محادثات السلام السورية

روسيا تؤكد مشاركة الحكومة السورية في جولة جنيف التالية

ستعقد الجولة التالية من محادثات السلامفي العاشر من فبراير/ شباط

قال نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوجدانوف اليوم الثلاثاء ان الحكومة السورية ستحضر الجولة التالية من محادثات السلام التي تعقد في جنيف في العاشر من فبراير شباط.

وقال للصحفيين قبل محادثات في موسكو بين مسؤولين روس وزعيم المعارضة السورية أحمد الجربا “ليس لدينا اي شك في ان وفد الحكومة سيشارك في الجولة الثانية من المحادثات الدولية في جنيف.”

اقرأوا المزيد: 57 كلمة
عرض أقل
بثينة شعبان مستشارة الأسد وعضو وفد الحكومة (FABRICE COFFRINI / AFP)
بثينة شعبان مستشارة الأسد وعضو وفد الحكومة (FABRICE COFFRINI / AFP)

محادثات السلام السورية تتقدم خطوة أولية

اتفق الطرفان على أن يكون إعلان جنيف لعام 2012 أساسا للمفاوضات الجارية

تقدمت محادثات السلام السورية خطوة أولية اليوم الأربعاء مع موافقة الجانبين على استخدام إعلان جنيف لعام 2012 أساسا للمفاوضات برغم خلافهما على طريقة إجرائها.

وقال الجانبان إنهما اتفقا على استخدام الإعلان الذي أصدره مؤتمر دولي سابق عقد في جنيف في يونيو حزيران 2012 وحدد المراحل اللازمة لوضع نهاية للحرب وتنفيذ عملية سياسية انتقالية.

وقال المتحدث باسم المعارضة لؤي الصافي “اتفقنا على أن جنيف 1 هو أساس المحادثات.”

وقالت المستشارة الرئاسية بثينة شعبان عضو وفد الحكومة إن ثمة اتفاقا على استخدام الوثيقة لكن مع بعض التحفظات.

وتريد المعارضة البدء بموضوع هيئة الحكم الانتقالية التي تهدف المحادثات إلى إنشائها لكن الحكومة تصر على أن الخطوة الأولى ينبغي أن تكون مناقشة “الإرهاب” لا القفز إلى وسط النص.

وتصف الحكومة من يقاتلون للإطاحة بالرئيس بشار الأسد بأنهم إرهابيون. وتقول المعارضة إن الترتيبات الانتقالية لا بد أن تتضمن تنحية الأسد وهو ما ترفضه الحكومة.

وبرغم الخلاف على تفسير إعلان جنيف وهو ما يسمى بجنيف 1 يبذل منظمو المحادثات في مقر الأمم المتحدة في جنيف كل جهدهم لاستمرار العملية وإقناع كل من الطرفين بعدم الانسحاب منها.

وقال التلفزيون السوري الرسمي إن الحكومة تريد مناقشة الوثيقة “فقرة فقرة”.

وقالت بثينة شعبان إن الوسيط الدولي الأخضر الإبراهيمي قال إن الجانبين سيناقشان غدا “الإرهاب لأن وقف الإرهاب هو أول مسألة ينبغي تناولها. وحتى في جنيف 1 كان الموضوع الأول هو وقف العنف الذي تحول إلى إرهاب.”

ولم يرد تأكيد من الإبراهيمي الذي يرأس المحادثات. وكان قد قال أمس الثلاثاء إن الجانبين يكثران من الحديث إلى الإعلام وينبغي أن يحترما سرية المحادثات ويتجنبا الأفراط في تأكيد مواقفهما.

اقرأوا المزيد: 238 كلمة
عرض أقل

الحكومة والمعارضة تتواجهان في محادثات السلام السورية

منح الدبلوماسيون في جنيف حيث تجرى المحادثات أهمية كبيرة لجلوس الجانبين في قاعة واحدة لكن زمام الأمور انفلت حتى عم الهرج والمرح القاعة في إحدى المراحل

عندما التقى وفدا الحكومة والمعارضة السوريتين على مائدة التفاوض للمرة الأولى منذ بدء الصراع قبل ما يقرب من ثلاثة اعوام كانت الأولوية الأولى لمنع انسحاب أي منهما.

ومنح الدبلوماسيون في جنيف حيث تجرى المحادثات أهمية كبيرة لجلوس الجانبين في قاعة واحدة لكن زمام الأمور انفلت حتى عم الهرج والمرح القاعة في إحدى المراحل.

ومع ذلك يبقى الواقع أن الجانبين التقيا بالفعل في قاعة المؤتمرات بعد ان استرضاهما المسؤولون الذين رتبوا جدول الأعمال من خلال منح كل وفد شيئا يقنعه بالاستمرار. ولم يشأ اي من الدبلوماسيين الذين تحدثت إليهم رويترز لاعداد هذا الموضوع مجرد تصور عواقب الفشل.

وقال مسدر دبلوماسي اشترط مثل الآخرين عدم نشر اسمه بسبب حساسية المفاوضات “إذا فشل هذا المؤتمر فسيتفجر الوضع على المستوى الاقليمي.”

وبدأ وسيط الأمم المتحدة الأخضر الابراهيمي بالتركيز على التوصل إلى اتفاق يتيح توصيل المساعدات الإنسانية الى مدينة حمص المحاصرة قبل توجيه دفة المفاوضات نحو موضوع التسوية السياسية للحرب التي قتلت زهاء 130 ألف شحص وشردت الملايين.

وقد أبدى الجانبان استعدادهما لمناقشة وثيقة عام 2012 التي تدعو لعملية انتقالية لكن كلا منهما يفسرها بطريقة مختلفة. فالمعارضة تقول إنها تعني تنحي الرئيس بشار الأسد بينما تقول الحكومة إن دعوات رحيله ضرب من الخيال.

ويقول دبلوماسيون إن إيجاد مخرج من هذه الدائرة المقفلة يتطلب الحفاظ على استمرار المحادثات لأشهر وربما لسنوات.

ويتعلق الأمل في هذه الحالة بتغير تركيب الوفدين مع مرور الوقت فيصبح وفد المعارضة أكثر تمثيلا للمقاتلين في الداخل ويعبر وفد الحكومة عن تجدد الشكوك في إمكانية استمرار الأسد.

وقال المصدر الدبلوماسي “كلما طالت المحادثات زاد احتمال مشاركة معارضين مختلفين في العملية.” وقالت مصادر أخرى إنه إذا مضت عملية جنيف قدما فقد يضعف تأييد الأسد بين أعضاء وفد الحكومة.

لكن وحدة المعارضة لا تقل هشاشة في أحسن التقديرات وستتعرض لامتحان صعب إذا طالت المحادثات دون نتيجة. ولا يمكن أيضا اعتبار استمرار القبول بالمفاوضات الذي أبدته بعض جماعات المقاتلين في سوريا أمرا مفروغا منه كما يرفضها المقاتلون المرتبطون بالقاعدة رفضا قاطعا.

 

إدارة المرحلة

على أي حال جلس الوفدان في صمت على الضلعين المتقابلين من مائدة على شكل مستطيل ينقصه ضلع بينما مضى الابراهيمي يعرض جدول الأعمال الذي أعده. وعندما تحدث رئيسا الوفدين كان حديثهما موجها الى الابراهيمي لا الى الطرف الاخر.

وتهدف تلك الطريقة المجهدة في إدارة هذه المرحلة من المفاوضات الى تقليل الاحتكاك الى أدنى قدر ممكن والحد من التعبير عن الكراهية المتبادلة وتأتي في إطار الجهود الدبلوماسية الدقيقة للحفاظ على استمرار الجانبين في المحادثات.

وقال دبلوماسي غربي بعد أول لقاء مباشر يعقده الجانبان في المقر الأوروبي للامم المتحدة “هذه هي طبيعة الوضع الذي يمكن أن يتعثر أو ينفجر في أي يوم.”

وأضاف في دعابة لا تخلو من جد ان القاعة التي يضمها جزء معزول من مجمع الامم المتحدة الكبير اختيرت خصيصا لصعوبة الوصول اليها ووقوعها خارج النطاق المتاح لحركة الصحفيين والدبلوماسيين وأي أشكال أخرى من التدخل.

وواكبت هذه الاستعدادات العملية جهود دبلوماسية تتسم بالصبر والدأب من جانب الابراهيمي نفسه في الأشهر السابقة على المحادثات خلال سعيه مع الولايات المتحدة وروسيا لدفع الجانبين نحو عملية التفاوض.

وقال مصدر دبلوماسي اخر في جنيف عشية المحادثات التي لم توافق المعارضة رسميا على حضورها الا قبل قرابة أسبوع “المتوقع محدود ولذلك سنتابع تطور الأمور يوما بيوم. كل يوم تستمر فيه المحادثات بينهم يمثل خطوة صغيرة الى الامام.”

ويلتقي ممثلون للدول الغربية وغيرها من الدول التي تدعم المعارضة مع رئيس وفدها كل مساء لمناقشة استراتيجية التفاوض وتهدئة الاعصاب لكن دبلوماسيين قالوا إنهم يتطلعون الى روسيا حليف الأسد الاساسي كي تمارس ضغوطا على وفد الحكومة حتى يقبل السماح بتوصيل المساعدات الى حمص. ومن بين المقترحات الأخرى وقف اطلاق النار على النطاق المحلي في بعض المناطق وتبادل المحتجزين.

وقال المصدر الدبلوماسي “هم (الروس) يريدون أن تنجح هذه العملية لكن هذا سيكون اختبارا لمدى ما يتمتعون به حقا من نفوذ على النظام.”

 

الرجوع عن الحافة

يدرك الابراهيمي الصعوبات الهائلة التي تكتنف ايجاد نقاط اتفاق سياسية في غمرة حرب اهلية ومن ثم فقد تفادى الدخول مباشرة في أشد القضايا اثارة للخلاف وهي مستقبل الاسد.

ولم يبد الابراهيمي (80 عاما) وهو دبلوماسي مخضرم متمرس في تسوية الصراعات استعجالا في اي وقت من الأوقات. وقال للصحفيين “لم أقل إن السير البطيء شيء عظيم. إنما أقول إنه ينبغي توخي الحرص فلا يمكن الجري قبل تعلم المشي.”

ويبدو ان استراتيجية الابراهيمي نجحت بالفعل في إلزام الجانبين باستمرار المفاوضات بعد أيام فحسب من وصولهما الى حافة الهاوية.

فقد هدد كل من الجانبين يوم الجمعة بالانسحاب – إذ رفض وفد المعارضة التفاوض قبل ان توافق الحكومة على اتفاق جنيف لعام 2012 بينما حذر وفد الحكومة من العودة الى دمشق اذا لم تبدأ المحادثات في اليوم التالي.

وتراجعت هذه التهديدات وحل محلها استعداد مشروط لتناول القضايا السياسية التي قال الابراهيمي انها جوهر العملية برغم ان هذا الاستعداد ينطلق عند كل من الجانبين من منطلق مختلف تماما ويشوبه تبادل علني للتصريحات الحادة.

وقال الوسيط الدولي المخضرم “يسعدني وجود احترام متبادل على وجه العموم وادراك الجانبين للاهمية البالغة لهذه المحاولة وضرورة استمرارها.”

 

الجلوس مع العدو

لم يكن الجلوس مع الخصوم في قاعة واحدة أمرا سهلا. فلم يكلف أعضاء كل من الوفدين أنفسهم جهد اخفاء ازدرائهم لخصومهم.

ويقول هيثم المالح (83 عاما) عضو وفد المعارضة إن اخر مرة نظر فيها عبر مائدة إلى ممثل لحكومة الأسد كانت أثناء استجوابه. وكان المالخ وهو قاض سابق قضى عشر سنوات على وجه الاجمال في السجن بتهم من بينها “اضعاف المعنويات الوطنية”.

وقال المالح إنه ظل ينظر إلى اعضاء وفد الحكومة واحدا واحدا مضيفا “قضيت وقتا طويلا في السجن ورأيت هذا النظام يقتل أبناء شعبه ويعذبهم وما زلت لا أفهم كيف يمكن لأحد أن يدافع عنه.”

وفي الافتتاح الرسمي للمحادثات يوم الجمعة حملت الناشطتان ريما فليحان وسهير الأتاسي صور عبد العزيز الخير وهو معارض مخضرم خطف في دمشق قبل عامين ولا يعرف مصيره.

وقالت فليحان “ينبغي على الاقل ان يشعر النظام بالخجل.”

وبالنسبة لوفد الحكومة كان الجلوس لاجراء محادثات مع أشخاص يتهمهم بالتحريض على العنف وسفك الدماء يمثل تحديا كبيرا ايضا.

وقالت المستشارة الرئاسية بثينة شعبان لدى وصولها لحضور المحادثات في صباح أحد الايام “نحن نجلس الى المائدة لأننا نحب بلدنا.”

وأضافت “نحن هنا لاننا لا نريد أن نترك بابا لم نطرقه لمساعدة شعبنا ووضع حد لهذا الارهاب ووضع نهاية لهذه الحرب المروعة.”

وطلب منها أن تصف الأجواء في الاجتماع الأول فقالت “لا توتر. محادثات هادئة ومنطقية.”

ووصف الابراهيمي ما دار في الجلسات الأولى بأنه مناقشة متحضرة و”بداية جيدة” وهو وصف أيده دبلوماسيون وصفوا المحادثات بأنها خلت من أي مناقشات حادة.

ويأمل داعمو المعارضة الغربيون والخليجيون أن يفضي استمرار المحادثات فترة طويلة -ولا سيما اذا بدأت تؤتي ثمارا- إلى زيادة فرص فوز المعارضة بتأييد المقاتلين الذين ما زالوا يتشككون في المحادثات أو يعادونها صراحة ولا يدينون بأي ولاء للمعارضين السياسيين في الخارج.

لكن المعارضة تدرك أن هذه الاستراتيجية قد تأتي بنتائج عكسية وأن استطالة المحادثات إنما قد يزيد عداء المقاتلين في الداخل والمدنيين السوريين ومن ثم أبلغت الغرب بأنها لن تقبل الاستمرار في عملية تتسم بالركود على غرار المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية المستمرة منذ عقود.

ومع ذلك فلا يكاد أحد في جنيف يتطلع بناظريه في الوقت الراهن الى ما وراء الايام القليلة المقبلة. وقال الدبلوماسي الغربي “لا أستطيع توقع ما سيفضي اليه هذا. لكن كثيرا من الناس قالوا ان هذا سينهار في اول يوم. ولم يحدث ذلك.”

اقرأوا المزيد: 1090 كلمة
عرض أقل