“الفنان الدبلوماسي”، هكذا يصفون اليوم جلعاد ميلو في كينيا. قبل 12 عاما وصل ميلو إلى نيروبي، عاصمة كينيا، كنائب السفير الإسرائيلي. لم يكن يتوقع أنّه مع مرور نحو عقد سيصبح نجم موسيقى يصدر أغاني شهيرة جدا باللغة السواحلية وأن يصبح مواطنا كينيا.
قبل وقت طويل من أن يفكر ميلو في العمل في وزارة الخارجية، فكر في أنه سيكون موسيقيا. عندما كان يعيش في القدس كان يشارك في فرقة موسيقية بشكل دائم، ولكن عندما وُلد ابنهِ الأول أوضحت له زوجته أنّ عليه الاهتمام بمصدر رزق دائم. وهكذا ترقّى ميلو إلى منصب نائب سفير إسرائيل المسؤول عن كينيا، تنزانيا، أوغندا، ملاوي، سيشل، وزامبيا. كان حلمه للعودة إلى الموسيقى يبدو حينذاك غير واقعي.

بعد مرور عامين من العمل الدبلوماسي في كينيا، عُيّن ميلو قنصلا في السفارة الإسرائيلية في لوس أنجلوس، وهو منصب عرّفه أنّه “خيالي” واشتمل على الكثير من التعاون مع نجوم هوليووديين ومستوى حياة عال، في عام 2008 تلقى عرض عمل كان قد خلط الأوراق: ترك وزارة الخارجية، والعمل في القطاع الخاص في كينيا.
غادر ميلو لوس أنجلوس المتألقة من أجل العودة إلى كينيا الحارّة التي اشتاق إليها. بدأ بتعلّم اللغة السواحلية، تواصل مع الفائزة بجائزة برنامج الواقع الموسيقي في كينيا، وأصدر معها أغنية شعبية تصدرت خلال ثلاث أسابيع القائمة الأسبوعية للأغاني الأكثر شعبية وبقيت في القمة طيلة 7 أسابيع.
واليوم، بعد أكثر من مليون مشاهدة في يوتيوب لأغنيته الأولى “أوناجوا” (“أتعلمين” في السواحلية) وستة أغان شعبية أخرى وحفلات أمام الآلاف في أنحاء كينيا، أصبح ميلو واحدا من 10 نجوم رائدين في البلاد من حيث الإصغاء إلى أغانيه في الإذاعة والتلفزيون وردود فعل الجمهور.
اختار الجيش الكيني إحدى الأغاني الشائعة الجديدة لميلو كنشيد للمقاتلين. طلب ميلو مؤخرا الحصول على الجنسية الكينية، وحظي بدعم شعبي واسع عندما أصبح هاشتاغ #اجعلوا_جلعاد_كينيا الهاشتاغ الأكثر شعبية في تويتر في كينيا في تلك الليلة.
كتب أحد المدونين الأفارقة المشهورين، هولي، عن ميلو قائلا “أن يكون “موزونجو” (أجنبي أبيض) وأن يغني هكذا بالسواحلية هو ما جعل ميلو كينيا أكثر من معظمنا”. يشعر ميلو بهذا الشعور أيضا، وقد قال “أنا أنجح من خلال الأغاني في الوصول إلى الجمهور والتأثير فيه أكثر من نجاحي في عملي كدبلوماسي”.