لوران فابيوس

  • وزير الخارجية الايراني جواد ظريف (AFP)
    وزير الخارجية الايراني جواد ظريف (AFP)
  • وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس (AFP)
    وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس (AFP)
  • وزير الخارجية الأمريكية، جون كيري (AFP)
    وزير الخارجية الأمريكية، جون كيري (AFP)
  • وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني (AFP)
    وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني (AFP)
  • وزير الخارجية الايراني جواد ظريف (AFP)
    وزير الخارجية الايراني جواد ظريف (AFP)

تسارع وتيرة الجهود لاتخاذ قرارات سياسية بشأن الملف النووي الإيراني

تتعثر المفاوضات حتى الآن برفع القيود عن الأسلحة كما تطالب طهران بدعم من موسكو. لكن الغربيين يعتبرون أن هذا المطلب حساس بسبب ضلوع إيران في نزاعات عدة خاصة في سوريا والعراق واليمن

تتسارع وتيرة الجهود التي تقوم بها إيران ومحاوروها الغربيون في فيينا سعيا لتجاوز آخر النقاط الشائكة التي تحول دون التوصل إلى إتفاق نهائي بشأن البرنامج النووي الإيراني، مع اجتماعات على المستوى الوزاري استمرت حتى منتصف ليل السبت.

ونقلت وكالات أنباء روسية عن مصدر في وزارة الخارجية الروسية أن وزير الخارجية سيرغي لافروف سينضم نهاية الأحد إلى محادثات فيينا.

وقال المصدر لوكالة ريا نوفوستي الرسمية للأنباء “اليوم، ينوي لافروف المشاركة في المحادثات حول البرنامج النووي الإيراني في فيينا” والتي دخلت السبت أسبوعها الثالث وسط الحديث عن استمرار وجود “قضايا صعبة” تنتظر حلها.

ولدى خروجه من لقاء مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف السبت، قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس “كل شيء على الطاولة، حان وقت اتخاذ قرار”.

ومنذ خمسة عشر يوما تسعى مجموعة 5+1 (الولايات المتحدة، روسيا، فرنسا، الصين، بريطانيا والمانيا) إلى وضع اللمسات الأخيرة على إتفاق مع إيران يضمن الطابع السلمي لبرنامجها النووي مقابل رفع العقوبات الدولية المفروضة على طهران.

لكن بالرغم من التقدم المنجز والذي تقر به كافة الوفود، تحدث وزير الخارجية الأميركي جون كيري السبت عن “بعض المسائل الصعبة الواجب حلها”.

وأكد مصدر مقرب من المفاوضات في المساء لوكالة فرانس برس “أن 98% من النص قد أنجز ويبقى بعض الفراغات يجب ملؤها تتعلق خاصة بمسألتين أو ثلاث مسائل هامة”، معتبرا أنه “يتوجب الآن إتخاذ قرارات سياسية، وإن اتخذت فإن الأمور ستسير بسرعة”. وقد جرت المفاوضات السبت بوضوح على المستوى السياسي.

وفضلا عن كيري وظريف وفابيوس شارك الوزيران الالماني فرانك فالتر شتاينماير والبريطاني فيليب هاموند في محادثات مغلقة في قصر كوبورغ الذي يستضيف المفاوضات.

وإتصل جون كيري هاتفيا بسيرغي لافروف خلال نهار السبت لاستعراض ما آلت إليه الأمور.

وقد تسارعت وتيرة المحادثات في المساء مع إجتماع لمجموعة خمسة زائد واحد عند الساعة 20,00 بالتوقيت المحلي (18,00 ت غ)، ثم لقاء بين ظريف وكيري ووزيرة خارجية الإتحاد الأوروبي فديريكا موغيريني عند الساعة 21,40 فاجتماع أخير لمجموعة 5+1 قبيل منتصف الليل.

والهدف من كل هذه الجهود هو التوصل إلى إقفال ملف يسمم العلاقات الدولية منذ أكثر من اثنتي عشرة سنة. ويتهم الغربيون إيران بالعمل على برنامج نووي عسكري بغطاء مدني منذ العام 2003، وهو ما تنفيه طهران على الدوام بشدة.

ومنذ 2006، فرضت الولايات المتحدة والإتحاد الأوروبي والأمم المتحدة حزمات عدة من العقوبات على طهران تخنق إقتصاد البلاد التي تعد حوالي 77 مليون نسمة.

وفي العام 2013 بدأ الطرفان مفاوضات جدية للخروج من هذه الازمة.

ففي نيسان/ابريل تفاهما على الخطوط الكبرى لنص خاصة خفض عدد أجهزة الطرد المركزي أو مخزون اليورانيوم المخصب لدى طهران.

ومنذ ذلك الحين واصل خبراء من الجانبين محادثات لتحديد الاطر العملية للإتفاق النهائي الذي كان مقررا أصلا التوصل إليه في مهلة اقصاها 30 حزيران/يونيو لكن المهلة مددت ثلاث مرات.

وتتعثر المفاوضات حتى الآن برفع القيود عن الأسلحة كما تطالب طهران بدعم من موسكو. لكن الغربيين يعتبرون أن هذا المطلب حساس بسبب ضلوع إيران في نزاعات عدة خاصة في سوريا والعراق واليمن.

وهناك نقطة خلاف اخرى تتعلق بوتيرة رفع العقوبات. ففيما يرغب الإيرانيون برفعها على الفور دفعة واحدة يريد الغربيون ان يكون رفعها تدريجيا مع امكانية العودة اليها في حال انتهاك الإتفاق.

وتطالب مجموعة 5+1 أيضا بأن يتمكن مفتشو الوكالة الدولية للطاقة الذرية من دخول مواقع عسكرية “أن إقتضت الضرورة” وهو ما يرفضه بعض المسؤولين العسكريين الإيرانيين. وأخيرا يختلف الجانبان على مدة البنود المفروضة على إيران.

والسبت، بدأ المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي أكثر تشددا، إذ دعا في كلمة له أمام طلاب في طهران إلى الاستمرار في التصدي للولايات المتحدة التي إعتبر أنها “أفضل مثل على الغطرسة”.

ورأى المحلل كيلسي دافنبورت، المتخصص في هذا الملف، أن “الوقت ليس للمزايدة والمواقف المتصلبة. هذه لحظة تاريخية، ويمكن أن تكون هناك عواقب وخيمة إذا فوت المفاوضون الفرصة لإبرام إتفاق جيد”.

اقرأوا المزيد: 562 كلمة
عرض أقل
وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس (AFP)
وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس (AFP)

فابيوس : فرنسا لن تتخلى عن جهودها لايجاد حل للصراع الاسرائيلي الفلسطيني

اكد وزير الخارجية الفرنسي، الذي يقوم بجولة شرق اوسطية، أن "الهدف الاول لهذه الزيارة هو التعرف على الكيفية التي يمكننا بها أن نساعد في إحياء عملية السلام الإسرائيلية-الفلسطينية"

اكد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، الذي يقوم بجولة شرق اوسطية بهدف بحث سبل استئناف مفاوضات السلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين، الاحد أن بلاده لن تتخلى عن جهودها رغم الجمود الذي يعتري تلك المفاوضات.

وقال فابيوس في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الأردني ناصر جودة في عمان، المحطة الثانية من جولته الشرق اوسطية، والتي ستقوده أيضا الى رام الله والقدس وتل ابيب، إن “فرنسا في الحقيقة هي واحدة من الدول القليلة التي لا تتخلى عن جهودها (…) على حد سواء لصداقتها للفلسطينيين وللاسرائيليين”.

واوضح ان “الهدف الاول لهذه الزيارة هو التعرف على الكيفية التي يمكننا بها أن نساعد في إحياء عملية السلام الإسرائيلية-الفلسطينية”.

وحذر فابيوس من خطورة تجدد أعمال العنف، قائلا “اذا لم نقدم أفقا سياسيا، فهناك خوف من استئناف دوامة العنف التي يمكن أن تحدث للأسف في أي لحظة”.

وقال “في هذا الوقت لا توجد هناك مفاوضات، ولا قرار، ولا أي دعم دولي. وهذا يعني ان الامور يمكن أن تتدهور في أي لحظة ودورنا كعضو دائم في مجلس الأمن وكصديق لدول المنطقة هو المساعدة في العثور على حلول، ليس على حساب أصحاب المصلحة ولكن مع أصحاب المصلحة”.

وشدد فابيوس على أنه “في حال تقدمت المفاوضات، فإنه يجب أن تكون قادرة على ان تسكتمل”.

واضاف “حتى الآن، ما نلاحظه منذ اربعين عاما، فأنه احيانا هناك مفاوضات، وأحيانا لا توجد مفاوضات، ولكن عندما تكون هناك مفاوضات، فإنها لم تنجح ابدا”.

من جانبه، اكد جودة ان “فرنسا هي من الدول المهتمة جدا بموضوع الحل السلمي وايجاد حل دائم وشامل ولكن نقول دائما لا يجب اختزال القضية الفلسطينية اما اختزالا سياسيا او اختزالا جغرافيا او اختزالا زمنيا يجب ان يكون الحل للقضية الفلسطينية حلا شاملا وعادلا بحيث تقوم الدولة الفلسطينة المستقلة ذات السيادة”.

واضاف “يجب ان يكون الحل شاملا على ان لانزرع بذور الحرب بعد سنوات او نترك الامور معلقة ليتم الخلاف عليها بالمستقبل وكما نرى هناك دوامة مستمرة في منطقتنا جمود يؤدي الى اندلاع عنف او حرب تؤدي بدورها الى جمود في عملية التفاوض”.

واوضح ان “هذه ليست قضية محلية واقليمية وانما دولية وهذا الصراع دولي وحل هذه القضية يبقى امرا اساسيا بالنسبة لنا”.

وتابع جودة “لايمكن ان يكون هناك حل جزئي وانما حل شامل ونهائي”، مشيرا الى ان “الاردن صاحب مصلحة عليا عندما يتم الحديث عن القضية الفلسطينية”.

واضاف “لسنا بمراقب ولسنا بوسيط ولكن اصحاب مصلحة وهدفنا في نهاية المطاف اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة القابلة للحياة ذات السيادة الكاملة على اراضيها والقدس الشرقية عاصمة لها وان تعيش بامن وسلام مع جيرانها”.

وخلص الى القول ان “هذا هو موقف الاردن مع تأكيدنا على اهمية الدور الفرنسي والاهتمام الفرنسي”.

ومن جهته، اكد العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني خلال استقباله فابيوس على “ضرورة تكثيف العمل من قبل مختلف الاطراف الفاعلة، بما فيها فرنسا لما لها من دور محوري، في سبيل تهيئة الظروف الملائمة لإحياء عملية السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، استنادا إلى حل الدولتين وقرارات الشرعية الدولية”، حسبما افاد بيان صادر عن الديوان الملكي الاردني.

وانتقد فابيوس السبت في القاهرة في مستهل جولته الشرق اوسطية الاستيطان الاسرائيلي في الاراضي الفلسطينية المحتلة الذي يحول دون استئناف مفاوضات السلام بين اسرائيل والفلسطينيين ويجعل حل الدولتين “مستحيلا”.

ويعتبر المجتمع الدولي كل الانشطة الاستيطانية الاسرائيلية في الاراضي المحتلة مخالفة للقانون وعقبة رئيسية امام استئناف مفاوضات السلام.

ورفض رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الاحد ما وصفه “الاملاءات الدولية” على اسرائيل قبل وصول وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، بينما تسعى باريس لعرض مبادرة فرنسية لاستئناف عملية السلام المتعثرة منذ اكثر من عام.

وقال نتانياهو في بداية الاجتماع الاسبوعي لحكومته “الطريقة الوحيدة للوصول الى اتفاق هي عبر المفاوضات الثنائية، وسنرفض بقوة اي محاولات لفرض املاءات دولية علينا”.

وبحسب نتانياهو فان “المقترحات الدولية التي تطرح علينا، والتي يحاولون بالفعل فرضها علينا، لا تتطرق بشكل حقيقي الى الاحتياجات الامنية لدولة اسرائيل والى مصالحنا الوطنية الاخرى”.

واضاف “هذه الاطراف تحاول ببساطة دفعنا الى حدود لا يمكن الدفاع عنها، متجاهلة بشكل تام الذي سيحدث على الجانب الاخر من هذه الحدود”.

وينتقل فابيوس الاحد الى رام الله والقدس وتل ابيب خلال زيارته الرابعة للمنطقة منذ العام 2012 لعرض الفكرة الاساسية للمشروع الفرنسي التي تقوم على استئناف المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية تحت رعاية دولية ووفق جدول زمني محدد.

وفي نهاية كانون الاول/ديسمبر قدم الفلسطينيون مشروع قرار الى مجلس الامن الدولي حصل على دعم فرنسي وينص على التوصل الى اتفاق سلام خلال 12 شهرا وعلى انسحاب اسرائيل من الاراضي المحتلة قبل نهاية 2017، لكن دولا عدة عارضته بينها الولايات المتحدة التي استخدمت الفيتو.

وبدأت فرنسا تنشط لتحريك عملية السلام بين اسرائيل والفلسطينيين، الامر الذي يعتبر تقليديا من اهتمامات واشنطن، وذلك بعد فشل وساطة وزير الخارجية الاميركي جون كيري في ربيع 2014.

لكن المشروع الفرنسي يتطلب موافقة الولايات المتحدة. وترى باريس في التصريحات الاميركية الاخيرة التي قالت ان واشنطن قد تراجع موقفها بشأن تأييدها الراسخ لاسرائيل في الامم المتحدة “انفتاحا غير مسبوق ينبغي استغلاله”.

وتعارض حكومة اسرائيل اي توجه لاستصدار قرار من الامم المتحدة وابدت استياءها السنة الماضية من تصويت البرلمان الفرنسي على قرار يطالب الحكومة الفرنسية بالاعتراف بفلسطين.

اقرأوا المزيد: 755 كلمة
عرض أقل
جلسة الحكومة (Kobi Gideon / GPO)
جلسة الحكومة (Kobi Gideon / GPO)

نتنياهو يرفض “الاملاءات الدولية” قبل زيارة وزير الخارجية الفرنسي

نتنياهو: "المقترحات الدولية التي تطرح علينا، والتي يحاولون بالفعل فرضها علينا، لا تتطرق بشكل حقيقي إلى الاحتياجات الأمنية لدولة إسرائيل وإلى مصالحنا الوطنية الاخرى"

رفض رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الاحد ما وصفه “الاملاءات الدولية” على إسرائيل قبل وصول وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، بينما تسعى باريس لعرض مبادرة فرنسية لاستئناف عملية السلام المتعثرة منذ أكثر من عام. وسيصل فابيوس بعد ظهر الاحد إلى القدس في إطار “جولة دبلوماسية مكثفة” تشمل كلا من مصر والأردن والأراضي الفلسطينية وإسرائيل، بهدف عرض المبادرة الفرنسية.

وقال نتنياهو في بداية الاجتماع الأسبوعي لحكومته “الطريقة الوحيدة للوصول إلى إتفاق هي عبر المفاوضات الثنائية، وسنرفض بقوة أي محاولات لفرض املاءات دولية علينا”. وبحسب نتنياهو فإن “المقترحات الدولية التي تطرح علينا، والتي يحاولون بالفعل فرضها علينا، لا تتطرق بشكل حقيقي إلى الاحتياجات الأمنية لدولة إسرائيل وإلى مصالحنا الوطنية الاخرى”.

وأضاف: “هذه الاطراف تحاول ببساطة دفعنا إلى حدود لا يمكن الدفاع عنها، متجاهلة بشكل تام الذي سيحدث على الجانب الاخر من هذه الحدود”.

وانتقد فابيوس السبت في القاهرة في مستهل جولته الشرق أوسطية الاستيطان الإسرائيلي في الاراضي الفلسطينية المحتلة الذي يحول دون استئناف مفاوضات السلام بين إسرائيل والفلسطينيين ويجعل حل الدولتين “مستحيلا”.

اقرأوا المزيد: 157 كلمة
عرض أقل
صورة نشرتها الرئاسة المصرية للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (يمين) مستقبلا وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس (وسط) في القاهرة في 20 حزيران/يونيو 2015 (الرئاسة المصرية/اف ب)
صورة نشرتها الرئاسة المصرية للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (يمين) مستقبلا وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس (وسط) في القاهرة في 20 حزيران/يونيو 2015 (الرئاسة المصرية/اف ب)

فابيوس يبدأ جولة شرق اوسطية بانتقاد “الاستيطان الاسرائيلي”

فابيوس: "ضمان أمن إسرائيل هو شيء مهم جدا ولكن ايضا الاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني، فلا سلام بدون عدالة. والفكرة الأساسية للمشروع الفرنسي ليست أن نصنع السلام لكن أن ندفع هذه الأطراف نفسها لتصنع السلام"

بدأ وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في القاهرة السبت جولة شرق أوسطية استهلها بانتقاد الاستيطان الإسرائيلي في الاراضي الفلسطينية الذي يحول دون استئناف مفاوضات السلام بين إسرائيل والفلسطينيين ويجعل حل الدولتين “مستحيلا”.

وتشمل “الجولة الدبلوماسية المكثفة” للوزير الفرنسي في الشرق الأوسط كلا من مصر والأردن والاراضي الفلسطينية وإسرائيل، وهي تهدف لعرض مبادرة فرنسية لاستئناف عملية السلام المجمدة منذ نحو عام.

وقال فابيوس في ترجمة لتصريحاته باللغة العربية “من المهم أن تستأنف المفاوضات وإلا لن يحصل تقدم”، وذلك في مؤتمر صحافي في قصر الاتحادية الرئاسي عقب مباحثات مع نظيره المصري سامح شكري والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.

وأوضح فابيوس أن الفكرة الأساسية للمشروع الفرنسي “ليست أن نصنع السلام لكن أن ندفع هذه الأطراف نفسها لتصنع السلام”.

وأضاف أن “ضمان أمن إسرائيل هو شيء مهم جدا ولكن ايضا الاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني، فلا سلام بدون عدالة. وعندما يزداد الاستيطان يتراجع حل الدولتين”.

وأضاف فابيوس “الاستيطان ليس حجر العثرة الوحيد ولكن اذا أردنا حل الدولتين وهو الوحيد القابل للتطبيق كما يعترف بذلك الطرفان فإن الاستيطان اذا ما تواصل يهدد بجعل هذا الحل مستحيل التطبيق على ارض الواقع”.

وتابع الوزير الفرنسي “سوف اتكلم في هذا الموضوع مع الرئيس الفلسطيني (محمود عباس) ورئيس الوزراء الإسرائيلي (بنيامين نتانياهو) وأسالهما كيف يريان مستقبل هذه المفاوضات”.

وأوضح “إن لم نفعل شيئا فهناك خطر إن نستمر في المراوحة وإن نغرق في الاوحال، وحينها نواجه خطر إن تشتعل هذه المنطقة”.

وبحسب دبلوماسي فرنسيا فإن الهدف الرئيسي من المبادرة الفرنسية هو الدفع باتجاه استئناف المفاوضات، و”نحن اليوم بعيدون عن ذلك”، مبديا اسفه لحالة “الجمود القاتل”.

لكن الأوضاع الاقليمية الراهنة غير مواتية على ما يبدو لاستئناف المفاوضات. فرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو يقود منذ ايار/مايو حكومة هي بين الاكثر يمينية في تاريخ إسرائيل في اطار ائتلاف ضعيف، فيما  تستمر حركة بناء المستوطنات بلا توقف علما بانها تعتبر العقبة الرئيسية امام حل الدولتين المتفق عليه اساسا للتفاوض.

وفي الجانب الفلسطيني، يواجه الرئيس محمود عباس ازمة سياسية عميقة ولم ينجح في تحقيق المصالحة بين حركة فتح التي يرأسها والتي تتولى السلطة في الضفة الغربية وحركة حماس التي تدير قطاع غزة الذي يعيش حالة غليان بعد نحو عام من الحرب الإسرائيلية الدامية في صيف 2014.

وكل هذا في وقت حول العالم اهتمامه إلى الوضع في العراق وسوريا حيث بات تنظيم الدولة الاسلامية يشكل التهديد الاول على مستوى العالم.

واقترح الوزير الفرنسي السبت على جامعة الدول العربية ومقرها القاهرة “تشكيل لجنة دولية لدعم” المفاوضات تتضمن “الدول الدائمة العضوية في مجلس الامن وممثلين عن الاتحاد الاوروبي والدول العربية”.

وقال “هذه المفاوضات بدأت قبل 40 عاما وهي لم تؤد إلى اي نتيجة. بالتالي هناك ضرورة لتكييف وتغيير الاسلوب. الدول العربية لها الكثير مما تقترحه وتعطيه وكذلك الدول الاوروبية والمجتمع الدولي يمكن ان تقدم الكثير في اطار مواكبة هذه الامور”.

من جهته، اعتبر شكري ان “حل الدولتين لا يزال هو الذي يبشر بالامل لاستقرار المنطقة”، معربا عن “القلق حيال الوضع في ما يتعلق بعملية السلام” بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

وينتقل فابيوس إلى عمان الاحد ثم رام الله والقدس وتل ابيب خلال زيارته الرابعة للمنطقة منذ العام 2012 لعرض الفكرة الاساسية للمشروع الفرنسي التي تقوم على استئناف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية تحت رعاية دولية ووفق جدول زمني محدد.

وفي نهاية كانون الاول/ديسمبر قدم الفلسطينيون مشروع قرار إلى مجلس الامن الدولي حصل على دعم فرنسي وينص على التوصل إلى اتفاق سلام خلال 12 شهرا وعلى انسحاب إسرائيل من الاراضي المحتلة قبل نهاية 2017، لكن دولا عدة عارضته بينها الولايات المتحدة التي استخدمت الفيتو.

وبدأت فرنسا تنشط لتحريك عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، الامر الذي يعتبر تقليديا من اهتمامات واشنطن، وذلك بعد فشل وساطة وزير الخارجية الاميركي جون كيري في ربيع 2014.

لكن المشروع الفرنسي  يتطلب موافقة الولايات المتحدة. وترى باريس في التصريحات الاميركية الاخيرة التي قالت ان واشنطن قد تراجع موقفها بشأن تأييدها الراسخ لإسرائيل في الامم المتحدة “انفتاحا غير مسبوق ينبغي استغلاله”.

وتعارض حكومة إسرائيل اي توجه لاستصدار قرار من الامم المتحدة وابدت استياءها السنة الماضية من تصويت البرلمان الفرنسي على قرار يطالب الحكومة الفرنسية بالاعتراف بفلسطين.

اقرأوا المزيد: 606 كلمة
عرض أقل
الرئيس الإيراني حسن روحاني مبتسماً (AFP)
الرئيس الإيراني حسن روحاني مبتسماً (AFP)

روحاني يحذر من أن “المساومة” الغربية قد تهدد الإتفاق النووي

روحاني يقول إن "لا تزال هناك العديد من الخلافات بشان التفاصيل تتطلب معالجتها" والولايات المتحدة تعترف بأن المحادثات في هذه المهلة النهائية كانت "معقدة"

حذر الرئيس الإيراني حسن روحاني السبت من أن المساومات المستمرة من قبل الدول الغربية يمكن أن تهدد الموعد النهائي لإتفاق نووي، معترفا أنه لا تزال هناك العديد من الخلافات حول تفاصيل صفقة تاريخية محتملة.

وإعترف روحاني، الذي وضع مصداقيته على المحك بوعده بأنهاء أكثر من عقد من الشكوك الدولية حول سعي إيران الى تطوير قنبلة نووية، أن العقوبات لن ترفع عن طهران فورا بموجب الإتفاق، والذي من المقرر أن يبصر النور بحلول 30 حزيران/يونيو.

وادلى الرئيس الإيراني بهذه التصريحات في طهران غداة، اعراب مسؤول روسي بارز عن قلقه بشان التباطؤ في احراز تقدم في المحادثات النووية المضنية المستمرة منذ 21 شهرا.

وإتهم روحاني في مؤتمر صحافي لمناسبة مرور عامين على انتخابه، الطرف الآخر بأنه يوافق على نقاط في اجتماع ما ويسعى الى المساومة عليها في اجتماع اخر.

وقال “في اجتماع ما نتوصل الى إتفاق اطار مع الطرف الاخر، ولكن في المرة التالية يبدأون في المساومة ما يتسبب في تاخير في المفاوضات”، من دون تحديد اي طرف من الدول الست في المفاوضات النووية.

وأضاف “اذا احترم الطرف الاخر إتفاق الإطار المتفق عليه ولم يضف اليه مزيدا من المطالب، يمكن حل الخلافات، ولكن اذا اختاروا طريق المساومة فيمكن أن تطول هذه المفاوضات”.

وتوصلت إيران والدول الكبرى (بريطانيا والصين وفرنسا وروسيا والولايات المتحدة بالأضافة الى المانيا) الى إتفاق اطار على الخطوط العريضة لإتفاق نووي في 2 نيسان/ابريل الماضي، بعدما تخطت المحادثات المكثفة المهلة التي كانت مقررة في 31 اذار/مارس.

وإعترفت الولايات المتحدة الجمعة، بأن المحادثات في هذه المهلة النهائية كانت “معقدة”. ولكن المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية جيفري راتكيه قال “ما زلنا نعتقد أننا نستطيع التوصل الى نتائج في الموعد المحدد”.

وكان وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أعلن الخميس “اننا لم نصل بعد الى نهاية المحادثات”.

ومع إستئناف المفاوضات في العاصمة النمساوية بين الخبراء والمدراء السياسيين لوزارات الخارجية في الدول المعنية، تحدث مفاوض روسي كبير الجمعة عن “تقدم بطيء”.

ونقلت وكالة ريا نوفوستي الروسية للانباء عن سيرغي ريابكوف رئيس فريق المفاوضين الروس إلى هذه المفاوضات قوله “هذا الامر يقلقنا كثيرا لان الوقت يضيق، ولا بد من الوصول بشكل عاجل الى المرحلة النهائية”.

وفي إشارة إلى تلك المخاوف، قال روحاني “لا تزال هناك العديد من الخلافات بشان التفاصيل تتطلب معالجتها” بموجب الإتفاق، لكنه أعرب عن “امله” بالتوصل الى إتفاق.

وتعتبر مسألة التفتيش الدولي للمنشآت الإيرانية النووية ولا سيما منها المواقع العسكرية احدى اكثر النقاط حساسية في المفاوضات.

اقرأوا المزيد: 360 كلمة
عرض أقل
  • برج إيفل في باريس (AFP)
    برج إيفل في باريس (AFP)
  • قوس النصر باريس (Wikipedia)
    قوس النصر باريس (Wikipedia)
  • سياح امام متحف اللوفر الباريسي (AFP)
    سياح امام متحف اللوفر الباريسي (AFP)
  • مقبرة العظماء باريس (Wikipedia)
    مقبرة العظماء باريس (Wikipedia)

فرنسا لا تزال الوجهة السياحية الاولى في العالم

حافظت فرنسا على موقعها في صدارة الوجهات السياحية في العالم لسنة 2014 مع استقطابها 83,7 مليون زائر

وأوضح وزير الخارجية لوران فابيوس في بيان انه بحسب هذه الدراسة التي تناولت “الزوار الوافدين من الخارج”، لا تزال فرنسا البلد الاكثر جذبا للزوار في العالم “مع ارتفاع طفيف بنسبة 0,1 % في اعداد الوافدين” مقارنة مع العام السابق.

واشار فابيوس الى “زيادة كبيرة في اعداد الوافدين من دول بعيدة” (+8,7 %) لافتا في الوقت عينه الى تقلص في حجم “السوق الاوروبية الناضجة” (-1,7%).

واعتبر الوزير الفرنسي ان “الارتفاع المذهل بأكثر من 16 %” في سوق الزوار الآسيويين يؤشر خصوصا الى “فعالية” الاجراءات المعتمدة لمنح “تأشيرات دخول في خلال 48 ساعة” والتي بدأ تطبيقها سنة 2014 مع السياح الصينيين. كذلك اشار الى ازدياد عدد التأشيرات الممنوحة للصينيين العام الماضي بنسبة 61 %.

قوس النصر باريس (Wikipedia)
قوس النصر باريس (Wikipedia)

كذلك سجل الوزير الفرنسي ارقاما “مشجعة” للشهرين الاولين من سنة 2015، متحدثا خصوصا عن زيادة بنسبة 38 % و65 % على التوالي في عدد طلبات تأشيرات الدخول من الهند والصين.

وفي 2014، ازداد عدد الليالي التي امضاها الزوار في فرنسا بنسبة 2 % مقارنة مع العام السابق كذلك الامر بالنسبة لمعدل فترة الاقامة وفق فابيوس.

سياح امام متحف اللوفر الباريسي (AFP)
سياح امام متحف اللوفر الباريسي (AFP)

الا ان المعهد الوطني الفرنسي للإحصاءات والدراسات الاقتصادية اشار في نهاية شباط/فبراير الى تراجع عدد الليالي التي امضاها زوار فرنسا في الربع الاخير من 2014 بنسبة 1,2 % مقارنة مع الفترة نفسها من سنة 2013.

هذا الفارق في الأرقام عزاه الوزير الفرنسي الى اختلاف طرق الحساب المعتمدة. اذ إن المعهد الفرنسي للإحصاءات والدراسات الاقتصادية لا يلحظ في حساباته “سوى الليالي التي يتم حجزها في مواقع الإيواء التجارية التقليدية (الفنادق ومواقع التخييم والمنتجعات السياحية)” خلافا للدراسة بشأن “الزوار الوافدين من الخارج” الذي يلحظ ايضا “مواقع الايواء غير التقليدية (تأجير الغرف من جهات مضيفة او تأجير مساكن من جانب افراد)”، وهو ما سجل “ارتفاعا كبيرا”، اضافة الى “وسائط الايواء غير التجارية (الاصدقاء والعائلات ومقار الاقامة الثانوية)”.

وأعلن فابيوس عن اتجاه لتعزيز هذه “النتائج الايجابية” من خلال اعتماد التدابير التي كشف عنها في حزيران/يونيو الماضي.

مقبرة العظماء باريس (Wikipedia)
مقبرة العظماء باريس (Wikipedia)

ومن بين هذه التدابير “تبسيط الاجراءات” بالنسبة لمواطني بعض الدول وتوفير “الاتصال اللاسلكي بالأنترنت في مطارات باريس” و”التوجه قريبا لاعتماد اسعار خاصة للأجرة وانشاء طريق مروري خاص بين باريس والمطارات” فضلا عن فتح المحال التجارية في ايام الآحاد وفترات المساء “في بعض المناطق”.

وفي اواسط شباط/فبراير، بحسب ارقام لمنظمة السياحة العالمية تناولت الاشهر الثمانية الاولى من 2014، حافظت فرنسا على مرتبتها في صدارة الوجهات السياحية العالمية لكن من دون تحقيق تقدم في اعداد الوافدين الدوليين التي بقيت على مستواها المسجل في العام 2013 مع 84,7 مليون سائح.

اقرأوا المزيد: 377 كلمة
عرض أقل
كيري سيبقى في لوزان حتى صباح الخميس على اقل تقدير ( AFP PHOTO / FABRICE COFFRINI)
كيري سيبقى في لوزان حتى صباح الخميس على اقل تقدير ( AFP PHOTO / FABRICE COFFRINI)

استمرار المفاوضات النووية ين ايران والقوى الكبرى

ظريف يدعو الدول الكبرى الى "اقتناص الفرصة" لابرام اتفاق مع ايران وفابيوس يقول: "نحن على بعد خطوات من خط الوصول لكنها الاصعب"

02 أبريل 2015 | 08:22

قالت الولايات المتحدة ان وزير الخارجية جون كيري سيواصل التفاوض مع ايران ونظرائه حتى صباح الخميس على اقل تقدير في اطار السعي للتوصل الى اتفاق بشان برنامج ايران النووي. وقال المتحدث باسم البيت الابيض جوش ايرنست ان “احساسنا هو ان المحادثات لا تزال مثمرة وانها لا تزال تحرز تقدما”.

وقالت نائبة المتحدث باسم الخارجية الاميركية ماري هارف “نواصل احراز تقدم، ولكننا لم نتوصل الى تفاهم سياسي، ولذلك فان الوزير كيري سيبقى في لوزان حتى صباح الخميس على اقل تقدير لمواصلة المفاوضات”.

ودعا وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف الدول الكبرى الاربعاء الى “اقتناص الفرصة” لابرام اتفاق يمكن ان يكون تاريخيا للحد من انشطة البرنامج النووي الايراني.

وقال ظريف عقب اجتماع على انفراد مع كيري: “ايران اظهرت استعدادها للحوار بكرامة، وحان الوقت لشركائنا في التفاوض لاقتناص هذه الفرصة التي قد لا تتكرر”.

قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس لدى وصوله مساء الاربعاء الى لوزان ان المفاوضات حول برنامج ايران النووي “هي على بعد بضع خطوات من خط الوصول، لكنها الخطوات الاصعب”. واكد: “نحن على بعد بضع خطوات من خط الوصول (الى اتفاق) بضع عشرات من الامتار، لكننا نعرف انها تكون دائما (الخطوات) الاصعب” مضيفا “لم ننته بعد”.

اقرأوا المزيد: 180 كلمة
عرض أقل
وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في مجلس النواب في 17 اذار/مارس 2015   (اف ب/ارشيف فرنسوا غيو)
وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في مجلس النواب في 17 اذار/مارس 2015 (اف ب/ارشيف فرنسوا غيو)

فرنسا تطالب الحكومة الاسرائيلية المقبلة بتحريك المفاوضات

فابيوس: من مصلحة اسرائيل المضي قدما في طريق المفاوضات بهدف التوصل الى اتفاق سلام شامل ونهائي قائم على حل الدولتين

دعت فرنسا اسرائيل الى التحلي ب”المسؤولية” وطالبت بتحريك “المفاوضات بهدف التوصل الى اتفاق سلام شامل ونهائي” مع الفلسطينيين قائم على حل الدولتين، وذلك غداة فوز بنيامين نتانياهو في الانتخابات التشريعية الاسرائيلية.

وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في بيان ان “اقامة دولة فلسطينية قابلة للعيش وذات سيادة تعيش بسلام وامن الى جانب اسرائيل ستسمح وحدها بتوفير السلام والازدهار في الشرق الاوسط”.

واضاف فابيوس “من مصلحة اسرائيل المضي قدما في هذه الطريق”، بينما قضى نتانياهو خلال حملته الانتخابية على فكرة اقامة دولة فلسطينية طالما هو رئيس للحكومة.

وتابع فابيوس ان “فرنسا توقع ان تتحلى الحكومة (الاسرائيلية) الجديدة بالمسؤولية في هذا الصدد وتتخذ سريعا الاجراءات الضرورية للسماح للسلطة الفلسطينية بالعمل بشكل طبيعي وتحريك المفاوضات بهدف التوصل الى اتفاق سلام شامل ونهائي”.

اقرأوا المزيد: 116 كلمة
عرض أقل
الرئيس السوري بشار الأسد يتناول العشاء مع الجنود السوريين في عيد رأس السنة (twitter)
الرئيس السوري بشار الأسد يتناول العشاء مع الجنود السوريين في عيد رأس السنة (twitter)

بشّار الأسد هو الرابح الأكبر من ظهور داعش

يبدو أن الولايات المتحدة تخلت عن رغبتها المُعلنة بالإطاحة بالرئيس السوري، وتُركّز اهتمامها على إخضاع الدولة الإسلامية، الأمر الذي يزيد من الرضا في دمشق، طهران وموسكو

يتضح أكثر فأكثر، كلما مضت الحرب الأهلية في سوريا قُدمًا، أن قوات نظام الأسد وقوات المعارضة الأخرى المختلفة موجودة في تعادل استراتيجي. في هذه الأثناء، أسوأ أزمة إنسانية في العالم تُصبح أكثر قسوة في سوريا، وقد فشلت كل المبادرات التي تم طرحها في السنوات الأخيرة، وأولها المبادرة الدولية في جنيف.

في هذه الأثناء، قدّرت صحيفة “نيويورك تايمز” أن الولايات المتحدة تُدرك أن الإطاحة ببشار الأسد لن تتم قريبًا.

وإن كانت في الماضي قد صممت على أن تتضمن أية مبادرة أن تنتقل السلطة إلى هيئة أُخرى غير الأسد، يبدو أنها الآن باتت تقبل بعملية تدريجية أكثر. برز، في تصريحات وزير الخارجية الأمريكي؛ جون كيري، الأخيرة غياب الحديث عن تغيير نظام الأسد. وقد صرح كيري، إلى جانب ذلك، أنه لا تحفظ لديه على مبادرات الأمم المتحدة أو روسيا التي تؤدي إلى وقف الاقتتال دون المس بمكانة الأسد.

وزير الخارجية الاميركي جون كيري (AFP)
وزير الخارجية الاميركي جون كيري (AFP)

إن تمت الإطاحة بالأسد من منصب الرئيس، لن يقود ذلك الأمر إلى الاستقرار في الحرب الأهلية الطاحنة التي تدور في سوريا

يُدركون في الولايات المتحدة اليوم أنه إن تمت الإطاحة بالأسد من منصب الرئيس، لن يقود ذلك الأمر إلى الاستقرار في الحرب الأهلية الطاحنة التي تدور في سوريا. بل إن سقوط بشار الأسد من شأنه أن يُقوي شوكة عدوه الأقوى، وهو تنظيم الدولة الإسلامية. في هذه الأثناء، داعش هي عدو صعب المراس وأسوأ من الأسد، وهذا ما تُركّز عليه الجهود العسكرية الأمريكية فقط.

قد أوضح مسؤولون أمريكيون، بشكل غير مباشر، للمسؤولين في نظام الأسد أن كل العمليات العسكرية التي تتم على أيديهم في الأراضي السورية تهدف إلى مهاجمة الدولة الإسلامية، وأنهم لم يمسوا بمسؤولي النظام. من هنا يُستنتج أن استمرار الحرب على داعش هي بمثابة شهادة تأمين لاستمرار نظام الأسد في هذه المرحلة.

استمرار الحرب على داعش هي بمثابة شهادة تأمين لاستمرار نظام الأسد في هذه المرحلة

كذلك، صرح وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس، بتصريحات شبيهة، حين قال لإحدى الإذاعات الفرنسية إن “الحل السياسي في سوريا سيتضمن بالفعل البعض من أفراد النظام الحالي، لأننا لا نريد أن نرى العامود الأساسي للدولة ينهار. لا نريد أن نصل إلى وضع كذاك الذي حدث في العراق”.

ما زال هدف الولايات المُتحدة الاستراتيجي هو إسقاط نظام بشار الأسد، ولكن يبدو أن ذلك الهدف لن يتم تحقيقه في الوقت القريب. لعل الولايات المتحدة لم تتوقف عن تدريب جماعات الثوار في سوريا، الذين يهدف نشاطهم إلى إسقاط نظام بشار الأسد، إلا أنهم حاليًا يُجهزون تلك القوات من أجل الهدف الأساسي وهو مُحاربة داعش.

من جهته، يشعر بشار الأسد بالدعم الذي تقدمه له طهران وروسيا، وعلى ضوء التصريحات الأمريكية، يُدرك أنه ما من مبرر يجعله يوافق على أية مبادرة تمس بنظامه. يمكن للأسد، بوتين وحلفائهم أن يشعروا أن التهديد الأمريكي على أملاكهم الاستراتيجية قد زال حاليًّا.

اقرأوا المزيد: 414 كلمة
عرض أقل
حمامة بيضاء (Thinkstock)
حمامة بيضاء (Thinkstock)

باريس تؤيد جدولا زمنيا من سنتين لتسوية الصراع الاسرائيلي الفلسطيني

صرح وزير الخارجية الفرنسي ان فرنسا تؤيد برنامجا زمنيا من سنتين لتسوية نهائية للصراع، وذلك بينما يستعد الفلسطينيون ليطلبوا من الامم المتحدة "انهاء الاحتلال الاسرائيلي" في 2016

صرح وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الجمعة ان فرنسا تؤيد برنامجا زمنيا من سنتين لتسوية نهائية للنزاع بين اسرائيل والفلسطينيين، وذلك بينما يستعد الفلسطينيون ليطلبوا من الامم المتحدة انهاء الاحتلال الاسرائيلي في 2016.

وقال فابيوس خلال مناقشات في الجمعية الوطنية حول الاعتراف بدولة فلسطين “في الامم المتحدة، نعمل مع شركائنا لمحاولة استصدار قرار لمجلس الامن الدولي من اجل بدء وانجاز مفاوضات يجري الحديث عن تحديد مهلتها بعامين في اغلب الاحيان. والحكومة الفرنسية تتبنى هذه المهلة”.

واضاف “نريد تجنب شرك مفاوضات لا نهاية لها (…) كما يتعين تحديد جدول زمني، لان بغيابه لن يكون الاقناع ممكنا بان الامر هو مسار يتكرر مرارا من دون احتمالات حقيقية”.

وتابع فابيوس مطلقا فكرة مؤتمر دولي حول الشرق الاوسط “بشكل مواز للمفاوضات في الامم المتحدة”، مؤكدا ان “فرنسا تريد ايجاد ظروف تسمح ببذل جهود جماعية دولية لصالح تحقيق السلام”.

وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس يلقي خطابا في اطار نقاش في الجمعية الوطنية حول الاعتراف بدولة فلسطين (AFP)
وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس يلقي خطابا في اطار نقاش في الجمعية الوطنية حول الاعتراف بدولة فلسطين (AFP)

وقال “اذا فشلت الجهود، واذا لم تسفر هذه المحاولة القصوى للتوصل الى حل عبر التفاوض عن نتيجة ، فيجب حينها على فرنسا ان تتحمل مسؤولياتها عبر الاعتراف دون تلكؤ بدولة فلسطين ونحن مستعدون لذلك”.

وناقش النواب الفرنسيون اليوم قرارا غير ملزم يطالب حكومتهم بالاعتراف بدولة فلسطين، قبل تصويت مقرر الثلاثاء في 2 كانون الاول/ديسمبر.

واعاد وزير الخارجية التذكير بان “السلطة التنفيذية وحدها تقرر الفرصة المناسبة” للاعتراف بدولة فلسطين موضحا ان بلاده التي تؤيد حل الدولتين “لا تريد اعترافا وهميا”.

وقد قررت السويد الشهر الماضي الاعتراف بدولة فلسطين كما اقر النواب في بريطانيا واسبانيا الاعتراف بها رمزيا.

وتندرج هذه المبادرات ضمن تحرك اوروبي للاعتراف بدولة فلسطين، وهو امر يبقى رهنا بنتيجة المفاوضات ليتم استخدامه كوسيلة ضغط على اسرائيل لاعادة اطلاق عملية السلام التي تراوح مكانها منذ فشل الوساطة الاميركية الربيع الماضي.

اقرأوا المزيد: 256 كلمة
عرض أقل