تحديدًا في العام الذي حطم فيه ليونيل ميسي كل الأرقام الممكنة أظهر الاستطلاع السنوي لصحيفة “الجارديان” البريطانية أنه في العام 2014 كانت سنة خصمه الأول، رونالدو. لم يتأثر طاقم القضاة من حقيقة أن ميسي في العام الماضي كان اللاعب الذي أحرز أكبر عدد من الأهداف في الدوري الإسباني وفي دوري الأبطال الأوروبي، ومنحوا لقب أفضل لاعب لنجم ريال مدريد البرتغالي.
اختيار رونالدو كان جارفًا: 74% من القضاة كان رأيهم أنه كان أفضل لاعب كرة قدم في العام الماضي. فقط 12% رأوا أن ميسي هو الذي يستحق اللقب. إلى جانبهم، 8% منهم رأوا أن حارس المرمى الألماني مانويل نوير هو الذي يستحق اللقب، بينما طالب 4% من القضاء بمنح اللقب لزميله في المنتخب توماس مولر.
1% من القضاة رأوا أن آريين روبن، اللاعب الهولندي، هو أفضل لاعب، ونسبة ضئيلة جدًا من القضاة رأوا أن اللاعب الشاب بول بوغبا، الذي تميز مع منتخب فرنسا في آخر مونديال، هو الذي يستحق اللقب.
إدين هازار (EMMANUEL DUNAND / AFP)
كذلك اختار القضاة قائمة أفضل 100 لاعب للعام 2014. اللاعب الذي حقق أكبر قفزة هو إدين هازار البلجيكي وهو لاعب آخر برز نجمه في آخر مونديال. هازار، الذي تم تصنيفه العام السابق في المرتبة 99 حقق تقدمًا كبيرًا واحتل هذا العام المرتبة 15 المرموقة.
يتوقع القضاة له مُستقبلاً زاهرًا كمستقبل ميسي ورونالدو. نجم الأرسنال أيضًا، أليكسيس سانشيز ونجم مانشستر يونايتد، أنخيل دي ماريا حسنّا من ترتيبهما مقارنة بالعام الماضي.
فيما يخص تصنيف الأندية، بايرن ميونخ يتقدم القائمة بوجود 12 لاعبًا من بين أفضل 100 لاعب. احتل فريق برشلونة، الذي كان يترأس القائمة، المرتبة الثانية بـ 10 لاعبين متفوقين. تراجع نادي مانشستر سيتي، الذي ضم في عام 2012 ثمانية لاعبين متميزين في الترتيب، وحاليًا يلعب في الفريق 6 فقط. بالمُقابل, أتلتيكو مدريد الفريق الذي تضمنت القائمة في عام 2012 لاعبًا فقط من لاعبيه، تقدم في التصنيف والآن صار لديه 6 لاعبين.
وكما في السنوات السابقة، الدوري الذي يلعب فيه الكثير من اللاعبين المتميزين في العام 2014 هو الدوري البريطاني، الذي يضم 31 نجمًا. حل الدوري الإسباني في المرتبة الثانية بـ 25 لاعبًا، وفي المرتبة الثالثة جاء الدوري الألماني بـ 15 لاعبًا. إسبانيا هي الدولة التي ضمت أكبر عدد من الممثلين.
للاطلاع على القائمة الكاملة في موقع “الجارديان” اضغطوا هنا
إلى جانب الحياة المفعمة بالإثارة والمَجد، يتمتّع نخبة لاعبي كرة القدم في العالَم بأرباح ضخمة. أجرى موقع GOAL.COM تصنيفًا لأغنى لاعبي كرة القدم في لعام 2013. وقد شمل التصنيف، بين ما شمل، رواتب اللاعبين، مدّة العقود، المكافآت، عقود الرعاية، الممتلكات، وتقدير امتلاك شركات خاصّة. إليكم الخمسةَ الأثرى والأكثر ربحًا
كرستيانو رونالدو – 148 مليون يورو
كرستيانو رونالدو
رونالدو هو اليوم اللاعب الأكثر دخلًا على أرض الملعب. فقيمة العقد الذي وقّعه الصيف الماضي مع ريال مدريد تبلغ 105 ملايين يورو. كذلك، للّاعب البرتغالي عقد رعاية مع شركة نايك (Nike).
ليونيل ميسي – 146 مليون يورو
ليونيل ميسي (AFP)
وقّع ميسي مع برشلونة في كانون الأول 2012 على عقد بقيمة 15 مليون يورو سنويًّا، حتّى عام 2018. وللأرجنتيني عقد رعاية طويل الأمد مع أديداس (Adidas) بقيمة مليونَي يورو، وكذلك مع الخطوط الجويّة التُّركية. كما أنه مقدِّم ألعاب الكمبيوتر للفيفا (FIFA).
صامويل إيتو – 85 مليون يورو
صامويل إيتو (AFP)
تقاضى إيتو في الدوري الروسي 20 مليون يورو في السنة – أعلى راتب تقاضاه لاعب كرة قدم في التاريخ. ولكنّ التغييرات في النادي نقلت اللاعب الكاميروني إلى الدوري الإنجليزي الممتاز، حيث يتقاضى راتبًا سنويًّا مقداره 5 ملايين يورو. كما أنّ لديه عقد رعاية بمقدار 5 ملايين يورو في السنة مع “بوما” (Puma) واتّفاقات رعاية أخرى.
واين روني – 84 مليون يورو
واين روني (AFP)
منذ فترةٍ قصيرة، وقّع روني مع مانشستر يونايتد على العقد الأغلى في تاريخ كرة القدم في بريطانيا. فقيمة العقد هي 365 ألف يورو أسبوعيًّا للسنوات الخمس القادمة – أي ما مجموعه 95 مليون يورو.
كاكا – 82 مليون يورو
كاكا (AFP)
غادر النجم البرازيلي مدريد للعودة إلى فريقه القديم ميلان، رغم أنه كان يتقاضى في الريال 9 ملايين يورو، مقابل 4 ملايين يورو يحصل عليها حاليًّا. أمّا مصادر دخله الإضافية فعقود رعاية مع أديداس (Adidas)، سوني (Sony)، و EA Sports. كما أنّ لديه شُققًا فاخرة في منهاتن، مدريد، ميلانو، وغيرها.
لوكا مودريتش (R) من كرواتيا يحارب اللاعب وليد بدير(L) على الكرة (AFP)
وداع أسطورة كرة قدم إسرائيلية
حان الوقت لنقول إلى اللقاء لبدير، الذي تحول إلى مدافع ولاعب وسط بارز، فاز بخمس بطولات وخمس كؤوس دولة، ووفر ذكريات لا يمكن نسيانها لمشجعي كرة القدم في إسرائيل
أحد وعشرون موسمًا، خمس بطولات، خمس كؤوس دولة وحتى مغامرة خلف البحار. اعتزل وليد بدير، لاعب فريق هبوعيل تل أبيب في المواسم الثمانية الماضية، في الصيف الأخير، كرة القدم وخلف تراثا محترما وذكريات كثيرة وجيدة بين أوساط كافة مشجعي كرة القدم في إسرائيل. تم أمس (الأحد)، قبل مباراة افتتاح الموسم بين هبوعيل تل أبيب وأبناء سخنين، إجراء احتفال وداع رسمي ومثير للمشاعر للاعب.
وقد احتفل بدير في شهر آذار المنصرم بعيد ميلاده التاسع والثلاثين. لقد بدأ مسيرته في فريق الشبيبة في هبوعيل كفر قاسم، مسقط رأسه. منذ جيل 14 سنة، استحوذ على اهتمام هبوعيل بيتاح تيكفا، بعد أن تميّز في مباراة بين فريقي الشبيبة في الناديين، ولعب في خط الهجوم. مع مرور السنوات انتقل للعب في خط الوسط الخلفي، وكان معروفًا بأنه معرقل ناجح وكان يبسط النظام في وسط الملعب. وقد ارتقى إلى فريق البالغين في العام 1992، واحتل مكانًا دائما في تشكيلة فريق هبوعيل بيتاح تيكفا، في السنوات السبع التالية، وقد سجل 192 مباراة وأحرز 22 هدفًا. منذ بداية طريقه، كان المشجعون يعتبرونه “لاعبا من كل قلبه”: لاعب ينفذ العمل الأسود عوضًا عن لاعبين آخرين ويقدم كل ما لديه دائمًا. إن دخوله إلى قلوب المشجعين قد زاد فضلا لهدف أحرزه في إحدى مباريات الديربي الأولى التي شارك فيها، أمام مكابي بيتاح تيكفا.
شاهدوا هدف وليد بدير الفتى، في ديربي بيتاح تيكفا:
في العام 1999 فاجأ عالم كرة القدم الإسرائيلية ووقع عقدا مع نادي ويمبلدون من البريمير ليغ، الذي عُرف في تلك السنوات بلاعبيه “الملوّنين” الذين يكادون يصلون إلى حد الجنون. على الرغم من الأداء الجيد الذي أبداه، وتم إشراكه في 21 مباراة، إلا أنه واجه صعوبة في الانخراط في الجو الخشن وقرر العودة إلى إسرائيل في نهاية الموسم ذاته. لقد أبقى ذكرى لمشجعي ويمبلدون على شكل هدف أحرزه في أولد ترافورد أمام مانشستر يونايتد.
مع عودته إلى إسرائيل، انضم إلى صفوف مكابي حيفا، وشكل في السنوات الخمس الأولى عاملاً هامًا في الفريق الذي فاز بأربع بطولات دوري. ناهيك عن النجاح الباهر الذي حققه في الإطار المحلي، كان بدير شريكًا في إحدى الحملات الأوروبية الناجحة التي خاضها فريق إسرائيلي ذات مرة، حيث ارتقت حيفا إلى مرحلة البيوت في دوري الأبطال، وسجلت فيه انتصارات كبيرة على أوليمبياكوس اليوناني ومانشستر سيتي، بنتيجة مشابهة – 3:0. وقد لعب بدير ما مجموعه مئتان واثنتان من المباريات مع الخُضر الحيفاويين، وسجل 44 هدفًا – وهو رصيد جميل جدا بالنسبة للاعب خلفي مهمته الرئيسية هي كبح هجمات الخصم. ويتذكر المشجعون العريقون هدف الـ “وولا” الرائع الذي أحرزه أمام مكابي تل أبيب في موسمه الثاني في النادي، والهدف الذي أحرزه أمام روزنبورغ النرويجية، إذ حاولت حيفا الارتقاء إلى دوري الأبطال للمرة الثانية على التوالي.
شاهدوا بدير يطلق صاروخا عن بُعد ليسكن في الشباك مباشرة:
وهدف كاد يوصله إلى دوري الأبطال:
وفي العام 1997، كانت له أول مباراة بين صفوف منتخب إسرائيل، في مباراة وُدية ضد منتخب بلروس. طيلة عقد كامل كان ركنّا هاما في المنتخب، وحتى أنه لعب أحيانا كمهاجم، كما كان في صباه. سجل 74 مباراة في صفوف المنتخب، في فترة كادت ترتقي فيها إسرائيل إلى المونديال واليورو. لقد ترك بصمته على عدّة أهداف رائعة، وخاصة الرأسيات. كانت أقصى ذرواته حين وصل إلى تصفيات مونديال 2006. وقد استضافت إسرائيل فرنسا، التي وصلت لاحقا إلى نهائي كأس العالم، وبعد تأخر إسرائيل بنتيجة 1:0، في الدقيقة 83، رفع الظهير الأيسر، أدورام كيسي، كرة عرضية مرت فوق رؤوس جميع المدافعين. ركض بدير باتجاه الكرة وضربها برأسه بسرعة فائقة، بطريقها إلى حارس المرمى المشهور، فابيان بارتيز.
شاهدوا رأس وليد الذهبي الرائع:
في العام 2005، أعلن عن انضمامه إلى صفوف هبوعيل تل أبيب، حيث لعب في الفريق في المواسم الثمانية التالية، والتي ودعه مشجعوه أمس بدموع الفرح والحزن – على ما كان وانتهى. بسبب سنه، قرر مدربوه نقله إلى موقع المدافع، حيث يمكنهم هناك استغلال تجربته الكبيرة ورؤيته للّعب، بهدف التعويض عن السرعة في الحركة التي كانت تميزه كلاعب شاب. وقد سجل من هذا الموقع فصلا رائعا في مسيرته، حيث أضاف خلاله إلى خزينة كؤوسه بطولة دوري أخرى وخمس كؤوس دولة. تم تعيينه قائدًا للفريق، وحظي بتقدير كبير لقاء قدراته المهنية وقدراته على القيادة، على أرض الملعب وخارجها.
استمعوا إلى الأغنية التي ألفها مشجعو هبوعيل تل أبيب:
لقد تميزت سنواته في زيّ الحُمر بالنجاح على الحلبة الأوروبية، عندما عزز فريق هبوعيل تل أبيب موقعه وارتقى ثلاث مرات إلى مرحلة المجموعات في الدوري الأوروبي. في العام 2010 أضاف إنجازًا آخر وكان أول لاعب إسرائيلي يشارك في دوري الأبطال بين صفوف ناديين مختلفين. لن تكون مفاجأة، إذًا، أن نعرف أن 91 مباراة له في الأطر الأوروبية تشكل رقمًا قياسيًا إسرائيليًا رائعًا، وهي تُضاف إلى مرتبته الثالثة في قائمة أصحاب الأرقام القياسية في دوري الدرجة العليا في تاريخ الدوري.
شاهدوا الهدف الذي أحرزه بدير في الفوز على خيتافي الإسباني في الدوري الأوروبي:
من المؤكد أن الأوصاف ومقاطع الأفلام القصيرة التي عرضتها أمامكم سوف تعرّفكم على شخصية بدير المميزة: لاعب يبذل جهدا في كل لحظة؛ لاعب كرة قدم ذو ركلة ممتازة خارج منطقة الجزاء ومهارات دفاعية من الدرجة الأولى؛ قائد يصغي إليه كافة اللاعبين ولا يرفع صوته، لا في التدريبات ولا في المباريات؛ شخصية دمثة يطمح إلى الانخراط في تدريب الأولاد والشبيبة، حيث يمكنه هناك أن يساهم بخبرته وأحاسيسه القوية.
لذلك، ليس من المفاجئ حين بدأت أنباء اعتزاله كرة القدم، منذ أكثر من سنة، كان مشجعو فريق هبوعيل تل أبيب ينشدون له: “ابقَ، ابقَ”. وقد بقي موسمًا آخر بالفعل، في أعقاب أناشيد المشجعين، واعتزل بعد أن أكمل 359 مباراة في الفريق، أحرز خلالها 33 هدفًا. وكان مسك ختام مسيرته الكروية مباراة ضد فريقه الأسبق، مكابي حيفا، ولا يمكنه ألا يعتزل بشكل أرقى من هذا الشكل…
شاهدوا المشجعين يتوسلون أمامه كي لا يعتزل:
شاهدوا الهدف الأخير الذي أحرزه بدير، قبل لحظة من اعتزاله كرة القدم:
بعد أن كان اللاعب الإسرائيلي جزءًا لا يتجزأ من دوري الدرجة الممتازة الإنجليزي لكرة القدم في السنوات الثلاث والعشرين الماضية، افتُتح الموسم الجديد يوم السبت دون أيّ ممثل لإسرائيل. نراجع معًا التاريخ المثير للّاعبين الإسرائيليين في إنجلترا: من روزنتال والبطولة التاريخية في ليفربول، عبر إيال بركوفيتش وهدفَيه أمام مانشستر يونايتد، حتى بنايون الذي أذهل المشاهدين في السانتياغو برنابيو
بدأ هذا الأسبوع دوري كرة القدم الأعرق والأكثر إثارةً، البريميرليغ الإنجليزي، وللمرة الأولى منذ 23 عامًا – دون أيّ لاعب إسرائيلي. نعم، فمنذ وصل روني روزنتال الجزر البريطانية عام 1990 وقاد ليفربول إلى بطولته الأخيرة، فإنّ الإسرائيليين حافظوا دائمًا على ممثّل أو اثنين، وأكثر أحيانًا. هذه السنة، ومع انتهاء عقد يوسي بنايون في تشلسي، دون أن يتلقى أي عرض من فرق الدوري، توقف هذا السجل المدهش. أُقصي لاعب كرة القدم الإسرائيلي عن قمة كرة القدم في العالم وعن تشكيلات فرق النخبة، لصالح بطولات الدوري الثانوية في أوروبا – فرنسا، بلجيكا، وروسيا.
لكنني آثرتُ هنا تجنب السلبيات، والعودة إلى اللحظات الأبرز للّاعبين الإسرائيليين في ملاعب كرة القدم في إنجلترا. وكانت البداية، كما ذُكر آنفًا، مع روني روزنتال، المهاجم ذي الضفيرة الذي استُعير من ستاندرد لياج البلجيكي، قبيل انتهاء موسم 1989/1990، حين تنافس أرسنال وليفربول على البطولة. لم يلعب روزنتال سوى ثماني مباريات، لكنه نجح في تسجيل سبعة أهداف، كان بعضُها حاسمًا جدًّا. وسجّل كلّ هذه الأهداف رغم أنه دخل بديلًا في معظم المباريات.
شاهدوا الثلاثية المذهلة لروني روزنتال في فوز ليفربول بأربعة أهداف للا شيء على تشارلتون:
http://youtu.be/bdwVSeP_jHs
إثر النجاح، وُقّع معه عقد لأربع سنوات. لكن بمرور الوقت، ضعف روزنتال وقلّ تسجيله للأهداف. ورغم أنه استمر يُشرَك في المباريات وينال فرصًا عديدة للتأثير، استصعب استعادة نجاحه. لكن في نهاية الأمر، ظلّ أحد العوامل الهامّة في النادي الفاخر. في أيلول 1992، في موسمه الرابع في الفريق، سجّل إحدى أسوأ اللحظات في مسيرته. فقد وصلته كرة طويلة فيما كان مقابل الحارس، حيث تلقّى الكرة بشكل ممتاز. تجاوز روزنتال الحارس برشاقة على حدود منطقة الستة عشر مترًا، تابع التقدم باتجاه المرمي، وعن بعد أقل من عشرة أمتار سدّد كرة أنيقة ارتطمت بأعلى المرمى. للأسف الشديد، سُجِّلت هذه النتيجة في صفحات التاريخ كأحد أكبر الإهدارات. وقال 26% من قرّاء موقع الإنترنت لصحيفة الغارديان البريطانية إنّه “أكبر إهدار في تاريخ كرة القدم العالمية”.
شاهدوا الإهدار الشنيع لروزنتال أمام أستون فيلا:
بعد ذلك، انتقل روزنتال ليلعب لصالح نادي توتنهام، الذي لعب فيه أكثر من مئة مباراة، دون أن يحرز الكثير من النجاح. عام 1996، وفيما كان يدافع عن ألوان “الديوك” اللندنيين، انضم إسرائيلي آخر إلى الدوري. كان هذا إيال بركوفيتش، لاعب وسط موهوب يبلغ 24 عامًا، استعاره من مكابي حيفا “الملائكةُ”، نادي ساوثامبتون. كان موسمه الأول جيّدًا، ولا سيّما مباراة ستُذكر أكثر من أية مباراة أخرى. كان ذلك اليوم الذي حظي بركوفيتش بالاعتراف بكونه لاعب خط وسط مميزًا في دوري الدرجة الممتازة، ما مهّد لبروز نجمه في عدة نوادٍ في السنوات القادمة. استضاف فريقه ناديَ مانشستر يونايتد، بطل الدوري وحامل اللقب حينذاك، مع النجوم ريان غيغز، بول سكولز، روي كين، وبالطبع إريك كانتونا. افتتح صانع الألعاب الإسرائيلي المباراة بعاصفة، إذ سجّل هدفًا في نهاية عملية عبقرية، وصنع ما لا يقل عن ثلاثة (!) أهداف، وسدّد في الوسط كرة رائعة خارج منطقة الجزاء، ليسجّل هدفًا في شباك حارس “الشياطين الحُمر” الأسطوري، العملاق بيتر شمايكل.
شاهدوا المباراة الخرافية لبركوفيتش أمام مانشستر يونايتد:
في نهاية الموسم، اشترى وستهام بركوفيتش، ولعب في صفوفه 65 مباراة في السنتَين القادمتَين، سجّل 10 أهداف، وصنع ضعف هذا العدد من الأهداف. أدّى هذا النجاح بنادي سلتيك إلى إنفاق مبلغ قياسي في كرة القدم الإسكتلندية حتى عام 1999: 7 ملايين باوند، لنقله إلى الدوري الإسكتلندي. استمر اللاعبون الإسرائيليون، إلى جانبه (إيتسيك زوهر ودافيد إمسلم في كريستال بالاس) ودونه، في تسجيل حضور مفاجئ جدًّا، في أفضل دوري في العالم في تلك الأثناء. ووقّع لاعب خطّ الوسط الدفاعي، وليد بدير، مع ويمبلدون، والظهير الأيسر، نجوان غريّب، مع أستون فيلا. شارك بدير في 21 مباراة، وبشكل مدهش، كانت لحظة ذروته ضدّ مانشستر يونايتد أيضًا.
إيال بركوفيتش (PAUL BARKER / AFP)
ففي المباراة التي جرت على ملعب أولد ترافورد في أيلول 1999 وانتهت بالتعادل 1:1، سجّل وليد، الذي اعتزل الصيف الماضي، هدف التقدّم. ورغم الموسم المعقول الذي أمضاه عاد إلى إسرائيل في نهاية الموسم، تمامًا مثل نجوان غريّب، الذي يودّ بالتأكيد نسيان تجربته في المملكة المتّحدة، فقد لعب 5 مباريات فقط، دون أن يترك خلفه أي أثر. ومع مغادرتهما، وصل إسرائيلي جديد – عيدان تال، الذي اشتراه إيفرتون من مكابي بيتح تكفا. في البداية، أظهر اللاعب قدرات جيدة في التدريبات، حتى إنه كان جزءًا من التشكيلة الأساسية في بعض الحالات. وقد شارك بالإجمال في 29 مباراة خلال 3 مواسم، معظمها في بداية طريقه. أما ذروته فكانت في مباراة أمام ميدلزبره، حين أخضع الحارس الأسترالي، مارك شوارتسر، وسجّل تعادلًا دراماتيكيًّا 2:2 في الدقيقة 78. لاحقًا، عاد إلى إنجلترا مجددًا، ولعب موسمًا غير مميّز مع بولتون.
شاهدوا عيدان تال يرفع رجله ويسجّل في غوديسون بارك:
غادر تال صيف 2003، لكن الدوري لم يفرغ من الإسرائيليين. فقد تأهل إيال بركوفيتش من الدرجة الثانية إلى الدوري الممتاز برفقة مانشستر سيتي. وإثر قلة حضوره، انتقل إلى بورتسموث، مدافعًا عن ألوانه خلال الموسم ونصف الموسم التاليَين. في النهاية، ورغم الأهداف والتمريرات الحاسمة الرائعة التي سجّلها خلال سنواته في إنجلترا، فإنه سيُذكَر بفضل حادثة عنيفة بشكل خاصّ – فبعد أن جرت عرقلته في مباراة تدريبية داخلية لوستهام، قام إيال بشتم جون هارتسون وشدّ سرواله. فردّ الأخير بركلة مؤلمة جدًّا.
شاهدوا الركلة التي هزّت كرة القدم الإنجليزية:
ورغم هذه الحادثة، فإنّ سنوات بركوفيتش في وستهام يتذكرها مناصرو الفريق الأولياء بشكل إيجابي. لذلك، سرّهم جدًّا قرار النادي عام 2005 بالتوقيع مع لاعب خطّ وسط إسرائيلي موهوب آخر، هو الآخر صغير الحجم، سريع، وبارع: يوسي بنايون، الذي أتى من راسينغ سانتاندر الإسباني. تمّيز بنايون بشكل فوري، مع تمريرتَين حاسمتَين في باكورة مبارياته. ونجح في التحكم بوسط الملعب مع الفريق الصغير، وفي مبارياته الثلاث والستين معه، نجح في تسجيل 8 أهداف، بما فيها بعض الأهداف المذهلة.
شاهدوا القفزة الممتازة لبنايون أمام فولهام:
اشتراه ليفربول عام 2007 بمبلغ 5 ملايين باوند. ومن ذلك الحين وحتى الموسم الماضي، بقي بنايون – الملقب في إسرائيل “الماسة” – في صدارة كرة القدم الإنجليزية، رغم أن لياقته انخفضت وأصبح بديلًا، لكنه كان بديلًا يشارك بشكل شبه منتظم. وكان بنايون من معشوقي الجماهير خلال سنواته الثلاث في إنفيلد، وترسخ في ذاكرتهم بفضل ثلاثيته ضد بشكتاش التركي، وبفضل الهدف الذي قاد ليفربول إلى فوز خارجيّ على ريال مدريد، في ثمن نهائي دوري الأبطال في نيسان 2009. انتقل بنايون إلى تشلسي عام 2010، لكنه لم ينَل الكثير من الفرص في ستامفورد بريدج، حيث لعب 14 مباراةً فقط. ومع انتهاء الموسم، استعاره أرسنال، لينهي اللاعب الإسرائيلي موسمًا لا بأس به تحت إشراف المدرّب العريق، أرسين فينغر، مسجّلًا 4 أهداف في 19 مباراة.
شاهدوا بنايون يفوز برأسية على ريال مدريد في سانتياغو برنابيو:
شاهدو لحظات بنايون الرائعة في أرسنال:
http://youtu.be/bbeVrOOBLN8
وبالتوازي مع المسيرة الناجحة لقائد منتخب إسرائيل، الذي لعب في 4 نوادٍ إنجليزية خلال 8 سنوات، استضاف البريميرليغ كذلك لاعب الوسط الدفاعي، تامير كوهين؛ المدافعَين ديكل كينان وتال بن حاييم (الذي اشتراه في ذروته نادي تشيلسي)؛ والمهاجمَين ينيف كتان وإيتي شختر. وقد لعب جميع هؤلاء في أعلى مستويات أوروبا. صحيح أنّ بنايون غطّى عليهم، لكنهم نجحوا في إقناع مدرّبين بارزين بمنحهم فرصًا أمام أفضل لاعبي العالم. والآن، يبدو أنّ كرة القدم الإسرائيلية تفتقر إلى لاعبين بإمكانهم البروز في منصة كهذه، والتحوّل إلى مكوّن هام في نوادٍ بارزة. آثرتُ إنهاء الموضوع بمقطع فيديو لهدف مذهِل، من مباراة تدريبية لتشيلسي، أجريت قبل انتقال بنايون إلى أرسنال.
شاهدوا هذا الهدف الرائع الذي حظي بأكثر من مليونَي مشاهدة على YouTube: