شهد المجرم يتسحاق أبرجيل، أحد رؤساء منظمات الجريمة في إسرائيل، اليوم الأحد، في المحكمة في تل أبيب في إطار قضية القتل ضمن العالم السفلي المعروفة بـ “قضية 512”. في شهادتة المطوّلة والمقشعرة للأبدان، تحدث أبرجيل عن طفولته الصعبة في ظل الفقر والجريمة، عن الطريق السهلة لدخول عالم الجريمة، والحاجة إلى امتلاك القوة والسيطرة من أجل الصمود.
بدأ أبرجيل شهادته بالحديث عن طفولته في مدينة اللد والدخول إلى عالم الجريمة. “أنا الابن الأصغر لعائلة تتضمن عشرة أولاد”، قال. “أتذكر أن عائلتي عانت من نقص دائما. كنت جائعا دائما، لهذا كنت أسرق كل الوقت. في سن ست سنوات، بما أن كنت طويلا ونحيفا، بدأ المجرمون من حولي بإعطائي مسدسات، مخدرات، لتخبئتها تحت المباني. كان والدي مدمنا على تعاطي الكحول. תكان يستيقظ صباحا ويستهلك الكحول. عملت أمي في ثلاثة أعمال. تمنيت أن يدخل إخوتي إلى السجن، لكي يكون مكان كاف في المنزل. لم تكن لدينا أسرّة، بل كانت لدينا فرشات أو كنا ننام على الأرض”.
تحدث أبرجيل كيف بدأ يعمل بالسرقة، يتاجر بالمخدرات، ويرتكب جرائم العنف: “في سن ثماني سنوات بدأت بالسرقة، كانت عائلتي فقيرة”، قال. “عندها بدأت بسرقة حقائب النساء المتقدمات في العمر. كنت أجد فيها مالا أحيانا فقط. وكنت أسرق ملابس عن حبال الغسيل التابعة للأثرياء لأنه لم تكن لدي ملابس”. واستطرد يصف كيف دخل أكثر فأكثر إلى عالم الجريمة في سن صغيرة جدا: “في سن 14 عاما بدأت أطلق النيران على الأشخاص. كان يحضر لي إخوتي المسدسات كل الوقت. أطلقت النيران على أشخاص كثيرين. حصلت على المسدسات مقابل المخدرات”.
وقال أيضا: “في سن 14 عاما عرفت أن كل ما أسرقه لا يكفي. فقد أصبحت المصاريف أكبر. لهذا افتتحت محطة مخدرات خاصة بي. ثم فتحت محطة أخرى. عندها أصبح اسم أبرجيل معروفا”. كما ووصف كيف أطلق النيران على شخص رفض السماح له بالدخول إلى ناد: “في سن 14 عاما، لم يسمح لي مرشد مسؤول عن الشبيبة بالدخول إلى قاعة احتفال. حاولت الدخول بقوة، ولكنه لم يسمح لي، وصفعني على وجهي. عندها أحضرت مسدسا وأطلقت النيران عليه. فأصيب”.
كما وتحدث عن كيف عمل وسيطا في عالم الجريمة منذ سن 17 عاما. “كان من المعروف أنه لا يمكن شرائي بالمال”، قال أثناء النقاش. وأوضح كيف أصبح في تلك السنة صديقه الوفي، شمعون شطريت، شاهد ملك ضده وتسبب بسجنه. “لا أثق بالآخرين أبدا. وتوقفت عن التحدث مع الغرباء. دخلت السجن منهارا”، قال.
كما ووصف أبرجيل تجاربه في السجن: “أنت قوي ولا يمكن أن تتصرف كالضفعاء. إما أن تكون أسدا أو شابا عاهرا. لهذا كان علي أن أناضل. وأحصل على احترام. ولكن في السجن عملت وحدي”. بالإضافة إلى ذلك، تحدث عن كيف تعلم القراءة في السجن وبدأ بقراءة الكتب. وفق أقواله عندما قرأ كتاب ‘المنبع’ (The Fountainhead) في السجن، أثر في حياته. “عندها أدركت أنني ترعرعت في عالم الجريمة وارتكبت جرائم طوال حياتي. حياة كانت بمثابة عالم من الجرائم”.
كان أبرجيل متهما بقتل ثلاثة مواطنين قُتِلوا في عام 2003 نتيجة عبوة ناسفة وُضِعت في شارع يهودا هليفي في تل أبيب. كانت العبوة معدة لخصمه الأساسي في ذلك الحين، المعروف بزئيف روزنشطاين. كما وكان متهما بمحاولة قتل روزنشطاين في حادثة أخرى عبر وضع عبوة ناسفة، وبإدارة منظمة إجرامية وإجراء صفقات مخدارت في العالم.