في حال خرجتم من محل الملابس مُعتقدين بأنّ الفستان الذي اشتريتموه هو الأمثل ولكن اكتشفتم بأنّه كارثة حينما قستموه ثانيةً في المنزل، فاعلموا أنّ المرآة في متجر الملابس قد خدعتكم كما يبدو
كشفَ موقع صحيفة الديلي ميل البريطانيّ، في نهاية الأسبوع الأخير، نتائجَ الفحص الذي أجرته أماندا بالتل، مراسلة الموقع. إذ ارتدت ذات الفستان في عدّة متاجر مُختلفة. وفي كلّ متجر أمعنت النظرَ في المرآة لترى كيف تبدو بارتدائها الفستان. ربما ستندهشون، ولكنّ الفروق متناهية.
استعانت المراسلة خلال فحصها بالدكتور ميليسا كاو، وهي مديرة في شركة “Magic Mirror” التي تزوّد مرايا للشبكات الرائدة في عالم الأزياء. تقول كاو: “تلجأ المحلات التجارية لاستعمال بعض الخدع البسيطة كي تجعلك تبدين بأبهى شكل ممكن، ومنها إمالة المرايا للأعلى. هكذا، في الواقع، يزيدون من طول الجسد”.
تروي المراسلة، أثناء الفحص الذي تضمّن عشرة محلات مختلقة، أنّها بدت جميلة في قسم من المرايا، في حين أحسّت أنها تبدو حاملا حين نظرت في قسم آخر منها. تُظهر الصور التي التقطتها في كل متجر للملابس الفرقَ بين مرآة وأخرى، إذ تكشف أيضا الخدع التي انتهجها كلّ متجر. شعرت المُراسلة في محلّ “H&M” بأنّها قد خسّت درجةً بمقياس ملابسها، في حين ذكرت بأنّها بدت كمَن يجرّ كرة حديدية لتوانيّة في متجر “توب شوب”. وأردفت قائلة عن المتجر التابع لشبكة “ماركس أند سبنسر”: “غرفة تغيير الملابس هذه جهنّميّة”.
بهذه الطريقة يمكنكم الحفاظ على خصوصيتكم في الإنترنت (Thinkstock)
كيف يمكنكم الحفاظ على خصوصيتكم في الإنترنت ؟
دراسة حديثة تُظهر أنّه على الرغم من أنّنا ندّعي بأنّ الخصوصية في الشبكة أمر يهمّنا، فإنّ سلوكنا لا يعكس ذلك. إلى أيّ مدى نسيّطر على معلوماتنا الشخصية حقّا؟
لنفترض أنّكم صادفتم بعد بحث في متجر ما في الإنترنت زوجًا من الأحذية، حقيبة يد لطيفة أو حتّى لعبة أطفال ناجحة لأطفالكم، إذا فتحتم حسابًا في الموقع، تقومون بكتابة عنوان البريد الإلكتروني الخاص بكم، ولكن قبل الانتهاء من الكتابة تسمعون صفيرًا. تتلقون رسالة نصّية على هاتفكم المحمول مع رمز شراء معيّن. تقرأونه، تردّون عليه وتعودون للموقع. تدخلون تاريخ الولادة، تشيرون إلى جنسكم، تدخلون تفاصيل بطاقة الائتمان الشخصية، بعد أن تأكدتم بأنّ الموقع محميّ، توافقون على شروط الخدمة للشركة وتستمرّون بالتصفّح. ها قد اشتريتم منتجًا بسعر مضحك، والشعور لا يُوصف.
ولكن لحظة، لماذا تم التوقيع على موافقتكم؟ هل أنتم متأكدّون أنكم أردتم الكشف عن معلومات هامة مثل تاريخ الولادة وعنوان البريد الإلكتروني أو أخطر من ذلك تفاصيل بطاقة الائتمان؟
تعالوا نعترف بالحقيقة، يتخذ الكثير منّا قرارات من هذا القبيل كلّ يوم. نحن منهمكون ومندفعون ولا نكرّس الاهتمام الكافي لأعمالنا. إنّنا نكشف أحيانًا بيانات شخصية مقابل صفقات لا يمكن رفضها.
توصّلت دراسات متقدّمة تدرس عادات الاستهلاك لدى الأفراد في مواقع الإنترنت إلى استنتاجات قاطعة. معلوماتكم الشخصية ستتسرّب. هذا ليس تقديرًا أو تحذيرًا، بل ببساطة حقيقة.
في وقت ما في السنوات القادمة، سيتمّ اختراق الخدمة التي سجّلتم لها في الإنترنت أيّا كانت، كبيرة أو صغيرة، وستُتاح المعلومات الشخصية التي أدخلتموها في الشبكة. إنّ احتمال أن تكون المعلومات التي أدخلتموها للخدمة على الإنترنت آمنة ومحمية على مدى سنوات طويلة هو من صفر إلى غير ممكن، وفي الواقع ليس أمامكم أيّ خيار قابل للتطبيق لمنع هذا التسرّب.
لقد أثبت الواقع مدى صحّة هذا الادّعاء: في عام 2013 فقط أدّى اختراق أمني لخوادم Adobe إلى تسرّب معلومات 150 مليون شخص، وأدّى اختراقان أمنيّان لخوادم Living Social و EverNote للكشف عن معلومات 50 مليون مستخدم لكل واحد منهما. وقع الفيس بوك أيضًا ضحية الاختراق الذي كشف عناوين بريد إلكتروني وأرقام هواتف لستّة ملايين مستخدم حول العالم.
ما الذي ينبغي ومن المفضّل القيام به من أجل تجنّب الكشف عن خصوصيّتنا؟ هل إحدى الطرق هي عدم استهلاك المنتجات عبر الإنترنت وعدم تعبئة مختلف أنواع النماذج بالمعلومات الكاملة عن حياتنا؟ هذه طريقة متطرّفة ليس لها أساس في الواقع المعاصر.
إحذروا بعض مواقع التسوف عبر الإنترنت (Thinkstock)
إليكم بعض النصائح التي ستساعدكم في إدارة المعلومات التي يمكنكم أو تريدون كشفها في الشبكة بشكل أفضل دون الإضرار بخصوصيّتكم بشكل خطر:
1. أحد أسباب سرقة المعلومات في الشبكة هو مصطلح يُعرف باسم “الاصطياد” (Phishing). يمكّن الاصطياد المحتالين من سرقة كلمات المرور والمعلومات الحسّاسة للمتصفّحين، لا سيّما في صفحة حساب البنك، الفيس بوك، حساب الـ PayPal (تجارة إلكترونية تسمح بنقل الأموال وتسديد الدفعات من خلال شبكة الإنترنت) وغيرها، وذلك بواسطة انتحال صفحة إنترنت شرعية تطلب إدخال المعلومات. غالبية المواقع، وبالتأكيد الكبرى من بينها، لا تطلب تقديم كلمة المرور للدخول، رقم حساب البنك أو تفاصيل شخصية بواسطة الإيميل. هذه المعلومات تدخلونها مباشرة إلى الموقع الذي تنشطون به. على سبيل المثال: تغيير كلمة المرور في حساب PayPal يتمّ بواسطة صفحة PayPal الخاصة بالموقع: PayPal.com، وكل عنوان آخر في الشبكة أو محاولات لتلقّي المعلومات على حسابكم ينبغي أن تشعل الضوء الأحمر لديكم.
2. إحدى طرق سرقة المعلومات هي طلب تغيير كلمة المرور. يتم هذا التغيير بوسائل مقبولة، بواسطة علامة تبويب الإعدادات في الموقع. طريقة أخرى هي تحديد عنوان الموقع الذي أرسل إليكم عن طريق البريد الإلكتروني. يمكن لبحث بسيط في جوجل أن يعرض التاريخ المشكوك به للرابط، وأن يوضح بأنّه ليس موقعًا أو خدمة ذات صلة بكم.
3. تستخدم المواقع المشكوك بها بالشبكة من أجل الحصول على المعلومات أيضًا بواسطة صفحات مخصّصة في الشبكة، والتي تطلب من المتصفّحين إدخال تفاصيل بطاقة الائتمان. هناك عدّة طرق للتحقّق من صحّة موقع ما، إحدى هذه الطرق هي اختبار من يقف وراءه باستخدام الموقع: Who.is
4. في الإنترنت، كما في الحياة، يساعد الماضي في التعلّم عن المستقبل والحاضر. ماضِ ضبابي أو غير موجود ينبغي أن يشكّل إنذارا لكم. لو لم يكن هناك تاريخ لصفحة معيّنة أو لموقع ما، فمن المتوقع أن يكون قد نشأ من وقت قريب من أجل “تسديد ضربة” والهروب، وإن كان هناك ماض سلبيّ لصفحة ما فمن المفضّل معرفة ذلك قبل إدخال المعلومات الشخصية. يمكّنكم موقع Archive.org من معرفة تاريخ المواقع. عند إدخال عنوان الإنترنت يتمّ عرض تاريخ الموقع في السنوات الأخيرة.
أخيرًا، اسمحوا لنا أن نقدّم لكم محاضرة رائعة يمكنها أن تنير عقولكم وتوضح أهمية خصوصيّة الفرد في العصر الحديث.
مقاطعة مستهلِكين: يوم دون مُشترَيات (Nati Shohat/Flash 90)
مقاطعة مستهلِكين: يوم دون مُشترَيات
سئم الإسرائيليون من دفع أسعار مبالَغ فيها مقابل منتجات الغذاء والاستهلاك الأساسيّة، فأعلنوا عن اليوم "يومًا دون مُشتريات" يقاطِعون فيه شبكات المتاجر الكبرى، تحديدًا عشية العيد، حيث تزداد المشتريات بشكل جنونيّ عادةً
يحلّ عيد الفصح، أحد أكبر وأهمّ الأعياد اليهودية، بعد أقلّ من أسبوعَين، ما يجعل الإسرائيليين في فترة استعدادات ومشتريات فوق العادة. ولكن وسط هذا الجوّ تحديدًا، قرّرت مجموعة إسرائيليين التنظُّم والإعلان عن مقاطعة شبكات الغذاء الكبرى ليومٍ واحد، معلنةً عن اليوم، أوّل نيسان، “يومًا دون متاجر كُبرى”.
في صفحة الفيس بوك الخاصّة لهذا الحدث، والتي تسجّل فيها ما يزيد عن 5 آلاف شخص، كُتب:
“يدعوكم البرلمان المدنيّ إلى المشاركة في الحدث الأوّل ليومٍ دون متاجر كبرى … كلّ مرة يدخل فيها أيُّ منا حانوتًا، شبكة تسويق، أو متجرًا كبيرًا، ليشتري لنفسه ولأفراد أسرته الموادّ الاستهلاكيّة، نشعر كيف يسلخون جِلدنا ويسلبوننا بكلّ بساطة. مليونا شخص تحت خطّ الفقر، 800 ألف طفل فقير – هذا ليس هزلًا، إنه واقع مرير، يلزمنا نحن المواطنين باتّخاذ موقف وبالمبادَرة”.
وكُتب أيضًا أنّ “الخطوة في هذا اليوم تهدف إلى جعلنا ندرك أننا بتضافُر قوانا يمكننا أن نكون موحَّدين خلف مبدأ واحد. أن نفهم أنّنا معًا لدينا قوّة أكبر. علينا التكاتف والقول: كفى! دعونا نتعلّم أن نقول: كفى! ملِلنا! ليس هذه المرة! ليس على حسابنا! … بتضافُر القوى وبالعمل الجماعيّ، سنبرهن لكلّ مَن نسي… أنّنا لم نعُد مجانين!”
جرى نشر الحدث في مواقع التواصل الاجتماعي، وهو ينتشر بسرعة. فعدا الخمسة آلاف الذين أعلنوا مشاركتهم، أُرسلت دعوات إلى مئات آلاف آخَرين، وحتّى وسائل الإعلام لم يعُد يمكنها التزام الصمت، إذ تقوم بالحديث عن هذه المبادرة. فهل ستشعُر شبكات التسويق بالهبوط في أرباحها جرّاء هذه الخطوة؟ سنعرف ذلك غدًا. مع ذلك، يصعب التصديق أنّ خطوةً كهذه لمرّة واحدة ستؤدي إلى انخفاض الأسعار بشكل ملحوظ لاحقًا.