لجان المقاومة الشعبية

الوية الناصر صلاح الدين
الوية الناصر صلاح الدين

اللاعبون الثانويون في غزة

إسرائيل بأكملها تعرف الآن من هي حماس والجهاد الإسلامي اللذان يطلقان آلاف الصواريخ باتجاهها. ولكن، يعمل إلى جانبهما في قطاع غزة عدد من التنظيمات الخطيرة بنفس الدرجة، ومن ضمنها من منحت ثقتها لداعش بالأساس

تُبرز الحرب الدائرة في هذه الأيام وظيفة كتائب عز الدين القسام التابعة لحركة حماس وسرايا القدس التابعة للجهاد الإسلامي في فلسطين. يقف هذان التنظيمان في طليعة الحملة في غزة وهما من يطلقان معظم الصواريخ، ولكن في الصفوف الخلفية يقف عدد من التنظيمات القادرة على إحداث ضرر لا باس به لإسرائيل، خاصة عندما نضمها إلى الأضرار الناجمة عن هذين التنظيمين الكبيرين.

كتائب شهداء الأقصى هو أحد التنظيمات البارزة الذي يقف في الصفوف الخلفية للحرب. في الأيام الأخيرة تفاخر التنظيم، الموالي لفتح، بإطلاق مكثف على البلدات الإسرائيلية المحيطة بقطاع غزة وعلى رأسها مدينة سديروت، وبلدات أصغر مثل ناحال عوز.

الاسم “كتائب شهداء الأقصى” أعطي بالمقابل لعدة تنظيمات، وليس المقصود هو هيئة منظمة مثل الذراع العسكري لحماس والجهاد. جيش العاصفة هو إحدى الهيئات العاملة في هذا الإطار، وقد أطلق مرات كثيرة في الشهر الأخير باتجاه مدينة نتيفوت.

كتائب شهداء الأقصى جيش العاصفة
كتائب شهداء الأقصى جيش العاصفة

هناكتنظيم مهم آخر يعمل في غزة وهو لجان المقاومة الشعبية. هذا التنظيم، الذي أقيم في سنة 2000 من قبل المطلوب الرئيسيمن حركة فتح، جمال أبو سمهدانة، ضم في صفوفه ناشطين من تنظيمات مختلفة، من ضمنها فتح، حماس، الجبهة الشعبية وغيرها. حدثت شهرة التنظيم الأساسية بعد خطفه للجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط.

انفصل التنظيم إلى هيئات فرعية في سنة 2006: ألوية الناصر صلاح الدين، وجيش الإسلام بقيادة ممتاز دعمش. وفي الوقت الذي أدت جماعة الناصر صلاح الدين دورًا مهمًا في الإطلاق باتجاه إسرائيل، لم يبد جيش الإسلام تواجدًا في الساحة على الأغلب.

الوية الناصر صلاح الدين
الوية الناصر صلاح الدين

التنظيم الأكبر والأكثر أهمية من بين هؤلاء هو أنصار بيت المقدس، صاحب النظرة الجهادية والذي صرح مؤخرًا بالولاء المطلق لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش). لحسن الحظ بالنسبة لإسرائيل، فإن الحكومة المصرية الحالية ترى في هذا التنظيم عدوًا لدودًا، تمامًا كما تراه إسرائيل. إن أنصار بيت المقدس هو توحيد للتنظيمات السلفية السبعة العاملة في قطاع غزة وسيناء.

أنصار بيت المقدس
أنصار بيت المقدس

منذ إقامته نفذ التنظيم هجمات كثيرة ضدّ قوات الأمن المصرية ومنشآت استراتيجية، مثل تفجير أنبوب الغاز المصري في سيناء، محاولة اغتيال وزير الداخلية المصري وقتل 16 من جنود الحدود المصرية خلال شهر رمضان 2012.

تحت الحملة الحالية في غزة، تلقى التنظيم ضربة قاضية من قبل إسرائيل. بحسب ادعاء رجال التنظيم، لقد قُتل ثلاثة من محاربيه قبل شهر في الهجوم الإسرائيلي الذي نفذ في داخل الأراضي المصرية. إلى جانب هذا، من حين إلى آخر تظهر أنباء جديدة عن أعمال الجيش المصري ضد التنظيم في سيناء.

ما هي الخطورة التي تمثلها هذه التنظيمات على أمن إسرائيل؟ لقد شرح المحلل الإسرائيلي، ديفيد أومان، في عاموده الذي كتبه للموقع الإسرائيلي “ميدا”: “هذه التنظيمات، رغمأنها لا تقف وراء الحصة الأكبر للهجمات وإطلاق الصواريخ ضد دولة إسرائيل، تتخللها أيديولوجية متطرفة لا هوادة فيها ورغبة في تجاوز حماس وباقي تنظيمات الإرهاب “المعتدلة”.

من الممكن، لذلك، رغم محدودية قدرات هذه التنظيمات أن تشكل العائق الأخير في طريق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وبين التنظيمات في غزة. حتى لو وافقت إسرائيل وحماس على شروط وقف إطلاق النار، فيمكن لصاروخ واحد من أنصار بيت المقدس أو جيش العاصفة إرجاع المنطقة كلها إلى دائرة سفك الدماء.

اقرأوا المزيد: 454 كلمة
عرض أقل
القوات الجوية الإسرائيلية تقصف جنوب غزة (صورة أرشيفية Flash90Abed Rahim Khatib)
القوات الجوية الإسرائيلية تقصف جنوب غزة (صورة أرشيفية Flash90Abed Rahim Khatib)

إطلاق صواريخ من غزة وغارات جوية إسرائيلية رغم الدعوة للتهدئة

أطلقت جماعة مسلحة صغيرة في قطاع غزة صواريخ على إسرائيل يوم الخميس الأمر الذي قوبل بغارات جوية انتقامية ليستمر العنف عبر الحدود يوما ثالثا على الرغم من اتفاق على التهدئة توسطت فيه مصر وأعلنته حركة الجهاد الإسلامي

وكانت هذه الاشتباكات أشد أعمال عنف عبر حدود القطاع منذ حرب غزة في نوفمبر تشرين الثاني عام 2012. غير أن الخسائر كانت طفيفة إذ أبقت أمطار الشتاء الناس في منازلهم بينما أسقطت الدرع الصاروخية المسماة القبة الحديدية بعضا من الصواريخ الفلسطينية. وأصابت معظم الغارات الإسرائيلية منشآت غير مأهولة للنشطاء.

وأبقت حركة المقاومة الإسلامية حماس مقاتليها أيضا بعيدا عن هذا المعترك حتى الآن.

وكانت حركة الجهاد الإسلامي المدعومة من إيران والتي تنشط في بعض الأحيان بمعزل عن حركة حماس الحاكمة في غزة بدأت الاشتباكات بإطلاق زخات من الصواريخ يوم الأربعاء بعد أن قتلت القوات الإسرائيلية ثلاثة من مقاتليها في اليوم السابق.

وأعلن خالد البطش القيادي في حركة الجهاد الإسلامي بعد ظهر الخميس عن استئناف التهدئة التي تم الاتفاق عليها في نوفمبر تشرين الثاني 2012 منهية حربا استمرت ثمانية أيام بين إسرائيل وجماعات فلسطينية في غزة شريطة أن يمتثل بها الإسرائيليون أيضا.

وقال البطش في تعليق على موقعه على فيسبوك “بعد جهود واتصالات مصرية حثيثة تم تثبيت التهدئة وفقا لتفاهمات 2012 التي تمت في القاهرة برعاية مصرية كريمة… شرط أن يلتزم العدو بتفاهمات التهدئة وعدم خرقه للاتفاق.”

وفي خلال ساعات قالت لجان المقاومة الشعبية -وهي جماعة منشقة في غزة- أنها أطلقت ثمانية صواريخ على إسرائيل. وسقطت اربعة على الأقل منها في أماكن فضاء وقال الجيش الإسرائيلي إن الدرع الصاروخية المسماة القبة الحديدية أسقطت إحد الصواريخ الفلسطينية.

وقال الجيش إن القوات الجوية الإسرائيلية قصفت بعد ذلك معسكرا للجان المقاومة الشعبية في جنوب غزة و”ثلاثة مواقع إرهابية أخرى” إلى الشمال منها.

ولم ترد على الفور انباء عن وقوع أي إصابات.

وصباح الخميس قبل إعلان الجهاد الإسلامي عن التهدئة التي توسطت فيها مصر أصيب ثلاثة فلسطينيين في غارة جوية إسرائيلية.

ويوم الأربعاء نفذ الجيش الإسرائيلي 29 ضربة جوية وأطلق قذائف الدبابات على أهداف للنشطاء في القطاع بعد أن أطلقت حركة الجهاد الإسلامي 60 صاروخا باتجاه إسرائيل. ولم ترد أنباء عن وقوع خسائر بشرية على جانبي الحدود يوم الأربعاء.

ودعا وزير الخارجية الإسرائيلي المتشدد أفيجدور ليبرمان إلى إعادة احتلال قطاع غزة وسحق حركة حماس وهي خطوة غير مرجحة حيث رد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بنبرة متحفظة.

ودعا ليبرمان الشريك المتشدد في الائتلاف الحكومي الإسرائيلي إسرائيل إلى إعادة احتلال غزة التي انسحبت منها في عام 2005 عقب احتلال دام 38 عاما.

وقال ليبرمان على فيسبوك “الحل الوحيد لحالة الدائرة المفرغة من الإرهاب هي إعادة احتلال غزة وتنظيف البؤر هناك.” وتابع أن الوقت موات لذلك لأن الحكومة المصرية تحكم قبضتها على حدود مصر مع غزة وتتجنب التعامل مع حماس.

وقال نتنياهو في بيان إن اسرائيل “سترد بقوة أشد” على كل من يحاول تعكير الاحتفالات بعطلة البوريم اليهودية الذي يحل بعد أيام.

ولم تصدر إسرائيل أي تصريح بشأن إعلان الجهاد الإسلامي عن التهدئة لكن مسؤولا كبيرا في وزارة الدفاع الإسرائيلية قال في وقت سابق يوم الخميس إنه يتوقع انتهاء القتال عما قريب.

وأشارت مصادر فلسطينية إلى أن حركة حماس التي تحكم غزة لم تشارك في الهجمات الصاروخية في مؤشر على أنها كانت تأمل في تجنب توسيع الصراع.

لكن المصادر قالت أيضا إن حماس لم تتحرك على الفور لمحاولة وقف إطلاق الصواريخ خوفا فيما يبدو من ان ينظر إليها الفلسطينيون على انها أقل التزاما من الجهاد الاسلامي بمواجهة اسرائيل.

وللجهاد الإسلامي صلات قوية بإيران وهو ثاني أكبر فصيل في قطاع غزة. وبين الجماعات الأصغر حجما من هو متحالف مع القاعدة.

وفي الأسبوع الماضي اعترضت البحرية الإسرائيلية سفينة في البحر الأحمر. وقال مسؤولون إسرائيليون إنها كانت تنقل صواريخ متطورة إلى غزة وعلى الأرجح إلى الجهاد الإسلامي.

اقرأوا المزيد: 527 كلمة
عرض أقل
شاليط بعد اطلاق سراحه (Flash90/Avishg Shaar Yeshuv)
شاليط بعد اطلاق سراحه (Flash90/Avishg Shaar Yeshuv)

حرية الحياة مجدَّدًا: جلعاد شاليط

بعد نحو سنتَين من عودته من السبي، جلعاد شاليط يبدأ أخيرًا بالعيش كما يُفترَض أن يعيش أيّ شاب في مثل سنّه. إليكم لمحةً سريعةً عن حياته الجديدة

قصة جلعاد شاليط معروفة جيّدًا في العالم. فهو الشاب الإسرائيلي الذي خُطف حين كان جنديًّا في الجيش الإسرائيلي في منطقة “كرم أبو سالم” في 25 حزيران 2006 من قبل رجال حماس، لجان المقاومة الشعبية، وجيش الإسلام. تمّ الاحتفاظ به أسيرًا في قطاع غزة لنحو خمس سنوات وأربعة أشهر حتى جرى إطلاق سراحه، في إطار صفقة بين إسرائيل وحماس، في 18 تشرين الأول 2011، مقابل إطلاق سراح 1027 أسيرًا أمنيًّا.

كذلك كان العالم على اطّلاع على النضال الذي خاضته أسرته ومجموعة مناصرين كبيرة من أجل إطلاق سراحه. ولم يتوقف الإعلام في العالم عن رصد التقدّم والمفاوضات التي فشلت مرارًا كثيرة حتّى إطلاق السراح المرتقَب.

اليوم، بعد نحو سنتَين، يسعى شاليط للعودة للروتين، وللعيش حياة بالغ عادية. في سن 27، يغادر شاليط منزله في الشمال وينتقل للسكن في هرتسليا. في هذه الأيام، يتفرغ أخيرًا للعيش حياةً كأقرانه، محاولًا التعويض عن السنوات الطويلة التي أمضاها في الأسر لدى حماس.

في تشرين الأول القادم، سيبدأ شاليط بالدراسة في برنامج للاقتصاد والاستدامة (دراسة الطاقة وجودة البيئة) في المركز المتعدد المجالات في هرتسليا، علمًا أنه كان قد استأجر شقة في المدينة في وقت سابق.

وخصّص شاليط الوقت الذي مضى منذ إطلاق سراحه للتأقلم من جديدٍ في إسرائيل، مع الأصدقاء وأفراد الأسرة والمناسبات العامة من أجل دولة إسرائيل. وتمثّل الشقة والدراسة، المرحلة القادمة في استعادة أهليته، حيث سيحاول رمي صدمة الأسر خلف ظهره، ليركّز على الأمور التي تشغل أبناء جيله: الدراسة، المهنة، الأصدقاء، والجنس الآخر.

قبل نحو أسبوع، عرض شاليط بشكل رسميّ صديقته الجديدة عادي سيجلر. وخلافًا لعلاقات سابقة نمّاها في السنتَين اللتَين تلتا إطلاق سراحه، اختار شاليط أن يعرض جهارًا محبوبته الجديدة. وكان الشابان تعارفا قبل نحو شهرَين. يمضي شاليط وسيجلر (20 عامًا) وقتًا طويلًا معا. وخلافًا للمرات السابقة، يخرجان معًا من باب منزل شاليط، ويقضيان وقتًا لا بأس به في المدينة الكبرى تل أبيب.

شاليط كثيرًا ما يُرى في ملاعب كرة السلة (AFP)
شاليط كثيرًا ما يُرى في ملاعب كرة السلة (AFP)

بين الاستعداد للدراسة والاستجمام في أحضان العائلة والأصدقاء، يحرص شاليط على حضور عدد من مناسبات جمع التبرعات من أجل إسرائيل. وهو يحاول العيش حياة طبيعية قدر الإمكان: فلديه 318 صديقًا على فيس بوك، وهو يرفع على حسابه صورًا من جولاته في العالم ومن مشاركاته في مناسبات دعم وشرح إعلامي من أجل إسرائيل.

يحبّ جلعاد أن يمضي الوقت مع أصدقائه في الحانات والمقاهي، أن يخرج في رحلات دراجات هوائية، وكثيرًا ما يُرى في ملاعب كرة السلة، كرة القدم، والمضرب، كما يتمتع بالانتصار على الخصوم على طاولة بينج بونج. وهو على اطّلاع على آخر صرعات الموضة، وكثيرًا ما يُشاهَد وهو يقوم بالمشتريات في تل أبيب.

رئيس الدولة شمعون بيريس يزور شاليط في بيته بعد اطلاق صراحه (AFP)
رئيس الدولة شمعون بيريس يزور شاليط في بيته بعد اطلاق صراحه (AFP)

في إحدى مقابلاته الأخيرة مع الإعلام الإسرائيلي، وجّه شكرًا للدعم الكبير الذي حظي به صراع والدَيه من أجل إطلاق سراحه. واعترف في المقابلة بأنّ أصعب أمر في الأسر كان الوحدة والشعور بأنه غير قادر على فعل الأمور البسيطة في الحياة كأي شخص عاديّ. وقال شاليط إنّه كان مُدركًا، خلال سبيه، للدعم وللضغط الجماهيري الذي مورس على صانعي القرار لإطلاق سراحه، وإنه قبل أسبوع من إتمام الصفقة، أبلغه خاطفوه بأنه سيُطلق سراحه. يقول: “كنتُ سعيدَا، لكنني خشيتُ كل الوقت من حدوث أمر يعطِّل الصفقة”.

اقرأوا المزيد: 467 كلمة
عرض أقل

ما هي التنظيمات المسلحة في غزة؟

يعد قطاع غزة الذي سيطرت عليه حركة حماس في صيف 2007 مقراً لعدد من التنظيمات الفلسطينية المسلحة، التي تعاظمت قوتها بشكل كبير في السنوات العشر الماضية.

21 أغسطس 2013 | 11:49