رون بونداك، الذي كان “مهندس” اتّفاق أوسلو عام 1993، توفي اليوم بالسرطان. كان بونداك، ابن التاسعة والخمسين عامًا في وفاته، وهو أحد دعاة السلام الإسرائيليين الأكثر شهرة.
خدم بونداك في الاستخبارات الإسرائيلية بعدد من الأدوار المختلفة، قبل أن يبدأ بالعمل بصفته صحافيًّا في صحيفة “هآرتس” في السنوات 1991-1992. في وقت سابق، كتب بونداك أطروحته للدكتوراة في جامعة لندن، وكتب الكثير من المقالات والتقارير حول عملية السلام الإسرائيلي – العربي.
من بداية سنوات التسعينات شارك بونداك في قسم من المحادثات السريّة التي أجرتها دولة إسرائيل مع منظمة التحرير الفلسطينية، وكان بعد ذلك جزءًا من فريق المفاوضات الإسرائيلي المقلّص والذي صاغ اتفاق المبادئ مع منظمة التحرير الفلسطينية، والذي مهّد لـ “اتفاق أوسلو” الشهير.
بعد اتّفاق أوسلو شارك في مبادرات سلام، مجموعات بحثية، لجان توجيهية وفرق عمل روّجت لفكرة السلام الإسرائيلي – العربي، في محادثات مع الفلسطينيين، من بينها، وثيقة بيلين أبو مازن منذ عام 1995 ومبادرة جنيف 2003.
حتى وفاته كان بونداك عضوًا في اللجنة التوجيهية التابعة لمبادرة جنيف ولمجموعة AIX، والتي هي مجموعة إسرائيلية – فلسطينية تهدف إلى ربط وتوزيع أوراق موقف لتعزيز النتائج المطلوبة لكلا الجانبين. وقد شغل أيضًا منصب المدير العامّ لمركز بيريس للسلام وغيره من المنظّمات.
كتب بونداك قبل عدّة سنوات أنّ المفاوضات التي أجراها محمود عباس وإيهود أولمرت، باعتباره رئيس الحكومة الإسرائيلية، تقدّمت بشكل كبير. كتب بونداك أنّه قبل استقالة أولمرت في أعقاب لائحة الاتهام التي قدّمت ضدّه كان أولمرت وعباس مقتنعَين أنّه فيما لو كان لديهما بضعة أشهر، كانا سيصلان لاتفاق مبادئ موقّع، ترافقه خريطة للحدود الدائمة النهائية بين الدولتين.
قبل وفاته، ادّعى بونداك أنّ بنيامين نتنياهو وعبّاس لا يستطيعان التوصّل إلى اتفاق سلام. “لا يوجد اليوم أي زعيم من النوع الذي يستطيع اتخاذ قرارات صعبة. لا يستطيع نتنياهو تقسيم القدس، ولا يستطيع عباس التوقيع على الاتفاق”. يعتقد بونداك أنّ أولئك الذين سيستطيعون ربّما في المستقبل أن يصلوا لاتفاق هم يوفال ديسكين وجابي أشكنازي من الجانب الإسرائيلي، ومروان البرغوثي من الجانب الفلسطيني.
نعى بونداك الكثير من السياسيين، ومعظمهم من اليسار في الطيف السياسي الإسرائيلي. أصدرت وزيرة العدل والمسؤولة عن المفاوضات مع الفلسطينيين، تسيبي ليفني، بيان نعي قالت فيه: “هناك أبطال للحرب، رون كان بطلا للسلام. رجل صهيوني آمن بالسلام وسعى إليه حتّى يومه الأخير، سعى إلى المساهمة وتسخير نفسه من أجل تحقيق السلام، دون أن يرتدع من المتطرّفين، من المتهكّمين ومن اليائسين. فليتبارك ذكره”.