لسانا باتيلي

لسانا باتيلي (AFP PHOTO / ERIC FEFERBERG)
لسانا باتيلي (AFP PHOTO / ERIC FEFERBERG)

تكريم للبطل المسلم الذي أنقذ اليهود: “كلنا بشر”

لسانا باتيلي الذي أنقذ يهودا من القتل في متجر في باريس، قبل أسبوعين، يحظى بتكريم كبير عندما التقى مع الناجين وكذلك بجنسية فرنسية

21 يناير 2015 | 13:45

حظي لسانا باتيلي، الرجل المسلم الذي أنقذ حياة زبائن المتجر الذي عمل فيه، والذي هاجمه إرهابيين مسلمين، بتكريم كبير للغاية عندما مُنح أمس جنسية فرنسية كاملة من رئيس الحكومة الفرنسي،  مانويل فالس.

قدّم باتيلي، وعمره 24 عاما، من مواليد مالي ومسلم مؤمن، طلبا للحصول على جنسية فرنسية  كاملة في الصيف الماضي، لكنه لم يتوقع أن يحظى بها في هذه الظروف ومن يد رئيس الحكومة الفرنسي. شارك في المراسم عدد من اليهود الذين أنقذهم باتيلي من براثن القاتل، ومن بينهما يوهان دورا ورودي حداد.

لسانا باتيلي وبطاقة الجنسية (AFP PHOTO / ERIC FEFERBERG)
لسانا باتيلي وبطاقة الجنسية (AFP PHOTO / ERIC FEFERBERG)

“إن الناس يقولون إني بطل، لكني لست بطلا، أنا كما ينبغي أن أكون عليه”

قال باتيلي: “إن الناس يقولون إني بطل، لكني لست بطلا، أنا كما ينبغي أن أكون عليه”. كما هو معروف، قال باتيلي قبل أسبوعين عقيب العملية: “أنا مسلم مؤمن، وأصلي في ” هايبر كوشير”، وهذه العملية تؤذيني لأنني أتعامل تعاملا جيدا مع اليهود”.

ما يؤلم باتيلي أن الثمن المدفوع غال، ولم يكن يريد أن يحظى بجنسيته هكذا. لقد أضاف: “أنا مسرور جدا بحصولي على الجنسية، لكني فقدت شيئا أحببته كثيرا، لقد ضحكنا كثيرا معا، يوهان كوهين، أحد اليهود الذين قتلوا في متجر” هايبر كوشير”. لقد ختم كلامه بقوله: تحيا الحرية، تحيا الصداقة، يحيا التلاحم، تحيا فرنسا!”.

لقد هب الجمهور واقفا على قدميه تكريما للبطل. كان في القاعة أقارب باتيلي وأعضاء من البرلمان الفرنسي الذين حيّوا باتيلي على بطولته. لقد قال للصحافة: “كلنا بشر، يجب أن نكون متلاحمين”.

اقرأوا المزيد: 218 كلمة
عرض أقل
رئيس الحكومة الإسرائيلي نتنياهو في باريس (MATTHIEU ALEXANDRE / POOL / AFP)
رئيس الحكومة الإسرائيلي نتنياهو في باريس (MATTHIEU ALEXANDRE / POOL / AFP)

نتنياهو: “عندما ندافع عن انفسنا انما ندافع عن مجمل قيم الغرب”

نتنياهو يشكر الموظف المسلم الذي انقذ رهائن في المتجر بباريس ويشيد ب"بالموقف الحازم جدا" وب"عزم" الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ورئيس الكومة مانويل فالس على "التصدي للعداء للسامية والارهاب"

شكر رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الاحد لسانا باثيلي الموظف المسلم في متجر المأكولات في باريس الذي انقذ الجمعة حياة عدد من زبائن المتجر بعد مساعدتهم على الاختباء من خاطف الرهائن احمدي كوليبالي.

وفي كلمة في الكنيس الكبير في باريس، اشاد نتنياهو ايضا ب”بالموقف الحازم جدا” وب”عزم” الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ورئيس الكومة مانويل فالس على “التصدي للعداء للسامية والارهاب”.

وقد زار هولاند ونتنياهو معا الكنيس الكبير في باريس مساء الاحد واستقبلا بالتصفيق لدى وصولهما، كما افاد مراسلو فرانس برس.

وشارك الزعيمان في مراسم تابين “كل ضحايا” اعتداءات باريس وبينهم اربعة يهود قتلوا الجمعة برصاص احمدي كوليبالي الذي احتجز رهائن في سوبرماركت للاطعمة اليهودية في العاصمة الفرنسية.

وهتف بعض الحاضرين “بيبي” كما يطلق على نتنيهو و”اسرائيل ستعيش، اسرائيل ستنتصر” ملوحين بالاعلام الاسرائيلية.

وجلس الرئيس الفرنسي ورئيس الحكومة الاسرائيلية جنبا الى جنب داخل الكنيس وبجوار كل منهما رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس ورئيس المركز الاسرائيلي الفرنسي جويل مرغي.

وفي الصف الخلفي جلس وزير الخارجية الاسرائيلي افيغدور ليبرمان.

وفي كلمة باللغة العبرية قال نتنياهو انه يريد ان “يشكر” لاسانا باثيلي، الموظف المسلم المتحدر من مالي في متجر المأكولات الذي انقذ زبائن في المتجر بعد ان خبأهم.

واكد نتنياهو ان عددا من المنظمات الاسلامية ومن بينها الدولة الاسلامية وجبهة النصرة وبوكو حرام وحماس وحزب الله “كلهم اغصان في شجرة واحدة حتى ولو شنت حروبا احيانا شرسة بين بعضها البعض”.

وقال ايضا “عندما ندافع عن انفسنا انما ندافع عن مجمل قيم الغرب” مشيرا الى ان “اسرائيل هي الى جانب اوروبا”.

وأعلن مسؤول في الطائفة اليهودية الفرنسية الاحد ان اليهود الاربعة الذين قتلوا الجمعة في متجر يهودي بباريس اثناء عملية احتجاز رهائن، سيتم دفنهم صباح الثلاثاء في اسرائيل.

واوضح المصدر لوكالة فرانس برس ان “الاسر الاربع قررت دفن موتاها في اسرائيل مشيرا الى ان ذلك سيتم الثلاثاء عند الساعة العاشرة (09,00 بتوقيت باريس) في مقبرة جبل الزيتون” بالقدس.

واكد مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في بيان تاريخ التشييع مضيفا انه سيتم عند الساعة 11,00 تغ (10,00 بتوقيت باريس).

وجاء في البيان ان بنيامين نتنياهو “استجاب لطلب عائلات الضحايا (…) وطلب من كل المسؤولين الحكوميين المعنيين المساعدة في اعادة (الجثث) الى اسرائيل”.

وكلف نتنياهو وزيرة الثقافة ليمور ليفنات تنسيق الاستعدادات، وان اجتماعا لهذا الغرض متوقع مساء الاحد، بحسب البيان.

وسيتم نقل جثث القتلى الاربعة وهم يوهان كوهين ويوهاف حطاب وفيليب ابراهام وفرنسوا ميشال سعادة الاثنين من معهد الطب الشرعي قبل نقلهم بطائرة الى اسرائيل، كما اضاف المصدر ذاته الذي لم يشأ اعطاء المزيد من التوضيحات لاسباب امنية.

ويوهان كوهين المتحدر من مدينة سارسيل شمال باريس التي كانت في تموز/يوليو مسرحا لتظاهرات عنيفة لمعاداة السامية في اطار حرب اسرائيل على حماس، كان يعمل منذ سنة في شركة فرنسية تقع عند بورت فنسان في باريس حيث جاء الضحايا اليهود الثلاثة الاخرون يتبضعون الجمعة قبل بداية عطلة السبت.

وفي اتصال مع وكالة فرانس برس، اعلن النائب رئيس بلدية سارسيل فرنسوا بوبوني الذي سار الى جانب عائلة كوهين، انه سيتوجه “على الارجح” الى اسرائيل لمرافقة العائلة.

وبين القتلى اليهودي التونسي الاصل يوهاف حطاب (21 عاما) نجل حاخام كنيس حلق الوادي بالعاصمة التونسية الذي ارسله والده الى باريس لمواصلة دراسته بسبب تردي الاوضاع الامنية في تونس.

وسبق لعائلة يوهاف ان عاشت الحداد على اثر هجوم في 1985 عندما اطلق جندي تونسي النار على حرم كنيس في جربة ما ادى الى مقتل الشابة شقيقة والدة يوهاف، التي كان عمرها انذاك 17 عاما.

وفرنسوا ميشال سعادة، وهو ضحية اخرى عمره 64 عاما، من مواليد تونس ايضا.

اقرأوا المزيد: 523 كلمة
عرض أقل
لسانا باتيلي: "أنا مُسلم مؤمن وأُصلي، والهجوم هذا يؤلمني. علاقاتي باليهود جيدة جدا" (لقطة شاشة)
لسانا باتيلي: "أنا مُسلم مؤمن وأُصلي، والهجوم هذا يؤلمني. علاقاتي باليهود جيدة جدا" (لقطة شاشة)

المٌسلم الذي أنقذ ستة يهود يصبح بطلا

وسائل الإعلام الإسرائيلية تُحيي لسانا باتيلي منذ يوم الجمعة، وهو عامل مُسلم في بقالة قُتِل فيها أربعة يهود، حيث أنه أنقذ حياة ستة يهود آخرين. يعبّر رئيس حكومة فرنسا عن قلقه حيال أن يترك الكثير من اليهود الدولة

بطل الإعلام الإسرائيلي في هذه الأيام هو لسانا باتيلي، مٌسلم من مواليد مالي، البالغ من العمر 24 عامًا، وهاجر إلى فرنسا. باتيلي  عامل في بقالة يهودية في الحي 12 في باريس.

حين اقتحم يوم الجمعة الإرهابي إميدي كوليبالي وبدأ بذبح الزبائن اليهود، لم يتردد لسانا باتيلي، وأنقذ فورًا حياة ستة زبائن يهود كانوا متواجدين في المكان. لولا فعله، كان من الممكن أن يكون كوليبالي قد قتلهم هم أيضًا.

“أنا مُسلم مؤمن وأُصلي، والهجوم هذا يؤلمني. علاقاتي باليهود جيدة جدا”

“نزلتُ إلى غرفة الثلاجات، فتحتُ الباب، وعدة أشخاص أتوا معي. أطفأتُ النور وأطفأت التبريد، وقلت لهم: “ابقوا هادئين، أنا خارج” – هكذا روى باتيلي لوسائل الإعلام الفرنسية. طلب من الزبائن الذين خبّأهم ألا يصدرون ضجيجًا، حتى لا يلفتون انتباه الإرهابي.

استعمل باتيلي نفسه المصعد المُعّد لنقل البضائع من أجل الهروب من البقالة وتبليغ الشرطة عما يدور في المكان. وبعد ذلك قام برسم خارطة توضيحية للبقالة ليسلمها للشرطة، من أجل تسهيل عملية الإنقاذ.

في الصحف الصباحية، تُكثر وسائل الإعلام الإسرائيلية مدح العمل البطولي الذي قام به باتيلي. في الكثير من الصحف، نُشِرت صور تحمل تسمية “البطل”.

في مقابلة لصحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية قال باتيلي: “أنا مُسلم مؤمن وأُصلي، والهجوم هذا يؤلمني. علاقاتي باليهود جيدة جدا”. عبّر عن حزنه لمقتل زميله اليهودي، يوهن كوهن، الذي قُتِل على يد الإرهابي. “أفكر كل الوقت بيوهن، كان شابًا رائعًا. أنا حزين جدا لوفاته”.

اقرأوا المزيد: 211 كلمة
عرض أقل