رئيس الموساد السابق مائير دغان (Kobi Gideon/Flash90)
رئيس الموساد السابق مائير دغان (Kobi Gideon/Flash90)

رئيس الموساد السابق توفي نتيجة مرض السرطان

مئير دغان، الرجل الذي اعتُبر أفضل رئيسٍ للموساد على الإطلاق مات بعد صراع طويل مع مرض سرطان الكبد

17 مارس 2016 | 09:56

توفي صباح اليوم (الخميس)، مئير داغان، رئيس الموساد السابق، عن عمر ناهز 71 عامًا بعد صراع مع مرض السرطان. شغل داغان العديد من المناصب الهامة في صفوف القيادة الأمنية الإسرائيلية، من بينها، منصب رئيس الموساد، رئيس كتيبة العمليات التابعة لقيادة الأركان العامة، ورئيس وحدة مكافحة الإرهاب وحصل على العديد من الأوسمة.

نشر جهاز الموساد بيانًا رسميًا عن موت داغان: “ينعي جهاز الموساد للاستخبارات والمهام الخاصة خبر وفاة رئيس الموساد السابق مئير داغان الذي وافته المنية صباح هذا اليوم”.

وُلد مئير داغان في كانون الثاني من عام 1945 في أوكرانيا. قدم إلى البلاد مع والديه عندما كان عمره 5 أعوام. أقامت عائلته في مستوطنة انتقالية قرب مدينة اللد. وقد بدأ خدمته العسكرية في عام 1963 ضمن كتيبة المظليين. قاد، في حرب الأيام الستة، كتيبة قتالية في صحراء سيناء. وأنشأ عام 1970، تحت قيادة أريئيل شارون، أول وحدة مستعربين، وهي وحدة كان يتنكر  أفرادها في شخصيات عربية ويعملون في العمق الفلسطيني، ونشطت في غزة بحثًا عن مطلوبين من أجل إلقاء القبض عليهم وتصفيتهم. أوعز كثيرون إخماد الانتفاضة الأولى إلى نشاط هذه الوحدة.

ميئر دغان يبدل إفرايم هليفي رئيسا للموساد بعد أن عيّنه أريئيل شارون عام 2002 (Flash90)
ميئر دغان يبدل إفرايم هليفي رئيسا للموساد بعد أن عيّنه أريئيل شارون عام 2002 (Flash90)

شارك داغان في حرب تشرين في سيناء وشارك في عبور قناة السويس. كان في حرب لبنان الأولى قائدًا لكتيبة مدرعات وكان من القادة الأوائل الذين دخلوا بيروت. يُعتبر داغان أيضًا واحدًا من مؤسسي جيش لبنان الجنوبي – وأيضًا تُعزى له عملية تفعيل الأذرع الأمنية الخاصة بذلك الجيش.

تقاعد عام 1995 من الجيش بعد 32 عامًا من الخدمة. أُصيب مرتين خلال خدمته العسكرية، وحتى أنه نال وسام الشجاعة بعد أن انقض على مطلوب فلسطيني كان يُمسك بيده قنبلة يدوية منزوعة قفل الأمان.

عمل داغان، بعد تقاعده من الجيش، مستشارا لشؤون مكافحة الإرهاب لدى رئيسي الحكومة إسحاق رابين وبنيامين نتنياهو. انضم عام 2000 إلى الحملة الجماهيرية التي تطالب بعدم الانسحاب من الجولان وانضم إلى صفوف الليكود. شغل عام 2001 منصب رئيس مركز انتخابات أريئيل شارون خلال انتخابات رئاسة الحكومة. تم تعيين داغان، بعد فوز شارون برئاسة الحكومة، رئيسا لوفد التفاوض الأمني الإسرائيلي في المفاوضات مع الفلسطينيين.

تم تعيينه في عام 2002 رئيسًا للموساد للاستخبارات والمهام الخاصة من قبل أرئيل شارون. وتم تمديد ولايته مرتين من قبل رئيس الحكومة، إيهود أولمرت، ومن ثم من قبل بنيامين نتنياهو لاحقًا. وفي عام 2011 أنهى خدمته.

سُمي داغان في مصر “سوبرمان” وفي الدول العربية ودول العالم قالوا إنه المسؤول عن سلسلة عمليات الاغتيال التي طالت قادة في حزب الله وحماس وأيضًا أنه المسؤول عن إحباط خط الإرهاب لقطاع غزة ولبنان. حدث ذلك وفقًا لتقارير أجنبية، عندما كان رئيسًا للموساد.

كل من دخل إلى مكتب مئير داغان في الفترة التي تولى فيها منصب رئيس الموساد شاهد فورًا الصورة الشهيرة التي يظهر فيها جده وهو يركع على ركبتيه قبل لحظة من إطلاق النار عليه من قبل جندي نازي حتى الموت. وُلد داغان نفسه في قطار، حين هرب والداه من النازيين من بولندا إلى روسيا رغم أنه علم طوال حياته أنه نجا ووالداه من الهولوكوست، فالموضوع لم يُطرح في المنزل أبدًا ولكنه أثّر دون شك على حياته.

صورة جدّ دغان المشهورة
صورة جدّ دغان المشهورة

هاجر إلى إسرائيل في سنّ الخامسة مع والديه وسائر “أبناء أسرته”، والذين لاحقًا فقط اكتشف أنهم مجموعة من الأفراد اليهود الذين تجمّعوا معًا بعد أن فقدوا أسرهم في الهولوكوست وشكّلوا أسرة بديلة. لم يرموا الطعام في المنزل أبدًا.

اقرأوا المزيد: 497 كلمة
عرض أقل
رئيس الموساد السابق مائير دغان (Yossi Zamir/Flash90.)
رئيس الموساد السابق مائير دغان (Yossi Zamir/Flash90.)

داغان: اتفاق مع الجامعة العربية، لا مع الفلسطينيين

رئيس الموساد السابق: ليست ثمة أهمية أمنية لغور الأردن، هذا تلاعب؛ للفلسطينيين تاريخ إشكالي جدا في الالتزام بالاتفاقات

ألقى رئيس الموساد السابق مئير داغان خطابًا في مؤتمر أمس (السبت). وفيما وزير الخارجية الأمريكي جون كيري يتنقل بين غرف رئيس الوزراء نتنياهو ورئيس السلطة الفلسطينية أبو مازن من أجل المضي قدما في المفاوضات العالقة، قد صرح داغان عدة تصريحات كل واحد منها كافٍ بحدّ ذاته ليثير عاصفة، كما ذكرت صباحا صحيفة “معاريف”.

وفقا للتقرير، قدّم داغان للصحف أكثر من عنوان مثير. من بينها، قال إنه بحسب رأيه يجب حل الصراع في أسرع وقت ممكن، ولكن درجة الثقة التي يعطيها للفلسطينيين قليلة جدا. حذر داغان قائلا: “في تقديري، إن لم يتم حل هذه المشكلة فإنها قد تؤدي إلى أن تصبح إسرائيل دولة ثنائية القومية”. وتابع قائلا: “لا أنظر إلى ذلك من وجهة النظر الفلسطينية. وإنما أقول هذا على محمل الجد؛ فلا يهمني أمرهم. المهم عندي ما يجري في الدولة، وما سيحدث هنا لأولئك الذين سيأتون بعدنا. ماذا يبقى للأجيال القادمة”.

من جهة أخرى، قال داغان إن تاريخ الفلسطينيين في احترام الاتفاقات ليس شيئا يمكن الافتخار به. “لدينا مشكلة استراتيجية ومتأصلة في ثقة الجمهور الإسرائيلي”، وتابع موضحا: “نحن بحاجة إلى إعطاء ملكيات دائمة للفلسطينيين، أي مساحة من الأرض… وفي الواقع فالمقابل الذي ينبغي أن نتلقاه هو ورقة. إنّ درجة الثقة ودرجة تنفيذ الفلسطينيين للترتيبات السابقة التي وقّعنا معهم عليها هي درجة إشكالية جدا”.

ويقترح داغان نهجا جديدا تماما لتسوية الصراع. يقول: “في رأيي، فإن الطريق الصحيح لحلّ المشكلة مع الفلسطينيين لا يكون باتّفاق مع الفلسطينيين”، موضحًا: “علينا أن نصل إلى ترتيب ما بحيث نتحادث فيه مع الجامعة العربية، وأن نجعل ذلك وكأنما هو اقتراح من العرب أنفسهم. فإن احتمال أن يكون أبو مازن مستعدا للتراجُع عن المواقف الأساسية التي تم تحديدها في تراث عرفات في ظل هذه الظروف هي فرصة ضئيلة جدا”.

وقد طرح داغان المطالبات الأكثر دهشة بالفعل حول حماس. قال: “ليس لدي دليل على ما سأقوله الآن”، استهل كلامه وأوضح، “ولكنّ لديّ انطباعًا أن دولة إسرائيل ليست لديها مصلحة في تدمير حماس. والسبب بسيط، فأنا أرى الآن الجهود التي تبذلها مصر على قدم وساق من أجل الحد من قوة حماس. وأرى هذا الجهد مبذولا من قبل دول الخليج والسعوديين أيضا. ودولة إسرائيل غير مشتركة تماما في هذه الجهود”. وعلى حد قوله، إن تم ذلك، فهو من أجل الحفاظ على فقدان شرعية معينة لأبي مازن، بحيث يمكن التراجُع عن التوقيع على الاتفاق في اللحظة الأخيرة.

وأوضح داغان أنه يعبر عن ذلك كرأي شخصي فحسب، ولا يستطيع أن يبرهن عليه بشكل قاطع. وواصل داغان تقديم العناوين المثيرة حتى حين تحدث عن الترتيبات الأمنية من الشرق. قال: “ليست لدي مشكلة مع طلب سياسي بأن يكون غور الأردن جزءًا من دولة إسرائيل”. وتابع قائلا: “من الشرعي أن يكون هناك موقف كهذا. ويزعجني أن يتم عرض ذلك وكأنما هو مشكلة أمنية. ليس هناك جيش عراقي، وليست ثمّة جبهة شرقية. هناك سلام مع الأردن. لا أحبّ الحديث عن أن غور الأردن هو أمر أساسي لأمن إسرائيل”. وأضاف بعد ذلك أن هناك “مناورةً واستخدامًا للاعتبارات الأمنية”.

وانتقد داغان الولايات المتحدة أيضا، وقال إن جهود كيري لا تبدو بالنسبة له معلًمًا هاما في الرؤية الأمريكية، وإنما مجرّد “جهد مرتبط بكيري نفسه”. كما انتقد الاتفاق النووي مع إيران، وقال عنه: “كان هذا الاتفاق سيئا جدا. هو اتفاق إشكالي. وإن لم يتم حله الآن، فنحن نقف أمام مشكلة استراتيجية معقدة جدا. ينبغي أن ندرج ضمن الاتفاق الدائم جميع الثغرات التي فيه، ومن المؤسف جدا أنّ ثمة ثغرات كثيرة فيه”. وأعاد داغان التشديد أيضا على الموقف الذي أعرب عنه سابقا ضد الهجوم الإسرائيلي على المنشآت النووية. فوفقا لكلامه، لا يجب القيام بهجوم ليس لأنّ إسرائيل غير قادرة على ذلك، وإنما لأنّ فاعلية هجوم كهذا ستكون ضئيلة.

اقرأوا المزيد: 560 كلمة
عرض أقل
رئيس دولة إسرائيل شمعون بيريس (Flash90/Amos Ben Gershom)
رئيس دولة إسرائيل شمعون بيريس (Flash90/Amos Ben Gershom)

هل سيعود الرئيس بيريس إلى الكنيست؟

تقارير حول تفكير الرئيس بيريس بإقامة حزب والعودة إلى الحلبة السياسية عند انتهاء ولايته في تموز 2014

بعد نحو نصف سنة، في شهر تموز من العام 2014، ستنتهي ولاية الرئيس شمعون بيريس، التي استمرت سبع سنوات، غير أنه يبدو أن بيريس ليس معنيًا بالابتعاد عن الحياة الجماهيرية بسرعة. تم الإعلان في نهاية الأسبوع الأخير،  في القناة الأولى ، عن أن الرئيس، البالغ من العمر 90 عامًا، يقول في محادثات مغلقة أنه لا ينوي اعتزال النشاطات الجماهيرية عند نهاية ولايته كرئيس.

وفقًا للقانون الإسرائيلي، تقتصر ولاية الرئيس على مدة سبع سنوات، ولكن التقديرات أن الرئيس بيريس معنيّ بالتوجه إلى الكنيست وتعديل القانون حيث يتيح له متابعة ولايته سنة إضافية. بما أن الحديث يجري عن قانون أساس (بمثابة قانون دستوري)، قد يثير هذا التغيير انتقادًا ويواجه صعوبات، على الرغم من حقيقة وجود إجماع على أن بيريس يقوم بدوره كرئيس بشكل جيد ويمثل دولة إسرائيل ومواطنيها بكرامة.

قد تظهر معارضة أخرى لمتابعة ولاية بيريس من الجانب اليمني في الخارطة السياسية، وذلك لأن بيريس محسوب على اليسار الإسرائيلي ويعمل من أجل السلام وإقامة دولة فلسطينية، بما يتعارض وموقف الحكومة أحيانًا.

ربما هذا هو السبب للإعلان عن أن الرئيس بيريس ينوي العودة إلى الحلبة السياسية وإقامة حزب جديد على ما يبدو. في تقرير للقناة الأولى نُقل عن بيريس قوله: “يهمني ما يحدث هنا. لن أقف جانبًا. أريد أن يكون لي تأثير”. كذلك، شدد في عدد من اللقاءات في الماضي قائلا: “طوال الوقت الذي أستطيع فيه الإسهام في الدولة فسأفعل هذا”.

وقد اتضح أيضًا من الإعلان أنه وفقًا للتخطيط، سيكون بيريس محورًا مركزيًا في الحزب الذي سيُقام مع شخصيات أخرى ومن بينها رئيسَ الموساد مئير دغان ورئيس الشاباك سابقًا يوفال ديسكين، إضافة إلى رجال أعمال ونشطاء اجتماعيين. من الممكن أن يستغل بيريس الهالة التي جمعها خلال سبع سنوات ولايته كرئيس والتأييد الجماهيري لصالح المشروع.

وينتقد محللون إسرائيليون الخطوة، ويتخوفون من أن بيريس سيُمنى بفشل ذريع في حال حاول الترشح ثانية للكنيست، وأن تعود وترافقه في سني شيخوخته صورة “الخاسر” التي رافقته طوال سنوات، ونجح التخلص منها في فترة ولايته كرئيس فقط. بالمقابل، ثمة من يقدر أن التقارير تهدف إلى تفعيل “ضغط” على رئيس الحكومة نتنياهو، الذي حاول الامتناع عن المنافسة السياسية أمام بيريس، ولذلك سيشجع تعديل القانون الذي يتيح له البقاء سنة إضافية في مقر الرئاسة.

وجاء من مقر الرئاسة: “أوضح الرئيس بشكل قاطع أنه سيتم اتخاذ  القرار بشأن نشاطاته الجماهيرية المستقبلية بعد أن ينهي ولايته كرئيس لدولة إسرائيل في تموز 2014 فقط”.

اقرأوا المزيد: 364 كلمة
عرض أقل
رئيس الموساد السابق مائير دغان (Yossi Zamir/Flash90.)
رئيس الموساد السابق مائير دغان (Yossi Zamir/Flash90.)

دغان: “الغرض من برنامج إيران النووي ضمان استمرار إرث الخميني”

تطرق عدد من المسؤولين الإسرائيليين السابقين والحاليين اليوم إلى البرنامج النووي الإيراني وإلى المفاوضات الدائرة بين طهران والعواصم الغربية. وقد حاولوا جميعًا إيصال رسالة وهي ضرورة إبقاء الخيار العسكري قائمًا وحاضرًا.

تحدث في المؤتمر، الذي عُقد اليوم في تل أبيب بتنظيم من مركز أبحاث الأمن القومي، عدد من الشخصيات الإسرائيلية التي شغلت مناصب رفيعة المستوى في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية خلال السنوات الأخيرة، من بينها رئيس الشعبية الأمنية ـ السياسية في وزارة الدفاع، عاموس جلعاد، رئيس جهاز شعبة الاستخبارات السابق عاموس يدلين ورئيس جهاز الموساد السابق مائير دغان، والتي وفرت كلمته عناوين ملفتة حول المسألة الإيرانية: “لن يكون تبرير مهاجمة إيران خلال فترة المفاوضات ممكنًا، لكن في نفس الوقت يجب إبقاء هذا الخيار مطروحًا”. حمل المؤتمر عنوانًا: “إيران على مفترق طرق”. وتحدث دغان، خلال المؤتمر، عن أن النظام الإيراني هو نظام عقلاني، وهناك حالة من تقدير الموقف تجري بصورة دائمة ومستمرة في الدوائر المعنية في إيران.

وأضاف دغان أن المسؤولين الإيرانيين يتعاملون بجدية مع الموضوع. وحاول دغان تحليل الأمر بصورة أدق، مشيرًا إلى أن غرض المرشد العام للثورة الإيرانية، علي خامنئي، من وضع سياسة داخلية وخارجية، بما فيها البرنامج النووي الإيراني والحرس الثوري، هو ضمان استمرار إرث الخميني الذي نجح في توحيد الوظائف السياسية والدينية معًا. وأشار دغان إلى أن القوة موجودة في أيدي خامنئي وهو صاحب القرار النهائي. وصف رئيس الموساد السابق، خامنئي بالشخص المحافظ، وهو وفيّ لإرث الخميني. ويرى دغان أنه لا يرى استعدادًا لدى خامنئي للوصول إلى تسوية، وأن ما نشهده اليوم هو رغبة في المهادنة ليس إلا. وأشار دغان إلى أن الهدف من مشروع إيران النووي هو الحفاظ على النظام من خلال منع قوى أجنبيه من التدخل في شؤون البلاد. ولم يتم حتى الآن “ترسيم الحدود” بين روحاني وخامنئي.

وقال عاموس جلعاد إن إيران على مفترق طرق، مضيفًا أن المسؤولين في إيران متمسكون بامتلاك سلاح نووي وأن الجميع يرغب في حل هذه المسألة. وأشار جلعاد إلى أن خامنئي يرغب في امتلاك إيران للسلاح النووي، ولكن جلعاد على يقين بأن رئيس الولايات المتحدة لن يسمح أن تمتلك طهران سلاحًا نوويًا. الإيرانيون غير مستعجلين بالنسبة للتوقيت ولكن من المهم بالنسبة لهم أن يكون ذلك خيارًا قائمًا. وأضاف جلعاد إلى أنه وفي العام 2003 كان هناك تجميد للبرنامج النووي، ولكن هذا التجميد لم يطل، وأن إيران عندما تشعر بأن التهديد العسكري قد تلاشى ستبادر إلى استئناف نشاطها وتقدمها في برنامجها لامتلاك القدرة النووية.

وتطرق جلعاد إلى تأثير إيران على دول المنطقة، مؤكدًا أن الحوار مع الولايات المتحدة حول الموضوع النووي في أفضل حالاته. ولكن يجب في نفس الوقت، مراقبة إيران من زوايا أخرى. وتحدث رئيس الشعبة الأمنية والسياسية في وزارة الدفاع عن بداية ظهور محور سني يتمتع بقوة كبيرة يضم بين أعضائه السعودية ومصر، مشيرًا إلى أن السعودية تخشى إيران وتعتبرها تهديدًا وجوديًا بالنسبة لها. ودعا جلعاد إلى الاهتمام بهذا المحور واصفًا إياه بأنه محور له تأثيرات إيجابية ويجب عدم إضاعة كل فرصة تهدف إلى منع امتلاك إيران للسلاح النووي. وأضاف جلعاد إلى أن إسرائيل تتعامل مع قوة ردع إسرائيلية في أحسن حالاتها في مواجهة حزب الله، وأن عدم امتلاك إيران سلاحًا نوويًا يعتبر إيجابيًا في هذه النقطة. مشيرًا إلى وجود العديد من الأوراق الاستراتيجية التي يمكن التعامل على أساس واسع وليس فقط في القضايا والمسائل الضيقة.

وتحدث الرئيس شمعون بيريس، اليوم أيضًا، عن الموضوع الإيراني خلال مشاركته في مؤتمر صحيفة “جروزالم بوست”، وقال إن روحاني انتخب في إيران ليس لأنه شخص ثوري، بل لأنه شخص أقل تطرفًا من الآخرين. وأضاف بيرس أن البعض ينظر إلى النظام الدكتاتوري بأنه النظام الأقوى، ولكن في الحقيقة هو النظام الأضعف، مشيرًا إلى أن إيران تعاني حاليًا من الفقر والجوع والبطالة الخطيرة. ولا يستبعد الرئيس الإسرائيلي إمكانية اندلاع “ربيع فارسي” في إيران داعيًا إلى عدم الاستخفاف بقوة الشعب الإيراني.

شاركت وزيرة العدل والمسؤولة عن المفاوضات مع الفلسطينيين، تسيبي ليفني، في مؤتمر “الجروزالم بوست”، وقالت إن ايران تعتبر تهديدًا حقيقيًا ليس فقط بالنسبة لإسرائيل. وطالبت الوزيرة ليفني المجتمع الدولي بالتشدد في مواقفه تجاه إيران، مؤكدة على أهمية التلويح والتهديد باستخدام القوة لأن من شأن ذلك أن يمنع استخدامها مستقبلا، وأن هذا ما حدث في سوريا. وأشارت ليفني إلى أن إيران تعتبر تهديدًا بالنسبة للدول العربية، وأن هناك إجماع في المنطقة على ضرورة مواجهة التهديد الإيراني، وثمة تشابه بين إسرائيل والسعودية في موقفهما تجاه البرنامج النووي الإيراني، وفي الخطاب العربي والعبري تجاه الخطر الإيراني.

اختارت الوزيرة ليفني أيضًا وخلال كلمتها في المؤتمر، الحديث عن المفاوضات التي تديرها مع المسؤول الفلسطيني عريقات، وحاولت الربط بين المفاوضات وبين القدرة على المناورة والتحرك في الساحة الدولية فيما يتعلق بالموضوع الإيراني. وأشارت إلى أن التقدم في المفاوضات بهدف التوصل إلى اتفاق سيساهم في إضعاف إيران وإقامة محور دولي بمشاركة دول عربية. هذا المحور سيوفر أيضًا لإسرائيل شرعية لأي عمل عسكري قد تضطر للقيام به عند الحاجة. ودعت ليفني إلى ضرورة وضع حد للتهديد النووي الإيراني وفي نفس الوقت التقدم في المفاوضات مع الفلسطينيين، مؤكدة على أن هناك مصلحة مشتركة من وراء ذلك.

وصف وزير الدفاع يعلون السياسة التي تتبعها إسرائيل تجاه البرنامج النووي الإيراني بأنها سياسة ذكية وعقلانية، ترفض امتلاك إيران للقدرات النووية العسكرية، وأن هناك أهمية لتفكيك السلاح الإيراني عبر الضغوط السياسية والاقتصادية. وأن على طهران أن تشعر بالثمن الباهظ الذي تدفعه لإصرارها على امتلاك سلاح نووي مع ضرورة إبقاء الخيار العسكري على الطاولة. ودعا يعلون إلى عدم الانسياق وراء رغبة إيران في تخفيف العقوبات عنها قبل أن تقدم طهران على وقف برنامجها النووي، وعدم الانجرار وراء الأمنيات. ويرى يعلون أن تجميد النظام للبرنامج النووي يمكن أن يكون في حال أدرك النظام الإيراني أنه يواجه معضلة حقيقية وعليه أن يختار بين القنبلة النووية وبين البقاء خاصة في ظل الأزمة الاقتصادية الخانقة.

اقرأوا المزيد: 844 كلمة
عرض أقل