كانت المرة الأولى التي أبدى فيها الدكتور كمال اللبواني، رجل لطيف وقريب للقلب، غضبا حقيقيا، خلال لقائنا، بعد أن سألته إذا كان يوافق على الحقيقية أن الأسد انتصر. “لا تقولي إن الأسد انتصر، إنما سوريا ذبحت”.
وأضاف اللبواني متسائلا: “هل بعد الحرب العالمية الثانية كان يمكن القول إن هتلر انتصر”، إنما يعرف جيدا النقاط الحساسة التي تحرك الإسرائيليين. “بعد أن أسفرت الحرب عن مئات آلاف القتلى، ملايين الجرحى والنازحين، عن أي انتصار تتحدثين تحديدا؟”.
هذه ليست المرة الأولى التي يزور فيها اللبواني إسرائيل، رغم أنه يدرك المخاطر الكامنة، أملا منه النجاح في المحاولة الأخيرة، البائسة تقريبا، لدفع الإسرائيليين للعمل من أجل التصدي لنجاحات النظام السوري.
اللبواني من مدينة زبداني وهو طبيب، وناشط ومتحدث مركزي في المعارضة السورية. في نهاية التسعينيات أقام “الائتلاف الليبرالي الديموقراطي”، ناشد فيه إلى النضال غير المسلح ضد النظام السوري، ولهذا سُجن. وقد زار إسرائيل في عام 2014، وناشد إقامة علاقات سلمية بين إسرائيل وسوريا بعد سقوط نظام الأسد.
يعتقد اللبواني أن من واجبه أن يحطم المفاهيم السائدة. وفق منظوره، تسعى جهات في المنطقة لتكون عميلة لدى إيران ومصالحها، ليس بمحض الإرادة بل في ظل عدم وجود خيار آخر أمامها. فأشار إلى تقارب تركيا، والطالباني، وحماس، وحتى سعد الحريري (قتلت إيران وحزب الله والده) من طهران، التي تسعى إلى الهيمنة عن طريق تصدير الثورة الإسلامية.
وهو يقدر أن حزب الله وإيران سيقترحان على المعارضة السورية التعاون ولن يخشيا تحقيقا لهذا الهدف من التنازل عن بشار. وفق رأيه، على إسرائيل، الأردن، السعودية، ومصر الاستيقاظ وإقامة “منطقة آمنة” في جنوب سوريا، تسمح للاجئين السوريين العودة إليها من الأردن.
تجدر الإشارة إلى أن اللبواني التقى مع مسؤولين إسرائيليين كبار في تل أبيب، ويبدو أن القيادة الإسرائيلية تولي اهتماما أكثر فأكثر إلى أقواله. فهل في وسع اللبواني أن يغيّر سياسة عدم تدخل إسرائيل في سوريا؟ على الأغلب لا.