مؤور بوزغلو

مؤور بوزغلو (JACK GUEZ / AFP)
مؤور بوزغلو (JACK GUEZ / AFP)

العبها مثل بيكهام

تسديدة حرّة رائعة من ماؤور بوزغلو قادت هبوعيل بئر السبع إلى قلب النتيجة في الوقت بدل الضائع وقلّصت الفارق مع مكابي تل أبيب، التي سجّلت خسارة نادرة وتلقت هدفًا من كرة حرّة أيضًا، إلى مجرّد ثلاث نقاط

قبل مجرّد أسبوع، بعد انتصار هامّ آخر لمكابي تل أبيب (على مكابي حيفا)، كان هناك مَن حدّد مصير دوري الدرجة العُليا، مدّعين أنه رغم مرور نصف الموسم فقط، فقد تحدّدت هوية البطل. لكنّ الجولة الأخيرة أعادت خلط الأوراق؟ فقد أحرز هبوعيل بئر السبع انتصارًا حاسمًا على متذيّل الترتيب، بني يهودا، خلال الوقت بدل الضائع؛ في نفس الوقت، خسر مكابي تل أبيب للمرة منذ 9 مباريات (وبعد 8 انتصارات متتالية!)، ليتقلّص الفارق في القمّة إلى 3 نقاط فقط. ما زال كلّ شيء مفتوحًا، وهناك الكثير من الإثارة في القاع أيضًا.

نبدأ مع أميرة النقب – أو ربما ملكة الصحراء – التي وصلت إلى مباراة خارجية في ملعب بلومفيلد، لمواجهة بني يهودا. في المباراة الماضية بين الفريقَين، تأخر فريق بئر السبع في وقت باكرٍ، لكنه بالكاد نجح في التعويض. هذه المرة أيضًا، سجّل بني يهودا وتقدّم في الدقيقة 47. حتّى الدقيقة 90، كان يبدو أنّ الحُمر من الجنوب سيخسرون مجدّدًا، وإذا بماؤور بوزغلو يصحو. تسديدة حرّة لصالح فريقه، ولاعب الوسط الموهوب يتوجّه وبرأسية قويّة يرسل كرةً وجدت طريقها إلى الشباك، أحضرت إلى الذاكرة فنّان الكرات الحرة، دايفيد بيكهام.

ماؤور بوزغلو يديرها بفنيّة عالية:

أيذكّر هذا بهدف بيكهام المذهل؟ الحقيقة أنّ ذلك صعب، ولكنّ الذكريات جميلة دائمًا:

هل بإمكانكم أن تخمّنوا كيف انتهت المباراة؟ واصلت بئر السبع الهجوم في الدقائق القليلة المتبقية، وفي الوقت بدل الضائع، أتت الفرصة الأخيرة. سدّد ماؤور بوزغلو على الجانب الأيمن، تفرّغ للتمرير، ورفع كرةً نحو مركز منطقة الجزاء. حوّل دوفيف جباي، وهو في أفضل أحوال لياقته وكان قد سجّل ثلاثية الأسبوع الماضي أمام هبوعيل تل أبيب، الكرة برأسه إلى الزاوية اليسرى – 2 مقابل 1 وانقلاب رائع، يبقي آمالًا – ولو صغيرة – لأليشع ليفي، المدرّب المتواضع، برفع كأس البطولة.

دوفيف جباي مع الرأسية التي تساوي ثلاث نقاط. وربّما أكثر بكثير…؟

مقابل بئر السبع، تأخر نادي مكابي تل أبيب في هذه الجولة في مباراته الخارجية أمام كريات شمونة. في الدقيقة الرابعة، تحوّلت كرة ضعيفة أعادها نيكولا ميتروفيتس إلى الحارس، خوان بابلو كوليناس، إلى مرتّدة لشخصٍ آخر. ركض باراك بداش بكلّ قوّته، ونجح في أن يسبق لاعبي الدفاع الصُّفر، في إدخال الكُرة إلى تحت القَدَم والقفز بشكلٍ غريب، ليتجاوز كوليناس، لينتهي المطاف بتدحرُج الكرة في الشباك.

ما هذا الخطأ، ميتروفيتس! باراك بداش جاهز ويقفز بأناقة فوق الحارس:

صحيح أنّ لاعبي مكابي حاولوا الخروج من الوضع الذي وجدوا أنفسهم فيه، ولكن عبثًا. في الدقيقة 24، أظهر لوح النتائج 2:0 لصالح الفريق الشمالي، بعد أن رفع أحمد عابد كرة من الطرف، ليسدّدها الليثواني الموهوب، بانكا، الذي أسكنها الشباك بتسديدة قويّة. لكنّ هذه لم تكن النهاية. فقد كان بانكا شريكًا في لعبة مثيرة للاهتمام في كرة حرة من اليسار، في الدقيقة 69. بدل التسديد إلى الشباك أو رفع كرة إلى منطقة الجزاء، مرّر بداش كرةً قصيرة إلى دافيد مانجا، الذي تجاوز الحائط الدفاعي من الجانب البعيد عن المرمى، ليمرّر كرة إلى بانكا. لم يرتبك الليثواني، تركها لبداش الذي دخل منطقة الجزاء، سدّد عن قُرب، وكاد يمزّق الشباك – تقدّم بثلاثة مقابل صفر على البطل! لكنّ عيران زهافي سجّل هدفًا قلّص الفارق، لكنه لم يكن كافيًا.

وعدناكم بكرةٍ حرّة مثيرة أخرى. صحيح أنها ليست تسديدة مباشرة،، لكنها بالتأكيد عمل فني:

هل تساءلتم من أينَ جاءت الفكرة؟ ربّما يعود الفضل إلى مُنتخب السويد في مونديال 1994:

وإذا كانت الأمور قد بقيت مفتوحة في القمّة بفضل النتائج في هذه الجولة، فإنّ كلّ شيء محتدم في القاع. خسر بني يهودا فوزًا مضمونًا، وكذلك رمات هشارون، الذي خسر أمام أشدود. أمّا مَن انتهز الهزائم لتجاوز الخطّ الأحمر فكان فريق مكابي بيتح تكفا، الذي حلّ ضيفًا على هبوعيل عكّا. منذ البداية، كان واضحًا أنّ المنافسة ستكون من جانب واحد، لأنّ مروان كبها سجّل لصالح بيتح تكفا منذ الدقيقة من المباراة! أنهى هدفان آخران القصّة، و3 مقابل 1 في النهاية للفريق الذي عاد هذا الموسم من الدرجة الثانية، ولم يُرِد الهبوط مرة أخرى.

مروان كبهت من بيتح تكفا يمرّر كرة دقيقة إلى الزاوية بعد دقيقة واحدة – يستحقّ تحيّة!

اقرأوا المزيد: 608 كلمة
عرض أقل
مؤور بوزغلو (JACK GUEZ / AFP)
مؤور بوزغلو (JACK GUEZ / AFP)

القفر يُزهِر

بعد أن قبع في القاع في السنوات الأخيرة، نادي هبوعيل بئر السبع ينطلق بقوة. القائد الذي عاد إلى بيته، الموهبة ذات الفم الكبير، وشبّان النقب - الأحمر الجنوبي يعود!

وعدت مالكة نادي كرة القدم هبوعيل بئر السبع، ألونا بركات، الصيفَ الماضي بأنّ الأمور ستبدو مختلفة هذا العام في عاصمة النقب. لم تكن السنوات الأخيرة ذات ظلّ لطيف على الحمر من بئر السبع. فمنذ موسم 2008/2009، الذي ارتقَوا في نهايته إلى الدرجة العُليا، لم ينجحوا في حجز مكان لهم في القمة، وكانوا دائمًا في وسط اللائحة أو يصارعون للبقاء في القاع. في الموسم الماضي، على سبيل المثال، ضمن الجنوبيون بقاءهم في الدوري في الجولة الأخيرة فقط، بعد فوزهم على مكابي نتانيا بثلاثة أهداف للا شيء.

لكنّ تفاؤل بركات لم يكن دون أساس. فقد استثمرت أموالًا طائلة في استقدام لاعبين جيّدين، كما حرص المدرّب، أليشع ليفي، على ضمّ نجوم في وسعهم التعاون مع اللاعبين الشبان والموهوبين في التشكيلة، الذين أتَوا من فريق الشباب. فقد قرر إليانيف باردا، الذي بدأ مسيرته في بئر السبع، قبل أن ينتقل من هناك لقضاء مواسم مثمرة في مكابي حيفا وهبوعيل تل أبيب، ومسيرة واسعة في نادي جنك من الدوري البلجيكي، أن يعود من أوروبا. وباردا هو مهاجم ميداني تقليدي. فهو يصنع فرصًا لنفسه بفضل السيطرة على جسمه، يسدّد رأسيات بشكل ممتاز، الأول في الصراعات على الكرة، ولاعب جماعيّ لم يقدّم نفسه على زملائه أبدًا.

شاهدوا إنجازات باردا المنوّعة عبر السنين:

شاهدوا الاستقبال الذي نظمه المشجّعون الحماسيون بمناسبة عودة النجم إلى بيته:

وانضمّ إلى باردا نجمٌ جديد في كرة القدم الإسرائيلية: مؤور بوزغلو، لاعب الوسط الموهوب العائد من بلجيكا هو الآخر، ولكن بخلاف باردا – دون تحقيق أي نجاح هناك. رغم قدراته التقنية المرتفعة، والإبداع الكامن في قدمَيه، فخلال مسيرته، استصعب الحفاظ على ثبات. فإلى جانب مباريات كبيرة وعروض هجومية رائعة، قدّم الكثير من المباريات الهزيلة، التي رافقتها جدالات مع المدرّبين (من جانبه وجانب أبيه، يعقوب بوزغلو، شخصية معروفة في الرياضة الإسرائيلية جرى تقليدها في برنامج تلفزيوني شهير). رغم ذلك، فإنه لاعب إسرائيلي على مستوى عالٍ، ولم يكن سهلًا على بئر السبع اجتذاب أسماء كبيرة كهذه في الماضي.

شاهدوا بوزغلو يسيطر على الكرة بشكل رائع:

في هذه الأثناء، يبدو أنّ كليهما اندمجا جيّدًا في تشكيلة أليشع ليفي. بدأ الموسم بمباراة خارجية لبئر السبع أمام بيتار القدس، وصل إليها الحمر متحمّسين. في الدقيقة التاسعة عشرة، تقدّمت بئر السبع من رأسية لسراج نصّار، لاعب الوسط ابن الثالثة والعشرين، من ركلة ركنية لبوزغلو. في الوقت بدل الضائع، تحددت نتيجة المباراة من رمية حرة ناجحة لتومر سويسا – هدفان مقابل صفر لصالح هبوعيل بئر السبع.

في الجولة الثانية، حلّ نادي هبوعيل تل أبيب ضيفًا على ملعب فسرميل في بئر السبع. وبعد بداية يشوبها التردد، تقدّمت بئر السبع في الدقيقة 36، هذه المرة أيضًا من رأسية لنصّار، الذي كان وحيدًا في منطقة الجزاء. رفع بوزغلو ركنية فوق المدافعين، وتمكّن من رؤية رأس نصّار المنفرد. لاحقًا، سجّل إليانيف باردا باكورة أهدافه. وصلت كرة عرضية من يمين الملعب ليسرع باردا إلى إدخال قدمه قبل المدافع المكلّف بمراقبته، ليسجّل هدفًا بسيطًا، ولكنه من النوع الذي يتطلب تقنيات جيدة.

شاهدوا رأسية سراج نصّار، مسدّد الرأسيات المميّز في إسرائيل:

شاهدوا باردا يسجّل عن قرب:

وكان أداء بئر السبع رائعًا في المباريات التدريبية التي جرت قبل بداية الموسم، وخلال عطلة مباريات المنتخبات في آخر أسبوع ونصف. ويبرز بشكل خاص كون لاعبي المدرب أليشع ليفي حافظوا على شباك نظيفة. فرغم الطابع الهجومي للاعبي التشكيلة الأولى (وربما بفضل ذلك)، بقيت شباك الحارس النيجيري أوستن أجيدا خالية. ويعود الفضل إلى ليفي، الذي قرّر أن يرفق بالحارس الأجنبي مدافعَين غير إسرائيليَّين – الصربي توميسلاف بايوفيتش والبرازيلي وليام سواريز. التنسيق بينهما ممتاز، وبرفقة أفياتار إيلوز وأوفير دفيدزادا، فإنّ الطاقم الدفاعي يبدو ممتازًا، بكل بساطة.
حين يتدفق الهجوم ويعمل الدفاع كما يجب، يتعلم الصغار ويتمتع الكبار، الحارس يقظ، وخطّ الوسط يملي الإيقاع – فلا عجب أنّ المشجعين راضون! يبدو أنّ هبوعيل بئر السبع في طريقه إلى القمة، ومع جمهور كهذا … يحق لهم ذلك. نعدكم بأن نتابع ونطلعكم مستقبلًا إن كانت التوقعات قد تحققت.

شاهدوا المشجّعين يشكرون اللاعبين بعد أوّل مباراتَين:
http://www.youtube.com/watch?v=HUYTbhc239A

اقرأوا المزيد: 595 كلمة
عرض أقل