متظاهر يهودي في أحد المباني الخاصة بمجلس الشيوخ الأمريكي (AFP)
متظاهر يهودي في أحد المباني الخاصة بمجلس الشيوخ الأمريكي (AFP)

منظمات يهودية تعارض طرد المهاجرين في أمريكا وإسرائيل

يتصدر اليهود الأمريكيون الكفاح ضد طرد المهاجرين من أمريكا وطرد طالبي اللجوء الأفارقة من إسرائيل

18 يناير 2018 | 14:09

في الأيام الأخيرة، بدأ أبناء الجالية اليهودية في أمريكا ومن بينهم رجال دين يهود، بالمشاركة الفعالة بالنضال ضد برنامج لطرد المهاجرين من أمريكا وإسرائيل.

نشرت منظمتان يهوديتان أمريكيتان وهما “رابطة مكافحة التشهير” و”HIAS” دعوات في وسائل الإعلام تطالب رئيس الحكومة الإسرائيلية التفكير مجددا في البرنامج لطرد طالبي اللجوء الأفارقة إلى إفريقيا، أو سجنهم بدءا  من شهر آذار. وقالت هاتان المنظمتان إن برنامج طرد طالبي اللجوء الأفارقة يشكل خيانة للمبادئ اليهودية. الرابطة المكافحة للتشهير هي منظمة صهيونية قديمة تعمل بشكل خاص ضد معاداة السامية، العنصرية، ومعاداة الصهيونية. ‏‎ ‎أقيمت منظمة HIAS اليهودية – الأمريكية بهدف مساعدة المهاجرين واللاجئين.

وفق التقديرات، يعيش في إسرائيل حاليا أقل من 40,000 مواطن سوداني وأرتري، وقد قدّم 13.000 من بينهم طلب اللجوء منذ عام 2013. تمت الموافقة على 11 طلبا من بين طلبات الأرتريين والسودانيين للحصول على مكانة لاجئ.

قبل أسبوع، أفادت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن عددا من الزعماء اليهود من أمريكا الشمالية أرسلوا إلى رئيس الحكومة نتنياهو رسالة معربين فيها عن معارضتهم لطرد طالبي اللجوء الأفارقة وحتى أنهم اقتراحوا تقديم المساعدة للاعتناء بهم.

كما وتعمل في أمريكا أيضا منظمات يهودية ضد سياسة الهجرة الجديدة والقاسية التي يبديها ترامب.  تظاهر أمس الأربعاء حاخامات ونشطاء يهود ضد مخططات دونالد ترامب لإلغاء برنامج ‏”DACA‏” الذي يحافظ على مئات آلاف المهاجرين الذين وصلوا إلى أمريكا في صغرهم من تعرضهم للطرد.

لقد جلس أكثر من مئة متظاهر يهودي على أرضية أحد المباني الخاصة بمجلس الشيوخ الأمريكي رافضين الابتعاد. وفق ما نُشر في “هافينغتون بوست” فقد اعتُقل 82 متظاهرا. نظم التظاهُرة ائتلاف المنظمات اليهودية، الذي يتضمن من بين منظمات أخرى، الرابطة لمكافحة للتشهير.

رفع المتظاهرون عريضة تضمنت أكثر من 5.000 توقيع جاء فيها: “كوننا يهودا نعرف مخاطر سياسة ترامب غير الإنسانية، والتعامل مع اللاجئين  ككبش فداء. لقد شاهدنا هذه السياسة سابقا. نشد على أيادي جيراننا المُهاجرين وندعم العدل ونعارض القمع. نحن من أنصار الحرية ومعارضي الطرد”.

اقرأوا المزيد: 289 كلمة
عرض أقل
مظاهرة في بريطانيا ضد انتشار ظاهرة معاداة الإسلام (AFP)
مظاهرة في بريطانيا ضد انتشار ظاهرة معاداة الإسلام (AFP)

الأوربيون يعارضون هجرة المسلمين

يتضح من استطلاع أجراه معهد أبحاث بريطاني أن هناك أغلبية في 8 دول من بين 10 في الاتحاد الأوروبي تعارض هجرة المسلمين إلى أوروبا

وجه زعماء دول الاتحاد الأوروبي انتقادا لاذعا ضد القرار التنفيذي الرئاسي للرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، ولكن يتضح من استطلاع جديد وشامل أن هناك 10 دول رائدة في الاتحاد الأوروبي تعرب عن تأييدها لتقييد هجرة المسلمين.

وجد بحث أجرته مجموعة من الباحثين في “المعهد الملكي للشؤون الدولية” في لندن، أن ‏55%‏ من مواطني الدول التي فُحِصت، يؤمنون أنه يجب إيقاف هجرة المسلمين وفق ما يحدث في هذه الأثناء‎.‎‏

شارك أكثر من 10,000‏ مواطن من بولندا، هنغاريا، بريطانيا، النمسا، إيطاليا، فرنسا، إسبانيا، اليونان، ألمانيا، وبلجيكا في الاستطلاع. كان في دولتين من بين 10 دول أجرِيَ فيها الاستطلاع، تأييد لدخول المسلمين إلى هاتين الدولتين.

وفق المعطيات، فإن الغالبية التي تعارض المسلمين هي في بولندا (‏71%‏)، ألمانيا (‏53%‏)، بريطانيا (‏47%‏)، وإسبانيا (‏41%‏). تجدر الإشارة إلى أن الاستطلاع أجري في الفترة التي واجه فيها الأوروبيون واقعا صعبا بسبب عمليات الدهس وإطلاق النار في المدن المركزية، وفي الفترة التي أشارت فيها أحزاب وزعماء اليمين إلى الهجرة كسبب هام في زيادة نسب البطالة.

ينتمي الداعمون لإيقاف هجرة المسلمين إلى أوروبا إلى كافة الخارطة السياسية: ففي حين أن %75 قد عرّفوا أنفسهم بصفتهم يمينيين، عرّف الآخرون أنفسهم كيساريين. تشير المعطيات إلى أن دعم إيقاف الهجرة منتشر لدى البالغين وأصحاب التعليم العالي مقارنة بالشبان المثقفين.

يصف معهد البحث الذي أجرى الاستطلاع النتائج معربا أنها “مدهشة” وموضحا في بيان صحفي أن المعطيات تشير إلى “معارضة الجمهور لظاهرة هجرة المسلمين واسع جداً”.

اقرأوا المزيد: 216 كلمة
عرض أقل
لاجئون سوريون يتدفقون الى أوروبا بحثاًعن مستقبل أفضل (AFP)
لاجئون سوريون يتدفقون الى أوروبا بحثاًعن مستقبل أفضل (AFP)

أبناء اللاجئين سيحددون مستقبلنا

التعليم ليس متاحًا أمامهم، وعدم توفره يخلق جيلا من عشرات الملايين الذين لا يمكنهم الاندماج في مجتمع الدول التي تستوعبهم وسيشكلون عبئا عليها

تُشير مُعطيات الأمم المُتحدة لعام 2015 إلى أن عدد اللاجئين والمُهجّرين المُعرّضين للخطر يزيد عن 65 مليون نسمة، ومن المتوقع أن يرتفع عند إجراء التقديرات لعام 2016، بسبب الحرب المستمرة الدائرة في سوريا والأزمات المُتلاحقة التي تعصف بأفريقيا.

هناك اليوم في العالم نحو 50 مليون طفل مُهَجَّر، وينقسمون إلى فئتين: 28 مليون منهم هم لاجئون من خارج دولتهم أو مُهجّرون داخلها، و 20 مليون آخرين ليس مُعترف بهم كلاجئين، ولكنهم تركوا بلدانهم بحثًا عن عمل أو مُستقبل أفضل، بمفردهم أو مع عائلاتهم. كل طفل من بين كل 200 طفل في العالم هو طفل لاجئ، ومن بين الأطفال اللاجئين والمُهجّرين، هناك 15 مليون طفل لا يحظون بالوصول إلى المدرسة وليست لديهم أية إمكانية لاكتساب التعليم الأساسي.‎

إضافة إلى ذلك، قالت باحثة مُتخصصة في قضايا شؤون الأزمات والطوارئ بالتعليم، إنه في المجتمعات التي يعيش فيها المُهجّرون، تصل نسبة الأطفال الذين يُتابعون تعليمهم بعد المدرسة الابتدائية إلى نحو 36% فقط. تبلغ نسبة الفتيات مقارنة بالفتيان في المدارس، بين بعض فئات اللاجئين من أفريقيا، خمس بنات لكل عشرة فتيان.

الجهل يُشكل أزمة أخرى إضافة إلى أزمة اللجوء

لاجؤون يزيديون في كردستان العراقية (AFP)
لاجؤون يزيديون في كردستان العراقية (AFP)

من المعروف أنه حتى عام 2016 كانت دول تركيا وباكستان وإيران ولبنان والأردن وأثيوبيا دولا استقبلت أكبر عدد لاجئين في العالم. يوجد في تركيا مثلاً، وفقًا للتقديرات 2.5 مليون لاجئ سوري. يتم تعليم الأطفال، في مُعظم تلك الدول، داخل مُخيّمات اللاجئين وليس خارجها. وصرّح مسؤول تركي مُطّلع على ظروف تعليم اللاجئين السوريين في إسطنبول قائلا إن: “يعيش الكثير من اللاجئين السوريين، وفق تقديراتنا فهناك أكثر من مليون لاجئ، في المدن الكبيرة في تُركيا. “يعيش هؤلاء الأولاد في الأحياء الفقيرة، ولا تُقدم تُركيا لهم التعليم مجانا. وأضاف: “يقضي مُعظم هؤلاء الأولاد أوقاتهم في الشوارع”.

تهدف سياسة تركيا التي تمنع انخراط أطفال اللاجئين في جهاز التعليم إلى التقليل، بقدر الإمكان، من مدة بقائهم في أراضيها ولا سيما منع بقائهم لسنوات طويلة. يجب على تلك الدول أن تعلم أنه وفقًا للأبحاث فإن معدل فترة بقاء إنسان بالغ أو طفل خارج دولته، كلاجئ، ليس أقل من 25 سنة – أي جيل كامل. ما يعني أن اللاجئين لن يغيبوا عن المشهد التركي في الجيل القادم، وكذلك الحال في بقية الدول.

بدلا من أن يُشكلوا مُحرّكًا للنمو، سيشكلون عبئًا على العالم

لاجئات سوريات في شوارع اسطنبول (BULENT KILIC / AFP)
لاجئات سوريات في شوارع اسطنبول (BULENT KILIC / AFP)

إذا استمرت تلك الدول بالتعامل مع اللاجئين على أنهم ظاهرة مؤقتة سيتم حلها قريبًا، فسيكبر الملايين من الأطفال اللاجئين وسيصلون سن البلوغ ومن ثم يقيمون عائلات في الدول التي لجأوا إليها وليس في أوطانهم. سيُشكل جيل معظم الأطفال اللاجئين، بخلاف جيل الأهل حيث إن جزءا كبيرا منه (تحديدًا اللاجئين السوريين) حصل على تعليم فوق ثانوي، جيلاً لم يكتسب تعليما وفاقدا للحراك الاجتماعي.

وقال المدير العام لمنظمة “يونيسف” (منظمة الأمم المتحدة للطفولة) في إسرائيل إنه: “يمكن لأولئك الأطفال أن يصحبوا رافعة للتنمية إذا حظوا بعناية، ولكنهم الآن يشكلون عبئا على العالم.” ولن يكون بوسع الأطفال اللاجئين، الذين يضطر بعضهم إلى العمل بدل التعليم، التقدم والانخراط في المُجتمع. وتابع: “هذا حكم اجتماعي” مضيفا، “إن جهل اللاجئين الشباب سيُقلل من قدرتهم على النهوض والتطوّر ضمن المُجتمع الأجنبي، في دولة أجنبية”.

ولكن، هناك دولٌ اعترفت أن أهمية تعليم أبناء اللاجئين وتثقيفهم هي مصلحة محلية قبل كل شيء. يوجد في إسرائيل قانون تعليم يُتيح لكل طفل، من دون علاقة بمكانته الاجتماعية، الانخراط في جهاز التربية والتعليم. لقد تعامل لبنان، الذي استوعب في السنوات الخمس الأخيرة أكثر من مليون لاجئ بشكل مُختلف تمامًا. قال مدير منظمة الأمم المتحدة للطفولة في إسرائيل: “في لبنان حدث شيء رائع، إذ يُشكّل السوريون نحو 50% من الطلاب في المدارس الحكومية. وقد اعتدنا على أن يجلس إلى جانب كل طفل لبناني طفل سوري”.

اقرأوا المزيد: 551 كلمة
عرض أقل
صورة توضيحية: لاجؤون من سودان في إسرائيل (AFP)
صورة توضيحية: لاجؤون من سودان في إسرائيل (AFP)

ازدياد حالات موت الأطفال الرُضع يكشف واقعًا صعبًا في جنوب تل أبيب

وفاة خمسة أطفال خلال الشهرين الأخيرين بما يسمى "مخازن الأطفال" التي تُستخدم كبديل لحضانات العمال الأجانب والمتسللين من أفريقيا. في إسرائيل يحاولون إيجاد حل

الواقع الصعب في جنوب تل أبيب هو حقيقة معروفة لدى الإسرائيليين، لكن كثيرًا ما يتم تجاهلها، ويتم تداولها بين الحين والآخر وتحديدًا عند الحديث عن مسألة الإجرام، أو حين تتم إثارة نقاش من قبل طالبي اللجوء والمتسللين من أفريقيا الذين يعيشون في فقر مُدقع في الأحياء القديمة من المدينة.

غير أن وسائل الإعلام الإسرائيلية تتداول منذ أيام واحدة من القضايا المؤلمة جدًا، التي لم يسبق أن أُثيرت. تنتشر في تل أبيب، وفي بقية المدن التي يتركز فيها عدد كبير من المهاجرين، “مخازن أطفال”، غرف يتم حشر عدد كبير من الأطفال لساعات طويلة، مع إشراف بسيط من قبل شخص أو اثنين، غير مختصين.

يتم وضع الأطفال، حسب التقارير، لساعات طويلة، دون أن يهتم بهم أحد أو يُغيّر لهم الحفاظات أو يهتم بسلامتهم. يتلقون الطعام بالرضَّاعات وعليهم إطعام أنفسهم، من جيل أشهر، ما يؤدي إلى حالات الاختناق والوفاة. ففي حالة موت الطفل الأخير، مهراوي تاوالدا، ابن الأربعة أشهر، لم ينتبه أحد أن هناك مُشكلة ما، إلى أن جاءت أمه بعد الظهر لتأخذه ولاحظت بأنه لا يتحرك. نقلته إلى المُستشفى وهناك أعلن عن وفاته.

وفي تقرير مروع ومُثير للاهتمام، والذي نشرته الصحفية إيريس آلتر من صحيفة “هآرتس، تحدثت عن أن مخزن الأطفال الذي زارته، الأطفال هناك يعانون من “عزل بيئي”، لا يتحدثون مع البيئة المحيطة، لا يعرفون كيفية التواصل، يعانون مشاكل حركية، بسبب سنوات من الإهمال وعدم الاهتمام بهم. عند دخول شخص بالغ إلى المكان يتجه نحوه عشرات الأطفال رغبة منهم بالحصول على بضع ثوانٍ من الاهتمام، المداعبة أو العناق، وينادونه “أمي” أو “أبي”. بعد أن كان أهلهم بعيدين عنهم لساعات، أو حتى أيام، كتبت تقول، كل شخص قد يكون بالنسبة لهم والد.

بالنسبة لأهل أولئك الأطفال الأمر أشبه بمصيدة. إن أرادوا العمل والحصول على رزقهم، ولو حتى مقابل بضعة شواقل، لا مناص أمامهم، إلا أن يتركوا الأطفال هناك، أو أن يموتوا من الجوع. بالنسبة للدولة هذه معضلة كبيرة، لأن الحديث هو عن أطفال وأهل يمكثون في إسرائيل بشكل غير قانوني، ودون مراقبة. بعد كل حالة وفاة يتم إغلاق مخزن الأطفال الذي يموت فيه طفل. تم حتى الآن إغلاق نحو 17 مخزنًا من هذا النوع، إلا أنه يتم فتح مخازن أُخرى جديدة مكانها.

تظهر مشكلة أُخرى عندما يرغب أهل أولئك الأطفال بدفن أطفالهم، إلا أنه بسبب أنهم ليسوا مواطنين أو مُقيمين، ودينهم مُختلف، ليس هناك قبر يمكن دفن الموتى فيه، ويضطر الأهل إلى التوجه إلى كل المقابر المسيحية في البلاد إلى أن يجدوا كاهنًا يُشفق عليهم ويسمح لهم بدفن أطفالهم.

يُثير هذا الوضع المريع، إضافة إلى الوضع الصعب الذي يعيشه مئات الأطفال والرُضع كل يوم، نقاشًا حادًا في وسائل الإعلام، الأمر الذي يدفع مكاتب الرفاه والتشغيل للتحرك والعمل على إيجاد حل لأولئك الأطفال، وبديل لـ “مخازن الأطفال” تلك التي يُقدّر عددها بسبعين مخزن.

اقرأوا المزيد: 424 كلمة
عرض أقل
حالات المهق في أفريقيا نادرة (AFP)
حالات المهق في أفريقيا نادرة (AFP)

عائلة نيجيرية تتلقى مكانة لاجئين بسبب ابنها الأمهق

في حين ينظر في إسرائيل إلى حالة المهق على أنها اختلاف نوعي وبصري، نجد أنه في الثقافة الأفريقية يمنحون الأمهق صفات تصوفية مختلفة، مما يؤدي إلى ملاحقته

قررت سلطة الهجرة في الآونة الأخيرة منح حق اللجوء في إسرائيل لعائلة أفريقية، وذلك بسبب الخطر الذي يداهم حياة ابنهم الأمهق في القارة السمراء.

ديفيد، وهو الابن لهذه العائلة النيجيرية، وُلد في إسرائيل ويعيش فيها، وتم تشخيصه طبيًّا على أنه أمهق. وفي حين يتعامل الإسرائيليون مع حالة المهق (Albinism) كتنوع واختلاف بصري، فإن حياة الشخص الأمهق في نيجيريا معرضة للخطر.

في الثقافة الإفريقية ينسب الناس للشخص الأمهق قوة تصوفية، وبحسب بعض الأساطير قد تنتقل هذه القوة التصوفية إلى آكلي لحم الأمهق. وفي بعض الدول يعتبرون الأمهق رمزًا للحظ السيء، الأمر الذي يزيد من تعرّضه للعنف والملاحقة.

لاجئ سوداني في جنوب تل أبيب (Flash90/Tomer Neuberg)
لاجئ سوداني في جنوب تل أبيب (Flash90/Tomer Neuberg)

أما والدا ديفيد، فبسبب خوفهم على مصير ابنهم، توجهوا إلى وزارة الداخلية وقدّموا طلبًا استثنائيًّا لسلطة الهجرة بأن يتم منحهم حق اللجوء إلى إسرائيل. بعد فحص الطلب قررت السلطات أن تأذن لهذه العائلة بالبقاء في إسرائيل.

تعلم العائلة أنه في إسرائيل أيضًا ينتظر ديفيد عوائق ليست بالقليلة، من ضمنها عوائق التكيّف في هذه البلاد، ولكن هذه العوائق تتقلص مقابل ما كان ينتظره في أفريقيا.

اقرأوا المزيد: 156 كلمة
عرض أقل
لاجئون سوريون في حمص (AFP)
لاجئون سوريون في حمص (AFP)

عدد اللاجئين في العالم هو الأكبر منذ الحرب العالمية الثانية

تقرير الأمم المتحدة: عدد اللاجئين يتجاوز الـ 50 مليونًا، ونصفهم أطفال. ففي السنة الماضية، ازداد عدد اللاجئين نتيجة الحرب الأهلية في سورية، جنوب السودان وجمهورية إفريقيا الوسطى

تظهر بيانات مقلقة من التقرير السنوي لوكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة بخصوص عدد اللاجئين في العالم. ووفقًا للتقرير، فهناك في العالم نحو 51.2 مليون لاجئ، ولقد فقد من بينهم أحد عشر مليون لاجئ “جديد”، منازلهم في السنة الماضية، وهذا العدد هو الأكبر منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية عام 1945.

إن سبب ارتفاع عدد اللاجئين الكبير هو الحروب الأهلية الدائرة في أماكن مختلفة حول العالم، وصمت المجتمع الدولي على ضوء نزوح المدنيين الأبرياء. ولقد تمّت الإشارة إلى ثلاث مناطق على وجه الخصوص بشكل سلبيّ: سوريا، جنوب السودان وجمهورية إفريقيا الوسطى، والتي تدور فيها رحى حرب أهلية. وأدت أيضًا الصراعات في العراق وأوكرانيا إلى نزوح الكثير من الناس من منازلهم.

يقسّم التقرير اللاجئين إلى ثلاث مجموعات: المجموعة الكبرى، 33.3 مليون شخص، تتواجد في مناطق بلد المنشأ التي كانت تعيش فيها بالأصل. بالمقابل، فإن المجموعة الثانية، وحالتها هي الأكثر خطورة وتبلغ نحو 1.2 مليون شخص، تتجوّل خارج بلد المنشأ، أو في مخيّمات مختلفة للاجئين . كما وقدّم نحو 1.2 لاجئ آخر بشكلٍ رسميّ طلبات للحصول على ملجأ في دولة أخرى.

مخيم الزعتري للاجئين (AFP)
مخيم الزعتري للاجئين (AFP)

المعطى الأكثر إقلاقًا بخصوص عامة اللاجئين، هو أنّ نصفهم من الأطفال، وأن نسبة اللاجئين الأطفال هي الأعلى على الإطلاق منذ نحو عقد. وقد جاء في التقرير أيضًا  أنّ هناك الكثير من الأطفال الذين فقدوا أهلهم، وفي الواقع بقوا لوحدهم في العالم.

يشير التقرير إلى فقدان قدرة المجتمع الدولي على تقديم استجابة مناسبة لمشكلة اللاجئين: فعدد اللاجئين الذين عادوا إلى بلادهم في عام 2013 هو الأقلّ على الإطلاق في السنوات الأخيرة، وبلغ نحو 414,000 لاجئ فقط. وبالمقابل، وصل عدد اللاجئين الذين استطاعوا السكن من جديد في بلدان أجنبية إلى 98,400 شخص فقط.

مع تقديم التقرير، اتهم مفوّض وكالة الأمم المتحدة للاجئين، أنطونيو غوترس،  المجتمع الدولي ومجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وادعى أنّ هؤلاء فشلوا في حلّ الصراعات حول العالم كما ينبغي. “هناك تكاليف باهظة للحروب، وهناك عجز خطير في السلام حول العالم” كما قال. كذلك، حذّر غوترس من أنه دون اتخاذ خطوات حقيقية من جانب جهات دولية، فإنّ العدد سيزداد بل ومن الممكن أن يزداد كثيرًا خلال سنوات قليلة.

اقرأوا المزيد: 320 كلمة
عرض أقل
مظاهرة المتسللون السودانيون والآرتريون في تل ابيب (JACK GUEZ / AFP)
مظاهرة المتسللون السودانيون والآرتريون في تل ابيب (JACK GUEZ / AFP)

آلاف طالبي اللجوء الأفارقة يُضربون ويتظاهرون في تل أبيب

طالبو اللجوء يحتجّون على احتجاز زملائهم في منشأة سجن في الجنوب، ويدّعون: الحكومة الإسرائيلية تحرّض علينا بطريقة منهجيّة

تجمّع آلاف طالبي اللجوء وداعميهم صباح اليوم (الأحد) للتظاهر في ميدان رابين في تل أبيب بعد أن ساروا إلى هناك من جنوبيّ المدينة، احتجاجًا على قانون منع التسلُّل وعلى سجن طالبي لجوء في منشأة “حولوت” في الجنوب. ينادي المتظاهرون: “حرية، حرية، لا سجن بعد”، ويرفعون لافتات عليها أرقام سجناء، ولافتات كُتب عليها “نحن بشر”. وكانوا أعلنوا أمس عن إضراب عام على الخلفيّة نفسها، معلنِين أنهم سيتغيّبون عن العمل لثلاثة أيّام بدأت اليوم.

قال أحد المتظاهرين للموقع الإخباري “والاه”: “كان من المهمّ بالنسبة إليّ أن أصل إلى هنا لأقول للحكومة الإسرائيلية إننا لاجئون ولدينا حقوق لا كلاجئين فحسب، بل كبشَر أيضًا”. حسب تعبيره، فهم مشغِّلوه الإضراب ودعموا تغيّبه عن العمل صباح اليوم. “يفهم المديرون والزملاء في العمل الوضعَ الذي دُفعنا إليه، وهم لا يريدون أن يرَوني أنا وغيري نغادِر إلى السجن، دون أن نقترف سوءًا”.

جميع منظّمي التظاهُرة مواطنون إريتريون وسودانيون، يلبسون قمصانًا لامعة، وغير معنيّين بالتصادُم مع القوى الأمنية ذات العدد الكبير التي تحمي المكان. ويحافظ المتظاهرون على النظام أيضًا، ويتبعون إرشادات المنظِّمين، لتجنُّب اعتقالات غير ضروريّة.

وتُعتبر هذه خطوةً إضافيّة في احتجاج طالبي اللجوء والمتسلِّلين، الذي شمل مسيراتٍ من المنشأة إلى بئر السبع وتظاهرات في القدس وتل أبيب. “نطلب من الحكومة أن توقف احتجاز طالبي اللجوء وأن تغيّر القانون. لم نقترف إثمًا ولا يجب أن نكون في السجن. لا نستحقّ إذلالًا كهذا”، قال أحد منظِّمي الإضراب، وهو طالب لُجوء من إريتريا.

متسلل سوداني متظاهر احتجاجًا على قانون منع التسلُّل (Roni Schutzer/Flash90)
متسلل سوداني متظاهر احتجاجًا على قانون منع التسلُّل (Roni Schutzer/Flash90)

بعد المسيرة والتظاهُرة اليوم، يُتوقَّع أن يتوجّه طالبو اللجوء بشكل رسميّ إلى ممثلية الأمم المتحدة للّاجئين في إسرائيل، وكذلك لسفارات أجنبيّة. وسيُطالِبون بإلزام الحكومة الإسرائيلية بتحمُّل مسؤوليتها تجاه طالبي اللجوء، والتعامُل معهم وفق معاهدة اللاجئين والقوانين الدولية.

أمّا مَن سيواجِه مشكلة كبيرة في الأيّام القادمة فهم أرباب العمل الكُثر الذين يمتلكون مطاعم، شركات تنظيف، وفنادق، يعمل فيها الكثير من العمّال الإفريقيين. “الوضع اليوم هو أنّ طالبي اللجوء يجري استيعابُهم في عدّة وظائف مثل الخدمة في المطاعم والمقاهي، الطبخ، الصيانة، خدمة الغرف الفندقية، والتنظيف لأنّ الإسرائيليين ليسوا على استعدادٍ للقيام بأمورٍ كهذه. على الدولة أن تجلس مع أرباب العمل وتبلوِر حلًّا لتخصيص كمية من العمّال الأجانب أو طالبي اللجوء الذين لا يمكن طردُهم، حينها يكون جميع الأطراف راضين”.

يوضح منظّمو التظاهُرة: “في السنوات الأخيرة، تحرّض الحكومة الإسرائيلية علينا بشكل منهجيّ. يُصوّرنا نوّاب ووزراء في الحكومة كذبًا كمتسلّلين، كمقيمين غير شرعيّين، وكمهاجرين من أجل العمل، في حين أنّ طلبات لجوئنا فُحصت بشكل كامل، ولم يُبتّ في مكانتنا بعد. ندعو الشعب الإسرائيلي ألّا يصدِّق أكاذيب الحكومة. ندعو سكّان ومواطني إسرائيل أن يدعموا مطالبنا الأساسيّة – دراسة طلبات لجوئنا بشكل نزيه وشفّاف، ترتيب إقامتنا في إسرائيل بشكل شرعيّ، ومنحنا حقوق إنسان أساسيّة لنتمكّن من أن نعيش هنا بكرامة حتّى نتمكّن من العودة إلى وطننا”.

اقرأوا المزيد: 416 كلمة
عرض أقل
علاج طبي لمصاب سوري في مستشفى في صفد (Ziv Medical Center)
علاج طبي لمصاب سوري في مستشفى في صفد (Ziv Medical Center)

الإسرائيليون يتطوعون لمساعدة اللاجئين السوريين

بدأ المجتمع العربي في إسرائيل بالتبرع بالأعضاء، فالبارحة كان حدث تاريخي لعملية زرع ناظمة قلبية لطفل لاجئ سوري يبلغ من العمر 4 سنوات، كان قد فرَّ مع عائلتهِ من حمص

في الوقت الذي تقوم فيه منظمة الأمم المتحدة بجمع مبلغ ستة ونصف مليار دولار أمريكي من أجل مساعدة ثلاثة أرباع الشعب السوري المقدر أنه بحاجة إلى مساعدة في العام 2014. بدأت إسرائيل، يوم أمس الاثنين بحشد طاقاتها لصالح اللاجئين السوريين، حيث بدأ المجتمع العربي في إسرائيل في منطقة الجليل وشفاعمرو بعملية واسعة النطاق لمساعدة اللاجئين بواسطة جمع المال والملابس الشتوية لصالح اللاجئين السوريين المقيمين في مخيم الزعاتري في الأردن، بحيث تم مساعدة أكثر من مائة وثلاثين ألف لاجئ سوري.

وصل إلى إسرائيل نفسها أكثر من ثلاثمائة لاجئ سوري فرّوا من القتال الحاصل في سوريا، وتم نقل معظمهم لتلقي العلاج في المستشفيات الإسرائيلية من خلال الحدود المشتركة مع إسرائيل في هضبة الجولان. وسُجِّلَ حتى الآن عدد من الولادات الناجحة للنساء في إسرائيل، وأجري عدد من العمليات الجراحية الطارئة لمصابي الحرب، وجرى يوم أمس حدث تاريخي، حيث تمت عملية زرع ناظمة  قلبية لطفل سوري في إسرائيل.

محمود ابن الأربعة أعوام والذي ولد وهو يعاني من عاهة قلبية، وتمكن من الهرب مع عائلته من حمص، نُقل إلى إسرائيل وهو في حالة خطرة. زرع الأطباء في مستشفى “تل هشومر” لديه ناظمة قلبية مع بطارية طويلة الأمد، لإنقاذ حياته وليعش حياة طبيعية كباقي أبناء جيله.

وقد روى أب الطفل لجريدة “إسرائيل اليوم” الرحلة الشاقة التي خاضها للهرب من حمص إلى الأردن منذ اندلاع القتال. وأنه تم قتل باقي أفراد أسرته الذين بقوا في حمص، وبسبب تدهور حالة ابنه الصحية سمح له ولابنه الانتقال إلى إسرائيل من أجل إجراء عملية جراحية لابنه، في حين بقيت والدة الطفل واخته في مخيم اللاجئين في الأردن. وقال الأب عندما سمح لنا بالانتقال إلى إسرائيل لإجراء العملية الجراحية كان ذلك بمثابة ” حلم تحقق” لأنه علم بأنه السبيل الوحيد لإنقاذ حياة ابنه، وقال الأب “إنني سعيد لأنني تعرفت على هذه الدولة”.

وكان الأطباء سعداء ومتحمسين للعملية الجراحية، قال أحد الأطباء الجراحين: ” أنا لا أستطيع أن أصف هذا الشعور، بإنقاذ حياة طفل، فعندما ترى دمعة أباه أو أمه حينها لست بحاجة إلى ترجمة اللغة لأنك سوف تفهم وحدك”. ومن المتوقع في الأيام القريبة القادمة أن ينتقل إلى إسرائيل طفل يبلغ من العمر سبعة عشر عامًا كان قد أصيب أثناء الاقتتال في سوريا وهو بحاجة إلى عملية جراحية عاجلة في القلب.

اقرأوا المزيد: 346 كلمة
عرض أقل
لاجئ سوداني في جنوب تل أبيب (Flash90/Tomer Neuberg)
لاجئ سوداني في جنوب تل أبيب (Flash90/Tomer Neuberg)

الدولة الثالثة: أوغندا

وجود المعاهدة السرية بين إسرائيل وأوغندا بشأن نقل المهاجرين الآرتريين والسودانيين إلى هناك ليس مفاجئا، وذلك على ضوء العلاقات المزدهرة بين الدولتين منذ سنوات طويلة.

بعد أيام من كشف صحيفة هآرتس، عن وجود دولة ثالثة سيتم ترحيل الآرتريين المقيمين في إسرائيل إليها، قالت نائبة الكنيست ميخال روزين (ميرتس)، رئيسة لجنة العمال الأجانب، أن خطة وزير الداخلية، جدعون ساعر، ليست واضحة وأنه حتى تطبق دولة إسرائيل القوانين الدولية وتفحص المتسللين أو المهاجرين الـ 55 ألف الذين يعيشون فيها، لا يمكن البدء بعملية منظمة لحل المشكلة.

وزير الداخلية جدعون ساعر، تسلم مهام منصبه قبل نصف عام، عندما كانت قد توقفت موجة طالبي الهجرة القادمين إلى إسرائيل بشكل غير قانوني عبر الحدود الجنوبية. وهو الآن أمام تحد إشكالي، لكنه ليس مستعجلا: كيف يمكن التعامل مع 55 ألف طالب لجوء أو باحثين عن عمل، كانوا قد دخلوا إلى إسرائيل في السنوات الأخيرة ويبحثون عن مصدر رزقهم. طالبو اللجوء استقروا في الجنوب (من إيلات وحتى المدن الجنوبية) والكثير منهم استقر في منطقة جنوبي تل أبيب، في منطقة المحطة المركزية. ولكن على الرغم من تدخل الجهات العليا المكلفة من قبل رئيس الحكومة، من خلال شخصية حاجي هداس، دولة إسرائيل تجر أرجلها وتفضل تجاهل المشكلة.

صرح ساعر قبل أيام، خلال نقاش في لجنة الداخلية أنه بعد الأعياد مباشرة ستبدأ عملية ترحيل جماعية للسودانيين والآرتريين، بعد أن نجح حاجي هداس بالتوصل إلى اتفاق مع دولة ثالثة، كما سبق وذكر، أوغندا. حسب القوانين، لا يمكن لإسرائيل إعادة السودانيين والآرتريين إلى موطنهم الأصلي، بسبب الخطر الذي قد يلحق بهم هناك.

متسللون سودانيون وآرتريون (Flash90/Roni Schutzer)
متسللون سودانيون وآرتريون (Flash90/Roni Schutzer)

يشار إلى أنه تم تركيز غالبية المتسللين السودانيين والآرتريين في المناطق الجنوبية في مدينة تل أبيب وأصبح المكان خلال السنوات الأخيرة يشكل خطرا كبيرا على مواطني المنطقة بسبب ارتفاع حالات الإجرام، العنف، الاغتصاب والسرقة.

في حديث لها مع “المصدر” قالت روزين أنه وفق القانون، “كان يتعيّن على الدولة أن تفحص مع كافة الآرتريين والسودانيين – ماذا كان سبب لجوئهم إلى هنا، وكذلك منحهم مطالبة الحصول على مكانة طالب اللجوء. في أنحاء عديدة من العالم يعترفون بهم كلاجئين سياسيين والكثير من الدول أقر أن آريتريا هي مكان خطير، الأمم المتحدة أعلنت أن آريتريا هي بمثابة كارثة إنسانية. لكن إسرائيل لم تعلن ذلك، نظرا لعلاقتها بتلك الدول. لذاك تعاملت مع الآرتريين الموجودين هنا وكأنهم يستحقون حماية جماعية، ولكنها لم تتحقق من أوضاعهم الخاصة. بخصوص السودان، إسرائيل تعتبر السودان دولة عدوة، ولهذا بالنسبة للمتسللين السودانيين، لا يمكن إعادتهم إلى السودان”.

إذا، في حال لم يكن ممكنا إعادتهم إلى السودان، وبخصوص آريتيريا الدولة تتهرب، ما المشكلة بالحل الأوغندي؟

“الوضع مع أوغندا ليس واضحا. أولا، ربما كانت أوغندا وقّعت على المعاهدة الدولية الخاصة باللاجئين، ولكنها لا تحترم بنود المعاهدة وحال الكثير من اللاجئين هناك هو صعب للغاية. هناك أدلى على أن أوغندا قامت بإعادة بعض اللاجئين لديها إلى موطنهم الأصلي. وعدا ذلك، لا نعرف تفاصيل عن الاتفاقية. هل هناك اتفاقية أصلا؟ هذا ليس واضحا”.

لماذا يتم إخفاء وجود مفاوضات مع أوغندا؟ لماذا كل الأمور تدار سريا؟

“أنا أطرح السؤال ذاته. طلبت من حاجي هداس أن أفهم لماذا ذلك سري ولم يرد عليّ. الشائعات تقول أن هناك أسرار لأن هناك صفقات سلاح خلف ذلك. قال لي أنه لا يستطيع أن يحضر اجتماع اللجنة وأن يكشف عن التفاصيل ولهذا توجهت إلى لجنة الخارجية والأمن في الكنيست، برئاسة أفيغدور ليبرمان، بطلب الاجتماع وسماع فيما إذا كانت هناك تفاصيل عن اتفاقات دعم أمني وبيع أسلحة. من الجدير أن تتمكن الكنيست من أداء عملها ومراقبة مثل هذه العمليات. يمكن أيضا الاستماع للتفاصيل استماعا سريا من خلال اللجنة السرية البديلة. ولكنني تلقيت ردا بأنه بسبب الأحداث في سوريا فإن لجنة الخارجية والأمن لن تعقد اجتماعا طارئا بخصوص موضوع الترحيل”.

حسب اعتقادك، ما الذي يجب فعله بخصوص الـ 55 ألف طالب لجوء؟ لماذا لا نصرح بأن مكانهم هنا بدلا من المماطلة من خلال انتهاج طرق ترحيل مختلفة؟

“لا رغبة لدينا بتوطينهم وإبقائهم هنا بالقوة. دولة إسرائيل وضعت نفسها في مكان غير صحيح وغير لائق. الخطأ الذي ارتكبه أولئك هو فقط أنهم طلبوا حياة أفضل لهم. لم يأتوا إلى هنا لإيذائنا أو لإلحاق الضرر بنا، وتنص معاهدة حماية اللاجئين على أنه لدينا واجب تجاه طالبي اللجوء. حاليا الدولة لم تعطهم أي صفة. من جهة، يُمنع تشغيلهم ولهذا تم التوجه إلى المحكمة العليا لهذا الغرض والدولة قررت أنها لن تطبق قرار منع تشغيلهم. قاموا بتوزيع مستند على أرباب العمل مفادها أنهم لن يطبقوا قانون المنع. في الواقع، لدينا هنا 55 ألف شخص وهم فئة مهملة. لا أحد يطلع على أحوالهم، ماذا حدث لهم وما إذا كانوا لاجئين، لأنهم لم يرغبوا بالتورط مع آريتيريا. بالمقابل، لا يقومون باتخاذ أي إجراءات لاستيعابهم وإتاحة الفرصة لهم لكسب رزقهم”.

مظاهرة إسرائيلية ضد عنف اللاجئين السودانيين في تل أبيب (Flash90/Tomer Neuberg)
مظاهرة إسرائيلية ضد عنف اللاجئين السودانيين في تل أبيب (Flash90/Tomer Neuberg)

هل يجب دعم خطوة نقل قسم منهم من منطقة المحطة المركزية وجنوبي تل أبيب؟

“بالتأكيد، لأنه طالما هم هنا وحتى أن تقرر الدولة ماذا ستفعل بشأنهم، قد يستغرق الأمر سنوات. في هذه الفترة، من يدفع الثمن هم سكان جنوب تل أبيب. وأساسا، المستشار القانوني للحكومة، لن يسمح أبدا بترحيل عشرات آلاف الأشخاص من دون أن نفحص مع كل واحد منهم لنعرف إذا كانوا لاجئين أو مجرد مهاجرين باحثين عن عمل. حاليا، قد يستغرق الأمر سنوات، لذلك يجب التأكد من أنه لديهم ظروف حياتية مناسبة وإيجاد حل لسكان الجنوب الذين يعانون من ذلك، لأن أسهل شيء اليوم هو تحريض فئة ضعيفة ضد فئة ضعيفة أخرى”.

اقرأوا المزيد: 788 كلمة
عرض أقل
ضحايا الأسلحة الكيماوية في ريف دمشق (AFP PHOTO / HO/ SHAAM NEWS NETWORK)
ضحايا الأسلحة الكيماوية في ريف دمشق (AFP PHOTO / HO/ SHAAM NEWS NETWORK)

حزن في الناصرة على قتلى السلاح الكيمائي في سوريا

من بين عشرات أو مئات القتلى في المجزرة الكيمائية التي نفذها، حسب الشبهة، نظام الأسد بجوار دمشق، كان أيضا واحد وعشرون قريبا لعائلة واكد من الناصرة.

لا تزال تشغل المجتمع الدولي صور عشرات الجثث التي تم تصويرها في ضاحية دمشق الشرقية صباح الأربعاء من الأسبوع الماضي، من بينها عدد ليس بقليل من الأطفال والنساء. السؤال الأساسي الذي يطرح نفسه هو هل موت مئات المواطنين في بلدات زملكا وعين ترما تسبب نتيجة هجوم بأسلحة كيميائية، وإذا كان كذلك، من المسؤول عن عمل البشاعة.

ولكن بالنسبة لأبناء عائلة واكد وغازي من الناصرة، فإن الألم شخصي بشكل خاص لأن 21 من الضحايا هم من أقاربهم الذين يعيشون كلاجئين في سوريا ولاقوا حتفهم في الهجوم البشع على بيوتهم.
تلقت عائلتا واكد وغازي في الناصرة خبر وفاتهم من أقارب يعيشون في الأردن. حسب الشهادات، تم قتل أبناء العائلة، 12 امرأة وفتاة، 9 رجال وأولاد، في الهجوم. روى أبناء العائلة في الناصرة لوسائل الإعلام الإسرائيلية أن من بين القتلى: أم وأولادها الستة، وكذلك أب وأم وأولادهما الأربعة، جميعهم قتلوا في مدينة زملكا.

بدأ الأقارب والأصدقاء بالتوافد على بيت عائلة واكد في الناصرة منذ أول أمس ليلا لتقديم التعازي في خيمة العزاء التي تمت إقامتها. قال أحمد واكد أنه مؤخرا فقط تحدث مع أحد أبناء العائلة الذين قتلوا في المجزرة الكيمائية: “قال لي إننا جميعا في خطر، ليس الموت بعيدا عن أي منا”.

تعتبر عائلة واكد إحدى أكبر العائلات التي تسكن في قرية المجيدل، جنوب غربي الناصرة. في العام 1948 نزح العديد من سكان القرية خوفا على سلامتهم. سكن بعض أبناء العائلة الكبيرة في يافة الناصرة، بعضهم في الناصرة والبعض ابتعدوا حتى لبنان، سوريا والأردن أيضا. انتقل جزء من العائلة للسكن في بلدة زملكا في ضواحي دمشق. فال أقارب العائلة في إسرائيل أنه منذ بدأت المعارك في سوريا انتقلوا من مكان إلى آخر محاولين الفرار من الجحيم وكمعظم الفلسطينيين في سوريا، وجدوا أنفسهم يهربون كل مرة من جديد.

اقرأوا المزيد: 276 كلمة
عرض أقل