كتائب عبد الله عزام

نساء حزب الله (AFP)
نساء حزب الله (AFP)

نساء حزب الله

حزب الله يعمل في هذه الأيام على تجنيد وتدريب نساء شيعيات لأهداف أمنية داخلية، خوفًا من أعمال انتقامية لمنظمات سنة إرهابية في جنوب لبنان، حصن حزب الله.

تنتشر أنباء إعلامية في الأيام الأخيرة في وسائل الإعلام العربية، جاء فيها أن مقاتلي حزب الله يحاولون في الفترة الأخيرة تجنيد “جيش نساء” خاص لصالحهم، لتأمين “أهداف داخلية”، كما يسميها التنظيم الشيعي.

الهدف: تأمين وحماية مواقع حزب الله في لبنان من “الجواسيس” والإرهابيين السنيين مثل داعش وفصائل عبد الله عزام، الذين يمكنهم أن يضروا بأهداف استراتيجية لحزب الله في جنوب لبنان، على خلفية الحرب في سوريا والعراق. يجدر الذكر أن مجمّع المجنّدات الجديدات يرتكز على أقرباء مقاتلي حزب الله.

يقدّر بعض المحللين العسكريين أنه إذا كان التنظيم الشيعي يجنّد لخدمته نساء ورجالا صغار العمر، فتيانًا، هذا يعني أنه في أزمة تجنيد حقيقية ويخشى من تنفيذ عمليات تفجيرية كبيرة، تخططها المليشيات السنية.

عمليًّا، ليست هذه هي المرة الأولى التي يحاول فيها حزب الله دمج النساء الشيعيات داخل التنظيم رغم ما يبدو من مساواة بين الجنسين فإن الواقع يُثبت أمرًا آخر.

“الأمر المهم هو التركيز على التأثير، فتؤثر الأخوات (أي النساء) على المجتمع والبيئة”، هكذا عرف نصر الله في جملة واحدة معنى مساهمة النساء الشيعيات داخل التنظيم سواء العسكري أو السياسي.

نساء حزب الله (AFP)
نساء حزب الله (AFP)

تحظى نساء التنظيم بتقدير كبير في أوساط القيادة وهن منخرطات في فروعه، لكن تُظهر نظرة أعمق فجوة بين الطموح والوعود المتقدمة نسبيًّا وبين الواقع على أرضه. بصرف النظر عن الإيحاء بالانفتاح، فمن الواضح للعيان أن مرتبة المرأة الشيعية في أوساط متخذي القرار بعيدة عن تلك التي لدى النساء الأُخريات في العالم العربي.

تتبع نساء حزب الله لأقسام التنظيم المسمّاة “جهات نسائية” ومن ضمنها الفرع الثقافي والتربوي، الفرع الاجتماعي والعلاقات العامة وفروع الاتصال. يمنح توزيع الجهات سيطرة نسائية في السلطة. ففي المجال العسكري، يحظى الرجال باحتكار مطلق تقريبًا وفعالية النساء معرفة “كشراكة في مصنع المقاومة”. وظيفتهن هو العمل كأمهات، أخوات ونساء، تحضير المقاتلين للمعارك وعلاجهم أو علاج عائلاتهم في حالات الإصابة أو الموت.

كما هو معروف، عملت النساء في التنظيم سابقًا في ساحات معارك وتلخص عملها بتعقب حركات العدو ونقل السلاح والمعلومات. لا ينحصر عمل المرأة فقط في دعم المقاتلين، وقد عانيّن أيضًا من الاعتقال وحتى التعذيب.

ما زال المجال السياسي في حزب الله في النطاق الرمادي. عندما أعلن التنظيم في بداية طريقه سنة 1985 عن ميثاقه السياسي، لم يتطرق أبدًا إلى حقوق المرأة السياسية. تكرر الأمر سنة 2009 أيضًا، لكن في حالات كهذه أصبحت الحاجة ماسة لتقوية وظيفة المرأة. منذ عام 1996، تصاعدت فكرة وضع النساء من التنظيم كمرشحات للانتخابات البرلمانية، لكن في نهاية المطاف لم تبصر النور.

نساء حزب الله (AFP)
نساء حزب الله (AFP)

لقد شكل عام 2004 تحولا ما لنساء حزب الله. في اللجنة التي أنشأها التنظيم، طُرحت توصية لزيادة مشاركة المرأة في المجال السياسي بواسطة التمثيل النيابي في قسم من مجالس صُنع القرار. في السنوات الأخيرة، سُمح للنساء من التنظيم أن يترشحن في الانتخابات للسلطة المحلية في لبنان بل ونجح قسم منهن في ذلك.

سنة 2004، وقع حدث تاريخي حين عُينت ناشطة واسمها ريما فخري كنائبة أولى في المجلس السياسي للتنظيم، الذي ضم في أروقته 17 رجلا. يستمر التاريخ النسائي بشخصية عفاف الحكيم، المسؤولة عن الوحدة المركزية لتنظيم النساء في حزب الله، التي نالت حق المشاركة فعليًّا في نقاشات المجلس التنفيذي- أحد هيئات اتخاذ القرار في التنظيم.

طبعًا، ما زال الطريق للقمة لنساء حزب الله طويلا. عندما طُلب من ريما فخري بنفسها أن تجيب لماذا ما زالت النساء لا تتحملن قسطا من العمل البرلماني أو الحكومي، أوضحت أنه “ليس هناك اعتراض عملي أو تنظيمي أن تكون المرأة نائبة برلمان أو وزيرة. هنالك مجالس كثيرة تشارك فيها نساء. أما عن الأسباب لماذا لا تتواجد نساءَ في البرلمان، فإن الأمر يتعلق بظروف معينة. لكن بصرف النظر عن دخول نساء حزب الله بالبرلمان، ما يعنينا هو التمحور في التأثير، والأخوات يتركن أثرهن في المجتمع والبيئة”.

اقرأوا المزيد: 556 كلمة
عرض أقل
مقاتلو جبهة النصرة (AFP)
مقاتلو جبهة النصرة (AFP)

العودة الدمويّة: “خرّيجو” سوريا واستقرار السعودية

وجود المقاتلين في سوريا وعودتهم إلى بلادهم الأصلية قد يشكلان مشكلة أمنية بالنسبة لدول كثيرة في المنطقة وخارجها، وليس بسبب عدد المقاتلين الكبير وعدد الدول الكثيرة التي يصلون منها فحسب

وجود المقاتلين في سوريا وعودتهم إلى بلادهم الأصلية قد يشكلان مشكلة أمنية بالنسبة لدول كثيرة في المنطقة وخارجها، وليس بسبب عدد المقاتلين الكبير وعدد الدول الكثيرة التي يأتون منها فحسب. فهذه الظاهرة ليست جديدة بالنسبة للسعودية. وكان السعوديّون منخرطون في القتال في دول أجنبية منذ فترة الجهاد ضدّ السوفيات في أفغانستان في سنوات الثمانينات، بل وكانوا يشكّلون جزءًا كبيرًا فيما بعد بين أوساط خرّيجي أفغانستان من الجيل الثاني، والذين تدرّبوا في تلك البلاد من سنوات التسعينات، وهم يشكّلون اليوم إحدى المجموعات الأجنبية المقاتلة الكبيرة في سوريا.‎ ‎

أدّت المعركة بين نظام الأسد وحلفائه وبين مجموعات الثوّار المختلفة، والتي من بينها عناصر سلفيّة جهادية، تتواصل بشكل مباشر وغير مباشر مع تنظيم القاعدة، إلى تيّار من المتطوّعين الأجانب الذين طلبوا دعم الأطراف المتحاربة. بينما تجنّد رعاة النظام من الإيرانيين وحزب الله اللبناني لصالح قوى النظام، فتجنّد عدد كبير من المتطوّعين من الشرق الأوسط، شمال إفريقية، آسيا بل ومن أوروبا وأمريكا الشمالية، جميعًا لصالح المعارضة. وتأسست بمساعدة وتمويل الجمعيات الخيرية والداعمين من السعودية ودول الخليج فصائل المعارضة المختلفة في سوريا كقوى مقاتلة مستقلّة. يشكّل العدد الكبير نسبيًّا للشباب القادمين من شبه الجزيرة العربية للقتال في سوريا، وخطر عودتهم إلى بلادهم الأصلية، مشكلة أمنية كبيرة.

هل يعود خريجو سوريا الى منازلهم لمحاربة حكام بلادهم (AFP)
هل يعود خريجو سوريا الى منازلهم لمحاربة حكام بلادهم (AFP)

‎ ‎بينما كانت الفصائل تقاتل النظام وتقاتل بعضها البعض، استمرّ التوجّه لدخول المتطوّعين الأجانب لسوريا، بشكل أساسيّ من تركيا ولكن من لبنان والأردن أيضًا، بهدف تعزيز الجهود ضدّ نظام الأسد. من الممكن أن يشكّل هؤلاء المتطوّعون، الذين يقدّر عددهم بالآلاف، تهديدًا خطرًا على استقرار وأمن بلادهم الأصلية، حيث كان “خرّيجو أفغانستان” في سنوات التسعينات عاملا مقوّضا للاستقرار حين عادوا إلى شبه الجزيرة العربية. كانت تلك العناصر التي حاربت السوفيات إلى جانب قوات طالبان، كادرًا واسعًا من المجنّدين، الذين بنوا روابط اجتماعية، وراكَموا خبرة عملية كبيرة وشكلوا أساسا للتعاون الإقليمي الذي تطوّر ليصبح تهديدًا للأنظمة “المعتدلة” في الشرق الأوسط.

فهناك أدلّة على مشاركة “خرّيجي” سوريا في نشاطات إرهابية في بلادهم الأصلية وفي ساحات قتال في الشرق الأوسط، ومن بينهم عناصر تنظيمات الجهاد العالمي، الذين يستندون إلى التجربة القتالية التي راكموها في سوريا. هكذا على سبيل المثال، تم الإبلاغ عن نشاطات “خرّيجي سوريا” في مصر بعد أن انضمّوا لتنظيم “أنصار بيت المقدس”، الذي يعمل في سيناء ضدّ قوى الجيش المصري وضدّ أهداف على الحدود الإسرائيلية والذي يضرب في مصر نفسها أيضًا؛ أهدافًا حكومية، أمنية واقتصادية. ساهم العنف الطائفي في لبنان بين الشيعة الداعمين للنظام والسنة الداعمين للمعارضة في عودة “المتطوّعين” من سوريا.‎ ‎

بعد الدعم المعنوي، الاقتصادي والتنظيمي، الرسمي وغير الرسمي، للمعارضة ضدّ الأسد؛ تواجه دول الخليج نتائج أعمالها وتخشى من حالة يتمرّد فيها المصنوع على صانعه

وحذّرت أجهزة أمنية غربية من الخطر الكامن في عودة المسلمين، من “خرّيجي” سوريا إلى بلادهم، حيث يملكون خبرة، وتدريب وعلاقات أكبر. في هذه المرحلة، لا يمكن الإشارة إلى عمليات إرهابية في الغرب من قبل أولئك العائدين من سوريا، ولكن استيضاح القلق من عمليات مستقبلية كهذه يقبع في مكانة مهمّة جدّا في سلّم الأوليات لدى الأجهزة الأمنية الغربية.

فتعيش السعودية ودول الخليج حالة أكثر تعقيدًا. فبعد الدعم المعنوي، الاقتصادي والتنظيمي، الرسمي وغير الرسمي، للمعارضة ضدّ الأسد؛ تواجه هذه الدول الآن نتائج أعمالها وتخشى من حالة يتمرّد فيها المصنوع على صانعه. وكما ذكرنا، فقد نشط في الماضي رجال القاعدة من “خرّيجي” أفغانستان الذين عادوا إلى المملكة ونفّذوا فيها سلسلة من الهجمات. وبعد صراع طويل، تمكّنت السلطات السعودية من إيقاف نشاط الكثير من قادة هؤلاء واعتقالهم. واستطاع القليل من تلك العناصر الهروب والانضمام إلى الفرع المحلّي للقاعدة في اليمن وأقاموا “القاعدة في شبه الجزيرة العربية”، وهو الفرع الذي يعتبر في الغرب الأخطر من بين شركاء القاعدة.‎ ‎

مراسم تشييع أحد مقاتلي حزب الله في سوريا (AFP)
مراسم تشييع أحد مقاتلي حزب الله في سوريا (AFP)

يقوم هذا التنظيم بتنفيذ عمليات إرهابية كثيرة وبشكل أساسي في اليمن، من بينها عمليات انتحارية كثيرة القتلى، وهو يعمل ضدّ قادة النظام اليمني والجيش. وقد ظهرت أدلّة المساهمة المحتملة للعائدين من سوريا مؤخرًا، حين نُشر أنّه تمّ الكشف في السعودية عن تنظيم إرهابي، والذي كان على تواصل مع عناصر من القاعدة في اليمن وفي سوريا وخطّط لسلسلة من الهجمات ضدّ أهداف حكومية، ومسؤولين في النظام وممثّلين أجانب في السعودية. ويبدو أنّ هذا التوجّه هو الذي كان يقف من وراء إعلان السلطات في الرياض أنّها تراجعت عن الدعم الكبير لقوى المعارضة، بل وحظرت بمرسوم ملكي أن يدعم مواطنيها أو ينظّموا أو يشاركوا في الحرب السورية، وفي مناطق أخرى.‎ ‎

ويعتبر هذا الحظر تغيّيرًا على ضوء دعم الأسرة السعودية المالكة الأول للمتطوّعين. فيخشى السعوديون من المشاركة المتزايدة لإيران في الساحة السورية، ولكنهم منزعجون بشكل لا يقلّ عن ذلك من تصاعد قوّة المعارضة الإسلامية المتطرّفة الداخلية لحكمهم بسبب عودة الشبان السعوديين إلى المملكة. إنّ الاستثمارات الكبيرة في الدعاية ضدّ المشاركة في الحرب السورية، والجهود لمكافحة المتطوّعين والمنظّمين وأيضًا إنشاء عقبات مادية لمنع خروج العناصر إلى خارج حدود المملكة، تعزّز هذا الافتراض. ومع ذلك، فإنّ الدعم السابق والعدد الكبير للعناصر التي خرجت من حدود المملكة (نحو 1000، ومن بينهم أكثر من 200 قُتلوا في المعارك)، قد يلعب دورًا ضدّ السلطات في الرياض.‎ ‎

وعلى ضوء المشاركة والدعم الكبير الذي أعطيَ لفصائل المعارضة المتطرّفة من السعودية ودول الخليج، فهناك مخاوف من أنّ تتواصل عناصر متطرّفة مع تنظيمات معارضة قائمة أو أن تنشئ منظّمات تخريبية جديدة في دول الخليج المختلفة. ونظرًا إلى أنّ قوات الأمن والشرطة لم تقم بوظيفتها إزاء المتطوّعين الذين خرجوا للقتال في سوريا، فهناك خطرًا بأن تتسلّل عناصر متطرّفة إلى داخل أجهزة السلطة والأمن في تلك الدول وأن تشكّل “طابورًا خامسًا” في الصراع ضدّ المعارضة الإسلامية المتطرفة والقائمة هناك.

مجاهد في صفوف جبهة النصرة في سوريا (AFP)
مجاهد في صفوف جبهة النصرة في سوريا (AFP)

هناك من يعتبر أنّ الجهاد ضدّ السوفيات في أفغانستان في سنوات الثمانينات هو المرة الأولى في العصر الحديث التي تحدث فيها ظاهرة المقاتلين الأجانب في السياق العربي السنّي. وفي الواقع، فإنّ معظم المتطوّعين العرب بين السنوات 1979 – 1992 قدِم من السعودية. واستمرّت هذه الظاهرة في سنوات التسعينات في الشيشان وفي وقت لاحق في البوسنة وفي العراق، مع كون السعوديين المجموعة الأجنبية الأكبر، والتي تقاتل إلى جانب المحلّيّين في تلك الدول. والأمر صحيح في كلّ ما يمكن أن يُقال عمّا يحدث اليوم في سوريا، حيث تضع التقديرات السعودية باعتبارها الدولة الأجنبية ذات عدد المصابين الأكبر في صفوف المتطوّعين.‎ ‎

بينما لم تقم الرياض بأي خطوة من أجل منع أولئك المقاتلين من السفر إلى سوريا بل قامت بتشجيعهم، تبذل الأسرة المالكة اليوم جهودًا كبيرة من أجل منع العنف لدى عودة هؤلاء إلى المملكة. في بداية شهر شباط عام 2014، أعلنت الحكومة عن مرسوم ملكي ينصّ على أنّ كلّ مواطن سعودي يقاتل في الصراعات التي هي خارج البلاد سيُسجن. بعد شهر من ذلك، تم إدخال بعض تلك التنظيمات إلى قائمة التنظيمات الإرهابية.

معظم المتطوّعين العرب بين السنوات 1979 – 1992 قدِم من السعودية. واستمرّت هذه الظاهرة في سنوات التسعينات في الشيشان وفي وقت لاحق في البوسنة وفي العراق

إنّ عودة “خرّيجي سوريا” إلى السعودية قد يطعن بالكفاءة النسبية التي أظهرتها عناصر الأمن السعودية في صراعها ضدّ الإرهاب. هذا هو الحال خصوصًا على ضوء ما يبدو أنّه محاولات متكرّرة للإضرار بكبار الشخصيات وبمرافق استراتيجية في المملكة. لقد تمّت مقاومة موجة الإرهاب التي ضربت المملكة في منتصف العقد الماضي، بواسطة عملية، ثمة جدل حول مدى نجاحها، وأساسها “تأهيل” العناصر الإرهابية. والآن ففي نيّة السعوديين أن يفتتحوا مراكز “تأهيل” أخرى إلى جانب المركز العامل في الرياض. إنّ حقيقة أنّ السعوديين، ومعهم دول أخرى من دول الخليج، يتّخذون خطوات إيجابية في هذه القضية تدلّ على مدى خطورة التهديد الذي تشكّله عودة “خرّيجي” سوريا على الأنظمة وعلى المصالح الغربية في أراضيها.‎ ‎

للخلاصة، فإنّ التهديد الذي تشكّله عودة المتطوّعين من “خرّيجي سوريا” إلى بلادهم الأصلية بشكل عام وإلى السعودية ودول الخليج بشكل خاصّ، يؤدّي إلى حدوث مراجعة على ضوء الأهمّية الاستراتيجية لتلك الدول، وهو أمر يُلزم بالتعاون الإقليمي، اليقظة والرقابة السياسية والاستخباراتية. إنّ “استيراد” معارضة مسلّحة، مدرّبة، لديها خبرة ومتطرّفة إلى شبه الجزيرة العربية قد يجلب معه تأثيرات إقليمية، دولية، اقتصادية وجيوسياسية كبيرة، ولذلك يلزم أن يكون هناك رصد دقيق من قبل الولايات المتحدة، إسرائيل وعناصر إقليمية ودولية أخرى.‎ ‎

نُشرت المقالة للمرة الأولى في موقع معهد أبحاث الأمن القومي ‏INSS‏

اقرأوا المزيد: 1225 كلمة
عرض أقل

كتائب عبد الله عزام تعتذر عن سقوط قتلى مدنيين في تفجير ببيروت

"نحارب ضد إيران وحليفها حزب الله وليس ضد عامة الشيعة"

اعتذرت كتائب عبد الله عزام وهي جماعة لبنانية متشددة على صلة بتنظيم القاعدة عن سقوط قتلى مدنيين في تفجير انتحاري الشهر الماضي وقالت إنها تحارب ضد إيران وحليفها حزب الله وليس ضد عامة الشيعة.

وكانت الجماعة قد اعلنت مسؤوليتها عن هجوم استهدف المركز الثقافي الإيراني في بيروت في 19 فبراير شباط وأدى إلى مقتل ثمانية أشخاص في منطقة تتمتع فيها جماعة حزب الله بتأييد قوي.

لكن في بيان غير معتاد نشر على مواقع إسلامية وعلى حساب الجماعة على تويتر قالت كتائب عبد الله عزام إن “المخطط كان ان يحدث الانفجاران في مكان لا يصل منه عصف الانفجار إلى الطريق العام حتى لا يتضرر أحد من المارة.”

وأضافت “عمليات كتائب عبد الله عزام لا تستهدف عامة الشيعة ولا غيرهم من الطوائف ونشدد دائما على الاستشهاديين ان يحتاطوا وأن يحبطوا العملية إذا ظنوا أنه قد يقتل فيها غير المستهدفين.”

وقالت ان الخطأ جاء نتيجة “خلل غير مقصود”.

ويشهد لبنان تصاعدا في أعمال العنف المرتبطة بالصراع السوري الذي حصد أرواح أكثر من 140 الف شخص خلال السنوات الثلاث الماضية واجبر ملايين الاشخاص على الفرار من منازلهم منهم مليون تقريبا فروا إلى لبنان.

وأخذ الصراع طابعا طائفيا على نحو متزايد. فقد أرسلت جماعة حزب الله مقاتلين لمساعدة الرئيس السوري بشار الأسد المنتمي للطائفة العلوية الشيعية في حين ان السواد الاعظم من مقاتلي المعارضة من السنة ومنهم كثير من الإسلاميين المتشددين بعضهم على صلة بتنظيم القاعدة.

وكانت كتائب عبد الله عزام أعلنت أيضا مسؤوليتها عن هجوم نوفمبر تشرين الثاني الذي استهدف السفارة الإيرانية في بيروت.

وأعلنت جماعة تصف نفسها بفرع لبنان في جبهة النصرة التابعة للقاعدة في سوريا مسؤوليتها ايضا عن هجمات انتحارية في مناطق شيعية بلبنان منها عدة تفجيرات في الضاحية الجنوبية ببيروت.

وقالت كتائب عبد الله عزام في بيانها انها تختار “أهدافا مشروعة” لإيران وحزب الله لكنها اتهمت ايضا حزب الله باستخدام المدنيين “دروعا بشرية”.

وأضافت “نؤكد لأهلنا أهل السنة وطوائف لبنان كافة أن حربنا هي مع حزب إيران (حزب الله) وأن أهدافنا هي مصالحه ومراكزه العسكرية والأمنية والسياسية في لبنان وخارجه وهي أهداف مشروعة.

اقرأوا المزيد: 312 كلمة
عرض أقل
موقع التفجير (ANWAR AMRO / AFP)
موقع التفجير (ANWAR AMRO / AFP)

مقتل خمسة في انفجار قرب المستشارية الثقافية الإيرانية في بيروت

كتائب عبد الله عزام تتبنى التفجيرين عبر حسابها على تويتر ورئيس الحكومة اللبنانية تمام سلام يقول ان "الرساله من التفجرين وصلت وسنرد عليها بتلاحمنا"

19 فبراير 2014 | 10:46

قالت مصادر أمنية إن انفجارا كبيرا وقع قرب المستشارية الثقافية الإيرانية في الضاحية الجنوبية لبيروت اليوم الأربعاء ما أسفر عن مقتل خمسة أشخاص وإصابة 80 .

وذكرت مصادر أمنية أن الانفجار ناجم على ما يبدو عن تفجيرين باستخدام سيارة ودراجة نارية ملغومتين.

افادة قناة الجزيرة الاخبارية ان كتائب عبد الله عزام تتبنى عبر حسابها على تويتر التفجيرين الانتحاريين.

والضاحية الجنوبية معقل حزب الله. وكانت السفارة الإيرانية في نفس المنطقة استهدفت بتفجير في نوفمبر تشرين الثاني ضمن سلسلة تفجيرات بسيارات ملغومة وقعت في الضاحية الجنوبية منذ يوليو تموز.

وتقع السفارة الكويتية في المنطقة نفسها.

وأظهرت تغطية تلفزيونية سيارات الاطفاء وجنودا لبنانيين يقفون في الشارع. كما أظهرت مصابا محمولا على نقالة وفتاة ينقلها رجلان بعيدا. ويغطي الزجاج الشارع كما لحقت أضرار بمبان قريبة.

وكان إسلاميون متشددون سنة توعدوا بمهاجمة حزب الله الشيعي في الأراضي اللبنانية لتدخله في سوريا ومساعدته الرئيس السوري بشار الأسد في حربه ضد مقاتلي المعارضة وأغلبهم من السنة.

واستنكر رئيس مجلس الوزراء تمام سلام الانفجار الذي وقع في منطق بئر حسن، واعتبره “رسالة باصرار قوى الارهاب على المضي في مخططها في نشر الموت العبثي في الربوع اللبنانية”.

اضاف الرئيس سلام “لقد وصلت الرسالة وسوف نرد عليها بتلاحمنا وتضامننا وتمسكنا بسلمنا الأهلي وبالتفافنا حول جيشنا وقواتنا الأمنية التي أعطيت التعليمات بالقيام بكل ما يلزم من أجل ضبط الفاعلين وجلبهم امام العدالة سريعا”.

 

اقرأوا المزيد: 199 كلمة
عرض أقل
مقاتلو جبهة النصرة في سوريا (AFP)
مقاتلو جبهة النصرة في سوريا (AFP)

كتائب عبد الله عزام – بين السعودية وإيران

سبب مقتل ماجد الماجد قائد "كتائب عبد الله عزام" توترًا بين إيران والسعودية مجددًا

مقتل المواطن السعودي ماجد الماجد قائد “كتائب عبد الله عزام” الذي أعلن عن مسؤوليته عن التفجير الانتحاري المزدوج في السفارة الإيرانية في بيروت في 19 تشرين الأول يُحدث توترًا بين الرياض وطهران من جديد. أسباب موت الماجد في مقر تابع لقوات الأمن في لبنان ليست واضحة، لكن إيران ألقت المسؤولية على السعودية مدعية أن مقتله جاء محاولة لإخفاء دور المخابرات السعودية في تفجير السفارة الإيرانية.

تطرق وزير الاستخبارات الإيراني، محمود علوي، مطلع الأسبوع، إلى مقتل الماجد في السجن ووصفه بالـ “مشبوه”. بالمقابل، طالب عدد من أعضاء المجلس وزارة الخارجية الإيرانية بفتح تحقيق حول موت الأسير السعودي. قال عضو المجلس سيد علي طاهري أثناء جلسة علنية في المجلس أن على وزارة الخارجية التحقيق في أسباب موته الغامض وعرض نتائج التحقيق على الجمهور.

اتهم عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية الإيرانية، أحمد شوهاني، السعودية بالتدبير للتفجير في السفارة الإيرانية واغتيال الماجد الذي جاء للتغطية على دورها في التفجير.

قال شوهاني في مقابلة مع وكالة الأنباء “ايسنا” إن السعودية اغتالته بعد أن طالبت إيران بأن يكون لها دور في محاكمة الماجد كمشرفة وذلك خوفًا من أن تؤدي المحاكمة إلى كشف دور السعودية ودور شخصيات سعودية رفيعة المستوى بتنفيذ الأمر.

يعتقد شوهاني أن تدخل السعودية ناتج عن النفوذ الإيراني المتصاعد في المنطقة. تطرق نائب رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية منصور حقيقت – بور إلى دور السعودية في مقتل الماجد قائلا: تؤكد الأنباء التي تشير إلى أن السعودية كانت على استعداد لدفع مبالغ هائلة من أجل تسليمه من قبل لبنان، أن المعلومات التي كانت لديه مهمة جدًا.

جدد موت الماجد الغامض الهجمة التي تقوم بها وسائل الإعلام الإيرانية ضد السعودية وضد الأمير بندر بن سلطان بن عبد العزيز آل سعود بشكل خاص والذي تم اتهامه بشكل مباشر بالتورط بعملية تفجير السفارة الإيرانية في بيروت وباغتيال الماجد في السجن. صرحت وكالة الأنباء المحافظة “فارس” في 5 كانون الثاني استنادًا إلى تصريحات رجال أمن لبنانيين أن الماجد كان يملك معلومات كثيرة ذات أهمية عن تنظيم القاعدة وعلاقاته بالدول العربية والغربية وحول وسائل نقل الأموال للتنظيم.

طالبت وكالة الأنباء إيران بتقديم شكوى ضد السعودية لمحكمة العدل الدولية في هاغ وفي مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في حال ظهور علاقة بين الماجد والمخابرات السعودية والكشف عن تورط السعودية في تفجير السفارة في بيروت. ستتمكن إيران بهذه الحالة من ملاحقة بندر بن سلطان الذي يشغل منصب مدير الاستخبارات من خلال الإنتربول أيضًا.

كاريكاتير يسخر من بندر بن سلطان منقول عن وكالة الأنباء "فارس"، 4 كانون الثاني
كاريكاتير يسخر من بندر بن سلطان منقول عن وكالة الأنباء “فارس”، 4 كانون الثاني

وجه المحلل السياسي لشؤون الشرق الأوسط، حسن هاني زادة، أيضًا اتهامًا للسعودية بمقتل الماجد وقال إن اغتيال الأسير السعودي جاء كي لا يُكشف عن أسرارها وأضاف قائلا: إن موته سيمنع الكشف عن أسرار حول العلاقة بين القاعدة وتنظيمات سلفية في العراق وسوريا ولبنان وبين السعودية وإسرائيل.

قال زادة في لقاء مع الصحيفة الإيرانية “جوان” إن بندر بن سلطان لم يكن يرغب بأن يكون لإيران دور في التحقيق مع الأسير. قال المحلل أيضًا أن مئة شبكة سعودية تقريبًا تعمل ضد إيران وسوريا اليوم عن طريق دعم مادي وإعلامي مصدره أموال النفط السعودي. بالمقابل، ركّزت وسائل الإعلام الإيرانية على الأنباء التي صدرت أول الأسبوع ومفادها أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وصف الحكم السعودي بـ “حكم إرهابي” واتهمه بالتورط في التفجير الإرهابي الذي حدث خلال الأسبوع الماضي في فولغوغراد.

تؤكد حادثة مقتل الأسير السعودي في لبنان مجددًا وجود الشك وانعدام الثقة بين إيران والسعودية. يجدر الذكر أن الأنباء الأخيرة عن التقارب بين إسرائيل ودول الخليج على خلفية التقارب الإيراني الأمريكي والاتفاق حول المسألة النووية بين إيران والغرب أثار انتقادات حادة في إيران ضد جارتها. يبدو من خلال الأنباء التي ظهرت خلال الشهور الأخيرة أنه رغم الجهود من قبل الدولتين لاستغلال تبديل الحكم في إيران بهدف التخفيف عن التوتر بين الدولتين إلا أن الحادثة الأخيرة ستشكل عائقا إضافيا أمام تحسين العلاقات بين طهران والرياض.

 

اقرأوا المزيد: 574 كلمة
عرض أقل