افتُتح أمس موسم السباحة في إسرائيل، ولكن المنقذين مضربين عن العمل. والهدف من الإضراب هو رفع أجور المنقذين ولذلك شنوا إضرابا تماما في اليوم الذي يبدأ فيه الإسرائيليون بالوصول إلى البحر.
الإسرائيليون والإسرائيليات يتخلصون من شدة الحر على شاطئ البحر(Noam Moskowitz)
يبدأ موسم السباحة في إسرائيل كل عام في شهر أيار ويستمر حتى نهاية تشرين الأول. يوجد في إسرائيل 143 شاطئا رسميا.
الإسرائيليون والإسرائيليات يتخلصون من شدة الحر على شاطئ البحر(Noam Moskowitz)
تقرر أنه في موسم السباحة الحالي سيكون الدخول إلى جميع الشواطئ مجانا، مما سيزيد بشكل ملحوظ عدد المستحمّين.
موسم السباحة في شواطي اسرائيل (Flash90/Nati Shohat)
بالإضافة إلى ذلك، ففي هذا العام سيتم التحذير للمرة الأولى من قناديل البحر من خلال رفع علم بنفسجي. كل ذلك بهدف الحفاظ على أمن المستحمين، وفق أقوال وزير الداخلية درعي، الذي أضاف قائلا “إنّ سلامة المستحمين هي الأهم”.
الإسرائيليون والإسرائيليات يتخلصون من شدة الحر على شاطئ البحر(Noam Moskowitz)
وكما ذُكر آنفًا، فإنّ المشاكل الكثيرة لا تمنع الإسرائيليين من الذهاب إلى الشاطئ. في هذا العام على سبيل المثال سُجل رقم قياسي في عدد الشواطئ القذرة، حيث وُجد أن ثلث الشواطئ فقط نظيفة.
إسرائيليون في بحيرة طبريا (FLASH90)
وقد نُشر مؤخرا أنّ هناك فجوات كبيرة بين شروط العمل والأجر الخاصة بالمنقذين القدامى وبين المنقذين الشباب، لذلك يعتبر المنقذون القدامى موظفين من الدرجة الأولى وأما والشباب فيعتبرون موظفين من الفئة الأقل أهمية. وفقا لاتفاق تم توقيعه عام 2000 تقرر أنّ يتقاضى المنقذون القدامى راتبا كاملا في كل أشهر السنة، رغم أن عليهم العمل نصف عام فقط وذلك في موسم السباحة. في المقابل، يُطلب من الموظفين الشباب العمل طوال العام، وعندما ينتهي موسم السباحة عليهم العمل في وظائف أخرى. ورغم ذلك، فهم يكسبون أقل بكثير من المنقذين القدامى – ففي موسم السباحة يصل راتبهم إلى نصف راتب المنقذين القدامى وفي بقية العام يتقاضون الحدّ الأدنى للأجور – وهو ربع الراتب الذي يحصل عليه المنقذون القدامى الذين لا يُطلب منهم العمل طيلة السنة أبدا.
يوم الغفران على الأبواب، ولاعبا مضرب إسرائيليان وعدا بعدم اللعب عند بدء الصوم. رياضيون أولمبيون أوقفوا عن اللعب، ولاعبو كرة قدم جرى توبيخهم. ولماذا هذا مهم إلى هذا الحدّ للإسرائيلي العادي؟
سيصعد لاعبا كرة المضرب الإسرائيليان، أندي رام ويوني أرليخ، اليوم (الجمعة) الساعة الثالثة بعد الظهر على أرضية ملعب التنس في أنتورب، ليلعبا مباراة الزوجي في إطالة بطولة المنتخبات الدولية، كأس ديفيس، أمام منتخب بلجيكا. من الجهة الثانية، سينتظرهما أوليفييه روكوس وستيف دارسيس، اللذان سيحاولان التقدم 2 مقابل 1 في مباراة البقاء في المجموعة العليا.
لكن مدرب المنتخب، إيال ران، انشغل عشية المباراة في قضية تهم معظم الإسرائيليين – هل سيضطر الثنائي إلى اللعب خلال يوم الكفارة، الذي يبدأ عند السادسة مساءً بتوقيت إسرائيل.
“لن نكون على الملعب في يوم الغفران”، أوضح للصحفيين الذين تجمّعوا وقال إنّ ثمة اتفاقًا مع الاتحاد العالمي للتنس، يجري بموجبه إيقاف المباراة، إذا دعت الحاجة، واستئنافها صباح الأحد.
شاهدوا “اأنديوني” يتغلبان على ثنائي روسي في طريقهما لنصف نهائي كأس ديفيس قبل 4 سنوات:
ولكن، لمَ كل هذا الصخب؟ إنه اليوم الأقدس في السنة حسب الديانة اليهودية: يومٌ لا يُمنع فيه العمل واستخدام الكهرباء فقط، مثل أيام السبت. فمعظم الناس يفرضون على أنفسهم صومًا عن الطعام والشراب لمدة 25 ساعة. هذه السنة، يأتي يوم الكفارة يوم سبت، ولذلك فإنه مقدس بشكل خاص. يتحمل الجمهور الإسرائيلي، الذي لا يحفظ بمعظمه العادات الدينية في الأيام العادية، مسؤولية الصوم، ويتوقع من جميع اليهود أن يسلكوا بشكل لائق – بما في ذلك الامتناع عن النشاطات الرياضية.
ليست هذه أول مرة يحظى فيها لاعبا التنس – الملقبان “أنديوني” – باهتمام إعلامي في يوم الكفارة. ففي أيلول 2007، استضاف المنتخبُ الإسرائيلي منتخبَ تشيلي، الذي لعب في صفوفه لاعبو تنس من الصف الأول في العالم. كان الثنائي التشيلي في مباراة الزوجي بين الأفضل في العالم، وفاز قبل ثلاث سنوات من ذلك الوقت بالميدالية الذهبية في الألعاب الأولمبية في أثينا عام 2004. جرت المباراة في رمات هشارون، وبدأت في ساعة مماثلة، بحيث برز شك من انتهاك الدين. قدم الجانبان مباراة جميلة، في ما اعتُبر أفضل مباراة تنس زوجي جرت على أرض إسرائيل. إثر التعادل 2:2 في المجموعات، و4:4، بدأ مشاهدون عديدون بمغادرة الملعب، كي يتمكنوا من الوصول إلى بيوتهم، لتناول الوجبة الأخيرة قبل بدء الصيام. مقابل جمهور لم يتجاوز مئاتٍ معدودة، واصل الثنائي “أنديوني” الصراع، وقبل لحظة من اضطرارهما لإيقاف المباراة لاستئنافها بعد الصيام، نجحا في الفوز 10 مقابل 8 في الجولة الأخيرة.
شاهدوا المشجعين الإسرائيليين يناصرون “أنديوني” قبل المغادرة للصيام:
ليس لاعبو كرة المضرب الرياضيين الوحيدين الذين امتحنهم الجمهور في شأن علاقتهم بيوم الكفارة. فحتى هذا العام، هناك ثلاثة مجذّفين، يخوضون غمار البحر عبر مزالج من نماذج مختلفة، اضطروا إلى التنازل عن اليوم الأخير من المنافسة وخسارة نقاط ممكنة في إطار منافسة تحضيرية لبطولة العالم. لكن في الماضي، حدثت حالات أكثر إثارة للاهتمام وأكثر محدودية. فمجذفان إسرائيليان، الأخوان دان وران تورتان، شاركا في الألعاب الأولمبية في سيول عام 1988.
وقد نالا توجيهات من اللجنة الأولمبية الإسرائيلية بعدم المشاركة، لكنّ مدربين أخبروا أنهم شاهدوهما يلعبان. ادّعى الأخوان أنهما خرجا للتدرّب فقط، لكنّ الرأي العام في إسرائيل كان عاصفًا، ولم يقبل الذريعة. أعيد الاثنان إلى بيتهما من كوريا الجنوبية، وجرى تجميدهما 5 سنوات (!) من المشاركة في الرياضة الأولمبية، عقوبة جرى تخفيفها لاحقًا.
بطبيعة الحال، عندما ينافس رياضي في إطار فردي، لا باسم علم بلاده، تصبح الأمور أكثر تعقيدًا. فلنأخذ مثلًا لاعبي كرة القدم الإسرائيليين الذين يلعبون في أوروبا. فمن جهة، يجري التعامل معهم كممثلين للرياضة الإسرائيلية ومصدر فخر للشعب الإسرائيلي، ولذلك يُتوقّع منهم عدم الاشتراك في مباريات تجري في يوم الغفران.
لكن، من جهة أخرى، يجب التذكر أنّ هذا مكان عملهم، الذي يتقاضَون منه أجورًا مرتفعة، ويمكن أن يحدث تعارض بين الولاء للنادي وعدم ارتياح الجمهور والمشجّعين في إسرائيل. واجه حاييم رفيفو وإيال بركوفيتش هذه الإشكالية حين لعبا في إسبانيا وإنجلترا في أواسط التسعينات. بالنسبة لرفيفو، جرى تغيير ساعة المباراة حين كان أحد نجم سلتا فيغو، وهكذا تمكّن من بدء الصوم والذهاب للكنيس. أمّا بركوفيتش فأُعفي من المشاركة في مباراة هامة أمام ليفربول ، حين لعب في وستهام.
أمّا اللاعب الإسرائيلي الذي آثر الخروج على الإجماع فهو حارس المرمى الشهير، دودو أوات. فحين لعب في ديبورتيفو لا كورونيا، في موسم 2006/2007، استضاف فريقه ناديَ ريال سوسيداد. قال أوات إنه لن يدع الصوم يمنعه من اللعب. وما هو الحلّ الخلاق؟ إن امتدت المباراة لبداية الصوم، يمكن أن يبدأ بالصيام بعد ذلك، ويصوم لمدة 25 ساعة.
وادّعى أعضاء كنيست أنه من غير اللائق أن يلعب مَن يدافع عن مرمى المنتخب في يوم الغفران. “مَن يلعب في يوم الكفارة يدوس بقدمه بفظاظة على قيَم الشعب اليهودي، وليس جديرًا بتمثيل الدولة”، قال حينذاك يعقوب بن مرجي، من حزب شاس. أجاب أوات على الانتقاد، وتكوّن جدل شعبي حول المسألة. وفّر الاتحاد الإسباني الارتباك على أوات، فجرى تقديم ساعة المباراة، ليتمكن من التركيز على كرة القدم. فازت ديبورتيفو بهدفَين نظيفَين، وتألق الحارس الإسرائيلي، ليتابع طريقه نحو الكنيس لأداء الصلاة الأهم في التقويم اليهودي.
ميدالية ذهبية للاعبة جودو شابة، ولاعبة تنس تتأهل إلى الجولة الثالثة إلى الجولة الثالثة في البطولة الكبرى (جراند سلام) في نيويورك: يردين جربي ويوليا غلوشكو تسجلان رقمَين جديدَين، وتثبتان أنّ ثمة مستقبلًا باهرًا للرياضة النسائية في إسرائيل
سجّلت يردين جربي، لاعبة جودو إسرائيلية شابة، أمس (الخميس)، إنجازًا كبيرًا حين فازت ببطولة العالم حتى 63 كيلوغرامًا للسيدات. وقد أجريت البطولة في ريو دي جانيرو البرازيلية. وفي نهاية يوم مليء بالإثارة، ضمّ خمس معارك ضدّ أفضل لاعبات الجودو في العالم، اعتلت جربي الدرجة الأعلى على منصة التتويج، تقلدت الميدالية الذهبية التي حصلت عليها، وانهمرت دمعة من عينها لدى سماعها النشيد الوطني الإسرائيلي، “هتكفاه”، يُعزَف على شرفها.
أمّا الإنجاز الأفضل لجربي، ابنة الرابعة والعشرين، حتى الأمس، فكان تحقق في بطولة أوروبا، حيث حظيت فيها بالميدالية البرونزية. وبالنسبة للّاعبة التي لم تشارك في الألعاب الأولمبية في لندن 2012، ثمة قفزة كبيرة. فقد كانت طريقها إلى اللقب التاريخي مثيرة للإعجاب، إذ بدأت مع ثلاث ضربات قاضية ضدّ منافسات من السلفادور، إيطاليا، وسلوفينيا. في نصف النهائي، واجهت منافِسة يابانية عنيدة، ومفعمة بالعدائية. لكن بعد بداية متوازنة نسبيًّا، وبعد مرور دقيقتَين و47 ثانية، نجحت جربي في شلّها والتأهل للمباراة النهائية.
إليكم عددًا من الضربات القاضية المذهلة التي نفّذتها جربي:
عند ذاك صعدت إلى الميدان لتخوض أهم معركة في حياتها، أمام الفرنسية كلاريس أغبينينو. صعدت جربي مدفوعة بحافز كبير وبعدائية شديدة، أطاحت بمنافستها بسرعة، ونفّذت مناورة أولى أدّت إلى الإغماء على الفرنسية. وقد تطلّب الإعلان عن فوزها 43 ثانية فقط، فارتاحت حينذاك، وبدأت دموعها تنهمر.
شاهدوا المعركة على الميدالية الذهبية:
http://youtu.be/PS_W9aAc9tY
شاهدوا لحظات انفعال جربي، عندَ تقديم الميدالية لها:
http://youtu.be/NTH-H6YiMxM
وأدّى الفوز إلى توقف بعض السياسيين الإسرائيليين برهةً عن الانشغال بما يحدث في سوريا. فقد اتّصل رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، ببطلة الجودو، وهنّأها قائلًا: “إنه إنجاز هائل؛ نحن نفخر بك. دخلتِ التاريخ!”. وشاطرت وزيرة الرياضة، ليمور لفنات، تمنياتها إذ قالت لها: “إنّها إحدى لحظات القمة في الرياضة الإسرائيلية. أنا فخورة بكِ، وأرسل إليك معانقة كبيرة لإنجازك الهامّ”.
ويُعرف الجودو بصفته المجال الرياضي الأول في إسرائيل من حيثُ الإنجازات. وكان الجيل الذهبي بدأ مع الفوز التاريخي لياعيل إيرد بالميدالية الفضية في أولمبياد برشلونة 1992، والذي رافقه فوز أورن سمودجا بالميدالية الفضية. كان هاتان أوّل ميداليتَين للرياضيين الإسرائيليين في الألعاب الأولمبية، لينضم عام 2004 إريك زئيفي، الذي حظي بميدالية برونزية في أولمبياد أثينا، ليصبح شخصية معروفة في كل بيت.
شاهدوا فوز إريك زئيفي بالميدالية البرونزية:
***
أمّا الرياضية الإسرائيلية الأخرى التي تفوّقت على نفسها أمس فكانت لاعبة المضرب الشابة، يوليا غلوشكو. فبعد أن أذهلت عالم التنس وتغلبت في الجولة الأولى لبطولة الولايات المتحدة المفتوحة على ناديا بتروفا، المصنفة 20 في العالم، واجهت غلوشكو الأمريكيةَ ساتشيا فيكري.
يوليا غلوشكو (KENZO TRIBOUILLARD / AFP)
استغلت فيكري البداية المترددة لغلوشكو وتقدمت 5 مقابل 3. لكن في هذه اللحظة، ارتدّت الرياضية الإسرائيلية ابنة الثالثة والعشرين، فازت في 4 مباريات متتالية، وقلبت الأمور رأسا على عقب لتصبح النتيجة 5 مقابل 7 في الجولة الأولى. ومدفوعةً بالنصر في الجولة الأولى، عادت غلوشكو إلى الملعب، وواصلت بإيقاع مذهل، في طريقها لإحراز تقدّم بواقع 4 مقابل 1، قبل أن تنجح فيكري في التقليص إلى 3 مقابل 4، لكنّ غلوشكو عادت من جديد وفازت بنتيجة 6 مقابل 3 في الجولة الثانية.
ويُتوقّع أن يؤدي فوزا غلوشكو المقنعان إلى نقلها من المكان المئة والثامن والعشرين في العالم إلى لائحة المئة الأوائل للاعبات كرة المضرب. وفي الجولة الثالثة من البطولة الكبرى التي تجري حاليًّا في نيويورك، ستواجه السلوفاكية دانيلا هانتشوفا، المصنفة ثامنة وأربعين في العالم اليوم، لكنها بلغت في ذروتها المكان الخامس في التصنيف العالمي، واعتُبرت إحدى أهم لاعبات المضرب. يبدو أنّ المهمة ستكون صعبة على غلوشكو. لكن من يدري، فقد تؤدي الروح المعنوية المرتفعة جراء الفوز في أوّل مباراتَين إلى مفاجأة لاعبة التنس المخضرمة، التي حققت في مسيرتها الرياضية ما لا يقل عن 9 ملايين دولار، إثر نجاحاتها المتعدّدة!