أثار اغتيال محمود المبحوح في دبي في يناير 2010 عاصفةً إعلامية دولية، بعد أن كشفت آلاتُ التصوير الأمنية في الفندق الذي اغتيل فيه صورَ منفذي العملية، والذين قيل إنهم وكلاء موساد إسرائيليون. وقد أدى الكشفُ عن جوازات السفر المزورة التي استخدموها إلى إرباك إسرائيل وأوقعها في أزمة دبلوماسية. اختار منتجو الفيلم “كيدون” تحويل قصة الاغتيال المذكورة إلى فيلم تجسس، بل ومنحه صبغةً كوميدية ساخرة، مضحكة وخفيفة.

تدور أحداث قصة “كيدون” (الذي يحمل اسم فرقة الاغتيال السرية التابعة للموساد)، كما هو مذكور، في الأيام التي تلي الاغتيال مباشرة. تبدأ مشاهد الفيلم على صور الصفحات الأولى من الصحف الممتلئة بصور أعضاء الخلية الأربعة التي اغتالت الإرهابي، وتُوقع رئيس الموساد في حرج حيث أن هؤلاء الرجال لم يسبق لهم أن عملوا في الموساد مطلقًا. فهُم، وجميعهم من أصل فرنسي وبلجيكي، ومن بينهم محتال ماكر، خبير حاسوب، وصاحب شبكة بيوت دعارة وموزع لأقراص فياغرا مزيفة وطالبة جامعية جميلة.

وسرعان ما يتضح أن الحديث يدور عن مجموعة أصدقاء قرروا استغلال الضجة الإعلامية وأن يربحوا بعض الدولارات من أعمال التجسس. من هنا وصاعدًا، تتطور كوميديا التجسس التي هي قصة نَصبٍ أصلية، يشترك في أحداثها سفير فرنسا في إسرائيل، وضابطة شرطة، ودبلوماسية روسية وموظف كبير سابق في الموساد، فيما تتلوى وتتطور أحداث الفيلم إلى اتجاهاتٍ من الواضح أنها شديدة البعد عن الواقع، لكنها تبعث على الكثير من التسلية والمتعة للمشاهدين.

"كيدون" (علاقات عامة)
“كيدون” (علاقات عامة)

ورغم عن ذلك، وربما بسبب، سقف التوقعات المنخفض، فإن الفيلم يحظى بنقد إيجابيّ. فقد كتبَ الناقد الثقافي في “غالي تساهل” هذا الصباح أنّ “السينما عندنا لا تقدّم الكثير من الأعمال الكوميدية، فصورة العالم المرسومة هنا قاتمة جدًّا، وتنقصها البسمة وهي سياسية جدًّا.. قام عمانوئيل نقاش بإنتاج كوميديا أكشن، فيلم خفيف الوزن، ليست له أهمية بحد ذاته، ولا يحمل الكثير من المزايا السينمائية ذات الجودة العالية، لكنه بسيطٌ لطيف، خفيفٌ وممتع، بل ومضحك أحيانًا. إنه “كيدون”… فيلم يُعتبر أيضًا صفعة لنشاط الموساد، وبالذات بعد عملية القتل السرية الأكثر تصويرًا في العالم، لمحمود المبحوح في دبي، المنسوبة لجهاز المخابرات الإسرائيلي”.

أما في موقع ynet  فقد كتبوا: “من المنعش أن تتم مشاهدة فيلم يتندّر بلطفٍ على حساب الموساد، لكن الجانب الأكثر أهمية الذي يقدمه “كيدون” هو وجهة النظر الفرنسية تجاه تل أبيب. مواقع تصوير الفيلم الفرانكفونية المسيطرة على مَشاهده، تجعله إبداعًا ينظر إلى تل أبيب بعيونٍ غربية، ويُبرز مكانتها العالمية…”.

اقرأوا المزيد: 356 كلمة
عرض أقل