محمد بن زايد آل نهيان

الصفقة الأمنية السرية التي مسّت بعلاقات إسرائيل والإمارات

ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد (AFP)
ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد (AFP)

تقرير إسرائيلي: التقارب في العلاقات السرية بين إسرائيل والإمارات على خلفية التهديد الإيراني كاد يشهد اختراقا كبيرا لولا تراجع إسرائيل عن بيع الإمارات طائرات من دون طيار سرا

12 فبراير 2019 | 16:36

كشف مراسل الشؤون الخارجية في القناة الإسرائيلية 13، باراك رافيد، اليوم الثلاثاء، في إطار تقارير يعدها عن العلاقات الإسرائيلية – الخليجية السرية، عن صفقة سرية لبيع طائرات دون طيار عقدت بين شركة إسرائيلية خاصة وبين الإمارات العربية، أدت في نهاية المطاف إلى المساس بالعلاقات السرية بين إسرائيل والإمارات بعد معارضة وزارة الدفاع الإسرائيلية اتمامها.

وكشف التقرير استنادا إلى محادثات مع دبلوماسيين إسرائيليين وأمريكيين وعرب عن أن المباحثات السرية بين إسرائيل والإمارات كانت متواصلة لسنوات، وازدادت على خلفية المفاوضات التي أجراها الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما مع إيران بهدف التوصل إلى اتفاق نووي.

وجاء في التقرير أن شركة إسرائيلية خاصة عقدت صفقة سرية مع الإمارات لبيع طائرات من دون طيار، في مركزها الشيخ محمد بن زايد، الشخصية القوية في الإمارات حسب التقرير، لكن الصفقة واجهت معارضة من وزارة الدفاع وسببت الحرج لإسرائيل. وقال التقرير إن ابن زايد تعامل مع إلغاء الصفقة كأنها إهانة شخصية.

وحسب التقرير، قضية اغتيال المبحوح وإلغاء الصفقة الأمنية أديا إلى تجميد العلاقات السرية بين البلدين بين العامين 2010 و 2012، وهذا مس بالجهود الإقليمية الإسرائيلية لصد إيران.

وكان المخرج من الأزمة في العلاقات تعهدا إسرائيليا بأن الموساد لن ينفذ اغتيالات على أراضٍ إماراتية دون تحمل مسؤولية اغتيال المبحوح، خلافا لتوقعات الإمارات، وإعادة الشركة الإسرائيلية الخاصة جزءا من الأموال التي نقلتها الحكومة الإماراتية من أجل اتمام الصفقة، وتعهد الحكومة الإسرائيلية نقل تعويضات مالية للإمارات.

ونقل التقرير أقوال لسفير أمريكا لدى إسرائيل في الماضي، دان شابيرو، عن أن الجانبين اتفقا على تجاوز الأزمة من أجل مواجهة إيران. وقد كثفا الضغوط على إدارة أوباما عام 2013 في أعقاب المفاوضات مع إيران على اتفاق نووي. وقال شابيرو إن العلاقات بين سفير إسرائيل لدى واشنطن آنذاك وسفير الإمارات لدى واشنطن، يوسف العتيبة، كانت جيدة ودار بينهما حوار سري دائم بخصوص الخطر الإيراني في المنطقة.

وجاء في التقرير أن العلاقات شهدت اختراقا متواضعا في نهاية عام 2015 وبداية 2016، تمثل بسماح الإمارات لإسرائيل إقامة ممثلية دبلوماسية رسمية في مقر الأمم المتحدة للطاقة المتجددة في أبو ظبي. وفي نفس الفترة أجرى رئيس الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، مكالمات سرية مع ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد، حسب الدبلوماسي الأمريكي.

وأشار التقرير إلى أن نتنياهو مع دخول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض وخروج أوباما وضع على الطاولة خطة لإقامة علاقات جلية مع الإمارات والسعودية بهدف صنع تسوية إقليمية قبل التسوية مع الفلسطينيين، إلا أن الجواب كان سلبيا من الدولتين الخليجيتين. وختم التقرير بالقول إن “عزف السلام الوطني الإسرائيلي في أبو ظبي لحظة تاريخية لكن الطريق ما زالت طويلة لإقامة علاقات دبلوماسية”.

اقرأوا المزيد: 389 كلمة
عرض أقل

محمد بن زايد.. التسامُح كنموذج تجاري

محمد بن زايد مع الرئيس ترامب
محمد بن زايد مع الرئيس ترامب

ولي عرش الإمارات العربية المتحدة، يعارض التطرف ويعزز العلاقات مع الولايات المتحدة وإسرائيل، إضافة إلى كونه إحدى الشخصيات الأكثر تأثيرا في الشرق الأوسط

محمد بن زايد الملقب MBZ في واشنطن وفي الجيش الإسرائيلي هو إحدى الشخصيات الأكثر تأثيرا في منطقتنا، لهذا من المؤسف أنه لا يحظى باهتمام معظم الإسرائيليين. خلافا للسيسي، أبو مازن، والملك عبد الله، فإن ولي عرش الإمارات العربية المتحدة لا يعتبر زعيما يسعى إلى الحفاظ على الوضع الراهن، بل يعتبر مسؤولا يعمل على إحداث تغييرات.

الإمارات العربية المتحدة هي دولة صغيرة ذات اقتصاد كبير، رغم هذا فإن تأثير بن زايد يتعدى حدود أبو ظبي أو دبي. فقد جعل من الإمارات الغنية بالنفط في الصحراء العربية نموذجا عربيا جديدا يتضمن: اعتدالا دينيا، معارضة التطرف، سياسة خارجية نشطة وجريئة، والأهم أنه يتضمن الأموال والمصالح التجارية. حقيقة أنه يعمل كالأخ الأكبر والمرشد لولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، تزيد من مكانته، وتأثيره. يعتبر بن زايد معاديا للتوجه الإيراني، الحرب (الضروس والفاشلة)، في اليمن والحرب (الباردة والفاشلة أيضا) مع قطر. فيما يتعلق بالعلاقات مع إسرائيل ويهود الولايات المتحدة، يسير السعوديون في الطريق التي يمليها بن زياد، الذي لديه علاقات متواصلة مع إسرائيليين كثيرين.

تعود قوة محمد بن زايد إلى فطنته، قدرته على تفعيل الأشخاص، والأهم أنه يعرف كيف يُسخّر الأموال بشكل جيد لكسب التأثير. ولكن أكثر من ذلك، تستند الطاقة ولي العرش، ابن 58 عاما، إلى وجهة نظر قاطعة. فهو يعارض إيران، الإخوان المسلمين، والحركات الإسلامية المتطرفة. بالمقابل، يؤيد التسامح، الحوار بين الأديان، لا سيما أنه يؤيد خلق مصادر دخل بديلة للنفط. يعتقد بن زايد أن العلاقات بين الشرق والغرب ودفع صورة الإسلام المعتدل، المتفهم، والمتسامح لا تشكل وجهة نظر دينية فحسب، بل نموذجا تجاريا.

بن زايد مع وزير الدفاع الأمريكي السابق

أبو ظبي هي مركز مصالح تجارية عالمي، ويعيش فيها مهاجرون وعمال أجانب من 200 دولة منهم مسيحيون كثيرون. وهي أشبه بنيو يورك في شبه الجزيرة العربية. لقد استضاف بن زايد هذا الأسبوع البابا، الذي حظي باستقبال باهر، تضمن تغطية إعلامية ملفتة في الغرب، وتعزيزا لمكانة بن زايد بصفته أمير التسامح. في منطقتنا التي تتعرض فيها الأقلية للمطاردة، ولم يبق فيها مسيحيون كثيرون، تجدر الإشارة إلى أن التقاء عشرات الأشخاص في حفل جماهيري واسع يرأسه البابا، في دولة إسلامية، جدير بالتقدير.

الإمارات العربية المتحدة في عصر بن زايد ليست موقعا استثنائيا من الازدهار والتنوع فحسب، بل هي أشبه بمختبر تُفحص فيه الأهداف والعمليات. ربما هي الموقع الوحيد في الشرق الأوسط، فيما عدا إسرائيل، الذي يختار الأشخاص الهجرة إليه من دول الغرب أيضا. ففيها فرص عمل، ماركات عريقة لا يمكن إحصاؤها، ومتحف اللوفر وجوجنهايم في أبوظبي.

شهدت العلاقات بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة دفئا في التسعينات، ولكن في السنوات الأخيرة تطورت وتعززت جدا دون الأخذ بعين الاعتبار القضية الفلسطينية، وذلك استنادا إلى المصالح التجارية والعدو الإيراني المشترك. شكلت العلاقات مع ترامب والعامل المشترك في واشنطن سبب دعم إضافيا لتعزيز العلاقات.

يصف يهودي أمريكي كبير، كانت لديه علاقات مع محمد بن زايد طوال سنوات، بن زايد بصفته لا يخشى المواجهات، يسعى إلى الفوز، ويحترم النجاحات. من هنا، تأتي العلاقات الهادفة بينه وبين إسرائيل، وبالمقابل التحفظ من القضية الفلسطينية التي تعتبر مصدر عبء لدى العرب.

نُشر هذا المقال للمرة الأولى في صحيفة “يديعوت أحرونوت”.

اقرأوا المزيد: 471 كلمة
عرض أقل
وزير خارجية دولة الإمارات الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان (AFP)
وزير خارجية دولة الإمارات الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان (AFP)

هآرتس: نتنياهو التقى وزير خارجية الإمارات سرا في نيويورك

كشفت صحيفة "هآرتس" أن رئيس الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، عقد لقاءً سريا مع وزير الخارجية الإماراتي، عام 2012، في نيويورك وناقشا التهديد الإيراني وعملية السلام

21 يوليو 2017 | 10:11

كشفت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، اليوم الجمعة، نقلا عن ديبلوماسيين أجنبين كبيرين، عن لقاء سري عُقد في نيويورك عام 2012، وجمع بين رئيس الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ووزير خارجية دولة الإمارات الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان. وجاء في تقرير “هآرتس” أن اللقاء تم بناءً على طلب رئيس الحكومة الإسرائيلي، في غرفته في فندق في نيويورك.

ونقلت الصحفية أن نتنياهو ووزير الخارجية الإماراتي اتفقا بالنسبة للتهديد الإيراني المتمثل بالبرنامج النووي الذي تسعى إيران إلى تطويره، إلا أن آل نهيان أوضح لنتنياهو أن بلاده لن تقدر على تسخين العلاقات مع إسرائيل طالما لم يحدث تقدم في محادثات السلام مع الفلسطينيين.

ويعد هذا اللقاء الذي عقد في ال28 من شهر أيلول/ سبتمبر 2012، خلال انعقاد المؤتمر السنوي للجمعية العامة للأمم المتحدة، بين رئيس الحكومة الإسرائيلي ومسؤول عربي كبير نادرا منذ أن تولى نتنياهو السلطة في إسرائيل عام 2009.

وذكرت الصحيفة الإسرائيلية أن نتنياهو سعى لعقد لقاءات مع مسؤولين عرب كبار من الخليج في السنوات الأخيرة، رغم أن إسرائيل لا تقيم معهم علاقات ديبلوماسية. إلا أن العلاقات بين إسرائيل ودولة الإمارات شهدت توترا كبيرا في أعقاب اغتيال القيادي في حركة حماس، محمود المبحوح، في دبي عام 2010، واتهام جهاز الأمن الإماراتي الموساد الإسرائيلي بأنه يقف وراء العملية.

وقال الديبلوماسيان الأجنبيان اللذان لم يفصحا عن هويتهما للصحيفة، إن السفير الإماراتي في أمريكا، حضر اللقاء الذي عقد في فندق “لويس ريجينسي”. وقد وصل الاثنان إلى موقف تحت الأرض، وصعدا إلى غرفة نتنياهو عبر مصعد سري.

وحضر اللقاء من الجانب الإسرائيلي رئيس مجلس الأمن القومي في السباق، يعكوف عميدرور، والمستشار العسكري لنتنياهو، اللواء يوحنان لوكر. وحسب مصادر “هآرتس”، أعرب وزير الخارجية الإماراتي عن تقديره للخطاب الذي ألقاه نتنياهو في الجمعية العمومية ضد إيران. وحثّ الوزير نتنياهو على دفع محادثات السلام مع الفلسطينيين قدما موضحا أن بلاده تدعم المبادرة العربية للسلام.

وذكرت الصحيفة الإسرائيلية أن نتنياهو سعى إلى عقد لقاء مع ولي عهد أبو ظبي، محمد بن زايد آل نهيان، بمساعدة رئيس الوزراء البريطاني في السابق، توني بلير، المقرب من الأمير الإماراتي، إلا أن هذه المحاولات لم تثمر.

اقرأوا المزيد: 315 كلمة
عرض أقل