انتقد وزراء الحكومة الإسرائيلية، أمس الخميس، قرار محكمة العدل العليا، إلغاء قرار وزارة الداخلية منع دخول طالبة جامعية أمريكية إلى إسرائيل، تدعى لارا القاسم، على خلفية انتمائها لحركة مقاطعة إسرائيل، حركة BDS، والسماح لها بدخول إسرائيل لمدة سنة للالتحاق بالجامعة العبرية لدراسة اللقب الثاني في مجال حقوق الإنسان.
وقال وزير الأمن الداخلي، جلعاد أردان، المسؤول عن تطبيق قانون محاربة حركة مقاطعة إسرائيل، عن قرار القضاة الإسرائيليين: “للأسف، منح القضاة نصرا كبيرا لحركة المقاطعة وأفرغوا قانون منع دخول نشطاء حركة مقاطعة إسرائيل من مضمونه”. وأضاف أن قرار المحكمة يحد من جهود الدولة محاربة نشطاء حركة المقاطعة، ويدل على سوء فهم من جانب القضاة لطرق عمل نشطاء الحركة. ووصف وزير الداخلية، آريه درعي، قرار القضاة الإسرائيليين بأنه “عار على دولة إسرائيل” متسائلا: “أين الشرف الوطني؟”.
وكانت السلطات الإسرائيلية قد منعت الطالبة، عمرها 22 عاما، من دخول إسرائيل على خلفية ترأسها حركة فلسطينية تنشط في الجامعات الأمريكية لها صلة بحركة مقاطعة إسرائيل (BDS). وأشارت السلطات الإسرائيلية إلى أن الطالبة قبل وصولها إلى إسرائيل قامت بشطب تعليقات عديدة من حسابها على فسبوك بهدف إخفاء تضامنها مع حركة مقاطعة إسرائيل. إلا أن الطالبة قالت إنها لا تنتمي إلى حركة المقاطعة وليست بصدد المشاركة بنشاطات متعلقة بالحركة، فتقدمت باستئناف للقضاء الإسرائيلي بالسماح لها بالدخول لإسرائيل.
واقتنع قضاة محكمة العدل العليا برواية الشابة الأمريكية قائلين إن التحاقها بجامعة إسرائيلية يتناقض مع فكرة مقاطعة إسرائيل. وأعرب القضاة عن قلقهم من أن منع التحاقها بالجامعة الإسرائيلية من شأنه أن يلحق الضرر بصورة إسرائيل كدولة ديمقراطية، الأمر الذي يتنافى وغاية قانون محاربة حركة المقاطعة وهو الحفاظ على صورة إسرائيل، حسب القضاة.
وشدد القضاة على أن إسرائيل كسائر دول العالم لها الحق بمنع دخول أشخاص يهددون أمنها، بل هي مضطرة للدفاع عن نفسها. وأضافوا أن محاربة حركة المقاطعة غاية شرعية لأن هدف الحركة إلحاق الضرر بإسرائيل.
وكانت قضية القاسم قد أثارت جدلا في إسرائيل منذ منع دخولها، لا سيما بعد وقوف الجامعة العبرية في القدس إلى جانبها وانضمامها إلى الاستئناف الذي قدمته الطالبة للمحاكم الإسرائيلية. يجدر الذكر أن المحكمة المركزية رفضت استئناف القاسم على قرار الدولة وأبقت قرار الدولة على ما هو دون تدخل، لكن محكمة العدل العليا قلبت القرار، وسمحت للطالبة بدخول إسرائيل.