإيراني سيوفر خلفية الانقلاب الذي سيُظهر الإمام الغائب في العالم”. ووجه القائد الأعلى علي خامنئي تصريحات مشابهة عندما بشر بالثورة الإسلامية عام 1979، وقال إنها عبارة عن تحقق النبوءة التي تُبشّر بهزيمة أعداء إيران على يد المسيح.
يؤمن هذان القائدان إيمانًا مطلقًا بأن لإيران المسؤولية الكاملة لتحقيق النبوءة لتوليد ظهور المسيح. وقال قائد الحرس الثوري في الآونة الأخيرة، إن على إيران “تجهيز أرض المنطقة” لحين وصوله. وجاء التفسير الأكثر وضوحًا لاعتقاد النظام الإيراني بنبوءة نهاية العالم بشريط فيديو متسرب قام بإعداده رئيس الأركان الإيراني، موضحًا فيه أن النظام يحاول تحقيق نبوءات معينة من أجل توليد ظهور الإمام الغائب. في شريط الفيديو، والذي بُث جزء منه في وسائل الإعلام المؤسساتية، يظهر خامنئي وزعيم حزب الله حسن نصر الله كأناس أوتوا النبوءة.
الزعيم الروحي لإيران آية الله علي خامنئي (AFP)
“إن سياسات إيران الخارجية مبنية على هذه المعتقدات والأهداف الأيديولوجية”، هذا ما وضحه ريان ماورو في “مشروع كلاريون” الذي يتعقب الإرهاب الإسلامي. لذلك، ترى القيادة الإيرانية في موت ملك السعودية جزءًا من نفس النبوءة. ويُنظر إلى هذه الوفاة كالإشارة الأكثر وضوحًا للظهور الوشيك للمسيح. وفقًا لموقع “المونيتور”، قد صرح في السابق مسؤولون إيرانيون، استنادا على الأدب النبوي، أن موت الملك عبد الله سيؤكد ظهور المسيح، وأن الوفاة سترافق بحرب أهلية كبيرة في السعودية.
وهذا يقودنا لما حدث تمامًا في اليمن في الآونة الأخيرة. يظهر في الفيديو الذي انتشر في الإعلام الإيراني، المتمردون الحوثيون في اليمن، المدعومون من طهران، كمن يقود الثورة النبوئية. يعتبر الإيرانيون سيطرة الحوثيون على العاصمة اليمنية صنعاء وتمردهم ضد النظام الموالي للولايات المتحدة كعلامات لوصول المهدي. وقد صوّرت في الشريط ذاته شخصية باسم يمني من شأنها أن تقود مسيرة عظيمة للمدينة المقدسة مكة في السعودية. من الممكن أن يكون التلميح على حسن نصر الله، فلديه جذور يمنية. ونرى أن الإيرانيين ينتظرون هؤلاء الحوثيين ليقودوا هجومًا ضد عدوهم المحلف السعودية.
نبوءات أخرى تتحقق
لا تُعتبر هذه الأحداث الوحيدة التي تُفسّر من قبل الشيعة على أنها تُحقق نبوءات. وصف الإعلام الإيراني الغزو الأمريكي على العراق وموت صدام حسين كتحقق نبوءة. يرى النظام أن النزاع الحالي في العراق جزءًا من الأجواء المحيطة بظهور المسيح. كما أن الإيرانيين يعتقدون أن ظهور داعش هو تحقيق نبوءة، وأن الإمام علي قد تحدث عن ظهور جماعة إسلامية مخادعة مع أعلام سوداء يقودها شخص مسمى على اسم مدينة. ومن الواضح لكم أنه -أبو بكر- البغدادي.
مقاتلو الدولة الإسلامية، داعش (AFP)
ويرى حزب الله الشيعي في التمرد ضد النظام السوري جزءًا من النبوءة المبنية على الكتاب الشيعي المقدس الجعفر. ويؤمن حزب الله أن هذه النبوءة تتنبأ بموت القائد السوري (من الواضح بشار الأسد)، وتولي الحكم قائد سني سيقمع الشيعة حتى ظهور قوى إيرانية وتحررهم. ويرى حزب الله داعش وجبهة النصرة أنهم الأعداء. وفقًا للنبوءة، سيصل المهدي فقط عندما تهدأ الأوضاع في سوريا تحت السيطرة الجديدة القديمة للعلويين.
تعتبر البحرين هدفًا نبوئيًا آخر. صرح أحد المقرّبين من خامنئي أن البحرين صاحبة الأغلبية الشيعية تحت سيطرة سنية، وهي المكان الأمثل لبداية التحضير لمجيء المسيح. تسعى إيران فعلا لتسليح المعارضة الشيعية في البحرين وإسقاط النظام السني، ولكن دون نجاح حتى الآن، وذلك بفضل تدخل المملكة العربية السعودية.
الرئيس الإيراني السابق أحمدي نجاد أنكر الهولوكوست مرارا وتكرارا (AFP)
خمسة ادعاءات رئيسية لمنكري الهولوكوست
"ليس هناك ما هو أكثر غباء ولا أخلاقية من إنكار الهولوكوست"، هكذا وصف أحمد الطيبي، النائب العربي في إسرائيل، ظاهرة إنكار الهولوكوست. ما هي الادعاءات الرئيسية لمنكري الهولوكوست وما هي دوافعهم؟
إن إنكار الهولوكوست هو ظاهرة واسعة وتعتبر جريمة جنائية في دول كثيرة في العالم، وخصوصا في إسرائيل والدول الأوروبية. ينقسم أولئك الذين ينكرون الهولوكوست إلى مجموعتَين، إحداهما تزعم أنّ الهولوكوست لم يحدث إطلاقا، وتشكّك الثانية في حجمها، وبمسؤولية النازيين عن الفعل. ورغم هذا التقسيم، فالمشترك بين كلتا المجموعتين هو أنّ منكري الهولوكوست مستمرّون في التمسّك بادعاءاتهم رغم كل الأدلة والشواهد المعروفة سواء من قبل ألمانيا نفسها والأسرى النازيين، أو من قبل دول الحلفاء والناجين اليهود الذين مرّوا بفظائع الهولوكوست. إذن، فما هي ادعاءاتهم الرئيسية؟
من المثير للاهتمام في نفس السياق عرض الادعاءات المضادّة، وخصوصا أنّه في حالات كثيرة يكون إنكار الهولوكوست لخدمة مصالح سياسية وبعيدا عن أن يكون “إعادة نظر في التاريخ” كما يعرضه الكثيرون. ومن الجدير ذكره أنّ ظاهرة إنكار الهولوكوست منتشرة بشكل أساسيّ في أوساط المجموعات المؤيدة للنازية والتنظيمات الغربية المعادية للسامية، بالإضافة إلى الدول العربيّة وفي أوساط الجهات الإسلامية وخصوصا المتطرّفة منها.
ما هي ادعاءات منكري الهولوكوست؟
الادعاء رقم 1: حجم الهولوكوست كان أصغر بكثير
يشكّك قسم كبير من منكري الهولوكوست بحجم الهولوكوست كما تم ذكرها وتوثيقها من قبل غالبية المؤرخين في العالم. يدّعي أولئك، على سبيل المثال، أنّ العدد 6 مليون يهودي تمّ قتلهم في الهولوكوست هو مبالغة جامحة. بالإضافة إلى ذلك، يقول هؤلاء إنّ الكثير من الذين قُتلوا لم يكونوا يهودا، وتمّ تضخيم عدد اليهود بشكل كبير في وسائل الإعلام.
نساء وأطفال على “الرامبا” بجوار القطار الذي نقلوا فيه. و”الرامبا” هي الرصيف الذي كانت قطارات الترحيل تتوقف عنده حين وصلت إلى معسكر الإبادة، حيث كان اليهود يؤمرون بالترجل من القطار لتتم عملية الفرز الأولية بين من سيتم إبادته فورا ومن سيتم استغلاله في العمل القسري. (صور: ياد فاشيم)
إحدى الحالات الشهيرة لإنكار كهذا هي حالة رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، الذي كتب في عمل بحثيّ قام به: “إنّ مصلحة الحركة الصهيونية في تضخيم أعداد القتلى في الحرب يهدف إلى [ضمان] إنجازات كبيرة. أدى الأمر إلى تأكيد العدد، وتقريره في الرأي العام العالمي وبذلك إثارة المزيد من تأنيب الضمير والمزيد من التعاطف تجاه الصهيونية بشكل عامّ”. من الجدير بالذكر أنّه في مقابلات صحفية لاحقة تراجع عباس عن أقواله وقال إنّه لا ينكر الهولوكوست.
وبالإضافة إلى ذلك، وكجزء من تقليص حجم الهولوكوست، هناك من يحاول مقارنة الهولوكوست بأحداث أخرى قُتل فيها الكثير من الناس، رغبةً في إظهار أنّ الهولوكوست كان حدثا هامشيًا ولا ينبغي التطرق إليه باعتباره إبادة منهجية جماعية هي الأكبر ممّا عرفته البشرية.
إنّ الأدلة على قيام الهولوكوست والعدد 6 مليون تأتي من عدّة مصادر: أولا من ألمانيا نفسها، إذ لا تزال حتى اليوم تدفع تعويضات لإسرائيل على أفعالها، وممّا لا يحصى من الوثائق التي تم تحريرها بدقّة وأوصلت إلى العدد 6 مليون، ومن شهادات للقادة النازيين الذين تمّ أسرهم، وشهادات شخصية للناجين من الهولوكوست. مصدر آخر للأدلة هو جيوش الحلفاء التي قامت بتحرير معسكرات الاعتقال والإبادة ووثّقت النتائج من خلال الأفلام والصور.
الادعاء رقم 2: الشهادات على وجود الهولوكوست ليست موثوقة
هناك ادعاء رئيسي عند أولئك الذين يهاجمون وجود الهولوكوست وهو أنّ النازيين لم يستخدموا غرف الغاز لقتل الجموع اليهودية. إحدى الحالات الشهيرة هي “تقرير لوشتر” الذي كُتب من قبل المهندس الأمريكي فريد لوشتر. وهي وثيقة تظهر أنّه لا يوجد بقايا لغاز السيانيد في جدران غرف الغاز في أوشفيتس، وذلك وفقا لعيّنات تمّ أخذها عام 1999. الإخفاق الرئيسي في عمل لوشتر هو أنّه ليس هناك أي تفسير حول سبب افتراض وجود بقايا الغاز في الجدران وحتى بعد أكثر من 50 عاما من التعرّض للطقس الشرق أوروبي.
يدّعي البعض أيضًا أنّ الأفلام والأدلة التي تُقدّم فيها نتائج الإبادة والتي تمّ عرضها بعد الحرب تمّ إنتاجها خلال الحرب كدعاية ضدّ النازيين من قبل الحلفاء. ادعاء آخر في هذا التيار من منكري الهولوكوست هو أنّ عددا كبيرا من الأكاديميين والمؤرّخين يخاف من الاعتراف بأنّ الهولوكوست أسطورة، خوفًا من فقدان أماكن عملهم.
عملية فرز يقوم بها أفراد الإس إس على الرصيف. والناس في الخلفية في طريقهم إلى غرفة الغاز رقم 2 التي يظهر في وسط الصورة وأعلاها جزء من مبنى فرن حرق الجثث التابع لها. (صور: ياد فاشيم)
ومن الجدير ذكره أنّه بالإضافة إلى شهادات جيوش الحلفاء التي حرّرت معسكرات الاعتقال والإبادة ووثّقت النتائج بأفلام وصور، فقد تراكمت أطنان من الوثائق والصور من مصادر مختلفة توثّق الهولوكوست، وفي إسرائيل، أوروبا، الولايات المتحدة، هناك متاحف مجالها هو الحفاظ على المواد التاريخية والأدلة على الهولوكوست.
الادعاء رقم 3: تمّ اختراع الهولوكوست من قبل اليهود والأمريكيين
يدّعي الكثير من منكري الهولوكوست أنّ ثمّة مؤامرة يهودية أمريكية أو بريطانية ترغب في أن يظهر اليهود كضحايا من أجل شيطنة للشعب الألماني. عادة ما يكون أولئك الذين يتمسّكون بادعاءات كهذه هم أشخاص يؤمنون بنظريات المؤامرة. وهناك ادعاء آخر وهو أنّ الولايات المتحدة شجعت قصّة المظالم التي قام بها الألمان ضدّ اليهود من أجل السماح بإنشاء دولة إسرائيل.
وراج هذا الادعاء الأخير في العالم العربي والإسلامي الذي يُكثر من الادعاء بأنّ الهولوكوست كان تزييفا صهيونيا اخترعه الصهاينة من أجل تبرير إقامة دولة إسرائيل وتجريد الفلسطينيين من حقوقهم في كامل أراضي فلسطين.
البابا فرنسيس الأول يزور “ياد فاشيم” (Noam Moskowitz)
أحد منكري الهولوكوست ممّن يحملون هذا الادعاء هو الرئيس الإيراني السابق، محمود أحمدي نجاد، الذي وصف الهولوكوست بصفته “أسطورة” اخترعها الصهاينة، وقام بتأسيس لجنة لدراسة الهولوكوست كحدث تاريخي، “دون القيود التي تمّ فرضها على الباحثين في أوروبا” في إيران في 11 كانون الأول عام 2006.
بالإضافة إلى أطنان الوثائق التي توثّق خطّة الإبادة التي دبّر لها الألمان ونفّذوها، والتي سُمّيت “الحلّ النهائي”، فإنّ الدافع الرئيسي في أوساط الإسلام المتطرّف والفلسطينيين لطرح هذا الادعاء هو الهجوم السياسي ونزع الشرعية عن دولة إسرائيل والصهيونية ولا يتعلّق بحقائق تاريخية.
الادعاء رقم 4: الألمان ليسوا مسؤولين عن الهولوكوست
يركّز جانب آخر من إنكار الهولوكوست على مسؤولية الألمان عن هذا الفعل. هناك من يدّعي أنّه على الرغم من حقيقة تنفيذ الجرائم، فلم تكن هناك قيادة رئيسية أمرت بتنفيذها، ولذلك فليس هناك أية مسؤولية على القيادة النازية في تنفيذ هذه السياسة ضدّ اليهود. بالإضافة إلى ذلك، لم تكن هناك أوامر محدّدة من أدولف هتلر أو من أي شخص آخر في قيادة الحزب النازي لإبادة اليهود، رغم أنّ تركيز اليهود في معسكرات الاعتقال واستخدامهم في أعمال السخرة قد تسبّب في الواقع بوفاتهم.
نساء قادرات على العمل بعد تطهيرهن من القمل، حيث كان تطهير المعتقلين الذين لم يحكم عليهم بالموت الفوري وحلق شعرهم جزءا من عملية القبول في المعسكر، ومن ثم أعطوا الزي الخاص بالمعسكر. ويظهر في الصورة الزي الخاص بالنساء. (صور: ياد فاشيم)
ومع ذلك، فقد ألقى هتلر خطابا عام 1939 يتعلّق بإبادة اليهود بشكل مباشر، وقال الآتي: “اليوم أريد أن أكون نبيّا هذه المرة أيضًا. إذا استطاع المال اليهودي الأوروبي خارج وداخل أوروبا مرة أخرى على زجّ دول العالم في أتون حرب عالمية، فلن تكون النتيجة بلشفة الكرة الأرضية وانتصار اليهودية، وإنما إبادة الجنس اليهودي في أوروبا”. وتم توزيع ملصق يحمل هذا النصّ عام 1941 مع التوجيه أنّه يجب تعليقه في كلّ دائرة حكومية.
الادعاء رقم 5: اليهود هم المسؤولون عن الهولوكوست
يحمّل الكثير من منكري الهولوكوست اليهود مسؤولية مصيرهم، حيث يقولون إنّ اليهود قد مثّلوا نخبة في معسكرات الاعتقال، وأداروا تلك المعسكرات في الواقع، وأنّ “كافوس” (مديرو العمل من الأسرى أنفسهم) كانوا مسؤولين عن قتل ونهب الأسرى الآخرين، وأنّ حدوث الهولوكوست كان تحت مسؤولية اليهود وحتى أنها عادت على الشعب اليهودي بالمنفعة.
يحاول هؤلاء أن يقولوا إنّ الهولوكوست كانت ردّة فعل مبرّرة أو مبرّرة جزئيًّا للأفعال التي قام بها اليهود. يحاول أولئك الذين يستخدمون هذه الادعاءات في ألمانيا بشكل أساسيّ أن ينقّوا الضمير الشخصي والجماعي لألمانيا وأوروبا، وأن يبرّروا – من بين أمور أخرى – التراخي في مواجهة مثل هذا العمل الفظيع.
ونشير أيضًا إلى وجود دوافع اقتصادية أيضًا لإنكار الهولوكوست، وخصوصا في أوساط أبناء بلدان أوروبا الشرقية الذين يخشون من مطالبات التعويض من قبل اليهود، وهي مطالبات موجّهة إلى دولهم أو أسرهم التي تحتفظ بممتلكات يهودية سُرقت في فترة الهولوكوست. ولذلك فهم يحاولون إنكار وجود الهولوكوست في مناطقهم أو تبريرها.
نشير في النهاية إلى الوصف الشهير للسياسي العربي البارز في إسرائيل، أحمد الطيبي، الذي قال التالي عن ظاهرة إنكار الهولوكوست: “ليس هناك ما هو أكثر غباء ولا أخلاقية من إنكار الهولوكوست. لماذا؟ لأي هدف بالضبط يفعل ذلك من يفعله؟”
ويضيف قائلا: “يجب الوقوف بشجاعة ضدّ ظواهر إنكار الآخر، قمعه، وإنكار الهولوكوست. أنا، أحمد الطيبي، عربي منتصب القامة، فرح وفخور بأنّني في نفس الجانب الذي فيه مفكّرون عرب بارزون، والذين خرجوا بقوة ضدّ ظواهر إنكار الهولوكوست في الشرق الأوسط وفي أماكن أخرى من العالم”.
في عام 2006 اختُطف إيهود غولدفاسر من قبل حزب الله، وفي عام 2008 تمت إعادة جُتثه إلى إسرائيل. أرملته، التي نجحت بترتيب حياتها من جديد، أنجبت اليوم ابنتها الأولى
بُشرى سعيدة للسيدة كارنيت غولدفاسر، أرملة الجندي إيهود غولدفاسر الذي اختُطف وقُتل على يد منظمة حزب الله. أنجبت كارنيت اليوم ابنتها الأولى في تل أبيب. عُرفت كارنيت في السنوات الأخيرة نتيجة نشاطاتها الجماهيرية بغية إطلاق سراح زوجها، ولتخليد ذكراه بعد أن عُرف خبر مقتله.
كذلك شاع عن غولدفاسر أنها في عام 2007 واجهت الرئيس الإيراني السابق، محمود أحمدي نجاد، وسألته قائلة: “على فرض أنك الرجل المسؤول عن اختطاف زوجي بسبب تقديمك الدعم لحزب الله، لماذا لا تسمح للصليب الأحمر بزيارته؟” تجاهل أحمدي نجاد السؤال. عاد إيهود غولدفاسر، بعد عام للأسف الشديد، إلى إسرائيل داخل تابوت.
كرست كارنيت نفسها، في السنوات التي تلت دفن زوجها، لتخليد ذكراه، ولكنها دأبت أيضًا على تطوير حياتها الخاصة وقامت بتقديم محاضرات، قدمت برامج تلفزيونية وحتى أنها شغلت منصب إدارة شركة حكومية.
انتقلت مؤخرًا للعيش في تل أبيب وتم اختيارها حتى لتكون عضوًا في مجلس بلدية المدينة. وحسب أقوالها، انتقالها إلى تل أبيب يُعتبر تحقيقًا للحلم المشترك الذي تشاركته مع زوجها إيهود، الذي لم يتسن له يومًا تحقيقه.
كانت كارنيت، بين الحين والآخر، تتحدث عن الصعوبة التي واجهتها بتحقيق حياة عائلية جديدة بعد أن ثكلت جوزها الحبيب. قالت: “تعيش الأرملة التي تبحث عن علاقة عاطفية دائمًا ما تشعر بأن هناك أضواء كاشفة فوق حياتها. هي ليست أرملة وحسب، بل أيضًا هي الأرملة زوجة…، التي تحاول بدء حياة جديدة وإعادة بناء حياتها”.
عُرف أن كارنيت أنها قبل عام بدأت تعيش حبًا جديدًا وانتقلت لتعيش مع صحفي يُدعى أمنون مارندا. اليوم، والشكر للرب، أنجبت طفلتها الأولى ويمكنها أن تبدأ حياة جديدة.
سيتحدث قادة العالم، خلال التئام الجمعية العامة التي ستبدأ أعمالها غدًا (24.9)، عن تهديد تنظيم داعش، عن إسرائيل والفلسطينيين، عن المشروع النووي الإيراني وعن تطوير العالم الثالث، ولكن، أي حدث سيكون الحدث الذي لا يُنسى هذا العام خلال أعمال الجمعية العامة؟ يبدو أننا لن نستطيع الإجابة عن هذا السؤال. نود، قبل لحظات من جلوس العالم للاستماع ولمشاهدة قادته وهم يلقون خطبهم الرنانة من على منصة الجمعية العامة، أن نستعرض لكم الخُطب التي لا تُنسى أبدًا لبعض قادة العالم.
أفضل عرض كان على ما يبدو عام 2009 عندما قام الرئيس الليبي معمر القذافي ورئيس فنزويلا، هوغو تشافيز، اللذان ماتا في عام 2011 (القذافي) وعام 2013 (تشافيز)، باستغلال المنصة لمهاجمة الولايات المتحدة وباقي الدول الغربية العظمى.
استعراض عرفات عام (1974)
فقط في منظمة كالأمم المتحدة، على ما يبدو، يمكن لشخص كالقائد الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، أن يحصل على فرصة للتحدث من على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة في خريف عام 1974؛ كممثل عن منظمة التحرير الفلسطينية، بينما يحمل مسدسًا على خاصرته وغصن زيتون في يده وأن يعلن عن نيته القضاء على دولة إسرائيل وأن يحظى بالتصفيق الحار في ذات الحين.
كان بالإمكان رؤية حصاد عرفات لنتائج خطابه ذاك، بعد عام، من خلال قرار صدر في الأمم المتحدة (ليس من قبل الجمعية العامة) والذي أشار إلى أن الصهيونية هي شكل من أشكال العنصرية.
هوغو تشافيز (2006): “بوش شيطان، الولايات المتحدة خطر يهدد العالم”
اعتلى الرئيس الفنزولي السابق؛ هوغو تشافيز، في الـ 20 من أيلول عام 2006؛ وفي ذروة الحرب على العراق، منبر الجمعية العامة وبصق عليها. “الشيطان كان هنا البارحة”، قال رئيس فنزويلا هذا بشكل متشنج وكان يقصد بكلامه الرئيس الأمريكي السابق، جورج بوش الابن. “جاء إلى هنا وتحدث وكأنه سيد العالم”.
وقال تشافيز بحماسة “إن توق الإمبراطورية الأمريكية للسيطرة يهدد الجنس البشري بأكمله”. عاد الرئيس الفنزولي في الـ 25 من أيلول عام 2009 إلى منبر الأمم المتحدة وصرح بأنه “يشم رائحة أمل في الجو”، لأن بوش كان قد غادر البيت الأبيض.
القذافي عام 2009: “استيقظت في الرابعة لأن الساعة الآن في ليبيا هي تمام الـ 11:00”
ولكن، يبدو أن أفضل عرض في الجمعية العامة للأمم المتحدة كان من نصيب القذافي. تم تقديم حاكم ليبيا في الـ 25 من أيلول عام 2009، وبعد 40 عامًا من الحكم المستبد، من قبل رئيس الجمعية العامة الليبي علي تراكي بكلمات “رحبوا معي بملك ملوك أفريقيا”. شدد رئيس الجمعية العامة على الطلب من المتحدثين ألا يزيد وقت الخطاب على 15 دقيقة. القذافي لم يهتم بذلك الطلب وتحدث لساعة ونصف.
في ذلك العام أنهى الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، خطابه وأسرع بالانصراف قبل أن يفتح الطاغية الليبي فمه ويبدأ باستعراضه. “لماذا تأتون جميعًا إلى هنا، خلف المحيط؟ هل هذه هي القدس؟ هل هنا الفاتيكان؟ جميعكم متعبون وتعانون من اضطراب الرحلات الجوية الطويلة. لماذا؟ في بعض دولكم الوقت الآن ليلا والناس هناك نيام. استيقظت في الساعة الـ 04:00 لأن في ليبيا الآن الساعة هي الـ 11:00. إن قررنا أن تكون الأمم المتحدة عام 1945 هنا هل يجب أن يستمر ذلك إلى الأبد؟ أمريكا مستضيفة، تدفع التكاليف وعلينا أن نشكرها. أنا أريد أن أعتق أمريكا من الضغط والمشاكل التي نسببها لها. دعونا نشكر أمريكا. هذا المكان تحول إلى هدف للقاعدة”.
نتنياهو عام 2012: لوحة القنبلة والفتيل
هكذا كان ظهوره قبل عامين كرئيس للحكومة وفي يده رسم لقنبلة فيها فتيل ودهان وقلم حبر هندي أحمر ورسم الخط الأحمر ضد القنبلة النووية الإيرانية. ادعى أعداء نتنياهو أنه لم يكن هناك أي تجاوز بمسألة تخصيب اليورانيوم الإيراني وأن خطابه ذاك كان لأسباب داخلية فقط. قال مؤيدو نتنياهو بالمقابل إن التهديد من على منصة الجمعية العامة جاء بنتيجته وأن الإيرانيين التزموا بعدم تخطيهم للحد الذي وضعه لهم رئيس الحكومة الإسرائيلية – الوصول إلى تخصيب اليورانيوم بنسبة 90%.
لا شك أن خطاب نتنياهو، ولا يهم كيف ينظرون إليه، هو من الخطب التي لا يمكن نسيانها في الجمعية العامة للأمم المتحدة. وجاء رد الرئيس الإيراني السابق، أحمدي نجاد، والذي هو أيضًا كان نجم بعض الخطب المميّزة في جلسات الجمعية العامة للأمم المتحدة، على خطاب رئيس الحكومة الإسرائيلي إذ قال: “ذلك الرسم كان متخلفًا وبأن الصهاينة، غير المتحضرين، يهددوننا”.
أعلن الرئيس الإيراني حسن روحاني أن بلاده يجب أن تتقبل استخدام شبكة الإنترنت عوضا عن اعتبارها تهديدا. وهو موقف يتحدى آراء المتشددين الذين عززوا إجراءات الرقابة على الإنترنت.
ويأتي كلام روحاني وهو معتدل نسبيا انتخب العام الماضي في معرض محاولته كسب معركة التأثير في العامة عبر تشبيه وضع القيود على الإنترنت بخوض معركة بالأسلحة النارية بسيف خشبي.
ويساهم الخطاب الذي ألقاه روحاني في مطلع الأسبوع في إبعاده أكثر عن رجال الدين المتشددين المنافسين علما أن البعض منهم مقربون من المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي الذي يروج للرقابة على أنها وسيلة لحماية الثورة الإسلامية التي قامت عام 1979 وأتت برجال الدين الشيعة إلى السلطة.
كما شكل خطابه أيضا الإشارة الأكثر قوة حتى الآن على انتهاجه نهجا منفصلا عن السياسة التي اعتمدها سلفه محمود أحمدي نجاد إزاء وسائل التواصل الاجتماعي. وقام أحمدي نجاد بموجب تلك السياسة باعتقال المدونين وتشديد الضوابط على استخدام الانترنت طوال فترة رئاسته التي امتدت ثمانية أعوام خصوصا بعد أن استخدم المتظاهرون وسائل التواصل الاجتماعي لتنظيم تظاهرات هائلة عام 2009.
ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية عن روحاني قوله “علينا ان ننظر إلى الإنترنت على أنها فرصة وعلينا أن نعترف بحقوق مواطنينا في الاتصال بالشبكة العنكبوتية العالمية”.
وأضاف “لماذا نحن مهتزون إلى هذا الحد؟ لماذا تقوقعنا في الزاوية ممسكين بالدرع وبسيف خشبي خشية أن نتلقى رصاصة في هذه الحرب الثقافية؟”
وتابع روحاني “حتى لو انقضوا علينا وهو ما يحصل اليوم فطريقة المواجهة هي عبر الوسائل الحديثة وليس الطرق السلبية والجبانة”.
ولطالما تبنت إيران موقفا متناقضا تجاه الإنترنت. والدخول إلى مواقع تويتر وفيسبوك ويوتيوب محظور بالنسبة لمعظم الايرانيين على الرغم من أن خامنئي نفسه انضم إلى تويتر وفيسبوك عام 2009 وهو الآن مستخدم مواظب عليهما.
ففي الأيام الحالية يرسل المرشد الأعلى أكثر من 12 تغريدة في اليوم باللغات الإنجليزية والفارسية والعربية. وفي آخرها أبلغ متابعيه الذين يبلغ عددهم 53900 أنه “على الرغم من التقدم الصناعي في الغرب إلا أن الجهل والتحقير للعائلة وقيمها سيؤدي إلى انهيار الغرب على المدى الطويل”.
وعلى صفحته على فيسبوك حيث لديه 82000 متابع يقدم خامنئي الإرشاد الديني ويتوجه إلى الذين يتطلعون إلى الحصول على زوج ان يقبلوا بالحلول الوسط “إذ أن الزوجة المثالية الخالية من العيوب والزوج المثالي الخالي من العيوب غير موجودين في العالم”.
غير أن عبد الصمد خرم آبادي وهو سكرتير هيئة حكومية مهمتها رصد وتصفية المواقع الإلكترونية وصف فيسبوك بأنه مشروع تجسس أمريكي.
وشنت القيادة الإيرانية حملة تضييق شديدة على مستخدمي الإنترنت عام 2009 على أثر إعادة انتخاب أحمدي نجاد الذي ثار حوله الجدل عام 2009 عندما أدى الهجوم العنيف على التظاهرات في ذلك العام إلى أسوأ حالة اضطرابات في تاريخ إيران.
وعلى إثر ذلك تم سجن الكثير من المدونين وتم الحكم على واحد منهم على الأقل بالإعدام لإدارة موقع تعتبره السلطات مخربا. استخدام الانترنت المرتفع
ويواجه مستخدمو الإنترنت في إيران وصلات إنترنت بطيئة ومتفاوتة الأداء بالإضافة إلى الرقابة الكثيفة. ولكن على الرغم من ذلك يمكنهم أن يتجنبوا القيود عبر استخدام الشبكات الخاصة الافتراضية التي توفر الروابط المشفرة التي تسمح للكمبيوتر بالتصرف كما لو أنه في بلد آخر وبالتالي تتيح لهم إمكانية الدخول إلى جميع المواقع المحظورة.
وقارن روحاني في خطابه جهود تقييد إمكانية الدخول إلى الإنترنت بالجهود السابقة الفاشلة في محاربة انتشار القنوات التلفزيونية الفضائية.
“في البدء كان هوسنا الكامل هو الفيديو وكيف نبقيه بعيدا عن متناول شبابنا حماية لإيماننا وهويتنا ثم قمنا بإطلاق النار على الصحون اللاقطة على الأسطح. اليوم الإنترنت والهواتف الذكية باتت هي الطامة الكبرى”.
وأشار روحاني إلى أن ايران لن تتطور من دون تقبل العالم الرقمي منتقدا الفكرة بأن يقوم الطلاب فقط بأخذ الملاحظات من الكتب بدلا من أن يتجهوا إلى الإنترنت لهذه الغاية.
وقال في هذا السياق “هل ما زلنا نتوقع من تلاميذنا الذين يسعون إلى الحصول على شهادة الدكتوراه بأن يعودوا إلى أرشيف المكتبات كما في الأزمنة الغابرة لأخذ الملاحظات من أجل أبحاثهم؟”
ويقول الإيرانيون أن امكانية الدخول إلى الإنترنت قد باتت متاحة أكثر منذ مجيء حكومة روحاني ولكنه لا يزال لا يملك السلطة الكافية لفتحه كاملا.
أما في قمة هرم السلطة في إيران يبقى الحذر كبيراً. والقرارات في القضايا الاستراتيجية الأساسية هي ضمن سلطة خامنئي الذي شكل قبل عامين وكالة للإشراف على الانترنت هي المجلس الأعلى للفضاء الافتراضي.
وفي مرسوم تأسيس تلك الوكالة قال خامنئي إنها ستقي ايران أذى “الانتشار المتزايد لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات وخصوصا تلك في شبكة الإنترنت العالمية ودورها الهام في الحياة الاجتماعية والشخصية”.
وقالت وسائل الاعلام الايرانية إن الوكالة تضم الرئيس ووزيري الإعلام والثقافة ورئيسي الشرطة وقوات الحرس الثوري المحافظة وهي المؤسسة العسكرية فائقة القوة والمقربة من خامنئي.
وكانت إيران هدفا في هجمات الحرب الإلكترونية ومن بينها فيروس الكتروني خرب البرمجيات في أجهزة الطرد المركزي النووية ودفعها إلى التدمير الذاتي. ويعتقد الخبراء الأمنيون أن إسرائيل والولايات المتحدة كانتا وراء ذلك الهجوم.
عشية يوم ذكرى الكارثة، يُحتمل أن يعلن رئيس السلطة الفلسطينية، أبو مازن، على أن “المحرقة هي أكثر الجرائم كرهًا ضد الإنسانية في العصر الحديث”. مع ذلك، بخلاف أبي مازن الذي أجرى تحولا في موقفه بالنسبة للموضوع بعد تاريخ من إنكار المحرقة، عبّر قادة آخرون عدة مرات عن مواقف واضحة من إنكار الكارثة.
قال رئيس المكتب السياسي لحماس، خالد مشعل أيضًّا، في الماضي إن إسرائيل تبالغ في وصف الكارثة من أجل تحويلها إلى مأساوية للغاية. أضاف المتحدث باسم حماس في قطاع غزة، فوزي برهوم، مدعيًّا أن “المحرقة هي كذبة كبيرة”.
بالإضافة إلى الفلسطينيين، لا ينكر الرئيس السوري بشار الأسد إبادة الشعب في بلاده فحسب، وإنما أيضًا إبادة الشعب اليهودي. في مقابلة له عام 2006 مع شبكة تلفزة أمريكية، قلل من عدد قتلى المحرقة وقارن كذلك بين الضحايا اليهود فيها وبين الفلسطينيين.
كذلك قائد حزب الله في لبنان، حسن نصر الله، قد شكك في حقيقة حدوث الكارثة. في خطاب ألقاه في جنوب لبنان بمناسبة افتتاح متحف “مقاومة إسرائيل حتى النصر”، قال نصر الله: “يجب تعليم هذا التراث فيما يتعلق بهذه الأحداث كما تفعل إسرائيل بالنسبة للكارثة، سواء حدثت أم لا”.
إن أحد أبرز منكري الهولوكوست في الشرق الأوسط هو الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد، الذي ادعى مرة تلو الأخرى أنه لا يقبل الفكرة بأن النازيين قد حرقوا ملايين اليهود وسجنوهم في معسكرات الإبادة. عندما لخص السنوات الثماني من ولايته، عرّف أحمدي نجاد إنكار الكارثة على أنه أحد إنجازاته. “كانت الكارثة حظرًا لم يوافق أي أحد في الغرب على سماعه”، صرح قائلا.
صحيح أن أحمدي نجاد قد أفل نجمه، لكن القائد الروحاني لإيران، آية الله على خامنئي، استمر في إنكار الكارثة. في احتفالات الذكرى السنوية الفارسية قبل شهر، قال إن المصداقية التاريخية للكارثة ليست معروفة، وشكك فيما إذا كانت الأحداث قد جرت أصلا.
تم سجن المحامية الإيرانية المدافعة عن حقوق الإنسان نسرين ستوده لمدة ثلاث سنوات (AFP)
أسر معتقلين إيرانيين تنظم مظاهرة خارج مبنى البرلمان في طهران
السجناء من ضمن مئات ألقي القبض عليهم خلال مظاهرات حاشدة من الإصلاحيين الذين احتجوا على إعادة انتخاب محمود أحمدي نجاد في الانتخابات الرئاسية التي أجريت عام 2009
قالت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية إن أسر معتقلين اتهموا بارتكاب جرائم سياسية نظموا مظاهرة خارج البرلمان في طهران اليوم الأحد للاحتجاج على ما قالوا إنها معاملة عنيفة يتعرض لها أقاربهم في سجن إيفين.
وحملت الأسر صور السجناء وقالت إن أكثر من 20 من أقربائهم أصيبوا في اشتباكات مع حراس السجن يوم 17 أبريل نيسان حسبما أفاد موقع كاليمي على الانترنت المرتبط بزعيمي المعارضة مير حسين موسوي ومهدي كروبي.
وليس من المعتاد أن تجتمع أسر خارج البرلمان للشكوى من مزاعم انتهاكات وقعت بحق أقربائهم رغم أن مثل هذه المظاهرات نظمت من قبل أمام سجن إيفين نفسه.
وذكر موقع كاليمي أن الاضطرابات في عنبر 350 الذي عادة ما يحتجز فيه السجناء السياسيون بدأت بعد ان رفض السجناء مغادرة زنازينهم خلال فحص أمني دوري.
والسجناء من ضمن مئات ألقي القبض عليهم خلال مظاهرات حاشدة من الإصلاحيين الذين احتجوا على إعادة انتخاب محمود أحمدي نجاد في الانتخابات الرئاسية التي أجريت عام 2009 في أسوأ اضطرابات تشهدها البلاد منذ الثورة الإسلامية في 1979.
وشهد النائب البرلماني المعتدل علي مطهري مظاهرة اليوم وقال إنه سيحيل المسألة إلى البرلمان. وكان مطهري معارضا قويا لأحمدي نجاد الذي خلفه الرئيس الوسطي حسن روحاني في انتخابات أجريت العام الماضي.
ونقلت وكالة أنباء الطلبة عن مطهري قوله “طلبت هذه الأسر مساعدتنا وسنبذل أقصى ما في وسعنا لمساعدتهم وسنطرح هذه القضية في البرلمان.”
وأضاف في إشارة لمظاهرات 2009 “لم يكن من الضروري الحكم بسجن الناس من ستة إلى ثمانية أعوام بسبب مظاهرة واحدة. لو كنا حللنا هذه القضية في وقت أبكر لما كنا هنا الآن.”
ونقلت الوكالة عن أسر قولهم إنهم منعوا من زيارة أقربائهم.
وقلل وزير العدل مصطفى بور محمدي من شأن اضطرابات السابع عشر من أبريل قائلا إنه لم يحدث “شيء ذو أهمية”.”
ونقلت عنه وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية القول إن حراس السجن كانوا يقومون بعمليات تفتيش دورية هذا اليوم بسبب مشاكل أمنية في عنبر 350.
وذكرت منظمة العفو الدولية المعنية بحقوق الإنسان أن 32 سجينا وضعوا في الحبس الانفرادي نتيجة الاضطرابات.
ذكرت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية الرسمية أن الرئيس حسن روحاني قال اليوم الثلاثاء إن قضية العقوبات الدولية المفروضة على إيران ستحل في الأشهر القليلة القادمة بعد المفاوضات مع القوى العالمية بسبب برنامجها النووي.
وتابع قائلا إنه جرى تخفيف بعض العقوبات المفروضة على البرنامج النووي الإيراني بشكل مؤقت بعد التوصل إلى اتفاق نووي الشهر الماضي لكن واشنطن قالت إن رفع العقوبات لا يمكن أن يحدث إلا “بشكل كامل” بعد التوصل إلى اتفاق نووي شامل.
وقال روحاني أمام حشد “بفضل تعاون أبناء الشعب ودعم وإرشادات سماحة القائد تم اتخاذ الخطوة الأولى لإزالة الحظر وقد شهدنا کسر بعض العقوبات الظالمة… وسنشهد تداعيا للعقوبات في الأشهر القلیلة المقبلة.”
وكان روحاني في زيارة لمحافظة سیستان وبلوشستان وهي محافظة فقيرة على الحدود الإيرانية الباكستانية.
ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية قوله “اليوم نشهد بالفعل تداعي بعض العقوبات” في إشارة إلى تخفيف بعض العقوبات مقابل التنازلات التي قدمتها حكومة روحاني في المحادثات النووية مع القوى العالمية الست.
وأنحى روحاني باللائمة في الصعوبات الاقتصادية التي تواجهها إيران على العقوبات و”السياسات غير اللبقة” لحكومة الرئيس السابقة محمود أحمدي نجاد المتشددة.
وقال “واجهت بلادنا في السنوات العديدة مشكلات جمة بسبب العقوبات الوحشية والإدارة غير الحكيمة… لكننا سنكسر العقوبات غير الإنسانية.”
وأضاف “سنکشف للعالم أجمع من خلال هذه المفاوضات زیف ما قیل بشان إیران فنحن لم نسع ولن نسعی للأسلحة النوویة وعازمون علی التطور العلمی والتقنیة النوویة.”
"تؤدّي العزلة إلى حالة صعبة من العيش، قضيتُ ساعات طويلة في اليوم راكعة عند فتحة الباب حيث يتم إدخال الطعام من خلالها، أستمع إلى الأصوات في الخارج، فقط كي لا أشعر بالوحدة كثيرًا"
قصة حقيقية: من الصعب على الإنسان أن يعتقد أنّه في لحظة معيّنة قد يتغيّر كلّ عالمه من النقيض للنقيض. العجز الإجمالي الذي يشلّه ويحوّله لشيء لم يأمل بنفسه أن يعيشه.
ما بدأ كرحلة في جبال العراق – كردستان، انتهى في 781 يومًا في السجن. ثلاثة سائحين أمريكيين، عبروا عن طريق الخطأ الحدود الإيرانية عام 2009 وتمّ سجنهم لمدّة أكثر من عامين، يحكون الآن عن تجربة السجن في طهران بسيرة ذاتية جديدة. اثنان من الثلاثة؛ شين باور وسارة شورد، يستعيدان الخطبة في السجن، الثالث؛ جوش فتال، يكشف أنّ معتقليه قد علموا بأنّه يهودي.
انتهت القصة في الواقع قبل نحو عامين (أيلول 2011) بضجيج إعلامي كبير: تمّ إطلاق سراح الأمريكيين الذين سجنوا في إيران بتهمة التجسّس بكفالة، وتمّ نقلهم إلى السفارة الأمريكية في سويسرا، ومن هناك للولايات المتحدة.
بدأت كلّ القصّة برحلة روتينية لثلاثة أصدقاء إلى المنطقة الحدودية في كردستان، وكان الطريق هو المشكلة: “لم نكن نعرف خلال الرحلة أنّنا وصلنا إلى الحدود الإيرانية – العراقية. حين دعانا الحارس أتينا، وحينئذ أدركنا أنّنا في المكان الخطأ، لم نكن ننوي التواجد هنا”، هكذا استعاد أحد الأصدقاء القصة، وهو جوش فتال، والذي يحمل والده – من بين أمور أخرى – الجنسيّة الإسرائيلية.
في المقابلات الإعلامية والسيرة الذاتية التي كتبها هو وصديقيه عن تجربتهم في السجن الإيراني، قال فتال بأنّ الإيرانيين علموا بأنّه يهودي، على الرغم من أنّه لم يتمّ الكشف عن الأمر حتّى خروجه من السجن. قال فتال: “لقد كنت خائفًا جدّا في الأشهر الأولى؛ يهودي والده إسرائيلي في السجن الإيراني، ولكن في مرحلة معيّنة فهمت الأمر”، كانوا يعرفون بالفعل. إنْ كانوا يريدون فعل شيء لقاموا به”.
تتحدّث شورد في السيرة الذاتية، “A Sliver of Light”، عن حقيقة كون الثلاثة متواجدين في إيران، وهي دولة عدوّة. “اكتشفنا أن المسار الذي قمنا به كان على طول الحدود، وحينئذ حين نادانا الحرّاس، فقد قاموا فعليّا بدعوتنا لعبور الحدود لإيران”، هذا ما قالته شورد عن سوء الفهم الذي أدى إلى عامين من الحبس في السجون الإيرانية.
قضت الشابّة الأمريكية أشهرًا طويلة منعزلة في نفس السجن. “تؤدّي العزلة إلى حالة صعبة من العيش. قضيتُ ساعات طويلة في اليوم راكعة عند فتحة الباب حيث يتم إدخال الطعام من خلالها، أستمع إلى الأصوات في الخارج، فقط كي لا أشعر بالوحدة كثيرًا. حاولت الحفاظ على الهدوء، ولكن كانت هناك أوقات فقدت فيها السيطرة، صرختُ وضربتُ على الجدران”.
وربّما تكون اللحظة الأكثر إثارة للمشاعر، باستثناء إطلاق سراحهم، هي الخطبة بين شورد وبأور (الصديق الثالث)، حيث تزوّجا منذ ذلك الحين. قال باور: “لم أرغب بعرض الزواج منها في السجن. ولكن بدأنا ندرك بأنّه سيُفرج عن سارة قبلنا، وقرّرت أن أعرض عليها الزواج لأنّني لم أعلم متى سأراها مجدّدًا”. “أردت أن تعرف، فأخذت خيطا من منشفتي وبعض الملابس وقمت بصناعة خاتم. خرجت للجناح المفتوح في السجن، اختبأتُ من الكاميرات بحيث لا يرانا الحرّاس، وعرضت عليها الزواج”.
الكتاب A Silver of Light
قالت شورد، التي أفرج عنها وعادت إلى الولايات المتحدة قبل عام من باور وفتال، إنّه كان أمرًا “فظيعا” أن تترك خطيبها وصديقًا آخر داخل السجن. “حين اكتشفت لأول مرّة أنّه سيُفرج عنّي، رفضت. ثمّ أدركت بأنّه يمكنني صناعة التغيير؛ وخلال سنة قطعت البلاد من أجل المساعدة بأي طريقة ممكنة”.
التقتْ مع رئيس الولايات المتحدة باراك أوباما ورئيس إيران حينذاك محمود أحمدي نجاد، بمساعدة الممثّل السينمائي شون بن، نجحتْ في تأمين إطلاق سراح باور وفتال. “لعب بن دورًا مهمّا جدّا، حيث دفع الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز، الذي توفي منذ ذلك الحين، للاتصال بأحمدي نجاد والتحدّث معه حول الموضوع. كان بين شافيز وبن علاقات ممتازة، واستطاع شافيز أن يقنع أحمدي نجاد بالموافقة على إطلاق سراحهما”.