يستمر إضراب طالبي اللجوء الأفارقة في إحراز ضجة في إسرائيل، وهذا هو اليوم الثالث على التوالي. وقد أعلن منظمو الإضراب، بعد يومين من امتلاء ميدان رابين بالمتظاهرين، وبعد مضي يوم من تظاهرهم أمام السفارات الأجنبية في تل أبيب، أنهم قرروا مواصلة الإضراب حتى صدور قرار جديد.
وفي مؤتمر صحفي نظمته قيادة الاحتجاجات في إسرائيل، كرر معتصم علي، وهو طالب لجوء سوداني من دارفور ومن القيادات البارزة للاحتجاج، مطالب المحتجين الرئيسية من الحكومة الإسرائيلية: “تحققوا من طلبات اللجوء الخاصة بنا، وافصحوا إن كنا حقًا لاجئين”. وعلى حد تعبيره، فإنّ “حكومة إسرائيل تتجاهل، وتستمر بالكذب مرارًا وتكرارًا”.
قال علي: “نحن متعبون، ونشعر بضغط كبير، ولكن ليس لدينا أي خيار آخر إطلاقا”، وأكد: “نحن لا ننتظر من أحد أن يساعدنا، نحن نساعد أنفسنا”. وجه علي انتقادات لاذعة إلى الحكومة الإسرائيلية، وقال: “إنّ الخيار الذي تضعنا الحكومة الإسرائيلية أمامه اليوم هو خيار رهيب؛ إما أن نذهب إلى السجن، أو نعود إلى ديارنا”.
وحسب أقوال المتظاهرين، فإنه من المتوقع أن يعرّض المهاجرون العائدون إلى السودان أو أريتيريا حياتهم إلى التهديد الفوري”. ولخّص علي أقواله من خلال توجهه إلى الجمهور الإسرائيلي: “عليكم أن تعلموا، ليس لدينا أي شيء يمكننا أن نخسره”.
رفض رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، ووزير الداخلية جدعون ساعر، في الأيام الأخيرة جميع مطالبات طالبي اللجوء، وأخبروهم أنّ حل المشكلة يكمن فقط في عودة طالبي اللجوء إلى بلادهم. “لن تساعد مظاهرات وإضرابات المتسللين”، هذا ما قرره رئيس الحكومة أمس. حسب أقوال نتنياهو: “لا يجري الحديث عن لاجئين، الذين علينا أن نتعامل معهم وفقا للمعاهدات الدولية، بل عن متسللين للعمل بشكل ليس قانونيًا”.
وقد تحدث وزير الداخلية، ساعر بلهجة أكثر حدة، وسخر من أصحاب المصالح التي يعمل فيها طالبو اللجوء، حيث تضرروا بسبب إضرابهم، قائلا: “إن بكاء أصحاب المطاعم الذين لا يوجد لديهم من يشطف الأواني لن يحدد السياسة الإسرائيلية”. هذه كانت ردة فعله على الإضراب. وحسب أقواله، فإن إسرائيل غير ملزمة أخلاقيًا بأن تهتم بهؤلاء الأشخاص وأن توفر لهم أماكن العمل، وإنما أن تهتم بتوفير المأوى والطعام فقط، وستفعل بموجب ذلك حتى يترك البلاد آخر متسلّل.
والآن يطالب منظمو الاحتجاج الحكومة الإسرائيلية بفتح حوار مباشر معهم. وفي المؤتمر الصحفي، قال علي اليوم: “إننا نطالب جدعون ساعر وبنيامين نتنياهو بأن يلتقيان بنا وأن يتحدثان معنا. نحن نريد حوارًا مباشرًا مع الحكومة الإسرائيلية. إن كنا جزءًا من المشكلة؛ فينبغي علينا أن نكون جزءًا من الحلّ الذي سيأخذ بالحسبان المصالح الإسرائيلية وحاجاتنا وحقوقنا”.
وفي هذه الأثناء، يبدو أن المطاعم في تل أبيب لم تتضرر من هذا الإضراب بشكل ملحوظ. معظم أصحاب المصالح متعاطفين مع المضربين، بل وقرر بعضهم أن يقوم بأعمال المضربين بنفسه، قالت صاحبة مقهى لصحيفة “هآرتس”: “أجد نفسي مشتغلة بغسل الأواني بدلا من أن أهتم بشؤون الإدارة”، وأضافت: “لم يكن لدينا موظفين متخصصين، لطفاء ومسؤولين كالأريتريين”، وأدعم نضالهم العادل.
المصدر الأقرب إلى الحدث الإسرائيليّ
تلقّوا نشرتنا اليوميّة إلى بريدكم الإلكتروني