المشتركة ناديا في برنامج الواقع الشعبي الإسرائيلي، ماستر شيف (لقطة شاشة)
المشتركة ناديا في برنامج الواقع الشعبي الإسرائيلي، ماستر شيف (لقطة شاشة)

جدال في برنامج واقع إسرائيلي: “لنبدل تل أبيب بالخليل”

أعربت المتسابقة العربية في برنامج الواقع الإسرائيلي أمام منافسها المستوطن عن رأيها عبر كاميرا التلفزيون، ولكن ردا على ذلك وافق الأخير على نقل تل أبيب إلى الفلسطينيين

في برنامج الواقع الإسرائيلي “ماستر شيف” دار خلاف بين متنافسين من خلفيتين مختلفتين جدا، وهما نادية عويد التي تعرّف نفسها فلسطينية صاحبة هوية إسرائيلية، وبين يهوداع نيزري، المستوطن الذي طردته دولة إسرائيل من منزله في مستوطنة عوفرا.

في أحد مهام البرنامج قالت نادية لنيزري: “ربما ننجح اليوم عبر هذا البرنامج في صنع السلام معك. أنت من أصل عربي، من حلب، أليس كذلك؟” ولكن نيزري لم يرد على أقوالها رغم أنه عربي الأصل من المغرب وتونس، ولكن هذه فترة عاش فيها في الشتات، أما قدومه إلى إسرائيل فهو العودة إلى أرض الأجداد بالنسبة له.

لم تسكت نادية وقالت إنها زارت المستوطنات برفقة نيزري: “لقد تعرفت بفضله على فلسطين الكبيرة، وأجريت معه جولة في كل المستوطنات، في كل الأراضي التي سُلِبت منا”. رد نيزري على هذه الأقوال الخطيرة قائلا: “هذه هي أرض إسرائيل التي ترعرع فيها أجدادنا، وبفضلهم نعيش فيها”.

كان يبدو أن الجدل ما زال مستعرا، ولكن تابع المتنافسان الجدل بروح فكاهية، وطرحا مازحين التبديل بين الخليل وتل أبيب. “دعنا نبدّل بين تل أبيب والخليل”، قالت نادية، ولمزيد الدهشة أجابها نيزري: “أنا مستعد”.

نادية هي ابنة 54، ومتنافسة بارزة في البرنامج  ليس لأنها خبيرة بالطبخ، بل لأنها استقطبت اهتمام المشاهدين كثيرا منذ البداية. وفق أقوالها، تحظى بالكثير من الدعم والتشجيع من المشاهدين، إضافة إلى القليل من النقاد الذين يعربون عن كراهيتهم. “تعيش هنا أقلية عنصرية تحمل وصمة – “كيف يمكن أن تصبح شابة عربية محامية؟”، هذا جزء من الأقوال التي تسمعها. “يقولون لي قولي شكرا لأنك تعيشين هنا”.

في مقابلة أخرى مع نادية أعربت أنها تدعم التعايش موضحة أن تعيش في حي يهودي لهذا السبب، ولكنها أوضحت أنها شاركت في البرنامج لتطهو، وليس لتشارك في  جدل سياسي.

اقرأوا المزيد: 261 كلمة
عرض أقل
الأسبوع في 5 صور
الأسبوع في 5 صور

الأسبوع في 5 صور

بشكل استثنائي، إسرائيل تؤيد سياسة السعودية ضد حزب الله، ونتنياهو يحارب الصندوق القومي اليهودي لشراء الأراضي في إسرائيل، وطاهية عربية تبهر مشاهديها بحلمها من أجل السلام وبخبرتها في مجال الطهي

10 نوفمبر 2017 | 08:44

هذا الأسبوع أيضا، نعرض عليكم ملخصا للأحداث الساخنة التي حدثت في الشرق الأوسط في 5 صور فقط:

النساء الأقوى والأكثر تأثيرا في العالم لعام 2017

أقوى نساء العالم لعام 2017 (AFP)

للمرة الثانية، تتصدر المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل قائمة النساء الأكثر تأثيرا، كما نُشر هذا الأسبوع في مجلة فوربس المرموقة. تليها في المرتبة الثانية، وبشكل مفاجئ، رئيسة حكومة بريطانيا، تيريزا ماي، التي تتزعم بريطانيا في فترة انسحاب بريطانيا التاريخي من الاتحاد الأوروبي.

ستجدون في القائمة أيضا تفاصيل عن المرأة العربية الأقوى. إذا كنتم تريدون أن تعرفوا مَن هي، فادخلوا إلى المقال التالي واكتشفوا بأنفسكم.

إسرائيل تدعم السعودية بشأن لبنان وحزب الله

وزير الدفاع السعودي محمد بن سلمان بن عبدالعزيز يشرف على عملية “عاصفة الحزم” (Twitter)

يوم الأحد هذا الأسبوع، بعد يوم من استقالة الحريري، أرسلت وزارة الخارجية الإسرائيلية برقية تعليمات سرية إلى كل السفارات الإسرائيلية حول العالم، موضحة أن عليها التوجه إلى الجهات المسؤولة العليا ونقل رسالة أن على دول العالم أن تعارض دمج حزب الله في الحكومة المستقبلية اللبنانية. يدور الحديث عن تعليمات استثنائية نسبيا لأنها تتعلق بالقضايا السياسية الداخلية في بلد آخر.

وطُلب من السفراء الإسرائيليين أيضا في البرقية أن ينقلوا رسالة دعم استثنائية غير عادية للمملكة العربية السعودية على خلفية الحرب التي تشارك فيها في اليمن ضد الثوار الحوثيين الذين تدعمهم إيران. وجاء في البرقية: “تتطلب الأحداث في لبنان وإطلاق الصواريخ البالستية من قبل الحوثيين على مطار الرياض الدولي زيادة الضغط على إيران وحزب الله في قضايا متنوعة بدءا من إنتاج الصواريخ البالستية ووصولا إلى السعي من أجل زعزعة الاستقرار الإقليمي”.

المرأة العربية الفائزة في برنامج الواقع الخاص بالطهي

المشتركة ناديا في برنامج الواقع الشعبي الإسرائيلي، ماستر شيف (لقطة شاشة)

إذا ما وضعنا جانبا الصراع الإسرائيلي الفلسطيني ونظرنا إلى المتنافسة العربية، نادية (ابنة 54 عاما) التي شاركت في برنامج الطبخ الإسرائيلي “ماستر شيف”، يمكن أن نرتبك قليلا ونلاحظ أن العالم أفضل مما كنا نظن.

قررت نادية، المحامية البالغة من العمر 54 عاما، أن تشارك القضاة بحلمها للعيش في سلام وإقامة علاقات حسن الجوار بين الفلسطينيين والإسرائيليين في دولتين جنبا إلى جنب. بالإضافة إلى حضورها التلفزيوني الرائع، أدهشت ناديا القضاة بالأطعمة التي قدمتها فدعمها أربعة قضاة في البرنامج وسمحوا لها بالانتقال إلى المرحلة التالية في المسابقة بعد أن أبهرتهم بوجبة الحمام والسمان على “ريزوتو الفريكة” من إعدادها.

الإعلاميات الإسرائيليات ما زلن يتحدثن عن التحرشات الجنسية

الصحفية الإسرائيلية دانا وايس (Wikipedia/Eyalbenyaish)

ما زالت الإعلاميات في التلفزيون والإذاعة في إسرائيل تنشر المزيد من
الشهادات حول الاعتداءات الجنسية التي تعرضن لها طيلة سنوات عديدة، من قبل زملائهن الكبار في العمل.

وكشفت مقدمة الأخبار الإسرائيلية المشهورة، دانا فايس، تحديدًا، عن القصة الأخيرة في سلسلة التحرشات الجسنية التي تعرضت لها موضحة أن غابي غازيت الإذاعي الإسرائيلي المعروف في محطة الإذاعة الإسرائيلة اعتاد على أن يطلب منها تقبيله في كل مرة كانت تسير فيها في أروقة شركة الأخبار.

وكشفت شكاوى أخرى عن تورط موظف من أكبر شركات الإنتاج التلفزيوني الإسرائيلي، عندما استخدم صلاحيته للإساءة بالموظفات التي يخدمن تحت إمرته وتعامل معهن باحتقار وتحرش بهن جنسيا.

نتنياهو يشن حربا ضد الشركة العامة المسؤولة عن شراء الأراضي

صادقت حكومة إسرائيل، برئاسة بنيامين نتنياهو، هذا الأسبوع، على استمرار تشريعات قانون الصندوق القومي اليهودي. تأسس هذا الصندوق، الذي أصبح من أقوى الهيئات الإسرائيلية، وأقيم عام 1901 كجزء من مشروع صهيوني لشراء الأراضي في فلسطين من أجل الإسراع في إقامة دولة إسرائيل.

والآن بعد أن فهم نتنياهو أن الشركة قوية جدا، قرر أن يقترح قانونا ينص على أن يقوم الصندوق بتحويل مبالغ مالية كبيرة كل عام من أرباحه إلى خزائن الدولة وستُستخدم الأموال لصالح مشاريع البنية التحتية الوطنية.

أثارت هذه القضية غضبا كبيرا لدى المسؤولين عن الصندوق، ولكن في نهاية المطاف تم التوصل إلى تسوية، تقضي أنه إذا نقل الصندوق إلى خزينة الدولة في العامين المقبلين 65% من الأرباح وليس %80 كما تم تحديده في البداية – فسيكون معفى من دفع الضرائب حتى عام 2024.

اقرأوا المزيد: 552 كلمة
عرض أقل
المشتركة ناديا في برنامج الواقع الشعبي الإسرائيلي، ماستر شيف (لقطة شاشة)
المشتركة ناديا في برنامج الواقع الشعبي الإسرائيلي، ماستر شيف (لقطة شاشة)

مشتركة عربية في برنامج طهي إسرائيلي: “أنا ملح الأرض”

مشتركة عربية تبهر حكام برنامج الواقع الإسرائيلي "ماستر شيف" بشخصيتها القوية.. "يجب حل الصراع وتحقيق السلام وإزالة جدار الفصل" قالت للحكام الذين منحوها الضوء الأخضر للانتقال للمرحلة القادمة

07 نوفمبر 2017 | 11:49

شاركت منافسة عربية بارزة في برنامج الواقع الشعبي الإسرائيلي، ماستر شيف، وبعد أن عرف القضاة في البرنامج سيرتها الذاتية العريقة، والوجبة المميّزة التي أعدتها، منحوها الضوء الأخضر للتقدم إلى المرحلة القادمة.

ناديا كمال هي أم لأربعة أولاد، من بينهما اثنان محاميان وابن آخر يعمل طبيبا. ويعمل زوجها طبيبا خبيرا بأمراض الرئة. إضافة إلى هذا، أقامت بمساعدة زوجها جميعة لمساعدة المرضى الفلسطينيين لتوفير احتياجاتهم عندما يتلقون علاجا طبيا في إسرائيل.

“نحن ننقل المرضى الفلسطينيين من المعبر إلى المستشفى. يعمل معنا مرافقون يساعدونهم على التغلب على صعوبات اللغة. ونوفر للفلسطينيين مبيتا في الفندق وأجهزة طبية”. وفق أقوالها، هناك 45 طفلا في الوقت ذاته في قسم الأمراض السرطانية في مستشفى هداسا في القدس، وتقدم لهم الجمعية المساعدة.

الالمنافسة ناديا في برنامج ماستر شيف بعد انتقالها إلى المرحلة القادمة (لقطة شاشة)

تطرقت نادية بكل ثقة إلى مواضيع سياسية مشتعلة، موضحة رأيها حول الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني. سألها أحد القضاة حذرا، كيف ترغبين رؤية كلا الشعبين يعيشان في هذه البلاد؟ فأجابته: “أريد أن يعمّ السلام جدا، وأن يعيش الجميع الحياة التي نعيشها كلانا”.

وأضافت: “أتمنى أن أرى دولتين بجانب بعضهما، والعيش بسلام معا”. وأعربت عن انتقادها ضد جدار الفصل بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية. “لا يمكن العزل. يقع جدار الفصل هذا مقابل منزلي، وهو يزعجني كل يوم صباحا. ندما أرى صديقتي التي تعيش وراء الجدار، في الجانب الآخر أشعر بحزن وألم”، أوضحت نادية، مضيفة: “أفهم الأوضاع التي أجبرت دولة إسرائيل على القيام بهذه الخطوة، ولكن يجدر بنا حل المشكلة. طالما أن كل جانب يتجاهل حقوق الآخر، فلن يُصنع السلام”.

https://www.facebook.com/MasterChef.Keshet/videos/1889548814418807/

اقرأوا المزيد: 226 كلمة
عرض أقل
لمى شحادة (Facebook)
لمى شحادة (Facebook)

التلفزيون الإسرائيلي مسحور بالجميلة التي تطهو طعاماً فلسطينياً

حبّ الطعام جاء معها من البيت، استمرّ معها إلى تل أبيب، ولا تتردّد لمى شحادة على أن تأخذ قليلا من هنا وقليلا من هناك وتدمجهما معًا. تعرّفوا على المرشّحة العربية التي تسحر المشاهدين الإسرائيليين في الشاشة

هناك الكثير جدا من برامج الواقع التي تُعرض في هذه الأيام في التلفزيون الإسرائيلي. كانت برامج الطبخ دائما البرامج التي جذبت إليها الكثير من المشاهدين الذين لم يكفّوا عن الاستمتاع بالمرشّحين الذين يتنافسون بينهم للحصول على اعتراف من كبار الطهاة في إسرائيل.

نجح الموسم الخامس من برنامج الطبخ “ماستر شيف”، بشكل غير عادي في جذب الكثير من المشاهدين إليه والذين يتابعون خلال أربع ساعات أسبوعيًّا بترقّب كبار الطهاة الشباب الذين جاؤوا إلى البرنامج من أجل الفوز بلقب الطاهي الأفضل في إسرائيل، أو الماستر شيف القادم لإسرائيل.

ويبدو في هذه السنة أنّ نسب المشاهدين المرتفعة تأتي بسبب شابة عربية عمرها 31 عاما من الناصرة، والتي نجحت في إثارة جنون الطهاة والمشاهدين وتقدّم في كل مرة وجبة فائزة مختلفة. هناك وجبات عربية أصيلة إلى جانب ارتجالات جديدة من المطبخ الحديث.

وُلدت لمى شحادة (31) في الناصرة، وتعيش في هذه الأيام بشقة مستأجرة في تل أبيب. ليست الشابة العربية النموذجية، ولكنها امرأة مستقلّة نجحت في إدارة مهنة واعدة في مجال الاستثمارات المالية وبين حبّها الحقيقي الا وهو الطبخ المنزلي.

في مقابلاتها مع وسائل الإعلام تتحدث لمى عن أنّها جاءت إلى برنامج الواقع من أجل إثارة إعجاب الطهاة الكبار في إسرائيل وإظهار قدرات الطهي الكبيرة لديها والتي تعلّمتها من أمها وجدّتها.

وما المفاجئ إلى هذا الحدّ في شخصيّتها؟

لمى شحادة تقدم طبق ورق العنب المحشو (Facebook)
لمى شحادة تقدم طبق ورق العنب المحشو (Facebook)

نشأت لمى في أسرة فلسطينية تقليدية، بعد دراستها تركت الناصرة وانتقلت للعيش في تل أبيب. رغم جمالها إلا أنها لا تزال عزباء مع شغف كبير للحرية وللحياة في المدينة الكبيرة. تتحدث لمى بأنها نشأت على الطعام الفلسطيني التقليدي وبأنّها بدأت الاهتمام بالمطبخ فقط في سنّ 20-21. المطابخ الأكثر إثارة للفضول في نظرها هي: الفلسطيني، الآسيوي والبلقاني.

تحبّ لمى أن تمزج الكثير من الليمون في طبخها ولبن الماعز الطازج. تعتبر اللحوم بالنسبة لها الطعام الألذ مذاقا وقمّة الطهي. لدى لمى ضعف أمام اللحوم الدهنية جدّا وذات الجودة التي تجتاز عملية طهي طويلة. إنها تحبّ أيضا اللحوم النيّئة.

5 أمور مثيرة للاهتمام تفاجئ المشاهدين في المنزل:

لدى لمى هوس بالنظافة والروائح

حاصلة على لقب في اللغة العربية والتخطيط الدراسي

تخاف من البحر، ولكنها مع ذلك تحبّ الغوص

تخاف من الزواحف

وهي لا تحبّ الشوكولاتة ولا الكعك إطلاقا.

اقرأوا المزيد: 326 كلمة
عرض أقل
الرابحة نوف عثامنة إسماعيل (Flash90/Yonatan Sindel)
الرابحة نوف عثامنة إسماعيل (Flash90/Yonatan Sindel)

العرب في وقت الذروة في التلفزيون الإسرائيلي

نوف عثامنة إسماعيل، الفائزة ببرنامج الطبخ "ماستر شيف" أمس، هي مجرّد عربيّة واحدة من كثيرين نجحوا في الآونة الأخيرة بأسر مشاهدي برامج وقت الذروة الإسرائيلية بسحرِهم. فكيف ينظر إليهم المجتمَع الإسرائيلي، وماذا يمثِّلون؟

وقت حبس الأنفاس – بعد ثوانٍ سيُعرف الفائز بلقب “ماستر شيف”، برنامج الواقع في مجال الطبخ الأكثر مشاهدةً على التلفزيون الإسرائيلي. فجأةً، يحدث الأمر – “نوف، أنتِ “الماستر” القادمة في إسرائيل”، يُعلن أحد الحكّام في البرنامج.

عثامنة (37 عامًا) هي دكتورة في علم الأحياء من باقة الغربية، تعِد، وعيناها مغرورقتان بدموع الفرح، بأنها ستسعى لتحقيق حلمها إنشاء مدرسة للطبخ يرتادها التلاميذ العرب واليهود من جميع أرجاء البلاد لدراسة أسرار الطبخ الشرق أوسطيّ المعاصِر.

رآها مشاهدو البرنامج طيلة حلقات الموسم حائرة في الهوية: عربية، إسرائيلية، تحترم المكان الذي منه أتت والمجتمع الذي تمثّل، لكنها غير مستعدّة لقبول كلّ الإملاءات والقيود التي فرضها ويفرضها المجتمع العربي على المرأة. أوضحت عثامنة نفسها أنّه كان صعبًا عليها مواجهة هويّتها المشطورة إزاء المجتمَع اليهودي الإسرائيلي. فقد كان يهمّها أن تجيد النطق بالعبريّة دون طريقة لفظ مختلفة حتّى لا توسم على أنها من “الأقليات” في المدرسة، كما كان يهمهّا تحصيل إنجازات هامّة في الحياة لتثبت أنها ليست عربيّة تقليدية، تجيد الطبخ، ومكانها المطبخ. ورغم كونها أمًّا لثلاثة أطفال، وحائزة على دكتوراة في الأحياء الدقيقة، فقد كسرت أساطير ومسلّمات اجتماعيّة وخاصّة بالطبخ. فمَن فكّر في وضع سمك في الكبّة؟ وأن يكون لها أيضًا مذاق تابل هنديّ خاصّ؟ ولسببٍ ما، فُتن الحُكّام بسحرها.

السنة الماضية، شاركت سلمى فيومي، عربية متديّنة من كفر قاسم، هي الأخرى في برنامج الواقع “ماستر شيف”، وكادت تخطف المركز الأول، الذي حصل عليه متسابِق آخر نجح في التغلُّب عليها. وتلقّت سلمى عددًا غير قليل من ردود الفعل العنصرية في الإنترنت بادّعاء أنّ وصولها إلى النهائي كان لسبب التمييز المصحِّح.

سلمى فيومي
سلمى فيومي

كان بعض التعليقات المكتوبة حولها في المواقع المختلفة عنصريًّا حقًّا. “هذه الردود لا تفاجئني”، ردّت في مقابلات بعد انتهاء الموسم الماضي من “ماستر شيف”. “تلحق هذه التصريحات الأذى بي، وتغضبني العنصرية دائمًا، لكنّ الناس يدّعون وجود نوعٍ من التفضيل منذ بداية الموسم، وأعلم أنّ هذا ليس أمرًا شخصيًّا. فضلًا عن ذلك، إذا نظرتم إلى نسبة مشاهدة البرنامج والمحبّة التي أجدها في الشارع، تفهمون أنّ هذه الردود تعبّر عن أقليّة. فهي لا تمثّل ما يجري على الأرض. قال لي أشخاص إنهم ظنوا قبل أن يرَوني أنّ العرب لا يجيدون الحديث والتعبير عن أنفسهم، وإنني غيرتُ رأيهم. أنا فخورة بذلك”.

منذ سنوات، يواجه المشاركون العرب في برامج الواقع التعقيد الغريب الذي يرافق مشاركتهم في البرامج الأكثر شعبية في التلفزيون الإسرائيلي. فمن جهة، تراك الدولة كلّها، والشارع يفيض حبًّا. ومن جهة ثانية، ثمة دائمًا أشخاص يجيدون إغاظتهم، لأنهم عرب حصرًا.

“أذكر أنّ البعض قال في الإنترنت إنه لا يحقّ لي أن أغني وأنّ علي الذهاب للغناء في الدول العربية”، تروي مريم طوقان، المشترِكة في الموسم الخامس من برنامج الواقع الموسيقيّ “كوخاف نولاد” (ولادة نجم). وتضيف: “لكنّ هذا لا يثيرني. فهذا لا يساوي شيئًا مقابل الأمور الجيّدة التي حصلتُ عليها من البرنامج”.

توافق فتنة جابر، المشتركة التي وصلت إلى نهائيات “الأخ الأكبر 2” على هذه المقاربة، وتسارع إلى القول: “اتصلت بي نساء من مستوطنة كريات أربع وقلنَ لي إنهن بدأنَ دراسة العربية بسببي، وقالت لي امرأة من بيسان إنها قبل أن تراني لم تستطع أن تسمع عن العرب، أمّا بعد “الأخ الأكبر” فقد أجّرت شقتَها لزوجَين عربيَّين. حتّى إنّ حاخامًا من كندا أتى للقائي. غيّرتُ الكثير، وأشعر بذلك حتى اليوم. فقد ظنّ الناس أنّ المسلمة المتديّنة لا يمكنها أن تبدو مثلي، لكنّ الناس اليوم لديهم نظرة أخرى. ينظرون بشكل مختلف إلى الدين، وإلى آراء العرب وعقليّتهم. من ناحيتي، أظهرتُ أنّ ثمة إمكانية للعيش معًا”.

فتنة جابر
فتنة جابر

برامج الواقع، كما هو معلوم، تحاول جمع متنافسين من شتّى الخلفيات في بيتٍ واحد، ثمّ تمنحهم الفرصة ليجعلوا واحدهم الآخَر يبدون على حقيقتهم. تساعد مشاركتهم بشكلٍ عامّ على إظهار جوانب إضافية في القوالب التي اعتدنا عليها، وتساعد على إعادة خلق الصُّوَر بطريقة حيويّة. لكنّ ما هو صحيح بالنسبة للمشترك “الشاذّ جنسيًّا”، المشترك من جنس “الشرقيّ الحارّ” أو “التل – أبيبية رفيعة الثقافة”، لا يصحّ بالضرورة على المشاركين العرب. فالبروفسور أمل جمال، رئيس برنامج الإعلام السياسي للمديرين في جامعة تل أبيب، يعتقد أنّ مشاركتهم في برامج الواقع تفعل العكس تمامًا: ترسّخ النظرة النمطيّة.

“إنّ حضورهم في هذه البرامج لا يكسر الأفكار المقولَبة مطلقًا، بل يحافظ عليها، فالدراسات تظهر أنّ العربي في برامج الواقع أمر مثير للضحك لا أكثر. إنه نوعٌ من الحيوانات الأليفة التي تُحضَر لزيادة نسبة المشاهدة”. ويتابع: “لاحِظوا مثلًا، أنه في كلّ برنامج واقع هناك عربي أو عربيّة، شخص واحد لا أكثر. يظهر العرب عادةً كشخصيات متديّنة تتجوّل في المطبخ أو عربيات انفعاليّات. إذا سألتِني، فهذه تتمّة مباشرة للعرض المشوَّه للعرب في الإعلام العامّ، حيث يجري عرضنا كمخالِفين أو عوامل تهديد فقط”.

وعدا واقع تحوّل العنصريّة في السنوات الماضية إلى جزء لا يتجزأ من الواقع ومن المجتمَع الإسرائيلي، تجاه القادمين الجدد، الإثيوبيين، العرب، اليهود، المتدينين، والشاذّين جنسيًّا، فإنّ برامج الواقع تُنتج بشكل طبيعي مشاعر عديدة. فعند وصول أشخاص ينتمون إلى هذه المجموعات إلى النهائي، أو فوزهم باللقب، تتضاعف هذه المشاعر، بحيث يتابع كلّ مشاهِد مع مرشّحه حتى النهاية.

تحوّلت برامج الواقع إلى الملعب شبه الوحيد الذي يُعطى فيه تمثيل للوسط العربي على الشاشة الإسرائيلية. فمشتركون مثل فتنة جابر ورنين بولس (“الأخ الأكبر”)، نسرين غندور (“سرفايفر”)، مريم طوقان (“ولادة نجم”)، فراس حليحل (“المليون”)، ولينا مخول ومنار شهاب (“ذا فويس”)، أدّوا إلى وضع فيه برامج الواقع هي المكان المركزي، شبه الوحيد، الذي يلتقي فيه المشاهد الإسرائيلي الشعب العربي، الذي يعرفه غالبًا عبر تقارير إخبارية في شأن النزاعات والعُنف.

المثير للاهتمام هو معرفة نظرة المجتمع العربي في إسرائيل لظهور شخصيات عربية ومشاركتها في برامج التلفزيون الشهيرة. يظهر استطلاع أجري عام 2013 لصالح الموقع الإخباري الاقتصادي “غلوبس” وموقع الإنترنت العربي “بانيت” أنّ 78% من المتصفِّحين يدعمون مشاركة أبناء المجتمع العربي في مثل هذه البرامج. وهذا اتّجاه معاكس لاستطلاع مماثل أجراه الموقع عام 2009. وينتج من الاستطلاع أيضًا أنّ 63% يعتقدون أنّ المشاركة تؤثر في وجهة نظر المجتمَع بين المشاهِدين عامّة، إذ يذكر 40% أنّ التأثير إيجابي، مقابل 23% يرون التأثير سلبيًّا.

وأظهرت دراسة أخرى أجراها في هذا الشأن المركز المتعدد المجالات في هرتسليا أنّ برامج الواقع التي كان فيها مشترِكون عرب منحتهم إمكانية للظهور ووقتًا جيّدَين، ولكن بنسبة لا تزيد عن نسبتهم بين السكّان (20%)، حتّى في حالة فوز المشترِكين العرب. مع ذلك، غابت لغتهم الأم، اللغة العربية، بشكل كليّ تقريبًا عن الشاشة.

ويظهر أيضًا من الدراسة، التي تطرقت إلى الأعوام 2003 – 2007، أنّ النزاع والهوّة بين اليهود والعرب لم يكونا في مركز البرامج التي فُحصت، ولكن في جميع البرامج كانت لحظات طُرح فيها الموضوع بشكل واضح، بما في ذلك النظرة السلبية للمشترِكين اليهود للمشترِك العربي.

في الوقت الراهن، رغم الدراسات التي تثبت غياب التمثيل المناسب والحقيقي للمجتمع العربي في إسرائيل في الذروة التلفزيونية الإسرائيلية، يبقى فقط الأمل بأن يكون المشترِكون العرب يومًا ما، جزءًا لا يتجزأ من الأحلام، خيبات الأمل، الأحاسيس، وقصص النجاح في المجتمَع الإسرائيلي، بحيث لا يجري إدراجهم في إطار “وسط” و”أقلية” مع جميع الأفكار النمطية المرتبطة بهذَين اللقبَين.

اقرأوا المزيد: 1049 كلمة
عرض أقل
الرابحة نوف عثامنة إسماعيل (Flash90/Yonatan Sindel)
الرابحة نوف عثامنة إسماعيل (Flash90/Yonatan Sindel)

الفائزة العربية التي تنجح في إبهار كبار الطهاة في إسرائيل

لقد انتظرت فصلا كاملا هذه اللحظة: في نهاية مساء مملوء بالتوتر والانفعال وبعد أن اجتازت كثيرًا من المهمات على الطريق، تحظى نوف بلقب الماستر شيف الإسرائيلي القادم

مع انتهاء مساء النهائي للفصل الرابع من “ماستر شيف”، لدينا رابح أخيرًا: بعد المنافسة وجهًا لوجه أمام المتباري القوي، عيدو، منح المحكّمون النصر لنوف بفارق 11 نقطة حاسمة.

قَدّمتْ للمحكّمين لمدة فصل كامل وجبات بعد وجبات تركتهم يطلبون المزيد، وتحدثت عن طموحها لإظهار الجانب العصري للمطبخ العربي وعن حلمها في فتح مدرسة يهودية- عربية للطهي.

أمس، قامت نوف عثامنة إسماعيل بعمل ذلك مرة أخرى ونجحت في أن تُريَ المحكمين، المتذوقين، وباقي المجموعة التي تتنافس معها أنها المتبارية الأجدر في أن تحظى بلقب ماستر شيف الإسرائيلي القادم.

يبدو أنها وصلت للنهائي متجهزة ونجحت في إبهار المحكمين حتى قبل أن تصل لمرحلة المعركة الثنائية: قدمت في الوجبة الأولى سلطة فتوش مع حمص ووافق المحكمون بصوت واحد أن الوجبة ممتازة. قدمت في الوجبة الأساسية سمك لقّز مع الفريكة والعلت، وكما في الوجبة السابقة، عرفوا أيضًا في هذه المرة كيف يميّزون فورًا صنع يديها.

الرابحة نوف عثامنة إسماعيل (Flash90/Yonatan Sindel)
الرابحة نوف عثامنة إسماعيل (Flash90/Yonatan Sindel)

كانت وجبتها للتحلية فطيرة تفاح مع بوظة طيبة إلى جانبها، وكانت وجبتها المنتصرة سمك سلطان أبراهيم (بربون) مقلي توّجها باللقب: “هذا أسعد يوم في حياتي”، قالت والدموع في عينيها.

نوف عثامنة إسماعيل، دكتورة في البيولوجيا (33عامًا)، تسكن في بلدة باقة الغربية مع زوجها وثلاثة أولادها. في لحظة الفوز قالت منفعلة: “رغم الصعوبات، كانت هذه التجربة من أكثر التجارب إثارة في حياتي. شكرًا للمحكمين والمنتجين، شكرًا لعائلتي”.

خلال الفصل الرائع، تحدثت عثامنة عن حلمها لفتح مدرسة يهودية عربية للطهي، يؤمّها تلاميذ من كل أرجاء البلاد، والآن ستحاول بالمال الذي ربحته أن تحقق حلمها. عدا عن درجة الدكتوراة في البيولوجيا، فهي تحوز ما لا يقل عن أربعة ألقاب إضافية ما بعد الدكتوراة وتربي ثلاثة أولاد مع زوجها. أم نوف، معلمة للغة العربية، منحت ابنتها اسمَ نوف بعد أن بُث في التلفزيون الأردني مسلسل فيه فتاة بهذا الاسم الشائع في الصحراء. معنى الاسم هو المكان الأعلى في سنام الجمل.

اقرأوا المزيد: 280 كلمة
عرض أقل