أكراد سوريون يحتفلون بالاستفتاء (AFP)
أكراد سوريون يحتفلون بالاستفتاء (AFP)

10 حقائق لم تعرفوها عن الأكراد

الجذور القديمة، العيش في ظلّ أنظمة عدائية، مقاتلو البيشمركة الذين ساهموا في إسقاط صدّام حسين، والكفاح المستمرّ من أجل الاستقلال - هذه هي قصة الأكراد في الشرق الأوسط

26 سبتمبر 2017 | 09:47

يراقب العالم كله عن كثب نتائج الاستفتاء الذي نفذه إقليم كردستان على الانفصال عن العراق، أمس الأحد، ومر بهدوء داخل الإقليم، رغم العاصفة الذي اثارها في الدول المجاورة المعارضة لهذه الخطوة التي أقدم عليها الأكراد. تعرفوا أكثر إلى الشعب الكردي الذي يطالب بالاستقلال.

1. العدد الكلّي للأكراد في العالم غير معروف، ويقدّر بعشرات الملايين. تتحدث التقديرات الأكثر تواضعًا عن وجود بين 25 إلى 30 مليون كردي، ولكن هناك من يزعم أنّ عددهم الحقيقي يصل إلى 40 مليون أو أكثر. الدولة التي يعيش فيها أكبر عدد من الأكراد هي تركيا، والتي يقيم فيها نحو 10 ملايين كردي ويتركّزون في شرق البلاد. يعيش في إيران نحو 7.5 مليون كردي، وفي العراق يعيش نحو 6.5 مليون كردي، وفي سوريا يعيش نحو 2.5 مليون كردي.

2. أيضًا في الدول التي تقع على الحدود مع تركيا وإيران تعيش بعض المجتمعات الكردية غير الصغيرة: ففي أرمينيا، أذربيجان وجورجيا يعيش نحو 200,000 كردي. أبعد من ذلك، فهناك نحو مليون ونصف مليون كردي هاجروا إلى دول أخرى، وخاصة في أوروبا. في ألمانيا، والتي فيها عدد كبير من المقيمين الأجانب، يقترب عدد الأكراد إلى نحو 800,000.

3. يتحدث معظم الأكراد أكثر من لغة واحدة: الكردية، بالإضافة إلى لغة البلاد التي يعيشون فيها (عادة: العربية، الفارسية أو التركية). واليوم، اللغتان الكرديتان الأكثر تحدّثا هما كرمنجي التي يتمّ التحدّث بها بشكل أساسي في شمال كلّ من: تركيا، سوريا، شمال العراق وشمال إيران، وسوراني التي يتمّ التحدّث بها بشكل أساسي في كردستان العراق وفي إيران. هناك فروقات كبيرة بين اللغتين، وهناك باحثون يرون أنّ الفرق بين كرمنجي وسوراني كبير مثل الفرق بين الإنجليزية والألمانية.

نساء كرديات مع أعلام إقليم كردستان العراق (AFP)
نساء كرديات مع أعلام إقليم كردستان العراق (AFP)

كانت مكانة اللغات الكردية موضوعًا لصراعات كثيرة على مدى السنين. في تركيا، تم منع استخدام الكردية في وسائل الإعلام تمامًا بين عامي 1980 – 1991. وأيضًا في ظلّ حكم بشار الأسد في سوريا قام النظام بمنع استخدام اللهجة الكردية. لا تتوفر في إيران إمكانية لتعليم اللغة الكردية في المدارس العامة. وتكشف تركيا في السنوات الأخيرة عن انفتاح متزايد على استخدام اللغة الكردية، حيث تسمح بها في الإعلام، المدارس، إشارات الطرق وفي الوثائق الرسمية (كشهادات الزواج على سبيل المثال).

4. الغالبية العظمة من الأكراد هم مسلمون سنّة، ولكن ليس جميعهم. وفقًا للتقديرات، فإنّ 85% من الأكراد هم مسلمون، من بينهم نحو 65% من السنّة. في الواقع، فالأكراد هم المجموعة السكانية السنية الأكبر والوحيدة التي تعيش في إيران. 10% منهم مسلمون شيعة، وهم يتركّزون بشكل أساسي في محافظتي كرمانشاه وعيلام. ويأتي الأكراد الآخرون من أديان مختلفة بما في ذلك اليزيديون، الأرمن، الآشوريون، النساطرة واليهود.

5. من غير الواضح تمامًا حتى اليوم أصل الكلمة “أكراد”. ومع ذلك، يعتقد الكثيرون أنّ اسم “أكراد” كان موجودًا على مدى مئات السنين حتى قبل تشكّل الأكراد كمجموعة عرقية متميّزة. كان المعنى الأصلي للمصطلح هو: قبائل إيرانية بدوية. وكان الاستخدام الأول للكلمة باللغة الفارسية الوسطى، التي كانت سائدة في عهد الإمبراطورية الساسانية، ومن هناك توالت إلى العربية منذ الأيام الأولى للإسلام.

مجموعة اكراد في طريقهم من تركيا إلى كوباني ( AFP PHOTO/BULENT KILIC)
مجموعة اكراد في طريقهم من تركيا إلى كوباني ( AFP PHOTO/BULENT KILIC)

6. يبلغ تعداد يهود كردستان نحو 130,000 شخص، ويعيشون اليوم بشكل أساسي في إسرائيل. تحدّث يهود كردستان على مرّ التاريخ باللهجة الآرامية، التي يشتركون فيها أيضًا مع الآشوريين الذين يعيشون في المنطقة. عاش اليهود الأكراد في جميع أنحاء كردستان، ووصلوا من أورمية التي في إيران شرقًا حتى القامشلي السورية وأورفة التركية في الغرب. وهناك مدن أخرى عاش فيها يهود كردستان مثل أربيل، كركوك والسليمانية في العراق، وزاخو التي تقع على الحدود العراقية التركية وغيرها.

في سنوات الخمسينيات من القرن العشرين، وفي إطار هجرة يهود العراق إلى دولة إسرائيل الفتية، هاجر أيضًا جميع يهود كردستان العراق إلى إسرائيل. وبقيت بعد ذلك عشرات الأسر اليهودية فقط في المناطق الكردية.

اليهودي الأكبر سنّا في العالم اليوم هو حاخام كردي، واسمه زكريا براشي. يقيم براشي البالغ من العمر 114 عامًا في القدس.

ذُكر في السنوات الأخيرة أنّ حالة يهود القامشلي، الذين هم في الواقع أقلية داخل أقلية، عانت كثيرًا من نظام بشار الأسد.

7. معنى اسم البيشمركة – وهي المليشيات الكردية المقاتلة من أجل استقلال كردستان منذ سقوط الإمبراطورية العثمانية في نهاية الحرب العالمية الأولى – هو “الذاهبون إلى الموت” في اللغة الكردية. كان للبيشمركة دور مهم في إلقاء القبض على عدوّهم اللدود صدام حسين عام 2003، وساهموا أيضًا في الجهود الاستخباراتية للقبض على أسامة بن لادن.

اكراد يحطمون تمثال صدام حسين في كركوك (AFP)
اكراد يحطمون تمثال صدام حسين في كركوك (AFP)

8. التنظيم الكردي الأكثر شهرة في العالم هو كما يبدو حزب العمال الكردستاني، المعروف باسم PKK. هذا الحزب هو جماعة مسلّمة ذات أيديولوجية قومية كردية وماركسية، وقد تأسست في أواخر سنوات السبعينيات من القرن العشرين في تركيا على يد عبد الله أوجلان. وتعامل الكثيرون مع الحزب باعتباره تنظيمًا إرهابيّا بكلّ معنى الكلمة.

حدثت غالبية الأعمال الإرهابية التي قام بها التنظيم في تركيا، حتى تلك التي تم تنفيذها خارج البلاد تم توجيهها ضدّ أهداف تركية. وقد برّر الـ PKK كفاحه المسلّح بدعوى القمع المتواصل والموجّه للأكراد من قبل السلطات التركية. إحدى أبرز النماذج الرئيسية التي قُدّمتْ لتوضيح القمع كان القانون الذي تمّ سنّه عام 1983 والذي خُصّص، وفقًا للأكراد، لشطب لغتهم وهويّتهم القومية.  أصبح التنظيم أكثر اعتدالا في السنوات الأخيرة، ودعا إلى وقف العمليات العدائية ضدّ تركيا مقابل ضمان الحقوق الجماعية للأكراد.

9. إنّ أسباب عدم حصول الأكراد على الاستقلال السياسي كثيرة ومتنوّعة: السبب الرئيسي هو مزيج من القمع التركي، السوري، الإيراني والعراقي خلال القرن العشرين كلّه. ولكن حتى بعد سقوط صدّام حسين وتحوّل كردستان العراق إلى شبه مستقلّة، فإنّ الصراعات الداخلية بين الأكراد في سوريا والعراق لم تسمح بشراكة حقيقية في المصالح.

مظاهرة لأكراد العراق (SAFIN HAMED / AFP)
مظاهرة لأكراد العراق (SAFIN HAMED / AFP)

10. يعتقد خبراء أنّ خطوات المصالحة الكردية مع الأتراك في العقد الأخير، إلى جانب تفكّك الجيش العراقي في القتال ضدّ داعش، هي التي ستمهّد الطريق في نهاية المطاف للاستقلال الكردي، بعد سنوات من النضال دون نتائج. ومع ذلك، فقد بدا في الصيف الأخير أنّ داعش قامت بضرب البيشمركة ضربات قاسية جدّا، ومن غير الواضح إذا ما كان الأكراد يستطيعون التعافي من ذلك. ستحدّد المعركة على كوباني إلى حدّ كبير التطلّعات الكردية للاستقلال السياسي، على أنقاض العراق وسوريا المحطّمتين.

اقرأوا المزيد: 903 كلمة
عرض أقل
28 قتيلا في الانفجار بمدينة سوروتش التركية على الحدود السورية (AFP)
28 قتيلا في الانفجار بمدينة سوروتش التركية على الحدود السورية (AFP)

28 قتيلا في الانفجار بمدينة سوروتش التركية على الحدود السورية

مسؤول في مكتب وزير الدفاع التركي يؤكد أن التفجير الذي وقع في شانلي أورفة هو هجوم انتحاري ووزارة الداخلية تتوعد "بالعثور على المدبرين في أسرع وقت ممكن وإحالتهم إلى القضاء"

أعلنت وزارة الداخلية التركية أن 28 شخصا قتلوا وأصيب مئات أخرون بجروح الإثنين في هجوم إنتحاري استهدف مدينة سوروتش التركية (جنوب) قرب الحدود مع مدينة كوباني السورية.

ووقع الانفجار في حديقة مركز ثقافي في سوروتش الواقعة على بعد عشرة كلم من كوباني التي طرد جهاديو تنظيم الدولة الإسلامية منها في كانون الثاني/يناير بعد أربعة أشهر من المعارك العنيفة مع وحدات الأكراد في سوريا.

وقالت وزارة الداخلية التركية في بيان “إن هجوما إرهابيا وقع في مدينة سوروتش في شانلي أورفة عند الساعة 12 بالتوقيت المحلي (9,00 ت.غ).

وقال مسؤول في مكتب وزير الدفاع إن 28 شخصا قتلوا وأصيب حوالى مئة بجروح. وأضاف المسؤول لوكالة فرانس برس رافضا الكشف عن اسمه “أنه هجوم إنتحاري”.

ودانت وزارة الداخلية الهجوم وتوعدت بالعثور على المدبرين في أسرع وقت ممكن وإحالتهم إلى القضاء.

اقرأوا المزيد: 122 كلمة
عرض أقل
الجيش التركي يراقب المعارك الضارية في عين العرب (كوباني) من وراء الحدود ولا يتدخّل بتاتا (AFP)
الجيش التركي يراقب المعارك الضارية في عين العرب (كوباني) من وراء الحدود ولا يتدخّل بتاتا (AFP)

كوباني السورية الكردية مجددا ساحة معركة لتنظيم الدولة الإسلامية

تسببت المعارك والتفجيرات في كوباني بمقتل 35 شخصا بين مدنيين ومقاتلين أكراد، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان

شن تنظيم الدولة الإسلامية هجوما مباغتا الخميس على مدينة “كوباني” الكردية في شمال سوريا، وتمكن من دخولها مجددا بعد الهزيمة التي كان مني فيها قبل أشهر، وانتزع في هجوم آخر من قوات النظام مناطق في مدينة الحسكة.

في جنوب البلاد، شن مقاتلو المعارضة وجبهة النصرة هجوما واسعا على مدينة درعا في محاولة للسيطرة عليها بشكل كامل وطرد قوات النظام منها.

واضطر تنظيم الدولة الإسلامية في كانون الثاني/يناير للانسحاب من مدينة “كوباني” التي كان احتل أجزاء واسعة منها اثر أربعة أشهر من المعارك التي جرت تحت أنظار وسائل الإعلام العالمية، فتحولت المدينة الصغيرة إلى رمز لمواجهة الجهاديين.

وتمكن الأكراد آنذاك من دحر التنظيم بدعم من الائتلاف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الذي شن غارات جوية متواصلة ومكثفة على مواقع الجهاديين، ومن مقاتلين سوريين معارضين، وآخرين عراقيين أكراد عبروا الحدود من تركيا لمساندة وحدات حماية الشعب التي تقاتل في كوباني.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الانسان وناشطون أن تنظيم الدولة الإسلامية بدأ فجر الخميس هجوما مفاجئا على مدينة كوباني (عين العرب) تخللته ثلاثة تفجيرات انتحارية في منطقة معبر مرشد بينار الحدودي مع تركيا (شمال المدينة) وتقدم من الجهتين الجنوبية الغربية والجنوبية الشرقية.

وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن “اندلعت على الاثر اشتباكات عنيفة في وسط المدينة حيث أمكن مشاهدة جثث في الشوارع”، مشيرا إلى ان المواجهات مستمرة وعنيفة.

وأوضح المرصد ان “عناصر تنظيم الدولة الإسلامية تمكنوا من التسلل بعد ارتدائهم لباس الوحدات الكردية ولواء مقاتل مساند له”.

وتحدث عن “حالة ذهول خيمت على المواطنين داخل المدينة الذين تساءلوا عن كيفية دخول هؤلاء”.

وقال الناشط الكردي، ارين شيخموس، من جهته لوكالة فرانس برس عبر الانترنت إن الهجوم حصل “في الصباح الباكر، والجميع صائم، لذلك، لم يشعر أحد بهم”، مؤكدا أن المهاجمين “دخلوا من تركيا عبر المعبر الحدودي وكانوا يرتدون ملابس وحدات حماية الشعب الكردية”.

كذلك اتهم الإعلام الرسمي السوري الجهاديين بدخول كوباني عبر تركيا. ونفت انقرة بشكل قاطع أن يكون عناصر تنظيم الدولة الإسلامية قدموا من أراضيها، مشيرة إلى انهم “تسللوا من جرابلس في سوريا” على الحدود بين البلدين.

وتسببت المعارك والتفجيرات في كوباني بمقتل 35 شخصا بين مدنيين ومقاتلين أكراد، بحسب المرصد الذي اشار ايضا إلى سقوط ثمانية قتلى بين الجهاديين.

في الوقت ذاته، سيطر تنظيم الدولة الإسلامية على قرية برخ بوطان الواقعة على بعد أكثر من عشرين كيلومترا من كوباني لساعات قبل ان ينسحب منها بعد وصول تعزيزات من وحدات حماية الشعب الكردية إلى المنطقة.

الا انه رمى بالرصاص قبل انسحابه 23 شخصا بينهم “أطفال ونساء وعجزة ورجال حملوا السلاح لمواجهة الجهاديين”. ووصف شيخموس الاعدامات ب”المجزرة”، مشيرا إلى “تخوف لدى الناس من حصول مجازر” اخرى. وقال إن الهجمة على كوباني ومحيطها “انتقامية بامتياز من داعش لخسارته في الجبهات على يد القوات الكردية والجيش الحر”.

ويعتبر المقاتلون الأكراد رأس الحربة في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا. فبعد أن صدوه مرة أولى من كوباني في محافظة حلب، تمكنوا من استرجاع عدد كبير من القرى والبلدات في محيط المدينة، وصولا إلى السيطرة في 16 حزيران/يونيو على مدينة تل أبيض في محافظة الرقة، ابرز معاقل التنظيم الجهادي.

وتلقى تنظيم الدولة الإسلامية ضربة كبيرة في تل أبيض الحدودية مع تركيا، إذ حرم من طريق إمداد أساسي للسلاح والمقاتلين إلى المنطقة. ورأى الباحث في مركز “بروكينغز” في الدوحة، تشارلز ليستر، أن تقدم الأكراد إلى مسافة 55 كيلومترا تقريبا من مدينة الرقة دفع تنظيم الدولة الإسلامية إلى “بدء هجوم مضاد”.

وقال لفرانس برس ان هذه “الهجمات غير المتوقعة” تهدف إلى “تحويل انتباه الأكراد عن الرقة”. واستقدمت وحدات حماية الشعب تعزيزات عسكرية إلى كوباني.

في شمال شرق البلاد، كان التنظيم يشن هجوما آخر على مدينة الحسكة التي يتقاسم السيطرة عليها الأكراد وقوات النظام.

وتمكن، بحسب المرصد، إلى السيطرة على “حيي النشوة والشريعة وصولاً إلى شارع المدينة الرياضية في جنوب وجنوب غرب مدينة الحسكة” الواقعين تحت سيطرة قوات النظام.

وأسفرت الاشتباكات المستمرة منذ الفجر عن مقتل 30 عنصراً على الأقل من قوات النظام والمسلحين الموالين لها وعشرين 20 عنصرا من التنظيم. كما تسببت بحركة نزوح واسعة للسكان.

ونشر المرصد صورا لعشرات الاشخاص غالبيتهم من النساء والاطفال وهم يسيرون في احد شوارع الحسكة، ثم داخل باص مليء بالركاب، وقد جلس العشرات غيرهم على سطحه، في حركة فرار واضحة من المدينة. وهو الهجوم الرابع لتنظيم الدولة الإسلامية على الحسكة منذ 30 ايار/مايو.

وأورد تنظيم الدولة الإسلامية على احد حساباته على موقع “تويتر” خبرا عن سيطرته على مناطق في الحسكة “في عملية مباغتة (…) لجنود الخلافة”، مشيرا إلى مشاركة “انغماسيين” في العملية.

وأقر التلفزيون السوري الرسمي بشكل غير مباشر بدخول التنظيم إلى المدينة، وقال في شريط إخباري عاجل ان “تنظيم داعش الإرهابي ينكل بالسكان المدنيين ويطردهم من منازلهم في حي النشوة الشرقي والغربي”.

في الجنوب، تتواصل المعارك العنيفة في مدينة درعا بعد هجوم بدأته الخميس فصائل معارضة وجبهة النصرة على احياء تحت سيطرة النظام في المدينة.

وقال ضياء الحريري، مدير المكتب الإعلامي للفيلق الأول، احد ابرز مكونات الجبهة الجنوبية التي تقاتل في جنوب سوريا، ان المهاجمين ينتمون إلى الجبهة الجنوبية وجبهة النصرة وحركة المثنى وحركة احرار الشام، وقد اطلقوا على المعركة اسم “عاصفة الجنوب”.

وأضاف “تهدف المعركة إلى تحرير درعا، مركز المحافظة”.

وقتل في القصف المتبادل والمعارك في درعا ستة مدنيين و18 مقاتلا من الفصائل و15 عنصرا من قوات النظام، بحسب المرصد.

ويسيطر مقاتلو المعارضة على حوالى سبعين في المئة من محافظة درعا وعلى الجزء الأكبر من مدينة درعا التي شهدت أولى الاحتجاجات ضد نظام الرئيس بشار الاسد في منتصف اذار/مارس 2011.

اقرأوا المزيد: 812 كلمة
عرض أقل
الجيش التركي يراقب المعارك الضارية في عين العرب (كوباني) من وراء الحدود ولا يتدخّل بتاتا (AFP)
الجيش التركي يراقب المعارك الضارية في عين العرب (كوباني) من وراء الحدود ولا يتدخّل بتاتا (AFP)

تنظيم داعش يدخل مدينة كوباني السورية من جديد

المرصد السوري لحقوق الإنسان: خمسة قتلى على الاقل في هجوم انتحاري لداعش ومواجهات بين مقاتلي التنظيم والقوات الكردية في وسط المدينة

دخل مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية مدينة عين العرب السورية (كوباني بالكردية) مجددا الخميس بعد تفجير انتحاري واشتباكات مع وحدات حماية الشعب الكردي، حسبما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وتابع المرصد أن خمسة اشخاص على الاقل قتلوا في هجوم انتحاري للتنظيم وتدور مواجهات بين مقاتلي التنظيم والقوات الكردية في وسط المدينة الواقعة على الحدود مع تركيا والتي سبق ان شهدت معارك عنيفة في اواخر 2014.

اقرأوا المزيد: 63 كلمة
عرض أقل
مقاتل كردي في عين العرب بعد الإفراج عنها (AFP)
مقاتل كردي في عين العرب بعد الإفراج عنها (AFP)

الجانب الآخر من الانتصار الكردي في عين العرب

رغم أنه كانت هناك احتفالات في المكان عندما طردت القوات الكردية الدولة الإسلامية من عين العرب. ولكن معظم السكان المحلّيين لا يستطيعون العودة، وبعض هؤلاء الذين عادوا بالفعل يُقتلون بأفخاخ قاتلة دُفنت في منازلهم من قبل مسلّحي داعش

انتهى شهر كانون الثاني بأخبار جيّدة، والتي بحسبها فإنّه بعد أشهر طويلة من المعارك، أصبحت مدينة عين العرب الكردية السورية نقيّة من بقايا قوات الدولة الإسلامية (داعش) واحتفل الأكراد بهذا الانتصار المهمّ. ولكن بعد عدّة أسابيع من تحريرها، لم تخل المدينة الصغيرة من المخاطر التي أنشأتها داعش. رغم أنّ القوات الكردية نجحت في طرد داعش من الأراضي، إلا أنّ الخطر الكامن في بقايا المواد المتفجّرة التي تُركت في المدينة لا يزال قائما. هذه المخاطر، بالإضافة إلى الدمار الكبير الذي نشأ خلال أربعة أشهر من الحصار، تُظهر أنّ هناك طريقا طويلا لا يزال أمام سكان عين العرب أن يمرّوا بها قبل أن يستطيعوا العودة إلى مسار حياتهم.

وفقا لموقع “يور ميدل إيست”، فقد دُمر نحو 80% من أراضي المدينة ولم تُعد صالحة للسكن في هذه المرحلة. تم تدمير نحو 3,200 مبنى في المدينة أو تضرّرت من المعارك. ومن المفترض أن ترسل الأمم المتحدة مساعدات إنسانية إضافية وخبراء في المتفجّرات من أجل التمكّن من إعادة إعمار المدينة. ولكن من المتوقع أن تصعّب تركيا إرسال مثل هذه المساعدات حيث إنّها لا تعترف بالتنظيم الكردي الذي يسيطر على كوباني لأنّه يتماهى مع حركة سرّية كردية أعلنت في الماضي أنّها في حرب ضدّ السلطات في أنقرة.

كان دور تركيا في الصراع السوري معقّدا دائما وفي بعض الأحيان ناقض نفسه. اتُّهمت تركيا بتوفير الأسلحة والمساعدات للجهاديين المتطرّفين، حتى أنّ بعضهم من الدولة الإسلامية، من أجل أن يقاتلوا قوات بشّار الأسد في سوريا. ورغم أنّ تركيا قد وفّرت غطاء لعشرات الآلاف من سكان عين العرب، التي تقع خلف الحدود في سوريا تماما، بل وسمحت لقوات البيشمركة العراقية بتوفير المساعدات للأكراد في كوباني عبر أراضيها، إلا أن الحكومة التركية مستمرة في اتخاذ موقف عدائي تجاه التنظيم الكردي الذي يسيطر على المدينة. اتّهمت جهات كردية أكثر من مرة تركيا بكونها تصعّب على القوات الكردية في أن تجتاز الحدود وتساهم في الحرب في سوريا ضدّ الدولة الإسلامية، في الوقت الذي تُسّهل فيه على الإسلاميين مثل هذا الاجتياز.

ومن حسن حظّ الأكراد في عين العرب، فإنّ الولايات المتحدة ترى بمدينتهم محورا استراتيجيا رئيسيا في الحرب ضدّ الدولة الإسلامية. وقد أثنى بعض المسؤولين الغربيين على المقاتلين الأكراد لشجاعتهم ورفضهم الخضوع لحصار داعش للمدينة.

امرأة كردية النظر إلى الدخان يتصاعد من مدينة عين العرب (AFP)
امرأة كردية النظر إلى الدخان يتصاعد من مدينة عين العرب (AFP)
غارة للتحالف على هدف في عين العرب (AFP)
غارة للتحالف على هدف في عين العرب (AFP)
دخان يتصاعد بعد غارة جوية على مدينة عين العرب (AFP)
دخان يتصاعد بعد غارة جوية على مدينة عين العرب (AFP)

الخطر الأمني لم يزل

في الوقت الراهن، لا يزال معظم سكان عين العرب عالقين في مخيّمات اللاجئين في تركيا وليس هناك جدول أعمال واضح لعودتهم. حتى الآن، هناك 15,000 لاجئ فقط عادوا إلى المدينة المدمّرة. معظمهم من أبناء أسر المقاتلين الأكراد الذين دافعوا عن المدينة، بالإضافة إلى أشخاص اكتشفوا أنّ منازلهم لم تُدمّر في المعارك. ومع ذلك، فعلى الرغم من عودتهم، فإنّ التكيّف من جديد مع الحياة في عين العرب هو مستحيل تقريبًا. هناك نقص في الماء، الطعام، الأدوية والأطبّاء، وأيضًا لا يزال الخطر الأمني قائما.

لا يكمن الخطر في هجمة محتملة من قبل داعش. فإنّ المدينة والقرى التي تحيطها لا تزال مليئة بالقنابل، الذخائر والقذائف التي لم تنفجر بعد، بالإضافة إلى الأفخاخ القاتلة المصمّمة والتي وضعها عناصر داعش في منازل المواطنين. تجد القوات الكردية المحلّية صعوبة في تطهير المدينة والقرى من تلك القنابل بسبب نقص الخبرات أو المواد اللازمة لذلك.

في الأيام الأخيرة فقط قُتل نحو عشرة مواطنين من تلك القنابل. على سبيل المثال، قُتلت عائلتان حاولتا الدخول إلى منازلهما نتيجة المواد المتفجّرة التي تُركتْ عمدًا من قبل داعش قبل عدّة أسابيع. ويثني الأكراد في سوريا على الهجمات الجوّية الأمريكية ضدّ داعش، والتي ساعدتهم في إعادة السيطرة على المدينة، ولكنهم يدعون الآن أيضًا لمساعدات إنسانية ومهنية.

نشر هذا المقال لأول مرة على موقع ميدل نيوز

اقرأوا المزيد: 539 كلمة
عرض أقل
مظاهرة تأييد للأكراد في إسرائيل (Flash90/Gili Yaari)
مظاهرة تأييد للأكراد في إسرائيل (Flash90/Gili Yaari)

الأكراد يبحثون عن الطريق إلى قلب إسرائيل

للعلاقات الإسرائيلية الكردية تاريخ من الصعود، الهبوط، النجاحات وخيبات الأمل. والآن، على ضوء التغييرات في أنحاء الشرق الأوسط، يجب على دولة إسرائيل إعادة دراسة سياستها تجاه القوة الموالية للغرب والأهم في المنطقة

منذ صيف 2014، لا ينزل اسم الأكراد عن العناوين. في ليلة وضحاها تقريبا أصبحوا اللاعبين الإقليميين الأهم في الشرق الأوسط: كان الأكراد هم الوحيدين الذين واجهوا الحرب البريّة ضدّ أعضاء “الدولة الإسلامية” (داعش) في جبهتين منفصلتين، في سوريا والعراق، وبذلوا أيضًا كلّ ما بوسعهم.

وقد علمنا مؤخرا أن مقاتلات ومقاتلي الأكراد استطاعوا تحرير كوباني من أيدي داعش والتي تقع في منطقة الأكراد السورية، بعد نضال بطولي استمر لأكثر من أربعة أشهر. أيضًا في جبهة كردستان العراق فقد استطاع مقاتلو البيشمركة صدّ أعضاء داعش عن كركوك الغنية بالنفط ومن مناطق استراتيجية أخرى، وتحرير سنجار، التي تصدّرت العناوين في أعقاب حملة القتل المروّعة التي قامت بها داعش ضدّ اليزيديين.

الغموض والعمل من وراء الكواليس يبدوان الطريق الأفضل لإقامة العلاقات في هذه المرحلة بين البلدين

وفي أعقاب هذه التطوّرات يواجه المجتمع الدولي اليوم سؤالا مهمّا: ما هي المكانة المناسبة التي يجب إعطاؤها للأكراد في الساحة السياسية الدولية، وهل ينبغي تقديم مساعدات مباشرة لهم وهو الأمر الذي قد يُعزّز طموحاتهم نحو الاستقلال؟ إسرائيل نفسها تواجه هي أيضا معضلة: هل يجب مساعدة الأكراد في العراق وفي سوريا أيضًا؟ إذا كان الأمر كذلك، فإلى أية درجة يجب جعل ذلك علنيّا؟ أي نوع من العلاقات يجب تطويره؟

ومن أجل الإجابة على تلك الأسئلة يجب أن نتتبع قليلا التاريخ المعقّد لعلاقات إسرائيل مع الأكراد. ينبع هذا التعقيد من كون الأكراد ليسوا قطعة واحدة، حيث يعيشون في أربعة دول مختلفة: تركيا، إيران، العراق وسوريا. وحيث إنّهم لم يقيموا دولة خاصّة بهم أبدا. وفقا لذلك تطوّرت علاقات مختلفة تماما على سبيل المثال بين الأكراد في العراق وأولئك الذين هم في تركيا.

بين التعاوُن والتجاهل الدبلوماسي

مجموعة اكراد في طريقهم من تركيا إلى كوباني في  تشرين الاول/اكتوبر (AFP)
مجموعة اكراد في طريقهم من تركيا إلى كوباني في تشرين الاول/اكتوبر (AFP)

تعود جذور العلاقات مع أكراد العراق إلى الخمسينيات، عندما كانت القاعدة العامّة هي “عدوّ عدوّي صديقي”. تمّ إرساء تلك العلاقة ضمن نظرية الأطراف التي طوّرتها إسرائيل في تلك الفترة، والتي اعتبرت أنّه يجب تعزيز العلاقات مع دول ولاعبين غير عرب من أجل الخروج من العزلة التي فرضتها الدول العربيّة علينا. كانت الأقليّة الكردية في العراق أحد هؤلاء اللاعبين. كان هناك أيضًا تقارب في المصالح الاستراتيجية: بحسب رؤيا إسرائيل كان على الأكراد إضعاف أو إحداث الفتنة في قوات الجيش العراقي في حال حدوث تهديد على الجبهة الشرقية، والتي كان من المحتمل أن تشتمل في القرن الماضي على سوريا، العراق والأردن. بالنسبة للأكراد، كانت المصلحة هي الحصول على مساعدة في صراعهم القومي ضدّ الأنظمة العراقية المختلفة وخصوصا في عهد البعث.

أخّرت ثلاث عوامل رئيسية تطوير العلاقات الإسرائيلية الكردية: الأخذ بالاعتبار حساسية تركيا، والأخذ بالاعتبار موقف الولايات المتحدة بخصوص قضية الأكراد والمخاوف الكردية نفسها

في فترة ذروة العلاقات بين عاميّ 1965-1975، قدّمت إسرائيل المساعدة بشكل سرّي للأكراد على المستوى العسكري مثل تدريب البيشمركة؛ وهو جيش العصابات الكردية، إقامة الخدمة السرّية فرسطين، المساعدة في توفير الأسلحة، والمساعدة في المجالات الاجتماعية مثل إقامة مستشفى ميداني أو تجهيز الكتب الدراسية باللغة الكردية. تمتّعت إسرائيل بمعلومات استخباراتية وبمساعدة اليهود في الخروج من العراق. أدّت هذه العلاقات، التي انقطعت في منتصف السبعينيات، في نهاية المطاف إلى خيبة أمل لدى كلا الطرفين. خاب أمل إسرائيل من كون الأكراد لم يساعدوا في حرب يوم الغفران ولم يسيطروا على الجيش العراقي. يدّعي الأكراد دفاعا عن أنفسهم بأنّ إيران كانت من الممكن أن تقاتلهم إذا اتخذوا خطوة كهذه بسبب الاتفاق الذي أُبرم بين إيران والبعث عشية الحرب. وقد خاب أمل الأكراد من جانبهم من كون إسرائيل قد تركتهم عام 1975 بعد اتفاق الجزائر بين العراق وإيران. وتدّعي إسرائيلي دفاعا عن نفسها بأنّه في اللحظة التي توقفت فيها إيران عن مساعدة الأكراد، والتي انتقلت من خلالها أيضًا المساعدات الإسرائيلية، لم تعد لديها أية طريق مادية أخرى للاستمرار في المساعدة.

ومن الواضح للجميع اليوم بأنّ المراسي القديمة – لدى كلا اللاعبَين – قد أُنزلتْ مؤخرا. بالنسبة لإسرائيل فإنّ الدول غير العربية تحديدا، إيران وتركيا، هي التي تتخذ اليوم مواقف متطرّفة تجاهها، وبخصوص تهديد الجبهة الشرقية فلم يعد موجودا منذ وقت طويل. بالنسبة للأكراد فإنّ النظام العراقي لم يعد يهدّدهم كما كان في يوم من الأيام. فضلًا عن ذلك، فقد طوّروا هم أيضًا علاقات وثيقة مع تركيا وإيران بالإضافة إلى عدد غير قليل من الدول العربيّة.

مظاهرة تأييد بالقضية الكردية في تركيا (Afp)
مظاهرة تأييد بالقضية الكردية في تركيا (Afp)

ثمّة منطق عكسي وجّه علاقات إسرائيل مع الأكراد في تركيا. أخذت إسرائيل دائما في الأخذ بالاعتبار حساسية تركيا فيما يتعلّق بالمسألة الكردية، لدرجة أنّه في فترة ما تلقّت وسائل الإعلام الإسرائيلية توجيهات بألا تستخدم مصطلح كردي أو كردستان. تصرّفت إسرائيل بهذه الطريقة لأنّ تركيا كانت على مدى فترة طويلة الدولة المسلمة الوحيدة التي اعترفت رسميا بدولة إسرائيل. ومن ناحية أخرى، فقد كانت علاقاتنا مع حزب العمّال الكردستانيّ، ‏PKK‏، إشكاليّة؛ سواء لأنّ التنظيم كان عدوّا لدودا لتركيا وتمّ تعريفه من قبلها ومن قبل دول الغرب كتنظيم إرهابي، وسواء لأنّه طوّر علاقات وثيقة مع سوريا ومع منظمة التحرير الفلسطينية، بل وشارك في حرب لبنان الأولى عام 1982 ضدّ إسرائيل. وهنا إذن كانت لدينا مصالح مشتركة مع الحكومة التركية، ولذلك ساعدنا الجيش التركي في الاستخبارات وفي بيع الطائرات دون طيّار.
تغييرات نموذجية في مطلع القرن

من الناحية التاريخية، فقد أخّرت ثلاث عوامل رئيسية تطوير العلاقات الإسرائيلية الكردية: الأخذ بالاعتبار حساسية تركيا، والأخذ بالاعتبار موقف الولايات المتحدة بخصوص قضية الأكراد والمخاوف الكردية نفسها. في مطلع القرن الواحد والعشرين حدثت تغييرات نموذجية في كلّ المنطقة، ويجب إعادة النظر في هذه الحقائق ومن ثمّ أيضًا العلاقات مع أجزاء كردستان المختلفة.

الشيء الرئيسي الذي حدث هو أن تركيا نفسها طوّرت علاقات وثيقة جدّا مع الأكراد في العراق بل وبدأت عملية سلام مع حزب العمّال الكردستانيّ. في المقابل، جعلت تركيا من إسرائيل كيس اللّكم الثابت بالنسبة لها، وعزّزت علاقات وثيقة مع تنظيم حماس الذي يعتبر تنظيما إرهابيّا. ولذلك، فقد السوط التركي في المسألة الكردية الكثير من قوّته ولم يعد هناك ما يجبر إسرائيل على الاستمرار في أن تأخذ بعين الاعتبار حساسية تركيا في هذه المسألة.

كان هناك تطوّر كبير آخر أدى إلى انهيار الدول القومية سوريا والعراق، والفراغ السياسي الذي تركاه خلفهما. تحاول ملء هذا الفراغ اليوم قوّتان متعارضتان: الإسلاميون والأكراد. بشكل ليس في صالحهم أصبح الأكراد اليوم رأس الحربة في الحرب ضدّ الإسلاميين المتطرّفين، ومن هنا أتت المصلحة الملحّة لدى العالم الحرّ بما في ذلك إسرائيل لدعمهم ضدّ قوى الظلام.

كردستان العراق أكثر استقرارا وازدهارا بكثير من الجزء العربي من العراق. بل إنّها بدأت بتصدير النفط بشكل مستقلّ، ومن هنا فإنّ دولا عديدة في العالم ومن بينها دول الغرب ودول عربية طورت معها علاقات مباشرة. بل وتساعدها بعض الدول الغربية في المجال العسكري

إنّ صعود الإسلاميين، وعلى رأسهم داعش، جلب معه أيضًا تغييرا معيّنا في موقف الولايات المتحدة بخصوص الأكراد. بدأت الولايات المتحدة بمساعدتهم وإنْ لم يكن برغبة مكتملة. أي، إنها تقوم بذلك ليس لأنّها تطلب منحهم اعترافا بحقّهم في تقرير المصير، وإنما لأنّها فهمت بأنّهم الجهة الوحيدة القادرة على إيقاف داعش. مثال توضيحي على هذه الازدواجية هو أنّ الولايات المتحدة قد نفّذت أكثر من 700 هجمة جوّية ضدّ داعش من أجل مساعدة الأكراد في كوباني بسوريا، ولكن من جهة أخرى فإنّها ترفض الاعتراف بالحكم الذاتي الذي أقاموه هناك في صيف عام 2012. وقد رأينا أمرا مشابها أيضًا بخصوص كردستان العراق: حيث نفّذت الولايات المتحدة هجمات جوّية ضدّ داعش ولكنّها ترفض تقديم مساعدة عسكرية مباشرة لقوات البيشمركة الكردية، والتي تحمل 90% من عبء إيقاف داعش.

تستمرّ الولايات المتحدة في إصرارها على توفير السلاح فقط بواسطة حكومة بغداد، التي تسحب أرجلها في هذا الشأن. هذه السياسة مستغربة جدّا على ضوء حقيقة أنّ الجيش العراقي قد انهار في يوم حاسم كبيت من ورق. ولأنّ إسرائيل ترتبط ارتباطا وثيقا بالولايات المتحدة، فإنّها بحاجة في علاقاتها مع الأكراد أن تحفظ لنفسها مع ذلك القدرة على المناورة والعمل المستقلّ في مجالات معيّنة حيوية لها. هناك أيضًا من يعتقد أنّ على إسرائيل أن تحاول ترجيح كفة الميزان لدى الولايات المتحدة لصالح الأكراد، ذلك أنّ مفهوم السلامة الإقليمية للعراق والذي تمسّكت به الولايات المتحدة قد عفا عليه الزمن.

مقاتلة في صفوف البشمركة (AFP)
مقاتلة في صفوف البشمركة (AFP)

على المستوى العملي فقد تحوّلت كردستان العراق إلى نوع من الدولة داخل دولة، ولكنّها أكثر استقرارا وازدهارا بكثير من الجزء العربي من العراق. بل إنّها بدأت بتصدير النفط بشكل مستقلّ، ومن هنا فإنّ دولا عديدة في العالم ومن بينها دول الغرب ودول عربية طورت معها علاقات مباشرة. بل وتساعدها بعض الدول الغربية في المجال العسكري.

تغيير آخر، يحدث من وراء الكواليس، هو أنّ الأكراد من أجزاء كردستان المختلفة وخصوصا في الشتات، يحاولون اليوم سواء كأفراد أو كرؤساء للتنظيمات، أن يجدوا مسارات إلى داخل قلب إسرائيل. تهدف تلك التوجهات إلى الحصول على المساعدة الإنسانية، كما فعل اليزيديون مؤخرا. وهناك أيضًا محاولات لتلقّي المساعدة العسكرية أو مساعدة اللوبي الإسرائيلي في الغرب، وقبل كلّ شيء في الولايات المتحدة، لصالح المسألة الكردية.

جاء وقت كردستان

تطرح التطوّرات المذكورة أعلاه تشكّكات غير سهلة في إسرائيل. فعلى الصعيد العملي يُطرح السؤال إذا ما كان من الجيّد مساعدة الأكراد في الوقت الذي يتّهمون فيه إسرائيل بشكل دائم بمحاولة تقطيع الدول الموجودة؟ وهناك سؤال مؤثّر آخر وهو: ما هو المكسب الذي ستحقّقه إسرائيل من وقوفها بجانب الأكراد؟ تساؤل آخر هو: هل من الجيّد أن نقف علنًا عن يمين الأكراد، كما فعل مؤخرا رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، ووزير الخارجية ليبرمان والرئيس السابق شمعون بيريس؟

على المستوى الشعبي فهناك تماهٍ مع إسرائيل ورغبة في فتح علاقات معها وجعلها نموذجا يُحتذى. ولكن طالما أنّ القيادة تأمُل بالحصول على مساعدة أيّا كانت من إسرائيل فإنّها تتحفّظ تمامًا عن عرض علنيّ لعلاقة كهذه خوفا من ردود فعل البلدان المجاورة، وخصوصا إيران وتركيا

للأكراد أيضًا الكثير من المعضلات. على المستوى الشعبي فهناك تماهٍ مع إسرائيل ورغبة في فتح علاقات معها وجعلها نموذجا يُحتذى. ولكن طالما أنّ القيادة تأمُل بالحصول على مساعدة أيّا كانت من إسرائيل فإنّها تتحفّظ تمامًا عن عرض علنيّ لعلاقة كهذه خوفا من ردود فعل البلدان المجاورة، وخصوصا إيران وتركيا.

حتى لو لم تكن هناك إجابات قاطعة لتلك التساءؤلات، فهناك بعض الاستنتاجات العامّة.

لدى إسرائيل كما لدى العالم الغربي مصالح واضحة في أن ينجح الأكراد في صراعهم ضدّ الإسلاميين. إنّ حقيقة كونهم جهة موالية للغرب، معتدلة، علمانية نسبيّا ولديها قدرة إدارية مثبتة، تشكّل رصيدًا مهمّا في ضوء قوى التدمير والخراب في المنطقة. ولقد ثبت أيضًا بأنّهم جهة أكثر ودّية مع إسرائيل من بقية شعوب المنطقة، وذلك بفضل الشعور بالمصير المشترك بين شعبين صغيرين لا يُعترف بحقّهما في دولة خاصّة بهما.

على المستوى العملي فهناك مجال واسع للتعاون وخصوصا مع الإقليم الكردي في العراق. وبالإضافة للجانب الأمني والتجاري فقد افتُتح أفق محتمل جديد وهو شراء النفط من الإقليم الكردي العراقي، والذي لم تستطع دول أخرى الشراء منه بسبب المعارضة القانونية لحكومة العراق. وقد يتطوّر هنا أيضًا مثلّث من العلاقات غير المحتملة بين إسرائيل، الإقليم الكردي في العراق وتركيا، التي ينتقل النفط الكردي عن طريقها. ويجب على إسرائيل أيضًا أن تُقدّم المساعدات الإنسانية على قدر الإمكان للأكراد في سوريا وفي أماكن أخرى لا يزالون فيها يُضطهدون من قبل دولهم.

هناك استنتاج مهمّ آخر وهو أنّ الغموض والعمل من وراء الكواليس يبدوان الطريق الأفضل لإقامة العلاقات في هذه المرحلة.

البروفسور عوفرا بنجو هي باحثة بارزة في مركز موشيه ديان لدراسات الشرق الأوسط وإفريقيا، ومحاضرة قسم تاريخ الشرق الأوسط وإفريقيا في جامعة تل أبيب

نُشرت هذه المقالة للمرة الأولى في موقع ميدا

اقرأوا المزيد: 1687 كلمة
عرض أقل
الصحفي جون كانتلي (Wikipedia)
الصحفي جون كانتلي (Wikipedia)

تعرفوا: البريطاني الذي يُسوّق ويمتدح داعش والخلافة الإسلامية

أطلق تنظيم داعش فيديو جديد بطله الصحفي البريطاني المختطف جون كانتلي. إلى جانب خرائب المدينة المُهدمة، بفعل القصف؛ مدينة حلب، يعرض الفيديو الحياة الروتينية للسكان في ظل حكم الشريعة

تم البارحة (الإثنين) نشر فيديو دعائي تسويقي جديد، من إنتاج وحدة الإنتاج في تنظيم داعش، على شبكة الإنترنت. يظهر في الفيديو جون كانتلي مرة أُخرى، الصحفي البريطاني الذي تم اختطافه من قبل أفراد التنظيم، وهو يتحدث للعالم عن مدينة حلب.

تظهر المدينة السورية في البداية كمكان هادئ، يمكن لكل سائح أن يتمتع بجمالها. يدّعون في الفيديو أن “المجاهدون لا يخافون من غارات قوات التحالف”. يتابع فريق التصوير، مع كانتلي، التغييرات التي حدثت في المدينة منذ سيطرة أفراد داعش على السلطة.

https://www.youtube.com/watch?v=oEO_lEUiV7c

يعرض كانتلي مركز المدينة الذي تعرض للتفجير وحسب ادعائه أنه تم تفجيرها من قبل طائرات جيش الأسد المدعومة بالقوات الغربية. قيل في الفيديو: “موت قادة المجاهدين لا يزيدنا إلا قوة ورغبة بمتابعة هذه الطريق”. ينتقل فريق التصوير من ضواحي المدينة المُهدمة، نتيجة سنوات الحرب الأربع، لتوثيق المساجد وأطفال حلب، وهم يتلقون دروسًا دينية. يظهر الأطفال في الفيديو وهم يتلقون تعاليم القرآن ومفاهيم إسلامية. يقول كانتلي في هذه المرحلة أمام الكاميرا إن هؤلاء الأطفال “سيكونون الجيل القادم من المجاهدين”.

حلب: حياة في ظل الدمار

يحاول كانتلي أن يعرض محاولات سكان حلب بممارسة حياة طبيعية في ظل الدمار ودخول أفراد داعش إلى حياتهم. تستمر الطائرات دون طيّار في التحليق فوق المدينة لكنها لا تُخيف المجاهدين”، حسب قوله.

https://www.youtube.com/watch?v=RN3ktXbLzlY

تقدم كانتلي من واحدة من محاكم داعش التي أُقيمت في المدينة بينما أعلام الدولة الإسلامية تُرفرف في الشوارع. شرح كانتلي قائلاً: “هذه المحكمة التي أمامنا تُصدر أحكامها وفق أحكام الشريعة. “بخلاف الأنظمة الديمقراطية التي يتغير فيها القانون، يوجد هنا قانون يُطبق منذ 1400 عام”. يظهر كانتلي في نهاية الفيديو وهو يُجري مقابلات مع مقاتلي التنظيم الذين يتابعون التحدث أمام الكاميرا عن الاختلاف وعدم قدرة الغرب على فهم ماهية الدين الإسلامي.

يمتدح داعش رغمًا عنه؟

جون كانتلي هو مصور بريطاني تم اختطافه من قبل أفراد الدولة الإسلامية في تشرين الثاني 2012، خلال الحرب الأهلية في سوريا، مع جيمس فولي الذي قُطع رأسه علانية وأمام الكاميرات، الأمر الذي صدم العالم. تم اختطاف كانتلي من قبل في تموز 2012 ومن ثم تم إطلاق سراحه بعد أسبوع من ذلك.

بدأ كانتلي خلال أسره باستطلاع قضايا مُختلفة مُتعلقة بالدولة الإسلامية وأعدائها في مركز الإنتاج الإعلامي التابع لتنظيم داعش، الحياة. نشر تنظيم الدولة الإسلامية، في 18 أيلول 2014، فيديو بعنوان “أعيروني سمعكم” (Lend Me Your Ears)، الذي يتحدث فيه كانتلي عن السياسة الخارجية البريطانية وعن موضوع اختطافه. قارن كانتلي موقف الولايات المتحدة وبريطانيا بموقف دول أوروبية أخرى التي كانت مُستعدة أن تدفع أي ثمن من أجل تحرير مواطنيها المختطفين.

https://www.youtube.com/watch?v=Vcew3qmidRI

ادعى في الفيديو أن مقطع الفيديو هذا سيكون الأول من سلسلة فيديوهات ستتناول سياسة وفكر الدولة الإسلامية.

تم في 29 من أيلول نشر فيديو آخر يتعلق بمناقشة مسألة الرد العلني لباراك أوباما على الدولة الإسلامية، التي تتوق لمحاربة الولايات المتحدة.

نُشر في تشرين الأول مقطع فيديو من داخل المدينة المُحاصرة كوباني والذي يقول فيه كانتلي إنه بخلاف ادعاءات وسائل الإعلام الغربية، الدولة الإسلامية لا تنسحب من المعارك الدائرة في المدينة، بل على العكس – التنظيم يعزز قواته ويحتل أجزاء جديدة من المدينة.

اقرأوا المزيد: 459 كلمة
عرض أقل
مجموعة اكراد في طريقهم من تركيا إلى كوباني في  تشرين الاول/اكتوبر (AFP)
مجموعة اكراد في طريقهم من تركيا إلى كوباني في تشرين الاول/اكتوبر (AFP)

المقاتلون الاكراد يطردون تنظيم الدولة الاسلامية من مدينة كوباني

المرصد السوري لحقوق الانسان: "تسيطر وحدات حماية الشعب على مدينة كوباني بشكل شبه كامل بعد ان طردت عناصر تنظيم الدولة الاسلامية منها"

تمكن مقاتلو وحدات حماية الشعب الكردية من طرد عناصر تنظيم الدولة الاسلامية من مدينة عين العرب السورية الحدودية مع تركيا بعد اكثر من اربعة اشهر من المعارك، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان اليوم الاثنين.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس “تسيطر وحدات حماية الشعب على مدينة كوباني (التسمية الكردية لعين العرب) بشكل شبه كامل بعد ان طردت عناصر تنظيم الدولة الاسلامية منها”.

وهي الصفعة الاقوى من الناحيتين الرمزية والعسكرية التي يتلقاها تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا منذ توسعه وسيطرته على مناطق واسعة فيها في الصيف الماضي.

واشار عبد الرحمن الى ان مقاتلي التنظيم الجهادي المتطرف انسحبوا الى ريف عين العرب من الجهة الشرقية، موضحا ان عددا منهم لا يزال يقاتل في حي مقتلة الواقع عند الطرف الشرقي للمدينة حيث تواصل القوات الكردية “عمليات التمشيط”.

وسبقت دخول حي مقتلة سيطرة الاكراد على حي كاني عربان (كاني كردا) وهما الحيان الوحيدان اللذان كانا لا يزالان تحت سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية هذا الصباح.

وقال المرصد ان مقاتلي الوحدات “يواصلون التقدم بحذر في المناطق التي دخلوها جراء زرع عناصر تنظيم الدولة الإسلامية عشرات الألغام فيها قبل فرارهم”.

وبدا تنظيم الدولة الاسلامية هجومه في اتجاه عين العرب في 16 ايلول/سبتمبر، وسيطر على مساحة واسعة من القرى والبلدات في محيطها، قبل ان يدخل المدينة في الثالث من تشرين الاول/اكتوبر. وكادت المدينة تسقط في ايديهم. الا ان المقاتلين الاكراد استعادوا زمام المبادرة في نهاية تشرين الاول/اكتوبر.

ويعود الفضل في تغير ميزان القوى على الارض الى الضربات الجوية التي وجهها التحالف الدولي بقيادة اميركية لمواقع التنظيم، بالاضافة الى تسهيل تركيا دخول اسلحة ومقاتلين لمساندة المقاتلين الاكراد الى المدينة.

وقتل في معارك كوباني، بحسب المرصد السوري، اكثر من 1600 شخص.

اقرأوا المزيد: 257 كلمة
عرض أقل
مخبأ المخدرات التابع لقائد داعش في كوباني (twitter)
مخبأ المخدرات التابع لقائد داعش في كوباني (twitter)

مخبأ المخدرات التابع لقائد داعش في كوباني

المقاتلون الأكراد الذين داهموا بيت القائد في داعش يكشفون عن كمية كبيرة من الكوكايين، مما يُثير الشك أن المقاتلين في صفوف داعش يتعاطون المخدرات

07 يناير 2015 | 19:49

هل ظاهرة تعاطي المخدرات آخذة بالانتشار بين مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية؟  كشف المقاتلون الأكراد عن أدلة في مدينة كوباني تشير إلى أن تعاطي المخدرات متفشّي في صفوف مقاتلي التنظيم لرفع روح المعنوية.  كشف المقاتلون الأكراد كيس كوكايين في بيت أحد قادة التنظيم في مدينة كوباني، أمير أبو زهرة، بعد أن قتلوه.

عقب الاكتشاف، هناك تقديرات أن مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية يتعاطون المخدرات، رغم أن الشريعة تحرّم ذلك.  يؤمن الأكراد أن عناصر داعش يقومون بهذه الأفعال من أجل الصمود أمام القصف الهائل من قِبَل قوات التحالف وهجمات قوات البشمركة الكردية. حسب أقوال الكرديين، تعاطي المخدرات يشجع المقاتلين من أجل تنفيذ هجمات متهورة تفتقد إلى النجاح المؤكد.

في الماضي، تم توثيق عناصر من تنظيم الدولة الإسلامية يوجّهون ضربات لأشخاص مُتهمين بتعاطي مواد محرّمة، وهم يحرقون حقول ماريجوانا.  ولكن وحسب التقارير الكردية، وُجدت حبوب سامة وحقن على أجساد وجثامين عناصر من داعش، أحياء أو أموات.

 

اقرأوا المزيد: 140 كلمة
عرض أقل
المقاتلة في الجيش الإسرائيلي التي انضمت للحرب ضد داعش (Facebook)
المقاتلة في الجيش الإسرائيلي التي انضمت للحرب ضد داعش (Facebook)

مصدر كردي: خطف الإسرائيلية في كوباني مجرد إشاعات

أفاد موقع "والا" الإخباري الإسرائيلي أن لا تأكيد لخبر خطف جيل روزنبرغ المواطنة الكندية- الإسرائيلية التي تحارب في صفوف الأكراد في العراق ضد داعش

01 ديسمبر 2014 | 09:21

نقل موقع “والا” الإسرائيلي صباح اليوم الاثنين عن مصدر كردي مطّلع أن ما ذكرته مواقع جهادية في سوريا، أمس الأحد، أن عناصر الدولة الإسلامية، داعش، أسروا جيل روزنبرج غير صحيح. وروزنبرج شابة تحمل جنسية مزدوجة، كندية وإسرائيلية، وخدمت في الجيش الإسرائيلي وانضمّت مؤخرا إلى صفوف المقاتلين الأكراد في سوريا.

وقال المصدر الذي لم يفصح عن اسمه، وينتمي إلى وحدات حماية الشعب الكردية، إن خبر أسر روزنبرج ليس صحيحا. وأضاف أنه يقدر أنها إشاعة يروج لها داعمو داعش في إطار دعاياته على الشبكة العنكبوتية. واستبعد متابعون إسرائيليون أن تكون روزنبرج أصلا في منطقة كوباني (عين العرب) حيث يقال إنها وقعت في إسر داعش.

ووفقا لما نشر في المواقع العربية في سوريا، فقد خدمت روزنبرج سابقا في الجيش الإسرائيلي، وخطفت من قبل عناصر داعش، بعد أن نفّذوا ثلاثة عمليات انتحارية ضدّ نقاط تمركز للقوات الكردية. ومن غير المعروفة في هذا الوقت حالة الشابة.

لدى وصولها إلى سوريا، اجتازت روزنبرج عملية تأهيل قبل بداية القتال. فقد التقت مع مقاتلات كرديات من أجل أن تتعلم منهنّ وأيضا من أجل أن تنقل إليهنّ من خبرتها في الجيش الإسرائيلي. وقد قالت إنّ سبب هذه الخطوة الاستثنائية هو “لأنهم إخوتنا، أشخاص طيبون يحبون الحياة مثلنا تماما”. كانت روزنبرج في الماضي في أحد السجون الأمريكية بعد أن تورّطت في قضية غشّ وأدينت بسرقة المال من متقاعدين أمريكيين.

كتبت جيل: “في الجيش الإسرائيلي نقول ‘اتبعوني’، تعالوا نرى ماذا يعني ذلك لداعش”

احتفلت جيل في الشهر الماضي بذكرى يوم ميلادها الواحد والثلاثين، شكرت أصدقاءها الكثر في الشبكة الاجتماعية على التبريكات الدافئة التي أمطروها بها. “تذكّروا، الحياة جميلة”، كما كتبت. وأضافت أنّه “في الجيش نقول ‘اتبعوني’، تعالوا نرى ماذا يعني ذلك لداعش”.

وقالت جيل في الرسالة الأخيرة التي كتبتها في صفحتها الفيس بوك  قبل عشرة أيام: “صفحة الفيس بوك الخاصة بي وطلبات الصداقة تدار من قبل شخص آخر حتى أتمكن من الوصول للشبكة، في غضون أسبوعين تقريبًا، في 8 كانون الأول تقريبا. أرجو عدم كتابة رسائل لي، لأنّ هذه ليست أنا”.

 

اقرأوا المزيد: 302 كلمة
عرض أقل