كشف مراسل الشؤون الخارجية في القناة الإسرائيلية 13، باراك رافيد، اليوم الثلاثاء، في إطار تقارير يعدها عن العلاقات الإسرائيلية – الخليجية السرية، عن صفقة سرية لبيع طائرات دون طيار عقدت بين شركة إسرائيلية خاصة وبين الإمارات العربية، أدت في نهاية المطاف إلى المساس بالعلاقات السرية بين إسرائيل والإمارات بعد معارضة وزارة الدفاع الإسرائيلية اتمامها.
وكشف التقرير استنادا إلى محادثات مع دبلوماسيين إسرائيليين وأمريكيين وعرب عن أن المباحثات السرية بين إسرائيل والإمارات كانت متواصلة لسنوات، وازدادت على خلفية المفاوضات التي أجراها الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما مع إيران بهدف التوصل إلى اتفاق نووي.
وجاء في التقرير أن شركة إسرائيلية خاصة عقدت صفقة سرية مع الإمارات لبيع طائرات من دون طيار، في مركزها الشيخ محمد بن زايد، الشخصية القوية في الإمارات حسب التقرير، لكن الصفقة واجهت معارضة من وزارة الدفاع وسببت الحرج لإسرائيل. وقال التقرير إن ابن زايد تعامل مع إلغاء الصفقة كأنها إهانة شخصية.
وحسب التقرير، قضية اغتيال المبحوح وإلغاء الصفقة الأمنية أديا إلى تجميد العلاقات السرية بين البلدين بين العامين 2010 و 2012، وهذا مس بالجهود الإقليمية الإسرائيلية لصد إيران.
وكان المخرج من الأزمة في العلاقات تعهدا إسرائيليا بأن الموساد لن ينفذ اغتيالات على أراضٍ إماراتية دون تحمل مسؤولية اغتيال المبحوح، خلافا لتوقعات الإمارات، وإعادة الشركة الإسرائيلية الخاصة جزءا من الأموال التي نقلتها الحكومة الإماراتية من أجل اتمام الصفقة، وتعهد الحكومة الإسرائيلية نقل تعويضات مالية للإمارات.
ونقل التقرير أقوال لسفير أمريكا لدى إسرائيل في الماضي، دان شابيرو، عن أن الجانبين اتفقا على تجاوز الأزمة من أجل مواجهة إيران. وقد كثفا الضغوط على إدارة أوباما عام 2013 في أعقاب المفاوضات مع إيران على اتفاق نووي. وقال شابيرو إن العلاقات بين سفير إسرائيل لدى واشنطن آنذاك وسفير الإمارات لدى واشنطن، يوسف العتيبة، كانت جيدة ودار بينهما حوار سري دائم بخصوص الخطر الإيراني في المنطقة.
وجاء في التقرير أن العلاقات شهدت اختراقا متواضعا في نهاية عام 2015 وبداية 2016، تمثل بسماح الإمارات لإسرائيل إقامة ممثلية دبلوماسية رسمية في مقر الأمم المتحدة للطاقة المتجددة في أبو ظبي. وفي نفس الفترة أجرى رئيس الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، مكالمات سرية مع ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد، حسب الدبلوماسي الأمريكي.
وأشار التقرير إلى أن نتنياهو مع دخول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض وخروج أوباما وضع على الطاولة خطة لإقامة علاقات جلية مع الإمارات والسعودية بهدف صنع تسوية إقليمية قبل التسوية مع الفلسطينيين، إلا أن الجواب كان سلبيا من الدولتين الخليجيتين. وختم التقرير بالقول إن “عزف السلام الوطني الإسرائيلي في أبو ظبي لحظة تاريخية لكن الطريق ما زالت طويلة لإقامة علاقات دبلوماسية”.