صلاة ليلة عيد الميلاد في القدس (Flash90 / Dror Garti)
صلاة ليلة عيد الميلاد في القدس (Flash90 / Dror Garti)

ليس للمسيحيين فقط.. صلاة ليلة عيد الميلاد في القدس

من المتوقع أن يشارك الكثير من الإسرائيليين في صلاة ليلة عيد الميلاد التي تُجرى بلغات مختلفة وبشكل خاص في كنيسة في القدس

في كل عام خلال هذه الفترة، يزور مئات الزوار الإسرائيليين كنيسة “دورميتيون” في القدس، رغبة منهم المشاركة بأجواء عيد الميلاد وتوسيع معرفتهم بالدين المسيحي. ففي السنوات الأخيرة، أصبح قداس ليلة عيد الميلاد في كنيسة دورميتيون يجذب الكثير من الإسرائيليين الذين يأتون إلى الكنيسة عشية عيد الميلاد.

نتيجة للاهتمام المتزايد بقداس ليلة عيد الميلاد، بدأ رهبان الكنيسة بعقد هذا القداس في وقت مبكر، وإجراء مراسم أقصر بلغات متعددة ومعروفة لجمهور غير المسيحيين. بهذه الطريقة، يأمل الرهبان أن يكونوا قادرين على عقد قداس ليلة الميلاد التقليدي باللغة الألمانية، وبطريقة حميمة ومستقلة بعيدة عن مئات الفضوليين الذين يملأون الكنيسة قُبَيل ساعات منتصف الليل.

يقدّر الكاهن نيقودموس من كنيسة “دورميتيون” أن %95 من بين 1000 زائر للكنيسة عشية عيد الميلاد هم من اليهود الإسرائيليين. كما يقول: “أعتقد أنني الكاهن الوحيد في العالم الذي يحتفل بعيد الميلاد مع جمهور معظمه من اليهود تقريبا. فهم يعتقدون أن الكنيسة مكانا غامضا… ويرغبون في المشاركة بعيد الميلاد، وليس هناك مكان أفضل من القدس للقيام بذلك”.

كنيسة “دورميتيون” في القدس (AFP)

يعتبر العديد من الإسرائيليين عيد الميلاد احتفالا هاما وممتعا يرمز إلى فصل الشتاء، وفي السنوات الأخيرة بدأ يجد العديد منهم طرقا مختلفة للمشاركة في أحداث العيد والتمتع بقضاء الأوقات وكأنهم خارج البلاد. على غرار الاحتفالات الأخرى، يجذب قداس ليلة عيد الميلاد في كنيسة “دورميتيون” زوارا من خارج القدس، وهذا العام من المتوقع أن يشارك فيه شبان من تل أبيب، الذين لا يرغبون بقضاء الوقت في القدس غالبا.

سيجرى جزء من قداس ليلة الميلاد في كنيسة “دورميتيون” بالعبرية والإنجليزية، وخلافا لما يُجرى في الكنائس الأخرى، فليس هناك في هذه الكنيسة تحديد لعدد غير المسيحيين الذين في وسعهم المشاركة في الاحتفال. يقول الكاهن نيقودموس إن التحدي الأكبر لديه في عشية عيد الميلاد هو عدم اعتباره كاهنا تبشيريا. فوفق أقواله يقول للمشاركين غالبا: “أريد أن تذهبوا إلى بيوتكم يهودا، ولكن سأواصل التحدث عن كم عيد الميلاد رائع ومميز”.

اقرأوا المزيد: 288 كلمة
عرض أقل
بركة الكهنة عند الحائط الغربي في القدس (Yonatan Sindel/Flash90)
بركة الكهنة عند الحائط الغربي في القدس (Yonatan Sindel/Flash90)

مراسم “بركة الكهنة” اليهودية وأهميتها التاريخية

يُجرى في عيد المظالّ وعيد الفصح اليهوديين في باحة الصلاة بالقرب من الحائط الغربي احتفال ديني يشارك فيه عشرات آلاف المصلين اليهود. نكشف في هذا التقرير عن أهمية هذه الاحتفالات وأصلها

كما هي الحال في  الأعياد اليهودية التي يتم فيها الوصول إلى القدس وتأدية الصلاة عند الحائط الغربي – في عيد المظال، الفصح اليهودي – وصل هذا الأسبوع أيضا عشرات آلاف اليهود للمشاركة في “بركة الكهنة” في القدس.

ما هي بركة الكهنة؟

“بركة الكهنة” هي جزء من الصلاة اليهودية، التي تؤدى في صلاة الصباح يوميًّا، وعليها تأكيد خاص في الصلوات الاحتفالية في أيام السبت والأعياد. بدأت هذه البركة في الحائط الغربي، عام ‏1970‏، وقت حرب الاستنزاف. بادر إليها الحاخام جيفنر، من سكان القدس، داعيا للمشاركة فيها نحو  ‏300‏ يهودي من سلالة الكهنة‎.‎‏ منذ ذلك الحين تقرر إقامتها عند الحائط الغربي مرتين في العام – في عيد العرش (المظال)، وفي عيد الفصح اليهودي.

ولكن “بركة الكهنة” لم تبدأ في القرن الماضي فحسب، يعود مصدرها إلى الاحتفالات اليهودية السابقة التي عرفها الباحثون. تظهر الصيغة الأصلية للبركة في سفر العدد في التوراة، وكذلك في التمائم التي عُثر عليها في الحفريات الأثرية في القدس ويعود تاريخها إلى 600 سنة قبل الميلاد.

بركة الكهنة اليهودية (Yonatan Sindel/Flash90))
بركة الكهنة اليهودية (Yonatan Sindel/Flash90))

في السنوات العشر الماضية، أصبحت “بركة الكهنة” احتفالا جماعيا في باحة الصلاة بالقرب من الحائط الغربي. يشارك عشرات آلاف اليهود في كل سنة في هذه الاحتفالات، ومن بينهم كهنة لتأدية البركة الاحتفالية.

أثناء “بركة الكهنة” يقف اليهود من نسل الكهنة الذين خدموا في المعبد اليهودي، أي من نسل قبيلة ليفي، أمام جمهور المصلين، ويغطون رؤوسهم بشال الصلاة ويذكرون “بركة الكهنة” بصوت عال وهم يرفعون أيديهم أمام المصلين.

من المتبع أثناء “بركة الكهنة” ألا ينظر المصلون إلى الكهنة، ووفق التقاليد اليهودية، فقد يلحق ضررا بمن يخالف ذلك. السبب وفق الأسطورة، هو أن روح الله تسكن في قلوب الكهنة أثناء ذكر البركة.

بركة الكهنة اليهودية (Yonatan Sindel/Flash90)
بركة الكهنة اليهودية (Yonatan Sindel/Flash90)

بالمقابل، لا يجوز لكل الكهنة المشاركة في “بركة الكهنة”. فيحظر على الكاهن الذين استهلك الكحول، أو تسبب بقتل إنسان، المشاركة في هذه المراسم، وغالبا عليه مغادرة الكنيس أو الابتعاد عن منطقة الصلاة أثناء تأدية “بركة الكهنة”.

امتلأت الباحة بعشرات الآلاف من المصلين، وكذلك بالسُيّاح الذين وصلوا لمشاهدة تأدية الشعائر، حتى أن الكثيرين وقفوا في أماكن مختلفة من المدينة القديمة في القدس بهدف المشاهدة. يبدو أن هذه هي “بركة الكهنة” الجماعية الأكبر في إسرائيل وتشير لدى الكثير من اليهود الذين يشاركون فيها إلى التضامن مع الدين والأصول اليهودية.

اقرأوا المزيد: 335 كلمة
عرض أقل