مؤنس دبور.. مهاجم عربي إسرائيلي صنع التاريخ

  • المهاجم مؤنس دبور في "ريد بول سالزبورغ" (AFP)
    المهاجم مؤنس دبور في "ريد بول سالزبورغ" (AFP)
  • المهاجم مؤنس دبور في "ريد بول سالزبورغ" (AFP)
    المهاجم مؤنس دبور في "ريد بول سالزبورغ" (AFP)
  • مؤنس دبور في المنتخب الإسرائيلي (AFP)
    مؤنس دبور في المنتخب الإسرائيلي (AFP)

تعرفوا إلى المهاجم العربي الذي أزعج محمد صلاح وأصبح هذا الأسبوع أغلى لاعب دولي في تاريخ إسرائيل بعد انتقاله إلى نادي إشبيلية العريق

19 يناير 2019 | 11:38

خصصت الصحافة الإسرائيلية، هذا الأسبوع، حيزا كبيرا، لتغطية نجاح المهاجم العربي الإسرائيلي، مؤنس دبور، لاعب المنتخب الإسرائيلي، وتعاقده مع نادي إشبيلية العريق من الدوري الإسباني. وأجمعت الصحافة الإسرائيلية على أن دبور من مدينة الناصرة هو اللاعب الإسرائيلي الأكثر نجاحا في تاريخ إسرائيل بالنظر إلى مبلغ العقد مع إشبيلية.

وكان النادي الإسباني العريق، يحتل المرتبة الثالثة في الدوري الإسباني، ويطمح إلى الوصول إلى أبطال أوروبا، قد دفع لنادي “ريد بول سالزبورغ” النمساوي 15 مليون يورو مقابل ضم دبور إلى صفوفه بداية العام الكروي القادم، بعد أن قدّم اللاعب الإسرائيلي في الدوري النمساوي أداء رائعا، متربعا على قائمة الهدافين في الدوري.

دبور من الناصرة

ويعد دبور المنحدر من عائلة نصاروية، ويبلغ من العمر 26 عاما، من أبرز المهاجمين في المنتخب الإسرائيلي. وروى دبور للصحافة الإسرائيلية إنه ثكل والده حين كان في ال17 من العمر. وهو الآن يحقق حلم والده بأن يصبح لاعبا عالميا. وأضاف دبور أن والدته هي الشخصية الأهم في حياته.

وفي تقرير متلفز عن حياة اللاعب في النمسا، روت والدة دبور بأنها تحرص على إعداد الأطعمة التي يحبها وإرسالها إليه مع أصدقائه وأقاربه التي يسافرون إلى زيارته.

وكان دبور قد تصدر العناوين في إسرائيل قبل عامين على خلفية عدم استدعائه إلى المنتخب الإسرائيلي، فكتب محللون أن قرار المدرب آنذاك، إيليشع ليفي، غريب بالنظر إلى أداء دبور في أوروبا. وأشار بعضهم أن أسبابا سياسية قد تكون خلف القرار. لكن المهاجم الذي يلعب اليوم مع المنتخب تحت قيادة المدرب النمساوي، أندراس هيرتسوغ، طوى صحفة الماضي ومصمم على قيادة المنتخب إلى انجازات عالمية.

أزعج محمد صلاح؟

وكان الإعلام العربي قد تعرّف على دبور بعد تداول أنباء عن أن نادي ليفربول الإنجليزي يرغب في ضمه إلى النادي العريق، وأن الخطوة في حال خرجت إلى حيز التنفيذ قد تسبب المتاعب للاعب المصري محمد صلاح، نجم ليفربول، لأنه سيضطر إلى اللعب إلى جانب لاعب إسرائيلي. يجدر الذكر أن دبور كان في الماضي قد قال عن محمد صلاح بأنه فخر للعرب والمسلمين، لا سيما أن دبور يعرف نفسه عربيا ويحرص على أداء الفرائض الإسلامية.
https://www.youtube.com/watch?v=HO6eirK2C4M
وكتب محللون رياضيون إسرائيليون عن مؤنس أن انتقاله لإشبيلية يضعه على أفضل منابر كرة القدم العالمية، وفي حال قدّم مستويات عالية في النادي الإسباني فلا شك أنه سيجد نفسه في العامين القريبين في أحد النوادي الكبار في إنجلترا، ربما في ليفيربول إلى جانب صلاح.

اقرأوا المزيد: 353 كلمة
عرض أقل
مؤنس دبور(AFP)
مؤنس دبور(AFP)

مؤنس دبور بين الناصرة، سويسرا وإيطاليا

يتابع عالم الرياضة الإسرائيلي بأمل وخشية المستقبل غير الواضح للاعب كرة القدم الواعد الذي يريد اللعب في الباليرمو، ويحمل ذكرى والده في قلبه

أين سيلعب مؤنس دبور في الموسم القادم؟ كان يبدو في الأسبوع الماضي أنّ علاقاته مع جراسهوبرز زيوريخ، الفريق الذي يلعب به في السنة الأخيرة، تسودها حالة من الأزمة. هذا ما بدا عندما عاد دبّور إلى إسرائيل لزيارة عائلية، تحديدا بعد افتتاح موسم ناجح جدّا في زيّ الفريق السويسري.

قيل كثيرا في الشهر الأخير حول أنّه من الممكن أن يترك دبور زيوريخ، وربّما أيضًا يعود للعب في صفوف فريق بطل الإسرائيلي مكابي تل أبيب، الذي تركه قبل عام. جلس دبّور هذا الأسبوع في المدرّج وشاهد فريقه السابق مكابي تل أبيب وهو يحقق التعادل في الدقيقة التسعين مع بطل سويسرا، نادي بازل. ولكن رغم أنّه جاء مع وشاح الفريق الإسرائيلي الأصفر، بدا أنّه حتى الآن فهو باق في سويسرا.

ولم يخفِ مؤنس نفسه رغبته باللعب في فريق باليرمو من الدوري الإيطالي. وأوضح دبّور، في صورة رفعها إلى حسابه في إنستاجرام قائلا: “أعترف بالفرصة التي حظيت بها للعب مع جراسهوبرز. بخصوص باليرمو، فالدوري الإيطالي هو حلم بالنسبة لي، ولكن الأمر الآن متعلّق بالاتفاق بين النوادي”.

بحسب التقارير في إسرائيل، فقد أنهى دبّور شروط باليرمو ولكن الفريق الذي يلعب فيه اليوم والفريق الذي يرغب باللعب فيه لم ينهيا الأمر بينهما، ولذلك تم إلغاء نقله. قال نادي جراسهوبرز إنّه يعي رغبة مؤنس باللعب في إيطاليا، ولكنهم أوضحوا بأنّهم سيبيعونه “بالسعر المناسب” فقط. عرض فريق باليرمو على جراسهوبرز مبلغا بقيمة 2.55 مليون يورو، ولكن الأخير طلب ثلاثة ملايين يورو.

في هذه الأثناء، عاد دبّور إلى سويسرا وهو مستمر في تسجيل الأهداف باستمرار. سجّل يوم الأحد زوجا من الأهداف في فوز فريقه 4-1 في كأس سويسرا على فريق شام. في مبارياته السنة الأولى في هذا الموسم سجّل دبّور ستّة أهداف، وحضّر خمسة أخرى.

سُئل دبّور هذا الأسبوع من قبل موقع ynet الإسرائيلي إذا ما كان يشتاق لوالده الراحل قاسم، الذي نمّى ورعى مسيرة مؤنس ولكنّه قُتل قبل الأوان في حادث طرق، عندما كان مؤنس في السابعة عشرة من عمره فقط. لم يحظَ قاسم برؤية نجاح ابنه الرائع.

قال مؤنس نفسه إنّه يفتقد لوالده “في كلّ دقيقة من حياته”. وأضاف: “رغبت بشدّة بأن يكون بقربي في جميع لحظاتي الآن، في الإنهاء مع باليرمو، والأهداف في سويسرا. بعد كل هدف أرفع يدي إلى الأعلى، شاكرا الله وواهبا ذلك إلى والدي الراحل”.

اقرأوا المزيد: 346 كلمة
عرض أقل
يلسع كالدبُّور اللاعب مؤنس دبّور (Moanes Dabour's Facebook)
يلسع كالدبُّور اللاعب مؤنس دبّور (Moanes Dabour's Facebook)

يلسع كالدبُّور

رباعيّة أمام النروج، وهدف على البرتغال: مؤنس دبّور، مهاجم مكابي تل أبيب، في طريقه إلى القمّة. تعرّفوا إلى اللاعب الذي يسحر كرة القدم الإسرائيلية

فيما يواجه منتخب إسرائيل للكبار صعوبةً أمام منتخبات ضعيفة، ويقدّم كرة قدم ضعيفة للغاية أمام المنتخَبات الجيّدة، فإنّ منتخَب الشباب يبدي قدرته. ظهور ناجح في بطولة أوروبا لمنتخَبات الشباب، التي أقيمت الصيف الماضي في إسرائيل، فتح شهية اللاعبين الشباب. بدأ المنتخَب حملة تصفيات بطولة أوروبا القادمة بابتهاج كبير. والنجم القادم هو مؤنس دبّور، مهاجم مكابي تل أبيب. مع أرقام مذهلة (8 أهداف في 5 مباريات)، فلا عجبَ أنّ الشاب الناصري، ابن الحادية والعشرين، هو حديث الساعة في الرياضة المحلية.

خلال الأسبوع الماضي، دخل صفحات تاريخ كرة القدم الإسرائيلية. وقد فعل ذلك في مباراتَين متتاليتَين، مع رباعية ضدّ النروج (1:4 لإسرائيل) وهدف التقدم ضدّ البرتغال (في مباراة كانت تشويقًا حقيقيًّا، خسر فيها المنتخَب في الدقيقة الأخيرة بنتيجة 3 مقابل 4)، وإبداء قدرات مهاجم منطقة جزاء تقليديّ: جذب لاعبي الدفاع معه، خلق مساحات فارغة، تحديد أوضاع سانحة للتسديد، وركلات حادّة ودقيقة.

شاهدوا دبّور يقود الإسرائيليين إلى تقدّم مفاجئ أمام البرتغال:

http://www.youtube.com/watch?v=HD-7_0DsZwY&feature=youtu.be

لكن مَن هو مؤنس دبّور؟ من أين ظهر في عالم كرة القدم؟ نشأ في قسم الشباب في مكابي الإخاء الناصرة، أحد أبرز الأندية العربية في الوسط العربي في إسرائيل. في موسمه الأول في الدرجة العُليا، موسم 2009/2010، شارك في خمس مباريات فقط، ولم يجِد طريقه إلى الشِّباك. قرّر أنّ عليه إيجاد أسس أخرى للّعب، وانتقل إلى قسم الشباب في مكابي تل أبيب. في نهاية موسم جيّد، رُقّي إلى فريق الكبار التابع للنادي، ليبدأ بإظهار قدراته. في الموسم الأول، سجّل ثمانية أهداف، وساهم في 3 أخرى. في الموسم الثاني، طوّر مهاراته ليسجّل 10 أهداف و5 تمريرات حاسمة في الدوري، ويحرز اللقب.

دبّور يُظهر أنه قادر على التسجيل بالرأس أيضًا، في الطريق للّقب الموسم الماضي:

الصيف الماضي، استدعاه غاي لوزون، مدرّب منتخَب الشباب حينذاك، إلى المنتخَب قُبَيل بطولة أوروبا. لعب أساسيًّا في مباراتَين، في الخسارة أمام إيطاليا والفوز على إنجلترا، لكنه لم يبرز كما في النادي. لذلك، كانت الدهشة شديدة حين عاد من تأخره كمَن أصيب بعيار ناري. فإضافةً إلى الاتّزان المذهل في الحملة الجديدة لمنتخَب الشباب، مزّق شِباك حرّاس الدرجة العُليا 3 مرّات أخرى، ويبدو مصيبًا الهدف بأفضل طريقة.

مثال ممتاز على الإحساس بالمكان الذي يتمتع به المهاجم الشاب، من الانتصار على “عيروني كريات شمونه”:

وكانت الذروة، كما ذُكر آنفًا، الأسبوع الماضي. فقد سبق وشاهدتم الهدف أمام البرتغال، في واحدة من أفضل مباريات المنتخَب في السنوات الأخيرة (رغم انتهائها بالخسارة). وإذا كان هذا أشبه بكرزة واحدة، فإنّ مشاركة دبّور أمام النروج، قبل ذلك بأيّام، كانت أشبه بوجبة كاملة مع كعك، فطائر حلوة، وبقلاوة. فقد كان المهاجم الرائع في كل مكان، سجّل في ختام ألعاب جماعية، وخلق أوضاعًا مريحة للتسجيل. من المعروف أنه حينما يكون بكامل تركيزه، فإنه لا يواجه صعوبة في التغلّب على المدافعين وإيجاد نفسه أمام الحارس وجهًا لوجه.

شاهدوا وابتهجوا بالعرض الرائع لدبّور – رباعية في شباك النروج:

http://www.youtube.com/watch?v=7dodnPc5pTY&feature=youtu.be

فإلى أين يمكنه الوصول؟ في الجيل الأخير، اختصّ معظم اللاعبين العرب الناجحين في الدفاع (نجوان غريّب وصالح حصارمة)، أو على الأكثر في مركز خطّ الوسط الخلفي (وليد بدير وبيرم كيال). إذا حاولنا تذكُّر مهاجم إسرائيلي بلغ مراتب عالية في كرة القدم المحلية وأظهر ثباتًا، وحظي بتمثيل المنتخَب، فعلينا العودة أكثر من 20 عامًا إلى الوراء، إلى أيّام زاهي أرملي، مهاجم مكابي حيفا وهدّافها التاريخي. لكن يبدو أنّ دبّور يتمتّع بكل الصفات المناسبة على أرض الملعب، مُضافًا إليها التصميم والعزم، لذا تبدو دعوته إلى منتخَب الكبار مسألة وقت لا أكثر.

وفي النهاية، الدليل على أنه يستطيع تهديد الشباك حتى عن بُعد، من الانتصار على أبناء سخنين:

اقرأوا المزيد: 532 كلمة
عرض أقل