بعد مرور عقد على موت زوجها، أجرت أمس سهى عرفات، أرملة القائد الفلسطيني المتوفى، مقابلة غير معهودة لشبكة البي. بي. سي. البريطانية.
لم تتوان مجرية المقابلة مع سهى، وواجهتها بحقيقة أنها تعيش براحة ورفاهية في مالطة في حين أن الشعب الفلسطيني ما زال يناضل من أجل حياته اليومية.
لكن إجابة سهى كانت جازمة: “هذا يجعلني أحس إحساسا فظيعا. أحس أنه من الصعب علي مساعدتهم لأنني لست في الجوار. حاولت المساعدة، لكن ذلك صعب علي لأنه لا يمكنني أن أكون في المنطقة، لأن هذا صعب”.
“لو ذهبت إلى فلسطين مع بنتي، سيكون الكل حولنا، الكثير من الأشخاص. لا أريد ذكر أسماء، لكن لن يعجبهم هذا لو جئت مع ابنتي”
لقد أوضحت: “لو ذهبت إلى هناك مع بنتي، سيكون الكل حولنا، الكثير من الأشخاص. لا أريد ذكر أسماء، لكن لن يعجبهم هذا لو جئت مع ابنتي. يميل العالم العربي إلى التخلص من الرموز، وكان عرفات رمزا كبيرا. لقد جمع بين الفلسطينيين من كل مكان”.
وفقا لأقوالها، لو كان عرفات حيا اليوم، لم يكن الانشقاق بين فتح وحماس ليستمر على ما هو عليه اليوم. وقالت في هذا السياق إنه لو أجريت الانتخابات اليوم، لم تكن حماس لتحظى بالشهرة في قطاع غزة. وفقا لأقوالها، تهدف وصاية عرفات إلى أن تكون فلسطين بلدا إسلامية لكن علمانية، خالية من التطرف، مثل لبنان أو الأردن.
كان انتقاد عرفات لحماس حادا جدا: “الإسلام دين التسامح، وما يفعلونه باسم الإسلام غير مقبول ولا معقول”. وقد أضافت أن أفعال حماس التي منعت نشطاء فتح في غزة من إقامة مناسبة ذكرى موت زوجها هي أفعال مستنكرة”.
“يجب أن تعترفوا بإسرائيل. لا تقولوا لي إنكم الآن ستمحون إسرائيل عن الوجود، من النهر إلى البحر”
عدا عن ذلك، استنكرت سهى عرفات قيام حماس بإطلاق القذائف من غزة، والتي ستؤدي في النهاية، لموت فلسطينيين. “حفرتم الأنفاق، ولماذا لم تبنوا الملاجئ؟ يجب أن تعترفوا بإسرائيل. لا تقولوا لي إنكم الآن ستمحون إسرائيل عن الوجود، من النهر إلى البحر”.
أما فيما يخص موت ياسر عرفات، قالت سهى إنها ما زالت تعتقد أن عرفات قُتل وسُمم. كان عرفات سليما ومعافى قبل القيام بذلك. كما وواظب على تغذية متوازنة. مع ذلك، قالت إنها لا تتهم بذلك أحدا. لقد أنكرت كل الاتهامات التي تفيد أنها ورثت أموالا كثيرة من زوجها، وادعت أنها محاولة للإضرار بذكرى عرفات: “ولدت في فلسطين، عشت حياة المعاناة التي عاشها الشعب الفلسطيني، ولا أحد يمكنه أن يحاسبني”.