متدينون يهود

نظرة إلى عالم الخيانات في المجتمع اليهودي المتديّن (Miriam Alster/FLASH90)
نظرة إلى عالم الخيانات في المجتمع اليهودي المتديّن (Miriam Alster/FLASH90)

نظرة إلى عالم الخيانات في المجتمع اليهودي المتديّن

لم تبدأ الخيانات في المجتمع اليهودي المتديّن مؤخرا، ولكن في الأشهر الأخيرة انكشفت العلاقات الغرامية الأكثر إثارة للاهتمام والتي هزت عاصفة في أوساط الجمهور اليهودي

الخيانات هي ظاهرة عمرها مساو لعمر البشرية، ويبدو أنّه لم ينجح أحد حتى الآن في فهم كيف يمكن منعها. أحد الافتراضات الأكثر شيوعا هي أن الاحتشام يمنع الانحلال. ولكن هل هذا صحيح؟ إذا نظرنا إلى المجتمع اليهودي المحافظ في إسرائيل، الحريص على الفصل بين الرجال والنساء وعلى الاحتشام، فيبدو أن الإجابة سلبية. ولكنّ ذلك لا يمنع أفراد المجتمع الصهيوني- المتديّن من الإصابة بصدمة مُجددا عند الكشف عن الظاهرة في صفوفهم.

يبدو أنّ الوسط الصهيوني- المتديّن، الأكثر تماهيا مع القلنسوات المحبوكة التي يرتديها الرجال، يعيش هزة لا مثيل لها في السنوات الأخيرة.

قبل عدة أسابيع كُشف في الإعلام الإسرائيلي أنّ رئيس مجلس المستوطنات جوش عتصيون في الضفة الغربية، دفع لامرأة عملت تحت إمرته تعويضات لئلا تكشف عن العلاقة الحميمية التي كانت بينهما، كما يفترض. ولكن حتى الآن لم يُحسم ماذا حدث بينهما حقا، إذا كانت تلك العلاقة مبينة على الموافقة أم لا، ولكن من المؤكد أنّ زوجة رئيس المجلس غير راضية أبدا عن هذه العلاقة. يعتقد كثيرون أنّ رئيس المجلس، الذي يعيش نمط حياة متديّن، قد خان زوجته.

قبل أشهر من فضيحة رئيس مجلس جوش عتصيون، كُشفت علاقة غرامية أخرى هزت المجتمع الصهيوني- المتديّن. فقد كشفت إحدى نساء النخبة من ذلك الوسط، أنّ زوجها يخونها مع امرأة متزوجة أخرى، في مجموعة واتس آب من بين أعضائها أيضًا زوجها، والمرأة الأخرى وزوجها، الذي لم يكن يعرف عن العلاقة الغرامية حتى تلك اللحظة. وقد تسربت الرسالة إلى الإعلام، فتخوّف المجتمع الصهيوني- المتديّن من الكشف.

أرسلت المرأة التي تعرضت للإحراج بعد أن تم الكشف عنها، رسالة نصية إلى الزوجة التي تمت خيانتها معتذرة، وأشارت فيها إلى أنّها “تحفظ التوراة والواجبات كثيرا ولم تكن “علاقة غرامية” بأي شكل من الأشكال”. من جهة أخرى، كتبت في رسالة أرسلتها للزوج “لا تحضننّي في الليل، لا تتصل الآن، حتى يصبح القلب مستقرا”. ويبدو أن هذه الرسالة تعبّر عن علاقة غرامية.

يمكن الاعتقاد أنّ عادات الاحتشام ربما ليست صارمة جدا عند هؤلاء الأشخاص المحددين. ولكن القصة التالية قد تفاجئكم أكثر. في مقابلة أجريت مع محقق خاص إسرائيلي كبير، كشف عن أحد الأسرار الأكثر إثارة للاهتمام مما نجح في حلها.

قال المحقق: “طلب أحد الحاخامات الشهيرين، والذي كان معتادا على السفر خارج البلاد كثيرا من خلال عمله، أن يستوضح صحة شائعة منتشرة عن زوجته”. كانت تقول الشائعة إنه عندما كان الحاخام يسافر إلى خارج البلاد، اعتادت زوجته على أن تجلس في المقاهي، ترفع تنّورتها، وتكشف عن ركبتيها الرقيقتين للمارّة. إن الحقيقة التي اكتشفها المحقق لا تصدّق.

لقد أوضح قائلا: “بدأنا بمراقبة زوجة الحاخام، التي كانت جميلة جدا. بدأنا نراقبها في الشارع ورأيناها تدخل إلى مرافق عامة. فدخلت إلى المرافق وهي تبدو متديّنة تقية ولكنها خرجت منها وهي تبدو بمظهر آخر مرتدية بلوزة لا تغطي جسمها تماما وسروال ضيّق… تابعنا العمل على مراقبتها حتى دخلت إلى شقة تُستخدم كبيت دعارة. دخل أحد العملاء إليها بصفته زبونا، وطلب من السيّدة المسؤولة فيه أن يرى الفتيات التي تقدمن خدماتهن فكانت زوجة الحاخام هي الأولى التي تقدمت إليه “.

ولكن رغم هذا المثال، ففي المجتمعات المحافظة أيضًا، بحسب كلام المحقق، يخون الرجال أكثر من النساء. من الصعب فهم ما الذي يدفع أشخاصا متديّنين ومحافظين، يؤمنون بالبنية الأسرية التقليدية، إلى كسر ثقة زوجهم/زوجتهم، والمخاطرة في تفكيك أسرتهم. النتيجة هي أنه عند ارتداء ملابس مكشوفة وملابس محتشمة أيضًا، فإنّ الطبيعة البشرية تبقى نفسها.

اقرأوا المزيد: 509 كلمة
عرض أقل
الحرم القدسي الشريف: الجدل الذي يمزّق اليهودية من الداخل (Flash90)
الحرم القدسي الشريف: الجدل الذي يمزّق اليهودية من الداخل (Flash90)

الحرم القدسي: الجدل الذي يمزّق اليهودية من الداخل

جهات مختلفة في الشريعة اليهودية المعاصرة تختلف حول السؤال المصيري: هل دخول اليهود إلى الحرم القدسي الشريف واجب مقدس، أم محظور عقوبته الإعدام؟

أنّ العقوبة الفورية لمن يدخل إلى الأجزاء الأكثر قداسة في الهيكل، وفقا للتقاليد اليهودية، هي الموت من قبل الله.

“المستوطنون يقتحمون الأقصى” – يُنشر هذا العنوان يوميا في وسائل الإعلام، ويثير ردود فعل غاضبة من المسلمين في أرجاء العالم. ولكن ما لم تعرفوه هو أنّ المعارضين الأكبر لدخول اليهود إلى الحرم القدسي الشريف، هم تحديدا يهود متديّنون. في الأسبوع الماضي فقط، هاجمت بشدّة صحيفة “يتد نئمان”، وهي الصحيفة الأكثر انتشارا في المجتمع اليهودي المتديّن (“حريدي”)، أولئك اليهود الذين “يقتحمون الحرم القدسي الشريف”، ودعت بوضوح إلى حظر دخول اليهود إلى الحرم: “كل من يستطيع عليه واجب العمل على هذا الموضوع، إغلاق الحرم بإحكام ومنع دخول مُنجّسيه”. لماذا، وفقا للشريعة اليهودية، يعتبر دخول اليهود إلى الحرم القدسي الشريف مُنجّسًا له؟

وفقا للتاريخ اليهودي، في جزء من مساحة الحرم القدسي الشريف، الذي يوجد فيه اليوم المسجد الأقصى، كان يقع في الماضي الهيكل. كان الهيكل هو المكان الأكثر قداسة لليهود، قبل تخريبه. ما زال يزور اليوم يهود الحرم القدسي الشريف بل ويشجّعون آخرين على القيام بذلك أيضا انطلاقا من مشاعر دينية أو قومية، ولكن في المقابل، هناك أيضًا يهود يعارضون بشدة دخول أبناء شعبهم إلى منطقة الحرم القدسي الشريف.

شرطي إسرائيلي يدفع بقوة زائرا يهوديا خارج الحرم القدسي (Flash90)
شرطي إسرائيلي يدفع بقوة زائرا يهوديا خارج الحرم القدسي (Flash90)

لا يدور الحديث عن يهود يعارضون دخول إخوانهم إلى الحرم القدسي الشريف انطلاقا من اعتبارات المساس بمشاعر المسلمين، أو لاعتبارات سياسية للحفاظ على الوضع الراهن منذ عام 67، وإنما تحديدا عن أولئك الذين يعارضون الدخول إلى الحرم القدسي الشريف بسبب موقف الشريعة اليهودي في هذا الموضوع – كما يفهمونه.

في سنة 67، الحاخامية الرئيسية في إسرائيل قد حذّرت مواطني الدولة اليهود: “يحظر علينا زيارة الحرم القدسي الشريف”

يُطرح السؤال في أعقاب خراب الهيكل الثاني عام 70 من الميلاد. حتى لحظة الخراب – لم يكن هناك جدل في اليهودية أنّ المكان الذي كان يقع فيه الهيكل، وفقا للتقاليد اليهودية، كان مكانا يجب على كل يهودي زيارته ثلاث مرات في السنة على الأقل من أجل أداء واجبه الديني. واليوم، من غير الواضح بشكل مؤكّد أين تقع الأجزاء المقدسة من الهيكل، والتي يحظر دخول بعضها على اليهود النجسين من دون التطهّر، ويحظر على بعضها الدخول في جميع الأحوال. فإنّ جميع اليهود مشتبهون بالنجاسة (عدم الطهارة)، ببساطة لأنّ الوسائل التي يتطلّبها الكتاب المقدّس من أجل تطهير أنواع معيّنة من النجاسة، غير موجودة اليوم.

إحدى مخاوف المعارضين من زيارة الحرم القدسي الشريف، هي أنّ الزائر قد يدوس عن طريق الخطأ المكان المحظور، ومن ثم يدنّسه. من الجدير بالذكر أيضًا، أنّ العقوبة الفورية لمن يدخل إلى الأجزاء الأكثر قداسة في الهيكل، وفقا للتقاليد، هي الموت من قبل الله.

هناك حقيقة مثيرة للاهتمام في تاريخ الجدل حول الحرم القدسي الشريف، وهي أنّه في سنة 67 مع انتقال السلطة على الحرم القدسي الشريف إلى أيدي إسرائيل، فإنّ الهيئة الرسمية في دولة إسرائيل لشؤون الدين تحديدا، الحاخامية الرئيسية، قد حذّرت مواطني الدولة اليهود بعدم زيارة الحرم القدسي الشريف، بسبب نجاستهم: “يرى مجلس الحاخامية الرئيسية أنّه من الضروري تذكير الشعب أنّه بسبب قداسة المكان التي لم تنته صلاحيتها أبدا، يحظر علينا زيارة الحرم القدسي الشريف، حتى يُبنى الهيكل سريعا في أيامنا مع مجيء المسيح منصفنا”.

ليس المسلمون وحدهم يعارضون زيارة اليهود للحرم القدسي الشريف (Flash90)
ليس المسلمون وحدهم يعارضون زيارة اليهود للحرم القدسي الشريف (Flash90)

في المقابل، كما هو معلوم، فإنّ الجدل حول مسألة الزيارة اليهودية للحرم القدسي الشريف لم يهدأ منذ أن نشرت الحاخامية الرئيسية هذا الحظر، بل اشتدّ فحسب. من المعلوم للجميع أنّه لا يزال هناك يهود يصرّون على زيارة الحرم القدسي الشريف، مثل أعضاء حركة “أمناء جبل الهيكل”، ويعربون عن مبررات دينية. إنهم يدّعون أنّهم نجحوا في اكتشاف، بشكل مؤكد، موقع الأقسام المقدّسة لليهود في الهيكل، وهكذا فهم يحرصون على عدم الاقتراب منها. وفقا لرأيهم، فلا يوجد حظر ديني بأن تكون هذه الأقسام في سائر مساحة الحرم القدسي الشريف، وبحسب زعمهم هناك أهمية شعورية خاصة، وفقا للتقاليد اليهودية، لزيارة المكان الذي كانت فيه روح الله. تعتبر صلاة اليهود في الحرم القدسي الشريف اليوم محظورة وفقا للوضع الراهن.

وفي هذا الصدد هناك معسكران وهما، من جهة، المقتنعون جدا أنّ دخول اليهود إلى الحرم هو تدنيس للمقدّس، ويجب إيقافه بكل ثمن، ومن جهة أخرى، هناك المستعدّون للتضحية بحياتهم من أجل زيارة الحرم القدسي الشريف، ويدفع كلاهما التزام عميق من أجل الحفاظ على التعاليم الدينية الأصلية لليهودية بخصوص المكان الأقدس بالنسبة لها، ولكن كل واحد يفهم هذه التعاليم بطريقة مختلفة تماما.

اقرأوا المزيد: 646 كلمة
عرض أقل
رجل يهودي متديّن في شاطئ البحر (Flash90)
رجل يهودي متديّن في شاطئ البحر (Flash90)

كيف تبدو عطلة اليهود المتديّنين؟

يخرج مئات آلاف اليهود المتديّنين دفعةً واحدةً إلى عطلة مركّزة، وهكذا تبدو عطلتهم

يتم تقسيم أوقات التعليم والعطل في الحلقات الدينية في المجتمع اليهودي المتديّن (“حريديم”) وفقا للأعياد اليهودية. تنقسم كل سنة إلى ثلاث “فترات”: “فترة أيلول”، “فترة الشتاء” و “فترة الصيف”، حيث إنّ كل واحد منها يقع بين عيدين يهوديين. بين كل واحدة من تلك الفترات التعليمية المتتالية هناك عطلة قصيرة تدعى “بين الفترات” والتي يتم تسريح الطلاب فيها إلى منازلهم لقضاء وقت مع أسرهم واستعادة القوى من أجل الفترة التعليمية المتتالية القادمة. تحل عطلة “بين الفترات” الأكثر مركزية في السنة في الصيف، وتبدأ بعد انتهاء صيام التاسع من آب (انتهى الصيام هذا العام في 14.8.16) وتستمر لنحو ثلاثة أسابيع.

العطلة الصيفية عند اليهود المتديّنين (Flash90)
العطلة الصيفية عند اليهود المتديّنين (Flash90)

بما أن عطل الجمهور المتديّن قليلة ومركّزة في تلك الفترة القصيرة، ووجهات قضاء أوقات المتعة المسموح بها لهم قليلة، يمكننا أن نرى ازدحاما كبيرا جدا في أماكن معينة. أحد تلك الأماكن، بشكل مفاجئ، هو شاطئ البحر.

رجال يهود متديّنون في البحر (Flash90)
رجال يهود متديّنون في البحر (Flash90)

خشية من التعرض لمشاهد غير محتشمة، يزور المتديّنون فقط شواطئ السباحة التي تفصل بين الرجال والنساء تماما، وتوفر إمكانية التغلب على الخوف من مصادفة نساء وهن يسبحن. هناك فقط أربعة شواطئ سباحة معدة للنساء أو الرجال في أنحاء البلاد، ولذلك يمكننا أن نرى فيها في هذه الفترة مشهدا نادرا لمئات الرجال، من الشيوخ وحتى الرضّع، ذوي قلنسوات، لحى وسوالف، تملأ رقعة الشاطئ.

رجلان يهودان متدينان في طريقهما الى البحر الميت (Flash90)
رجلان يهودان متدينان في طريقهما الى البحر الميت (Flash90)

اعتاد الجمهور المتديّن قضاء عطلة “بين الفترات” في حضن الأسرة، التي تخرج لرحلات في أرجاء البلاد، للاستجمام في الفنادق وأحواض السباحة، الينابيع، وشواطئ البحر (مع الحرص الشديد على الفصل بين الرجال والنساء).

يهود متديّنون في نهر الأردن (Flash90)
يهود متديّنون في نهر الأردن (Flash90)

صدرت في الماضي انتقادات ضدّ غياب الوعي البيئي بين أبناء المجتمع المتديّن، والذين بعد أن زار الكثير منهم أماكن الترفيه الشعبية، اعتادوا في الكثير من الأحيان على ترك الحدائق، الشواطئ، ومسارات الرحلات مليئة بالنفايات. أما اليوم فقد ارتفع الوعي حول موضوع جمع النفايات وتنظيف البيئة الطبيعية، لذلك أصبحت ظاهرة الأوساخ والنفايات آخذة بالانخفاض.

رجل يهودي متديّن وابنه يلعبان في القدس (Flash90)
رجل يهودي متديّن وابنه يلعبان في القدس (Flash90)
يهود متديّنون في نهر الأردن (Flash90)
يهود متديّنون في نهر الأردن (Flash90)
رجل يهودي متديّن وابنه يلعبان في القدس (Flash90)
رجل يهودي متديّن وابنه يلعبان في القدس (Flash90)
العطلة الصيفية عند اليهود المتديّنين (Flash90)
العطلة الصيفية عند اليهود المتديّنين (Flash90)
العطلة الصيفية عند اليهود المتديّنين (Flash90)
العطلة الصيفية عند اليهود المتديّنين (Flash90)
اقرأوا المزيد: 277 كلمة
عرض أقل
شاب يهودي مثلي يعتمر قلنسوة مثلية (Flash90)
شاب يهودي مثلي يعتمر قلنسوة مثلية (Flash90)

هل يمكن للإنسان أن يكون مثليًّا ومتديّنًا في إسرائيل؟

مثليّون ومثليّات إسرائيليون يشجّعون العديد من الأشخاص المتديّنين على الكشف عن ميولهم الجنسية رغم أنّ زعماء المجتمعات اليهودية ما زالوا يدعمون علاج التحوّل

يتعرّض العشرات من أبناء المجتمع المثليّ في إسرائيل هذه الأيام إلى حملة دعائية جديدة تهدف إلى تشجيع قبول أبناء المجتمع المثليّ في المجتمع المتديّن والتسهيل عليهم.

ففي إطار هذه الحملة، يكشف في مواقع التواصل الاجتماعي عشرات المثليات، المثليين، المتحولين جنسيًّا من المتديّنين والمتديّنات عن هويّتهم وميولهم الجنسية – ويتألقون بأسمائهم وصورهم في حملة على الشبكة هي الأولى من نوعها.

مثليون متدينون (Facebook)
مثليون متدينون (Facebook)

وقد نشرت المنظمات المسؤولة عن حفظ حقوق المثليّات والمثليّين في إسرائيل، تحت عنوان “وجوهنا” البيانات الكاملة للعشرات من أبناء المجتمع المثليّ الذين ما زالوا مرتبطين بالتقاليد اليهودية.

ورغم هذه الحملة الكبيرة، يقول المشاركون فيها إنّه لا يزال هناك اشمئزاز وتمييز في المجتمعات المتديّنة ضدّ أبناء المجتمع الذين يشتبه بانجذابهم أحادي الجنس، وهو أمر محظور في اليهودية وعقوبته هي الموت. ولا تزال مراكز “علاجات التحوّل” (وهو علاج ديني مخصص لجعل المثليّ مغايرا) قائمة. ولا يزال الحاخامات المحافظون يشجّعون تغيير “الميول المعاكسة” واستبعاد المثليين عن مجتمعهم.

مثليات متدينات (Facebook)
مثليات متدينات (Facebook)

ويقول المثليّون المتديّنون إنّه في المجتمعات التي يعيشون فيها وبين أصدقائهم ليس هناك اهتمام خاص بهويّتهم الجنسية. فرهاب المثلية موجود، كما يؤكّدون، ولكنه يظهر في المجتمع الإسرائيلي كله وليس فقط في أوساط المتديّنين.

اقرأوا المزيد: 172 كلمة
عرض أقل
الحاخام مردخاي ألون (David Vaaknin/Flash 90)
الحاخام مردخاي ألون (David Vaaknin/Flash 90)

المتدينون في إسرائيل يواجهون فضائح جنسية مخجلة

فضيحتان جنسيتان تعصفان بالوسط المتدين، وتسببان إحراجا كبيرا للمجموعة التي تتظاهر بأنها أخلاقية وصاحبة القيم الأسمى على الإطلاق في المجتمع الإسرائيلي

يفخر المجتمع المتديّن في إسرائيل بكونه الأفضل من حيث القيم، الأخلاق وبكونه الأكثر كفاءة في البلاد. إذ يُعتبر شبانه وأبناؤه نخبة المجتمَع الإسرائيلي، وهناك من سيقول إنهم البوصلة الأخلاقية لإسرائيل. لقد قال نفتالي بينيت، رئيس حزب “البيت اليهودي” الذي يُعتبر حزب الوسط المتدين القومي في إسرائيل، في يوم الانتخابات الأخير: “أنا فخور بالصهيونية المتدينة، وبرجالها لأنّهم مجتمع مثالي حقيقي”.

هكذا يتم تصور الأمر في إسرائيل، أو على الأقل هكذا يريد المتدينون أن يتصوروا الوضع: في حين أن الإسرائيلي الذي يعيش في تل أبيب يهتم فقط بملذات الحياة: المال، المشتريات، السيارات، العلاقات الجنسية، يهتم المتدين بالنواحي النبيلة والسامية. إنه يصلي لإلهه بحرارة تامة، ويشكل العالم المادي أقل اهتماما بالنسبة إليه، وفي حين أن صديقه التل أبيبي يفكر كيف يجذب الفتيات، فهو يعمل من أجل مستقبل المجتمع كله.

حركة الشبيبة الدينية "بني عكيفا" (Flash90Kobi Gideon)
حركة الشبيبة الدينية “بني عكيفا” (Flash90Kobi Gideon)

إلا أنّ هناك دوافع جنسية لدى هؤلاء الأشخاص المتدينين، ومن الصعب عليهم كبح جماح أنفسهم. لقد اشتُبه بالحاخام مردخاي ألون، أحد زعماء الصهيونية المتدينة الروحيين، وتم التحقيق معه وأدين بأفعال جنسية غير لائقة مارسها مع شبان جاؤوا لطلب مشورته. كما وشهد أشخاص عرفوا أفعال ألون أنّ الأفعال التي أدين بارتكابها هي جزء صغير فقط من شبكة من الاعتداءات الجنسية على الشبان.

بل إن فضيحة ألون أكثر تعقيدا، لأنّ الاشتباهات في قضية هذا الحاخام الكبير ظهرت منذ العام 2005، ولكنها نوقشت في منتديات مغلقة تابعة للوسط المتدين في إسرائيل، ولم يتم التحقيق فيها لفترة طويلة من قبل الشرطة. لقد حكم منتدى الحاخامات على ألون بترك مدينة القدس والانتقال إلى شمال إسرائيل، في أعقاب شكوى قدّمها ثلاثة شبان اشتكوا أنّ ألون مارس معهم أفعالا جنسية غير لائقة. لقد علمت السلطات القانونية في إسرائيل بالموضوع بعد سنوات من ذلك فقط.

وقد رفض حاخامات كبار في الوسط الديني في إسرائيل قبول هذا الحكم على الحاخام ألون، وأضافوا أنهم يعتبرونه حاخاما محترما ومهما. ففي يوم السبت فقط، دعت حركة “بني عكيفا”، وهي حركة شبيبة دينية في إسرائيل، ألون ليلقي خطابا في مؤتمر الحركة.

لقد غضب الصحفي المتدين كلمان ليبيسكيند من دعوة ألون ليتحدث أمام الشبيبة، وقال: “أولئك الذين يحترمون الحاخام ألون في موقف كهذا ينقلون إلى هؤلاء الشبيبة رسالة واضحة. وتتطرق الرسالة إلى التزامهم بمكافحة الاعتداءات الجنسية من قبل الحاخامات وذوي السلطة”.

ينون مجال (فيس بوك)
ينون مجال (فيس بوك)

وعندما يتم الاشتباه بحاخام كبير جدا في الوسط بممارسة أفعال غير لائقة وخطيرة جدا، ماذا سيقول عضو كنيست بسيط من حزب البيت اليهودي؟ لقد تم أمس الكشف عن شكاوى لنساء عملنَ في الماضي مع عضو الكنيست ينون مجال، واللواتي قلنَ إنّ مجال تحرّش بهنّ جنسيا، وعبّر أمامهنّ عن رغبته بممارسة الجنس معهنّ، وحاول تقبيلهنّ بالقوة بل وأمسك بمؤخراتهنّ. إن ينون مجال ليس شخصا متديّنا ولكنه تقليدي، وهو عضو في حزب البيت اليهودي.

ولم ينفِ مجال التهم التي نُسبت إليه، وإنما قال إنه يعتذر عن الكلام الذي قاله قبل أن يكون عضو كنيست، في محادثات بين الأصدقاء.

وهكذا يتّضح أن العنف ضد النساء والاعتداءات الجنسية هي مرض مجتمعي، ولا يوجد أي وسط في المجتمع، مهما كان أخلاقيا وقيميّا، محصّن منها. سيضطر المجتمع المتدين في إسرائيل إلى تعلّم مواجهة ذلك، ولا يمكنه استخدام صورته كنخبة أخلاقية للتهرّب من المسؤولية.

اقرأوا المزيد: 472 كلمة
عرض أقل
الفتيات الصغار يرقصن بالظلمة لأسباب تتعلق "بالاحتشام"
الفتيات الصغار يرقصن بالظلمة لأسباب تتعلق "بالاحتشام"

الفتيات الصغار يرقصن بالظلمة لأسباب تتعلق “بالاحتشام”

نشرت حركة الشبيبة "بني عكيفا" في إسرائيل حفلا ظهرت فيه فتيات يرقصن في العتمة من أجل عدم المس بمشاعر المتدينين المتطرفين الذين يحرّمون رقص النساء في المجال العام. الجمهور الإسرائيلي غاضب من هذا الفعل

نشرت حركة “بني عكيفا” التي تمثّل حركة الشبيبة الرئيسية في الوسط المتدين القومي في إسرائيل يوم السبت الماضي حفل “شبات إرجون”. وهو حفل يظهر كل عام في ليالي السبت التي تأتي بعد شهر كامل يدعى “حودش إرجون”. في “حودش إرجون” كل عام يهتم المرشدون والطلاب في حركة الشبيبة بالفعاليات التربوية حول موضوع يتم تحديده من قبل الإدارة القطرية للحركة. وفي حفل “شبات إرجون” يعرض الطلاب في الواقع الفعاليات التي تم القيام بها خلال ذلك الشهر.

أقيم الحفل قبل عدة أيام في الفروع وأثار عاصفة لأنّ رقص الطالبات البالغات من العمر 13 عاما فقط تم كله في الظلمة لأسباب تتعلق بالاحتشام. لم تُشاهد الفتيات الصغار قطّ، وإنما تمت مشاهدة الأشكال فقط. وكما هو معلوم فإنّ جزءا من الوسط الديني في إسرائيل يعارض غناء النساء في الوسط ورقصهن لأسباب تتعلق بالاحتشام ويدعي أنّ مثل هذا العمل يتعارض مع الشريعة اليهودية. ولكن متدينين آخرين لا يعتقدون ذلك ويعارضون هذا الإكراه من قبل المتطرفين.

تم نشر الحادثة في مواقع التواصل الاجتماعي في إسرائيل وأثارت غضبا كبيرا. ادعى بعض الإسرائيليين أنّ اللوم ملقى بالذات على الأهل الذين يؤيدون رقص الفتيات الصغار البالغات من العمر 13 عاما في الضوء، لأنّهم هم من كان ينبغي أن يعارضوا الأهالي الذين يحظرون ذلك وأن ينقلوا لهم رسالة بأنّ هذا العمل غير منطقي.

حركة الشبيبة "بني عكيفا" (فيس بوك)
حركة الشبيبة “بني عكيفا” (فيس بوك)

كتب أحد المتصفحين: “نحن نشهد هنا مجدّدا نفس الديناميكية التي يمكن تسميتها “المتطرف يقرر”، والتي في إطارها يتم التماشي مع الأكثر تزمّتا، لأنّه يُفترض أن الآخرين “لن يخسروا شيئا” إذا تصرّفوا بحسب ما يريد. ولكنهم يخسرون فعلا، وليس فقط مشاهدة بناتهم يرقصن. إنهم يخسرون عالما قيميّا كاملا من الانفتاح، الأبوة والأمومة، النسوية، المساواة، العدالة، الحوار المباشر مع الواقع المعاصر، الحياة الطبيعية”. وأضاف الكاتب أيضًا: “إنهم يخسرون أيضا الدرس التربوي المهم جدّا تجاه بناتهم والذي يكمن في التمسّك بجميع تلك القيم أمام المتطرفين”.

وكتبت إحدى الأمهات التي شاركت ابنتها في الحفل منشورا حظي بانتشار واسع في الشبكات وبمئات المشاركات. عبّرت الأم في المنشور عن غضبها لكون بعض الناس يظنّون أنّ الفتيات الصغار اللواتي يرقصن يرمزن إلى شيء جنسي. كتبت أنّها رغم ذهابها إلى حفل ومشاهدة ابنتها وهي ترقص في العتمة بألم كبير، إلا أنّها وعدت بتربية ابنتها أنّ هذا خطأ من جميع الأوجه المحتملة: “ليتني كنت أستطيع أن أقسم، بأنّه لو أن ابنتي ستكون هكذا سأكسر الأشعة فوق البنفسجية وسط الحفل”، وأضافت: “ليتني كنت أستطيع أن أقسم، بأنّه لو أن ابنتي ستكون هكذا سأقنعها بألا تذهب لبني عكيفا مجدّدا أبدا. ليتني كنت أستطيع أن أقسم، ولكن كما يبدو أنني سأقف صامتة أمام الطفلة التي فقط سترغب أن تكون جزءًا من صديقاتها وأن ترضي مرشدتها. وبالتأكيد سأكون من بين الجمهور، لأنّها ستتوسل كثيرا بأن أحضر. وأنا سأجلس هناك وأبكي”. وأضافت أيضًا: “ولكني أقسم، أنّه بعد أن نعود إلى المنزل، سأقول لها كم هذا سيء وسأقنعها حتى تفهم إلى أية درجة هذا الشيء مريض، ومشوّه، وغير مقبول”.

اقرأوا المزيد: 443 كلمة
عرض أقل
المجتمع الحاريدي (المتزمت) مغلق جداً (Flash90/Hadas Parush)
المجتمع الحاريدي (المتزمت) مغلق جداً (Flash90/Hadas Parush)

صفحة فيس بوك تواجه الاعتداءات الجنسية في المجتمع المتديّن في إسرائيل

هل ستنجح صفحة "لا للصمت" في الفيس بوك بكسر حاجز الصمت في المجتمع المتدين اليهودي المغلق، وهل ستساعد متضرري الاعتداءات الجنسية، رغم المحظورات والتعامل التمييزي ضدّ النساء؟

لا حديث عن الجنس والحياة الجنسية في المجتمعات الدينية، وهذه في الواقع حقيقة معروفة. الخصوصية هي اسم اللعبة. ولكن في السنوات الثلاث الأخيرة يبدو أن الشارع اليهودي – الحاريدي يجتاز ارتجاجا وتغييرا في شكله.

تُنشر فضائح اغتصاب أطفال ورجال وفتيات بشكل أساسيّ من حين إلى آخر في الإعلام. يصدُم كل خبر عن حاخام أخذ على عاتقه مسؤولية الاعتداء الجنسي على تلاميذه أو تلميذاته، هذا المجتمع الصغير والمغلق، فورا. وغالبا لا يكون هناك اهتمام حقّا، ويتوجهون لطلب المشورة من الحاخام الرئيسي في المجتمع، بهدوء، دون أي تدخّل مهني. في العديد من الحالات، ينصح الحاخام الضحية بتأدية صلوات التكفير والإكثار من الاستغفار ومحاولة فهم نفسها لماذا “استحقّت هذا العقاب الإلهي”. ليس هناك اعتناء مناسب بالضحية ولا تصدر عقوبة جنائية ضد المعتدي أو ملاحقته.

لا تزال مؤامرة الصمت في المجتمع الحاريدي حول فضائح الاعتداء الجنسي على النساء والأطفال بعيدة عن التلاشي. وقد أدركت السلطة التنفيذية والقانون أنّ من أجل مواجهة هذه الظاهرة يجب أولا اجتياز عقبة حاخام المجتمع، والذي حظر على الضحايا أكثر من مرة تقديم شكوى. بدأت الشرطة بالتعاون مع الحاخامات، ونُشر مؤخرا أن قاضي إحدى المحاكم في تل أبيب، توجّه في خطوة استثنائية إلى زعماء المجتمع الحاريدي وطلب منهم ألا يعالجوا بأنفسهم حالات الاعتداء الجنسي.

الحصول على المساعدة عبر مواقع التواصل الاجتماعيّ

صفحة لا للصمت (Facebook)
صفحة لا للصمت (Facebook)

تهددنا حالات “الصمت، السذاجة والجهل كثيرا، عندما نواجهها، لأنها تُستخدم بشكل مريح من قبل المعتدين ولا يتم تعريفها ومعالجتها”، هذا ما كُتب في صفحة الفيس بوك الفريدة من نوعها “لا للصمت”، والتي افتُتحت قبل نهاية شهر تشرين الأول من هذا العام، وهي تسعى إلى تقديم منصّة لضحايا الاعتداءات الجنسية في المجتمع الحاريدي. “نأمل أن تشاركونا وتساعدونا جميعا على ألا نصمت. إذ يشكل هذا إنقاذًا للأرواح”. ومنذ افتتاحها نشرت الصفحة بعض الشهادات مجهولة الهوية حول حالات اعتداء جنسي أو استغلال جنسي تمت في الوسط الحاريدي، ضد النساء والرجال على حد سواء.

الشهادات في الصفحة قاسية وتكشف أكثر من مرة عن قلة الحساسية التي يظهرها الحاخامات أحيانا، والأقرباء والأصدقاء الذين لا يكونون مدركين لحجم الضائقة وتأثير الصدمة في المستقبل على المعتدي عليه.

كتبت شابّة تم اغتصابها من قبل شخص اقتحم منزل عائلتها: “ذهبنا في اليوم التالي إلى الحاخام. أخبره أبي ملمحا عن الواقعة، ولن أنسى أبدا نظرة الحاخام الخائفة والقلقة. فقال بعض الأمور، وسألني كيف أشعر، أجبت أنني شعوري لا بأس، وحينها تلقّيت محاضرة قصيرة ومقلقة، والتي طُلب مني فيها أن أتمسّك قليلا بالاحتشام، أن أحاسب نفسي لماذا حصل لي ذلك…”

المجتمع الحاريدي هو مجتمع مغلق. قد يهز كل تغيير في موضوعات الاحتشام والحياة الجنسية النسيج الاجتماعي الحساس. يعثر الكثير من النساء الشابات على أزواجهن المستقبليين بواسطة وساطة الزواج. قد يدمر كل شكّ أو إشاعة عن اعتداء جنسي مرت به فتاة أو أخرى حلمها بالزواج وبناء أسرتها.

ومن ثم يتم استقبال خطوة تأسيس صفحة الفيس بوك من قبل الكثيرين بالمعارضة. ولكن يوضح مؤسسو الصفحة أنّه ليس هناك مجتمع خالٍ من الاعتداءات الجنسية. عندما يصمت المجتمع، فإنّ المعتدي يستمر بالاعتداء. في الواقع، تنشئ صفحة الفيس بوك مجموعة دعم. وفي هذا السياق، فإنّ القوة الاجتماعية لمواقع التواصل الاجتماعي كبيرة جدا.

اختراق حاجز الصمت

تحاول صفحة لا للصمت كسر حاجز الخوف (Facebook)
تحاول صفحة لا للصمت كسر حاجز الخوف (Facebook)

يقف خلف تأسيس الصفحة ستة شبان وشابات حاريديين التحقوا بالدراسة الأكاديمية، ومن بينهم طلاب علم النفس وعلم الإجرام. قالت مؤسسة الصفحة والمبادرة إليها لوسائل الإعلام إنّ كل شيء بدأ صدفة. قالت إنها حاولت أن توضح نقطة مهمة بواسطة منشور نشرته في الفيس بوك: يُخيّم الخوف على الرجال والنساء الذين واجهوا خلال حياتهم اعتداء جنسيًّا، كما لو أنّ إرهابيّا سينقضّ عليهم ويهاجمهم في أية لحظة.

لم تصدّق المبادرة إلى الفكرة كم من الناس سيعلّقون على هذا الكلام الشديد الذي كتبته وبدأوا بمشاركة كلامها. “لقد استقبلت توجهات عديدة وأسئلة كثيرة ولذلك قرّرت تأسيس الصفحة من أجل غرس الوعي في الخطاب الحاريدي حول الاعتداءات الجنسية وطرق مواجهتها”، قالت في وسائل الإعلام.

وهدف الصفحة واضح جدا، وهو إنشاء واقع لا يصمت فيه أي شخص معتدى عليه، وإنما جعله يتحدث ويشارك جهات مهنية من أجل مصلحته ومصلحة مجتمعه، والذي يتجوّل فيه المعتدون بحرية تامة.

بعد مرور ثلاثة أسابيع منذ افتتاح الصفحة يبدو أنّها تحظى بقدر كبير من الانتشار. حتى الآن، حصلت الصفحة على أكثر من 2500 إعجاب. ويحرص مديرو الصفحة من حين إلى آخر على تحديث بعض الوسائل لمواجهة محاولات الاغتصاب وكيفية تقديم إسعافات أولية للضحايا. ويحرص مديرو الصفحة على الحفاظ على السرية التامة أيضًا. تصل التعليقات كرسائل إلى الصفحة أو البريد الإلكتروني الخاص بالمديرين. وهم لا ينشرون أسماء الضحايا ويحرصون على حجب المعلومات التعريفية، قبل نشر القصص الصعبة.

لا للصمت (Facebook)
لا للصمت (Facebook)

كانت القصة التالية إحدى القصص الصعبة التي نُشرت في الصفحة:

“بدأت الأيدي بلمسي وبالطبع سألني إن كنت أشعر على ما يرام”، هذا ما قاله الفتى في إحدى الشهادات التي وصلت إلى محرري الصفحة. “في الواقع أحسست بشعور جيد جدا. ولكن بعد ذلك عندما خلع عني بنطالي، طلب مني الاستلقاء على السرير. أطعتُه مثل الروبوت، خفتُ ربّما من المجهول، وحينها قال لي: أعدك أنّ هذا لن يكون مؤلما”.

ويرغب مديرو الصفحة الذين اشتهروا فعلا عبر وسائل الإعلام الإسرائيلية وهم معروفون بين أوساط المجتمع الحاريدي، بالاستمرار في هذا المشروع وإقامة برنامج تربوي وتقديم مساعدات أكبر من خلال توجيه الحالات الأكثر صعوبة إلى جهات المساعدة ذات الصلة. في الواقع هم يرغبون بغرس الوعي وكسر حاجز الخوف والخجل، والذي يُهدد كثيرا مجتمعهم المغلق.

اقرأوا المزيد: 797 كلمة
عرض أقل
This Is Tel Aviv (Facebook)
This Is Tel Aviv (Facebook)

10 صور خاصة تُعرّف تل أبيب بأفضل شكل

تعرفوا على المدينة الأكثر إثارة للاهتمام في إسرائيل، تل أبيب.. إنها مليئة بالحياة ومليئة بالتناقضات، أمامكم 10 صور فريدة من نوعها

في إسرائيل اعتيد على تسمية مدينة “دولة تل أبيب”. يعود سبب ذلك إلى أنّه في تل أبيب هناك مكان للجميع. مدينة مليئة بالتناقضات التي توجد فيها: الفقر والثراء الفائق، الجمال والقبح، المواطنون السُّمر والمواطنون البيض، المتديّنون والعلمانيون، الغيريون ومثليو الجنس، ملوّنة بشكل مبالغ فيه إلى رمادية كئيبة، الجديد مقابل القديم، المرتفع مقابل المنخفض، العبثي مقابل المهم.

من الصعب جدا الحديث عنها لأشخاص لم يزوروها أبدا وأن نشرح لهم كيف تعيش هذه التناقضات وتقوم جنبا إلى جنب تحت سماء واحدة وعلى نفس الأرض. ولكن في هذه الأيام تم طرح صفحة فيس بوك جديدة، اسمها ‏‏This is Tel Aviv‏‏.

يقف وراء الصفحة شاب صغير، أفياتار ديان، 37 عاما، يعيش في أحد الأحياء الحديثة في تل أبيب، “حي فلورنتين”، ولكنه يقضي معظم وقته في أبراج عزريئيلي، حيث يعمل هناك في شركة برمجة. يكرّس آخر الأسبوع للتصوير في الشارع، وخصوصا في منطقة جنوب تل أبيب.

في السنوات العشر الأخيرة يُفضّل ديان التركيز على صور الشارع. وقد خطرت له فكرة افتتاح صفحة الفيس بوك ‏‏This is Tel Aviv‏‏ بعد أن نشر في صفحته الشخصية عدة صور وحظيت بتعليقات جيدة.

من خلال عدسة الكاميرا استطاع ديان التقاط تل أبيب في لحظاتها الأجمل وتحديدا في لحظاتها الحقيقية، السوريالية وغير اللطيفة جدا. يمزج بعض الصور الحسّ الفكاهي التهكّمي، السخرية والتعليق الاجتماعي الواضح. لا يضيف ديان تعليقا على صوره من أجل أن يمكّن المشاهد من حرية التفسير الشخصية.
اختارت هيئة تحرير “المصدر” بعض الصور من بين العشرات وقامت بتفسير قصد المصوّر في بعضها:

فتيات يعتمرن القبّعات المسموح بها بحسب اليهودية للفتيان فقط

This Is Tel Aviv (Facebook)
This Is Tel Aviv (Facebook)

فتاتان مثليّتان تقفان أمام مقصورة صلاة لرجل متديّن

This Is Tel Aviv (Facebook)
This Is Tel Aviv (Facebook)

المرأة الخارقة تنتظر الحافلة مثل الجميع

This Is Tel Aviv (Facebook)
This Is Tel Aviv (Facebook)
This Is Tel Aviv (Facebook)
This Is Tel Aviv (Facebook)
This Is Tel Aviv (Facebook)
This Is Tel Aviv (Facebook)
This Is Tel Aviv (Facebook)
This Is Tel Aviv (Facebook)
This Is Tel Aviv (Facebook)
This Is Tel Aviv (Facebook)
This Is Tel Aviv (Facebook)
This Is Tel Aviv (Facebook)
اقرأوا المزيد: 249 كلمة
عرض أقل
عروس يهودية ترقص مع والدها وقفا لتقاليد طائفة الحاسيديم الخاصة بسلالة "سبينكا" ( Yaakov Naumi/Flash90)
عروس يهودية ترقص مع والدها وقفا لتقاليد طائفة الحاسيديم الخاصة بسلالة "سبينكا" ( Yaakov Naumi/Flash90)

ظاهرة العزوبية المُتأخرة لدى المُتدينات اليهوديات في إسرائيل

كل شابة عزباء، في نهاية العشرينات من عمرها، تشعر بالضغط الذي يُمارس عليها من مُحيطها بأن عليها أن تجد عريسًا لها وأن تبدأ بتكوين أُسرة، ولكن، ما حال العزباوات المُتدينات؟

العزوبية المتأخرة لدى المتدينين في إسرائيل ليست بالأمر البسيط. يشعر المُتدينون، بينما عديدون من أقرانهم تزوجوا، بالحاجة إلى دخول مواقع التعارف، والخروج أكثر بمواعيد وفعل ما يُمكن فعله للعثور على الشريك أو الشريكة. يسمع العازب الإسرائيلي جملة “لديّ فتاة لأُعرفك بها” بشكل يومي.

بدأت مؤخرًا، ومع ظهور وسائل التواصل الاجتماعي، ظاهرة جديدة – عزباوات يهوديات في الثلاثينيات من العمر يكتبن بوستات جريئة على الفيس بوك يبحثن من خلالها عن عريس.

كلما زاد عُمر العزوبية، كلما زادت المشاكل الدينية غير البسيطة. يتم أحيانًا، خلال محاولة الالتزام بالوصايا والبحث عن عريس، التنازل عن سلوكيات دينية مُعينة، مع السنين. أحيانًا لا يكون هناك تشديد على مسألة تفادي التلامس، المُتبعة لدى المُتدينين، وحتى واجب الحفاظ على العذرية يتم خرقه في سن مُعينة. لا يتقبل المُجتمع اليهودي المتزمت هذه الأمور دائمًا بشكل جيد وتعامل أولئك العزاب مع المحيط يُصبح أصعب فأصعب.

مواقع التعارف (thinkstock)
مواقع التعارف (thinkstock)

مثال على ذلك هو وصية التطهير في حمام التطهير (Mikveh). حمام التطهير هو عبارة عن تجمع مائي لمياه غير مسحوبة، ويهدف استخدامه إلى تأدية فريضة التطهير من الدنس والنجاسة. على المرأة المتزوجة أن تتطهر كل شهر بعد الدورة الشهرية. ليست هناك حاجة للمرأة، ما قبل الزواج، للتطهير، ولا يجوز لها أن تُمارس الجنس. تطرح مسألة العزوبية المُتأخرة أسئلة جديدة، التي باتت تظهر أكثر فأكثر ويُمكنها أن تُغضب الحاخامات، مثل: هل يجوز للمرأة أن تتطهر في حمام التطهر قبل الزواج؟

كما وظهر موضوع آخر على إثر ظاهرة العزوبية الدينية المتأخرة في إسرائيل وهو موضوع الأولاد. تُبلّغ الكثير من العزباوات المُتدينات اللواتي قد وصلن إلى جيل يرغبن فيه بالإنجاب، خارج إطار الزواج، ويخشين من ردة فعل المُجتمع أو العائلة المُتدينة. السؤال الذي يُقلقهن هو كيف سيتم تقبل الطفل في المُجتمع الذي يُقدس العائلة الأصيلة؟

على الرغم من الضغط الذي يواجهه الأعزاب والعازبات، في الوسط الديني في إسرائيل إلا أن استطلاعًا أُجري في بداية السنة بهدف معرفة تفضيلات العزباوات في الوسط الديني وجد أن 77% منهن لا زلن يعتقدن أن الحب يسبق الزواج وهن مُستعدات للانتظار.

اقرأوا المزيد: 304 كلمة
عرض أقل
تمثال امرأة يُشعل النار في مستوطنة إسرائيلية
تمثال امرأة يُشعل النار في مستوطنة إسرائيلية

تمثال امرأة يُشعل النار في مستوطنة إسرائيلية

المتدينون المقيمون في المستوطنة يدعون أن التمثال يمس بمشاعرهم، بينما يتهمونهم العلمانيون بأنهم يتصرفون مثل داعش

أثار تمثال لامرأة، ذات صدر بارز، نارًا من الغضب، في هذه الأيام، في إحدى المستوطنات الإسرائيلية الواقعة في الضفة الغربية. شهدت المستوطنة، التي تم إنشاؤها لكي تضم متدينين وعلمانيين، انشقاقًا على إثر جدال حاد بين المتدينين الذين يدعون أنه تم المس بمشاعرهم، وبين العلمانيين الذين اتهموهم بأنهم يتصرفون مثل داعش. أول البارحة، وصل النزاع إلى ذروته، عندما تم تحطيم التمثال.

بدأت الأزمة في أول الأسبوع. حيث وضعت فنانة محلية التمثال، الذي بلغت تكلفته 40 ألف شاقل (10 ألف دولار)، في ميدان داخل المستوطنة. قالت الفنانة في حديث لها مع صحيفة هآرتس: “عملت كثيرًا على هذا التمثال، لأنه تمثال مصنوع من الإسمنت”. “أنا أعتبرها امرأة حكيمة، هذه قصة من التوراة. هذه المرأة كانت من مستوطنة “تاكوع” ووضعت التمثال باتجاه القدس. ترتدي ملابس متواضعة، وتحمل نظرة متواضعة”.

لم يمض الكثير من الوقت على نصب التمثال حتى بدأت تُسمح ردود الفعل الغاضبة في المستوطنة. استعرض أحد المواطنين المُتدينين، الذي رفض الإفصاح عن إسمه، عريضة إنترنتية شديدة اللهجة ومُفصّلة ضد التمثال. “نحت صورة الإنسان هو أمر أساسي وحساس في الثقافة اليهودية”، كُتب هناك. “يعرف الجميع الوصية الثانية التي يرد فيها: “لا تصنع لك تمثالاً منحوتًا ولا صورة”. تمنع الديانة اليهودية نحت تمثال حتى لأغراض الزينة”.

[mappress mapid=”14″]

كذلك تم التفصيل بشكل واضح بأن نصب التمثال “في مكان نمر منه نحن وأولادنا كل يوم هو غير ملائم ويمس بمشاعر اليهود. كل طفل في الحضانة يتعلم عن تكسير إبراهيم للأصنام”. يُضيف لاحقًا المبادرون لتلك العريضة أنه “نحن مع حق كل إنسان أن يضع في المساحات الخاصة به ما يشاء من أصنام. إنما لماذا يضعون تمثالاً كهذا في مكان عام يخصنا جميعًا، وخاصة في مستوطنة مثل “تاكوع”، كثيرة التنوع؟”.

وقال أحد سكان المستوطنة العلمانيين إنه كلما مر الوقت تفقد المستوطنة هويتها كمستوطنة مختلطة، حيث “توقف العلمانيون عن التوافد”. وصرّح لصحيفة هآرتس البارحة قائلاً: “لا يعرف المتدينون أية حدود”. ووفق قوله: “أخيرًا تم وضع شيء فني، وها هم أشخاص يأتون ويقولون إنه عمل غريب. ربما كان ذلك يمس بمشاعرهم إنما هناك أشياء أيضًا تمس بمشاعري”.

تقدم، قبل يومين، شخص مُتديّن باتجاه التمثال وضرب بفأسه منطقة ثديي المرأة ومحجر العين. بعد أن شاع خبر تحطيم التمثال، أرسل أحد المواطنين بريدًا إلكترونيًا غاضبًا: “ها قد وصلت داعش إلى المستوطنة! أهلاً بالقادمين! متى ستأتون لترشقونني بالحجارة لأنني لست مثلكم؟”

اقرأوا المزيد: 352 كلمة
عرض أقل