أثار خبر اهتمام نادي ليفربول لكرة القدم الإنجليزي، باللاعب العربي الإسرائيلي، مؤنس دبّور، غضبا لدى مشجعي كرة القدم العرب، وفي وسائل الإعلام العربية. يأمل الجميع الآن معرفة إذا كان سيلعب مهاجم المنتخب الإسرائيلي في نادي ليفربول، وهل سيتقبل النجم المصري، محمد صلاح، هذه الحقيقة، وسيتعاون مع اللاعب دبور.
يلعب دبور ابن 26 عاما مهاجما في نادي رد بول زالتسبورغ في الدوري النمساوي وفي المنتخب الإسرائيلي. نُشرت في مواقع مختلفة باللغة العربية مقالات عن دبور جاء فيها أنه رغم كونه لاعبا في المنتخب الإسرائيلي، فهو يرى نفسه جزءا من الشعب الفلسطيني ويتبع الوصايا الإسلامية. وجاء في إحدى الصحف المصرية: “مَن هو المهاجم الصهيوني الذي يهدد محمد صلاح؟”.
مؤنس دبّور (AFP)
إن الآراء في العالم العربي متفاوتة، إذ يعتقد بعض المحللين أن محمد صلاح سيتعرض لمشكلة إذا شارك دبور في المباراة، ولن يلعب بجوار لاعب يحمل جوازا إسرائيليا، لهذا سيطلب الانسحاب من النادي. بينما يعتقد آخرون أنه سيتعاون معه، وهم يقترحون الانتظار ورؤية إذا كان أصلا سيلعب دبور مع الفريق. جاء في أحد المواقع: “رغم أن الحديث عن لاعب عربي ومسلم، إلا أنه لاعب إسرائيلي من دولة محتلة، ويعارض محمد صلاح ومصريين آخرين هذه الحقيقة”.
كما تحدث أحد المقالات عن الحادثة التي رفض فيها صلاح في الماضي مصافحة أيدي لاعبي مكابي تل أبيب عندما تنافس ضدهم في الدور التمهيدي لدوري أبطال أوروبا في عام 2013. غرد المدرب المساعد لمنتخب مصر سابقا، محمد فايز: “صلاح لاعب محترف. موضوع ان ليفربول يتعاقد مع اسرائيلي ده ميخصوش. ورغم انه ميهمناش ومش هتفرق بس مؤنس دبور عربي اسرائيلي (مسلم) من مواليد الناصره. الله اعلم بظروفه ومعاناته واسباب اختياره الجواز الاسرائيلي. سيبوا صلاح يلعب كوره للكوره ومتحملهوش اكترمن طاقته وشكراً”.
نجومية وأداء اللاعب المصري في نادي ليفيربول لم يشفعا له حين خالف القوانين المرورية في بريطانيا: أفادت وسائل إعلام بريطانية أن نادي ليفربول لكرة القدم، توجه مؤخرا إلى الشرطة للإبلاغ عن مخالفة مرورية ارتكبها نجم الفريق المصري، محمد صلاح.
وجاء توجه ليفربول في أعقاب فيديو انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، يظهر فيه محمد صلاح وهو يستخدم هاتفه النقال أثناء القيادة. وبعدها أحاط مشجعون سيارة اللاعب الذي أبقى نوافذ سيارته مقفلة، مواصلا الانشغال بهاتفه دون الالتفات إليهم.
وجاء في بيان للنادي العريق عن الحادثة: “بعد أن تحدثنا مع اللاعب، أبلغنا الشرطة بملابسات الحادثة ونقلنا الصور.. سنعالج هذه الحادثة في داخل النادي”. وجاء رد الشرطة أنها تلقت المادة ونقتلها إلى الجهات المسؤولة. وفي ملاحظة تهكمية من الإعلام البريطاني، كتبت بعض المواقع: “من الأفضل أن يستقل اللاعب حافلة الفريق بدل القيادة بنفسه”.
Liverpool striker Mo Salah has been referred to the police by his club after he was apparently filmed using a mobile phone at the wheel of his car. pic.twitter.com/dLxO0AiLfj
يذكر أن نجم صلاح سطع مع انطلاق الدوري الإنجليزي، حيث سجّل هدفا مهما لصالح ليفيربول في المباراة ضد “ويستهام”، والظاهر أن صلاح سيتربع على عرش النجم هذه السنة أيضا.
لقاء العرب في المونديال.. فرحة سعودية وخيبة أمل مصرية
شهد اللقاء المثير بين السعودية ومصر في مونديال روسيا لحظات ملفتة أبرزها تحطيم الرقم القياسي لحارس المرمى المصري وردة فعل محمد صلاح بعد الهدف ونصر سعودي مشرف
من ناحية السعودية، مونديال 2018 في روسيا (ما زال جاريا) لم يكن ناجحا، فالمنتخب الوطني السعودي خذل الجماهير السعودية في المباراة ضد روسيا وبعدها ضد الأوروغواي، وحجم الخيبة كانت بحجم بالتوقعات العالية. لكن المباراة الأخيرة ضد الشقيقة مصر، أمس الاثنين، جاءت لتعيد الابتسامة على وجوه السعوديين وتزيد كرب المصريين.
فرغم أن مصر افتتحت التسجيل بتسديدة ذكية من قدم النجم محمد صلاح فوق حارس المرمى السعودي، وبدا أن السعودية في طريقها إلى خسارة ثالثة مؤلمة أمام الفراعنة، قرر اللاعبون السعوديون الظهور للمونديال وانتزاع النصر في المباراة.
فأحرز السعودي سلمان الفرج هدف التعادل للفريقة في الشوط الأول، بعد أن أهدر الفريق فرصة التسجيل بركلة جزاء أمام حارس المرمى المصري الأسطوري، عصام الحصري. وكانت السعودية في الشوط الثاني صاحبة اليد العليا من ناحية السيطرة والأداء، وأثمر مجهودها الكبير بهدف في الوقت بدل الضائع من قدم النجم السعودي سالم الدوسري.
وكانت فرحة الجمهور السعودي في روسيا بالفوز الأول لفريقه كبيرة، وهناك من وصف الفوز بأنه أول نصر عربي في المونديال، رغم أنه نصر على منتخب عربي. واحتفلت الصحف السعودية بالنصر، فوصفته بأنه أعاد الفخر للبلد، وأهدت بعض الصحف النصر كذلك للمصريين على أنه نصر عربي مشترك.
أما الجانب المصري فسيتذكر المباراة للحظتين مؤثرتين، الأولى دخول حارس المرمى المصري، عصام الحضري، التاريخ لمشاركته في اللعبة، إذ أصبح اللاعب الأكبر سنا الذي يلعب في تاريخ بطولات كأس العالم، وعمره 45 عاما، وخلال المباراة حطم رقما قياسيا آخر، وهو أول حارس مرمى أفريقي يتصد ركلة جزاء في المونديال.
— كأس العالم FIFA 🏆 (@fifaworldcup_ar) June 25, 2018
واللحظة الملفتة الثانية كانت امتناع النجم المصري محمد صلاح عن الاحتفال بعد تسجيله الهدف الأول لمصر في مرمى السعودية، وقد أوضح ردة الفعل هذه قائلا إن السعودية هي بلده الثاني لذلك لم يقدم على الاحتفال.
الصفحة الأولى لملحق الرياضة ليديعوت أحرونوت (Guy Arama)
محمد صلاح يسحر الإسرائيليين بأداء خيالي في دوري الأبطال
الصحف الإسرائيلية تشيد بأداء النجم المصري، لاعب نادي ليفربول العريق الذي "دمرّ" روما في نصف نهائي دوري الأبطال.. "يديعوت أحرونوت" تكتب "خمسة" (بعين الحسود) بعد الهزيمة التي ألحقها بروما
السياسيون الإسرائيليون والصحف مسحورون بنجم كرة القدم المصري محمد صلاح: فاجأ وزير الدفاع الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، أمس الثلاثاء، متابعيه على توتير، الذين تعودوا على تدوينات جدية من قبل الوزير تتعلق بشؤون الحرب والجيش، بتدونية تخص النجم المصري، محمد صلاح. فكتب ليبرمان أنه ينوي الاتصال برئيس الأركان لكي يتوجه إلى نجم ليفربول من أجل التعاقد معه على خدمة دائمة في الجيش الإسرائيلي.
وجاءت تغريدة ليبرمان أثناء اللقاء الأول لنادي ليفربول الإنجليزي مع نادي روما الإيطالي، في إطار مباريات دوري الأبطال، وقد جرى اللقاء على ملعب إنفيلد في ليفربول، حيث تفوق ليفربول على روما بفضل أداء رهيب للاعب المصري الذي سجل هدفين غيّرا مجرى اللعب وصنع هدفين آخرين.
وتصدرت صورة صلاح ملحقات الرياضة الخاصة بالصحف الإسرائيلية، وعنونت “يديعوت أحرونوت” الصفحة الأولى من ملحقها ب “خمسة” بعين الحسود، علما أن ليفربول سجل 5 أهداف في مرمى روما، والفضل لصلاح. وأثنى المحللون الإسرائيليون على صلاح الذي “دمّر” روما حسب وصف أحدهم ورفض الاحتفال احتراما لمشاعر مشجعي فريقه السابق.
وذكّر أحد المحللين الإسرائيليين أن ليفربول كانت نقلت صلاح إلى صفوفها من روما مقابل 40 مليون يورو فقط، وأداء صلاح تقدر بخمسة أضعاف ذلك على الأقل. وأضاف أن أي فريق يريد أن ينقل صلاح إلى صفوفه سيضطر إلى دفع مبلغ خيالي لكي تتم الصفقة.
رغم ذكر الرواية الدينية عن خروج بني إسرائيل من مصر زمن حكم الفراعنة في هذه الأيام في إسرائيل، أعداد المشجعين للنجم المصري، محمد صلاح، الملقب "الفرعون المصري"، تزداد يوما بعد يوم
المتابع لمواقع الرياضة في إسرائيل لا يقدر أن يتجاهل كم المقالات وكلمات الإطراء التي يثنيها محللو الرياضة الإسرائيليين ومشجعي نادي ليفربول الإنجليزي في إسرائيل على ظاهرة كرة القدم المصرية، محمد صلاح.
فبعد النصر الكبير الذي حققه نادي ليفربول، أمس الأربعاء، في دوري الأبطال على فريق بلده نادي “مانشستر سيتي”، بفضل أداء رائع للاعب الوسط المصري في الفريق، كتب المحللون أن لقب أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي يجب أن يذهب للمصري. وامتلأت صفحات التواصل الاجتماعي بتعليقات مشجعة لفرعون المصري.
فمنذ سطع نجم صلاح في نادي ليفربول بعد موسم ضعيف في نادي تشيلسي، لا يتوقف المتابعون الإسرائيليين عن الإثناء على أداء اللاعب الذي أصبح ظاهرة عالمية بفضل أداء خيالي في الدوري الإنجليزي ومباريات أبطال أوروبا.
https://www.facebook.com/1453855094888773/photos/a.1455047374769545.1073741829.1453855094888773/2113328272274782/?type=3&theater
إلا أن علاقة الإسرائيليين بصلاح معقدة، فالكثيرون في إسرائيل لا ينسون “تهرب” اللاعب من مصافحة اللاعبين الإسرائيليين، يوم كان صلاح يرتدي زي نادي “بازل” لكرة القدم وواجه نادي “مكابي تل أبيب” في إسرائيل في إطار ألعاب بطولة أوروبا.
ورغم تكرار ذكر هذه الحادثة في صفحات مشجعي نادي ليفربول الإسرائيلية، يزداد عدد المشجعين للاعب المصري الموهوب كل يوم. “لا تخلطوا السياسية بالرياضة. محمد صلاح لاعب عظيم ويجب احترامه على ذلك” كتب أحدهم وعلّق آخر “من دون صلاح لما كانت ليفربول وصلت إلى هذه الإنجازات”.
ويرى المتابع لصفحة مشجعي ليفربول الإسرائيليين أن عدد ال “لايكات” على المنشورات المتعلقة بصلاح يفوق بقية المنشورات. ففي أول نيسان، حين نشرت الصفحة معلومة كاذبة كما تجري العادة في أول نيسان، مفادها أن صلاح مصاب ولن يشارك في ألعاب ليفربول، أعرب أكثر من 100 معلق عن استيائهم من “المزحة”، وكتب معظمهم “يمكنكم المزاح على أي موضوع عدا صلاح”.
وثمة من يقول في إسرائيل إن التغيير الذي يحدثه صلاح في نظرة الأوروبيين للمسلمين بفضل شخصيته الإنسانية والجدية، لا سيما في أوساط الأطفال الذين يعتبرونه بطلا، يحدث كذلك في إسرائيل. فهو بلحيته الكثيفة وركوعه بعد كل هدف يسجله، أصبح أفضل سفير للمسلمين في هذه الفترة، داخلا قلوب الجميع.
مبروك لمحمد صلاح، على اللحظة التي انتظرها جميع المصريّين – الهدف الأول منذ أن وصل إلى ستامفورد بريدج. أحرز صلاح أمس الهدف السادس في مباراة تشلسي ضدّ أرسنال، وأثبت من هو الفريق الذي يقود لندن وإنجلترا كلها في هذا الموسم، حيث انتهى الفوز بستة أهداف مقابل لا شيء لصالح الزُّرق.
تجدر الإشارة أنه رغم الانفعالات والاحتفالات، فلم يكن هدفًا حاسمًا لنتيجة المباراة. دخل صلاح في الدقيقة 66، حيث كان فريقه قد أحرز 5-0، وبدّل اللاعب أوسكار الذي كان قد أحرز هدفين لصالح تشلسي. هذه هي المرة الثالثة التي يشارك فيها صلاح في اللعب منذ وصوله إلى تشلسي من نادي بازل السويسري.
وقد لحق الخزيَ بشكل خاص مدرّب أرسنال، أرسين فينغر، الذي أراد أن يحتفل بالمباراة الـ 1,000 بصفته مدرّب المدفعجية، ولكنّه لاقى خسارة فادحة. والآن، لدى تشلسي رصيد 69 نقطة وهي في قمّة الدوري الإنجليزي الممتاز، في الوقت الذي تحتلّ فيه أرسنال المهزومة والجريحة المرتبة الرابعة برصيد 62 نقطة ومباراة واحدة ناقصة.
بعد أشهر طويلة وشائعاتٍ عديدة، محمد صلاح يوقِّع مع تشيلسي. تعرّفوا إلى الجناح المقدام الذي أحبط خطوط الدفاع في كلّ أنحاء أوروبا، وسيحاول الآن غزو إنجلترا، وكذلك - لمَ يتنفّس الإسرائيليون الصّعداء؟
لو سألتم محمد صلاح قبل سنة في أيّ نادٍ سيلعب مطلع عام 2014، يُرجَّح أن يستغرب المهاجم المصري المميَّز سؤالكم، فقد انضمّ إلى بازل السويسري عام 2012. نجح صلاح في حجزِ مكانةٍ له في التشكيلة الأساسية وواصل إظهار التقدّم في قدراته، لكن لم يكن هناك أيّ مؤشّر على أنه سيُضطرّ، قبل عيد ميلاده الثاني والعشرين، إلى اتّخاذ قرار مصيريّ في مسيرته – هل ينتقل إلى تشيلسي أم إلى ليفربول؟
في نهاية المطاف، وبعد فترةٍ طويلة من التردّد، قرّر صلاح الانضمام إلى جوزيه مورينيو ونادي تشيلسي الفاخر، حيث سيحظى بالتعاوُن مع أسماء مثل إدين هازارد، فرانك لامبارد، ويليان، وصامويل إيتو. يُتوقَّع أن يلعب المهاجم الموهوب على الأطراف، بدور جناح، ويواصل خداع أفضل مدافعي القارّة بتمريراته السريعة والمفاجِئة، تمامًا كما فعل مع بازل – في الدوري السويسري ودوري الأبطال على السواء.
تمريرات بجودة نادرة – يستحيل تقريبًا إيقافه دون مخالفة!
فكيف بلغ صلاح وضعًا ينتقل فيه خلال أقلّ من عامَين من الدوري المصري إلى أحد أفضل فرق كرة القدم في العالم؟ انضمّ إلى بازل بعد أن تميّز في مباراة ودّية خاضها الفريق السويسري ضدّ منتخَب الشباب المصري في آذار 2012. في تلك المباراة الخاصّة، التي هدفت إلى منح اللاعبين الشبّان فرصة اللعب في وقت كان فيه الدوري المحلي مجمّدًا (إثر الاضطرابات ومقتل 79 في ملعب بورسعيد)، أثار صلاح الكثير من الحماس. فقد سجّل هدفَين، أدهشَ الجميع بملامساته الدقيقة للكرة، وقاد فريقه إلى وتيرة لعب مرتفعة.
بعد شهورٍ قليلة، وقّع على عقدٍ لأربعة أعوام مع بازل. كانت البداية من الأحلام. فقد سجّل صلاح 12 هدفًا الموسم الماضي، مرّر 13 تمريرة حاسمة أثمرت أهدافًا، وقاد فريقه ليس إلى لقب الدوري فحسب، بل أيضًا إلى نصف نهائي الدوري الأوروبي. صحيح أنّ تشيلسي نجح في إقصاء بازل، لكنّ محمد صلاح نجح في مباراة الإياب في إبهار مسؤولي النادي الإنجليزي، بعد أن سجّل هدفًا، وداعب الظهير الأيسر القدير، أشلي كول. رفعا هدفا الفوز اللذان سجّلهما في لقاءَي دور المجموعات في دوري الأبطال أسهمه أكثر، ما جعل مورينيو يفضّل أن يكون لاعب كهذا في جانبه، بدل أن يُضطرّ إلى مواجهته إن وقّع مع ليفربول.
صلاح يتجاوز الدفاع كلّه ركضًا، ولا يخطئ أمام بيتر تشيك العظيم – مهاجم مقدام ومخيف:
الآن، يتعيّن على “ميسي المصري” أن يُثبت نفسه (وربّما أن يجد لقبًا مميّزًا له…). صحيح أنه ملائم لطريقة لعب مورينيو، المبنيّة على المرتدّات والتعاون بين الدفاع والوسط في الأطراف، وأنّه يستطيع اللعب في عدّة مراكز، لكن ليحصل على فُرَص سيكون عليه أن يُثبت نفسَه في التدريبات ويتفوّق على لاعبين من الصف الأوّل في أوروبا.
مورينيو، حسب تعبيره، ليس قلقًا ألبتّة. “قبل أن يصل، حلّلنا شخصيته وطابعه، وكان يبدو شخصًا متواضعًا على الملعب: لاعبًا مستعدًّا للعمل من أجل الفريق وللتأقلُم مع حياة جديدة”، أوضح المدرّب الكثير الألقاب. وأضاف برانيسلاف إيفانوفيتش، المدافع الصربي في تشيلسي، مثنيًا على القادم الجديد: “يذكّرني صلاح كثيرًا بأريين روبن. فهو يقطع من الجناح ويدخل منطقة الجزاء بالقدَم الأخرى، وهو سريع مع الكرة ويتحرّك بذكاء دونَها. إنه من نوع اللاعبين الذين نحتاجهم في التشكيلة”.
والآن، صلاح يلفّ الكرة نحو الزاوية ويُخضِع بيتر تشيك. تقنيّة مرتفعة حقًّا!
ولكن، لا بدّ من الحديث عن الجانب المحلي. ففي بداية الموسم، ضجّت إسرائيل إثر تصفيات دوري الأبطال، التي وضعت بطل إسرائيل، مكابي تل أبيب، في مواجهة بازل وصلاح. بشكل شبه فوري، بدأت الشائعات بأنّ النجم المصري سيتغيّب عن مباراة الإياب في تل أبيب. جرى اقتباس تغريدات سابقة له (“لا أعتزم الذهاب للّعب ضدّ فريق صهيوني”) من الأرشيف، ومورست عليه ضغوطٌ شديدة.
في النهاية، أعلن صلاح، مدعومًا من أبيه، أنه سيذهب إلى إسرائيل. وقد نزل إلى أرض ملعب بلومفيلد في تل أبيب، مخلّفًا السياسة وراءه، وكان شريكًا في التعادل 3:3 الذي ضمن تأهّل فريقه إلى دوري الأبطال. ولا بدّ من التنويه أنه سجّل هدفًا من هجمة مرتدّة… بعد أن شاءت الصدف أن يلتقي صُفر مكابي في لقاءَين مجدّدًا مع بطل سويسرا – هذه المرة في إطار الدوري الأوروبي – زاد الاهتمام بخطوات صلاح المستقبلية. علِم بطل إسرائيل أنّ بازل مع صلاح هو خصمٌ من شبه المستحيل تخطّيه. لكن، لفرحتها، ثمة أمل دون صلاح.
صلاح يسجّل على مكابي – هل تستغربون احتفالهم بانتقاله من بازل إلى تشيلسي؟
إذَا، إلى يمكن أن يصل صلاح؟ إلى أين يمكنه أن تأخذه قدراته؟ مع الدعم الملائم من مورينيو، الذي سبق أن طوّر قدرات الكثيرين، بإمكانه حتمًا أن يصبح أساسيًّا في تشيلسي، رغم أنه سيُضطرّ إلى الابتداء من مقاعد الاحتياط. سيجلب نجاحٌ كهذا الفخر للشعب المصريّ، لكن من الواضح لصلاح وأنصاره أنه لدخول التاريخ، عليه قيادة منتخب بلاده إلى النجاح أيضًا. كأس العالم القادمة في البرازيل – سيشاهدها المصريون من بيوتهم. كان صلاح صغيرًا، ولم يُتوقَّع منه فعلُ الكثير. لكن في البطولة القادمة في روسيا بعد 4 أعوام، يُتوقَّع من صلاح أن يسطع نجمه ويتألق. حتّى ذلك الوقت، عليه الحفاظُ على تركيزه، مواصلة حرفيته المميّزة، واللعب. لأنه فقط إن لعب وبكثرة، يمكنه مواصلة فَتن الآخَرين:
يوصى بشدّة تشغيل الفيلم وتخصيص تسع دقائق للاستمتاع بمتعةٍ استثنائية من إنتاج محمد صلاح:
هل هذه هي نهاية الرواية؟ بعد أسابيع طويلة وسلسلة من التصريحات المتناقضة، أعلن محمد صلاح، المهاجم المصري لاعب فريق بازل السويسري، أنه سيصل إلى إسرائيل، وسيشارك في مباراة الإياب في تمهيديات دوري الأبطال أمام مكابي تل أبيب. سيهبط مع صلاح، من بين نجوم الفريق، لاعب خط الوسط محمد النني أيضا، وهو ممثل آخر لمنتخب مصر. “سوف أصل إلى إسرائيل يوم الإثنين، هذا عملي، نحن نريد الوصول إلى دوري الأبطال، يجب أن أفعل ذلك”، قال صلاح، وأضاف النني قائلا “الحديث يدور عن رياضة – وليس عن سياسة، لدي احترام كبير لبازل ولأهدافنا كناد”.
هذه الأقوال ذكرت في نهاية مباراة إضافية أثبتت فيها أهمية صلاح في تشكيلة بطل سويسرا. أنهى أمس (السبت) بازل المباراة بالتعادل المخيب للآمال 1:1 أمام سانت غالن، بعد أن قدم لاعبو الفريق قدرات متوسطة وبدوا مرتخين. وكان هنالك من وصل إلى العمل وسجل تمريرة حاسمة وهو صلاح الموهوب.
شاهدوا موجز مباراة بازل وتمريرة حاسمة من قبل صلاح:
جاء إعلان صلاح نتيجة ضغط مشغل عليه من المدرب، مرات ياكين، الذي شرح للاعبيه أنه يتعيّن عليهم الانضمام إلى المباراة في إسرائيل، على الرغم من تصريحاتهم في الماضي. لم تترك النتيجة غير الكافية التي حصل عليها بازل في المباراة الأولى أمام مكابي تل أبيب في الأسبوع الماضي، 1:0 بيتي، خيارا لا للمدرب ولا للاعبين، الذين يعرفون أن المشجعين يتوقعون منهم تقديم كل ما لديهم، من أجل التقدم والانتقال إلى دوري كرة القدم الأهم في العالم.
صلاح الشاب (ابن 21 عاما) انضم إلى بازل في الصيف الماضي من النادي المصري، المقاولون العرب، الذي لعب في صفوفه النني أيضا. وتمكن من جذب أعين السويسريين خلال مباراة ودية خاصة تمت أمام منتخب الشبيبة المصري في آذار 2012، بعد إلغاء الدوري المحلي في أعقاب أعمال الشغب في استاد “بور سعيد” التي قتل فيها 79 شخصا وجرح آلاف إضافيين. كان صلاح في كل مكان على الملعب في تلك الليلة، حرك الكرة ونظم مباراة منتخبه وسجل هدفين في الطريق إلى الفوز 4:3. في النهاية اهتم رجال بازل إذا كان معنيا بالتدرب في صفوفهم، وهذا ما كان فعلا.
وقّع صلاح بعد عدة شهور على عقد لمدة 4 مواسم، سجل 12 هدفا و 13 تمريرة حاسمة إضافية، وكان من بين اللاعبين البارزين في الفريق، حيث أنه إضافة إلى فوزه ببطولة دولته، أبدى قدرات مثيرة للإعجاب في الحلبة الأوروبية. ووصل السويسريون حتى نصف نهائي الدوري الأوروبي وأوقفوا فقط عن طريق تشلسي، الذي واصل بعد ذلك من أجل الفوز باللقب. وكان صلاح شريكا كاملا في الحملة المثيرة للغرابة، وفي إطار الفوز على توتنهام في ربع نهائي الدوري، 4:1، كان يسخر من المدافعين، وقدم سيطرة نادرة على الكرة وساهم بإنهائها بهدف. تمكن صلاح في المباراة الخارجية ضد تشلسي من تسجيل هدف أيضا وتسبب بإحداث ألم رأس مخيف للمدافع الإنكليزي القديم آشلي كول، الذي وجد صعوبة في التعامل مع سرعة ومهارات المصري الشاب.
شاهدوا الخطوات المختارة لصلاح ضد توتنهام:
https://www.youtube.com/watch?v=wj0NHliq6Ns
يبدو أن صلاح ما زال يتأقلم مع مركزه الجديد كنجم صاعد في سماء كرة القدم، وأن النوادي في أنحاء أوروبا معنية بخدماته ومستعدة لدفع مبالغ طائلة من المال مقابله. وهو مفعم بالطموح والقليل من الاندفاع في تعامله مع وسائل الإعلام. هكذا مثلا وقع في البداية في وضع غير مريح حيث أرغمه فريقه على المشاركة في المباراة التي حاول التملص منها. “إذا حدثت حالة تفرز القرعة فيها فريق بازل أمام فريق إسرائيلي، أنا لا أنوي الوصول هناك واللعب أمام فريق صهيوني، حتى لو كلفني ذلك غاليا”،قال قبل 8 أشهر، في خضم جولة قتال إضافية لإسرائيل في قطاع غزة.
الحقيقة أكثر تعقيدا بقليل. على الرغم من أنه أضاف قائلا قبل عدة أسابيع أنه لن يحضر إلى إسرائيل “حتى لو طرد من النادي” واختار أن لا يصافح أيادي لاعبي تل أبيب في نهاية المنافسة يوم الأربعاء الماضي، فقد اضطر على أن يفهم أن مركزه كبرغي في الماكينة المزيتة لبازل. رأس حربة في الواقع، لكن ما زال برغيا من وظيفته لعب كرة القدم وليس إدارة نزاعات دبلوماسية. إذا نجح في استبعاد تصرفه وتذكر أن الحديث يدور في نهاية الأمر عن يوم رياضي، سوف يكون رابحا، وسوف يحظى جمهور مشجعي كرة القدم في إسرائيل برؤية لاعب قد يصل إلى المستويات الأعلى في كرة القدم، وهو كما يبدو سيساعد فريقه لخطو خطوة أخرى في الطريق إلى المسرح المركزي لكرة القدم في اوروبا.
شاهدوا أفضل الأهداف والخطوات من قبل صلاح في الموسم الماضي:
أعلن فريق كرة القدم برشلونة عن أنه سوف يحضر إلى إسرائيل في بداية شهر آب، وسيحضر أيضا كافة نجومه بمن فيهم ميسي ونيمار. وتزيد الضغوط في هذه الأثناء على محمد صلاح لعدم الحضور إلى إسرائيل في إطار مباراة فريقه في دوري الأبطال.
بعد أقل من 10 أيام، سيكون هنا. سيصل فريق برشلونة بكل نجومه في زيارة إلى إسرائيل حيث سيقيم خلال هذه الزيارة تدريبا ضد أولاد إسرائيليين وفلسطينيين. والخبر السار والهام بالنسبة لمشجعي الفريق: أعلنت برشلونة اليوم (الخميس) أن الفريق سيأتي بتشكيلته الكاملة إلى إسرائيل، بمن فيهم ليونيل ميسي، نيمار، تشابي، أندراس أنييستا، جرارد بيكيه وكارلس فويول.
وقد بدأ كل هذا في زيارة رئيس برشلونة، ساندرو روسي، الذي التقى رئيس الدولة شمعون بيريس. وقد أخبر بيريس روسي مدى المحبة الكبيرة التي يحظى بها النادي ولاعبيه في إسرائيل، ودعاهم للزيارة.
وفور استلام الموافقة على وصول الفريق قال الرئيس بيريس أنه يرى أهمية بالغة في استضافة لاعبي ومدراء الفريق في إسرائيل في إطار مباريات تهدف إلى دفع السلام قدمًا بين إسرائيل والفلسطينيين، بروح رياضية، اعتدال وتسامح: “سنفعل كل ما في وسعنا لكي تكون زيارتهم إلينا ناجحة، وليتمتع أولاد إسرائيل والسلطة الفلسطينية بتجربة مثيرة وجيدة، ترافقهم كتذكار إيجابي طيلة أيام حياتهم”. وسوف يشارك الرئيس البالغ من العمر 90 عاما على أرض الملعب، حيث سيركل الركلة الافتتاحية في مباراة تدريب سيجريها نجوم الفريق مع أولاد يهود ومسلمين.
ستقيم سُلّة نجوم الفريق بقيادة من يُعتبر أفضل لاعب في العالم، ليونيل ميسي، والنجم الصاعد في كرة القدم العالمية، نيمار، سلسلة من المباريات ضد فريق أولاد وشبيبة مشتركة لبيتار القدس وأبناء سخنين، فريق مختلط من الطلاب والطالبات – المتدينين وغير المتدينين، ممثلية التعليم الخاص وممثلية حركات الشبيبة وطلاب رياضة متفوقين.
غير أنه إلى جانب الأخبار السارة، تتناول وسائل الإعلام الإسرائيلية والمصرية والسويسرية، في الأيام الأخيرة، موضوع غير سار إلى حد ما. بعد أن اقتُرعت بطلة الدوري الإسرائيلي، مكابي تل أبيب، لتلعب ضد بطلة سويسرا ف.س. بازل. بدأت محدلة من الضغط على اللاعبين المصريين اللذين يلعبان مع بطلة سويسرا، محمد صلاح ومحمد النني. ويتعرض الاثنان إلى ضغط كبير يمارسه عليهما أشخاص في مصر وحتى من قبل الإعلام المصري، حيث يطالبوهما بالمجيء إلى إسرائيل.
وقد خصص الموقع السويسري www.blick.ch هذا الصباح نبأ واسعًا حول الموضوع. ويرد في النبأ اقتباس منسوب إلى صلاح، يقول فيه: “لم أقل ذات مرة أنني لن أسافر إلى إسرائيل، ولكن الوضع معقد جدًا”. ويتعارض هذا الإعلان مع منشورات في وسائل الإعلام المصرية المنسوبة إلى صلاح. وقد نشرت الصحافة المصرية في الفترة الأخيرة مقابلات مع لاعب الوسط الذي يبلغ من العمر 21 عاما، حيث قال فيها أنه لن يأتي إلى المباريات في إسرائيل حتى إذا كلفه ذلك تسريحه من الفريق السويسري.
وقد تم اقتباس النني ذاته في صحيفة “المصري اليوم”، حيث قال: “أنا وزميلي محمد صلاح أوضحنا أننا نرفض الذهاب إلى إسرائيل. وقلنا هذا لرؤساء النادي. لقد شرحنا لهم الوضع الحساس ونحن نأمل في أن يتفهموا موقفنا ويستجيبوا لقرارنا بعدم المشاركة في المباراة”.
يعاني النني من إصابة في كتفه ومن المتوقع ألا يشارك في اللعبة، ولكن صلاح مدرج في خطط المدرب مورات ياكين الذي كان يفضل على ما يبدو أن يركز بهدوء في التحضيرات التكتيكية استعدادا للمباراة الهامة في إطار المباريات التمهيدية في أهم دوري كرة قدم في العالم. وقد رد ياكين اليوم للمرة الأولى حول الموضوع وقال “إذا كان أحدهم غير حر في رأيه بالنسبة لموضوع معين، فمن المفضل ألا يتعامل معه”. بما معناه، إذا كان صلاح لا يرغب بالحضور إلى إسرائيل، فربما من الأفضل لنا من دونه”.
وقالت المتحدثة بلسان ف.س. بازل، أندريه روط، اليوم لموقع ynet: “سنتحدث مع محمد صلاح وسنناقش معه الموضوع. هو لم يقل لنا حتى الآن أنه غير معني باللعب في إسرائيل، وغير صحيح أنه قال هذه الأقوال. إنه لم يتحدث مع وسائل الإعلام. نحن نعرف أن هذا الوضع ليس سهلا بالنسبة له، ولذلك سنتحدث معه على ذلك، وحتى ذلك الحين لن نتمكن من الرد على الموضوع.
مدرب بازل يلمح إلى إمكانية عدم سفر صلاح إلى إسرائيل
ألمح مورات ياكين المدير الفني لبازل إلى إمكانية استبعاد نجمه محمد صلاح من مواجهة مكابي تل أبيب في دوري أبطال أوروبا إذا استمر الجدل حول رغبته في عدم اللعب في إسرائيل.