البحث عن جندي مفقود في هضبة الجولان (صورة توضيحية)
البحث عن جندي مفقود في هضبة الجولان (صورة توضيحية)

البحث عن جندي مفقود في هضبة الجولان

تجري قوات الشرطة والجيش الإسرائيلي بحثا عن الجندي الذي غادر أمس وحدته العسكرية التي كانت تنشط في هضبة الجولان ومنذ ذلك الحين انقطعت أخباره

31 أغسطس 2017 | 14:46

منذ أمس (الأربعاء) يبحث الجيش الإسرائيلي عن الجندي الذي غادر وحدته في ساعات بعد الظهر أثناء خدمته في هضبة الجولان وانقطعت أخباره منذ ذلك الحين. تركز القوات عملية البحث في منطقة كاتسرين، جنوب قرية مجدل شمس، إذ شُوهِد فيها للمرة الأخيرة.

“بدءا من أمس في ساعات الظهر تبحث قوات الجيش بالتعاون مع الشرطة عن الجندي في منطقة هضبة الجولان”، قال الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي. وركزت القوات جهود البحث في ساعات الليل على منطقة الأحمدية في هضبة الجولان، وانضمت وحدات البحث عن المفقودين ووحدة الكلاب اليوم إلى المهمة.

اقرأوا المزيد: 86 كلمة
عرض أقل
مظاهرة تأييد لبشار الأسد في قرية مجدل شمس، شمالي الجولان (Flash90/Matanya Tausig)
مظاهرة تأييد لبشار الأسد في قرية مجدل شمس، شمالي الجولان (Flash90/Matanya Tausig)

هل الدروز في الجولان ينفصلون عن الوطن السوري؟

في الوقت الذي ما زالت فيه الحرب في سوريا مستمرة، أصبح يتبنى الدروز في شمالي هضبة الجولان نمط الحياة الإسرائيلي أكثر، والآن يطالبون بالانضمام إلى النهج الديمقراطي الإسرائيلي

كانت هناك حاجة إلى خمسين عاما إلى إحداث تغيير، فبعد انتهاء الصراع الجماهيري وتقديم التماس إلى المحكمة العليا في إسرائيل، أصبح في وسع 20000 درزي، يعيشون في القرى الدرزية الأربع في شمال هضبة الجولان، اختيار رؤساء القرى بأنفسهم وأعضاء المجلس.

حتى وقتنا هذا، قامت دولة إسرائيل بهذه الخطوة من أجلهم. يدور الحديث عن تغيير هام بالنسبة للسكان الدروز الذين يعيشون في شمالي هضبة الجولان ويعتبرون أنفسهم جزءا من الشعب السوري ولدى معظمهم بطاقات إقامة إسرائيلية فقط. سبقت هذه الخطوة صراعات في شبكات التواصل الاجتماعي الدرزية. إذ طالب السكان بتحسين ظروف حياتهم في دولة إسرائيل، بدءا من ترميم منظومات الصحة والشوارع، المؤدية إلى الطرق الخاصة بقراهم وانتهاء بضمان تربية أفضل لأطفالهم. تألفت مجموعة من الشبان الدروز في أعقاب الصراع وقدمت التماسا إلى محكمة العدل العليا لإلزام وزارة الداخلية ووزير الداخلية الإسرائيلي، أرييه درعي، بتقديم تعليلات لعدم إجراء انتخابات في القرى الدرزية في شمالي هضبة الجولان.

العلم السوري مرسوم على أحد جدران البيوت في قرية بُقعاثا، شمالي الجولان (Flash90/Doron Hrowitz)
العلم السوري مرسوم على أحد جدران البيوت في قرية بُقعاثا، شمالي الجولان (Flash90/Doron Hrowitz)

منذ عام 1967، عندما احتلت إسرائيل هضبة الجولان، اختارت الدولة رؤساء القرى. شغل هذا المنصب في أحيان كثيرة مقربون من السياسيين ومن بينهم يهود وكذلك أشخاص تم اختيارهم دون أهمية لمهاراتهم.

وتنضم هذه الخطوة السياسية، التي تبدو للوهلة الأولى عديمة الأهمية ولا تشهد على انفصال الدروز في هضبة الجولان عن الأمة السورية الكبيرة، الغارقة منذ أكثر من ست سنوات في حرب أهلية فتاكة، إلى عملية أوسع حيث يسعى فيها المزيد من الشبان الدروز إلى التنازل عن حلم العودة إلى سوريا والمطالبة بالحصول على الجنسية الإسرائيلية.

يبدو مؤخرا فقط أن سكان القرى الدرزية الأربع في شمالي هضبة الجولان، وهي بُقعاثا، مجدل شمس، مسعدة، وعين قنية بدأوا يسعون إلى الانفصال عن الوطن السوري، الذي كانوا يتماهون معه لمدة 50 عاما. طيلة سنوات، طالب بعض السكان من هذه القرى الأربع بالتجنس في إسرائيل ولكن في السنتَين الماضيتَين طرأت زيادة على عدد مطالبي الحصول على الجنسيّة الإسرائيلية.

وتشير وزارة الداخلية الإسرائيلية إلى زيادة في عدد المعنيين بالحصول على الجنسيّة الإسرائيلية. فإذا كان الأشخاص يتحدثون قليلا عن الموضوع في الماضي، خوفا من فرض مقاطعة اجتماعيّة ودينية ضدهم، فاليوم أصبحوا يتحدثون عن الموضوع علنا ودون خشية.

مظاهرة تأييد لبشار الأسد في قرية بُقعاثا، شمالي الجولان (Flash90/Yossi Aloni)
مظاهرة تأييد لبشار الأسد في قرية بُقعاثا، شمالي الجولان (Flash90/Yossi Aloni)

وفق المعطيات التي نشرتها وزارة الداخلية الإسرائيلية فبين شهري كانون الثاني وحزيران 2016، أنهى 86 مواطنا درزيا عملية الحصول على الجنسية الإسرائيلية. في الواقع، يدور الحديث عن عدد قليل في وقتنا هذا، ولكن للمقارنة بين شهر كانون الثاني حتى تشرين الأول 2015 حصل 80 مواطنا درزيا فقط على الجنسية الإسرائيلية – يدور الحديث عن زيادة أكثر من %300.

منذ احتلال إسرائيل هضبة الجولان من سوريا في عام 1967، أعرب سكان القرى الدرزية المحتلة عن إخلاصهم للوطن السوري. ازداد هذا الولاء عندما صدر القانون الإسرائيلي لضم هضبة الجولان إلى الأراضي الإسرائيلية في عام 1981، حيث انتهى حينها عصر الحكم العسكري في هضبة الجولان ووصل ممثلون إسرائيليون إلى القرى الأربع في شمالي الهضبة، وأرداوا توزيع هويات إسرائيلية للسكان. ردا على ذلك أشعل معظم السكان بطاقات الهوية التي حصلوا عليها. وأعلن الشيوخ الدروز أيضا أن من يوافق على حمل الجنسيّة الإسرائيلية يتعرض للمقاطعة الدينية والاجتماعية، أي اسبتعاده عن المجتمع وعن المناسبات الجماهيرية.

أشارت المعطيات التي نشرتها وزارة الداخلية الإسرائيلية حينذاك إلى أن 1500 مواطن درزي فقط كانوا معنيين بالحصول على الجنسيّة الإسرائيلية الكاملة، طيلة 30 عاما وذلك منذ أن دخل قانون ضمّ الجولان إلى الأراضي الإسرائيلية إلا أنهم دفعوا مقابل ذلك ثمنا اجتماعيّا باهظا تجسد بالتهميش المجتمعي الخطير.

مع نشوب الحرب الأهلية السورية وتفاقهمها، تنازل شيوخ كبار عن المقاطعة جزئيًّا ضد من سعى إلى تلقي الجنسيّة الإسرائيلية ورويدا رويدا بدأ الكثير من الشبان عملية انفصالهم عاطفيا عن الأمة السورية ومرحلة حصولهم على الجنسيّة السورية.

تنازل الشيوخ الدروزعن مقاطعة من يسعى إلى تلقي الجنسيّة الإسرائيلية (Flash90/Miriam Alster)
تنازل الشيوخ الدروزعن مقاطعة من يسعى إلى تلقي الجنسيّة الإسرائيلية (Flash90/Miriam Alster)

أما اليوم فهناك المزيد من سكان القرى الأربع الذين أصبحوا يدركون أن سوريّا على شفا الانهيار، ولن يكون مستقبلهم جيدا في سوريا بل في إسرائيل. حتى قبل نحو ثلاث سنوات، كان المعبر الحدودي في القنيطرة تحت سيطرة الأسد، وتعلم الكثير من الشبان في دمشق ووصلت منتجات زراعية كثيرة عبر المعبر إلى سوريا. ولكن بعد أن سيطرت المعارضة السورية على المعبر، انقطعت العلاقة المادية للدروز بالوطن السوري تماما تقريبا، وأصبح رجال الدين يمارسون ضغطا أقل على السكان الذين يسعون إلى الحصول على الجنسيّة الإسرائيلية في ظل الوضع الراهن في سوريا.

إضافة إلى المظاهرات الاحتجاجية تضامنا مع بشار الأسد ومواقفه إزاء الحرب الأهلية السورية، التي تدور رحاها حاليا، كما في كل سنة، تظاهر شبان مثقفون من قرية مجدل شمس (تشرين الثاني 2012) احتجاجا على النظام السوري ودعما للمعارضة السورية.

في هذه الأثناء، يبدو أن غالبية السكان الدروز في شمالي هضبة الجولان، التي تدعم النظام السوري والتي تعارضه على حد سواء ما زالت تعتقد أنها تشكل جزءًا لا يتجزأ من سوريا، رغم أن مشاعر التضامن الوطني هذه قد بدأت تتفكك وتؤدي في أحيان كثيرة إلى شرخ داخل العائلة والمجتمع.

اقرأوا المزيد: 719 كلمة
عرض أقل
حمد عويدات, الصحفي الإسرائيلي الذي يعمل في التلفزيون الإيراني (لقطة شاشة Youtube)
حمد عويدات, الصحفي الإسرائيلي الذي يعمل في التلفزيون الإيراني (لقطة شاشة Youtube)

الشرطة الإسرائيلية اعتقلت اليوم الصحفي الإيراني في إسرائيل

اعتُقِل حمد عويدات والذي يعمل أيضا، كصحفي في التلفزيون السوري والعراقي كذلك، وصودرت معدّاته. وهذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها اعتقال صحفيين إيرانيين في إسرائيل

اعتقلت اليوم الشرطة الإسرائيلية حمد عويدات الصحفي الإسرائيلي الذي يعمل في التلفزيون الإيراني، وقد سيقَ للتحقيق. وبالإضافة إلى التحقيق معه، والذي استمر ساعات قليلة، صادرت الشرطة الإسرائيلية معدّات الحواسيب، الكثير من الوثائق ومواد الفيديو التي كانت في مكتبه، في البلدة الدرزية مجدل شمس الموجودة في هضبة الجولان.

هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها القبض على صحافيي التلفزيون الإيراني من قِبَل السلطات القانونية في إسرائيل. في شهر حزيران من عام 2009، حكمت محكمة إسرائيلية بالسجن الفعلي، لمدة شهريْن، على الصحافيَين، خدر شاهين ومحمد سرحان اللذيْن نشرا في إيران معلومات، يُمنع نشرها، حول حرب غزة 2009 (عملية “الرصاص المصبوب”)، وتضر بتحركات قوى الجيش الإسرائيلي.

قائد الشرطة العام، يوحانان دانينو (Gideon Markowicz/Flash90)
قائد الشرطة العام، يوحانان دانينو (Gideon Markowicz/Flash90)

في الماضي، كانت هناك انتقادات أن التلفزيون الإيراني يستخدم صحافيين لإعداد تقارير من داخل إسرائيل، ومن ثم إرسالها إلى إيران. ليست هناك علاقات دبلوماسية بين إسرائيل وإيران، وكلتاهما، رسميا، في حالة حرب. وبالإضافة إلى ذلك، فليس هناك أي صحفي من وسائل الإعلام الإسرائيلية، يعد تقارير من داخل إيران.

يبلغ عويدات 30 عاما من العمر، ووُلِد في إسرائيل. درس هندسة البرمجيات في سوريا، وبعد ذلك، عمل في شركة “هايتك” في تل أبيب، ثم انشغل، قليلا، في الجناح المظلم من الإنترنيت. وفي مرحلة معيّنة، اهتم عويدات بمجال الصحافة، وبدأ يعمل في مكتب للإعلام في رام الله. وبعد فترة معيّنة، أدرك عويدات أنه قادر على تزويد شركات الأخبار العالمية بالخدمات، وبشكل مستقل.

جنود اسرائيليون يراقبون الحدود مع سوريا من قرية مجدل شمس في الجولان (AFP)
جنود اسرائيليون يراقبون الحدود مع سوريا من قرية مجدل شمس في الجولان (AFP)

أنشأ عويدات شركة إعلامية، في مجدل شمس، وقد عمل فيها، كصحفي مستقل، من خلال شبكة تلفزيونية إيرانية، وأخرى سورية وشبكتي تلفزيون عراقيتين. كانت المصطلحات التي استخدمها عويدات في بثه ملفتة للاهتمام. فعلى سبيل المثال، عندما كان يعد تقريرًا لمحطات التلفزة في إيران وسوريا، كان يعبّر عويدات عن دولة إسرائيل تحت ” الكيان الصهيوني” أو “حكومة تل أبيب”، بالمقابل، فقد كان يستخدم الاسم “دولة إسرائيل” إذا ما أعد تقريرًا صحفيًّا لشبكة التلفزيون العراقي.

قال عويدات في مقابلة أجراها مع وسائل الإعلام الإسرائيلية قبل أقل من سنتين: “أنا لست متخوفا من عملي، طالما لا أبث معلومات أمنية، فليس هناك سبب لاعتقالي”. فإذا كان عويدات صادقا في أقواله، فإن اعتقاله يثير الكثير من التساؤلات. ومن جانب آخر، يمكن أن يقوم عويدات بنشر تقارير، يُمنع نشرها وفق القانون، لذلك تم اعتقاله.

اقرأوا المزيد: 334 كلمة
عرض أقل
إخلاء المصابين في الجولان اليوم (JALAA MAREY / AFP)
إخلاء المصابين في الجولان اليوم (JALAA MAREY / AFP)

حادثة على الحُدود الإسرائيلية السورية – هل ينتقم حزب الله؟

في إسرائيل يقدّرون أن حزب الله طلب الرد على الهجوم على الحُدود السورية اللبنانية. نتنياهو: "سنعمل بشدة"

18 مارس 2014 | 18:04

أصيب أربعة جنود إسرائيليون اليوم في الحدود الإسرائيلية السورية في هضبة الجولان، بالقرب من قرية مجدل شمس. كان ضابط برتبة رائد من بين المصابين. حالة أحد المصابين حرجة، أما المصابين الآخرين فحالتهم خفيفة حتى متوسطة. أبلغ سكان هضبة الجولان أنهم سمعوا صوت متفجرات وإطلاق النار، وأن الجيش الإسرائيلي قد أغلق الطرقات المؤدية إلى موقع الحدث.

رد رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، اليوم على الحادثة قائلا إن: “الحدود مع سوريا تمتلئ بقوات الجهاد وحزب الله. في السنوات الأخيرة، قد نجحنا في الحفاظ على الهدوء في الوقت التي تدور فيه رُحى حرب أهلية مع سوريا. سنعمل هنا أيضًّا بشدة للحفاظ على أمن دولة إسرائيل”.

في الأسبوعين الماضيَين، حدثت حادثتان إضافيتان على الحدود الشمالية الإسرائيلية. فيوم الجمعة الماضي، لاحظت دورية إسرائيلية عبوة وُضعت على الحدود اللبنانية، في الجانب الإسرائيلي، ولكن لم يُصب أحد من الجنود. قبل أسبوعين، نجح الجيش في إحباط محاولة لوضع عبوات ناسفة على الحدود بواسطة إطلاق قذائف وأسلحة خفيفة.

يقدّر محللون إسرائيليون أن مقاتلي حزب الله، الذين بدأوا في أعقاب الحرب الأهلية في سوريا بالتمركز في شمال هضبة الجولان، هم الذين وضعوا العبوات الناسفة. إن الحافز المحتمل لوضع العبوات الناسفة هو الهجوم على الحُدود اللبنانية السورية في نهاية شهر شباط. وفقًا للتقارير، قد تم في هذا الهجوم إحباط عملية نقل الصواريخ المتقدمة إلى أيدي حزب الله.

ووفقًا للتقديرات، ليست هناك نيّة في إسرائيل، لبنان، وسوريا على حد سواء للتصعيد بشكل ملحوظ على امتداد الحدود. ثمة مصلحة لدى إيران أيضًّا في الحفاظ على ترسانة الصواريخ الموجودة بين أيدي حزب الله لاستخدامها عندما تقتضي الحاجة، واستثمار جهود حزب الله حاليا في الحرب الأهلية السورية. إن وضع العبوة الناسفة اليوم هي طريقة عمل إيران وحزب الله للإضرار بإسرائيل، من دون إحداث تدهور بشكل ملحوظ حاليا.

اقرأوا المزيد: 268 كلمة
عرض أقل
قرية بقعاثا هي واحدة من القرى الدرزية الأربع في هضبة الجولان (Flash90)
قرية بقعاثا هي واحدة من القرى الدرزية الأربع في هضبة الجولان (Flash90)

إسرائيل ستستثمر في السنوات القادمة في الدروز في الجولان

مواطن درزي في الجولان: "الأكثرية الساحقة من السكّان يدعمون برنامج الحكومة. حين يشمل الأمر المال، يكون الناس سعداء"

22 ديسمبر 2013 | 12:01

قرّرت حكومة إسرائيل تحويل 209.4 ملايين شاقل إلى برنامج متعدّد السنوات لتطوير وتعزيز البلدات الدرزية الأربع في هضبة الجولان: مجدل شمس، بُقعاثا، مسعدة، وعين قنية. وسيجري تحويل الأموال بين عامَي 2014 و2017، حيث سيُستثمَر 54 مليون شاقل في التربية، 80 مليون شاقل في بُنى النقل، 10 ملايين شاقل لإنشاء مؤسسات رفاه، و12 مليون شاقل لتطوير الفرع السياحي.

وكُتب في قرار الحكومة في هذا الشأن أنّ “مجمل الظروف المميِّزة للبلدات الدرزية في هضبة الجولان، والمميزات المفحوصة لهذا القطاع أدّت إلى إنتاج فوارق بنيوية بين سكّان تلك البلدات وبين باقي السكّان في دولة إسرائيل عامّةً”.

يعيش المواطنون العرب الدروز في الجولان حالة تمزُّق بين الاحتلال الإسرائيلي لهضبة الجولان منذ 1967، ووعود النظام السوري بإعادة الجولان والاستثمار في البلدات. في الوقت الراهن، يعاني المواطنون الدروز في الجولان من فقر وصعوبات في العمل، وهم يتساءلون لماذا لا تقدّم لهم دولة إسرائيل مساعدة أكبر.

رغم ذلك، قابل معظم مواطني البلدات الأربع خبر استثمار الحكومة الإسرائيلية بالريبة. فوفقَ أحد الادّعاءات، تحوّل إسرائيل موارد للدروز في الجولان في هذا الوقت تحديدًا لتعزيز سيطرتها على المنطقة، في الوقت الذي يضعُف فيه النظام السوري. وقال أحد المواطنين لصحيفة هآرتس: “لا تفعل الحكوماتُ الأمورَ لوجه الله؛ يبدو أنّ ثمة مصالح هنا. أرى ذلك رشوةً استعماريّة. لكن إذا كانت للحكومة رغبة صادقة في مساعدتنا، فهذا جيّد”.

بالتباين، ثمة من يقول إنّ الحكومة أدركت أخيرًا الحاجة إلى تحسين البنى التحتيّة في البلدات الدرزية الشماليّة. “لدينا مشاكل خطيرة في البنى التحتيّة وشوارع خطِرة”، يذكر أحد المواطنين، ويتابع: “ثمة أقلية تقول إنه يُحظر قبول هذه الأموال، لكن حتّى إن كانت هناك محاولة استغلال سياسي، فإنّ الأكثرية الساحقة من المواطنين تدعم البرنامج الحكومي. حين يشمل الأمر المال، يكون الناس سعداء”.

أمّا المحامي فهد الصفدي فغاضب من “مُحاولة إيجاد مكيدة في كل أمر تفعله دولة إسرائيل”. وقال لصحيفة هآرتس: “حين لا تمنح الدولة موازنات يتذمرون، وحين تمنح موازنات يتحدثون عن دسيسة. فماذا يريدون؟”.

ينفي الصفدي الاتهامات بالاستغلال السياسي الإسرائيلي لما يجري في سوريا. “كان النظام السوري ضعيفًا، وسيبقى ضعيفًا”.

وبالنسبة للبرنامج، ستخصّص وزارة التربية 30 مليون شاقل على أربع سنوات بهدف بناء صفوف ورياض أطفال في البلدات الأربع. كذلك، سيجري استثمار 24 مليون شاقل في تشجيع التعليم العالي، تعليم الكبار، والتأهيل المهني للعاملين في حقل التربية.

فضلًا عن ذلك، ستستكمل وزارة الداخلية وضع برامج تخطيطية لكلّ البلدات، وتُبلوِر برنامجًا لإنشاء وصيانة المباني الدينيّة. وستعمل وزارة البناء والإسكان على إنشاء وترميم مبانٍ عامّة وترميم أحياء قديمة بحدود 12 مليون شاقل. كما ستطوّر وزارة المواصلات والأمان على الطرق برنامجًا لتحسين وتطوير البنى التحتية للمفاوضات إلى وداخل البلدات، بكلفة 80 مليون شاقل. وتقرّر أيضًا أن تستثمر وزارة الاقتصاد 10 ملايين شاقل في المنطقة الصناعية في مجدل شمس.

اقرأوا المزيد: 410 كلمة
عرض أقل
الحدود الاسرائيلية السورية (Gili Yaari/Fllash 90)
الحدود الاسرائيلية السورية (Gili Yaari/Fllash 90)

إلقاء القبض على جاسوس يعمل لصالح سوريا في إسرائيل

سُمح بالنشر أنّ شابًّا من الجولان اتُّهم باجتياز الحدود ولقاء مجنّدي جواسيس في سوريا

قُدّمت لائحة اتهام ضدّ رأفت حلبي (28 عامًا) من مجدل شمس، المتَّهم بإقامة علاقة مع وكيل أجنبي ونقل معلومات للعدوّ – هذا ما سُمح بنشره اليوم. وفق لائحة الاتهام، اجتاز حلبي الحدود إلى سوريا في أيلول وأقام علاقة بعناصر محلية جنّدته للتجسُّس ضدّ إسرائيل.

بعد تحقيق الشاباك، جرى اعتقال حلبي نحو ثلاثة أسابيع بعد عودته من سوريا. يُتَّهَم صديق حلبي بأنه ساعده على اجتياز الحدود. وفق لائحة الاتّهام، قطع حلبي جدار الفصل، واجتاز الحدود إلى سوريا. بعد ساعتَين من المشي، التقى شيخًا محليًّا عرّفه على صحفي محلي. وجّهه الصحفي إلى ضابط الاستخبارات السوري في قريته.

“تمّ استجواب حلبي وطُلب منه تزويد معلومات في مواضيع مختلفة ذات صلة بإسرائيل، مع علمه بأنه يساعد الاستخبارات السورية”، جاء في لائحة الاتّهام. في الاستجواب، روى حلبي أنه اجتاز الحدود بهدف التجنُّد في الجيش السوري، ونقل معلومات أمنية عن تحركات الجيش الإسرائيلي في هضبة الجولان وبناء الجدار الفاصل.

والأمر الآخر الذي آثر اهتمام المحققين السوريين هو النظرة إلى نظام بشار الأسد بين الدروز في هضبة الجولان. ويتبين من لائحة الاتّهام أنّ “المتهم استُجوب حول أسماء معارضي نظام الأسد في مجدل شمس، ونقل للمحقق أسماء معارضين، كما أظهر صورَهم”.

بعد يومَين من دخوله سوريا، أخذ المحققون حلبي إلى منشأة مجاورة لدمشق، لكنه طلب المغادرة لبضعة أيام لزيارة صديقه، وهو أيضًا من سكّان هضبة الجولان المقيمين في سوريا. بعد أن استضافه صديقه، طلب حلبي العودة إلى الجولان، وجرى اعتقاله لدى عودته.

جرى اتّهام بعض سكّان مجدل شمس في الماضي بالتجسس لصالح سوريا. لكثيرين من سكّان القرية أقرباء في الجانب الآخر من الحدود. وكان تمّ اعتقال إياد جوهري، وهو من سكّان مجدل شمس أيضًا، وذهب لدراسة الطب في دمشق، صيف 2012 حيث اتُّهم بنقل معلومات استخباريّة للنظام السوري.

اقرأوا المزيد: 265 كلمة
عرض أقل