العالم مليء بنظريات المؤامرة البشعة: حول الفساد، الحروب الكاذبة، اغتيال القادة البارزين والأحداث التي لم تحدث مطلقًا. هناك من يعتقد بوجود مطلق نار آخر في اغتيال كينيدي وأن الهبوط على سطح القمر عام 1969 كان تمثيلا.
يتضّح أنّ عالم الرياضة أيضًا ليس بريئًا من نظريات المؤامرة. في هذا المقال أحضرنا لكم بعض النماذج المفاجئة حول المؤامرات والرياضة.
نيمار أصيب من أجل منع البرازيل من كأس العالم
هل أرادت الفيفا للبرازيل أن تفوز؟ أم أنّه قد تمّ ترتيب القرعة لتوفير مسار مريح للأرجنتين؟ ليس هناك حدّ لذلك، وخصوصًا في عصر الإنترنت الذي يمكن فيه انتشار كلّ نظريات المؤامرة لكل شخص.
هناك من زعم أنّ إصابة نيمار نشأت من مؤامرة كانت معدّة لمنع البرازيل من الفوز؟ وهناك ادعاء آخر أنّ الإصابة تم تمثيلها لتوفير حرجه أمام ألمانيا.
https://www.youtube.com/watch?v=hUMl_VFzG1U
ومن الواضح أنّه لم يرغب الجميع بفوز البرازيل، وكان هناك من أراد ذلك، ولكن من هناك حتى أي خطوة عملية معدّة لتأكيد أنّ هذا ما سيحدث، فإنّ الطريق طويل. ولكن هذه هي قوة المؤامرة؛ لا يمكن أن نثبت بأنّها خطأ. كان اليانصيب وألعاب الجداول أرضًا خصبة للاتهامات، ويزداد ذلك حين تخرج الأمور من فم الرياضيين المحترفين، مثل مارادونا على سبيل المثال.
لم يتقاعد مايكل جوردان من كرة السلّة، وإنما طبّق عقاب التوقيف بسبب مشاركته في القمار
حتى اليوم هناك شائعات بأنّ لاعب كرة السلة الأسطوري مايكل جوردان لم يكن يرغب في الواقع بالتقاعد عن كرة السلة عام 1993، وأنّ إبعاده عن ملاعب كرة السلة جاءت على خلفية توقيفه من NBA للاشتباه بتورّطه بأعمال القمار.
في حدث إعلامي أعلن فيه جوردان عن تقاعده قال إنّه ربما يعود للدوري “إذا سمح لي ديفيد سترن”. وقد نفى المدرّب بطبيعة الحال ذلك. هناك مخرج أمريكي، قام بتصوير فيلم توثيقي عن ظهور جوردان في ألعاب البيسبول في وقت غيابه عن كرة السلة، قال في عام 2010 لصحيفة “شيكاغو تريبون”: “كمعظم الناس في أمريكا، ظننت أنّه ترك بسبب القمار. بعد أن حقّقت في الموضوع، اقتنعتُ أنّه كان مجرّد هراء. كل من تحدّثت معه قال إنّه قضى مئات الساعات في البحث عن “دليل دامغ” لإدانته، ولكن لم يتمّ العثور على ذلك أبدًا”.
خسر سوني ليستون أمام محمد علي عام 1965 بعد أن راهن مع نفسه بسبب ديون لمجرمين
بعد مرور 49 عامًا على أحد الانتصارات البارزة لعلي لا يزال الناس يتحدثون عن “ضربة الشبح” التي أسقطت ليستون وعن أنّ علي نفسه تساءل عمّا إذا كان قد مسّ خصمه.
في أقلّ من دقيقتين في الجولة الأولى، أرسل علي لكمة ضعيفة كانت تبدو بأنّها لم تمسّ رأس ليستون. سقط ليستون على الأرض ورفض القيام. كان حكَم الحلبة بنفسه بطلا سابقًا في الملاكمة، وقف مذهولا في الوقت الذي رفض فيه علي الابتعاد عن ليستون، بينما كان واقفًا فوقه ويصرخ في وجهه للقيام ومواصلة القتال.
أظهر ليستون قدرة سيّئة جدًا في اللعب وهو مستلق يئنّ على الأرض. كان واضحًا للجميع أنّ المعركة قد بيعت مسبقًا، ولكن طريقة التنفيذ وخشونة هذه الخطوة كانت مكشوفة جدًا، إلى درجة أنّه لا يمكن أن نخطئ في ذلك.
سمّيت اللكمة المزيّفة التي تلقّاها ليستون من علي “The Phantom Punch” أي “ضربة الشبح”، ولا يزال السرّ إذا ما كانت الضربة قد أصابت ليستون، وإذا كانت كذلك؛ هل تسبّبت له بضرر، منتشرًا في الجدالات حتى اليوم في كلّ نقاش تاريخي.
وتظهر نظريات المؤامرة في الشبكة بخصوص هذه الضربة، ابتداء من المباراة المباعة لمافيا قررت تبديل ليستون المرهق بعلي الحيوي والشاب، وأنه كانت هناك تهديدات تلقاها ليستون لحياته من الحركة العنصرية “أمة الإسلام” (Nation of Islam) التي أيدت علي الشاب ووقفت خلفه. والحقيقة أنّنا على ما يبدو لن نعرف أبدًا…
رفائيل نادال المخدَّر؟
دائمًا كانت المواد المحظورة تفسيرًا مريحًا لهواة المؤامرات في أعقاب اختفاء الرياضيين، كقصة لاعب التنس رفائيل نادال.
ستُذكر فترة غياب رفائيل نادال عن التنس كإحدى الخفايا الأكثر تداولا في تاريخ هذا الفرع من الرياضة. بعد تأجيلات متكررة نظر الجميع بأعين مفتوحة إلى عودة الإسبانيّ في بطولة أستراليا المفتوحة (2013). عندما أعلن قبل أكثر من أسبوعين من افتتاح البطولة بأنّه سيضطرّ مجدّدًا للتخلّي، بسبب فيروس غريب في المعدة، تراكمت جميع علامات السؤال الصغيرة في سؤال واحد ضخم: ماذا يحدث لنادال؟
وهكذا بدأوا في بناء نظريات كثيرة: يجب أن نعترف، أنه حين يتمّ الإعلان عن الانسحاب من بطولة كبيرة قبل وقت طويل مسبقًا بسبب فيروس في المعدة، لا يبدو مقنعًا. تزيد التفسيرات غير الكاملة والمعقولة أحيانًا بالنسبة لنضال وفريقه من الشكوك فحسب. الأكثر تشككا هم بطبيعة الحال المدوّنون والمؤاماراتيّون. وفقًا لإحدى النظريات، فقد تمّ الإمساك بنادال بعد ويمبلدون 2012 وهو يتعاطى المواد المحظورة، وقرّر أن يجاري مؤسسات التنس وأن يطبّق ما يسمّى في الشبكة “توقيف هادئ”. وهكذا، لا يفقد قادة هذا المجال يومًا واحدًا أصولهم التجارية الأكبر، ولا يسيؤون إلى سمعة التنس النظيفة وأيضًا هكذا تتمّ معاقبة الجاني فعلا.
وبالنسبة لنادال، فلم يتمّ المسّ باسمه الجيّد واضطرّ فقط لتزوير إصابة. لم يتم تأييد هذا الادعاء الفظيع بطبيعة الحال بأي حقيقة، ولكنّ السلوك الغريب لنادال ومرافقيه يستمرّ في توفير الوقود لهذا الادعاء في الفضاء الافتراضي.
تُظهر قصة لانس أرمسترونغ كيف يمكن للمنشّط المنهجي والشامل أن يتمّ على مدى سنوات، بمعرفة الجميع، دون أن ينكشف. أيضًا، لا تختفي القصص الأخيرة بأنّ هناك الكثير من المديرين في الفيفا قد تلقّوا رشاوى لفترة طويلة من القطريين وسمحوا لذلك بقيام مباريات كأس العالم عام 2022 في قطر. تعزز كل حادثة كهذه بطبيعة الحال هواة النظريات وتجعل كلّ نفي عديم القيمة، وفي هذه الأثناء يبقى كلّ شيء في مجال نظريات المؤامرة.