‏”الحرب لخلافة أبو مازن تنطلق بشكل فعلي”‏

محمود عباس, جبريل الرجوب (Flash90)
محمود عباس, جبريل الرجوب (Flash90)

صحفيون إسرائيليون: قادة فتح يتسلحون ويحاولون تجنيد دعم المجموعات القوية

23 أغسطس 2018 | 10:03

عاد أبو مازن إلى ممارسة نشاطاته بشكل تام وذلك بعد أن كان يبدو قبل بضعة أشهر فقط أن نهاية طريقه كانت قريبة، ولكن فتح بدأت تستعد جاهدة لليوم ما بعد أبو مازن.

أشار موقع ynet إلى أنه في الفترة الأخيرة بدأ مسؤولون كثيرون في فتح بضم مجموعات مسلحة في الضفة الغربية. يجري الحديث عن مجموعات تتضمن مسؤولين يعتقدون أنهم مرشحون ملائمون لوراثة أبو مازن بعد وفاته، لشغل منصب واحد من بين ثلاثة مناصب – رئاسة السلطة الفلسطينية، رئاسة منظمة التحرير الفلسطينية، ورئاسة فتح. يشكل التحالف قوة في حال انزلقت معارك الخلافة إلى خطوات عملية تتضمن العنف واستخدام السلاح.

من بين المسؤولين في فتح الذين نجحوا في ضم عصابات مسلحة: جبريل الرجوب، رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، ماجد فريج، رئيس جهاز المخابرات العامة الفلسطينية، محمود العالول، نائب رئيس فتح، وتوفيق الطيراوي الذي كان رئيس الاستخبارات العامة في الضفة أثناء الانتفاضة الثانية. وقد بدأ بعضهم بجمع الأسلحة التي ستوزع على المقربين منهم عند صدور الأوامر.

يعيش جزء كبير من العصابات المسلحة في مخيّمات اللاجئين في الضفة الغربية، وهذه العصابات مؤلفة من لاجئي كتائب شهداء الأقصى، الذراع العسكرية لفتح أثناء الانتفاضة الثانية. مثلا، الطيرواي يؤثر كثيرا في مخيّم اللاجئين بلاطة في نابلس. ما زال يعتبر فرج الذي ترعرع في مخيّم اللاجئين دهيشة في بيت لحم صاحب تأثير بين الجهات التي تنشط في المخيم. ويؤثر الرجوب في مراكز القوى في منطقة الخليل ورام الله، وما زالت هناك  علاقات كبيرة بين العالول  وبين جهات مختلفة في التنظيم (فصيل مسلّح تابع لحركة فتح) رغم مرور سنوات كان رئيسا له.

وفق أقوال الموقع، هناك عدة سيناريوهات لليوم ما بعد أبو مازن. يفترض أحدها تشكيل ائتلاف مستقر في فتح تُوزع في إطاره مراكز القوة بين بضعة أشخاص، ولن ترتكز هذه المراكز في أيدي شخص واحد كما كان الحال في فترتي حكم ياسر عرفات وأبو مازن. أما السيناريو الآخر فهو أن تنزلق الخلافات بين عناصر فتح إلى حالات من العنف والفوضى في الشارع الفلسطيني، التي شهدتها السلطة الفلسطينية أثناء الانتفاضة الثانية. ستكون حماس الرابح من هذا السيناريو، إذ في وسعها أن تنتعش وتحظى بقوة في الضفة الغربية، بينما يدور صراع بين عناصر فتح.

 

اقرأوا المزيد: 330 كلمة
عرض أقل

برعاية أمريكية.. رئيس الموساد يلتقي نظراءه العرب في العقبة

رئيس الموساد يوسي كوهين (Miriam Alster/Flash90)
رئيس الموساد يوسي كوهين (Miriam Alster/Flash90)

تقرير أجنبي: رئيس الموساد الإسرائيلي التقى نظراءه السعودي والمصري والأردني والفلسطيني في قمة سرية في العقبة الأردنية قبيل اللقاء الذي جمع نتنياهو وعبد لله الثاني

28 يونيو 2018 | 10:00

كشف تقرير للصحيفة الفرنسية “إنتليجنس أونلاين”، اليوم الخميس، أن رؤساء الأجهزة الاستخباراتية لإسرائيل والسعودية ومصر والأردن والسلطة الفلسطينية، عقدوا قمة سرية في ال17 من يونيو/ حزيران في العقبة الأردنية برعاية أمريكية.

وأفاد التقرير أن جاريد كوشنر، صهر الرئيس الأمريكي ومستشاره الأكبر، ومبعوث الرئيس الخاص للمنطقة، جيسون غرينبلات، نظما القمة التي شارك فيها كل من رئيس الموساد الإسرائيلي، يوسي كوهين، ورئيس الاستخبارات العامة السعودية، خالد بن علي الحميدان، ووزير المخابرات المصرية، عباس كامل، ومدير المخابرات العامة الأردنية، عدنان الجندي، ورئيس المخابرات العامة الفلسطينية، ماجد فرج.

وجاء في التقرير الفرنسي أن فرج التزم الصمت خلال اللقاء ولم يبدِ رأيه خلال القمة السرية، الأمر الذي فاجئ المشاركين. وبشأن فرج، أشار موقع صحيفة “معاريف” الذي نقل التقرير الفرنسي إلى أن رئيس المخابرات الفلسطيني من المرشحين الأقوياء لخلافة الرئيس الفلسطيني، أبو مازن، ويحظى بثقة ومحبة الإدارة الأمريكية.

وكشف التقرير أن القمة جرت قبل يوم من لقاء سري آخر جمع بين رئيس الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، والعاهل الأردني، الملك عبد الله، في العقبة، حيث بحثا مستجدات الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني عشية طرح خطة السلام الأمريكية، والخطر الإيراني في سوريا المحدق بكلتا البلدين.

اقرأوا المزيد: 173 كلمة
عرض أقل
رئيس المخابرات العامة الفلسطينية ماجد فرج ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (AFP)
رئيس المخابرات العامة الفلسطينية ماجد فرج ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (AFP)

علاقات البيت الأبيض بالسلطة.. عباس OUT فرج IN

تُظهر رسالة قلبية بعثها غريبنلات وكوشنير إلى رئيس جهاز المخابرات العامة الفلسطينية، ماجد فرج، أن العلاقات الفلسطينية - الأمريكية ليست متوترة كما يبدو

في حين أن العلاقات بين عباس والإدارة الأمريكية لم تكن أسوأ، وبعد أن أثار مؤخرا الرئيس الفلسطيني غضبا عندما نعت سفير الولايات المتحدة في إسرائيل “ابن الكلب”، وكما هو معروف فقد قال منذ وقت قصير للرئيس ترامب أيضا “يخرب بيتك”، يبدو أن الإدارة الأمريكية تحاول الحفاظ على علاقات جيدة مع السلطة الفلسطينية، لا سيّما مع رئيس الحكومة الحمد الله، ورئيس جهاز المخابرات العامة الفلسطينية، ماجد فرج.

في رسالة رسمية كتبها البيت الأبيض ووصلت إلى “المصدر”، وهي تحمل توقيع جيسون غرينبلات، مبعوث الرئيس ترامب لشؤون الشرق الأوسط، وجاريد كوشنر، مستشار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب وصهره، تمنى الزعيمان الشفاء العاجل لفرج وطاقمه الذين أصيبوا أثناء محاولة اغتيالهم عند زيارتهم إلى غزة. قالت جهة فلسطينية لموقع “المصدر” إنه على ما يبدو تلقى رئيس الحكومة، الحمد الله أيضا الذي نجا من محاولة الاغتيال في غزة، رسالة شبيهة من مبعثي الإدارة الأمريكية.

كانت الرسالة التي نُقِلت إلى فرج طويلة، شخصية، وودية. جاء فيها أن “هذا الهجوم يؤكد أن السلطة الفلسطينية فقط بالتعاون مع شركاء إقليميين وعالميين قادرة على توفير مستقبل أفضل لغزة، مزدهر أكثر، يسمح للسكان بتحقيق الإمكانيات المتاحة أمامهم”.

رسالة كوشنر وغرينبلات إلى ماجد فرج

كما وأشارت الجهات الأمريكية إلى أن حماس هي منظمة غير مسؤولة وليست مؤهلة للسيطرة على قطاع غزة، وأنه يجب أن تحل السلطة الفلسطينية مكانها. “تحتاج غزة إلى نظام حكم مسؤول أكثر، وليس لجماعات مسلحة ومتطرفة تهدف إلى شن الصراعات وغير ملائمة للسيطرة على غزة. تؤكد الحادثة التي وقعت أمس ثانية أن حماس ليست ملائمة للسيطرة على غزة أبدا”.

في ظل نوايا عباس فرض عقوبات إضافية على قطاع غزة، كتب الأمريكيون في رسالتهم كلمات مديح لفرج على متابعة تقدم برنامج المساعدة العالمي لقطاع غزة، وجاء فيها: “نحن سعداء لأنكم تواصلون دفع برنامج لمعالجة مياه الصرف الصحي في شمال غزة (NGEST) قدما”. ما زالت أعمال الأمريكيين لتطوير الاقتصاد في غزة مستمرة في هذه الأيام أيضا، رغم أن عباس ينوي فرض عقوبات اقتصادية خانقة على القطاع. أكثر من ذلك، تحاول جهات مصرية وإسرائيلية إقناع عباس بأن يتخلى عن فرض العقوبات ضد غزة، خشية من اتباع سياسة قد تؤدي إلى تدهور خطير في الوضع الإنساني في غزة.

تجدر الإشارة إلى أن جهات في المنظومة الأمنية الإسرائيلية تعتقد أن ماجد فرج هو مرشح رائد ليرث عباس، رغم عمره المتقدم، لأنه يحافظ على الاستقرار في المنطقة.

اقرأوا المزيد: 350 كلمة
عرض أقل
مداهمات إسرائيلية للمدن الفلسطينية (Flash90)
مداهمات إسرائيلية للمدن الفلسطينية (Flash90)

تقدم المفاوضات لتقليص تواجد الجيش الإسرائيلي في المدن الفلسطينية

وزراء المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغّر للشؤون الأمنية والسياسية سيتلقون اليوم، تقريرًا مُفصلاً عن النتائج التي تم التوصل إليها في المفاوضات حتى الآن

06 أبريل 2016 | 11:03

كشفت صحيفة هآرتس الإسرائيلية عن حدوث تقدم ملحوظ في المفاوضات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية فيما يتعلق بتقليص نشاط الجيش الإسرائيلي في المدن الفلسطينية وتحديدًا في المناطق A، المُعرفة وفق اتفاقيات أوسلو كمناطق تخضع أمنيًا للسلطة الفلسطينية، هذا ما صرّح به مسؤولون فلسطينيون ودبلوماسيون غربيون لمراسل صحيفة هآرتس، باراك رابيد. من المنتظر أن يتلقى اليوم وزراء المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغّر للشؤون الأمنية والسياسية، للمرة الأولى، تقريرًا مُفصلاً عن النتائج التي تم التوصل إليها في المفاوضات.

كشفت صحية “هآرتس”، قبل ثلاثة أسابيع، عن أن إسرائيل والسلطة الفلسطينية تعقدان مفاوضات سرية تتعلق بإعادة السلطة الأمنية في الضفة الغربية، تدريجيا، إلى الأجهزة الأمنية الفلسطينية. اقترحت إسرائيل أن يوقف الجيش الإسرائيلي عملياته في المنطقة A فيما عدا العمليات التي تتعلق بـ “القنابل الموقوتة”.

يُدير تلك المفاوضات من الجانب الإسرائيلي مُنسق العمليات في الأراضي، الجنرال يؤاف مردخاي وقائد منطقة المركز، روني نوما. ويشارك في المفاوضات من الجانب الفلسطيني وزير الشؤون المدنية، حسين الشيخ، رئيس المخابرات العامة، ماجد فرج، ورئيس الأمن الوقائي زياد هب الريح. اقترحت إسرائيل، خلال المفاوضات، أن تكونا مدينتا رام الله وأريحا أول مدينتين يخرج منهما الجيش الإسرائيلي، وإذا نجحت الخطوة، سيمتد ذلك إلى مدن أُخرى في الضفة.

رفض الفلسطينيون هذا الاقتراح وطالبوا أن يخرج الجيش من كل المُدن الفلسطينية في المنطقة A التي تتولى السلطة الفلسطينية فيها السلطة المدنية والأمنية الكاملة. ادعى الفلسطينيون أن الموافقة على الاقتراح الإسرائيلي ستكون بمثابة منح إسرائيل شرعية لدخول كل المدن في الضفة الغربية والموافقة على خرق إسرائيلي، أحادي الطرف، لاتفاقات أوسلو.

لم يتم إطلاع وزراء المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغّر للشؤون الأمنية والسياسية على تفاصيل المفاوضات، التي خاضها بشكل كامل ضباط من الجيش الإسرائيلي، وحصلوا على تفويض من رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع موشيه يعلون. نشر الوزيران اليمينيان في حكومة نتنياهو، زئيف ألكين ونفتالي بينيت، تصريحات ناقدة جدًا بعد سماعهما عن تلك المفاوضات.

قال مسؤولون إسرائيليون ودبلوماسيون غربيون، الذين أدلوا بتصريحات لصحيفة هآرتس مُفضلين إخفاء هوياتهم نظرًا لحساسية الموضوع، إنه في الأسابيع الأخيرة عُقدت ثلاثة لقاءات بين الطرفين والتي تم الحديث فيها عن تقليص عمليات الجيش الإسرائيلي داخل المُدن الفلسطينية. قام طاقما المفاوضات، وفق تصريحاتهما، بالتوصل إلى حل بعض الخلافات وحصل تقدم ما، ولكن لا يتيح ذلك بعد عقد اتفاق تام.

يحاول الطرفان، الفلسطيني والإسرائيلي، إظهار المفاوضات على أنها تُجرى في إطار التنسيقات الأمنية فقط ولا تحمل طابعًا سياسيًا. أشار مسؤول فلسطيني إلى أن الطلب الفلسطيني الأساسي هو الحصول على المسؤولية الأمنية الكاملة على المدن الفلسطينية الكبيرة وعدم الموافقة على تقسيم من نوع “أريحا ورام الله أولاً”. سيلتزم الفلسطينيون، وفق كلام المسؤول، بمتابعة التنسيق الأمني مع إسرائيل مُقابل توقف الجيش الإسرائيلي عن الدخول إلى مدن الضفة الغربية، ولكن لا يتضمن ذلك وقف أية خطوة سياسية مثل وقف القضايا المطروحة على طاولة مؤسسات الأمم المُتحدة أو التنازل عن المُبادرة الفرنسية القاضية بعقد مؤتمر دولي في الصيف.

حذّر الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في مقابلة له مع الصحفية إيلانا دايان والتي بثتها القناة الثانية ضمن برنامج “عوفدا” (حقيقة) في الأسبوع الفائت، من أنه قد يتسبب عدم تقليص دخول الجيش الإسرائيلي إلى المدن الفلسطينية بانهيار السلطة الفلسطينية. وقال إنه مُلتزم بالتنسيق الأمني مع إسرائيل ولكنه طالب رئيس الحكومة نتنياهو بإصدار أمر بوقف عمليات الجيش الإسرائيلي داخل المدن الفلسطينية في الضفة الغربية.

اقرأوا المزيد: 493 كلمة
عرض أقل
مدير المخابرات العامة في السلطة الفلسطينية، ماجد فرج، يهمس في أذن رئيس السلطة محمود عباس (AFP)
مدير المخابرات العامة في السلطة الفلسطينية، ماجد فرج، يهمس في أذن رئيس السلطة محمود عباس (AFP)

مُقابلة ماجد فرج تُثير ضجة في الإعلام الفلسطيني والإسرائيلي

وسائل الإعلام الإسرائيلية تُبرز المُقابلة النادرة التي أجراها فرج مع موقع أمريكي، وتُركّز على أقواله حول إحباط العمليات الموجهة ضد الإسرائيليين. وسائل الإعلام الفلسطينية تحجب هذا المقطع تمامًا

أثارت المُقابلة النادرة، التي أجراها ماجد فَرَج، مُدير مُخابرات السلطة الفلسطينية والشخصية المُقربة من رئيس السلطة الفلسطينية، أبو مازن، لموقع الإنترنت الأمريكي Defense News، ضجة كبيرة بعد نشرها.

عملت وسائل الإعلام الإسرائيلية كثيرا البارحة على اقتباس مقاطع من مُقابلة فَرَج؛ الذي طرحت الكثير من الصحف اسمه كمُرشح بارز لخلافة عباس. وقد ركّزت غالبية الصحف على أقوال فَرَج التي جاءت في نهاية المُقابلة وتحدثت عن التعاون بين قوات الأمن الإسرائيلية والفلسطينية، وتصريحه المُتعلق بإحباط الأجهزة الأمنية الفلسطينية أكثر من 200 عملية خُطط لتنفيذها ضد إسرائيليين، وبمُصادرة أسلحة وتوقيف أكثر من 100 فلسطيني.

عُرضت مُقابلة فَرَج أيضًا مساء البارحة في نشرات الأخبار المركزية وأيضًا تم التركيز على أقواله إن “الدولة الإسلامية (داعش) هي عدو مُشترك للفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء، وكذلك قوله إن الفلسطينيين اليوم “على مُفترق طُرق” ولن يكون لهم لا حول ولا قوة “إن استمر الإسرائيليون بالنهج الذي ينتهجونه اليوم”.

وتحدثت وسائل الإعلام الفلسطينية أيضا عن مُقابلة فَرَج، التي حصدت الكثير من التحليلات، غالبيتها تتعلق بنيته للتأسيس ليكون خلفًا مُحتملاً لأبو مازن. إلا أن مُقابلة فَرَج أدت إلى ظاهرة مُلفتة: بينما تحدثت المواقع الإخبارية المحسوبة على حركة حماس (مثل “المركز الفلسطيني للأعلام”) أساسًا، مثلما تحدثت إسرائيل، عن حديث فَرَج حول إحباط العمليات ضد إسرائيل، وحولت ذلك ضده قائلة إنه يُخرّب “المُقاومة” الفلسطينية، ادعت المواقع المحسوبة على حركة فتح مثل “دنيا الوطن” بأنها تعرض “الترجمة الكاملة” لأقوال فَرَج لكنها قامت بشطب الفقرة المُتعلقة بعمليات التوقيف وإحباط العمليات شطبا كاملا، الأمر الذي قد يُظهره بصورة سلبية في أعين الفلسطينيين.

عرضت وكالة الأنباء الفلسطينية الرئيسية “معًا”، التي تُعتبر مُقربة من الرئيس عباس، أقوال فَرَج تمامًا كما جاءت في المُقابلة الأصلية؛ باللغة الإنكليزية، غير أنها ركّزت في العناوين على مواضيع أُخرى طرحها فَرَج مثل احتمال انهيار السلطة الفلسطينية وقدوم داعش.

نجد في بعض الحالات أن الفجوات بتغطية وسائل الإعلام المُختلفة كبيرة جدًا لدرجة أنها تجعلنا نعتقد أن هناك مُقابلتين مُختلفتين أجراهما فَرَج. هذه الفجوات يُمكنها أن تُفسر تماما مسألة اختيار فَرَج، طوال كل تلك السنوات، عدم إجراء مُقابلات مع وسائل الإعلام، حيث يُمكن أن يتم تحريف أقواله والتلاعب بها بما يخدم مصلحة المُنتِج.

اقرأوا المزيد: 324 كلمة
عرض أقل
جبريل الرجوب (AFP)
جبريل الرجوب (AFP)

معركة الفيفا ومعركة خلافة أبو مازن

لا زالت عاصفة ابعاد إسرائيل من الفيفا تعصف بالقيادة الفلسطينية ولكن ليس في السياق الإسرائيلي - الفلسطيني وإنما في السياق الفلسطيني الداخلي وتحديدا في السياق الفتحاوي

على الصعيد الفلسطيني الداخلي يبدو ان الانتقادات التي وُجهت لرئيس اتحاد الكرة الفلسطيني جبريل رجوب من قبل الفصائل الفلسطينية ، كانت الجزء الأبسط او “الوجبة الأولى” في هذه العاصفة. فانتقادات حماس والفصائل واضحة فهي قد تكون على خلفية مهنية او من باب المنافسة السياسية الفصائلية.

لكن حرب المواقع وحرب شبكات التواصل الاجتماعي وتراشق التهم بين النشطاء الفلسطينيين الذين يتبعون لبعض المسؤولين الفتحاويين لا زالت مستمرة. فالجميع يتهم الجميع والشارع الفلسطيني يجد نفسه امام معركة سياسية مع إسرائيل تحولت مجددا الى نزاع فلسطيني داخلي.

سنحاول ترتيب الامور بعض الشيء: فلا شك انه على صعيد الفيفا وعلى صعيد الخلافات الفلسطينية الإسرائيلية نجح الرجوب بتسجيل انجاز هام للكرة الفلسطينية. فالطرف الإسرائيلي، وبعد الإحراج الكبير الذي تسببت له بها الحملة الفلسطينية ، لن يستطيع تجاهل الأليات التي وضعتها الفيفا للتسهيل على اللاعبين الفلسطينيين وسيجد نفسه، لو تكررت المضايقات للرياضيين الفلسطينيين، ليس امام الطرف الفلسطيني، وإنما امام الفيفا – الاتحاد الدولي لكرة القدم، الذي اقنع الفلسطينيين بسحب طلبهم بطرد إسرائيل من الاتحاد الدولي بضمان تدخلهم، أي مؤسسات الفيفا، مستقبلاً للجم إسرائيل ومعاقبتها اذا ما تكررت الامور وتكررت المضايقات الإسرائيلية تجاه اللاعبين الفلسطينيين.

أنصار دحلان في غزة (AFP)
أنصار دحلان في غزة (AFP)

لكن هذا النجاح الفلسطيني لا يُلغي حقيقة أن الرجوب رفع سقف توقعات الشارع الفلسطيني من أن عالم الكرة سيجتمع لطرد إسرائيل، كخطوة أولى على طريق اصطفاف العالم ضد إسرائيل سياسياً. الرجوب أرادها معركة سياسية لا قضية خلاف مهني رياضي ورفع سقف توقعات الشارع الفلسطيني، الأمر الذي يفسر خيبة الأمل الكبيرة التي أصيب بها الفلسطينيون بعد سحب الطلب بطرد إسرائيل من الاتحاد الدولي، وذلك رغم الإنجاز الذي ذكرناه أنفاً.

هنا يبدأ النقاش في أروقة ساسة فتح. البعض يعتبر أن الرجوب ضخم القضية ورفعها الى هذا الحجم والمستوى السياسي ليس بهدف لجم إسرائيل ووقف مضايقاتها للرياضيين الفلسطينيين وإنما تتويجاً لعمل بدأه منذ سنوات وتحديداً منذ تواليه رئاسة اتحاد الكرة الفلسطيني، كباب يعود من خلاله الى مركز الحلبة السياسية الفلسطينية كمرشح لخلافة الرئيس الفلسطيني محمود عباس ابو مازن. الصراع تدهور سريعاً ليصبح صراعاً بين قيادات فتح وخاصة بين أنصار بعض القيادات. فمؤيدو الرجوب اتهموا بعض خصومهم على أنهم يروجوا للقضية من باب إظهار فشل الرجوب “ليخدموا مرشح الاحتلال لخلافة ابو مازن ماجد فرج“، كما جاء على بعض الصفحات الفلسطينية. فقد اتهم أنصار الرجوب بعض المواقع الاخبارية الفلسطينية أنها تفتح صفحاتها لمهاجمته لأسباب سياسية داخلية ولتعزيز مكانة قيادات أخرى ولضرب الرجوب. في مثل هذه الحالات يطغى سريعاً على السطح أسم محمد دحلان حيث اتُهم هو الأخر انه يحاول الاستفادة مما حصل في الفيفا ليُعزز موقعه كأفضل بديل في ظل هذه احتدام الصراعات الداخلية. ولا ندري ما إذا كان الأمر محض صدفة فقد اُعلن هذا الأسبوع أن محمد دحلان منح احد الأندية الغزاوية منحة مالية بعشرات الاف الدنانير.

هنا نشير أن هذه المعركة الإعلامية بين القيادات الفتحاوية تجري بينما الرئيس الفلسطيني محمود عباس كان في طريقه الى العاصمة القطرية الدوحة ليشارك في حفل زفاف حفيده.

رئيس فيفا بلاتر والرجوب (AFP)
رئيس فيفا بلاتر والرجوب (AFP)

القضية الأكبر في ملف الفيفا هي قضية العلاقات الفلسطينية الأردنية. فرغم نفي الرجوب ذلك، ورغم رسائل الشكر التي اُرسلت الى الرجوب من الأميرة هيا (شقيقة الامير علي) ، الى ان الغالبية العظمى من الاردنيين – مسؤولون ومواطنون (رواد مواقع الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي) على قناعة من أن السلطة الفلسطينية صوتت لصالح المرشح السويسري سيب بلاتر وليس لصالح الأمير علي بن الحسين شقيق العاهل الأردني ومرشح الدول الاسيوية والعربية. الأردنيون يستندون الى بيان صدر عن الوفد الفلسطيني الذي اشار الى ان فلسطين صوتت لصالح بلاتر. وقد تحولت هدية تلقها الرجوب من مندوب السعودية في الفيفا الى سلاح إعلامي في وجه الرجوب حيث نشرت وسائل إعلام أردنية أن السيف هو عبارة عن هدية أهداها الرجوب الى بلاتر.

الرجوب أكد انه صوت لصالح الأمير علي والأمير وشقيقته أرسلا له رسالة شكر لكن الإعلام الأردني يعصف غضباً ضد الرجوب والسلطة الفلسطينية. وقد قام صحفي أردني بارز سعد السيلاوي بالاتصال مباشرة بالرئيس الفلسطيني محمود عباس لاستيضاح الأمر. ويقول السيلاوي ان الرئيس الفلسطيني وعده باتخاذ خطوات عقابية بحق الرجوب فور عودته الى الضفة الغربية. وقد أشار السيلاوي الى أن تصويت الرجوب ضد الأمير علي – رغم نفي الرجوب ذلك – كاد يلحق ضرار بالعلاقات الفلسطينية الأردنية وأنه خيب أمال الاردنيين. الردود على هذا الخبر جاءت كلها منددة بالرجوب وبتصويته لصالح بلاتر على حساب الأمير علي. ولا زال الإعلام الأردني يشن هجومه على الرجوب على خلفية نتائج انتخابات الفيفا بينما لا يكتفي البعض بمهاجمة الرجوب بل يهاجم السلطة الفلسطينية والبعض يهاجم الفلسطينيين ويصفهم بانهم “ناكرو الجميل”. فقد رجح الكثير من الكتاب أن تؤثر هذه القضية سلباً على علاقات الأردن بالسلطة الفلسطينية.

هنا نذكر ان الأمير علي وشقيقته الأميرة هيا هم ابناء الملكة علياء وهي الزوجة الفلسطينية للعاهل الأردني الراحل الملك حسين.

اقرأوا المزيد: 713 كلمة
عرض أقل
مدير المخابرات العامة في السلطة الفلسطينية، ماجد فرج، يهمس في أذن رئيس السلطة محمود عباس (AFP)
مدير المخابرات العامة في السلطة الفلسطينية، ماجد فرج، يهمس في أذن رئيس السلطة محمود عباس (AFP)

اللواء ماجد فرج: هل نتحدث عن وريث عباس؟

ثمة إجماع بين المسؤولين الفلسطينيين على أن أداء اللواء ماجد فرج، مدير المخابرات العامة، أكثر من متميّز، خاصة بعد نجاح عملية "رد الجميل" لتحرير الرهينتين السويديين، أما ذكر اسمه خليفة لعباس فلا يحظى على نفس الإجماع

أطلق عليها الفلسطينيون اسم عملية “رد الجميل”. فبعد أكثر من عام من المحاولات الفاشلة لإطلاق سراحهما، نجح جهاز المخابرات الفلسطينية بإطلاق سراح رجلي دين سويديين كانا يعملان في سوريا. جبهة النصرة كانت قد اختطفت الاثنين واحتجزتهما بالقرب من الحدود السورية الأردنية. القيادة السويدية كانت قد طلبت مطلع هذا العام من الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن تساهم السلطة في عملية إطلاق سراح الرهينتين. السلطة الفلسطينية التي كانت، وفي إطار حملتها، لتجنيد أكبر عدد ممكن من الدول للاعتراف بدولة فلسطين، تسعى لكسب تأييد السويد لمشروعها، وافقت على الطلب السويدي، وأوكل محمود عباس المهمة لرجل المهمات الخاصة ، ألا وهو مدير المخابرات العامة، اللواء ماجد فرج.

عملية إطلاق سراح الرهينتين تميّزت بكتمان كبير، استعمل خلالها جهاز المخابرات الفلسطينية قدراته، وعلاقاته لإتمامها بنجاح. إذا ما أضفنا عملية إطلاق سراح وإجلاء فلسطينيين وأبناء جنسيات أخرى من اليمن، وغيرها من الدول التي تشهد صراعات وحروب أهلية، وإذا ما اعتمدنا ما تداولته بعض وسائل الإعلام عن دور المخابرات الفلسطينية في بعض العمليات المعقدة مثل اعتقال القيادي في القاعدة، أبو انس الليبي، والمتهم الأول في قضية تفجير سفارتي الولايات المتحدة في دار السلام (تنزانيا) ونيروبي (كينيا) عام 1998، فإن اسما واحدا يبرز ويتكرر في كل هذه القضايا، وهو اسم اللواء ماجد فرج.

المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية التي أدارها العام الماضي وزير الخارجية الأمريكية، جون كيري، فشلت في تقريب وجهات النظر بين الطرفين. لم يكن الأمر مفاجئا. ما كان مفاجئا هو الدور الذي لعبه في هذه المفاوضات من الجانب الفلسطيني اللواء ماجد فرج. صحيح أن قيادات أمنية فلسطينية كانت دائما تشارك في المفاوضات، وفي بعض الأحيان كانت تقودها (جولة موفاز – دحلان)، لكن مشاركة فرج والذي لم يُعرف عنه كلاعب رئيسي في هذا الملفات، أرسلت رسالة واضحة، أن اسما جديدا بدأ يلوّح في الأفق، كلاعب هام في دائرة القيادة الفلسطينية، أو على الأقل كلاعب هام في دائرة مقربي الرئيس الفلسطيني.

من هو اللواء فرج؟

مدير المخابرات العامة في السلطة الفلسطينية، ماجد فرج (من النت)
مدير المخابرات العامة في السلطة الفلسطينية، ماجد فرج (من النت)

اللواء فرج من مواليد مخيم الدهيشة عام 1962. كان من قيادات شبيبة “فتح”، واعتقله الإسرائيليون عدة مرات لنشاطه في الانتفاضة وغيرها. مع قدوم السلطة الفلسطينية، ترأس جهاز الأمن الوقائي في بعض محافظات الضفة الغربية، من أبرزها محافظة بيت لحم، قبل أن يُعيَّن قائد لجهاز الاستخبارات العسكرية عام 2006. وفي العام 2009 عيّنه ابو مازن، مديرا لأهم وأكبر جهاز أمني فلسطيني وهو جهاز المخبرات العامة، ليكون بذلك أول مدير للجهاز يأتي من خارجه.

يُعتبر هذا التعيين مفصليا بالنسبة لمكانة اللواء فرج وللثقة التي يمنحها إياه الرئيس الفلسطيني. وبالفعل لعب فرج دورا هاما في الكثير من الملفات الاستراتيجية بالنسبة للسلطة الفلسطينية أبرزها ملفي المصالحة مع حركة حماس، والمفاوضات الإسرائيلية – الفلسطينية، بالإضافة إلى ملفات خاصة عديدة أوكلها إليه الرئيس الفلسطيني. اللواء فرج الذي اتهمته حماس في الماضي أنه حرّض النظام المصري عليها وعلى قياداتها، حظي خلال زيارته نهاية العام الماضي إلى القطاع، باستقبال الملوك والتقى قيادة حماس، وبحث معهم ملف المصالحة، والذي على ما يبدو انهار حاليا.

وأعاد اللواء فرج لجهاز المخابرات مكانته، ليس على الصعيد الفلسطيني الداخلي فحسب، وإنما كذلك على صعيد أجهزة المخابرات العالمية كجهاز يمكن الاعتماد عليه والتعاون معه في الكثير من الملفات الشائكة والحساسة. لكن السياسات الداخلية داخل حركة “فتح”، والحسابات الشخصية لقيادات الحركة تشكل العائق الأكبر أمام إمكانية صعود اللواء فرج ليصبح مرشح الإجماع داخل الحركة. فشعبيته وبساطته وانحداره من مخيم للاجئين (مخيم الدهيشة في بيت لحم) يجعلوا من اللواء فرج مرشحا من شأنه التغلب على التناقضات الداخلية للحركة.

هل يتولى المنصب الأول في السلطة الفلسطينية؟

كما ان اللواء فرج لم يُصبغ بالفساد وقضايا الفساد التي طالت الكثير من رموز السلطة وقياداتها. لكن الصفات نفسها – الشعبية والبساطة – هي نفسها التي قد تحول دون توليه المنصب الأول في السلطة الفلسطينية. فالكثيرون من قيادات فتح يعتبرون أنفسهم أحق، ويقومون بإبرام تحالفات وبناء مراكز قوى داخل الحركة وخارجها، بينما يركّز اللواء فرج على عمل جهازه وعلى إدارة الملفات التي توكل إليه، ولا يبدو، على الأقل في هذه المرحلة، أنه يولي أهمية كبيرة لموقعه وفرصه في سباق الوراثة. كما أن البعض ممن هم حول الرئيس الفلسطيني بدأوا يستشعرون خطرا من اللاعب الجديد ويحاولون إبعاده عن محيط الرئيس، فقد وصل الحد بالبعض للتلويح بأن اللواء فرج “هو ابن مخيم وبالتالي لن يكون مقبولا على الكثير من النخب الفلسطينية وحتى الفتحوية”، يقول مسؤول فلسطيني.

وبالفعل يبدو أن نقطة ضعف اللواء فرج، رغم انجازات جهازه، هي عدم القبول به من بعض المحيطين بالرئيس أو يعتبرون أنفسهم مقربين للرئيس، الأمر الذي يفسر الشائعات التي أُطلقت في أكثر من مرة عن رغبة الرئيس في إنهاء عمله كمدير لجهاز المخابرات، الأمر الذي تبين المرة تلو الأخرى أنه غير صحيح.

أما إسرائيليا، وكذلك أمريكيا، يُعتبر ماجد فرج ضابطا مهنيا ساهم في إعادة بناء المنظومة الأمنية الفلسطينية بعد الانتفاضة، وبعد دحر السلطة الفلسطينية من قطاع غزة، لكن المهنية لم تكن أبدا العامل الوحيد الذي يحدد مكانة وحظوظ أي مسؤول فلسطيني بقدر قدرته على إبرام تحالفات داخلية وإقليمية – خارجية.

اقرأوا المزيد: 744 كلمة
عرض أقل
الرئيس الفلسطيني محمود عباس (AFP PHOTO/FABRICE COFFRINI)
الرئيس الفلسطيني محمود عباس (AFP PHOTO/FABRICE COFFRINI)

اليوم التالي بعد محمود عباس

في سنّ الثمانين وبعد أكثر من عقد في رئاسة السلطة الفلسطينية، لم ينجح محمود عباس في تهيئة خليفة متفق عليه. تراثه التاريخي كله مشكوك فيه والمستقبل غير واضح

عندما تلقى محمود عباس بشكلٍ رسميّ وظيفته كخليفة لياسرعرفات في منصب رئيس السلطة الفلسطينية، بدا أنّ كل الشروط كانت لصالحه.

نظر إليه الشعب الفلسطيني كخليفة لا يشق له غبار “لأبو عمار”، نائبه التاريخي وصديقه من جيل مؤسسي فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية، وقد وافقت حركة حماس على طلبه بالتمسّك بالتهدئة. كانت إسرائيل على حافة انسحاب تاريخي من قطاع غزة، تمت الموافقة عليه قبل وقت قصير من استلام عباس لمنصبه.

وجدت فيه الولايات المتحدة، من جهتها، تغييرا مرحّبا به مقابل عرفات الصلب. قال الرئيس بوش وقتذاك: “أخيرا، هذا الرجل الذي يمكنني أن أعمل معه”.

محمود عباس والرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات (AFP PHOTO/MOHAMMED ABED)
محمود عباس والرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات (AFP PHOTO/MOHAMMED ABED)

يدرك عباس بأسف شديد بأنّه ضيّع كل الرصيد الذي كان بحوزته في بداية الطريق

والآن، ومع احتفاله بعيد ميلاده الثمانين، يدرك عباس بأسف شديد بأنّه ضيّع كل الرصيد الذي كان بحوزته في بداية الطريق. وسوى ذلك، فهو يعلم أنه بعد موته سيترك خلفه إرثا إشكاليا جدا بالنسبة للشعب الفلسطيني المنقسم، المتنازع والمنكوب.

إنّ محاولة عباس في توحيد الشعب الفلسطيني وتعزيز فعالية السلطة الفلسطينية وسلطتها، بروح “سلطة واحدة، سلاح واحد”، قد نجحت بشكل جزئي فقط في الضفة الغربية، وفشلت تماما في قطاع غزة. لا شكّ أنّ فقدان السيطرة على غزة لصالح حماس في شهر حزيران عام 2007، والذي حدث بعد عام ونصف من فوز حماس في الانتخابات التشريعية، هو الفشل الأكبر لدى عباس.

في كل ما يتعلق بعملية السلام مع إسرائيل، فقد فشل عباس كثيرا، ولكن من الواضح أنّ معظم الشروط لم تكن لصالحه

في كل ما يتعلق بعملية السلام مع إسرائيل، فقد فشل عباس كثيرا، ولكن من الواضح أنّ معظم الشروط لم تكن لصالحه، بعد أنّ تحقّق إنجاز انسحاب إسرائيل من قطاع غزة بشكل تامّ لصالح حماس. ولكن عندما دعا رئيس الحكومة الإسرائيلية إيهود أولمرت عباس إلى مسكنه الرسمي وعرض عليه خارطة تفصيلية للانسحاب الإسرائيلي المقترح في الضفة الغربية، لم يقتنص عباس الفرصة. خلال فترة قصيرة تمّ انتخاب بنيامين نتنياهو لمنصب رئيس الحكومة الإسرائيلي، ووصلت عملية المفاوضات إلى طريق مسدود بشكل عميق، ولا يزال حالها كذلك حتى اليوم.

الرئيس الفلسطيني محمود عباس (AFP PHOTO/CRIS BOURONCLE)
الرئيس الفلسطيني محمود عباس (AFP PHOTO/CRIS BOURONCLE)

تآكلت شرعية عباس بعد أن اتضح عدم رغبته (أو عجزه) عن عقد انتخابات أخرى لمنصب رئيس السلطة الفلسطينية. ومع ذلك، فلا زال يتمتّع بمكانة تاريخية لا يستطيع أي شخص آخر في السلطة الفلسطينية أن يفاخر بها: فمحمود عباس هو المتبقي الأخير من جيل المؤسسين لمنظمة التحرير الفلسطينية، ومن ثمّ فقد تمّ النظر إليه باعتباره واحدا من أواخر ممثّلي ياسر عرفات على الأرض، الرجل الذي جسّد الشعب الفلسطيني.

في العقد الماضي، انتشر في إسرائيل التوقع بأنّ “جيل الوسط” لحركة فتح، أولئك الذين سُجنوا في السجون الإسرائيلية في الثمانينيات وأصبحوا قادة ميدانيين لمخيّمات اللاجئين في الضفة وغزة، هم من سيقود الشعب الفلسطيني في العقود القادمة. ولكن هذا الجيل، جيل محمد دحلان، جبريل الرجوب، توفيق الطيراوي وأمثالهم، خيّب آمال الشعب الفلسطيني، وفقد السيطرة على غزة ولم يحقق التوقعات.

أصبحت السياسة الفلسطينية مستنقعًا سامّا ومليئا بالنزاع. وقد بدا بالنسبة للكثير من الفلسطينيين بأنّ حماس هي بديل مفضّل عن عباس

أصبحت السياسة الفلسطينية مستنقعًا سامّا ومليئا بالنزاع. وقد بدا بالنسبة للكثير من الفلسطينيين بأنّ حماس هي بديل مفضّل عن عباس. يمكن أن نعدّ عشرات الأسماء بمثابة بدائل محتملين لعباس، ويستلزم من كل واحد منهم بذل جهود كبيرة من أجل توحيد الصفّ الفلسطيني والحكم بشكل فعال. إنّ خطر التدهور إلى فوضى تامّة أمر واضح للجميع.

ومن بين الأسماء التي تمّ طرحها على مدى سنوات لمنصب خليفة عباس هناك مروان البرغوثي المسجون في إسرائيل، جبريل الرجوب الذي ترأس الأمن الوقائي الفلسطيني، سلام فياض الذي تولى سابقا منصب وزير المالية ورئيس الوزراء، رشيد أبو شباك الذي سيطر على أجهزة السلطة في قطاع غزة، وأدين بعد ذلك بجرائم فساد، توفيق الطيراوي الذي ترأس المخابرات، حسين الشيخ أحد مسؤولي فتح، جهاد الوزير نجل خليل الوزير من مؤسسي فتح، وآخرون.

إن احتمالات كلّ هؤلاء الآن في خلافة عباس تبدو ضعيفة جدّا، وفي بعض الحالات مستحيلة. ومع ذلك، فقد اخترنا أربعة مرشّحين محتملين لهذا المنصب الكبير في اليوم الذي سيأتي بعد عباس. ولكن في هذه المرحلة فهي مجرّد تقديرات، حيث إنّه لا شيء مستقرّ وكلّ شيء قابل للتغيير.

محمد دحلان

محمد دحلان
محمد دحلان

الذي كان طوال الوقت المرشّح الأبرز لقيادة الشعب الفلسطيني بعد تبادل الأجيال، يبدو الآن ضعيف الاحتمال تماما في خلافة عباس، وخصوصا على ضوء الصراع العميق الذي انفجر بين الاثنين في السنوات الماضية. تمّ النظر إلى دحلان باعتباره فاسدا ووحشيّا. ومن جهة أخرى، ليس هناك أي قائد أكثر خبرة منه، وهو معروف من قبل الشعب الفلسطيني كله حتى لو لم يكن لديه شعبية، وبإمكانه أن يفخر بأنّه قضى زمنًا في الاعتقال في إسرائيل. ميزة أخرى هي أنّ دحلان مقبول على قسم لا بأس به من قيادة حماس، رغم التاريخ الدموي بينه وبين أعضائها. وأهم من كلّ ذلك؛ يبدو أن الرئيس المصري، عبد الفتّاح السيسي، يقف خلفه وسيعزّز مكانته.

محمد اشتية

محمد اشتية
محمد اشتية

ميّزات اشتية هي خبرته، مهاراته وقربه من القيادة القديمة لمنظمة التحرير والسلطة الفلسطينية. لدى اشتية خبرة كبيرة سواء في المجال الاقتصادي المطلوب جدّا لقيادة السلطة، أو في المجال السياسي؛ فقد كان في مؤتمر مدريد عام 1991 عضوا في الوفد الفلسطيني وفي السنوات الأخيرة انضم إلى صائب عريقات في إجراء المفاوضات مع إسرائيل. في المقابل، فإنّ اشتية هو شخص فاقد للمكانة الشعبية، وليس معروفا لدى معظم الشعب، وكما يبدو فهو يفتقد للكاريزما والسلطة المطلوبتين للزعيم.

ماجد فرج

ماجد فرج
ماجد فرج

إذا كان هناك شخص يسيطر اليوم على أراضي الضفة الغربية، شخص مسؤول عن الاستقرار النسبي في الضفة الغربية وعن الخطوات الفعالة للسلطة الفلسطينية باتجاه تحوّلها إلى دولة؛ فهو ماجد فرج. في المقابل، فهو غير معروف بشكل كبير في أوساط الشعب، ولا يملك الشعبية بشكل استثنائي، حيث لا زال يمكث حتى اليوم في الظلّ بشكل أساسيّ وليس تحت دائرة الضوء. إذا أراد الترشّح لمنصب الرئيس، فسيُضطرّ إلى قطع شوط طويل.

عزام الأحمد

عزام الأحمد
عزام الأحمد

ميّزات عزام الأحمد عديدة: فهو يسيطر بشكل جيّد على آلية الحركة في فتح أكثر من أي شخص آخر اليوم، وهو مقبول جدّا على القيادة العليا لحماس بعد أن قاد محادثات الصلح معها. العيب الأبرز لديه هو سنّه، حيث إنّه كبير في السنّ وينتمي من الناحية التاريخية للجيل الأول مثل عباس. إذا تم اختياره للقيادة، فسيكون مرشّح الجمود وليس التقدّم. في المقابل، فإنّ الجمود مفضّل على التدهور الذي قد يحدث في اليوم الذي سيأتي بعد محمود عباس.

اقرأوا المزيد: 937 كلمة
عرض أقل
رئيس الحكومة الفلسطينية رامي الحمد الله يحلف اليمين أمام عباس (Issam RImawi/FLASH90)
رئيس الحكومة الفلسطينية رامي الحمد الله يحلف اليمين أمام عباس (Issam RImawi/FLASH90)

منظمة اسرائيلية تقدم شكوى ضد شخصيات فلسطينية للجنايات الدولية في لاهاي

من بين المسؤولين الفلسطينيين الذين تلاحقهم المنظمة، رئيس الوزراء رامي الحمد الله، ورئيس المخابرات الفلسطينية ماجد فرج، ورئيس جهاز الأمن الوقائي السابق جبريل الرجوب

06 يناير 2015 | 09:02

ذكرت مصادر إسرائيلية الأمس (الاثنين)، أن المنظمة الحقوقية الاسرائيلية “شورات هدين” قدمت شكاوى ضد ثلاثة مسؤولين كبار في السلطة الفلسطينية الى محكمة الجنايات الدولية في لاهاي.

وحسب المصادر الإسرائيلية فان المسئولين الفلسطينيين هم رئيس الوزراء رامي الحمدالله ورئيس المخابرات العامة اللواء ماجد فرج وعضو اللجنة المركزية لحركة فتخ جبريل الرجوب.

وحسب مذكرة الشكوى أن اسرائيل تتهم المسئولين الثلاثة بالمسؤولية عن اطلاق الصواريخ على اهداف “مدنية” اسرائيلية خلال الحرب الأخيرة في قطاع غزة، عملية “الجرف الصامد”.

كما تطلب المنظمة الاسرائيلية ” شورات هدين” في شكواها ادانة المسؤولين الفلسطينيين الثلاثة بالمسؤولية عن تعذيب مواطنين فلسطينيين.

اقرأوا المزيد: 90 كلمة
عرض أقل
هل ستنجح فتح في اكتشاف نفسها من جديد؟ (Facebook)
هل ستنجح فتح في اكتشاف نفسها من جديد؟ (Facebook)

بعد 50 عامًا على تأسيسها، هل ستنجح فتح في اكتشاف نفسها من جديد؟

هل تقف فتح أمام عام من التقلّبات؟ يبدو أنّ مكان عباس الآن، أكثر من أيّ وقت مضى، كرئيس للسلطة قد يتعرّض إلى الخطر

“هناك إشارة في الأجواء”، كما يقول مسؤول يتتبع عن كثب الأحداث في رام الله، “قد يجلب عام 2015 معه تقلّبات وشخصيات جديدة”. قبل أيام معدودة من الاحتفال بمرور 50 عاما على تأسيس فتح، يبدو أن الحركة، وعلى رأسها أبو مازن، تواجه فترة مصيرية.

ليس هناك خليفة عباس بعد

بالإضافة إلى احتفالات الانطلاقة، فمن المتوقع أن يُعقد الشهر القادم في رام الله المؤتمر العام السابع لحركة فتح. وبخلاف سنوات سابقة، هناك إحساس في هذه المرة بأنّ شيئا ما سيتغيّر، وأن روحا جديدة تهبّ في أشرعة الحركة. ظهر اختراق للمرشحين الشباب نسبيا في انتخابات الدوائر الانتخابية لدى الحركة، ويبدو أنّ الجيل الشاب قد يحصل على مكانة مهمّة في المؤتمر أيضًا.

وبخلاف قادة فتح من “الجيل القديم”، فهؤلاء هم أشخاص متحمّسون بشكل أكبر بكثير، وبعضهم أسرى محرّرون مكثوا في السجون الإسرائيلية، يتحدّثون العبرية، وجرّبوا نتائج الصراع على جلودهم. هم أيضا أكثر حماسة، نشاطا، وربما أيضًا وطنية. يبدو أنّ الخمول الذي انتشر في الحركة في السنوات الماضية قد يتغيّر بروح قتالية.

وفي المقابل، لا يزال لا يبدو أنّ هناك مرشحّا مهمّا يمكنه أن يقوّض مكانة أبو مازن، ولم يظهر له وريثًا طبيعيًّا. أحد أهداف الحركة في المؤتمر العام السابع هو تعيين نائب لأبو مازن، والذي يمسك بالتاج وحده تماما منذ سنوات طويلة.

عباس نفسه هو من أواخر “جيل النكبة”. لقد وُلد في صفد وشهد النكبة عن كثب، ولذلك فهو يحظى باحترام خاص

وحتى الآن، ليس هناك مرشّح واحد يبرز عن الجميع، ولكن على أية حال يمكننا أن نقول إنّ ذلك النائب، والذي سيُشار إليه بشكل تلقائي، بالطبع، كخليفة مستقبلي لعباس، لن يكون ما يعرفه الجميع. عباس نفسه هو من أواخر “جيل النكبة”. لقد وُلد في صفد وشهد النكبة عن كثب، ولذلك فهو يحظى باحترام خاص. خلفه، على الأرجح، سيكون من الجيل الذي وُلد “في الداخل”.

وبينما يحاول دحلان بناء نفسه كبديل حقيقي، يبدو أنّه طالما أنّ عباس يسيطر على الأمور، فسيحرص على أن يبقى دحلان بعيدا جدّا عن التمتع بالكعكة. في المقابل، فإنّ مرشحين بارزين جدا مثل مروان البرغوثي أو جبريل الرجوب، الذين يحظون بشرعية واسعة في الشارع الفلسطيني، قد يُنظر إليهم من قبل عباس باعتبارهم مهدّدين جدّا، ولذلك فمن الممكن أن يفضّل اختيار نائب له من رفاقه.

محمد دحلان في رام الله (Michal Fattal/Flash90)
محمد دحلان في رام الله (Michal Fattal/Flash90)

اعتادت المصادر المطلعة على أن تقول إنّ اسم ماجد فرج، رئيس جهاز المخابرات العامة الفلسطينية، يُطرح أكثر من مرة باعتباره من قد يحلّ مكان عباس في يوم من الأيام

تعتقد المصادر المطلعة أن اسم ماجد فرج يُطرح أكثر من مرة باعتباره من قد يحلّ مكان عباس في يوم من الأيام

وتعتقد المصادر المطلعة أن اسم ماجد فرج، رئيس جهاز المخابرات العامة الفلسطينية، يُطرح أكثر من مرة باعتباره من قد يحلّ مكان عباس في يوم من الأيام. يُعتبر فرج، وهو من مؤسسي لجان الشبيبة الذراع النقابي والجماهيري لحركة فتح، مقرّبا جدا من أبو مازن، وأيضا رجلا مرتبطا جدّا بالمنطقة ويتمتّع بدعم واسع بين الشعب. وهو على علاقة جيّدة مع سائر رؤساء الأجهزة الفلسطينية، وفي حالة الأزمة، إذا نجح في التعاون معهم، فمن المتوقع أنّ يكون قد نجح بالوصول إلى أكثر مكان مطلوب في رأس السلطة.

الاستقرار في الضفة بدأ بالتداعي

إنّ الاستقرار الأمني الملموس في السنوات الأخيرة في الضفة الغربية هو مصلحة مشتركة بين عباس والإسرائيليين على حدٍّ سواء، وهو أحد حجارة الأساس التي تمكّن من استمرار سلطة عباس، وينبع من ثلاثة أسباب رئيسية: أولا، يفضّل السكان الهدوء، الذي يمنحهم حياة منظّمة ومستقرّة، وبعض الأمن الاقتصادي، ويخافون من سيناريو “الربيع العربي” كالنسخة المصرية والذي يؤدي بشكل أساسيّ إلى الفوضى وزيادة الفقر.

اشتباكات في قلنديا (AFP)
اشتباكات في قلنديا (AFP)

وفقا للتقديرات الإسرائيلية، رغم التهديدات ليس من المتوقع وقف التنسيق الأمني، الذي يحمل أهمية كبيرة لمصالح الطرفين

ثانيا، يذكر سكان الضفة جيّدا الفترة المؤلمة لانتفاضة الأقصى، عندما امتلأت الضفة بالدبابات الإسرائيلية والحواجز، إلى جانب المواجهات التي لا تتوقف بين مسلّحي فتح وحماس، وأن الحياة كانت مستحيلة. وأخيرا، فإنّ الجيل الجديد من رؤساء الأجهزة يقومون بعمل جيد، ويريدون حقّا الحفاظ على السيادة والاستقرار. ومن المهم أن نذكر في هذا السياق أنّه وفقا للتقديرات الإسرائيلية، رغم التهديدات، التي تظهر بشكل خاص بعد وفاة زياد أبو عين، ليس من المتوقع وقف التنسيق الأمني، الذي يحمل – كما ذُكر أعلاه – أهمية كبيرة لمصالح الطرفين.

ومع ذلك، يقف هذا الاستقرار الآن أمام اختبار، ويمكن أن يتمّ تقويضه في كلّ لحظة. الأزمة السياسية تثير القلق بخصوص المستقبل الاقتصادي. بينما المفاوضات عالقة، يستمر الواقع اليومي في العرقلة والأزمة الاقتصادية تتعمّق فحسب.

بالإضافة إلى ذلك، فإنّ الجيل الشاب الذي يعيش في الضفة هو أقلّ تسامحًا بكثير من آبائه. 800 ألف شاب في سنّ 16-25، ممّن لا يتذكّرون عن كثب صعوبات العقد الماضي، يصبحون أكثر إحباطا. الكثير منهم متعلّمون ويحملون ألقابا جامعية، ولكنهم لا يجدون عملا مناسبا ويُضطرّون إلى العمل في أعمال يدوية من أجل المساهمة في إعالة الأسرة. ونضيف لجميع ذلك محاولات حماس التي لا تتوقف في إشعال المنطقة، ووضع متفجّرات تنتظر الشرارة فقط.

مصابون بخيبة أمل من عبلس

إنْ كان هناك مصدر آخر للأمل، فهو نابع من الجهود التي لا تتوقف لعباس على المستوى السياسي. القرار الاستراتيجي لدى عباس هو التركيز على العمل الدبلوماسي وتصميمه الصادق للحصول على اعتراف من دول العالم يؤتي بثماره. في هذا السياق، فغدا هو يوم مصيري بشكل خاصّ، ومن المتوقع أنّ يمثّل علامة فارقة في كلّ ما يتعلّق بالنضال الفلسطيني.

ولكن في المقابل، لا يزال عباس يلقى اعتراضات من الداخل. تتلاشى المصالحة مع حماس وكأنها لم تكن، وتأجيل الانتخابات المستمرّ يطعن بشرعية عباس باستمرار.

ويظهر استطلاع جديد نشره المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية أنّ أكثر من 80% من الفلسطينيين يعتقدون بأنّ مؤسّسات السلطة الفلسطينية يشوبها الفساد والمحسوبية، وقد انخفض تأييد أبو مازن في الصيف الأخير من 50% إلى 30%.‎ ‎

الرئيس الفلسطيني محمود عباس (www.flickr.com/photos/home_of_chaos)
الرئيس الفلسطيني محمود عباس (www.flickr.com/photos/home_of_chaos)

66% من بين 1,270 من المستطلَعة آراؤهم يشعرون بأنّهم غير قادرين على توجيه الانتقادات لأبو مازن دون خوف. يقول منتقدو أبو مازن إنّه بعد عقد في السلطة، يشرف أبو مازن على الأنظمة بشكل كبير ويقلّص من قدرات المعارضة، وهو الادعاء الذي يرفضه مؤيّدو أبو مازن الذين يقولون إنّ الفلسطينيين يتمتّعون بحريات سياسية واسعة، أكثر من أي مكان آخر في العالم العربي. ولكن تظهر أيضًا من الشبكات الاجتماعية الفلسطينية صورة واضحة من الاستياء – الذي ينمو باستمرار – من تصرّفات عباس.

يبدو أنّ عباس يخاف أكثر من أيّ وقت مضى من كلّ تهديد محتمل لكرسيّه، ممّا يؤدّي به إلى التصرّف بتهوّر. ولكن في حال استمرار فشل جهوده في الأمم المتحدة، يبدو أنّه سيكون عليه أن يكون قلقا كثيرا ممّا يُتوقّع له في العام القادم، وأن يفعل كلّ ما بوسعه من أجل الحفاظ على مكانه على رأس السلطة الفلسطينية.

اقرأوا المزيد: 977 كلمة
عرض أقل