ما هي مساحة الشقّة الجديدة التي يبلغ سعرها 200 ألف يورو؟ قارنت شركة الاستشارات وتدقيق الحسابات الدولية ديلويت (Deloitte) بين 50 مدينة في 19 سوق عقارات في أوروبا، واكتشفت أنّ في عام 2015 كانت القدس وتل أبيب أيضًا من بين المدن الخمس التي يمكن فيها شراء الشقة الأصغر بمبلغ 200 ألف يورو، بعد باريس ولندن.
يكفي ذلك المبلغ لشراء شقّة في إسرائيل مساحتها 55 مترًا فقط – وفي بريطانيا يكفي هذا المبلغ لشراء شقق أصغر من ذلك فقط.
هذا هو العام الخامس على التوالي الذي تدرس فيه شركة ديلويت أسواق العقارات السكنية في أوروبا، وتكشف البيانات مجددا عن نقص المنطق في سوق العقارات الإسرائيلي الذي يعرض شققا ذات مبالغ ضخمة بالمفاهيم الأوروبية، في حين أنّ متوسّط دخل الموظّف والناتج الإجمالي السنوي للفرد في إسرائيل، أقل من المعدّل الأوروبي.
ما هي مساحة الشقّة التي يمكنكم شراؤها بمبلغ 200 ألف يورو في المدن الأوروبية؟
مشاريع بناء ضخمة في القدس (FLash90/Kobi Gideon)
يمكن أن يكفي مبلغ 200 ألف يورو في مركز لندن لشراء شقة جديدة مساحتها 11 مترا. في باريس يكفي ذلك المبلغ لشراء شقة مساحة 19 مترا. في تل أبيب يكفي لشراء شقة مساحة 29 مترا – أي شقّة ذات غرفة جديدة، وفي القدس يمكن شراء شقة مساحتها 39 مترا. من المثير للاهتمام مقارنة ذلك بمدن رئيسية أخرى في أوروبا: ففي فيينا، أمستردام، ميلانو، برشلونة وروما، حيث يمكن بهذا المبلغ شراء شقق جديدة تتراوح مساحتها بين 53 إلى 58 مترا.
في المدن الـ 36 التي تم فحصها يمكن شراء شقّة أكبر: على سبيل المثال في برلين (63 مترا)، مدريد (67 مترا)، بروكسل (69 مترا)، تورينو (98 مترا).
وفي حين أنّ هذا المبلغ يكفي في إسرائيل بالمعدّل لشراء شقّة مساحتها 55 مترا فقط، يمكن فقط الشعور بالغيرة من 17 مدينة رئيسية يمكن فيها شراء شقق ذات مساحة مضاعفة بهذا المبلغ مثل لشبونة (107 مترا)، روتردام (112 مترا) وفالنسيا (119 مترا). هذا السعر يمكن دفعه مقابل شقة عادية في هنغاريا مساحتها 196 مترا، وفي البرتغال مقابل شقة مساحتها 194 مترا مؤلفة من سبع غرف كبيرة.
في إسرائيل يبنون مبان كثيرة
من حيث الشروع في بدء بناء المباني السكنية، تقع إسرائيل في المرتبة الثالثة مع 5.6 حالة بدء بناء شقة لكل 1,000 مواطن (مقابل 5.5 عام 2014) – وهو معطى نسبته 55% أعلى من معدّل الدول التي تم مسحها، والحديث يدور عن 3.6 حالة بدء بناء شقة سكنية لكل 1,000 مواطن. روسيا هي الرائدة بفجوة كبيرة عن بقية الدول في بدء بناء المباني السكنية مع 8.4 حالة بدء بناء شقة لكل 1,000 مواطن، وتأتي بعدها النمسا مع 7.5.
وفي عدد إكمال البناء لكل 1,000 مواطن عام 2015، تقع إسرائيل في المرتبة الرابعة مع 5.1 شقة لكل ألف مواطن (انخفاض من 5.4 في 2014) – وهو تقريبا ضِعف المعدّل الأوروبي وهو 2.8 شقة لكل ألف مواطن. وروسيا رائدة أيضًا في هذا المجال بفجوة كبيرة مع 7.6 شقة جاهزة لكل ألف مواطن.
ولكن لا يزال هناك نقص كبير في البناء
ما زال هناك نقص كبيرفي البناء في إسرائيل (Flash90/Nati Shohat)
كما في السنوات السابقة، تقع إسرائيل في أسفل القائمة حيث إنّ فيها 295 شقّة فقط لكل ألف مواطن. من أجل المقارنة، فالدولة التالية في القائمة تُظهر قفزة كبيرة في عدد الشقق – وهي بولندا، مع 363 شقة لكل ألف مواطن. عدد الشقق في إسرائيل أقلّ بـ 40% من المعدّل الأوروبي الذي يبلغ 486 شقة لكل ألف مواطن.
العمل لمدة 9 سنوات من أجل شراء شقّة مساحتها 70 مترا
يشير مسح ديلويت إلى سببين ساهما في أن تصل إسرائيل إلى المرتبة الثالثة من حيث السعر مقابل متر بناء (3,700 يورو). السبب الأول هو تعزّز قيمة الشاقل مقابل اليورو بـ 10.5% في السنة الماضية – وهو التعزّز الأكبر من بين العملات في الأسواق التي تم فحصها.
والسبب الثاني هو ارتفاع أسعار الشقق بنسبة 10.8%، وفقا لديلويت، وهو الثاني في ارتفاعه في أوروبا بعد إيرلندا، التي سجّلت قفزة متطرفة بنسبة 27%. سجّلت إسبانيا أيضًا قفزة كبيرة بنسبة 10,6%، ولكن هناك تأكيد على أنّ السوق الإسبانية تعيش في خطر بسبب عدد الشقق المرتفع، 543 شقّة لكل 1,000 مواطن.
أحد البيانات التي تزيد من أزمة السكن في إسرائيل هو العلاقة بين سعر الشقة ومتوسّط الأجر. درست ديلويت العلاقة بين تكلفة الشقة الجديدة بمساحة 70 مترا وبين متوسّط الدخل السنوي. احتلّت إسرائيل المرتبة الثانية من حيث عبء العقارات: مع متوسّط أجور بقيمة 27 ألف يورو في السنة، تصل تكلفة شقّة من 70 مترا إلى 9.5 سنوات من الأجر.
وتحتل المرتبة الأولى في القائمة بريطانيا مع 10.8 سنوات من الأجر. في أسفل القائمة: ألمانيا التي تبلغ تكلفة شقة كهذه فيها فقط 3.2 من الأجر السنوي، بلجيكا 3.7 من الأجر السنوي، هولندا 4.4 من الأجر السنوي، وإسبانيا 4.5 أجرا سنويا للشقة. وفي إيرلندا، حتى بعد تلك القفزة الدراماتيكية، يبلغ سعر مثل هذه الشقة 6.6 من الأجر السنوي فقط – أي أقل بثلاث سنوات ممّا في إسرائيل.
المصدر الأقرب إلى الحدث الإسرائيليّ
تلقّوا نشرتنا اليوميّة إلى بريدكم الإلكتروني