لواء جفعاتي

بسام عليان، نائب قائد اللواء الإقليمي جولان في الجيش الإسرائيلي
بسام عليان، نائب قائد اللواء الإقليمي جولان في الجيش الإسرائيلي

“استوعبنا أكثر من 2000 جريح سوري”

مقابلة خاصة لموقع "المصدر": نائب قائد قطاع الحدود الإسرائيلية - السورية يقول إنّه في الوقت الذي تقاتل فيه عشرات التنظيمات الجهادية النظام وكذلك بعضها البعض على الجهة المقابلة من الحدود، فإنّ عين إسرائيل تبقى مفتوحة

دخلت الحرب الأهلية السورية عامها السادس، ووصل عدد القتلى إلى أكثر من نصف مليون شخص ورغم وقف إطلاق النار، فلا تبدو النهاية قريبة. أما الجيش الإسرائيلي فهو ليس شريكا في هذه الحرب، ورغم كونه مدرّبا وقويّا فليست لديه مصالح في التورّط بالصراع الأكثر دموية مما عرفه الشرق الأوسط في العقود الماضية.

في المحادثة التي أجريناها هذا الأسبوع مع المقدم بسام عليان، نائب قائد اللواء الإقليمي جولان في الجيش الإسرائيلي، كان واضحا أنّه رغم كونه لم يعد يواجه جيشا نظاميا ومهددا في سوريا، فهو لا يشعر بالرضا ولا يشعر أنّ حدود إسرائيل الشمالية أصبحت حدود سلام. يمتدّ القطاع الذي يتزعمه عليان من ملتقى الحدود بين سوريا، الأردن وإسرائيل، وحتى جبل الشيخ في الشمال، وبحسب رأيه فقد تحوّلت هذه المنطقة إلى أرض مهجورة لا يسيطر عليها أحد اليوم.

ينظر عليان، وهو خريج لواء سلاح المشاة غفغاتي، وشقيق غسان عليان الذي كان قائدا على لواء جولاني في حرب غزة صيف 2014 بل وأصيب في القتال، إلى الجهة المقابلة من الحدود بدقّة. يقول: “خلال 40 عاما كان يسود الهدوء على الحدود، وفي السنوات الخمس الأخيرة، لم يعد هذا الهدوء قائما. لمزيد الأسف فقد عانت قواتنا أيضًا من عمليات عدائية، ولكن الحرب تجري بشكل أساسيّ في الجهة المقابلة”.

وفي الوقت الذي يتّهم فيه كل واحد من الطرفين الطرف الآخر بالتعاون مع إسرائيل، يؤكد عليان أنّ الجيش الإسرائيلي لا ينوي المشاركة في لعبة الاتهامات هذه. وأضاف: “من المهم أن نؤكد على أننا لسنا طرفا في هذه الحرب، لم نكن ولن نكون، حتى لو حاولوا جرّنا إلى التورط في هذه الحرب”.

أحد أهم تحديات الجيش الإسرائيلي في هذا الوقت هو محاولة فهم ماذا يقف في الجهة المقابلة من الحدود. في بعض الأحيان تصعب معرفة إذا ما كان المسلّح الذي يُشاهد عبر المناظير يخدم مصالح بشار، أبو محمد الجولاني، أو أبو بكر البغدادي. ويضيف عليان: “هناك عدد غير قليل من التنظيمات، وليس لها عنوان دائما. أنت لا تعلم إذا كانت هذه القوى هي القوى ذاتها التي كانت أمس، أم أنها تغيّرت منذ ذلك الحين”.

ويذكر عليان تحدّيا آخر، وهو دخول ما يسميه “عناصر أجنبية” إلى المنطقة. ويقول: “هذا يلزمنا على أن نعرف كل يوم من يدخل إلى هنا، وما هي قدراته ونواياه”. ورغم أن إسرائيل ليست الآن في مرمى النار المباشر لداعش، فمن غير المستبعد أن يجلب تدهور آخر في الوضع السوري التنظيم إلى الحدود مع إسرائيل.

بسام عليان، نائب قائد اللواء الإقليمي جولان في الجيش الإسرائيلي
بسام عليان، نائب قائد اللواء الإقليمي جولان في الجيش الإسرائيلي

هل تعتقد أنّ حزب الله ضعيف بسبب الحرب؟ وهل أصبح تهديده ضئلا بسبب الحرب؟

“نحن نعرف هذه المنطقة، وهذا يعني أنّه يمكن النظر إلى حزب الله من منظورين: من جهة، فقد ضعُف وتلقّى ضربات قاسية وفقد مقاتليه وتآكل. ولكن من جهة أخرى يمكنك القول إنّه قد ازداد قوة. لقد أصبح جيشا عملياتيا مع أدلة على أرض الواقع. يقول قادته إنّهم اكتسبوا خبرة، وهم يعتقدون أنّهم في الواقع قد ازدادوا قوة”.

وهناك تحدٍ آخر، لا يقل أهمية عن التحدي العسكري وهو العدد الهائل للاجئين الذين يفرّون من الحرب إلى كل مكان، بما في ذلك إلى الحدود الإسرائيلية. وقد تم الحديث مؤخرا في وسائل الإعلام الإسرائيلية عن إقامة ما يشبه القرية الحقيقية للاجئين السوريين قرب الحدود، في منطقة بلدة ألوني هبشان.

ويؤكد عليان: “هذه حقا ليست قصة جديدة، وقد استمر هذا الوضع عدة سنوات. ففي السنوات الثلاث الأخيرة هناك خيام للاجئين في المنطقة”.

ويضيف: “إن سياسة الجيش والحكومة هي تقديم المساعدة الإنسانية لكل من يطلبها. والجرحى تحديدا هم الذين يحتاجون إلى المساعدة. ولا يأتي طلبها بالضرورة من تلك الخيام (قرب الحدود) لأنّ ليس فيها سكان مقاتلون. ولكن عندما يصل جرحى إلى الحدود، فنحن كجيش أخلاقي لا يمكننا أن نرى على عتبتنا جريحا دون أن ندخله. هذا ما نفعله في السنوات الأخيرة”.

ووفقا لتقديرات عليان فقد استوعبت إسرائيل وعالجت ما لا يقل عن 2,000 جريح سوري.

وفقا لأقوال عليان، فعندما ترى إسرائيل أنّ القتال يقترب من المنطقة الحدودية، تتم زيادة الاستعدادات لاستيعاب الجرحى وعلاجهم. “لدينا جهاز خاص بنا لإجراء الرقابة، ومعرفة من يدخل. ليس من أجل استجوابه، وإنما من أجل منع دخول عناصر معادية. لا نريد أن يدخل جريح يكون إرهابيا انتحاريا أو يُدخل قنبلة يدوية. وعندما يكون الجريح في حالة حرجة، نجري له الفحوصات الضرورية بأكملها”.

اقرأوا المزيد: 631 كلمة
عرض أقل
سمير القنطار برفقة أمين عام حزب الله، حسن نصرالله (AFP)
سمير القنطار برفقة أمين عام حزب الله، حسن نصرالله (AFP)

الرد على اغتيال القنطار يتعلق بإيران، وليس بحزب الله

إذا كانت إسرائيل فعلا هي التي تقف وراء عملية الاغتيال، فمن المرجح أن تكون اعتبارات العملية تطلّعات مستقبلية وليست تصفية حسابات. على أية حال، كان هناك توسّع كبير في حجم المراهنة التي ستتضح تأثيراتها لاحقا

تنذر عملية اغتيال سمير القنطار، زعيم شبكة إرهابيّة درزية عملت ضدّ إسرائيل من الحدود السورية لصالح إيران، بفترة جديدة من التوتر الأعلى من المعتاد في مثلث الحدود بين إسرائيل، سوريا ولبنان. ورغم أن إسرائيل، كعادتها، لا ترد على اتهامات حزب الله بخصوص مسؤوليتها عن مقتل هذا الإرهابي المخضرم، فإنّ نقطة البداية في النقاش الدائر الآن في الإعلام العالمي هو أن إسرائيل تقف فعلا خلف هذه العملية. وبالنسبة لجريان الأمور من الآن فصاعدا، فيبدو أنّها ستكون مرتبطة بشكل أساسي بموقف إيران.

إن حقيقة اغتيال القنطار لن تثير أسفا لدى أي إسرائيلي. فهذا الرجل إرهابي معروف. في سن السادسة عشرة، كدرزي مواطن لبنان، شارك في عملية لتنظيم فلسطيني في نهاريا والتي قُتل فيها أفراد عائلة هاران، من بينهم طفلة في الرابعة من عمرها، والتي قتلها بنفسه عندما ضربها بعقب بنقديته على رأسها. ورفضت إسرائيل إطلاق سراح القنطار من قبل حزب الله في صفقة تننباوم عام 2004. وقد استُخدم استمرار حبسه في السجن كذريعة لدى أمين التنظيم، حسن نصر الله، ليأمر باختطاف جنود الاحتياط عام 2006، والذي أدى إلى اندلاع حرب لبنان الثانية. عاد قنطار نفسه إلى لبنان بعد نحو سنتين، في صفقة مع حزب الله مقابل إعادة جثتي جنود الاحتياط إلداد ريغف وأودي غولدفاسر. منذ ذلك الحين، لم يكتفِ بوظيفة المروّج للتنظيم، بل تولى دورا تنفيذيا.

ورغم سنّه الكبير نسبيًّا، قاد القنطار بداية شبكة عملت لصالح حزب الله في الجولان السوري وبادرت إلى تنفيذ عمليات إرهابية ضدّ مواطنين إسرائيليين وجنود الجيش الإسرائيلي في الجهة الإسرائيلية من الحدود. في السنة الماضية حدث تغيير على طريقة عمل الشبكة، التي أعطت لنفسها الاسم الرسمي “المقاومة الوطنية السورية في الجولان”. وقد خرج حزب الله من الصورة تدريجيا وتولّت إيران زمام الأمور. ادعت مصادر أمنية في إسرائيل منذ عدة شهور أنّ القنطار، ومعه فرحان شعلان الذي كان أحد القتلى في القصف أمس، يعملان في التجهيز لعمليات إرهابية أخرى في الجولان. إذا كان الإعلام الأجنبي صادقا وكانت إسرائيل فعلا هي التي تقف وراء عملية الاغتيال، فمن المرجح أن تكون اعتبارات العملية تطلّعا إلى المستقبل وليست تصفية حسابات لماضيه.

وما سيحدث لاحقا مرتبط بدرجة كبيرة بإيران. لقد مرّت إسرائيل وحزب الله فعلا بجولات من التوتر في السنوات الماضية، والتي كانت في الغالب مشتقة من الحرب الأهلية السورية. ونسب الإعلام العالمي إلى إسرائيل سلسلة طويلة من العمليات في أراضي سوريا، والتي في معظمها قصف جوي لقوافل ومن بينها أسلحة كانت معدّة للتهريب لحزب الله وفي لبنان وفي عدد قليل منها أصيبت خلايا إرهابية عملت بتوجيه إيران وحزب الله في الجولان السوري (ومن بينها، في عدة حالات، أيضا عناصر تنظيم القنطار).

وقد جرت حوادث أخرى في الأراضي اللبنانية: مهاجمة قافلة سلاح بعد لحظة من اجتيازها للحدود من سوريا، اغتيال مسؤول في حزب الله في الضاحية ببيروت وتفجير عبوات ناسفة عندما كان الإرهابيون يحاولون تفكيك أجهزة تنصت وُضعت في زعم الحزب من قبل إسرائيل. لم تتطرق إسرائيل علنا إلى هذه الحوادث، ولكن صرّح رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، في الأشهر الأخيرة بشكل أكثر علنية بخصوص ما يحدث في الشمال واعترف أنّ الجيش الإسرائيلي يعمل من أجل إحباط تهريبات السلاح وضرب الإرهابيين في الشمال.

عماد فايز مغنية (Flash90)
عماد فايز مغنية (Flash90)

وفي معظم هذه الهجمات اختار حزب الله كبح جماحه. وعندما اجتازت الهجمات الحدود من سوريا إلى الأراضي اللبنانية، ردّ التنظيم، ولكنه قام بذلك غالبا عن طريق الحدود السورية ومن خلال مبعوثين من بينهم عناصر القنطار. وقد حدث الامتحان الأكبر للاستقرار النسبي، والذي يمنع انزلاق إسرائيل التام إلى الجبهة الشمالية والحرب الأهلية السورية، في كانون الثاني الأخير. في قصف جوي في الجولان السوري، والذي نُسب إلى إسرائيل أيضا، قُتل ناشط ميداني رفيع المستوى، وهو جهاد مغنية (نجل قائد أركان التنظيم الأسبق، عماد) وكذلك جنرال إيراني وخمسة ناشطين عسكريين آخرين. فردّ حزب الله بعد مرور عشرة أيام بهجوم مستهدف – كمين صواريخ مضادة للدبابات في الصعود إلى جبل دوف، والذي قُتل فيه قائد سرية وجندي من لواء جفعاتي.‎ ‎امتنعت إسرائيل عن عملية ثالثة في السلسلة، الردّ مقابل الردّ – وبذلك ساهمت في تهدئة النفوس.

والآن، يبدو أن أمامنا شيء بمثابة بثّ معاد لجولة الضربات السابقة. ولكن هذه المرة العنوان في الجهة المقابلة هو إيران، أكثر من حزب الله. وهناك لدى طهران اعتبارات أخرى، أكثر اتساعا، يتعلق بعضها باستمرار العمل باتفاق فيينا بشأن النووي الإيراني، والذي تم توقيعه مع القوى العظمى. يتوقع النظام الإيراني في الفترة القريبة إزالة بعض العقوبات التي تم فرضها عليه بسبب برنامجه النووي. هناك اعتبار آخر مهم يتعلق باستمرار الحرب الأهلية السورية. وفي الأسابيع الماضية أخلى الإيرانيون نحو ثلثي القوة العسكرية التي نشروها شمال البلاد، لمساعدة نظام الأسد وكعملية استكمالية للهجوم الجوي الذي بادرت إليه روسيا ضدّ تنظيمات الثوار في سوريا. كل موافقة على الرد لبقايا تنظيم القنطار، أو التوجيه للانتقام من حزب الله، ستضطر إلى أخذ هذه الجوانب بعين الاعتبار أيضًا.

من استطاع العثور على القنطار ورجاله أمس، في ضواحي دمشق، اعتمد بالتأكيد على معلومات استخباراتية دقيقة. ومن المرجح أنّه في الفوضى العامة السائدة في سوريا، والتي يعمل الكثير من الدول والتنظيمات الإرهابية فيها اليوم في المقابل، لن تؤدي هذه العملية إلى تغيير شامل في الأوضاع. ومع ذلك، كان هناك توسع ملحوظ في حجم المراهنة. والتي ستتضح تأثيراتها لاحقا.

نشر هذا المقال لأول مرة في‏‏‎ ‎‏‏‏صحيفة هآرتس‏‎ ‎‏

اقرأوا المزيد: 792 كلمة
عرض أقل
جنازة أحد منفذي عمليات الطعن في القدس (Flash90)
جنازة أحد منفذي عمليات الطعن في القدس (Flash90)

والداتا القتيلين الإسرائيليَين: لا تعيدوا الجثث إلى الفلسطينيين

صرخة الأهالي الإسرائيليين للحكومة الإسرائيلية: توقفوا عن إعادة جثث الفلسطينيين لأسرهم وأعيدوا جثث أبنائنا

تتابع أسرة الملازم هدار غولدين الذي قُتل في عملية “الجرف الصامد” (صيف 2014) التقارير حول إعادة جثث الفلسطينيين الذين ينفّذون عمليات الطعن في أنحاء إسرائيل في الآونة الأخيرة لأسرهم وقلبها يؤلمها.

وقالت أييلت غولدين، شقيقة هدار، لصحيفة يديعوت أحرونوت صباح اليوم (الأحد): “القيم الأساسية للقيادة قد فُقدت”. وقد اشتكت من “انعدام الرؤيا لتغيير قواعد اللعبة” على ضوء حقيقة أنّ “حماس هي التي تقرر القواعد والتكاليف”. وقد بقيت جثتا هدار غولدين وأورون شاؤول بيد حماس منذ عملية “الجرف الصامد”، ولم تُحضرا بعد للدفن في إسرائيل.

وقالت غولدين أيضًا إنها تأمل من حكومة إسرائيل أن تتمسك بقرارها منذ أسبوعين بعدم إعادة جثث الشبان الفلسطينيين الذين أرادوا قتل إسرائيليين إلى أسرهم، في الوقت الذي يتواجد فيه هدار وأورون في الأسر.

عائلة غولدين تنتظر جثة ابنها لدفنه (Flash90)
عائلة غولدين تنتظر جثة ابنها لدفنه (Flash90)

وفي وقت لاحق اليوم انضمّت والدة أورون شاؤول أيضًا، والذي قُتل ابنها، في كارثة ناقلة الجند المدرعة، في تموز 2014، خلال الحرب ضد حماس، إلى أسرة غولدين بل وهاجمت قرار حكومة نتنياهو بإعادة جثث الفلسطينيين لأسرهم. “أنا أتحدث باسم العائلة. نحن نشعر أن حكومة إسرائيل لا تفي بوعودها. لقد قرّر المجلس الوزاري المُصغّر عدم إعادة جثث الإرهابيين ورغم ذلك فهم يعيدونها. أين أبناؤنا، أورون وهدار، في هذه الصفقة؟”، وقد وجهت الأم إصبع الاتهام تجاه الحكومة ومن يترأسها.

وكما هو معروف فقد كان غولدين قائد مجموعة في وحدة جفعاتي، وقد قُتل في رفح في حادثة جرت بعد نحو ساعة من دخول وقف إطلاق النار قيد التنفيذ. فجّر مقاتل حماس، كان قد خرج من نفق جنوب القطاع، نفسه قرب قوة من الجيش الإسرائيلي، وخلال المعركة تم اختطاف غولدين. بعد ذلك فورا بدأ الجيش الإسرائيلي بتشغيل الجهود الاستخباراتية والعملياتية لتحديد موقعه. وفي المقابل بدأت قوات الجيش بمهاجمة المنطقة، بما عُرف لاحقا بيوم الجمعة الأسود في رفح.‎ ‎بقيت جثّة غولدين بيد حماس وكذلك جثّة أورون شاؤول.‎ ‎

اقرأوا المزيد: 276 كلمة
عرض أقل
مقاتلو جفعاتي - في مواجهة قطاع غزة (Flickr IDF)
مقاتلو جفعاتي - في مواجهة قطاع غزة (Flickr IDF)

مقاتلو جفعاتي – في مواجهة قطاع غزة

يسمّون جنود لواء "الأرجواني" ويعرفون كل شبر في قطاع غزة - إليكم لمحة عن لواء جفعاتي في الجيش الإسرائيلي، لواء المشاة المعروف أكثر من كل شيء آخر بالقتال ضدّ حماس والتنظيمات الجهادية في القطاع

بعد سلسلة من التدريبات الطويلة والانشغال العمليّاتي الكامل، الذي يعمل جنود لواء جفعاتي “الأرجواني” في إطاره، على طول الحدود مع قطاع غزة، بدأت عملية “الجرف الصامد” في الصيف الماضي (2014).

بدأت العملية العسكرية القاسية التي قامت بها إسرائيل ضدّ حماس بهجمات جوية، وبدأ الجيش الإسرائيلي بالاستعداد للمناورة الأرضية. كانت الكتائب المقاتلة في لواء جفعاتي هي الأولى التي دخلت إلى الميدان، بعد أن تم تلقي أوامر سياسية بتنفيذ عملية تطهير الأنفاق الهجومية في الأحياء الشمالية والشرقية من غزة.

لواء جفعاتي هو أحد الألوية الكبرى في الجيش الإسرائيلي وهو معروف أكثر من الجميع بقطاع غزة. ما هو اللواء “الأرجواني”، تهديده لمقاتلي الجهاد التابعين لحماس، الجهاد الإسلامي وسائر الحركات السلفية في غزة؟ مسار تدريب مقاتليه؟ والقصص المخجلة التي نُشرت حول بعض قادته؟

لواء جفعاتي – بطاقة هوية

مقاتلو جفعاتي - في مواجهة قطاع غزة (Flickr IDF)
مقاتلو جفعاتي – في مواجهة قطاع غزة (Flickr IDF)

جفعاتي، هو في الواقع لواء مشاة ورقمه في الجيش الإسرائيلي 84. ويسمّى اللواء أيضًا اللواء “الأرجواني” بسبب لون قبعة الوحدة وهو تحت قيادة القيادة الجنوبية في الجيش الإسرائيلي. تأسس اللواء من جديد عام 1983، بعد أن تم تفكيكه عام 1956 وأصبح لواء احتياط.

تعمل في هذا اللواء الكبير 4 كتائب: “شاكيد”، “تسابار”، “روتم” وأيضا كتيبة استطلاع.

اللباس: قبعة أرجوانية (تمّ اختيار لون القبعة من قبل ابنة القائد الأول للواء)، حذاء أسود ودبوس مقاتل جفعاتي.

بالإضافة إلى الأسلحة التي توجد لدى عموم جنود المشاة في الجيش الإسرائيلي، تم تجهيز جنود لواء جفعاتي ببندقية الـ “تابور”، وهي السلاح الجديد لجنود المشاة في الجيش الإسرائيلي. بالإضافة إلى ذلك، يستخدم اللواء أيضًا بـ “وحشية”، ناقلات الجنود المدرّعة، التي وُجدت سابقا في الخدمة في جنوب لبنان واليوم هي في الخدمة في غزة.

شارك لواء جفعاتي ولا يزال يشارك بجزء كبير من العمليات التابعة للجيش الإسرائيلي، وخصوصا في منطقة قطاع غزة، حيث قتل اللواء هناك مئات الأعضاء من حماس والجهاد الإسلامي في مئات الغارات والعمليات، ولكن مع ذلك تكبّد خسائر وخصوصا في جولة العنف الأخيرة بين إسرائيل وحماس (صيف 2014).

عام 2005، منح رئيس الأركان لكتيبة الاستطلاع في اللواء، وسام التميّز لنشاط الوحدة في قطاع غزة.

فضائح خيّمت على روعة الوحدة

مقاتلو جفعاتي - في مواجهة قطاع غزة (Flickr IDF)
مقاتلو جفعاتي – في مواجهة قطاع غزة (Flickr IDF)

لطختْ سلسلة من الأحداث والتحقيقات مع مقاتلي لواء جفعاتي وقادته في السنوات الأخيرة اسم اللواء، وتضاءلت هيبته قليلا. بدءًا من فضائح منذ فترة الانتفاضة الأولى لإطلاق نار دون موافقة على مدنيين أبرياء، وصولا إلى فضائح التحرش الجنسي لقادة واستغلال المنصب العسكري.

أما الفضيحة التي بدأت تآكل هيبة اللواء فقد بدأت في فترة الانتفاضة الأولى. عام 1988 دخل جنود اللواء إلى منزل في غزة من أجل اعتقال شخص مطلوب للتحقيق. وعندما وُجهوا بالمقاومة من قبل والده ضربوه حتى الموت. قررت المحكمة العسكرية بأنّ أوامر استخدام العنف كوسيلة للعقوبة هي أمر غير قانوني بشكل جليّ.

أما الفضيحة التالية فقد جاءت سريعا من قائد كتيبة “روتم” وثلاثة من ضباطه اتّهموا بأنهم أمروا جنودهم بكسر أيدي وأرجل فلسطينيين. وللدفاع عن أنفسهم ادعوا بأنّ الأوامر قد جاءت من قائد اللواء. وفي محكمة جرت عام 1990 نفى الضابطان الأكبر في جفعاتي هذه الادعاءات وتم إدانة جميع المتّهمين.

دبوس مقاتل جفعاتي (Wikipedia)
دبوس مقاتل جفعاتي (Wikipedia)

ولم تتوقف سلسلة الشبهات والأحداث العنيفة عن تصدّر عناوين الصحف في إسرائيل. في نهاية شهر كانون الأول عام 2014 انفجرت فضيحة جديدة شابت أداء اللواء كثيرا. وفقا لما نشر في الإعلام الإسرائيلي، فقد تم التحقيق مع قائد كتيبة في لواء جفعاتي، للاشتباه بتحرشه الجنسي بإحدى مجنّداته وأنّه أقام علاقة بالموافقة مع جندية أخرى، في الخدمة الدائمة (حتى لو كانت بالموافقة، فهذا لا ينقي القائد من الاشتباه، لأنّ الجيش يحظر العلاقات التي تنطوي على استغلال علاقة السلطة). نفس الضابط المتغطرس، مشتبه به أيضًا بعرقلة سير العدالة، بسبب محادثات أجراها مع مرؤوسيه حول القضية. في نفس الكتيبة اشتكى عدد من الجنود عن تحرّش جنسي من قبل القائد في قسمهم. وقيل أيضًا إنّ شكاوى الجنود جاءت متأخرة، وذلك لزعمهم لسبب حملة ضغوط ووعود لضباط كبار في اللواء لإغلاق القضية داخليا، دون إشراك محقّقي الجيش.

وتم في الكتيبة أيضًا فحص اشتباه آخر، يتعلق بالاستغلال غير اللائق لأموال التبرّعات. انتحر أحد مقاتلي الكتيبة مؤخرا، على خلفية المضايقة من رفاقه في الوحدة. وانتحر ضابط صفّ في الخدمة الدائمة في الكتيبة في ظروف أخرى، بعد فترة قصيرة من دعوته للتحقيق معه في اختفاء أسلحة من الوحدة. كما يبدو، ليست هذه هي الحادثة الوحيدة في جفعاتي والتي تثير الاشتباه بالإشراف غير اللائق على الأسلحة.

أدت هذه السلسلة من الأحداث المخجلة إلى جهود كبيرة من الجيش الإسرائيلي لـ “تنظيف الحظائر” في اللواء وتشديد العقوبات ضدّ من تثبت إدانته في جرائم تدمير الممتلكات، استغلال علاقة السلطة، التحرّش الجنسي وغيرها… أدت الجهود التي اتّخذها ضباط كبار في الجيش الإسرائيلي إلى تغييرات جوهريّة في اللواء وإلى عزل ضباط تمّت إدانتهم.

جفعاتي يتألق على رأس العمليات العسكرية

مقاتلو جفعاتي - في مواجهة قطاع غزة (Flickr IDF)
مقاتلو جفعاتي – في مواجهة قطاع غزة (Flickr IDF)

في سنوات الانتفاضة الثانية كان لواء جفعاتي لواء المشاة الرئيسي الموجود في قطاع غزة، وكان مسؤولا عن الحرب ضد الإرهاب. خلال نشاط اللواء قتلت قوات جفعاتي مئات الأعضاء من حماس والجهاد الإسلامي، ولكن عمق المداهمات في مخيّمات اللاجئين المزدحمة في غزة والنشاط الطاحن واليومي تحت النيران على محور صلاح الدين أدت جميعها أيضًا إلى وقوع خسائر.

في الحادي عشر من أيار عام 2004 انفجرت ناقلة جند M-113 في حيّ الزيتون في غزة، وقُتل 6 أشخاص في الانفجار. في اليوم التالي، في الثاني عشر من أيار، تم تفجير ناقلة جند M-113 أخرى على محور صلاح الدين، وقُتل طاقمه المكوّن من خمس رجال. سمّي هذين الحادثين “كارثة ناقلات الجنود”. وقد أجرى الجيش الإسرائيلي عمليتين عسكريتين كبيرتين لإعادة الجثث، قُتل خلالهما العشرات من أعضاء حماس وتم تدمير عشرات المباني في حيّ الزيتون ورفح. وبسبب تهديد الجيش الإسرائيلي بالاستمرار في المسح حتى تعود الجثث، والدمار الكبير الذي تسببت به الجرافات المدرعة استسلم أعضاء الجهاد في غزة ونقلوا بقايا الجثث للصليب الأحمر.

مقاتلو جفعاتي - في مواجهة قطاع غزة (Flickr IDF)
مقاتلو جفعاتي – في مواجهة قطاع غزة (Flickr IDF)

بعد تنفيذ خطة فكّ الارتباط خرج لواء جفعاتي من قطاع غزة وبدأ باستبدال الخطوط بشكل مماثل لبقية ألوية المشاة، واستمر به المقام بشكل أساسيّ حول قطاع غزة على الحدود بين إسرائيل وغزة.

في جولة القتال الأخيرة بين حماس وإسرائيل (تموز – آب 2014)، قاتل اللواء بشكل أساسيّ في جنوب قطاع غزة، وكان دوره الأساسي هو تحديد مواقع الأنفاق الهجومية التي تم حفرها من قبل أعضاء حماس وتفجيرها وذلك لمنع التسلل بواسطتها إلى داخل إسرائيل. وفي أعقاب العمليات البرية الواسعة للواء في غزة خلال الحرب، تم منح جنود اللواء 13 وساما.

اقرأوا المزيد: 940 كلمة
عرض أقل
هدار غولدين (Flash90)
هدار غولدين (Flash90)

قائد لواء “جفعاتي” الجديد: مهمة إعادة جثة المُلازم هدار غولدين، رحمه الرب، لم تكتمل

حَرَّفت وسائل الإعلام الفلسطينية أقوال قائد الوحدة الذي أنهى مهام منصبه والقائد الجديد للوحدة الذي تسلم منصبه خلال مراسم تبادل القادة في إحدى وحدات النخبة الإسرائيلية وحذفت ذكر "رحمه الرب"

تسلم العقيد يارون فينكلمن، أمس، مكان العقيد عوفر فينتر قيادة لواء سلاح المُشاة، “جفعاتي”، في الجيش الإسرائيلي، خلال مراسم حضرها قائد لواء الجنوب، سامي تُرجمان. اجتاز فينكلمن مشوارًا طويلاً في سلك الجيش، ضمن لواء المظليين الإسرائيلي، ولكن، بسبب عدم وجود ضباط مُلائمين في جفعاتي ذاتها، تم نقل فينكلمن لاستلام قيادة اللواء من خارجها. شغل سابقًا منصب قائد كتيبة المُشاة التابع للواء المظليين، رئيس ديوان رئيس الأركان وقائد الوحدة الشمالية التابعة لكتيبة قطاع غزة.

تطرق فينكلمن، خلال مراسم تبادل القادة، إلى المأساة الكبيرة التي تعرضت لها الكتيبة في الصيف الماضي، مع موت المُلازم هدار غولدين، الذي لم يتم بعد دفن جُثته في إسرائيل بل تم أسرها. قال فينكلمن: “أود الإشارة إلى أن إعادة الملازم هدار غولدين، رحمه الرب، لم تُستكمل بعد”.

تطرق القائد السابق، فينتر، أيضًا للأمر وقال: “تركت مُحاربًا واحدًا خلفي، المُلازم هدار غولدين، رحمه الرب، فعلنا ما بوسعنا في تلك الأيام لإعادته، يشهد القادة والجنود على ذلك، وأنا واثق أن العدو يتذكر ذلك أيضًا. إنما هذا لا يكفي. على الجيش ودولة إسرائيل مُتابعة استكمال المهمة وإعادة هدار وأورن شاؤول، رحمهما الرب، وأنا واثق أن هذا ما سيحدث”.

تحدثت وسائل الإعلام الفلسطينية، كما هو مُتوقع، عن الأمر مع حذف بعض التفاصيل الهامة. بدل الإشارة إلى أن القائدين أشارا إلى غولدين بالقول “رحمه الرب”، كتبت وكالة الأنباء “صفا” أن غولدين هو “الضابط المفقود في رفح”. على الرغم من أن الجيش الإسرائيلي ينظر إلى غولدين على أنه قتيل لا أحد يعرف مكان قبره.

وردت أقوال العقيد فينتر على موقع وكالة “صفا” مع الحذف المقصود لكلمة “رحمه الرب”، التي كان فينتر يقولها عندما يذكر اسمَيّ أورون شاؤول وهدار غولدين، وذلك لترك انطباع أنهما لا زالا على قيد الحياة. وكذلك، تم عرض صورة تحت عنوان المقالة والتي تُظهر مقاتلاً من عز الدين القسام قرب “صندوق أسود”، الذي فيه، على ما يبدو، الجُنديان اللذان لا يُعرف مصيرهما. إلا أن تقرير وكالة “صفا” أشار إلى أن إسرائيل تعتبر شاؤول وغولدين قتيلين.

الصورة في موقع "صفا"
الصورة في موقع “صفا”
اقرأوا المزيد: 297 كلمة
عرض أقل
المشتكية ماي فتال (لقطة شاشة)
المشتكية ماي فتال (لقطة شاشة)

الضابط الذي أدين بالتحرش الجنسي: “لن أعتذر للمشتكية”

وقف قائد لواء غفعاتي وجنرال إسرائيلي إلى جانب الضابط المتحرّش وسعيا لتخفيف عقوبته وعدم خفض رتبته. الضابط نفسه قال إنه قد جرت ضدّه حملة تشويه تجاوزت كل الحدود

قال المقدم ليران حجبي، قائد كتيبة في لواء جفعاتي في الجيش الإسرائيلي، والذي تحرّش جنسيا بجندية كانت تحت إمرته، اليوم، إنّه “ليس قادرا” على الاعتذار أمامها.

قال حجبي في محاكمة عسكرية نظرت في قضيته: “أنا شخص لا يخشى من الاعتذار. وكنت سأعتذر منها، لولا أن الأمر كان مصحوبا بحملة تشويه كاذبة، ومسيئة بشكل غير متناسب. كنت سأعتذر ولكنني لست قادرا. لست قادرا”. ومع ذلك، اعترف حجبي قائلا: “اجتزتُ حدودي كقائد، وتجاوزت المعيار المقبول”.

عرض حجبي في المحاكمة توصيات من قبل ضباط كبار بعدم الإضرار به وخفض رتبته، ومن بينهم قائد الفيلق اللواء يوسي بكر وقائد لواء جفعاتي عوفر فينتر. وطالب بكر، الذي أدلى بشهادته في المحاكمة، بالأخذ بعين الاعتبار ماضي الضابط وأشاد أمام القضاة بشجاعة المقدم حجبي. كما قدّم قائد القيادة الجنوبية اللواء سامي ترجمان وسلفه في المنصب تال روسو رسائل توصية.

وقد أدين حجبي في محاكمة عسكرية في إطار صفقة ادعاء، تقرر فيها أن يترك الخدمة العسكرية ويعوّض المشتكية، وهي جندية اسمها ماي فتال، بمبلغ 5,000 شاقل. وبعد أن تم الحصول على تسوية توجّهت فيتال إلى المدعي العام العسكري وطالبت بإلغاء هذه التسوية، ولكن تم رفض طلبها.

وكتبت فتال، التي كشفت عن نفسها في شبكة الفيس بوك: “هناك من سيختار أن يتذكر لحجبي الرتب والأوسمة، أنا أتذكر فقط الأفعال المثيرة للاشمئزاز التي نفّذها بي والصدمة النفسية والتي على ما يبدو سترافقني طيلة حياتي”.

اقرأوا المزيد: 208 كلمة
عرض أقل
صورة توضيحية لجندي إسرائيلي خلال تدريبات عسكرية (Israel Defense Forces)
صورة توضيحية لجندي إسرائيلي خلال تدريبات عسكرية (Israel Defense Forces)

من مخالب القاعدة في اليمن إلى الجيش الإسرائيلي

حافظ الجندي في لواء جفعاتي على قصته المثيرة سرا.. فحتى رفاقه للسلاح لم يعلموا أنه هرب من اليمن بعد صعود القاعدة هناك ولاذ إلى إسرائيل

12 مارس 2015 | 10:23

أفردت صحيفة “يديعوت أحرونوت” صفحة كاملة في عددها الصادر اليوم، الخميس، لقصة جندي إسرائيلي أنهى مرحلة التدريبات في لواء جفعاتي (مشاة) قبل وقت قصير، كان قد قدم من اليمن قبل 5 سنوات بعدما استولت القاعدة على اليمن. وروى الجندي الذي لم يفصح عن اسمه قصة فراره من صنعاء إلى إسرائيل بعد تعرض الجالية اليهودية في اليمن إلى مضايقات عنيفة تحت ظلم القاعدة.

وأضاف الجندي الذي خفى قصته المثيرة حتى من رفاقه للسلاح للصحيفة الإسرائيلية أن وضع اليهود في اليمن كان جيدا، لكن حينما استولت القاعدة على اليمن تغيّر كل شيء. “كنت في ال14 من عمري حين حصل الحدث الأصعب في حياتي وهو مقتل معلمي”، وقد قُتل المعلم اليهودي، حسب رواية الجندي، على يد مسلم بعدما رفض اعتناق الإسلام.

وتابع الجندي أن حادثة قتل المعلم هزّت الجالية اليهودية في صنعاء وحينها بدأت أفكار الهروب إلى إسرائيل تجول في أذهان أفراد الجالية. وقد خشى الجميع من قتل اليهود خاصة الأطفال في ظل تهديدات القاعدة التي قررت التعرض لكن ما هو ليس مسلما.

واستطاع الجندي مع عائلته الهرب من اليمن إلى دولة ثالثة ومن ثم الانتقال إلى إسرائيل حيث قرر الانضمام إلى صفوف الجيش الإسرائيلي قبل سنوات، واليوم يعيش في مجتمع اشتراكي (كيبوس ) متدين. وأعرب الجندي عن سروره من الحياة في إسرائيل قائلا إنه يعيش اليوم في أمان حيث يستطيع أن يمارس الدين بحرية دون مضايقات أو تهديدات.

اقرأوا المزيد: 212 كلمة
عرض أقل
  • مقاتلات في الجيش الإسرائيلي (IDF Flicker)
    مقاتلات في الجيش الإسرائيلي (IDF Flicker)
  • "بدينة وجميلة" (لقطة شاشة)
    "بدينة وجميلة" (لقطة شاشة)
  • احتفالات بعيد الميلاد في مدينة حيفا  (Flash90/Sapir Brozenberd)
    احتفالات بعيد الميلاد في مدينة حيفا (Flash90/Sapir Brozenberd)
  • الصحفي ايتاي أنجل مع المقاتلين الأكراد في سوريا (لقطة شاشة)
    الصحفي ايتاي أنجل مع المقاتلين الأكراد في سوريا (لقطة شاشة)
  • مظاهرة تأييد لحماس في غزة (Mostafa Ashqar/Flash90)
    مظاهرة تأييد لحماس في غزة (Mostafa Ashqar/Flash90)

الأسبوع في 5 صور

فضائح جنسية صادمة في الجيش الإسرائيلي، الصحفي الإسرائيلي الذي لا يخاف من داعش، سمينات محبّات لسمنتهنّ وعيد الميلاد في إسرائيل

26 ديسمبر 2014 | 14:20

تلك هي القصص والصور التي صنعت هذا الأسبوع. نلخّص لكم قصص هذا الأسبوع في 5 صور.

فضائح جنسية في الجيش الإسرائيلي

مقاتلات في الجيش الإسرائيلي (IDF Flicker)
مقاتلات في الجيش الإسرائيلي (IDF Flicker)

كُشف هذا الأسبوع عن فضيحتين جنسيّتين قاسيتين في كتائب كبيرة في الجيش الإسرائيلي. والضباط الذين تورّطوا – وفقا للاشتباه – بالتحرّش الجنسي بمجنّدين ومجنّدات هم الآن قيد التحقيق وهناك انتقادات مجتمعية صعبة على السلوك الذي لم يحترم قيم الجيش بل ويلطّخ كرامة الكتائب المعروفة والأكثر تقديرا في الجيش الإسرائيلي.

كُشف في إحدى الفضائح أنّ ضابطا كبيرا في كتيبة جفعاتي تحرّش جنسيا على مدى فترة طويلة بمجنّدات ويعرف العديد ممّن في الكتيبة بالأمر ويساعدوه في التستّر على التهم الموجّهة ضدّه.

فضيحة أخرى، أكثر خطورة تم الكشف عنها في المخابرات الإسرائيلية، بعد أن تم التستّر على اشتباهات خطيرة بضابط استخبارات كبير بعد أن تحرّش جنسيّا بجنود تحت قيادته. وتطرّق وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه (بوغي) يعلون إلى تلك الحوادث الصعبة ووعد بأنّها قيد التحقيق وإذا تمت إدانة المشتبه بهم، فسيتم فصلهم من وظائفهم وستتم محاكمتهم بموجب القانون. وقد أقيل أمس (الخميس) ضابط في جفعاتي من وظيفته من قبل رئيس الأركان، بيني غانتس.

صحفي إسرائيلي يصل إلى سوريا ويجري مقابلات مع مقاتلي داعش

الصحفي ايتاي أنجل مع المقاتلين الأكراد في سوريا (لقطة شاشة)
الصحفي ايتاي أنجل مع المقاتلين الأكراد في سوريا (لقطة شاشة)

في واقع يتم فيه قطع رؤوس صحفيين غربيين من قبل داعش في كل فرصة، كان خيار التسلل إلى ما وراء خطوط العدو من أجل توثيق القتال هناك يبدو كجنون تامّ ليس وراءه أي منطق، وإنما شجاعة كبيرة فقط وفضول لا يمكن السيطرة عليه.

ذهب الصحفي الإسرائيلي، إيتاي أنجل، الذي اشتهر باعتباره قد قام بالتغطية من داخل أراضي المعركة، وكان في جميع دول “الربيع العربيّ”، حتى تلك التي تعتبر عدوّة لإسرائيل، في هذه المرة إلى الحدّ الأقصى، وسافر ليوثق من قريب التنظيم الذي يخافون منه في جميع أنحاء العالم، تنظيم الدولة الإسلامية.

ذهب أنجل إلى شمال العراق في نهاية شهر تشرين الأول، مع مصوّر، واجتاز الرقابة الحدودية بواسطة جواز سفره الأمريكي، ولكن أيضًا بفضل انهيار النظام القديم والفوضى التي تجري هناك. بعد ذلك، تسلّل إلى داخل سوريا مع المتمرّدين الأكراد.

الصحفي ايتاي أنجل مع أسرى داعش لدى الأكراد (لقطة شاشة)
الصحفي ايتاي أنجل مع أسرى داعش لدى الأكراد (لقطة شاشة)

يعرض أنجل في تقريره كيف أنّ الانتقال من العراق إلى سوريا مفتوح تماما. وصل في سوريا حتى خطّ النار تماما، وقد انحنى وهرب مع المقاتلين الأكراد أثناء القتال، وقف بجانبهم عندما أطلقوا القذائف باتجاه مقاتلي داعش الذين كانوا موجودين في حاجز لا يبعد أكثر من 400 متر منهم، وتمكّن بمساعدتهم أن يجري مقابلة مع مقاتلي داعش الذين سقطوا في أسر الأكراد.

عندما كان يجري مقابلة مع مقاتلي داعش الأسرى الذين سقطوا في أيدي الأكراد، كُشفت لنا معلومات صادمة للمرة الأولى، من المصدر الأول. عندما سُئلوا عن عدد الأشخاص الذين قتلوهم حتى الآن، يقول الأسرى، الذين تم الكشف عن اسمهم الكامل ومدن منشأهم، إنّهم “لا يذكرون تحديدا، ولكن الكثير، نحو 60-70”. أطلقوا على بعضهم النار، وقطعوا رأس البعض الآخر بسكين بأيديهم، ليس قبل أن يُجلسوهم في صفّ بحيث تكون وجوههم نحو الجنوب. ويقول أحدهم دون مبالاة واضحة كيف يكون قطع الرأس بسكين غير حادّة، من أجل إطالة معاناة المذبوح، والذي يُنظر إليه باستمتاع في الوقت الذي ينزف دما حتى موته لمدة نحو أربع دقائق.

وعندما يسأل أنجل أحد الأسرى من داعش متحدّيا: “وماذا إنْ كنت يهوديّا من إسرائيل؟ ماذا يُفعل لأمثال هؤلاء في داعش”، يجيب الأسير أنّهم لم يصادفوا أبدا مثل هؤلاء. ومن الواضح أنّ ما يقلق المقاتلين في الميدان هو التهديدات المباشرة على أرض المعركة، وليس التهديدات النظرية مثل إسرائيل.

ليس هناك بديل لحماس في غزة

مظاهرة تأييد لحماس في غزة (Mostafa Ashqar/Flash90)
مظاهرة تأييد لحماس في غزة (Mostafa Ashqar/Flash90)

فريق تحرير المصدر يلتقي مع أحد المسؤولين في أجهزة الاستخبارات في الجيش الإسرائيلي، والذي يتحدث عن الحالة الصعبة لغزة بعد الحرب والموقف المتدهور لحماس. ويكشف المسؤول نفسه بأنّ قطاع غزة لا يزال يعتبر قنبلة ما زال بإمكانها أن تنفجر في وجه المجتمع الدولي إذا لم يبدأ فيها تغيير كبير.

وأكّد المسؤول العسكري على أهمية عملية إعادة إعمار غزة وتدفق الأموال التي تم وعد حكومة حماس بها من أجل إعادة إعمار البنى التحتيّة المدنية ومن أجل التخفيف من معاناة المواطنين الذين يتألّمون تحت نير الضرائب المتزايدة من قبل حكومة حماس، والضغوط من قبل مصر التي لا تسمح بفتح المعابر في رفح بوتيرة أكبر، وتشديد الطوق الأمني من قبل إسرائيل حول القطاع والغضب الكبير الموجه نحو المجتمع الدولي الذي لا يفي بالتزاماته في ضخّ أموال المساعدات التي تم وعد غزة بها بشكل فوري بعد الحرب في الصيف الأخير.

كما وأكّد المسؤول أنّ حكومة حماس مستمرة في تعزيز تمسّكها بزمام السلطة، وأنّه في تلك المرحلة لا يبدو أنّ هناك إشارات واضحة لاضطرابات مدنية، رغم أصوات التحدّي من قبل تنظيمات الجهاد العالمي، مثل داعش، التي تنجح أحيانا في إخراج حماس عن توازنها وتحدّي قوات الأمن في القطاع. لا ترغب حماس في هذه المرحلة بالتصعيد ولكن القوى المتطرّفة قد تستغلّ في الفترة القريبة الوضع الاقتصادي المتقلقل في القطاع لجعل مواقف المواطن الغزّي البسيط أكثر تطرّفا والذي لا ينجح في عيش الحياة العادية ولا يرى حلا لمعاناته وللحصار على غزة في الأفق.

سمينات ومعجبات بذلك

"بدينة وجميلة" (لقطة شاشة)
“بدينة وجميلة” (لقطة شاشة)

نموذج الجمال الغربي محدّد جدّا وواضح. كلما كنتِ نحيفة أكثر، فستُبدين أكثر جمالا في أعين الكثيرين. تُملي الأزياء العالمية نموذجا للجمال نحيفا ومرتفعا.

وقد بدأت تعمل في السنة الأخيرة موجة عكسية لنساء تعبنَ من محاولة الوصول إلى الجسم المثالي والنحيف، والذي تعرضه غالبا عارضات الأزياء على مدارج عرض الأزياء العالمية، ويسعينَ للعودة إلى نموذج الجمال الأنثوي والكامل، ذلك الذي يحترم المرأة أكثر ويقدّم لها ميّزات إنسانية أكثر.

هناك من أخذوا هذا الأمر أبعد من ذلك، وربّما أكثر من اللازم، وسعين لزيادة وزنهن. فهنّ يأكلن أطعمة مشبعة بالدهون ويَزِنَّ أنفسهنّ كلّ يوم أملا منهن في زيادة وزنهن. وهنّ لا يخجلن من أجسادهنّ بل ويرتدين الملابس بشكل استفزازي من أجل عرض الدهون أمام كلّ من يرغب بمشاهدتها.

عيد الميلاد في إسرائيل

احتفالات بعيد الميلاد في مدينة حيفا  (Flash90/Sapir Brozenberd)
احتفالات بعيد الميلاد في مدينة حيفا (Flash90/Sapir Brozenberd)

احتفل المسيحيون حول العالم، في الشرق الأوسط وفي إسرائيل في نهاية الأسبوع الأخير بعيد الميلاد بالصلوات، الحفلات والأطر العائلية بذكرى ولادة المسيح. يشكّل المسيحيون في إسرائيل نحو 2% فقط من إجمالي السكان العام، ويبلغ تعدادهم 163 ألف نسمة. ووفقا للبيانات التي نشرتها دائرة الإحصاء المركزية فإنّ معظم العرب المسيحيين (71%) الذين يعيشون في إسرائيل يقيمون في مدن الشمال (الناصرة، شفاعمرو، كفر كنا وغيرها)، 13% في حيفا و 9.5% في القدس.

اقرأوا المزيد: 922 كلمة
عرض أقل
مقاتلات في الجيش الإسرائيلي (IDF Flicker)
مقاتلات في الجيش الإسرائيلي (IDF Flicker)

ضابط رفيع يقال من منصبه لتورطه في فضائح جنسية

رئيس الأركان الإسرائيلي، بيني غانتس، يُقيل ضابطا رفيعا في لواء جفعاتي من منصبه بعد تورطه في فضائح جنسية خطيرة

قائد الكتيبة الذي أثِم- أقيل: قرر رئيس الأركان، الفريق بيني غانتس؛ كما يُتوقع إقالة ضابط لواء جفعاتي، المقدم ليران حجبي، بسبب ما يحوم حوله من شبهات. لقد تبنى غانتس اليوم (الخميس) توصية ضابط الجنوب، سامي تورجمان، فيما يتعلق بالموضوع من الناحية القيادية.

“لقد اتُخذ القرار على ضوء السَّقَطات التي كُشفت والتي لا تتواءم مع القيم والمعايير المتبعة في الجيش الإسرائيلي”، هذا ما صرح به الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي. تطرق للفضيحة أمس الأول وزير الأمن موشيه (بوغي) يعلون، قائلا “إني متأكد أن من انحرف عن جادة الصواب ولم يسِر بحسب معايير الجيش الإسرائيلي والقانون- لن يبقى معنا”.

رئيس الأركان الإسرائيلي بيني غانتس (Yonatan Sindel/Flash90)
رئيس الأركان الإسرائيلي بيني غانتس (Yonatan Sindel/Flash90)

“الجيش الإسرائيلي هو جيش أخلاقي، يعمل ضباطه وجنوده وفق قيم صارمة ونحن نحافظ على ذلك” قال يعلون. “حين تنحرف الأمور عن مسارها، نعالجها. والتحقيق في ذروته، وسيتم استكماله. أقترح الانتظار حتى ينتهي المحققون المسؤولون من تحقيقاتهم، وتصبح الصورة واضحة”.

ينبغي أن نذكّر أن نخبة الجيش الإسرائيلي تتخبط منذ أسبوعين وسط عاصفة من فضيحتين جنسيتين خطيرتين متورط فيهما ضباط رفيعون في وحدات قتالية ذات مستوى عالٍ في الجيش الإسرائيلي. طالب الجيش القيام بعدة تحقيقات بعدد من الفضائح الخطيرة في تلك الألوية ومنها شُبهات حول تحرشات جنسية ضد مجندين من ضباط رفيعين، محاولات تمويه الوقائع واشتباهات باستخدام أموال التبرعات بما يخالف القانون.

اقرأوا المزيد: 193 كلمة
عرض أقل
يلعون في جولة ميدانية في هضبة الجولان (أريئل حرموني، وزارة الدفاع الإسرائيلية)
يلعون في جولة ميدانية في هضبة الجولان (أريئل حرموني، وزارة الدفاع الإسرائيلية)

يعلون يشير للمرة الأولى لفضائح جنسية في الجيش الإسرائيلي

وزير الدفاع الإسرائيلي: "من ينحرف عن الطريق ولا يعمل وفقا لقيم الجيش الإسرائيلي، لن يكون معنا. انتهت فترة الآلهة الذين يجلسون في الأعلى ويعرفون كلّ شيء، يجب علينا أن نربّي الجنود على التحدي وطرح الأسئلة"

بعد موجة من التطرق في وسائل الإعلام الإسرائيلية للانضباط وللفضائح الجنسية التي أصابت الجيش الإسرائيلي في الآونة الأخيرة، المسؤول الأعلى عن النظام الأمني أيضًا، وزير الدفاع موشيه يعلون، يتطرق إلى الفضائح. في إشارة أولى للموضوع، قال يعلون إنّ من انحرف عن الطريق ولم يعمل وفقا لما يسميه “قيم الجيش الإسرائيلي”، مكانه ليس في صفوف الجيش.

بحسب يعلون، فإنّ ضباط الجيش الإسرائيلي ليسوا في مأمن الانتقادات، وليسوا بمثابة “آلهة”. قال يعلون اليوم: “انتهت فترة الآلهة الذين يجلسون في الأعلى ويعرفون كلّ شيء”. وأضاف: “يجب علينا أن نربّي الجنود على التحدي وطرح الأسئلة”. وأكّد وزير الدفاع، مع ذلك، بأنّه ينبغي الانتظار لانتهاء التحقيقات الجارية ضدّ ضباط الجيش.

بحسب يعلون: “القائد هو المربّي. لا يجوز لنا السماح بأن يكون هناك انحراف عن السلوك المستقيم، المسّ بالمعايير والقيم، وإذا كان هناك كهؤلاء – فعلينا أن نعمل بسرعة وحسم من أجل معالجة تلك الظواهر”. لقد أكّد على أنّ التحقيقات في موضوع “الانحرافات” على حدّ تعبيره ستكتمل.

ولقد تمّ في الآونة الأخيرة التحقيق مع قائد كتيبة “تسابار” في لواء جفعاتي، المقدّم ليران حجبي، للاشتباه بأنّه تحرّش جنسيّا ببعض مجنّداته. وقد قدِم قائد اللواء، العقيد عوفر فينتر، الذي تم التحقيق معه أيضًا حذرا للاشتباه بأنّه علم بالتحرّشات الجنسية لحجبي ولم يبلّغ عنها لقادته، أمس لإجراء محادثات مع قادته ومقاتلين في كتيبة “تسافار” لتهدئة الأجواء المشحونة. “استعدّوا للمعركة القادمة ولا تنشغلوا بالإشاعات”، قال العقيد فينتر للجنود. فضلًا عن ذلك، تم اليوم تسريح ضابط كبير في سلاح الاستخبارات الإسرائيلية والذي اشتبه بممارسته للجنس مع قاصر.

وأشار يعلون خلال حديثه أيضًا إلى تتابع التقارير في الإعلام حول مجنّدي داعش من السكان العرب في إسرائيل وطلب الهدوء. بحسب كلامه: “الحديث عن عشرات خرجوا من هنا للقتال هناك. والظاهرة هي حقّا هامشيّة”. ومع ذلك، أضاف قائلا: “المنظومة الأمنية مفتوحة العيون إزاء هذه الظاهرة، والتي يمكنها أن تنعكس أيضًا على الفلسطينيين في الضفة الغربية وفي غزة”.

اقرأوا المزيد: 289 كلمة
عرض أقل