مارتين إنديك

عملية إخلاء المستوطنات الإسرائيلية من قطاع غزة عام 2005، عملية فك الارتباط (Flash90/Pierre Terdjamn)
عملية إخلاء المستوطنات الإسرائيلية من قطاع غزة عام 2005، عملية فك الارتباط (Flash90/Pierre Terdjamn)

دون ممثّل فلسطيني: الإسرائيليون يفكّرون في انسحاب أحاديّ الجانب من الضفة

قدّورة فارس يغيب عن مؤتمر ناقش مستقبل عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، واستمتع الممثّلون الإسرائيليون بفكرة الإخلاء من جهة واحدة لمائة ألف مستوطن

ليست هناك حاجة إلى أن نكون خبراء كبار في شؤون عملية السلام من أجل أن نفهم بأنّه ليست هناك اليوم عملية سلام حقّا. كان هناك توافق آراء كبير بين المشاركين في مؤتمر معهد أبحاث الأمن القومي في تل أبيب اليوم. في الجلسة التي اهتمّت بطرق إحياء هذه العملية، والتي دُعيتْ “حساب المسار من جديد”، حاول المشاركون – دون نجاح كبير – إيجاد أفكار جديدة تقدّم كلا الطرفين باتجاه حلّ الدولتَين.

ما كان بارزا بشكل أكبر من جميع الأمور الأخرى لم يكن محتوى الأقوال لهذا المتحدّث أو ذاك، وإنما غياب أحد المشاركين الذين دُعوا للمؤتمر. صعد جلعاد شير، الشخص الذي قاد جهود الحكومة الإسرائيلية في التوصل إلى اتفاق دائم مع السلطة الفلسطينية عام 2000، إلى المنصّة وأعلن أنّ مدير نادي الأسير الفلسطيني قدورة فارس، الذي كان يُفترض أن يمثّل الموقف الفلسطيني في النقاش سيتغيّب. وقد علّق شير تغيّبه على أنه “مشكلة متوقعة”، وهو مصطلح مثير بحدّ ذاته. إذا كانت المشكلة متوقعة، فلماذا لم يتم تجنّبها؟

حل الدولتين، حلم ؟

موشيه تمير، ضابط كبير سابق في الجيش الإسرائيلي (Tomer Neuberg/FLASH90)
موشيه تمير، ضابط كبير سابق في الجيش الإسرائيلي (Tomer Neuberg/FLASH90)

أبرز محتوى الكلمات التي أدلى بها الممثّلون الإسرائيليون الذين ظلّوا على المنصّة هو غياب فارس. كان الأمر أشبه بفريق كرة قدم بقي وحده في الملعب ولم يبق له إلا تمرير الكرة بين اللاعبين وأنفسهم. ولدى غياب الممثّل الفلسطيني، استمتع الإسرائيليون بفكرة قديمة تمّ بعثها: الانسحاب أحادي الجانب من غالبية أراضي الضفة الغربية.

عرض الفكرة موشيه تمير، وهو ضابط كبير سابق في الجيش الإسرائيلي وقد قاد، من بين أمور أخرى، فرقة غزة. ترأس تمير فريقا بحثيّا يهدف إلى أن يدرس إذا ما كانت إسرائيل قادرة على تنفيذ انسحاب حقيقي أحادي الجانب من الضفة الغربية، بشكل لا يضرّ بمصالحها الأمنية بل يحسّنها. الإجابة، بحسب تمير، هي نعم.

ومع ذلك، فقد طرح تمير بعض الاستثناءات: بنظر الفريق الذي ترأّسه، فلدى كلّ انسحاب مستقبلي ستحتاج إسرائيل إلى الحفاظ على وجود الجيش والمستوطنين على جميع طول غور الأردن، ليكون الحدود الأمنية لإسرائيل. التعاون مع الأردن من أجل التأكد بأن الحدود بينه وبين السلطة الفلسطينية ليست مخترقة (كما كانت الحدود بين قطاع غزة ومصر) هو أمر ضروريّ.

“إخلاء المستوطنات الإسرائيلية كارثة”

جندي إسرائيلي يشرف على احدى المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية (Gershon Elinson/Flash90)
جندي إسرائيلي يشرف على احدى المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية (Gershon Elinson/Flash90)

أوضح تمير قائلا: “الخطأ الرئيسي الذي قمنا به في غزة هو إبقاء الحدود المصرية مفتوحة، ممّا سمح بتعزّز حماس. إذا حصل ذلك في الضفة الغربية فسيشكل ذلك خطرًا، ولذلك فإنّ السيطرة على غور الأردن ومعابره هي أمر ضروريّ”. وبالإضافة إلى ذلك أشار تمير إلى أنّ الخطّة التي تمّت دراستها لا تشمل إخلاء الاستيطان اليهودي في الخليل ومستوطنة كريات أربع.

ثانيا، أكّد تمير على أنّ الجيش الإسرائيلي سيواصل في الحفاظ على حقّه في العمل داخل الأراضي التي سيخليها، كلما كانت هناك حاجة أمنية لذلك.

ثالثا، وربّما هو الأهم من كل شيء: ستشمل هذه العملية إخلاء نحو 100,000 مستوطن من داخل الأراضي المحتلة، وهي عملية أكثر دراماتيكية وأهمية من الانسحاب من قطاع غزة، التي أخليَ فيها 8,600 شخص فقط. سيتمّ تنفيذ هذا الإخلاء تدريجيّا، وليس دفعةً واحدةً، كي تكون هناك إمكانية لدراسة تأثير كل خطوة وإيقافها عند الحاجة.

وأشار تمير إلى أن عملية كهذه قد تنشئ صدعا كبيرا بين مواطني إسرائيل، الذين لا يبدون مستعدّين الآن لخطوة كبيرة جدّا كهذه. وهذا ما قالته أيضًا ممثّلة المستوطِنين في النقاش، تمار أسراف، والتي صعدت إلى المنصّة بعد تمير وقالت: “البرنامج الذي تقترحه هو فصل الشعب الإسرائيلي عن مناطق وطنه، وهذه كارثة. تعزّز هذه العملية من الصراع الداخلي بين الشعب، ولا شيء يمكنه أن يضعفنا أكثر من هذه العملية”.

“التجميد مقابل التجميد”

المبعوث الأمريكي للمفاوضات، مارتين إنديك (Miriam Alster/FLASH90)
المبعوث الأمريكي للمفاوضات، مارتين إنديك (Miriam Alster/FLASH90)

اختتم النقاش مارتين إنديك، وهو أحد “المحاربين القدامى” في عملية أوسلو الطويلة. كان إنديك حاضرا عندما ضغط رابين على يد عرفات وهناك المئات من لحظات الإحباط واليأس التي مرّت منذ ذلك الحين، ولذلك كان وصفه للوضع الحالي قاتما جدّا: فقد وصف التوجّه الفلسطيني للمحكمة الجنائية الدولية في لاهاي بأنّه “غبيّ ومدمّر”، بينما عرّف البناء الإسرائيلي للمستوطنات بوصفه الشيء الأكثر مساهمة في عزلتها الدولية. وفي الوقت نفسه، فإنّ أوضاع غزة على ضوء فشل إعادة الإعمار على وشك الانفجار، ويعتمد سكّانها على إسرائيل أكثر من الماضي.

أشار إنديك إلى أنّ العقبة الكبرى التي تقف أمام كلا الطرفين في هذه اللحظة هي انعدام الثقة المتبادَل، والذي ينضمّ إليه فقدان شرعية عبّاس في نظر قطاعات من الشعب الفلسطيني، وعدم اهتمام الشعب الإسرائيلي بالقضية الفلسطينية. ومع ذلك، فهو يعتقد أنّه “إذا قرّرت الحكومة الإسرائيلية حقّا بالفعل بأنّ لديها رغبة في التحرّك باتجاه الدولتَيْن؛ فهناك طريقة للقيام بذلك، بالتعاون مع الأردن، مصر والولايات المتحدة”.

بحسب رأيه، يمكن تجديد المفاوضات بمساعدة “التجميد مقابل التجميد”؛ أي تجميد التوجّه الفلسطيني للمنظّمات الدولية، مقابل تجميد البناء الإسرائيلي للمستوطنات. وإذا استمرّ كلا الطرفين بالرفض؛ فإنّ اتجاه تدخّل المنظّمات الدولية في هذا الصراع سيزداد فحسب.

اقرأوا المزيد: 699 كلمة
عرض أقل
وزير الخارجية كيري ومارتين إنديك (State Department photo)
وزير الخارجية كيري ومارتين إنديك (State Department photo)

هل تلقّى المبعوث الأمريكي رفيع المستوى أموالا من قطر؟

في الولايات المتحدة تمّ الكشف عن أنّ معهد الأبحاث "‏Brookings‏" حظي بمساهمة ضخمة من قطر، والذي حصل على الشيك بشكل شخصي ليس سوى مارتين إنديك، الوسيط الأمريكي للمحادثات بين إسرائيل والفلسطينيين

ما هي موثوقية معهد الأبحاث الشهير “‏Brookings‏” في واشنطن؟ وعلى نحو أوثق: ما هي دوافع من كان مبعوث الإدارة الأمريكية لمفاوضات السلام، مارتين إنديك؟

كشف مقال في صحيفة “نيويورك تايمز” أنّ معهد الأبحاث تلقّى خلال السنة الماضية مساهمة ضخمة من قطر، بقيمة 14.8 مليون دولار. ووفقًا لتقرير آخر، فقد تمّ تمرير المساهمة عن طريق مارتين إنديك بشكل شخصيّ.

أظهرت صحيفة “التايمز” التفاصيل حول علاقات قطر المتشعّبة بمعاهد الأبحاث والسياسات في واشنطن بشكل غير واضح، وبدلا من ذلك ركّزت تحديدًا على النرويج، ولكن الدخول إلى التفاصيل يكشف بأنّ العلاقة بين “‏Brookings‏” وقطر هي أبعد بكثير من مجرّد مساهمة ضخمة لمرة واحدة. يملك المعهد الأمريكي ثلاثة فروع فحسب خارج الولايات المتحدة: في الصين والهند، وهما قوتان على نطاق عالمي، وفي قطر.

نقلت الصحيفة عن موظف سابق في الفرع القطري زعمه بأنّه في الوقت الذي تم قبوله في المعهد قيل له بأنّ عليه الامتناع عن انتقاد الدولة المضيفة. وقد علّق المعهد في ذلك الوقت على أن الحديث عن موظف مؤقت غادر منذ زمن طويل وأنّه ليس هناك أيّ دليل على أقواله.

مارتن إنديك، الرئيس عباس وصائب عريقات (ABBAS MOMANI / AFP)
مارتن إنديك، الرئيس عباس وصائب عريقات (ABBAS MOMANI / AFP)

تم إجراء مقابلة مع رئيس المعهد في القناة التلفزيونية المحافظة ‘‏FOX‏’ وزعم أنّ الباحثين في المعهد مستقلّون تمامًا، وأنّ تحديد الجهات والأفراد المساهمين ليس له حتى تأثير غير مباشر على محتوى المقالات وأوراق المواقف.

ومع ذلك، فإنّ مراجعة عشوائية للتقارير حول قطر وحماس تُظهر نتائج مختلفة قليلا: قبل عدّة سنوات تم نشر ورقة موقف تعرّف السياسة القطرية باعتبارها إشكالية بالنسبة للأمريكيين، ولكن وعلى النقيض من رأي الكاتب، والذي كان هو أيضًا في مكانة مؤقتة في المعهد، فقد نشر عدّة باحثين آخرين مجموعة كبيرة من الوثائق التي تصف أدوار ومساهمات قطر الفريدة من نوعها في المنطقة. كان عنوان أحد المقالات “الربيع القطري”، وتناول مقال آخر “العلاقات القطرية الأمريكية كوسيلة لتغيير الشرق الأوسط”.

يثير السياق القطري تساؤلات أخرى وكبيرة بشكل خاصّ بشأن نزاهة مارتين إنديك، الذي كان خلال تسعة أشهر صاحب القرار بين إسرائيل والفلسطينيين. بعد وقت قصير من تركه لمنصبه ألقى إنديك باللّوم على إسرائيل بانهيار المحادثات مع الفلسطينيين.

ومع ذلك، يتعيّن على المرء الآن أن يتساءل عن دوافع إنديك السرّية في الوقت الذي كان يتراكض فيه بين الجانبَين. يتساءل لي سميث، الكاتب الكبير في صحيفة نيويورك تايمز، بسخرية في أحد المقالات التي كتبها: “هل تلقّى إنديك الشيك قبل أن يكون وسيطا أم بعد ذلك؟ وربّما وصل المال القطري إلى حساب ‘‏Brookings‏’ فقط بعد أن ألقى مارتين إنديك خطابا، أجرى مقابلات واتّهم من فوق كلّ منبر إسرائيل بفشل المفاوضات؟”.

اقرأوا المزيد: 379 كلمة
عرض أقل
المبعوث الأمريكي للمفاوضات، مارتين إنديك (Miriam Alster/FLASH90)
المبعوث الأمريكي للمفاوضات، مارتين إنديك (Miriam Alster/FLASH90)

إيندك: فشل المفاوضات هو نتيجة النفور بين نتنياهو وعباس

ادعى المبعوث الأمريكي المستقيل أن مسؤولية فشل المفاوضات تقع على عاتق الجانبين، الإسرائيلي والفلسطيني، على حد سواء: "فضّل الجانبان الوضع القائم على القيام بتنازلات صعبة"

03 يوليو 2014 | 21:25

قال مارتين إنديك، المُستقيل، قبل أيام من منصبه كمبعوث أمريكي لعملية السلام في الشرق الأوسط، في مؤتمر في “معهد أسبن” البارحة، الأربعاء، إن أحد أسباب فشل محادثات السلام بين إسرائيل والفلسطينيين كان “النفور العميق من الرؤساء أحدهما من الآخر الذي تصاعد وتشكّل خلال السنين”.

ذكر إنديك أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) لم يصدق كل منهما أن الآخر جدي في نواياه. “ربما كانت كلمة النفور كلمةً قاسية لوصف ما شعر به نتنياهو تجاه أبي مازن”، أضاف. “لكن، دون أي شك، فهذه هي الصورة التي شعر بها أبو مازن تجاه نتنياهو أو كيف اعتاد أن يناديه- “هذا الرجل”.

لقد ذكر المبعوث الأمريكي المستقيل أن استنتاجه في نهاية الأشهر التسعة للمفاوضات كان إلقاء مسؤولية فشل المفاوضات على كلا الجانبين. “فضّل عباس ونتنياهو على حد سواء أن يبقى الوضع على ما هو عليه بدلا من أن يقدما تنازلات صعبة” قال إنديك.

مع ذلك، ذكر إنديك نتنياهو بصورة جيدة فيما يخص تصرفه في المفاوضات. لقد أكّد أن رئيس الحكومة بدأ بالتحرك “إلى المنطقة التي كان الاتفاق فيها ممكنًا” بل وذكر أنه رأى نتنياهو “يبذل قصارى جهده ليجد طريقًا للاتفاق”.

من جهة أخرى، ادعى إنديك، أن أبا مازن، لم يوافق على أن يكون مرنًا. “لقد حاولنا جذبه باتجاه الاتفاق لكننا اكتشفنا حينئذٍ أنه متصلّب”، قال إنديك. التفسير الذي فسر به تصرفات عباس السلبية يعود إلى بناء إسرائيل الكثيف للمستوطنات خلال أشهر المفاوضات.

وقال المبعوث الأمريكي المستقيل إن طلب نتنياهو للاعتراف الفلسطيني بإسرائيل كوطن قومي لليهود كان منطقيًّا.

اقرأوا المزيد: 232 كلمة
عرض أقل
المبعوث الأمريكي للمفاوضات، مارتين إنديك (Miriam Alster/FLASH90)
المبعوث الأمريكي للمفاوضات، مارتين إنديك (Miriam Alster/FLASH90)

استقالة المبعوث الاميركي للشرق الاوسط مارتن انديك

قدم مبعوث الولايات المتحدة الى الشرق الاوسط مارتن انديك استقالته الجمعة من منصبه ككبير مفاوضي الولايات المتحدة في مفاوضات السلام بين اسرائيل والفلسطينيين، في مؤشر جديد الى انهيار عملية السلام

قدم مبعوث الولايات المتحدة الى الشرق الاوسط مارتن انديك استقالته الجمعة من منصبه ككبير مفاوضي الولايات المتحدة في مفاوضات السلام بين اسرائيل والفلسطينيين، في مؤشر جديد الى انهيار عملية السلام.

وبعد اقل من عام على اختياره من قبل وزير الخارجية الاميركي جون كيري من اجل تحريك مفاوضات السلام المتعثرة بين اسرائيل والفلسطينيين، قرر انديك العودة الى منصبه كنائب للرئيس في مركز ابحاث بروكينغز.

واشاد كيري في بيان بجهود انديك “الدائمة من اجل تشجيع السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين” و”دوره الحيوي” في عملية السلام التي شدد على انها لم تنهار.

واضاف البيان ان انديك “سيواصل العمل من اجل السلام والولايات المتحدة كما سبق وقلنا مرارا، لا تزال ملتزمة العمل ليس من اجل قضية السلام فحسب وانما ايضا من اجل استئناف عملية (الحوار) عندما يجد الاطراف السبيل للعودة الى المفاوضات الجادة”.

إنديك وكيري (State Department Flickr)
إنديك وكيري (State Department Flickr)

واعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية ماري هارف ان كيري وانديك اتفقا على ان “الوقت مناسب” ليستعيد انديك منصبه في مركز بروكينغز نظرا الى تعليق المفاوضات.

وانديك الذي ولد في بريطانيا ونشأ في استراليا، عمل سابقا مع اكبر مجموعة ضغط اسرائيلية في واشنطن لجنة الشؤون العامة الاميركية الاسرائيلية (ايباك). وقد حصل على الجنسية الاميركية عام 1993 عندما انضم انذاك الى ادارة الرئيس بيل كلينتون.

وشغل انديك مرتين منصب سفير الولايات المتحدة في اسرائيل من 1995 الى 1997 ومن 2000 الى 2001 وقام بدور كبير في جهود كلينتون من اجل السلام في الشرق الاوسط بما في ذلك خلال قمة كامب ديفيد بين رئيس الوزراء الاسرائيلي انذاك ايهود باراك والزعيم الفلسطيني ياسر عرفات.

واعطى كيري اولوية كبرى لاحياء عملية السلام وحث رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس على العودة الى المفاوضات في تموز/يوليو الماضي.

لكن اسرائيل اعلنت في نيسان/ابريل بناء 700 وحدة سكنية جديدة في المستوطنات ورفضع الافراج عن دفعة اخيرة من معتقلين فلسطينيين. ورد عباس بطلب عضوية دولة فلسطين في 15 معاهدة دولية تابعة للامم المتحدة.

كما اعربت اسرائيل عن استنكارها بعدما نقلت صحيفة يديعوت احرونوت عن مسؤول اميركي يعتقد انه انديك، تحميله اسرائيل مسؤولية انهيار المفاوضات قائلا ان نتانياهو “لم يتحرك قيد انملة”.

وزير الخارجية كيري ومارتن إنديك (State Department photo)
وزير الخارجية كيري ومارتن إنديك (State Department photo)

وقال انديك امام المعهد الاميركي لسياسات الشرق الادنى الذي ساهم في تاسيسه في 1985 ان الاسرائيليين والفلسطينيين لم “يشعروا بالحاجة الملحة للقيام بالتنازلات الصعبة الضرورية لتحقيق السلام”.

وقال “يمكننا القول انه اذا كانت الولايات المتحدة الطرف الوحيد الذي يشعر بان الموضوع ملح، فهذه المفاوضات لن تنجح”.

وفي اشارة الى تضاؤل الامل، اعلنت هارف ان كيري لا يفكر في تعيين بديل دائم لانديك على الفور. لكن فرانك لوينستاين احد مساعدي كيري سيتولى هذا المنصب حاليا.

وكان لوينستاين احد مستشاري كيري في حملته الرئاسية التي باءت بالفشل في 2004 وعمل لاحقا ضمن فريقه في مجلس الشيوخ. وهو نجل الارد لوينستاين الناشط في الدفاع عن حقوق الانسان والعضو السابق في الكونغرس.

اقرأوا المزيد: 418 كلمة
عرض أقل
إنديك وكيري (State Department Flickr)
إنديك وكيري (State Department Flickr)

نهاية المفاوضات: إنديك يغادر المنطقة

المبعوث الخاص للشرق الأوسط، مارتن إنديك، يعود إلى الولايات المتحدة وسيتمّ حلّ فريق المفاوضات

استنادًا إلى ما يبدو أنّه النهاية المؤكّدة للمفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين، أعلن اليوم مسؤولون أمريكيون بأنّ المبعوث الخاصّ للشرق الأوسط، مارتن إنديك، سينهي في الأيام القريبة وظيفته ويعود إلى الولايات المتحدة، وأيضًا سيتم حلّ فريق المفاوضات الأمريكي.

وقال مسؤول في وزارة الخارجية إنّ الولايات المتحدة لا تنوي في المستقبل القريب المبادرة لتجديد المفاوضات. قال نفس المسؤول: “من الواضح أنّ عملية كهذه ستتجدّد يومًا ما، ولكن ليس من المؤكد إنْ كان كيري هو الذي سيجدّد هذه العملية أو ربّما يكون وزير الخارجية القادم”. ويبدو أيضًا أنّ عدم رغبة الرئيس أوباما في استثمار المزيد من الجهود قد ساهمت في إيقاف بعثة إنديك.

ومن سيبقى في المنطقة بعد حلّ فريق المفاوضات هو مساعد وزير الخارجية، فرانك لفينستين، الذي سيستمر في إدارة المفاوضات مع السلطة الوطنيّة الفلسطينية في موضوعات عامّة. وسيعود إنديك، كما يبدو، إلى وظيفته كنائب رئيس معهد بروكينغز وقد أعلم المعهد بعودته.

قبل نحو أسبوعَين، وجّه إنديك اللوم في فشل المحادثات معتبرًا أنّه نشأ من سياسة الاستيطان الإسرائيلية ولكن تم نفي هذا الكلام بعد ذلك من قبل المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية التي قالت إنّ إنديك وجّه اللوم إلى كلا الجانبين.

ووفقًا للمصدر في وزارة الخارجية فقد قال وزير الخارجية جون كيري في محادثة مع موظّفي مكتبه إنّه لم يفشل في دوره، وليس نادمًا ولا يشعر بالأسف على شيء. قال كيري حسب المصدر: “أنا فخور بالجهود التي قمت بها وإنْ كنتم ستسألوني، فقد كنت سأقوم مجدّدًا بذات الأمر تمامًا”.

اقرأوا المزيد: 223 كلمة
عرض أقل
تسيبي ليفني وبنيامين نتنياهو (Flash 90)
تسيبي ليفني وبنيامين نتنياهو (Flash 90)

توتر داخل الحكومة الإسرائيلية عقب لقاء ليفني وعباس

توجيه نقد إلى وزيرة العدل الإسرائيلية على لقائها رئيس السلطة الفلسطينية؛ وأوباما يُبدي خيبة أمله من الجانبين قائلا: "عليهما أن يحاسبا نفسيهما"

رغم إيقاف المحادثات الرسميّة بين إسرائيل والفلسطينيين في أعقاب اتفاق المصالحة بين فتح وحماس، يبدو أن عملية السلام لم تنته كليًّا. التقت وزيرة العدل الإسرائيلية والمسؤولة عن ملف المفاوضات، تسيبي لفني، يوم الخميس ليلا رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، في لقاء حُدّد بأنه “غير رسمي”.

أُعلن مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، أن ليفني لم تمثل حكومة إسرائيل في لقائها، رغم أن رئيس الحكومة قد عرف أنها ستلتقي عباس. قال بعض المقرّبين من نتنياهو إن “ليفني لا تمثل الحكومة”. وجاء في بيئة ليفني أيضًا أن اللقاء تطرق إلى فحص وُجهة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وأوضحت ليفني له أن خطوة المصالحة مع حماس هي خطوة إشكالية لا تتماشى مع مضمار واحد مع استمرار المفاوضات.

وجّه أيضًا وزير الخارجية الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، نقدًا على لقاء ليفني وعباس وذكر أن ليفني نفسها قد دعمت تجميد المفاوضات على ضوء اتفاق المصالحة مع حماس. في غضون مكوثها في لندن، التقت ليفني أيضًا مع وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، الذي لم يفقد أمله بعد في الوصول إلى اتفاق.

في غضون ذلك، أبلغت صحيفة “هآرتس” هذا الصباحَ (الأحد) أن رئيس الولايات المتحدة، باراك أوباما، معني بتجميد الوساطة الأمريكية الفعالة بين الجانبين من أجل أن يبديَ نتنياهو وعباس جدية في سعيهما للتوصل إلى  اتفاق سياسي، وأن يدركا أن ثمن فشل عملية السلام أكثر من  نجاحها. جاء في تقرير من مصدر مطّلع في البيت الأبيض، أن الرئيس الأمريكي، لا ينوي  نبذ الوساطة كليًّا وإنما يريد أن يبدي تدخلا أقل حتى يصبح الجانبان مؤهلين ليستمرا في عملية السلام.

 حاليًّا، ما زال الائتلاف الإسرائيلي منقسمًا بشأن المفاوضات. قالت عضو الكنيست أييلت شاكيد من حزب البيت اليهودي التي تعترض على استمرار المحادثات، هذا الصباحَ، في لقاء مع  إذاعة الجيش الإسرائيلية إن الوساطة الأمريكية في الموضوع لا حاجة لها، ولا تؤدي إلا للإضرار.

عضو الكنيست أييلت شاكيد: "اليسار الإسرائيلي مصمم على استيراد التحريض إلى الجامعات الإسرائيلية" (Hadas Parush/Flash 90)
عضو الكنيست أييلت شاكيد: “اليسار الإسرائيلي مصمم على استيراد التحريض إلى الجامعات الإسرائيلية” (Hadas Parush/Flash 90)

 لقد تطرقت شاكيد في انتقادها إلى  الوسيط الأمريكي، مارتين إنديك، الذي حسب أقوالها، لا يثق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو به كوسيط أيضًا. وأضافت: “يعتاش الإنديكيون على اختلافهم لمدة سنين على عملية السلام التي لا توصل إلى أي مكان”. وتابعت قائلة: “ليس سرًا أن رئيس الحكومة لا يثق به أبدًا، لكنه وافق على طلب كيري للوساطة بهذا الخصوص”.

بالمقابل، صرح أعضاء حزب “الحركة”، حزب ليفني، أنهم سيدأبون على دفع المفاوضات قدمًا مع الفلسطينيين من داخل حكومة إسرائيل.

اقرأوا المزيد: 350 كلمة
عرض أقل
عزام الأحمد وموسى أبو مرزوق (Rahim Khatib/Flash90)
عزام الأحمد وموسى أبو مرزوق (Rahim Khatib/Flash90)

استطلاع في الولايات المتحدة: إسرائيل ليست مذنبة في انهيار المفاوضات مع الفلسطينيين

نسبة الأمريكيين المتفقين مع الموقف الإسرائيلي بأنّ المصالحة مع حماس تتناقض مع عملية السلام ضعف نسبة الذين يتّفقون مع الموقف الفلسطيني

يظهر استطلاع جديد أجريَ في الولايات المتحدة أنّ غالبية الأمريكيين لا يعتقدون أن إسرائيل مذنبة في انهيار المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية، وأنّ نسبة الأمريكيين الذين يتفقون مع الادعاء الإسرائيلي بأنّ مصالحة السلطة الوطنيّة الفلسطينية مع حماس هي التي أفشلتْ المحادثات؛ تشكّل ضعف الذي يدعمون الموقف الفلسطيني.

أجريَ الاستطلاع لصالح منظمة  The Israel Project وقد أجريَ على 1595 أمريكي الذين من المتوقع أن يصوّتوا في انتخابات التجديد النصفي لعام 2014. يوافق 46% من المستَطلَعة آراؤهم المقولة أنه “لا يمكن أن نتوقّع من إسرائيل التفاوض مع حكومة أو حزب لا تعترف بحقّها في الوجود، وتسعى للقضاء عليها. وبالتباين، وافق 18% فقط من المستطلَعة آراؤهم  المقولة إنّ حكومة الوحدة الفلسطينية تشكّل الخطوة الأولى للسلام المستدام.

ويظهر من الاستطلاع أيضًا أنّ المستطلعة آراؤهم من مجموعات السنّ الأكبر هم أولئك الذين تمسّكوا بمواقف داعمة أكثر للإسرائيليين، وأن المجيبين الذين عبّروا عن دعمهم للحزب الجمهوري أظهروا نسبًا مرتفعة لدعم الموقف الإسرائيلي. ومع ذلك، فإن دعم المجيبين من الشباب أيضًا والمجيبين الذين عبّروا عن دعمهم للحزب الديمقراطي أو لمرشّحين مستقلّين، لإسرائيل أعلى مقارنة بالدعم للموقف الفلسطيني.

يبدو أنّ الشعب الأمريكي يتمسّك بموقف موالي أكثر لإسرائيل من ذلك الذي تمثّل بتصريحات المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط، مارتن إنديك، الذي ألقى مسؤولية  تفجير المحادثات على كلا الجانبين بشكل متساوٍ. يدّعي إنديك أنّ البناء في المستوطنات الإسرائيلية كان في غمرة المفاوضات، ولكنّه أضاف أن الفلسطينيين أيضًا شاركوا في إفشال المحادثات. حسب أقوال إنديك: “حين يُعتبر الفلسطينيون الذين يقتلون النساء والأطفال أبطالا، من الذي يستطيع أن يلوم اليأس والغضب الإسرائيلي”؟

رغم الفشل الواضح في المحادثات، لم تعلن الإدارة الأمريكية رسميًّا بأنّها تسحب أيديها من الوساطة بين الجانبَين. وقالت وزيرة العدل الإسرائيلية أيضًا، تسيبي ليفني، المسؤولة عن ملفّ المفاوضات من الجانب الإسرائيل، هذا الأسبوع إنّها لا تنوي التخلّي عن الجهود الرامية لتحقيق تسوية سياسية.

اقرأوا المزيد: 276 كلمة
عرض أقل
وزيرة العدل تسيبي ليفني (FLASH90)
وزيرة العدل تسيبي ليفني (FLASH90)

إسرائيل ترد بحدة على تصريحات المبعوث الأمريكي عن فشل عملية السلام

مسؤولا إسرائيليا كبيرا اتهم إنديك بالنفاق وأضاف: "من الصعب الإشارة إلى أي مساهمة كبيرة قدمها إنديك للعملية"

ردت إسرائيل اليوم الجمعة على مسؤول أمريكي كبير حمل البناء الاستيطاني الإسرائيلي جانبا من المسؤولية عن انهيار محادثات السلام مع الفلسطينيين وقالت إن المبعوث نفسه لم يفعل شيئا لإنقاذ المفاوضات.

وأشار الرد الإسرائيلي الحاد إلى استمرار التوترات العميقة بين إسرائيل وواشنطن بسبب المحادثات التي تقودها الولايات المتحدة وانهارت الشهر الماضي وسط اتهامات متبادلة.

وقال المبعوث الأمريكي الخاص للشرق الأوسط مارتن إنديك أمس الخميس إن الزعماء الإسرائيليين والفلسطينيين غير مستعدين لتقديم تنازلات “مؤلمة” لازمة للسلام وأشار تحديدا إلى البناء الاستيطاني بوصفه عقبة.

لكن مسؤولا إسرائيليا كبيرا مطلعا على المحادثات اتهم إنديك بالنفاق قائلا إنه كان يعلم أن البناء في الضفة الغربية والقدس سيستمر أثناء المباحثات.

وقال المسؤول الإسرائيلي الذي طلب عدم ذكر اسمه لرويترز “يلقي إنديك بالمسؤولية على الآخرين دون أن يتحدث عن مسؤوليته عن المأزق الحالي.”

وأضاف المسؤول “من الصعب الإشارة إلى أي مساهمة كبيرة قدمها (إنديك) للعملية.”

وانتقد إنديك أيضا الفلسطينيين لإقدامهم على توقيع أوراق الانضمام الى 15 اتفاقية دولية من جانب واحد.

وعلق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المحادثات يوم 24 ابريل نيسان بعد الاعلان غير المتوقع عن بدء تنفيذ اتفاق مصالحة بين حركة فتح بزعامة الرئيس محمود عباس وحركة حماس الاسلامية المنافسة.

وتحدث إنديك بالتفصيل عن إجراءات اتخذتها اسرائيل ويعتبرها غير بناءة مشيرا الى خطط تم كشف النقاب عنها خلال المحادثات لبناء نحو ثمانية آلاف منزل على أراض يريدها الفلسطينيون لإقامة دولتهم المستقبلية عليها.

وقال انديك إن هذا يضعف الدبلوماسية من خلال إقناع عباس بأن نتنياهو ليس شريكا جادا في المفاوضات.

وأعلنت إسرائيل بالإضافة إلى ذلك عن مناقصات لبناء 4800 وحدة سكنية في الأراضي المحتلة لكن إنديك قال إن الفلسطينيين أشاروا في السابق إلى أن هذه المناطق ستذهب إلى إسرائيل في أي اتفاق للسلام.

وقال المسؤول الإسرائيلي إن إنديك أبلغ بخطط البناء وأبلغ حتى بعدد الوحدات السكنية.

وأضاف “كذلك علم بأن إسرائيل وافقت على الدخول في المحادثات على هذا الأساس… وعليه ليس واضحا لماذا ينتقد هذا الآن.”

صائب عريقات وتسيبي ليفني مع جون كيري بعد لقائهم في واشنطن (AFP)
صائب عريقات وتسيبي ليفني مع جون كيري بعد لقائهم في واشنطن (AFP)

وبدأ وزير الخارجية الأمريكي جون كيري المفاوضات في 29 يوليو تموز بمبدأ معلن وهو أنه سيكون من الأفضل أن يحرز الإسرائيليون والفلسطينيون تقدما من خلال المفاوضات المباشرة بمساعدة الولايات المتحدة. وعين كيري إنديك مبعوثا شخصيا له للمحادثات.

وقال المسؤول الإسرائيلي الكبير إن إنديك “طلب حضور كل الاجتماعات على الرغم من أن الهدف كان أن تكون العملية ثنائية أساسا.”

وأضاف المسؤول أن في حين أن بعض جلسات المحادثات اقتصرت على الفلسطينيين والاسرائيليين فإن وجود انديك في جلسات أخرى أضر بفرص إحراز تقدم في المفاوضات.

وقال المسؤول “في بعض الجلسات كان غيابه في الحقيقة ميزة.”

وكان مسؤولون إسرائيليون انتقدوا في السابق دور كيري في المحادثات.

وقال المسؤول الإسرائيلي إن حكومة نتنياهو أبدت مرونة وإن إنديك فشل في إقناع عباس بإبداء مرونة مماثلة.

وقال إنديك إن المحادثات قد تستأنف مشيرا إلى جهود وزير الخارجية الامريكي الأسبق هنري كيسنجر المتقطعة ثم نجاحه في نهاية المطاف عام 1975 في التوصل إلى اتفاق فك الارتباط بين القوات المصرية والاسرائيلية في سيناء.

وقال انديك في مؤتمر استضافه معهد واشنطن لسياسة الشرق الادني “ما حدث حينئذ يمكن أن يحدث اليوم.” واضاف “في الشرق الاوسط لا ينتهي الأمر أبدا.”

اقرأوا المزيد: 460 كلمة
عرض أقل
حوار إسرائيلي فلسطيني حول مستقبل العلاقات (Flash90Yonatan Sindel)
حوار إسرائيلي فلسطيني حول مستقبل العلاقات (Flash90Yonatan Sindel)

امريكا تحمل الاسرائيليين والفلسطينيين المسؤولية عن انهيار المحادثات

مسؤول امريكي كبير قال إن الزعماء غير مستعدين لتقديم تنازلات "مؤلمة" لازمة للسلام

قال مسؤول امريكي كبير يوم الخميس إن الزعماء الاسرائيليين والفلسطينيين غير مستعدين لتقديم تنازلات “مؤلمة” لازمة للسلام وحمل الجانبين المسؤولية عن انهيار المحادثات الشهر الماضي.

وقدم المبعوث الامريكي الخاص مارتن انديك أول رواية علنية له عن الجهد الفاشل لوزير الخارجية الأمريكي جون كيري الذي استمر تسعة اشهر للتوصل لاتفاق سلام بحلول 29 ابريل نيسان الماضي وأوضح ان الجانبين يتحملان المسؤولية مشيرا الى البناء الاستيطاني الاسرائيلي وايضا لتوقيع الفلسطينيين اوراق الانضمام الى 15 اتفاقية دولية.

لكن انديك أفاد أن المحادثات قد تستأنف في نهاية الأمر مشيرا الى جهد وزير الخارجية الامريكي الأسبق هنري كيسنجر الذي بدأ وتوقف ثم نجح في نهاية الامر عام 1975 في فك الارتباط بين القوات المصرية والاسرائيلية في سيناء.

وقال انديك في مؤتمر استضافه معهد واشنطن لسياسة الشرق الادني “ما كان صحيحا حينئذ قد يكون صحيحا اليوم.” واضاف “في الشرق الاوسط لا ينتهي الأمر أبدا.”

وتشمل القضايا الأساسية التي ينبغي حلها في الصراع الاسرائيلي الفلسطيني المستمر منذ أكثر من ستة عقود الحدود والأمن ومصير اللاجئين الفلسطينيين ووضع القدس.

وقال انديك “احدى المشاكل التي كشفت نفسها في هذه الشهور التسعة المنصرمة هي أن الطرفين رغم اظهارهما بعض المرونة في المفاوضات لا يشعران بالحاجة الملحة لتقديم تنازلات مؤلمة لازمة لتحقيق السلام.”

واضاف “من الأسهل للفلسطينيين توقيع اتفاقيات ومناشدة الهيئات الدولية في سعيهم المفترض للعدالة ولحقوقهم وهي عملية لا تتطلب نظريا أي تنازلات.” وتابع “من الأسهل بالنسبة للسياسيين الإسرائيليين أن يتجنبوا التوتر في الائتلاف الحاكم وبالنسبة للشعب الاسرائيلي أن يبقي على الحالة الراهنة الحالية والمريحة.”

وقال انديك “الحقيقة أن كلا من الاسرائيليين والفلسطينيين فوتوا الفرص واتخذوا خطوات تقوض العملية.”

 

مارتن إنديك (Miriam Alster/FLASH90)
مارتن إنديك (Miriam Alster/FLASH90)

وعلقت اسرائيل المحادثات يوم 24 ابريل نيسان بعد الاعلان غير المتوقع عن بدء تنفيذ اتفاق مصالحة بين منظمة التحرير التي تقودها حركة فتح بزعامة الرئيس محمود عباس وحركة حماس الاسلامية المنافسة وهي خطوة بدا أنها المسمار الأخير في نعش المفاوضات التي ترعاها الولايات المتحدة.

ووصف انديك أيضا القرار الفلسطيني بتوقيع 15 معاهدة دولية – فيما بدا انه لفتة تحد لاسرائيل التي تعتقد ان مثل هذه الاجراءات ربما تضفي شرعية على الفلسطينيين – بأنه “غير بناء بوجه خاص”.

وعلى مدى الشهور التسعة الماضية قال انديك ان اسرائيل اعلنت عن مناقصات لبناء 4800 وحدة سكنية في مناطق أقرت خرائط فلسطينية بانها ستذهب الى اسرائيل. غير انها خططت أيضا لبناء 8000 وحدة في أجزاء بالضفة الغربية يأمل الفلسطينيون اقامة دولتهم عليها.

وقال انديك ان هذا الاجراء تسبب في توقف المحادثات لانه ساعد في اقناع عباس بأنه ليس لديه شريك جاد في التفاوض في شخص رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وأضاف انديك ان الجانبين اجتمعا في محادثات مباشرة حيث جلست الولايات المتحدة كمراقب صامت الى حد كبير في الشهور الستة الاولى بعد استئناف المحادثات يوم 29 يوليو تموز.

وفي المرحلة التالية التي استمرت نحو شهرين تفاوضت الولايات المتحدة أولا مع اسرائيل ثم مع الفلسطينيين بشأن “تضييق الخلافات في المقترحات” في محاولة للتقريب بين الجانبين.

وقال انديك “في ذلك الوقت … أغلق أبو مازن (عباس)” الباب مضيفا ان النشاط الاستيطاني الاسرائيلي والغموض بشأن من الذي سيخلف الرئيس الفلسطيني في نهاية المطاف كانت عوامل ايضا في توقف المحادثات.

وقال “توصل (عباس) الى نتيجة مفادها انه ليس لديه شريك يعتمد عليه لهذا النوع من حل الدولتين الذي كان يسعى اليه و… حول اهتمامه الى ارثه ومن يخلفه. هو يبلغ الان 79 عاما. ويشعر بالقلق ويريد ان يترك منصبه ويريد التركيز أكثر الان على الخلافة من صنع السلام.”

اقرأوا المزيد: 514 كلمة
عرض أقل
نفتالي بينيت يستعرض المخاطر في حال إقامة دولة فلسطينية (FLASH90)
نفتالي بينيت يستعرض المخاطر في حال إقامة دولة فلسطينية (FLASH90)

بينيت: “يجب فَرض السيادة الإسرائيلية على أراضي C”

مبعوث عملية السلام يغادِر إسرائيل، دون توقّع عودته إلى المنطقة حاليًّا

التقى رئيس كتلة البيت اليهودي، وزير الاقتصاد نفتالي بينيت، ظهر أمس (27 نيسان) مُراسِلين أجانب في إسرائيل، متطرّقًا إلى المفاوضات السياسية بين إسرائيل والفلسطينيين، الاتّفاق بين حماس والسلطة الفلسطينية، ومستقبل الحياة بين الشعبَين.

وأبلغ بينيت المراسِلين الأجانب أنّ “حقبة أوسلو تقترب من نهايتها. أمّا الحقبة الجديدة فتُدعى (الحقبة الواقعيّة)”. حسب تعبيره، “في الحقبة الواقعية، علينا تعلُّم العيش جنبًا إلى جنب. كلّ مَن ينظر إلى الواقع يدرك أننا لن نتوصّل إلى معاهدة سلام في المستقبَل المنظور، وأنّ علينا التفكير في ما يجدر فعلُه”.

وأضاف بينيت أنّ “علينا زيادة الاستثمار في الاقتصاد، جودة الحياة، والاستقلال السلطوي للفلسطينيين، وفَرض السيادة على الأراضي التي يعيش فيها فلسطينيون في الضفة الغربية، وعرض المواطَنة التامّة على الفلسطينيين الذين يعيشون في أراضي ‏C‏ (الاسم الذي أُعطي في اتفاقيات أوسلو للمناطق التي أُبقيت تحت سيطرة إسرائيليّة تامّة في الضفة الغربية وقطاع غزة. منذ أواخر التسعينات، تشكّل أراضي C نحو 60% من أراضي الضفة الغربية)”.

“ضمّت إسرائيل أراضي مرّتَين: الأولى بعد حرب الأيام الستة، حين ضمَمنا القدس الشرقية، وعام 1981 حين قمنا بضمّ هضبة الجولان”، قال بينيت كاشفًا أنّ ثمة عددًا من الوزراء في الحكومة “وليس في حزبي فقط، يدعمون فكرة الضمّ التدريجي لأجزاء من أراضي C أو ضمّها كلها. لم يُصبِح هذا موقف الحُكومة بعد، لكنّ الفلسطينيين قاموا بخطوة أحادية الجانب، وأظنّ أنّ علينا نحن أيضًا فعل الأمر عينه”.

في هذه الأثناء، غادر أمس المبعوث الأمريكي لعملية السلام، مارتن إنديك، إسرائيل إثر قرار الحكومة الإسرائيلية بتجميد المفاوضات مع الفلسطينيين. ومن المتوقّع أن يُشارك إنديك في الاستشارات التي ستجري خلال الأسابيع القادمة في واشنطن في شأن عملية السلام، لكن ليس واضحًا حاليًّا متى سيعود برفقة فريق عمله إلى المنطقة.‎

اقرأوا المزيد: 256 كلمة
عرض أقل