قصة مثيرة حدثت قبل عدّة أيام في لندن. فقرّر أحد الأشخاص أنّه لم يعد يتحمل أن يشاهد كتف الأيدي واستمرار التحريض ضدّ دولة إسرائيل، لذلك، قرر التعبير عن احتجاجه تعبيرًا علنيًّا مقابل نشطاء معادين لإسرائيل.
والأمر الأكثر مثيرًا هو هويّته. فالرجل، الذي سمّى نفسه “أوريم شمشون”، هو عربي وُلد في العراق وهاجر إلى لندن قبل أن يبلغ عمر سنة. نشأ في المملكة المتّحدة باعتباره مسلمًا، ولم تكن لديه إطلاقًا أيّة علاقة شخصية مع إسرائيل.
أعدّ شمشون لافتة كبيرة كتب عليها “شكرًا جزيلا لإسرائيل على معالجة الجرحى السوريين”، رفع عليها علمًا صغيرًا لإسرائيل، وشارك في مظاهرة من أجل مواطني سوريا، حدثت فيها مواجهة بينه وبين بعض المتظاهرين. طالب شمشون المتظاهرين أن يكونوا واقعيين، وأن ينظروا إلى حقيقة أن إسرائيل قدمت العلاج الطبي لمئات السوريين الذين أصيبوا في الحرب الأهلية المندلعة في البلاد.
وجد المتظاهرون الذين واجههم صعوبة في الإجابة على ادعاءاته بخصوص إسرائيل، وحاولوا تحويل النقاش معه إلى اتجاهات لا صلة لها بالموضوع. بعد ذلك، طلب المتظاهرون من شمشون إنزال اللافتة والعلم، ولكنه رفض القيام بذلك بشدّة.
وقد عبّر شمشون بعد المظاهرة في مقابلة مع الموقع الإسرائيلي “ماكو” عن إحباطه وغضبه من الصورة السلبية التي تحملها إسرائيل في العالم، والتي تنبع عن تغطية متحيّزة من قبل وسائل الإعلام المختلفة. “أنا هنا من أجل إسرائيل”، هذا ما صرّح به شمشون.
تسمح إسرائيل للسوريين الذين جُرحوا في الحرب الأهلية، وخصوصًا قرب الحدود الإسرائيلية – السورية في هضبة الجولان، أن يتلقّوا العلاج الطبّي على أراضيها. قبل نحو نصف عام، نُشر أنّ هناك أكثر من 500 جريح سوري تم علاجهم حتى الآن في إسرائيل، ويُفترض أنّ هذا الرقم قد ازداد بعد ذلك. تمّ علاج نحو 40% من الجرحى في مستشفى ميداني أقامته إسرائيل بالقرب من الحدود مع سوريا، وتم علاج نحو 6% بالقرب من الحدود وعادوا إلى سوريا، أما البقية فقد نُقلوا جوّا لمستشفيات مختلفة في إسرائيل.
شاهدوا شمشون في مواجهة مع المحتجّين: